أخبار سوريا..روسيا تستخدم وحيدة «الفيتو» في مجلس الأمن.. «يوم قاتم» يمنع المساعدات الإنسانية عبر الحدود الى ملايين السوريين..سوريا... حروب صغيرة ومعارك كبيرة.. الأسد يزور محافظة حلب للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع.. العيد في جنوب سوريا... غلاء وأحوال أمنية واقتصادية وخدمية سيئة..سوريون في الحج... ابتسامات تغلب الوجع والإعاقة..

تاريخ الإضافة السبت 9 تموز 2022 - 4:59 ص    عدد الزيارات 1111    التعليقات 0    القسم عربية

        


«يوم قاتم» يمنع المساعدات الإنسانية عبر الحدود الى ملايين السوريين...

روسيا تستخدم وحيدة «الفيتو» في مجلس الأمن ضد قرار غربي… واقتراحها يحصل فقط على صوتين

الشرق الاوسط... واشنطن: علي بردى... أخفق أعضاء مجلس الأمن أمس الجمعة في المحافظة على شريان الحياة الوحيد للمساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة الى نحو أربعة ملايين من السوريين عبر الحدود من تركيا، بعدما استخدمت روسيا وحيدة امتياز النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته ايرلندا والنرويج لمواصلة ايصال المعونات لمدة ستة أشهر يجري تمديدها لستة أشهر أخرى بعد تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الشأن. وكذلك أخفق مشروع القرار الروسي المضاد في التمديد لستة أشهر فقط كما ترغب موسكو. لكن اقتراحها لم يحصل إلا على صوتين. ولم تفلح الجهود الدبلوماسية التي بذلتها القوى الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة الى المسؤولين الكبار لدى الأمم المتحدة، في اقناع روسيا بأن الوقت غير مناسب للتوجه نحو ايصال هذه المساعدات الملحة من المناطق التي تسيطر عليها القوات السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد عبر الجبهات وخطوط القتال الى المناطق الخاضعة لسيطرة قوى المعارضة في شمال غرب البلاد. وبعد مفاوضات مضنية استمرت أياماً عديدة، استهل اجتماع مجلس الأمن أمس الجمعة بالوقوف دقيقة صمت على روح رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي الذي اغتيل أمس والرئيس الأنغولي السابق ادواردو دوس سانتوس الذي توفي قبيل يومين. وقبيل حصول عملية التصويت أولاً على مشروع القرار الذي قدمته ايرلندا والنرويج بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها، طلبت المندوبة النرويجية منى يول الكلام، فأوضحت أن النص الأولي يطلب التمديد لمدة 12 شهراً بدعم من غالبية الدول الأعضاء، موضحة أن النص المعدل يطلب التمديد لمدة 6 أشهر زائداً 6 أشهر. وطلبت من جميع الدول الأعضاء الموافقة على هذه التسوية. وقالت المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد إن بلادها وافقت على التسوية التي اقترحتها النرويج وايرلندا لتلبية الحاجات الملحة لملايين المحتاجين. وإذ حضت على التصويت لمصلحة هذا القرار، وصفت روسيا من دون أن تسميها بأنها ”عدوة الخير“ بالنسبة الى الشعب السوري، معتبرة أن التصويت ضد القرار هو بمثابة ”حكم بالإعدام“ على 4.1 ملايين السوريين في شمال غرب البلاد. وحصل مشروع القرار هذا على 13 صوتاً. وامتنعت