القصف يرهق قوات القذافي.. والثوار: أجدابيا ومصراتة على وشك السقوط

القذافي يوافق على خارطة طريق أفريقية للحل السياسي.. والمعارضة ترد: فات الأوان

تاريخ الإضافة الأحد 27 آذار 2011 - 7:46 ص    عدد الزيارات 2855    التعليقات 0    القسم عربية

        


القذافي يوافق على خارطة طريق أفريقية للحل السياسي.. والمعارضة ترد: فات الأوان
مبادرة سياسية فرنسية ـ بريطانية * الاتحاد الأوروبي يعلن استعداده لتجميد جميع عائدات النفط والغاز
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: أخبــــــار
طرابلس - لندن: «الشرق الأوسط»
في وقت شدد فيه التحالف العسكري الدولي، أمس، ضغوطه على العقيد معمر القذافي بشن مزيد من الغارات الجوية على ليبيا، قالت مصادر مطلعة إن وفدا حكوميا من طرابلس حضر اجتماعا في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، أعلن استعداد العقيد معمر القذافي لتطبيق خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة الليبية، والتي تنص على وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق عملة ديمقراطية. لكن مصادر المعارضة قالت إن المبادرة الأفريقية مضى وقتها، ولا وقت للحوار.

القصف يرهق قوات القذافي.. والثوار: أجدابيا ومصراتة على وشك السقوط
مسؤول ليبي لـ«الشرق الأوسط»: هجمات قوات التحالف عطلت خطتنا لغزو بنغازي
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: أخبــــــار
القاهرة: خالد محمود لندن: «الشرق الأوسط»
على الرغم من دخول الضربات الجوية والصاروخية التي تتعرض لها القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية لنظام حكم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يومها السابع، فما زالت هذه القوات رغم ما تكبدته من خسائر مادية وعسكرية، قادرة على ما يبدو على الصمود لعدة أسابيع إضافية أخرى، كما تقول. وقال مسؤول عسكري ليبي لـ«الشرق الأوسط» من طرابلس إن هجمات التحالف الغربي ضد مواقع القذافي العسكرية لم تفقد قواته المقاتلة إمكاناتها على الأرض، مشيرا إلى أن استمرار القصف لن يسفر عن إجبار النظام على تغيير مبادئه، على حد تعبيره. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم تعريفه لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام «طالما ليست هناك قوات برية على الأرض، فليستمر القصف، الأمر يحسم في الميدان وليس بالطائرات والصواريخ».

وقال إن القوات الحكومية الموالية للقذافي لم تنهار بعد، كما نفى ما أشيع عن حدوث حالات هروب وعدم انضباط في صفوفها بسبب رفض بعض القيادات تنفيذ الأوامر الموجهة إليها.

وفى محاولة لرفع معنويات مقاتليه صدر في طرابلس قرار مفاجئ نقله التلفزيون الرسمي مساء أمس موقع من القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية يقضي بـ«ترقية جميع منتسبي الشعب المسلح والملتحقين بوحداتهم وجميع منتسبي الأمن والشرطة لتصديهم البطولي الشجاع للعدوان الاستعماري الصليبي».

لكن المسؤول العسكري الليبي أقر في المقابل بأن القصف الجوي أدى إلى تعطيل خطة عسكرية لغزو معقل الثوار المتمردين في بنغازي، وقال «عندما تتعرض القوات البرية لهجمات على الطريق من دون أن تتمتع بغطاء جوي، فهذا معناه تغيير الخطة»، لكنه رفض الإفصاح عن المزيد من التفاصيل.

وفي تراجع عن تهديداته بغزو المدينة، قرر القذافي تسيير مظاهرة مليونية إلى بنغازي رافعة أغصان الزيتون، لكن الثوار الذين يتخوفون من تعرضهم للخديعة هددوا بعد جدل ونقاشات عنيفة فيما بينهم، بإطلاق النار على المتقدمين صوب المدينة.

وتقاتل قوات القذافي بضراوة للحيلولة دون سقوط مصراتة ثالث أهم مدينة في قبضة المناوئين له من الثوار، الذين يسعون في المقابل لتحقيق أول نصر عسكري حقيقي على قوات القذافي منذ بدء العمليات العسكرية لقوات التحالف في أجواء ليبيا.

وقال قيادي عسكري للثوار في موقع متقدم على مشارف مدينة إجدابيا لـ«الشرق الأوسط» عبر هاتف متصل بالأقمار الصناعية «من دون هذه الضربات الجوية لقوات القذافي لم يكن بإمكاننا التقدم باتجاه تحرير إجدابيا أو مصراتة. حرمان القذافي من ذراعه الجوية قد أفادنا كثيرا».

