أخبار العراق.... مجموعة إرهابية تتبنى تفجيري بغداد الانتحاريين...إقالات وتغييرات أمنية واستخباراتية بأمر الكاظمي...مقتل جنديين عراقيين في تفجير غربي الأنبار...إدانات واسعة للاعتداء... وتضامن مع العراق...الباب الشرقي... قلب بغداد القديم الذي بات مقصد الفقراء...خميس بغداد الدامي: انتعاش آمال وَرَثَة الاحتلال... وفدان كرديان إلى بغداد لإقناع النواب والكتل بتمرير الموازنة...

تاريخ الإضافة الجمعة 22 كانون الثاني 2021 - 4:12 ص    عدد الزيارات 1335    التعليقات 0    القسم عربية

        


مجموعة إرهابية تتبنى تفجيري بغداد الانتحاريين...

فرانس برس.... تفجيرا بغداد الانتحاريان أسفرا عن عشرات القتلى والجرحى.... تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ليل الخميس، تفجيرين انتحاريين وقعا في وسط بغداد وخلفا 32 قتيلا و110 جرحى. ونشر التنظيم الإرهابي منشورا على مواقع التواصل يؤكد فيه مسؤوليته عن الهجوم، وقد تداوله العديد من الناشطين. وكان انتحاري من داعش استهدف مجموعة من المدنيين في سوق بساحة الطيران وسط بغداد، قبل أن يفجر انتحاري ثان نفسه عندما تجمع آخرون لمساعدة الجرحى. وأجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي سلسلة تغييرات في صفوف الأجهزة الأمنية والاستخبارية على خلفية الهجومين الانتحارييين. وسبق للتنظيم الذي سيطر لسنوات على أجزاء واسعة من العراق، أن استخدم هذا الأسلوب في مناطق عدة. لكن حدة الهجمات الانتحارية في العراق، انخفضت، بعد ما نجحت القوات العراقية في القضاء على التنظيم في نهاية العام 2017 بعد معارك دامية. ولا تزال خلايا التنظيم النائمة تنشط في بعض المناطق البعيدة عن المدن، وتستهدف بين وقت وآخر مواقع عسكرية في تلك المناطق. وأثار هجوم، الخميس، تنديدات دولية واسعة وتعاطفا قويا مع العراق. وهو يأتي في الوقت الذي يستعد فيه العراقيون لإجراء انتخابات، وبالتزامن مع خفض عديد القوات الأميركية في العراق.

تفجير "ساحة الطيران" الدامي.. مسؤول أمني عراقي يكشف الجناة

الحرة – واشنطن.... أغلب الضحايا الذين سقطوا هم من الباعة الذي يحاولون كسب لقمة العيش في بلد يمر بأسوأ أزمة اقتصادية، على خلفية انخفاض أسعار النفط والتراجع الحاد في قيمة العملة.... اتهم مسؤول أمني عراقي رفيع، تنظيم داعش بالوقوف وراء الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف منطقة تجارية مكتظة وسط بغداد الخميس وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في تصريح خاص لقناة "الحرة" إن "تنظيم داعش هو المسؤول عن التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا في بغداد اليوم"، مضيفا أن "الأجهزة الأمنية مستمرة في ملاحقة الجناة ومن قدم العون لهم وساعدهم". وشدد الخفاجي أن تنظيم داعش "مرفوض داخليا، والموجودون الآن هم خلايا نائمة لا قدرة لها على مواجهة القوات العراقية". وقتل 32 شخصا وأصيب 110 آخرون بجروح في تفجيرين انتحاريين وسط بغداد، في اعتداء أوقع أكبر عدد من الضحايا في العاصمة العراقية منذ ثلاث سنوات. ووقع الاعتداء في سوق للملابس المستعملة "البالة" في ساحة الطيران التي غالبا ما تعج بالمارة وشهدت قبل ثلاث سنوات تفجيرا انتحاريا أوقع 31 قتيلا. وأوضح بيان لوزارة الداخلية العراقية أن انتحاريا أول فجر نفسه في السوق "بعد أن ادعى أنه مريض فتجمع الناس حوله"، مضيفا أن الانتحاري الثاني فجر نفسه "بعد تجمع الناس لنقل الضحايا الذين أصيبوا في التفجير الأول". دوي الانفجار سمع في كل أنحاء العاصمة، حيث انتشر جنود في الساحة بكثافة وأغلقوا الطرق المؤدية الى مكان الانفجار. واعترف مسؤول استخباراتي رفض الكشف عن اسمه، بحدوث خرق. وقال لوكالة فرانس برس "كنا في حالة تأهب لاحتفالات نهاية العام وتوقعنا وقوع هجمات، وفي النهاية لم يحدث شيء. خذلنا حذرنا". وأغلب الضحايا الذين سقطوا هم من الباعة الذي يحاولون كسب لقمة العيش في بلد يمر بأسوأ أزمة اقتصادية، على خلفية انخفاض أسعار النفط والتراجع الحاد في قيمة العملة ويأتي الاعتداء في وقت تناقش السلطات تنظيم انتخابات تشريعية، وهو استحقاق غالبا ما يترافق مع أعمال عنف في العراق.

