نصف لبنان في ساحة الحرية: لا لغلبة السلاح

تاريخ الإضافة الثلاثاء 15 آذار 2011 - 5:03 ص    عدد الزيارات 2718    التعليقات 0    القسم محلية

        


نصف لبنان في ساحة الحرية: لا لغلبة السلاح
الحريري: من المستحيل القبول بوصاية جديدة على لبنان
الحكومة تحت ضغط الإنقسام ··· وميقاتي يعتبر الرئيس الشهيد شهيد الوحدة الوطنية

  ساحة الحرية امتلأت بمئات الآلاف، الذين وقدوا من العاصمة وسائر المحافظات اللبنانية، إحياء لمناسبة قي

بانضباط كامل، وسلمية يشهد لها، نجحت قوى 14 آذار في حشد مئات الآلاف في ساحة الحرية، احياء للذكرى السادسة لقيامها، ولكن هذه المرة تحت شعار <لا لغلبة السلاح على الحياة السياسية والديمقراطية والمدنية في لبنان>.
شباب الجبل حضروا بكثافة رافضين السلاح: <يا وليد ,ولاية الفقيه مامنريد>
  شابات الجبل مع علم الحزب التقدمي الاشتراكي (تصوير: سمير المصري)

أتوا من الشوف وعاليه والمتن الاعلى والشويفات وحاصبيا وراشيا وبيروت، حاملين راياتهم الحزبية الاشتراكية والاعلام اللبنانية ورافعين شعاراتهم الخاصة بهم مؤكدين على محبتهم <للزعيم وليد جنبلاط؛ رافضين <ولاية الفقيه> مطالبين <بإسقاط السلاح>·

إنهم شباب بنو معروف، شباب الجبل أتوا في يوم ذكرى ثورة الارز التي كانوا روّادها ليجددوا العهد ويؤكدوا التزام ابناء الجبل بثوابت 14 آذار التي لم تتغير بعد مرور ست سنوات على الرغم من تغيّر مواقف الزعيم·

وتحت شعار <يا وليد عن دربك ما منحيد وعن 14 آذار ما منحيد> تجمعوا امام دار الطائفة الدرزية في بيروت رافعين صور المعلم الشهيد كمال جنبلاط وصور الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وصور الشهيد الحي مروان حمادة مرددين هتافات التأييد لقوى 14 آذار قائلين: <للبيك> بشعاراتهم المرفوعة:

<اذا مفكر بها لقرار كان قصدك تحمينا نحنا يا بيك ما منهار شو ما عملوا فينا>، <رح نبقى 14 آذار·· الكرامة عنا بتكفينا>، <الشوف رافع رايتو··· والشعب كلوا معارضة>، <ما تعودنا نهاب الموت ولا نهرب وقت الشدة، طائفتي انا لبنان غيرها اكيد ما بدي>· وتحت توقيع دروز الجبل رفعوا راية حملت شعار:

<من جبل الكمال جئناكم، وعلى الساحة الكرامة لقيناكم، ودعمنا الكامل اعطيناكم·

ومن امام دار الطائفة الدرزية توجهوا الى ساحة الحرية، مرددين الاغاني الوطنية وبعض شعارات المعلم الشهيد كمال جنبلاط ومنها: <ان الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء>·

< وتقول ليفا الاتية من عاليه: <نحنا منحب وليد بيك ولكننا على خط 14 آذار ما منحيد، وأتينا اليوم لنثبت لأصحاب القمصان السود اننا لا نريد سلاحاً في لبنان الا سلاح الجيش اللبناني وقالت: نعم لإسقاط السلاح، نعم·· نعم·· نعم، ونعم للمحكمة الدولية، فأبناء الجبل هم أبناء ثورة الأرز وهم أوفياء لمبادئهم·

< أما شفيق فسأل النائب ميشال عون <من سينام·· نحنا شعب ما بيفرق عنا حدا، أكثر من اللي ماتوا ما حدا رح يموت>·

وقال: أتينا إلى ساحة الحرية اليوم متخلّين عن انتمائنا السياسي، ولنمثل أبناء الطائفة الدرزية في ساحة 14 آذار·

< وعلى وقع هتاف <الشعب يريد إسقاط السلاح> توجه عدد من شباب وشابات الجبل إلى كليمنصو وتجمعوا أمام منزل النائب وليد جنبلاط للتأكيد على ولائهم له على الرغم من رفضهم للنهج السياسي الجديد الذي اتبعه < كيف ما كان يبقى وليد بيك زعيم الطائفة الدرزية ولا نتخلى عنه، ونحن سنذهب إلى ساحة الحرية برضاه>·