وأضاف «ليست لدينا القدرة على التعامل مع سلاح الجو الذي يمتلكه القذافي، لذا فإن أي محاولة لتحييده ستصب بكل تأكيد في مصلحة الثوار، هذا أمر مفروغ منه».

وستكون استعادة إجدابيا أكبر انتصار للثوار الذين تعرضوا لانتكاسة مؤقتة قبل أسبوعين عندما طردتهم قوات القذافي المسلحة وأعادتهم إلى بنغازي. واعتبر بعض المحللين أن هذا التطور يعكس أيضا حقيقة أن الغارات الجوية التي يشنها الغرب بهدف حماية المدنيين أعطت دفعة جديدة للمقاتلين المعارضين. وقال مصطفى غرياني المتحدث باسم المعارضين للصحافيين في بنغازي «إنها (الغارات البريطانية) ستضعف قواتهم (قوات القذافي) والأمر الأكثر أهمية ضعف معنوياتهم. نتوقع أن تحرر إجدابيا اليوم أو غدا».

ومع أن قوات القذافي وكتائبه الأمنية قد تعرضت في مواقعها الأمامية في مدن بشرق ليبيا وغربها إلى قصف عنيف، فإن تأثير هذا القصف لم يحد من فاعليتها في المعارك الضارية التي تخوضها ضد الثوار المناهضين للقذافي خاصة في مدينتي إجدابيا ومصراتة.

وما زال الثوار يحاصرون قوات للقذافي تتحصن داخل مدينة إجدابيا وتعرضت أمس لقصف جوي من قوات التحالف في محاولة لشل فاعليتها ومنعها من التقدم إلى الأمام.

وعلى الرغم من هذا الحصار أشاعت قوات القذافي رغبتها في الاستسلام المشروط، إلا أنها قصفت مواقع الثوار أمس بصواريخ الغراد والقذائف البعيدة المدى. وأعلن العقيد خليفة حفتر القائد العام لجيش ليبيا الحرة الموالي للثوار أول من أمس أن هناك مهلة 24 ساعة أمام قوات القذافي للاستسلام، لكن الساعات الماضية شهدت في المقابل مزيدا من المعارك المحتدمة بين الطرفين.

وقال مصدر عسكري من الثوار لـ«الشرق الأوسط» إن ثمانية مدنيين قتلوا على الأقل خلال هذه المعارك أمس من بينهم أربعة من أسرة واحدة لديها طفل لم يتجاوز عمره 7 شهور قتل أيضا.

وأضاف: «قوات القذافي ما زالت تقصف منازل المدنيين بالمدفعية الثقيلة بشكل عشوائي، هناك عدد كبير من الضحايا يجري حصرهم».

وبدا أن المفاوضات الرامية إلى إقناع قوات القذافي بالاستسلام قد باءت بالفشل بسبب تخوف كبار قياداتها من التعرض لعمليات انتقامية على أيدي المدنيين المسلحين.

وقال إبراهيم فرج عضو المجلس العسكري للثوار إن شيوخ القبائل المحليين عقدوا محادثات مع قوات القذافي وطالبوهم بالانسحاب، مضيفا «قال الشيوخ يجب أن تنسحبوا وتتركوا أسلحتكم ولن تتعرضوا لأذى، لكنهم رفضوا، ولهذا السبب نخطط للتقدم بأسلحة ثقيلة».

كما أكد العقيد حمد الحاسي أن «المدخل الشرقي لمدينة إجدابيا قد سقط بالفعل في أيدي الثوار»، فيما قال بن موسى وهو رجل يساعد مقاتلي المعارضة بالطعام والإمدادات، إن ثلاثة من مقاتلي القذافي استسلموا وخرجوا من إجدابيا وهم يحملون راية بيضاء. وأضاف أنهم نقلوا إلى بنغازي حيث تتمركز قوات الثوار.

وقال العقيد محمد الساير «لقد دخلنا المدينة. وعما قريب ستسقط البوابات الشرقية والغربية للمدينة، إننا نقوم بزعزعتها».

وعلى طريق يبعد بضعة كيلومترات إلى الشرق من هذه المدينة الأساسية التي تبعد 160 كلم جنوب غربي بنغازي، قال «إننا نهاجم البوابة الشرقية. وهنا، لديهم 15 دبابة وخمسون رجلا، وليس أمامهم من خيار آخر غير الاستسلام».

وعلى الفور بدأت عملية نزوح شبه جماعية لسكان المدينة، حيث شوهد عشرات السكان من هذه المدينة الساحلية وهم يهربون على متن سيارات سياحية باتجاه الجنوب، فيما تسيطر القوات الموالية للقذافي على المدخلين الشرقي والغربي للمدينة.

