أخبار سوريا..الجيش الأردني يُسقط «مُسيرة» حاولت تهريب أسلحة من سورية..نحو 120 سورياً كانوا على متن قارب المهاجرين المنكوب قبالة اليونان..هدوء نسبي في شمال سوريا..و«قسد» تتوعد تركيا..رسائل تحدٍّ متبادلة عشيّة «أستانا»: عودة التسخين الميداني إلى سوريا..«التوك توك»..عربة الفقراء السوريين لتأمين لقمة العيش..

تاريخ الإضافة السبت 17 حزيران 2023 - 4:01 ص    عدد الزيارات 412    التعليقات 0    القسم عربية

        


الجيش الأردني يسقط طائرة مسيّرة تحمل أسلحة متعددة قادمة من سورية..

الراي... قال الجيش الأردني في بيان اليوم، إنه أسقط طائرة مسيّرة قادمة من سورية وتحمل أسلحة متعددة. وذكر البيان «أسقطت المنطقة العسكرية الشرقية صباح اليوم الجمعة... طائرة مسيرة محملة بقطع أسلحة قادمة من الأراضي السورية»...

الجيش الأردني يُسقط «مُسيرة» حاولت تهريب أسلحة من سورية

الجريدة....أعلن الجيش الأردني في بيان الجمعة إسقاط طائرة مسيرة، هي الثانية خلال ثلاثة أيام، استخدمت هذه المرة في محاولة تهريب أسلحة من سورية الى الأردن. ووفقاً للبيان أسقط الجيش في «المنطقة العسكرية الشرقية صباح اليوم (الجمعة) طائرة مسيرة محملة بقطع أسلحة قادمة من الأراضي السورية». ونقل البيان عن مصدر عسكري قوله إن «قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية، رصدت محاولة اجتياز طائرة مسيرة بدون طيار الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، وتم إسقاطها داخل الأراضي الأردنية». وأضاف المصدر «بعد إسقاط الطائرة تبين أنها تحمل قطع أسلحة متعددة، وتم تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة». وكان الجيش الأردني، أعلن الثلاثاء اسقاط طائرة مسيرة قادمة من سورية حاولت اجتياز الحدود الأردنية وهي محملة بالمخدرات. وفي 25 فبراير الماضي، أعلن الجيش الأردني إسقاط طائرة مسيرة قادمة من سورية وهي تحمل قنابل يدوية وبندقية. ويعلن الجيش الأردني بين الحين والآخر إحباط عمليات تهريب اسلحة ومخدرات قادمة من الأراضي السورية. وتؤكد المملكة أن 85% من المخدرات التي تضبط معدة للتهريب الى خارج الأردن، وخصوصاً إلى السعودية ودول الخليج. وتوعد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في 22 مايو بضرب عصابات المخدرات المحلية والإقليمية التي تهدد أمن المملكة «الوطني والإقليمي بيد من حديد». في 17 فبراير من العام الماضي، أعلن الجيش الأردني أنه أحبط عدداً كبيراً من محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود الممتدة على حوالي 375 كيلومتراً، ومحاولات التهريب هذه باتت «منظمة» وتستخدم فيها طائرات مسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة. وقال الجيش آنذاك إن السلطات الأردنية أحبطت خلال نحو 45 يوماً مطلع عام 2022 دخول أكثر من 16 مليون حبة كبتاغون، ما يعادل الكمية التي تم ضبطها طوال العام 2021. وصناعة الكبتاغون ليست جديدة في المنطقة، وتُعد سورية المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011. إلا أن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً.