< تقول نجاة التي تعتبر إن الموقف الذي اتخذه جنبلاط لا نقاش فيه <فهو أدرى بما يحصل ويعرف أكثر منا بالوضع في البلد، لكن في مسألة 14 آذار فليعذرنا فنحن لا يمكن <أن نطلع من جلدنا> فنحن أساس ثورة الأرز ولن نتخلى عنها اليوم، ونحن أكيدون أن وليد بيك أيضاً لن يتخلى عنها·

< ويقول أحد أبناء بعقلين: أتينا من جبل الشهيد كمال جنبلاط، وجبل الشهيد الحي مروان حمادة لنقول <لا> للسلاح، فلقد جرّبنا مرحلة السلاح وخسرنا كل شيء·

< وعند تقاطع برج المر اندمجت مسيرة <شباب الجبل> بمسيرة بيروتية <لتيار المستقبلً> وساروا معاً تحت راية <نحن نؤمن باللاطائفية صليب، هلال ونجمة درزية··· الله معكم نحنا لبنانية>، مشوا سوياً باتجاه ساحة الحرية هاتفين للحرية والسيادة والاستقلال مع <لأ> كبيرة للسلاح و<نعم> قوية للمحكمة الدولية·

 

 


  <يا وليد ولاية الفقيه مامنريد>

 

ونجحت القوى الامنية ولجان الانضباط في تنقية الاعلام والشعارات، وربما ايضاً الهتافات من كل ما من شأنه ان يحدث احتكاكاً، سواء في الساحة او قبلها او بعدها، نظراً لأن قيادات 14 آذار اتخذت قراراً بأن تنظم مهرجاناً لاعلان موقف سياسي بأن الشعب اللبناني لا يمكن ان يقبل الى ما لا نهاية بغلبة السلاح وهيمنته وعبثه بالحياة السياسية اللبنانية.

وساهم انضباط مناصري <حزب الله> وحركة <امل> مؤيدهما في ان يمر يوم امس من دون ضربة كف، وابقاء كل الكلام الذي قيل وكل الحشد الذي جهد فريق 14 آذار في تأمينه ضمن اطاره الديمقراطي السلمي.

وبصرف النظر عن مسارعة اعلام 8 آذار، وبعض الدوائر المرتبطة به الى تشحيل العدد الى <عشرات الآلاف>، واعطاء انطباعات غير جدية للنيل من الحشد الجماهير الضخم والخطاب السياسي الموزون، يمكن تسجيل النقاط الآتية:

1- وضعت قضية السلاح الذي تصفه قوى 14 آذار بانه غير شرعي، على جدول المتابعة اليومية، وأكدت قوى المعارضة الجديدة قدرتها على الحشد والتجييش على الرغم من التطورات التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الست الماضية، وخروجها بالتالي من السلطة.

2- من الخطأ القفز فوق الوقائع بعد مهرجان 13 آذار وهذا الامر، لا يجوز بعد الآن ان تتجاهله قيادة <حزب الله> باعتبارها الجهة المعنية مباشرة هذا الملف، فالمسألة باتت أبعد من قضية اجماع او لا اجماع، وتحتاج الى مقاربة وطنية عديدة.

3- قد يكون من الاهمية بمكان الا يتجاوز الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان هذا الحدث في لحظة وضع اللمسات الاخيرة على ملف التشكيل الحكومي، واعتباره محطة، تعود بعدها الامور الى مسارها الطبيعي.

4- من شأن هذه الرسالة القوية التي حافظت على الطابع الهادئ والسلمي والديمقراطي ان تؤخذ بالحسبان، لان اي تحرك آخر يشكل تحدياً لارادة جماهير 14 آذار، التي تشكل في مكان ما القوة الحية في المجتمع اللبناني وروح الشعب المتطلع الى دولة قادرة على حماية كل اللبنانيين في الداخل والخارج، وفقاً لمنطق الدولة وانسجاماً مع قواعد الدستور. وهذا يعني ان الناس التي خرجت في 13 آذار يمكن ان تخرج مرة ثانية وثالثة ورابعة، بحسب ما ألمح الرئيس سعد الحريري في حال طرأ حدث سياسي جديد، يختلف مع نظرة أو توجه 14 آذار في السياسة.