الصين عن التصويت، فيما مارست روسيا حق النقض (الفيتو)، مما أجهض المشروع. وعبرت المندوبة الايرلندية جيرالدين بيرن نايسون عن خيبة أمل بلادها الشديدة لاستخدام روسيا الفيتو ضد هذه التسوية، معتبرة أن ”هذه ليست نهاية الطريق لايصال المساعدات الى السوريين“. ودعت الى التوافق على مشروع قرار جديد لتمرير المساعدات في أقرب وقت ممكن. ورأت المندوبة الأميركية أن ”هذا يوم قاتم“ في مجلس الأمن بسبب خيار دولة واحدة هي روسيا، التي استخدمت ”الفيتو بشكل مخز“، داعية الى مواصلة المحادثات بهدف استمرار تدفق المساعدات للسوريين. وعبرت المندوبة البريطانية بربارة وودوارد عن ”الأسف الشديد لاستخدام روسيا بشكل غير مسؤول الفيتو ضد المشروع“ المقترح. ورأى نائب المندوب الروسي ديمتري بوليانسكي أن الدبلوماسيين الايرلنديين والنرويجيين ”لم يعثروا على أفضل طريقة للحصول على تسوية“، مؤكداً أن بلاده استخدمت الفيتو لأن مشروع القرار ”تجاهل دمشق التي ينبغي أن تكون المستفيد الأول من القرار“. وطلب التصويت لمصلحة مشروع القرار المضاد التي قدمته روسيا لتمديد المساعدات لستة أشهر فقط. وعرض رئيس المجلس مشروع القرار الروسي بالفعل على التصويت، فأعلنت المندوبة الأميركية قبل ذلك أنها ستصوت ضده، أي أنها ستستخدم حق الفيتو. وعندما عرض على التصويت، حصل الشروع الروسي على صوتين فقط، فيما صوتت ثلاث دول ضده، وامتنعت عشر دول عن التصويت. وبذلك، إذا لم يجر التصويت على مشروع قرار جديد، ستنتهي الأحد بشكل كلي عمليات ايصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود ابتداء من هذا الأحد. وأفادت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، بأن السنين العشر الأولى من النزاع السوري أدى إلى مقتل أكثر من 300 ألف مدني، وهذا أعلى تقدير رسمي لعدد الضحايا المدنيين. وتسيطر المعارضة السورية على شمال غربي البلاد، وتعد إدلب معقلاً لـ«هيئة تحرير الشام»، أقوى جماعة مسلحة مرتبطة بـ«القاعدة». ودعت روسيا مراراً إلى تكثيف إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشمال الغربي من داخل سوريا عبر خطوط القتال. وهذا من شأنه أن يمنح حكومة الرئيس السوري بشار الأسد سيطرة أكبر. وبدأت عمليات إرسال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا عام 2014 بموجب القرار 2139. ومنذ ذلك الحين، جرى تجديد هذه العمليات بقرارات صدرت سنوياً، وصولاً إلى القرار 2585 لعام 2021. وفي أوائل يوليو (تموز) 2020، استخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو)، ضد قرار للأمم المتحدة كان من شأنه الإبقاء على نقطتي عبور حدوديتين من تركيا لتقديم مساعدات إنسانية إلى إدلب. وبعد أيام، سمح مجلس الأمن بإيصال المساعدات عبر واحد من المعابر فقط: باب الهوى. وفي تسوية مع روسيا، تم تمديد هذا التفويض لمدة عام في 9 يوليو (تموز) 2021، لمدة ستة أشهر، مع ستة أشهر إضافية تخضع لـ«تقرير موضوعي» من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وكان هذا بالفعل تفويضاً لمدة عام، لأنه لم تكن هناك حاجة إلى قرار ثانٍ، وينتهي هذا التفويض غداً (الأحد).