بعد اعتداء بغداد.. إقالات وتغييرات أمنية واستخباراتية بأمر الكاظمي

الحرة – واشنطن.... دوي الانفجار سمع في كل أنحاء العاصمة، حيث انتشر جنود في الساحة بكثافة وأغلقوا الطرق المؤدية الى مكان الانفجار

أجرى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي سلسلة تغييرات في صفوف الأجهزة الأمنية والاستخبارية على خلفية الهجوم الانتحاري الذي وقع في ساحة الطيران وسط بغداد، الخميس. وذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن التغييرات شملت "مفاصل الأجهزة الأمنية والاستخبارية المسؤولة" من دون الكشف عن تفاصيلها. وأشار مصدر حكومي إلى "أهمية إجراء التغييرات بعيدا عن الضغوط والتأثيرات في العمل الأمني ورفض اي تدخل بالمطلق". وقال مراسل "الحرة" في العراق إن التغييرات شملت إقالة مدير استخبارات قيادة عمليات بغداد اللواء باسل العامري. وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية في وقت سابق أن مصطفى الكاظمي ترأس اجتماعا طارئا لقادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية في مقر قيادة عمليات بغداد، لكن من دون الكشف عن أية تفاصيل. وقتل 32 شخصا وأصيب 110 آخرون بجروح في تفجيرين انتحاريين وسط بغداد، في اعتداء أوقع أكبر عدد من الضحايا في العاصمة العراقية منذ ثلاث سنوات. ووقع الاعتداء في سوق للملابس المستعملة "البالة" في ساحة الطيران التي غالبا ما تعج بالمارة والتي شهدت قبل ثلاث سنوات تفجيرا انتحاريا أوقع 32 قتيلا على الأقل. وأوضح بيان لوزارة الداخلية العراقية أن انتحاريا أول فجر نفسه في السوق "بعد أن ادعى أنه مريض فتجمع الناس حوله"، مضيفا أن الانتحاري الثاني فجر نفسه "بعد تجمع الناس لنقل الضحايا الذين أصيبوا في التفجير الأول". وسمع دوي الانفجار في كل أنحاء العاصمة. وانتشر جنود في الساحة بكثافة وأغلقوا الطرق المؤدية الى مكان الانفجار. ولم تتبن أي جهة الاعتداء حتى الآن، لكن تنظيم داعش استخدم هذا الأسلوب في مناطق عدة. ونجحت القوات العراقية في القضاء على التنظيم في نهاية العام 2017 بعد معارك دامية، لكن خلايا منه لا تزال تنشط في بعض المناطق البعيدة عن المدن، وتستهدف بين وقت وآخر مواقع عسكرية في تلك المناطق. ويأتي الاعتداء في وقت تناقش السلطات تنظيم انتخابات تشريعية، وهو استحقاق غالبا ما يترافق مع أعمال عنف في العراق. وجاء التفجيران بعد أيام من موافقة الحكومة العراقية بالإجماع على إجراء انتخابات مبكرة في أكتوبر. وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد أعلن في يوليو أنه سيتم إجراء انتخابات مبكرة لتلبية مطالب المحتجين المناهضين للحكومة.