نحو 120 سورياً كانوا على متن قارب المهاجرين المنكوب قبالة اليونان

الجريدة..إجراءات جديدة لاحتواء تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الاتحاد الأوروبي.... أكثر من 120 سورياً، الجزء الأكبر منهم لا يزال في عداد المفقودين، كانوا على متن قارب المهاجرين الذي غرق الأربعاء قبالة السواحل اليونانية، وفق ما أفاد ناشطون وأهال وكالة فرانس برس. وكان قارب الصيد يحمل على متنه مئات الأشخاص بينهم سوريون وفلسطينيون ومصريون وباكستانيون وغيرهم حين انقلب قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية. وانتشل خفر السواحل اليونانيون 78 جثة من البحر، فيما تتضاءل آمال العثور على ناجين مع استمرار عمليات البحث. وبحسب ناشطين وسكان سوريين، فإن غالبية الركاب السوريين يتحدرون من جنوب البلاد، وخصوصاً محافظة درعا. وبناءً على مقابلات مع عائلات ركاب، وثق «مكتب توثيق شهداء درعا» حتى الآن 55 مفقوداً و35 ناجياً من جنوب البلاد. وقال أحد الناشطين في «مكتب توثيق شهداء درعا»، طالباً عدم الكشف عن اسمه، «شبان وعائلات كثر يغادرون درعا بشكل كبير منذ فترة طويلة فالوضع هناك لا يحتمل أبداً إن كان معيشياً أو أمنياً». وأضاف «لذلك ليس من المستغرب أن نجد عدداً كبيراً من شبان درعا على مركب واحد». منذ سيطرة القوات الحكومية عليها في العام 2018، طغت الفوضى الأمنية على درعا، كما يُعاني سكانها على غرار كافة المناطق السورية من وضع معيشي مزر جراء الأزمة الاقتصادية التي نتجت من النزاع الدامي المستمر منذ 2011. ومن اليونان، ينتظر رجل يتحدر من درعا خبراً عن شقيقه (21 عاماً) بعدما اطمأن إلى شقيقه الآخر (26 عاماً) الذي نجا من الغرق. ويقول، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن شقيقيه توجها إلى درعا من دولة خليجية بعدما تواصلا مع «سمسار» تكفل بكافة الوثائق الضرورية لوصولهم إلى ليبيا. وقال نقلاً عن شقيقه الناجي «قال لي أخي إنهم طلبوا النجدة، وقد أتت سفينة ربطت المركب بحبل لكن عملية جره تمت بشكل خاطئ فانقلب». وأضاف «سبح أخي مسافة طويلة قبل أن يصل إلى سفينة تنقذه»، موضحاً «أكاد أجزم بأن كل واحد من الناجين لديه شخص على المركب لا يعرف عنه شيئاً».