سوريا... حروب صغيرة ومعارك كبيرة

الشرق الاوسط... (تحليل إخباري).... لندن: إبراهيم حميدي

هل يمكن توقع «حروب صغيرة»، في القريب الآجل أو العاجل، تحرك الجمود المستمر في سوريا؟ ما هي أولويات الدول الفاعلة والمراقبة للملف السوري؟ وأين هي اهتمامات السوريين داخل البلاد و«دويلاتها» الثلاث؟ وكيف يتعامل السوريون مع «المعارك الكبيرة» الخاصة بالعيش؟

أولاً: «حرب مسودات»: اتجهت أنظار ملايين السوريين إلى المواجهة الدبلوماسية في مجلس الأمن الدولي في نيويورك، بين الدول الغربية وروسيا، حول تمديد القرار الدولي لإيصال المساعدات عبر الحدود التركية و«عبر خطوط» التماس داخل البلاد، مع قرب انتهاء ولاية القرار الحالي يوم غد. موسكو تريد حصر القرار الجديد بستة أشهر بدلاً من 12 شهراً؛ كي تعيد الدول الغربية للتفاوض مرتين كل سنة، لأسباب كثيرة بينها الحرب الأوكرانية. وتريد روسيا أيضاً، تغيير لغة القرار الدولي وإضافة تمويل الكهرباء في مشاريع «التعافي المبكر»، للاقتراب من ملف الإعمار الذي تفرض الدول الغربية شروطاً سياسية للمساهمة فيه، إضافة إلى توسيع المساعدات «عبر الخطوط» الداخلية للدفع نحو توسيع العلاقات مع دمشق. ومن المقترحات الأخرى، حذف أي إشارة لـ«اللجنة الدولية للصليب الأحمر» وجهودها، لـ«معاقبتها» على مواقف عدة، بينها تأييد خطة دولية لإنشاء آلية أممية لمتابعة ملف المفقودين في سوريا.

ثانياً، غارات واختبارات: قامت روسيا ثلاث مرات على الأقل بقصف مواقع قرب القوات الأميركية في قاعدة التنف، جنوب شرقي سوريا، وأماكن أخرى. ولم تعط موسكو جيش واشنطن الوقت الكافي بموجب ما تقتضيه «مذكرة منع الصدام» بينهما في 2017. والواضح، أن هذا سيتكرر كثيراً مع دخول أوكرانيا في «حرب استنزاف» غربية - روسية، ما يثير قلقاً من احتكاكات عسكرية بين القوى الكبرى في سوريا قد تكون مفصلية.

ثالثاً، خطوط جديدة: لأول مرة، قصفت إسرائيل مناطق جنوب طرطوس قرب القاعدة الروسية وشمال حدود لبنان، قيل أنها كانت تحوي أصولاً عسكرية لـ«حزب الله». قبل ذلك، قصفت تل أبيب مطار دمشق الدولي وأخرجته عن العمل لأيام. والواضح أن روسيا قيدت جزئياً حركة إسرائيل في سوريا، بسبب موقف تل أبيب من حرب أوكرانيا. وقد يحصل احتكاك عسكري متعدد في سوريا (أو لبنان)، إذا تفاقمت الحرب العلنية في أوكرانيا و«حرب الظل» في إيران.

رابعاً، توغلات تركية: استند الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى تحسن موقفه التفاوضي بعد حرب أوكرانيا، للتلويح بعملية عسكرية «هي الأكبر» شمال سوريا. لكن التهديدات قوبلت برفض أميركي شرق الفرات وتحذيرات من «تهديد الاستقرار» بين خطوط التماس السورية. أيضاً، قوبلت بوساطة روسية. وبالفعل، كثفت موسكو اتصالاتها العلنية والسرية بين دمشق وأنقرة لـ«إجهاض العملية العسكرية». ودخلت إيران على الخط عبر جولة مكوكية للوزير حسين أمير عبداللهيان بين العاصمتين. لكن الكلمة الكبرى كانت لروسيا. العملية العسكرية التركية جمدت، لكن نيات إردوغان موجودة وتفتح الباب لتصعيد محتمل... وحرب صغرى.

خامساً، «منطقة آمنة»: تحدث الأردن قبل سنوات عن «منطقة أمنة» شمال حدوده جنوب سوريا. لم تنفذ الخطة، حيث توكلت روسيا بالقيام بدور عسكري لتوفير الاستقرار في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء. وقبل أشهر، بادرت عمان للتطبيع مع دمشق، واقترحت «خطوة مقابل خطوة». التقارير تشير إلى شكوى أردنية من تدفق المخدرات والتهريب عبر الحدود، وتصاعد الاغتيالات والفلتان في أرياف الجنوب السوري. والجديد، أن عمان حذرت من تصعيد محتمل، ولوحت بإعادة طرح خطة «المنطقة الآمنة» للضغط على دمشق وتحريك موسكو للتحرك. وتزامن هذا مع تسليح أميركي نوعي لفصائل معارضة تقيم في قاعدة التنف قرب حدود الأردن.