مقتل جنديين عراقيين في تفجير غربي الأنبار

الحرة / خاص – واشنطن.... القوات العراقية نجحت في القضاء على داعش في نهاية 2017، لكن خلايا منه لا تزال تنشط في بعض المناطق البعيدة عن المدن

أفاد مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار، الخميس، بأن جنديين عراقيين قتلا في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهما في منطقة الرطبة غربي المحافظة. وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر أسمه، لقناة "الحرة" إن الهجوم وقع أثناء قيام قوة من الجيش العراقي بعمليات "مسح وتمشيط" للطريق الدولي، مشيرا إلى أن التفجير تسبب أيضا بتدمير عجلة عسكرية تابعة للواء الأول في الفرقة الأولى بالجيش. وأضاف أن القوات الأمنية باشرت بتنفيذ عملية أمنية في اتجاه المناطق الصحرواية القريبة من الطريق الدولي بحثا عن عناصر تنظيم داعش ومطلوبين. ويأتي الهجوم بالتزامن مع تفجير انتحاري مزدوج استهدف منطقة تجارية مكتظة وسط بغداد، وأسفر عن مقتل نحو 32 مدنيا، وإصابة أكثر من 100 آخرين. ووقع الاعتداء في سوق البالة في ساحة الطيران التي غالبا ما تعج بالمارة والتي شهدت قبل ثلاث سنوات تفجيرا انتحاريا أوقع 31 قتيلا. وكما في 2018، يأتي الاعتداء في وقت تناقش السلطات تنظيم انتخابات تشريعية، وهو استحقاق غالبا ما يترافق مع أعمال عنف في العراق. واستخدم تنظيم داعش، الذي سيطر لسنوات على أجزاء واسعة من العراق، هذا الأسلوب في مناطق عدة. ونجحت القوات العراقية في القضاء على التنظيم في نهاية العام 2017 بعد معارك دامية، لكن خلايا منه لا تزال تنشط في بعض المناطق البعيدة عن المدن، وتستهدف بين وقت وآخر مواقع عسكرية في تلك المناطق.

إدانات واسعة للاعتداء... وتضامن مع العراق

الرياض - لندن - القاهرة: «الشرق الأوسط»..... أثار الاعتداء الانتحاري المزدوج الذي شهدته بغداد، أمس، وأدى إلى سقوط عشرات الضحايا، إدانات عربية ودولية واسعة. وأكدت غالبية المواقف التضامن مع العراق في مواجهة الإرهاب. وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجير الانتحاري المزدوج. وجددت التأكيد على «رفض السعودية القاطع للإرهاب بصوره وأشكاله كافة، مهما كانت دوافعه ومبرراته». وشددت على «وقوف المملكة وتضامنها مع العراق ضد ما يهدد أمنها واستقرارها». وأدانت مصر الاعتداء، وأعربت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أمس، عن «خالص التعازي والمواساة لحكومة وشعب العراق الشقيق في ضحايا هذا العمل الإرهابي الخسيس، والتمنيات بالشفاء العاجل للمُصابين». كما أكدت مُجدداً «وقوفها إلى جانب العراق الشقيق في مساعيه الرامية إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار ومجابهة صور الإرهاب والتطرف كافة». وأدانت البحرين التفجيرين، وأكدت وزارة خارجيتها «تضامن المنامة مع بغداد في حربها ضد الإرهاب». وشددت على «موقف البحرين الثابت الرافض للعنف والتطرف بجميع أشكاله وصوره مهما كانت دوافعه ومبرراته، ما يدعو إلى ضرورة التكاتف من أجل التصدي لهذه الأعمال الإرهابية الشنيعة التي تستهدف حياة المدنيين الآمنين وزعزعة الأمن والاستقرار». وأدانت دولة الإمارات الهجوم، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان «استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية». وبأشد العبارات، أدانت دولة الكويت «الهجوم الإجرامي الآثم الذي استهدف المواطنين الأبرياء وأمن واستقرار العراق»، مشددة على أنه «يشكل انتهاكاً للشريعة الإسلامية السمحاء ولكل القيم والأعراف». وأكدت «تضامن الكويت مع العراق وتأييدها لجهودها في الحفاظ على أمنها واستقرارها». ومن الرياض أيضاً، أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف التفجير، مؤكداً «مواقف المجلس الثابتة تجاه الإرهاب والتطرف، ونبذه لجميع أشكاله وصوره، ورفضه لدوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره، والعمل على تجفيف مصادر تمويله ودعمه». وندد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بـ«أشد العبارات» بالاعتداء، معرباً عن خالص تعازيه ومواساته لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. واعتبرت الجامعة في بيان أن الهجوم «عمل مشين يأتي في توقيت مهم لا شك أنه يستهدف النيل من هيبة الدولة العراقية، وتقويض الجهود الدؤوبة التي تقوم بها الحكومة العراقية لاستعادة عافية العراق الأمنية وتلاحمه الوطني وترسيخ سيادته وتحقيق الإصلاح الاقتصادي المأمول». وأكدت «دعمها المستمر للحكومة العراقية في الإجراءات كافة التي تتخذها لتعزيز الأمن والاستقرار وتضامنها معه في كل ما من شأنه أن يسهم في تجاوز التحديات الراهنة، بما في ذلك القضاء على البؤر الإرهابية التي تهدد أمن العراق والمنطقة كلها». ومن مقرها الرئيسي في مدينة جدة، أدانت منظمة التعاون الإسلامي «العمل الإجرامي والإرهابي». وجدد الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين «موقف منظمة الإسلامية الثابت الذي يدين الإرهاب بأشكاله وتجلياته كافة». وأعرب بابا الفاتيكان البابا فرنسيس عن «حزنه العميق» للتفجيرين واعتبرهما «عملاً وحشياً عبثياً». وفي برقية إلى الرئيس العراقي برهم صالح، قال البابا الذي ينوي زيارة العراق في مارس (آذار) إنه «واثق من أن الجميع سيسعى لتخطي العنف بأخوة وتضامن وسلام». وأضاف أنه يصلي من أجل الضحايا الذين سقطوا وأسرهم، والجرحى والعاملين في أجهزة الإنقاذ الذين هرعوا إلى المكان.