هدوء نسبي في شمال سوريا..و«قسد» تتوعد تركيا

تحركات للتحالف الدولي وتحليق للطيران الروسي بعد التصعيد

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.. أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) أن التصعيد التركي الأخير ضد مناطق نفوذها شمال شرقي سوريا «لن يمر بلا ثمن»، وذلك في وقت ربطت فيه «الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا» هذا التصعيد بقرب عقد الاجتماعات الرباعية بين دول «مسار آستانا» (روسيا وتركيا وإيران وسوريا)، وطالبت كلاً من الحكومة السورية وقوات التحالف الدولي بتحديد مواقفها حيال هذا التصعيد. وشهدت مناطق نفوذ «قسد» شمال شرقي سوريا هدوءاً نسبياً، الجمعة، بعد توقف القصف التركي الذي اندلع رداً على قصفها قاعدة جبرين العسكرية التركية في ريف حلب ومركزاً للشرطة في ولاية كليس الحدودية جنوب تركيا الأحد الماضي. وربطت «الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا»، وهي الجهة المدنية لهذه القوات، التصعيد التركي ضد مناطقها بقرب عقد الاجتماعات الرباعية بين دول «مسار آستانا»، وقالت «قسد» في بيان نُشر على موقعها الرسمي، الجمعة، إن الجيش التركي صعّد هجماته الجوية والبرية على المناطق المأهولة بالسكان، وخصوصاً مناطق الشهباء التي تحتضن مهجّري عفرين، وكذلك مناطق منبج وعين عيسى والجزيرة خلال الأسبوع الماضي، وأقرت بسقوط 4 من مقاتليها. وذكرت أن سكان تلك المناطق، بمن فيهم الأطفال والنساء، تعرضوا للهجوم المباشر الذي «أودى بحياة ثلاثة وإصابة أربعة آخرين بينهم طفلان»، بحسب بيان القوات. وذكرت «قسد» أن الجيش التركي وفصائل «الجيش الوطني السوري» التابعة لها، قصفت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، بقذائف المدفعية الثقيلة مزرعة قرية الدندنية الواقعة في ريف مدينة منبج شرق محافظة حلب شمال شرقي البلاد، وأسفرت عن إصابة طفلين وقيام مقاتلي «مجلس منبج العسكري» بالوصول إلى الجرحى المدنيين ونقلهم إلى مشفى المدينة، وتعرضت قافلة الإسعاف لقصف طائرة مسيّرة تركية أدت لمقتل أربعة مقاتلين من صفوف المجلس وإصابة اثنين آخرين بجروح بالغة. كما ذكرت أن مسيّرة تركية ثانية قصفت منزلاً في قرية عرب حسن غرب منبج وأودت بحياة أحد سكانها المدنيين. وأخبر مدير المركز الإعلامي لقوات «قسد» فرهاد شامي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» رداً على هذه الهجمات الأخيرة، بأنه «لا يمكن فصل هذا العدوان عن مساعي الاحتلال التركي لصرف الأنظار عن مشاريعه الاستعمارية على الأراضي السورية، وبقاء جنوده ومرتزقته داخل سوريا»، واعتبر أن الدعاية التركية بالهجوم على هذه القوات «ليست سوى محاولة لإضعاف كافة القوى الوطنية المناوئة للخطط الاستعمارية التركية وردعها لعدم المواجهة». وأضاف: «المطلوب من كافة الأطراف السورية الوعي بأن محاولات إضعاف قواتنا لا تهدف سوى للمزيد من التوغل التركي أكثر بالعمق السوري، بغية التأثير على القرار السياسي السوري حاضراً ومستقبلاً». وتقول «الإدارة الذاتية» عبر بيان نُشر على حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إن هذه الهجمات تأتي في الوقت الذي يزداد فيه الحديث عن استمرار الاجتماعات الرباعية، لـ«وضع خرائط الطريق للعمل وإحداث آليات أمنية جديدة بين الطرفين (التركي - السوري)، وهذه التطورات والوضع يخلق أمامهم إشارات استفهام كثيرة». ورأى رئيس دائرة العلاقات الخارجية