سادساً، تطبيع عربي: خطوات التطبيع الثنائية بين عواصم عربية ودمشق مستمرة ببطء. وهناك من يربط بين العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد عن متهمين بـ«جرائم إرهاب» وهذه الخطوات. لكن، إلى الآن، ليس هناك إجماع على إعادة دمشق إلى الجامعة العربية في قمة الجزائر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ما هو الجديد؟ هناك اقتراح جزائري بأن يأتي وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى الجزائر لمحادثات ثنائية بالتزامن مع انعقاد القمة، أو دعوة سوريا مع تركيا وغيرها بصفة «مراقب». وتبلور هذه المقترحات رهن بالتطورات الجارية وحروبها، في الأشهر السابقة للقمة.

سابعاً، المعركة الاقتصادية: لا جديد بذكر الأزمة الاقتصادية ومعركة السوريين مع العيش. فهي تتفاقم مع ازدياد معدلات الفقر، أو على الأقل ليست هناك حلول عميقة. وصلت ناقلات نفط إيرانية، وجرى تشغيل جزء من محطة كهرباء في حلب. واستؤنف الحديث عن خط الغاز العربي. لكن مؤشرات زيادة الهجرة والشكوى والفجوة واضحة: هجرة الشباب والحرفيين إلى الخارج، وشكوى الموالين للنظام من عدم تحسن الأوضاع في معاقلهم، وفجوة هائلة بين «أثرياء الحرب» و«ضحايا الحرب».

لا شك في أن تغييراً سيحصل عاجلاً أم آجلاً في نقطة أو أخرى، وأن «حرباً صغرى» ستشتغل في ساحة أو أخرى، وأن نصراً هنا سيعانق هزيمة هناك، لكن أغلب الظن، أن «معركة العيش» استقرت على انهيارات ومعادلات يحتاج حلها وتفكيكها إلى سنوات وسنوات من الخطوات والتفاهمات والحياكات للخروج من «الليل الطويل».