الباب الشرقي... قلب بغداد القديم الذي بات مقصد الفقراء

بغداد: فاضل النشمي.... تعد منطقة الباب الشرقي في بغداد التي استهدفها الهجوم الإرهابي، أمس المكان الأهم لتواجد فقراء العاصمة وعملهم في قلبها. ففيها تغيب التباينات الطائفية والقومية والإثنية التي فرضتها السياسة، وتحل محل ذلك مشتركات البحث عن لقمة العيش والحاجة إلى التبضع بأثمان بخسة. في بغداد الخائفة دائماً، وجدت أبواب وأسوار تاريخية كثيرة لحمايتها من الأشرار وأطماع الغزاة على مر العصور. هناك في جانب الكرخ، أبواب الكوفة والشام وخراسان والبصرة التي اندثرت مع الزمن، وفي جانب الرصافة، باب الشيخ والباب الوسطاني وباب الآغا والباب الشرقي الذي شهد اعتداء أمس الذي خلف عشرات القتلى والجرحى. كان المكان الممتد حتى منتهى شارع الرشيد باباً لسور بغداد في عهد الدولة العثمانية التي ربضت على قلب البلاد لنحو أربعة قرون، وكان على شكل برج، كما يقول المؤرخون، ثم اتخذ كنيسة بعد الاحتلال البريطاني لبغداد عام 1917، ما لبثت أن هدمت عام 1937. وعرفت منطقة الباب الشرقي في عقود سابقة، بوصفها قلب العاصمة النابض ومركزها الحضري الأكثر أهمية، لجهة وجود المباني الحديثة ودور السينما ومحلات بيع الملابس بمختلف أنواعها، إضافة إلى المطاعم والحانات والمقاهي الشعبية. ولأهمية المكان الاستثنائية في الذاكرة البغدادية، اختير عام 1961، ليكون موقعا لنصب «الحرية» الذي صممه الفنان الراحل جواد سليم، إذ لا يبعد النصب عن مكان هجوم الأحزمة الناسفة سوى بضعة أمتار. ولأن «في العراق تنتصر الأزمان القصيرة في كل شيء»، كما يقول أحد الكتاب، انتصر سوء الحظ مع حلول عقد التسعينات وحقبة الحصار الدولي، على مجد الباب الشرقي، وبات ملاذاً للفقراء وقليلي الحظ وباعة الملابس المستعملة واللصوص ومدمني الخمر. ومنذ ذاك العقد التسعيني المخيف بجوعه وقسوته، اقتصر مجد منطقة الباب الشرقي على تواجد السلع العتيقة وتحول إلى مركز لبيع أنواع المواد المستعملة. وبات الاسم الذي كان يعج بكل ما يمت للمدنية بصلة اسم «سوق هرج» وحسب، يقصده الفقراء من الباعة والمتبضعين لشراء حاجاتهم بأسعار متواضعة. وصار لاحقاً مركزاً مهماً لبيع الملابس المستعملة وتوزيعها على عموم مناطق بغداد والمحافظات. هجمة الأحزمة الناسفة ليست الأولى التي تستهدف باب الفقراء، إذ سبق وحدث ذلك كثيراً في سنوات العنف الممتدة منذ عام 2003، ولعلها لن تكون الأخيرة. وفي حين من الواضح أن هدف الإرهاب في مكان آخر غير الباب الشرقي، إلا أن ضربته انتصار آخر لسوء حظ المكان الذي كان يوماً قلب بغداد.

