تحضيرات سودانية للاستفتاء حول مصير الجنوب

الخرطوم ـــــ القبس وا.ف.ب وأ.ش.أ
طالب وزير الخارجية السوداني علي كرتي شريكي نيفاشا بالابتعاد عن كل ما يعكر صفو العلاقة بين الطرفين (الشمال والجنوب) والمتمثلة في الاتهامات المتبادلة والشكوك. وثمن كرتي، على هامش انطلاقة مفاوضات ترتيبات مرحلة ما بعد الاستفتاء حول مصير الجنوب، الجهود الكبيرة التي تمت في إنفاذ اتفاقية السلام, مشيراً إلى أن اتفاق مكلي في أثيوبيا نهاية يونيو يدل على أن الطرفين وبرعاية الاتحاد الأفريقي ودول الايغاد عازمان على التفاوض حول القضايا التي تلي الاستفتاء مباشرة. وقال إن الحضور الكبير لانطلاق المفاوضات يؤكد جدية الطرفين في بحث قضايا قد تؤدي الى وضع عراقيل أيا كانت نتيجة الاستفتاء, والمتمثلة في الأصول, الديون, الجنسية وغيرها. واكد أنها قضايا تمثل حقوقا مشتركة بين الطرفين، وان الاتفاق المسبق بشأنها سيقلل من بروز مشكلات مستقبلاً. وطالب وزير الخارجية بتهيئة الأجواء في الجنوب جغرافياً وسكانياً عبر الذين يسكنون في الشمال, ومخاطبتهم بصورة إيجابية ليقول الجنوبيون كلمتهم في اجواء صحية.

«كونفدرالية» ..واقتراحات أفريقية
في السياق نفسه، فتح المتمردون السابقون الباب امام قيام «كونفدرالية او سوق مشتركة» مع سلطات الخرطوم اذا تأكد انفصال الجنوب. وحددت الحركة الشعبية مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، السبت، سلة افكار مشتركة لتحديد ما الذي يجب القيام به في الملفات الاساسية (تقاسم الموارد الطبيعية خصوصا) مهما كانت نتيجة الاستفتاء في يناير لجهة استقلال الجنوب او الوحدة. واقترح رئيس جنوب افريقيا سابقا ثابو مبيكي (رئيس لجنة الاتحاد الافريقي ) على الطرفين انشاء كونفدرالية من دولتين مستقلتين او شكل من التعاون المكثف اذا اظهر الاستفتاء تأييدا للاستقلال.

عدم حصرها في الوحدة أو الانفصال
واعلن مبيكي امام دبلوماسيين وشخصيات مجتمعين في الخرطوم ان «فكرة مقارعة ظاهرتين، الوحدة او الانفصال، بسيطة الى حد الافراط». ورد الامين العام للحركة الشعبية باقان اموم في تصريح له انه «اذا كان الانفصال هو الخيار فاننا سنضمن تعاونا جيدا بين الدولتين المستقلتين، وقد يأخذ ذلك شكل كونفدرالية او سوق مشتركة».
واضاف «نريد احسن وافضل العلاقات.. والعمل معا من اجل المصلحة المشتركة لسكان الشمال والجنوب».
وقد جرى الحديث عن اقتراحات عدة تتصل بكونفدرالية او فدرالية منذ ايام في وسائل الاعلام، لكنها المرة الاولى التي يفتح فيها الجنوبيون صراحة باب اقامة كونفدرالية.

النفط والمواطنة والمعاهدات
ويعتبر الاستفتاء البند الاساسي في اتفاق 2005. واعلن الطرفان السبت انهما لم يحددا مهلة زمنية لتسوية قضايا مثل تقاسم الموارد الطبيعية، والمواطنة، والمعاهدات الدولية..الخ. لكن روزي شارب، من منظمة غلوبل ويتنس البريطانية، لاحظت انه «يبدو ان الطرفين يستعدان للاسوأ وقد حشد كل طرف جيشه على الحدود. هناك حاجة ملحة لدى المفاوضين للوصول الى حل بشأن النفط (وغيره) مهما كانت نتيجة الاستفتاء».