الأسد يزور محافظة حلب للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع

تفقد محطة رئيسية لتوليد الكهرباء وأخرى لضخ المياه

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»..... زار الرئيس السوري بشار الأسد، الجمعة، محطة رئيسية لتوليد الكهرباء وأخرى لضخ المياه في شمال سوريا، وفق ما أعلنت الرئاسة، في أول زيارة معلنة لمحافظة حلب منذ اندلاع النزاع المستمر منذ أكثر من 11 عاماً. وأفاد حساب الرئاسة السورية على تطبيق «تلغرام» بأن الأسد شارك العمال والفنيين بمحطة ضخ المياه في تل حاصل بريف حلب «انطلاق عمليات الضخ الفعلية والدائمة للمياه إلى منطقة السقوط الشلالي في حندرات لتغذي بذلك نهر قويق ويبدأ معها سريان المياه في النهر وعبورها بين أحياء وشوارع مدينة حلب». وأوضحت الرئاسة أن هذه المياه ستروي بعد خروجها من مدينة حلب نحو 8500 هكتار من الأراضي الزراعية في سهول حلب الجنوبية. ونقلت الرئاسة عن الأسد تأكيده أهمية إعادة تأهيل كامل محركات المحطة باعتبارها جزءاً مهماً من منظومة الري في سهول حلب الزراعية، والتشديد على الإسراع في إعادة تأهيل المحركين المتبقيين ضمن المحطة لري مساحات أوسع من الأراضي الزراعية، مع الاستمرار بتزويد المعامل والورشات في المدينة الصناعية بالشيخ نجار بالكميات الكافية من المياه. وكان الأسد قد افتتح محطة تل حاصل عام 2008 كجزء من مشروع لري سهول حلب الزراعية، لكنها خرجت عن الخدمة في عام 2012 خلال المواجهات بين قوات الأمن وفصائل المعارضة المسلحة. وقال الأسد للعاملين في المحطة، في شريط فيديو نقلته الرئاسة، إن «محافظة حلب وتحديداً المدينة عانت بشكل يختلف عما عانت منه كل المحافظات (...) ولا توجد مدينة كبرى عانت كما عانت مدينة حلب، لا في موضوع المياه ولا الكهرباء ولا الخدمات، ولا القذائف والدمار والإرهاب»، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «من حق محافظة حلب ومدينة حلب أن تكون هي المستفيدة الأكبر من هذا الإنجاز» وهو إصلاح المحطة التي تعد من المحطات الرئيسية في سوريا ومن شأن إعادة العمل بها أن يسهم في توفير الكهرباء لحلب وضواحيها. وتعدّ هذه الزيارة الأولى للأسد إلى محافظة حلب التي خرج الجزء الأكبر منها عن سيطرة القوات الحكومية بدءاً من عام 2012، واستعادت القوات الحكومية خلال السنوات الماضية السيطرة تدريجياً على غالبية المحافظة إثر معارك حادة ضد الفصائل المعارضة وتنظيم داعش. وتعد معركة السيطرة على مدينة حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، أبرز انتصارات القوات الحكومية بدعم روسي وكبرى الضربات التي تعرضت لها الفصائل المعارضة التي سيطرت على الأحياء الشرقية للمدينة بين عامي 2012 و2016، حسبما ذكرت الوكالة الفرنسية. ولم تستعد الحكومة السورية حتى الآن كامل المحافظة؛ خصوصاً الشريط الحدودي مع تركيا الذي تتوزع السيطرة عليه بين «قوات سوريا الديمقراطية» وفصائل سورية مدعومة من قوات تركية. كما تسيطر «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) على مناطق محدودة في ريفها الغربي. وبحسب الرئاسة، فإن إطلاق عمل المجموعة الخامسة من المحطة بعد إعادة تأهيلها سيولد 200 ميغاواط لتغذية محافظة حلب بالطاقة الكهربائية. واستعاد الجيش السوري السيطرة على المحطة في 2016 إثر معارك مع «داعش» الذي استولى عليها في 2014. وفي فبراير (شباط) 2021، أعلنت الشركة العامة للكهرباء في حلب بدء مشروع إعادة تأهيلها بدعم إيراني. ووقعت دمشق وطهران في سبتمبر (أيلول) 2017 مذكرة تفاهم «للتعاون في مجال القطاع الكهربائي» تتضمن، بالإضافة إلى إعادة تأهيل محطة حلب، إنشاء محطة توليد طاقة في اللاذقية وصيانة وتأهيل قطاعات كهربائية في مناطق أخرى. وتأتي زيارة الأسد لحلب بعد توالي تهديدات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشن عملية عسكرية جديدة في ريف المحافظة الشمالي على مناطق خاضعة لسيطرة القوات الكردية.