5 - سجل المشاركون في التجمع الشعبي الكبير حضوراً مميزاً لجماهير عادية ومن فئات عمرية تجمع بين عنصر الشباب من كلا الجنسين، ومن مناطق لبنانية متعددة.

6 - لم يحل الغياب الرسمي وحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط عن مشاركة اهل الجبل وبأعداد محترمة ومن كل المدن والبلدات الشوفية وصولاً الى عاليه لإيصال رسالة أن هوى هؤلاء باق مع هوى 14 آذار ومشروعها السياسي السيادي، وقد عبرت عنها اللافتات والشعارات والحضور، سواء عبر المشايخ أو الشباب والشابات.

7 - ساهمت كل التيارات والقوى والشخصيات المنضوية داخل إطار 14 آذار في حشد الأنصار والمؤيدين من كافة المناطق، وكان لافتاً للاهتمام الحضور المسيحي الكثيف الذي استطاع مسيحيو 14 آذار من حشده والذي تميز بتحدي المشاركين لموقف العماد ميشال عون الذي دعا النّاس إلى النوم، وكان حافزاً لا يستهان به للمشاركة.

8 - وكما قال الرئيس سعد الحريري، فان قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري بقيت قضية حية في ضمير كل اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق والانتماءات السياسية باعتبارها قضية وطنية، تشكّلت في خضم معركة استعادة السيادة، وتأسيس الاستقلال الكامل.

وسط هذه المعطيات بقيت قضية الحكومة الغائب الأكبر عن الساحة، سواء في ساحة الشهداء أو في الساحة السياسية، ويبدو أن المعنيين بالتأليف تعمدوا هذا الغياب، بالتزامن مع ضخ معلومات وأجواء إيجابية عن تقدّم في مسار التشكيل لا يبدو انه كان دقيقاً، وهو ما المح إليه وزير الطاقة جبران باسيل الذي رأى في مقابلة مع تلفزون <الجديد> مساء امس <إننا ما زلنا في المراحل الأولى من عملية التشكيل>، معتبراً ان استغراق الأمر هذا الوقت يعني انه يتم انتظار شيء ما نجهله ولا يعرفه الا الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.

وأوضح باسيل أن <لا شيء اسمه عقدة وزارة الداخلية لأننا لم نصل بعد إلى مسألة الوزارات، فالمنطق يقول اننا نبدأ بالعدد ومن ثم نصل إلى الحقائب والاسماء>.

وهذا يعني بحسب مصادر مطلعة انه لم يتم البحث مع العماد عون لا في الهيكلية ولا في الأسماء، وكذلك الأمر مع النائب وليد جنبلاط. كما نفت ما تردد عن صيغة الثلاث عشرات، أو السبعة عشر وزيراً للأكثرية الجديدة، مقابل 13 وزيراً للرئيسين سليمان وميقاتي وجنبلاط، مشيرة إلى أن المعلومات التي تحدثت عن توافق على اسم مقبول من الرئيس سليمان والعماد عون لوزارة الداخلية ما زال في إطار العموميات ولم يُبحث في الأساس.

ونفت أوساط الرئيس المكلف كذلك احتمال حدوث لقاء اليوم بين الرئيس ميقاتي والعماد عون، من دون أن تستبعده في وقت لاحق.

وفيما غاب الرئيس نبيه بري و<حزب الله> عن السمع، رغم أن الثاني كان معنياً بالأساس بمسألة السلاح التي تركزت كل خطباء مهرجان 14 آذار عليها، فيما نال الأول حصته من انتقاد مباشر من قبل الرئيس الحريري، انطلاقاً من مبدأ تداول السلطة الذي أخذه عليه الرئيس بري، فقد كان لافتاً للانتباه الرد المباشر من قبل الرئيس ميقاتي على خطباء المهرجان فقال: <رحم الله الشهيد رفيق الحريري، لأنه لم يكن ليقبل بعض الكلام الذي يستدرج الفتنة قرب ضريحه>.

أضاف: <اليوم نتأكد أكثر من أي يوم مضى أنه شهيد وحدة لبنان>.