في «الإدارة» بدران جيا كرد أن تركيا تسعى إلى تعميق الأزمة السورية وإطالة حربها وتفكيك أراضي البلاد ووحدتها، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «تركيا دعمت وساندت المجموعات الإرهابية، وتدخلها كان لصرف الانتباه عن أزماتها الداخلية وتصدير مشاكلها إلى جيرانها، عبر اعتداءاتها وهجماتها واستخدامها للمجموعات الإرهابية والمرتزقة في سبيل تحقيق أهدافها». وحذر جيا كرد من احتمالية عقد تفاهمات وصفقات جديدة بين تركيا وغيرها من الأطراف الفاعلة بالحرب السورية ضدها، وقال في ختام حديثه: «ستدفع بالمنطقة وسوريا عموماً للخطر الكبير، وستجعل الجميع أمام احتمالات جديدة سيئة للغاية في سوريا وكل المنطقة». وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن التصعيد التركي خلّف 69 قتيلاً في صفوف «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات «قسد»، وأنه تركز في اليومين الأخيرين على مدينتي تل رفعت ومنبج في ريفي حلب الشمالي والشرقي، إلى تحركات من جانب روسيا والتحالف الدولي. وألغت القوات الروسية دورية مشتركة مع نظيرتها التركية كانت مقررة، الجمعة، في ريف الحسكة الشمالي، ضمن الدوريات المتفق عليها بحسب مذكرة تفاهم سوتشي الموقعة بين أنقرة وموسكو في أكتوبر (تشرين الأول) على خلفية عملية «نبع السلام» العسكرية التي شنتها تركيا في ذلك الوقت على مناطق «قسد» في شمال شرقي سوريا. وألغيت الدورية بالتشاور بين الجانبين، وذلك بعد أن سيرت القوات الروسية، الخميس، دورية عسكرية منفردة في المنطقة دون حضور الجانب التركي. وتسبب القصف التركي على مواقع «قسد» في مقتل جندي روسي وإصابة 4 آخرين، الاثنين الماضي، حيث تزامن القصف بالمدفعية الثقيلة من داخل الحدود التركية مع مرور رتل عسكري روسي على طريق مزارع أم الحوش - حربل بريف حلب الشمالي. كما هاجمت مسيّرة تركية مذخّرة قاعدة روسية في قرية الوحشية بريف حلب الشمالي، ضمن منطقة سيطرة «قسد» والقوات السورية، الأربعاء، وتسبب الهجوم في أضرار مادية فقط. وسيّرت قوات «التحالف الدولي» دورية عسكرية في مدينتي رميلان وقحطانية شمال شرقي الحسكة، ضمن مناطق سيطرة «قسد» والقوات السورية، مؤلفة من 5 دبابات «برادلي»، برفقة مدرعة عسكرية لـ«قسد»، وتجولت بين المدنيين في القرى الحدودية، للحديث مع الأهالي حول آخر المستجدات حول التصعيد التركي الأخير والاطلاع على مخاوفهم. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن الأهالي طلبوا من القوات الأميركية فرض حظر جوي على مناطق شمال شرقي سوريا لحماية المدنيين من الهجمات التركية، وذلك بعدما نفذ سلاح الجو التركي 9 استهدافات بالمسيّرات المذخّرة على مناطق في شمال شرقي سوريا خلال 12 يوماً تسببت بمقتل 16 شخصاً، إضافة إلى إصابة 10 عسكريين و7 مدنيين بجروح متفاوتة. وعبّر الأهالي عن مخاوفهم بسبب الصمت الدولي على التصعيد التركي، مؤكدين أن هذا التصعيد كان متوقعاً في حال فوز الرئيس رجب طيب إردوغان في الانتخابات؛ لأنه أعلن مراراً قبل الانتخابات عزمه على استهداف مناطقهم. وفي غضون ذلك، أغلقت فصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا، معبر «الحمران - أم جلود»، الذي يفصل بين مدينة جرابلس ضمن مناطق سيطرتها والقوات التركية، ومدينة منبج ضمن مناطق نفوذ «مجلس منبج العسكري»، التابع لـ«قسد» في ريف حلب الشرقي، بشكل مؤقت بسبب التحليق المتواصل للطيران الحربي الروسي في أجواء المنطقة.