العيد في جنوب سوريا... غلاء وأحوال أمنية واقتصادية وخدمية سيئة

(الشرق الأوسط)... درعا (جنوب سوريا): رياض الزين.. يحل عيد الأضحى هذا العام على أهالي جنوب سوريا في ظل أحوال أمنية واقتصادية وخدمية سيئة وغلاء في كل مجالات الحياة، ما تسبب في «سرقة بهجة العيد»، حسب ما قال أحمد، أحد سكان مدينة درعا. أشار أحمد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «العيد يعود هذا العام وسط ضائقة اقتصادية ومعيشية صعبة، فالغلاء الفاحش اكتسح الأسواق». وأربك هذا الغلاء الفاحش العائلات التي وجدت نفسها أمام تحديات كثيرة تتمثل في عدم القدرة على تلبية احتياجاتها في العيد من لباس وطعام، لا سيما الأطفال الذين ينتظرون عادة العيد فرحاً بشراء الملابس الجديدة وأخذ الحلويات الجيدة والعيدية. لكن الغلاء هذا العام دفع العائلات المحدودة الدخل والفقيرة إلى اختصار الكثير من التحضيرات للعيد أو غيابها بشكل كامل، أو الاكتفاء بشراء الملابس ذات الجودة الرديئة، أو المستعملة، وهناك من لم يستطع شراء أي شيء كلياً. نزار، وهو أحد سكان ريف السويداء الغربي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن قيمة السلع ترتفع بشكل واضح مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى، وزيادة الإقبال على الأسواق، مضيفاً أنه بسبب الظروف المعيشية القاهرة وغلاء المستلزمات الأساسية للحياة فضلت عائلات كثيرة الاكتفاء بتوفير أساسيات الحياة التقليدية بدل تحضيرات العيد. وأضاف أن أسوأ أنواع ألبسة الأطفال الموجودة في السوق يتراوح سعرها من 15 ألف ليرة سورية إلى 25 ألفاً للقطعة الواحدة (3950 ليرة للدولار الواحد)، بينما ملابس النساء والفتيات وصل سعرها مؤخراً من 40 ألف ليرة إلى 60 ألفاً، والرجال والشباب وصلت أسعار ألبستهم في الأسواق الشعبية إلى 35 ألف ليرة سورية للقطعة الواحدة، وأسعار الأحذية كذلك ارتفعت أسعارها بشكل جنوني. أما الملابس ذات الجودة المتوسطة فتبدأ أسعارها من 50 ألف ليرة سورية، بينما حلقت أسعار الحلويات بارتفاع كبير، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من السكاكر التي لا تحوي على الشوكولا إلى 10 آلاف ليرة سورية، في حين وصل سعر أنواع متوسط وفاخرة إلى مائة ألف ليرة سورية، أي ما يعادل مرتب الموظف السوري في الشهر. من جهته، يقول جهاد (47 عاماً) من ريف درعا، إنه لم يستطع تحضير سوى أشياء بسيطة للعيد كشراء بعض السكاكر لتقديمها للمهنئين. ويضيف أن «الغلاء والحالة الاقتصادية والمعيشية السيئة في جنوب سوريا وفي عموم البلاد لا تحتاج إلى الشرح... كل العالم يرى ويعرف ماذا حل بالسوريين منذ سنوات. فالغلاء وسوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ليسا وليدة المناسبات كالعيد. فهما مستمران منذ سنوات». ويلفت إلى أن الغياب المادي للتحضيرات «لا يحرم العائلات من التحضيرات الروحية للعيد التي لا تحتاج إلى دفع المال، والكثير من العائلات باتت تستعد لقدوم الأعياد بطريقة روحانية وتعلم وتشرح لأطفالها ذلك بأن الأعياد فرحة روحانية وإنسانية وإيمانية، تتمثل بصلاة العيد، وترديد تكبيراته طوال أيام العيد، وزيارة الأصدقاء والأقارب والأرحام وحل الخلافات». واللافت في مناطق درعا والسويداء مؤخراً وخصوصاً قبيل قدوم الأعياد مبدأ التكافل الاجتماعي من خلال مبادرات خيرية تقوم بها جمعيات خيرية وأصحاب الأيادي البيضاء. فيتم توفير كسوة العيد للعائلات الفقيرة، أو توزيع مساعدات مالية على العائلات، فيما يقوم آخرون بتبييض دفاتر الدين في محلات المواد الغذائية والصيدليات من خلال دفع المبالغ المترتبة على الأهالي الذين يستدينون من محلات المواد الغذائية والأدوية من الصيدليات. كما يعمل محسنون آخرون على شراء الأضاحي وتقديم اللحوم للعائلات الفقيرة والمحتاجة في يوم العيد. وفي هذا الإطار، قال «أبو محمد»، وهو أحد العاملين في جمعية خيرية بريف درعا الشرقي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إنهم استطاعوا جمع مبالغ مالية تقدر بـ70 مليون ليرة سورية خلال أسبوع مقدمة من المغتربين من أبناء المنطقة، مضيفاً أن هذا المبلغ لا يغطي كامل المنطقة والمحتاجين فيها، نتيجة لارتفاع الأسعار وزيادة نسبة الفقر في البلاد، وزيادة أعداد المحتاجين والعائلات الفقيرة بشكل كبير خلال هذا العام.

