الحرب الإعلامية اللبنانية.. «عود على بدء»

تاريخ الإضافة الخميس 23 أيلول 2010 - 7:34 ص    عدد الزيارات 3480    التعليقات 0    القسم محلية

        


الحرب الإعلامية اللبنانية.. «عود على بدء»

معارك إخبارية تعكس الواقع السياسي وتنضح تحريضا مذهبيا وطائفيا وسياسيا

بيروت: كارولين عاكوم
«عود على بدء» في الواقع الإعلامي اللبناني المسيس و«حرب إعلامية» تختصر الواقع السياسي المتأزم والمتردي الذي قد ينفجر في أي وقت ممكن إذا لم يتم اتخاذ القرار المناسب للعودة إلى التهدئة التي كان قد بدأ العمل بها بعد اتفاق الدوحة عام 2007، وإن خرقتها بعض التجاوزات التي بقيت إلى حد ما تحت السيطرة.

فالمعارك السياسية تدور رحاها بـ«أسلحة إخبارية شرسة» على منابر وسائل الإعلام بشكل عام والمحطات التلفزيونية بشكل خاص التي تشكل الأداة الأساسية والناطق الرسمي بلسان كل من فريقي 8 و14 آذار.

المراقب للمحطات اللبنانية التلفزيونية التي تنتمي كل منها إلى الفريقين المتخاصمين ولا سيما قناتي «المنار» التابعة لحزب الله و«المستقبل» التابعة لتيار المستقبل، يلمس مدى هذا التطرف السياسي بدءا من المقدمات الإخبارية «البدعة اللبنانية» التي تختصر الموقف السياسي للمحطة مرورا بالتقارير الإخبارية التي تنضح بتحريض مذهبي طائفي سياسي خطر. ففي حين اختارت قناة «المستقبل» عبارة «محاولة الانقلاب» مرفقة بصور للواء جميل السيد والنائبين في حزب الله محمد رعد ونواف الموسوي ورئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون كي تكون العنوان الأساسي الذي تتمحور حوله التقارير الإخبارية ومواضيع البرامج السياسية التي ستعالج في هذه المرحلة الوضع السياسي القائم، افتتحت مثلا نشرات أخبارها ليوم أول من أمس بمقدمة تطرح السؤال ماذا بعد؟ مشيرة إلى أن «الناس مذهولون من إشهار حزب الله سلاح المقاومة حماية لجميل السيد، غير عابئ بقدسية هذا السلاح وتعهده بعدم الزج به في خصومات سياسية داخلية. فبأسلحتهم خرجوا إلى الضوء لنصرة جميل السيد ولإدخاله في جنة اللادولة واللامؤسسات، وهم استبقوا هذا كله منذ فترة بخطة شل مجلس النواب عبر تمييع إقرار الموازنة، ولمحاصرة السرايا الحكومية، بتسريبات وتهديدات مباشرة». أما خريطة التقارير الإخبارية فبدأت بدورها بتقرير يلقي الضوء على استقبال نواب حزب الله بمواكبهم ومرافقيهم المسلحين في مطار رفيق الحريري الدولي تحت شعار «اجتياح المطار» والتهديد بـ«7 أيار» جديد. وفي المقابل، تأتي مقدمات نشرات قناة «المنار» الإخبارية لتلقي اتهاما مضادا يصف تصرفات الفريق الآخر بأنه «انقلاب على معادلة الاستقرار وإفلاس النطق بالحقيقة مقابل المنطق، وإفلاس شجاعة التصرف بعد الاعتراف مقابل القرائن، وإفلاس الجعبة السياسية إلا من سلاح التحريض المذهبي مقابل الوقائع الدامغة». ثم يأتي أيضا أحد تقاريرها «الاستفتائية» من الشارع اللبناني ليطرح الأسئلة على المواطنين حول رأيهم في المحكمة الدولية ويعكس إجماعا شاملا من دون أي استثناء، حول رفضهم للمحكمة.

وعلى الرغم من كل ما يعكس عنه هذا الواقع الإعلامي و«كواليسه الظاهرة إلى العلن» من «معارك» بين طرفي النزاع الإعلاميين يبقى الجامع بين المسؤولين عن الأخبار في المحطتين هو رفضهما وصفه بالـ«الحرب الإعلامية» مع تأكيدهما على أنهما ينقلان الواقع. وفي هذا الإطار، يعتبر مدير الأخبار والبرامج السياسية عماد عاصي أن القناة لا تخوض حربا ضد أحد بل إنها تقوم بعملها الإعلامي بنقل الواقع كما هو ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «من ناحيتنا لا نخوض حربا ضد أحد. لسنا مسلحين ولا نملك سلاحا، مهمتنا فقط هي أن نوصل الخبر إلى الجمهور كما هو». ويسأل: «هل نقلنا لهذا الواقع من اجتياح المطار وضرب السلطة القضائية بإعلان حزب الله نصرته لجميل السيد هو افتراء؟ ما قاموا به هو باختصار محاولة للانقلاب على الدولة بدأت من استهداف رئاسة الحكومة ووصلت اليوم إلى القضاء للوصول إلى هدف واحد وهو الانقضاض على المحكمة الدولية تحت عناوين متعددة». وفي حين لا ينكر عاصي أن الإعلام في لبنان هو الأداة الرئيسية في هذا الصراع السياسي اللبناني، يشير إلى أن الموضوعية هي نسبية في وسائل الإعلام ويقول: «نسعى قدر الإمكان أن نكون موضوعيين ولكننا أمام هذا الواقع وهذه الهجمة المبرمجة على مؤسسات الدولة لا يمكننا أن نبقى على الحياد».

من جهته يرفض مدير الأخبار في قناة «المنار» علي الحاج إبراهيم إطلاق تسمية «الحرب الإعلامية» عما يحصل في هذه الفترة في الإعلام اللبناني ولا سيما بين قناتي «المنار» و«المستقبل»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «الإعلام ليس إلا مرآة لما يحصل على أرض الواقع السياسي في لبنان، وما نقوم به هو نقل هذه الأحداث ومستجداتها وما يترافق معها من مواقف سياسية صادرة عن الطرفين. لكن تبقى مقدمة النشرة هي وجهة النظر السياسية التي نتبناها تاركين الحكم الأخير للمشاهد من خلال التقارير والأخبار التي تحتوي عليها نشرة الأخبار». ويعتبر أن الموضوعية نظرية لم تعد سارية المفعول في الإعلام، مشيرا إلى أن ما تقوم به قناة «المنار» هو «بروباغندا ذكية» مقابل «بروباغندا فاقعة» ينتهجها الطرف الآخر، من دون أن ينفي «ميل الدفة إلى فريق سياسي يتوافق مع الوجهة السياسية لمحطة (المنار)، أكثر من فريق آخر»، مضيفا في الوقت عينه «لا نضخم الأمور ولا نقوم بدور المحرض ونحرص أن لا نبث الفتنة المذهبية أو الطائفية».

وفي حين يعتبر أنه على الإعلام أن لا يكون محرضا يقول: «نسعى دائما إلى التوازن ولكن لا يمكننا أن نكون طوباويين في بلد ليس كذلك».

 


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,108,323

عدد الزوار: 6,753,172

المتواجدون الآن: 100