رسائل تحدٍّ متبادلة عشيّة «أستانا»: عودة التسخين الميداني إلى سوريا

الاخبار...علاء حلبي ... يبدو أن التحرّكات الروسية الجوية المستمرّة والمكثّفة لرصد النشاط الأميركي أثارت قلق واشنطن

واصلت تركيا تصعيد هجماتها على مواقع سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، بينما كثّفت الولايات المتحدة تحرّكاتها لتحصين مواقع سيطرتها، مُستقدمةً تعزيزات جديدة إليها، وازدادت الاحتكاكات مع القوات الروسية التي كثّفت طلعاتها الجوية الرقابية على طول الشريط الحدودي مع تركيا في الشمال، والأردن قرب قاعدة التنف الأميركية جنوباً، وذلك بعد التحرّكات الأميركية الأخيرة. وبالتوازي مع ما يشهده الميدان من تسخين متواصل على جبهة إدلب، التي تمثّل العقدة الأولى الأبرز على طريق التطبيع بين دمشق وأنقرة، يبدو أن مساعي موسكو وطهران لإعادة تشكيل خريطة الصراع، والدفع نحو رسم آلية لهذا التطبيع من خلال «مسار أستانا»، لن تكون ميسّرة. وفي الوقت الذي تتّجه فيه الأنظار إلى إدلب، التي يُراد لها أن تفتح الباب أمام تعاون اقتصادي يحقّق مصالح ثنائية لأنقرة ودمشق، كثّفت القوات التركية عمليات استهداف مواقع «قسد» في ريف حلب الشمالي الشرقي وتحديداً في تل رفعت ومنبج. وأعادت هذه العمليات إلى الأذهان ارتباط ملفّ المنطقتَين المذكورتَين بإدلب، إذ وفق اتفاقات سابقة بين روسيا وتركيا، تعهّدت الأخيرة مراراً بحلحلة ملف إدلب وفتح الطريق الدولي المغلق بين حلب واللاذقية، مقابل تعهدات روسية بإبعاد الأكراد عن مناطق التماس. إلّا أن عدم وفاء أنقرة بتعهّداتها من جهة، ورفْض «قسد» الخروج من منبج وتل رفعت التي تنتشر قطع للجيش السوري قربهما، حالا دون تنفيذ الاتفاق. وجاء التصعيد التركي سواءٌ عبر المسيّرات التي تطير على مدار الساعة لمراقبة المنطقة، أو عن طريق القصف المدفعي، بالتزامن مع تحرّكات عديدة موازية على الأرض. وتَمثّل أول هذه التحرّكات في إغلاق معابر التهريب بين مواقع سيطرة «قسد» ومواقع سيطرة الفصائل التي تقودها تركيا في الشمال السوري، وأبرزها معبر الحمران، بوابة النفط السوري الذي تقوم «قسد» بتهريبه إلى مناطق نفوذ الفصائل و«هيئة تحرير الشام» في إدلب. كذلك، جرى إغلاق معبر جرابلس الحدودي مع تركيا، في وقت بدأت فيه قوات «قسد» عمليات تحصين لمواقعها، بالإضافة إلى تطبيق تعليمات خطة أمنية عاجلة تمنع التحرّكات المكشوفة، وتحظر انتقال القياديين عبر آليات يمكن مطاردتها، وفق ما ذكرت مصادر ميدانية كردية في حديث إلى «الأخبار». وأوضحت المصادر أن تلك التعليمات شملت التخفّي والتحرّك ليلاً على طرق آمنة، موضحةً أن الخطّة المشار إليها وضعتها قيادة «قسد» قبل نحو عامين، وتقوم بتطبيقها بين وقت وآخر تبعاً للتسخين التركي المتواتر.

كثّفت القوات التركية عمليات استهداف مواقع «قسد» في ريف حلب الشمالي الشرقي وتحديداً في تل رفعت ومنبج