سوريون في الحج... ابتسامات تغلب الوجع والإعاقة

فقْد الأعضاء لم يزحزح حلم 270 منهم

الشرق الاوسط... عرفات: سعيد الأبيض... حكاية تعجز الكلمات عن سردها، والبوح بكل خفاياها، وإن كان أبطالها ماثلين أمامنا ويروون قصصهم بابتسامة تسبق أنين حجاج سوريين تغلبوا على الوجع وحققوا حلمهم، رغم الإعاقة، والحرب، والصعوبات الاقتصادية. هشام قرندل، البالغ من العمر 33 عاماً قدِم من حلب لأداء فريضة الحج لأول مرة بعدما أفقدته الحرب أعضاءه من أسفل الخصر، لم تفارقه البسمة طيلة الحديث، عندما تذكر إصاباته قبل 7 أعوام. يقول قرندل، كنت في أحد الأيام أسير في شارع بحلب، ومن دون سابق إنذار حدث ما لم يكن متوقعاً، فقد شهدت المنطقة قصفاً مباشراً... وعلى الفور تعرضت لإصابة لم أدرك حينها ما حجمها ونوعها ولكني كنت مدركاً أنها بالغة من شدة الألم الذي أصابني. ويكمل، بعدما نُقلت إلى المستشفى وتجمع حولي الأطباء أيقنت أن الوضع جلل، فعلمت أنني أُصبت في النخاع الشوكي وفي الفقرة الـ12، لم أستوعب هذا، ولكني كنت مدركاً أنني لا أستطيع التحكم في جزئي السلفي، ومع انقضاء التشخيص وفترة علاجي، أيقنت حينها أنني كي أستعيد حياة لا بد من الكرسي المتحرك الذي أصبح صديقي ورفيقي في كل حالة أكون فيها. واستمر قرندل، في سرد حكايته، وبين جملة وأخرى يستذكر أبناءه الـ3 وزوجته ووالديه «على مدار عامين تلقيت العلاج مع ظهور تقرحات أسفل الخصر أثرت على العظام وجرى إزالة أول قدم، وبعد عام من هذه الواقعة ولنفس الأسباب جرى إزالة القدم الأخرى، وكما تراني الآن اعيش حياتي بعدما القيت بحمولة الأحزان خارج ذهني». وعندما أُبلغ قرندل، بأنه ضمن الذين وقع عليهم الاختيار لأداء مناسك الحج لم يتمالك نفسه، كما يصف هو قائلاً «لقد كنت في حالة يصعب وصفها وشرحها بكلمات، وعرفت حينها ما هو الفرح الذي ترافقه الدموع، حزمت أمتعتي وتجهزت للسفر، وها أنا اليوم في مشعر عرفة، شكراً لكل من ساهم في ذلك، شكراً للحكومة السعودية التي قدمت كل التسهيلات لراحتنا فالمجموعة كبيرة، شكراً لبعثة الحج السورية، شكراً لمستشفى الملك فيصل الذي قدم لي الرعاية الصحية، وأجرى عملية استئصال خراج». وفي قصة مؤيد الخالي، القادم من حمص ويبلغ من العمر 34 عاماً، يتقاطع الألم والجراح، الفارق الوحيد الزمان والمكان؛ إذ يقول الخالي، في عام 2014 كان الوضع شبه هادئ في «الحارة» الواقعة بريف حمص الشمالي، لقد كانت محاصرة وتطوقها الكثير من الحواجز «كنا وبعض الشباب نتبادل الحديث وفي جزء من اللحظة ضربت الموقع قذيفة من أحد الحواجز ولم يتضح نوع القذيفة، وكان معي شباب منهم استشهدوا وأطفال جرحى». يكمل الخالي، هذه الصورة الأولى التي التقطتها عيناي، وبعد ذلك بدأت أتحسس الوضع مع فقدان ذراعي الأيمن، وإصابتي بكسور واختراق شظايا القذيفة للقدم، ولم أفقد حينها الوعي، واختزل عقلي في هذه اللحظة كل التفاصيل في موقع الحادث، وكانت الرحلة طويلة للمستشفى الميداني تجاوزت 7 ساعات، وبحكم نقص المعدات الطبية اللازمة ونقص الكوادر جرى بتر الرجل بشكل عاجل». يبتسم مؤيد، ويقول، تعلم أنني بعد هذه الحادثة وما مررت به من ضيق الحال وبقاء لثلاثة أعوام في المنزل وتركت وظيفتي «إذ كنت سائقاً» وكانت مصدر رزقي، إلا أنني أنجبت قرابة 4 أطفال، ولم تكن الإصابة عائقاً، وها أنا اليوم في عرفة أؤدي أعظم الفرائض. وقال عبد