خميس بغداد الدامي: انتعاش آمال وَرَثَة الاحتلال

الاخبار.....خلّف تفجيرا «ساحة الطيران» في بغداد 32 شهيداً و110 جرحى

استيقظت العاصمة العراقية، بغداد، صباح أمس، على وقع تفجيرين انتحاريين داميين استهدفا سوقاً شعبيّة في وسطها، وأسفرا عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. الحادثة التي فتحت الباب واسعاً أمام الكثير من الأسئلة، جاءت في اليوم التالي لتنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، فيما زخّمت جهود الداعين إلى بقاء الاحتلال الأميركي لصدّ هجمات «داعش»

بغداد | عند الساعة العاشرة من صباح يوم أمس، فجّر انتحاري نفسه في منطقة الباب الشرقي التجارية المكتظّة بالمتبضّعين، موقعاً عشرات الضحايا. بعدها بدقائق، تجمهر عددٌ من الأشخاص حول شخصٍ كان يصرخ وسط الشارع متظاهراً بأنه مريض ويحتاج إلى المساعدة، قبل أن يفجّر نفسه بمَن حوله، مخلّفاً، هو الآخر، عشرات الضحايا. وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، أن التفجيرين خلّفا 13 قتيلاً و19 جريحاً كحصيلة أولية، لكن وزير الصحة، حسن محمد التميمي، أكّد لاحقاً، أن الحصيلة النهائية لتفجيرَي «ساحة الطيران» بلغت 32 شهيداً و110 جرحى. وعلى هذه الخلفية، سارع الناطق باسم «التحالف الدولي» في العراق، واين ماروتو، إلى إدانة الهجوم الذي «يؤذي الساعين إلى السلام»، فيما أكّدت «المفوضيّة العليا لحقوق الإنسان» أن ما جرى «مؤشرٌ إلى عودة الإرهاب من جديد، ودليل على ضعف المؤسّسات الأمنيّة». ويبدو لافتاً إعلان قائد عمليات بغداد، قيس المحمداوي، في الثامن من الشهر الجاري، عن «خطة القيادة خلال العام الجاري»، والتي تقتضي «التقليل من عسكرة الشارع والمدينة، وفتح أكثر ما يمكن من الطرق، ومتابعة خلايا (تنظيم) داعش النائمة، والتركيز على العمل الاستخباري، فضلاً عن التنسيق مع الجهات المعنية، والمراجع لتجهيز الجيش بقدرات إضافية، وخاصة على المستوى الفني والتكنولوجي». وعلى رغم الإعلان عن هذا التوجّه، إلّا أن الحادثة التي وقعت يوم أمس، فتحت الباب واسعاً أمام الكثير من الأسئلة والتكهنات، ولا سيما أنها جاءت بُعيد هدوءٍ دام طويلاً؛ وعليه، ثمّة نقاط عدّة يمكن التوقّف عندها:

1. يبدو أسلوب العملية من «تخصص داعش»، وهو ما يدلّ على البدء بتحريك الخلايا النائمة في العاصمة بغداد.

2. خلق حالة من الفوضى الأمنيّة للتشكيك بقدرات الحكومة العراقيّة، وتالياً إطاحتها.

3. هناك مَن تعمَّد إطلاق يد الانتحاريين، بالتزامن مع اليوم الأوّل لجو بايدن في البيت الأبيض، محاولاً الضغط على الإدارة الأميركية الجديدة لتأييد تغيير الحكومة العراقية.