وعلى الرغم من التصعيد التركي المستمرّ، لم تتلقَّ الفصائل التي تقودها تركيا أيّ تعليمات جديدة للاستعداد لأيّ معركة، ما يُرجّح استمرار انتهاج أنقرة عمليات الاستهداف الجوية عبر المسيّرات، والقصف المدفعي المتواتر، من دون التوغل البري الذي سيكون مكلفاً في ظلّ الرفض الروسي لهذه الخطوة، والأميركي أيضاً. وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان مقتضب نشرته أول أمس، أن قواتها المسلّحة «تمكّنت من تحييد 67 إرهابياً (تقصد قسد) بضرب مقارهم في منطقتَي تل رفعت ومنبج». وعلّلت الوزارة خطوتها بأنها جاءت ردّاً «على استهداف القواعد التركية شمالي سوريا قبل يومين». وفي المقابل، أصدرت «الإدارة الذاتية» بياناً مكرّراً من بيانات أصدرتها خلال عمليات تصعيد تركية سابقة في المنطقة، إلّا أنها ربطت التوتير هذه المرة بالتفاهمات التي تحاول موسكو وطهران خلقها بين دمشق وأنقرة، معتبرةً ذلك «في حال صحّته»، «خطراً كبيراً سيجعل الجميع أمام احتمالات جديدة سيئة للغاية في سوريا والمنطقة». في هذا الوقت، يبدو أن التحرّكات الروسية الجوية المستمرّة والمكثّفة لرصد النشاط الأميركي الذي تعتبره موسكو مشبوهاً وهادفاً إلى عرقلة وضرب أيّ استقرار في سوريا، أثارت قلق الولايات المتحدة؛ إذ أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم)، في بيان، وضع «السرب 94 الجوي الذي يضمّ طائرات من نوع F22 Raptor تحت سلطة القيادة الأميركية الوسطى (الشرق الأوسط)، لتأمين التفوّق الجوي الأميركي في المنطقة». ويمثّل الإعلان خطوة تصعيدية أميركية جديدة بعد خطوات سابقة تضمّنت إدخال آليات ثقيلة، ومنظومات صاروخية عديدة، آخرها منظومة «هيمارس» التي قامت واشنطن بنشرها في محيط المواقع النفطية السورية. ويأتي ذلك فيما لا تزال الولايات المتحدة تلتزم الصمت حيال الهجمات التركية المستمرّة، وتتابع العمل على تحصين مواقع سيطرتها. ومن بين هذه المواقع، المناطق النفطية في الشمال الشرقي من سوريا، حيث أجرت مناورة قرب حقل «كونوكو» للغاز، وفي منطقة التنف التي تعمل على تحويلها إلى قاعدة ارتكاز وقيادة، تقود من خلالها فصائل عربية عديدة تابعة لها قرب الحدود العراقية. وتعود هذه التحرّكات إلى توقّع واشنطن تزايد الضغوط الميدانية على وجودها العسكري غير الشرعي في سوريا، خصوصاً أن رفض الوجود الأميركي يُعتبر إحدى أبرز النقاط التوافقية بين سوريا وتركيا وإيران وروسيا. وفي وقت لم تتسرّب فيه أيّ معلومات دقيقة عن خريطة الطريق التي أعلن نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، إعدادها بخصوص تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، من المرتقب أن يتمّ طرْحها خلال لقاء على مستوى نواب وزراء الخارجية على هامش اجتماع «مسار أستانا» في كازاخستان، والمقرّر الأربعاء المقبل. وفي هذا السياق، تُعتبر ثنائية الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة والفصائل المدعومة من تركيا (بما فيها هيئة تحرير الشام) القضيّة الأبرز في المباحثات السورية - التركية، إذ من جهة، تتمسّك دمشق بخروج القوات التركية من سوريا وقطع تمويل ودعم الفصائل، في وقت تحاول فيه كلّ من موسكو وطهران الدفع نحو تعاون ينهي الملفَّين معاً عبر إعادة سيطرة الحكومة السورية على الحدود.