الرحمن باشا، رئيس مكتب شؤون حجاج سوريا، إنه وفقاً للتنظيمات في هذه المرحلة وانتشار جائحة كورونا، فإن نسبة الحجاج السوريين لهذا العام تقدر بـ45 في المائة ليصل إجمالي عدد الحجاج الذين وصولوا للأراضي المقدسة قرابة 10186، مقارنة بما كان مسجلاً في الأعوام الماضية والمقدر بنحو 22500 حاج. وأوضح باشا لـ«الشرق الأوسط»، أنه ولأول مرة يكون ضمن بعثة الحج لهذا العام قرابة 270 حاجاً تختلف أعمارهم من المعاقين والجرحى نتيجة الأحداث التي تشهدها سوريا، وقد قام فاعل خير بتأمين تكاليف رحلة هذه الفئة لأداء مناسك الحج، كما قدمت السلطات السعودية أنواع المساعدة كافة لتسهيل دخولهم، وهو إنجاز كبير تقوم به البعثة بعد أن نسوا ألمهم وأوجاعهم لحظة وصولهم للمشاعر، وكما يعرف الجميع أن في سوريا الكثير من الأحزان والمآسي التي يعيشها كل بيت. وقال، إن الإصابات مختلفة بين 270 حاجاً سورياً، وكلها نتيجة الحرب الدائرة في البلاد والتي تسببت بإعاقتهم بنسب كبيرة فمنهم من فقد الكثير من أجزاء جسده «وهذا ما يميز حج هذا العام للبعثة السورية التي نجحت بتكاثف الجهود من نقل هذه الفئة التي ليس لها ناقة ولا جمل في الحرب للأراضي المقدسة وتمكينهم من أداء النسك». وشدد باشا، على أن لجنة الحج العليا وزعت تقسيم الأعداد لتشمل المناطق السورية كافة، بعيداً عن الأحداث السياسية الجارية في البلاد لأن ملف الحج بعيد عن السياسة، ونحن نقوم بدورنا للمناطق كافة بغض النظر عن قاطنيها وتحت سيطرة من؛ لأن هناك جهات عدة متشاركة في ذلك. ولفت إلى أن المناطق الواقعة تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» نالت حصتها، وجرى تسهيل عبور قرابة 216 حاجاً عن طريق شمال شرقي سوريا لتكون مدينة أربيل محطة وصولهم، في حين قدم الحجاج من الشمال السوري بمناطق سيطرة المعارضة السورية عن طريق تركيا، في حين كان قدوم الحجاج من دمشق وباقي المحافظات في الداخل السوري التي تسيطر عليها الحكومة السورية عن طريق مكاتب الحكومة في عمّان وبيروت، وباقي الحجاج من دول الخليج من خلال مكتب الحكومة في الإمارات. وتحدث الباشا، عن الصعوبات بأنها كانت ماثلة «لأن هناك حالة استثنائية تعيشيها سوريا والظروف صعبة بشكل عام، ومن أبرزها إمكانية إخراج الحجاج ووصولهم إلى الأراضي السعودية بسلام». إلى ذلك، قال ضياء شهبندر، أحد المرافقين والمسؤول عن تقديم الرعاية للمصابين، إن الفريق بدعم من اللجنة قام على تسهيل عملية نقل الحجاج السوريين المصابين من مختلف المناطق إلى المشاعر المقدسة «ولم تكن مهمة سهلة، خاصة أننا نتحدث عن 270 حاجاً مصاباً، يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام الكامل؛ لذلك جرى تشكيل فريق كامل التمام هذه العمليات». وتابع شهبندر، أن ما سهّل علينا مهمتنا الدعم والخدمات والرعاية من الجهات المعنية كافة في السعودية منذ لحظة وصول الحجاج المصابين والتي استغرقت قرابة يومين منذ لحظة خروجهم من سوريا حتى وصولهم للأراضي السعودية؛ مما كان له بالغ الأثر على البعثة وشكّل عاملاً محفزاً لهم نتيجة هذه الرعاية والتكاثف، لافتاً إلى أن هناك من القصص الإنسانية والجميلة التي وقعت مع الحجاج ومنها مساعدة رجال الأمن لهم في المسجد الحرام.

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,570,214

عدد الزوار: 7,033,812

المتواجدون الآن: 77