4. فكّ الاختناق عن مقاتلي «داعش» والخلايا النائمة التابعة له في مناطق الأنبار وديالى وصلاح الدين وكركوك، وجرّ القوّات الأمنية إلى التركيز على مناطق الوسط، ليتسنّى له التحرّك بحرية في الشمال والغرب، إلى جانب إيصال رسالة مفادها بأن التنظيم لا يزال قويّاً ويستطيع تنفيذ عمليات يتقنها. أكّد وزير الخارجية العراقي أن بغداد لا يمكنها مواجهة التوترات وحدها، ولا تزال بحاجة إلى دعم خارجي

5. تحديد الموعد النهائي للانتخابات المبكرة، وهذا يتشابه مع الأعوام الماضية التي تلت احتلال العراق في عام 2003، إذ إن الفترات التي تسبق الانتخابات عادةً ما تشهد عمليّات مماثلة.

6. انشغال الحكومة العراقية والقوى السياسية بالعمل الترويجي للانتخابات المقبلة، وإهمال الملف الأمني، وهذا ما أكّده رئيس «جماعة علماء العراق»، خالد الملا، قائلاً إن «التطرّف ما زال موجوداً، وينتظر المناخ المناسب ليكشّر عن أنياب حقده وتطرّفه ضدّ الشعب العراقي. وبكل صراحة، انشغلنا ولم نحارب فكر التطرف كما يجب، ومن حيث لا ندري هيّأنا له الأسباب لينمو».

7. تخوّف من أن الانسحاب الوشيك لقوات الاحتلال الأميركي، سيترجم مباشرةً بتحرّك ميداني كبير لـ«داعش»، وهذا سيدفع بعض الأحزاب والقوى السياسية إلى المطالبة بضرورة بقائها وتأجيل أي حديثٍ عن الانسحاب.

في أعقاب الأحداث الدامية، عقد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، اجتماعاً طارئاً مع القادة الأمنيين، الذين أعطاهم، بحسب مصادر خاصة تحدثت إلى «الأخبار»، فرصةً أخيرة، ملمّحاً إلى إمكانيّة الاتجاه إلى إقالة بعضهم في حال ثبوت أيّ تقصيرٍ، موجّهاً بتكثيف الجهد الاستخباري وعدم التهاون مع أيّ معلومة أمنية تَرِد. وبالفعل، أصدر الكاظمي، في وقتٍ متأخرٍ من ليل أمس، سلسلة قرارات قضت بإعفاء عددٍ من القيادات الأمنيّة والعسكريّة البارزة، إذ أُقيل وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات عامر صدام، وكُلّف أحمد أبو رغيف، بدلاً منه. كما أُقيل المدير العام للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية (خلية الصقور)، عبد الكريم عبد فاضل (أبو علي البصري)، وكُلّف نائب رئيس جهاز الأمن الوطني حميد الشطري، بمهماته، فيما رُبطت الخلية بالقائد العام للقوات المسلحة، أي الكاظمي. كذلك، نقل قائد عمليات بغداد، قيس المحمداوي، إلى وزارة الدفاع، وكُلّف أحمد سليم بمهماته؛ أما قائد الشرطة الاتحادية، جعفر البطاط، فقد أقيل أيضاً من منصبه، حيث أعيد تكليف سلفه رائد شاكر جودت، فيما جرى إعفاء مدير قسم الاستخبارات وأمن عمليات بغداد باسم مجيد. على خطٍّ مواز، قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إن «تنظيم داعش لا يزال يتحرّك بقوّة في العديد من المناطق العراقية، وإن التهديد الداخلي لا يزال موجوداً، والعراق لا يمكنه مواجهة التوترات وحده، وما زال يحتاج إلى دعم خارجي»، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن «الصراع الخليجي ــــ الإيراني ينعكس سلباً على العراق، ومن مصلحتنا وجود علاقات جيدة بين دول الخليج وطهران». جاء ذلك قبل أن يغرّد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قائلاً: «من التفجيرات الإرهابية في بغداد إلى التملّق وتقبيل الأحذية مِن قِبَل نتنياهو، كلّها لها هدف واحد، هو الإيقاع برئيس أميركي آخر في الفخ لزهق أرواح الأميركيين وأموالهم بهدف مواجهة إيران، على رغم يأس (نتنياهو) المثير للشفقة، فإن الخطط الدنيئة ضدّ إيران ستفشل مرّة أخرى».