مهرجان 14 آذار مهما كان من أمر، فإن احتفال قوى 14 آذار بذكرى انطلاقة حركتها، كان في الشكل استعادة لمشهدية ساحة الشهداء في 14 آذار من العام 2005 من دون مشاركة مناصري العماد عون وجنبلاط، وقد عوّض عن حضور هؤلاء نسبة محترمة من مواطنين مستقلين، ومن نشطاء المجتمع المدني ومن الشباب الذين شاركوا في المناسبة الأولى، ثم عادوا بعد ست سنوات، في ظاهرة لافتة.

ويبدو أن المنظمين للمهرجان الخطابي لم يرغبوا في قطع <شعرة معاوية> مع جنبلاط، الذي غاب عن المهرجان للمرة الأولى، فلم يكن هناك خطيباً من الطائفة الدرزية، بديلاً عنه، رغم مشاركة أعداد محترمة من هذه الطائفة، وفي مقدمهم النائب مروان حمادة ربما تلبية لليافطة التي حملها شباب الجبل وجاء فيها: <بنحبك يا وليد وعن 14 ما منحيد>.

وفي الشكل ايضا، بلغ عدد الخطباء 11 خطيباً، كان اولهم منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، وآخرهم الرئيس سعد الحريري الذي توجه الى المحتشدين، باللهجة العامية، وبعد ان خلع سترته، بالقول: <هل تقبلون بوصاية السلاح، وان يكون بأيدي غير الدولة؟

وهل تقبلون بتشكيل حكومة تأتي بوصاية السلاح لتكريس وصاية السلاح على حياتنا الوطنية؟ وهل تقبلون بأن تشكل حكومة مهمتها إلغاء علاقة لبنان بالمحكمة الدولية؟ وهل تقبلون بحكومة توقف تمويل المحكمة؟

وبعد ان قال جواب المحتشدين بـ <لأ>، شدد على ان لا حرية لشعب دولته خاضعة، دستوره وامنه واقتصاده خاضع لغلبة السلاح وقراره رهينة لمن يتحكم بهذا السلاح.

وقال: <نحن نطلب دولة لا يحمل غيرها السلاح، ودولة لا يوجد فيها مواطن درجة اولى يحمل سلاحه، ومواطن درجة ثانية، نطلب دولة فيها جيش واحد قوي يقف في وجه العدو الاسرائيلي والشعب كله معه، ولا نطلب دولة فيها جيش خارج الجيش وخارج الدولة والقانون بحجة العدو الاسرائيلي، نطلب دولة فيها دستور يحترمه الجميع، ولا يدوسه احد كل ساعة لان لديه سلاح>.

وشدد على انه من <المستحيل ان يبقى السلاح لعبة ترمى على اولادننا لتنفجر في وجوههم، وان يبقى السلاح مرفوعاً في وجه إرادة الشعب، وفي وجه الحق والحقيقة>. ثم تناول الرئيس بري من دون ان يسميه، قائلاً: <المستحيل ان يبقى شخص واحد 20 سنة في نفس الموقع في السلطة ويعطينا دروساً في تداول السلطة، لانه كلما فكر شخص بأن يترشح ضده يخرج السلاح الى الشوارع وعلى السطوح>.

وختم بالتأكيد: <مستحيل لأحد من ان يقبل لبنان ان يقع تحت اي وصاية مجدداً، وان كانت وصاية من الخارج او وصاية السلاح من الداخل لحساب الخارج، من المستحيل أن ننسى حلم رفيق الحريري لهذا البلد.. ومستحيل أن نتخلى عن حريتنا وعروبتنا وأن نتخلى عن الحقيقة والعدالة ولبنان>.

وبين فارس والحريري، تعاقب على الكلام كل من النائب السابق الياس عطا الله عن اليسار الديمقراطي، والنائب سيبوه كالبكيان عن حزب الهانشاق الارمني، ورئيس حزب <الوطنيين الاحرار> دوري شمعون، وعضو كتلة <المستقبل> النائب غازي يوسف، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اعلن إنطلاق ثورة الأرز - 2 لا تستكين حتى زوال الدويلة وقيام الدولة، والوزير بطرس حرب، والوزير ميشال فرعون، ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، والرئيس أمين الجميل عن حزب الكتائب الذي أكد أن الوحدة اللبنانية لن تبقى من دون حل موضوع السلاح غير الشرعي، مشيراً إلى ان طرح موضوع السلاح ليس لاستعداء طرف بل من أجل انقاذ لبنان وبناء الدولة.


المصدر: جريدة اللواء

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,463,573

عدد الزوار: 7,068,841

المتواجدون الآن: 64