«التوك توك»..عربة الفقراء السوريين لتأمين لقمة العيش

دمشق: «الشرق الأوسط».. على وقع استمرار التدهور غير المسبوق في الحالة المعيشية للغالبية العظمى من سكان مناطق الحكومة السورية، وتضخم معدلات البطالة، تزايدت في دمشق ظاهرة استثمار «التوك توك» من كثيرين، في نقل الركاب بالأجرة، وأحياناً لبيع الخضار، من أجل تأمين لقمة العيش. «م.س» ستينيّ منحدر من غوطة دمشق الغربية، شرح لـ«الشرق الأوسط» الظروف التي أوصلته إلى قيادة «التوك توك» ليؤمِّن لقمة العيش، فأوضح أنه كان يعيش في قريته ويعمل في زراعة الأرض، لكنّ الحرب دمّرت منزله وسيارته الخاصة، ولم يعد قادراً، في ظل الغلاء الفاحش الذي تسببت فيه هذه الحرب، على تأمين مستلزمات زراعة أرضه من وقود وسماد وحراثة وغيرها. ولأنه لا يجيد سوى العمل في الزراعة وقيادة السيارة، بات «م.س» عاطلاً عن العمل، وأصبح حال عائلته المعيشي يُرثى له، كما ساءت حالته النفسية للغاية بسبب الجلوس في المنزل يومياً لوقت طويل. ولفت إلى أنه في ظل «الحاجة وقلة الشغل» اندفع للملمة ما لديه من بقايا مدخرات مالية، واستدانة مبالغ مالية من أقارب وأصدقاء لتأمين 12 مليون ليرة سورية، من أجل شراء «توك توك»، وهي شاحنة صغيرة ذات ثلاث عجلات تتسع لثلاثة إلى أربعة أشخاص مع السائق، للعمل عليها «من أجل تأمين مصروف العائلة اليومي» بعدما فعل ذلك عدد من أهالي قريته والقرى المجاورة. وذكر أنه أحياناً يعمل على «التوك توك» الذي استصدر له وثائق نظامية، في نقل الركاب من كراج القرية في العاصمة دمشق إلى القرية وبالعكس، وأحياناً ينقل ركاباً من أحياء دمشق الغربية والشرقية والجنوبية إلى وسط المدينة وبالعكس. ومع تراجع حركة الركاب خلال يومي العطلة الأسبوعية الرسمية (الجمعة والسبت)، يقوم «م.س» بتسوق كميات من الخضار من سوق الجملة، وبيعها وهو يتجول على «التوك توك» في أحياء دمشق الشعبية. مكاسب العمل في نقل الركاب أفضل من بيع الخضار، خصوصاً في ظل أزمة النقل الحادة التي يعاني منها الناس، حسب قول «م.س» الذي أكد أن حالات الازدحام الخانقة في مواقف الحافلات بوسط دمشق، كما هو الحال في شارع وكالة الأنباء الرسمية (سانا) الذي تنطلق منه الحافلات المتجهة إلى بلدات ومناطق (قطنا وجديدة عرطوز وجديدة الفضل والمعضمية)، تدفع كثيرين إلى الركوب في أي وسيلة نقل من أجل الوصول إلى منازلهم. وأشار إلى أن غالبية الركاب الذين ينقلهم هم من فئة الشباب اليافعين وطلاب المدارس، ومعظمهم من سكان الأحياء الشعبية الدمشقية وقرى وبلدات الريف القريبة من العاصمة، في حين من النادر أن تطلب منه فتيات توصيلهن إلى أحيائهن، موضحاً أن الموجودين معه حالياً هم عدد من أفراد عائلته وهم ذاهبون إلى أقارب لهم. وذكر أن قيمة أجرة طلب التوصيل في «التوك توك» تُحدد حسب طول المسافة، إذ تبلغ ما بين 10و15 ألف ليرة إذا كان من وسط العاصمة إلى البلدات والمناطق المحيطة، وتقل إلى ما بين 5 و7 آلاف إن كان من وسط المدينة إلى الأحياء المحيطة بها. وأوضح أن ما يكسبه سائق «التوك توك» يومياً يكون حسب ساعات عمله، فهو وبسبب كبر سنه لا يعمل لساعات طويلة ويكتفي بـ«أربع إلى خمس ساعات» يكسب خلالها ما بين «40 و50 ألف ليرة»، وأضاف: «أهم شيء أنني صرت قادراً