وفدان كرديان إلى بغداد لإقناع النواب والكتل بتمرير الموازنة

أربيل: «الشرق الأوسط».... أعلن وزير التخطيط في حكومة إقليم كردستان العراق دارا رشيد أن وفدين رفيعي المستوى من الإقليم، أحدهما حكومي والآخر سياسي، سيزوران العاصمة بغداد الأسبوع المقبل للتباحث حول حصة الإقليم في الموازنة الاتحادية للعام الحالي. وقال رشيد خلال مؤتمر صحافي في أربيل، أمس، إن «الوفد الحكومي سيتوجه إلى بغداد السبت المقبل، على أن تتبعه زيارة أخرى لوفد سياسي رفيع المستوى يضم ممثلي الأحزاب الرئيسية في كردستان». وأضاف أن «الوفد السياسي من المقرر أن يرأسه رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بصفته نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، وكذلك قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني وآخر من حركة التغيير، وللأحزاب الأخرى المشاركة، إن رغبت». وأكد أن «حكومة إقليم كردستان تأمل بأن تصل إلى اتفاق مع الحكومة العراقية مفاده التزام حكومة الإقليم بإرسال 250 ألف برميل نفط يومياً من حقول كردستان، إضافة إلى 50 في المائة من واردات المعابر الحدودية، على أن تكفل الحكومة الاتحادية حصة الإقليم بالنسبة المتفق عليها في مسودة الميزانية (12.6 في المائة). وإذا لم نصل إلى اتفاق مع الحكومة الاتحادية حول نسبة الإقليم في موازنة 2021 فسنعمل وقتها بالاعتماد على وارداتنا الداخلية وسنقوم بإدراج واردات النفط في قانون موازنة الإقليم». وقال مصدر قريب من رئاسة الوزراء العراقية لـ«الشرق الأوسط» إن لقاءات وفد حكومة إقليم كردستان المزمع وصوله لبغداد خلال أيام ستكون مع الكتل السياسية واللجان النيابية، «إذ إنه لا يوجد خلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان حول موازنة 2021. بل على العكس هناك اتفاق مسبق حول هذا الموضوع والإقليم أعلن بشكل واضح قبوله مشروع الموازنة المعد من قبل الحكومة الاتحادية». وعن تفاصيل الزيارة، قال وزير شؤون الحكومة الاتحادية في حكومة إقليم كردستان خالد شواني لـ«الشرق الأوسط» إن «نسبة إقليم كردستان في الموازنة الاتحادية لعام 2012 تم الاتفاق عليها مع الحكومة الاتحادية سابقاً وهي مضمونة في مشروع قانون الموازنة المطروح أمام مجلس النواب، ووفد حكومة الإقليم الذي سيزور بغداد الأسبوع المقبل سيلتقي اللجنة المالية النيابية واللجان الأخرى ذات الصلة بالموازنة إضافة إلى الكتل البرلمانية والنواب، لنوضح لهم حقائق عن الوضع المالي في مشروع قانون الموازنة والعلاقة المالية بين بغداد وأربيل.



السابق

أخبار سوريا.....الدفاعات الجوية السورية تتصدى لعدوان إسرائيلي على محافظة حماة... أزمة الوقود تتجدّد: الحصار يفاقم معاناة السوريين....اتهام بالفساد يطال مستشارة الأسد.. بثينة شعبان في ورطة... السعودية تعلق عمل موظفي "هيئة التفاوض السورية" حتى استئناف عملها...بعد اجتماع لافروف بوفد من المعارضة السورية.. موسكو تؤكد دعمها للحوار الشامل....التوتر يتصاعد بين القوات النظامية والأكراد في الحسكة....مقتل جنود من قوات النظام خلال عمليات في البادية....

التالي

أخبار دول الخليج العربي... واليمن.. انقلابيو اليمن يضيّقون على الاتصالات ويوجهون بخفض سرعة الإنترنت....اتهامات يمنية للميليشيات بمحاولة «حوثنة» مهندسي «صافر».... خطف عاملين...السعودية: علاقتنا مع أميركا مؤسساتية ومصالحنا المشتركة لم تتغير...تمرين عسكري سعودي ـ أميركي في مياه الخليج... الملك محمد السادس يستقبل وزير الخارجية الإماراتي... قرقاش: من الكويت للرياض فالدوحة وأبوظبي صفحة جديدة.... البحرين توجه رسالة لقطر..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,087,728

عدد الزوار: 6,752,162

المتواجدون الآن: 111