على تامين لقمة عيش العائلة وارتحت نفسياً». وتعاني مناطق سيطرة الحكومة من أزمة اقتصادية خانقة، بسبب طول أمد سنوات الحرب، وتدهور سعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي إلى نحو 9 آلاف ليرة بعدما كان في عام 2010 ما بين 45 و50، مما أطلق موجات غلاء جنونية مستمرة أدت إلى تدهور كبير في الوضع المعيشي للعائلات، إذ باتت العائلة المؤلفة من 5 أفراد تحتاج إلى 4 ملايين ليرة لتعيش على الكفاف، في حين لا يتجاوز المرتب الحكومي لموظف الدرجة الأولى 150 ألف ليرة. المشكلة الكبرى التي تواجه من يعملون على «التوك توك» الذي يعمل على «مدخرة» لتخزين الكهرباء، وفق «م.س»، هي عملية شحنها في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وقال: «أحياناً لا أعمل لأنني لا أتمكن من شحنها وأحياناً أشحنها لدى ورشات تصليح السيارات ممن لديهم مولدات كهربائية ولكن بمبلغ كبير». ومع استمرار أزمة النقل الحادة، التي يعاني منها الناس في مناطق سيطرة الحكومة السورية منذ سنوات، ظهرت في عام 2019 ضمن جناح المخترعين في الدورة 61 من معرض دمشق الدولي، «توك توك» للمخترع السوري المهندس منذر البوش، وهي تعمل على مدخرة لتخزين الكهرباء. وبعد ذلك ظهرت «التوك توك» بأعداد قليلة في مناطق الحكومة، ولكن ومع اشتداد تردي الوضع المعيشي وتضخم نسبة البطالة بشكل كبير، راحت أعداد «التوك توك» تتزايد شيئاً فشيئاً في دمشق. وكان لافتاً استثمارها من أصحابها للعمل في نقل الركاب بالأجرة. وتحدث تلفزيون «الخبر» في بداية مايو (أيار) الماضي في تقرير عن فتاة اسمها رشا الحسن (خريّجة جامعية من قسم الأدب الإنجليزي، تبلغ من العمر 46 عاماً) تعمل سائقة «توك توك» وتتجوّل من ساحة المحافظة إلى دوار السبع بحرات وسط العاصمة، مشيراً إلى أن رحلة عملها تبدأ منذ ساعات الصباح الباكر، ثم تتنقّل في أحياء دمشق وريفها كسائقة عربة ذات ثلاثة دواليب لتقلّ الركاب بغية تأمين قوت يومها. وفي فبراير (شباط) الماضي كشف تقرير صدر عن الحكومة السورية، حول «حالة سكان سوريا 2020»، عن ارتفاع معدلات البطالة بصورة كبيرة خلال سنوات الحرب، وقدّرها بحدود 31.2 في المائة في عام 2019، وذلك بسبب تأثير الحرب على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، لكنّ خبراء اقتصاديين يقدّرون أن النسبة أعلى من ذلك بكثير، وقد تصل حالياً في ظل استمرار التدهور الاقتصادي المستمر إلى أكثر من 40 في المائة، بعدما كانت 13 في المائة عام 2010.



السابق

أخبار لبنان..الأرجنتين تسعى لاعتقال 4 لبنانيين على خلفية تفجير عام 1994..باريس لمبادرة جديدة تواكب القمَّة الفرنسية – السعودية..فرنجية مقابل رئاسة الحكومة والثلث المعطِّل وحاكمية المركزي والملف النفطي..ماكرون وبن سلمان يدعوان إلى"وضع حد سريع للشغور السياسي في لبنان"..طرح مفاجئ في لبنان بانتخابات نيابية مبكرة للخروج من أزمة الرئاسة..«مجموعة الدعم من أجل لبنان» قلقة من «تفاقم تآكل مؤسسات الدولة»..

التالي

أخبار العراق..هل تسمح إيران للعراق بأن يتنفس غازياً؟..قطر تستثمر 5 مليارات دولار في العراق..

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,707,857

عدد الزوار: 6,962,248

المتواجدون الآن: 67