وكانت قوات القذافي قد تمكنت الأسبوع الماضي من السيطرة على إجدابيا، وكانت تنوي التوجه إلى بنغازي قبل أن يجبرها تدخل قوات التحالف ابتداء من التاسع عشر من الشهر الحالي، على أن تعود أدراجها.

وقال عبد الباسط أبو مزريق الناطق باسم الثوار، إن ميناء مصراتة قد تم تحريره بالكامل من قوات القذافي، مشيرا إلى أن السفن الحربية والزوارق قد غادرت الميناء، وأن قوات التحالف أبلغت المجلس الوطني في بنغازي بأنها ستؤمن مرورا آمنا للسفن التي تحمل مساعدات من مالطا.

وجاء في بيان الوفد: «نحن على استعداد لتطبيق خارطة الطريق التي رسمتها اللجنة العالية المستوى في مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي». ولم يشارك أي مندوب عن الثوار الليبيين في المباحثات، إلا أن البعثة الحكومية وافقت على «خارطة الطريق» هذه بما يشمل «اتباع سياسة تتجاوب مع تطلعات الشعب الليبي بطريقة سلمية وديمقراطية»، بحسب خطاب تلته البعثة أمام الصحافيين.

وشارك ممثلون عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في هذا الاجتماع. وسبق أن أعلنت السلطات الليبية مرارا وقفا لإطلاق النار عادت وانتهكته فيما بعد. وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن فرنسا وبريطانيا تحضران مبادرة مشتركة مع اقتراب قمة لندن المرتقبة الثلاثاء. وقال: «ستكون مبادرة فرنسية - بريطانية لإظهار أن الحل يمكن أن يكون غير عسكري، سيكون حلا سياسيا ودبلوماسيا». وقبل ذلك بساعات قليلة، رجح قائد الأركان الفرنسي إدوار غييو أن تستمر عمليات الائتلاف «أسابيع» في ليبيا، معربا عن «الأمل» في أن لا تدوم «أشهرا». وبرر الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أمس، التدخل العسكري في ليبيا، الذي رأى أنه «حال دون سقوط آلاف وآلاف من القتلى»، مؤكدا أنه يمكن أن يتوقف فور عودة القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي إلى ثكناتها. وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في بروكسل، على هامش القمة الأوروبية، إن العمل العسكري الذي قام به الائتلاف في ليبيا «حال دون وقوع آلاف وآلاف القتلى». وأضاف: «يجب منع وقوع قتلى ضحايا جنون وحشي لديكتاتور». وأوضح الرئيس الفرنسي، قائلا: «لو لم يتحرك التحالف، لكانت مسألة ساعات، ساعات قليلة جدا (...)، لوقع سكان بنغازي ضحية مجزرة».

وقال ساركوزي إنه تحدث أمام نظرائه الأوروبيين «عما جرى في سبرينيتسا» في يوليو (تموز) 1995. وأكد ساركوزي أن «ثمانية آلاف شخص قتلوا (...) لأن الأسرة الدولية لم تتخذ حينذاك الإجراءات اللازمة لمنع هذه المجزرة» التي راح ضحيتها مسلمون بوسنيون قتلهم صرب. وتابع: «سنكون هناك طالما أن السكان (الليبيين) تحت تهديد دبابات وطائرات»، إلا أنه رفض في الوقت نفسه تحديد موعد لانتهاء المهمة.

من جهة ثانية، أعرب الاتحاد الأوروبي عن استعداده لتجميد جميع عائدات النفط والغاز التي يمكن أن يستفيد منها نظام العقيد الليبي معمر القذافي، داعيا الأسرة الدولية إلى القيام بالأمر نفسه. وأكد قادة دول الاتحاد في إعلان أقر بالإجماع أن «الاتحاد الأوروبي مستعد لفرض وتبني عقوبات جديدة، بما في ذلك إجراءات للتأكد من أن عائدات النفط والغاز لا تصل إلى نظام القذافي».

وأضاف النص أن دول الاتحاد «ستقدم مقترحات مماثلة إلى مجلس الأمن الدولي». وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن هذا الإجراء ضروري «للتأكد من أن القذافي لا يدفع الأموال لمرتزقته من عائدات النفط». وأضاف أنه يجب العمل على منع اختلاس «أموال الليبيين».

وكان الاتحاد الأوروبي اتخذ سلسلة عقوبات ضد معمر القذافي، بدأ تطبيق آخرها الخميس. وتستهدف هذه العقوبات خصوصا شركة النفط الليبية وخمسة من فروعها.

ودعت ألمانيا إلى فرض «حظر نفطي كامل» على ليبيا، لكن دولا أخرى شددت على ضرورة أن لا تطال العقوبات إلا نظام العقيد القذافي، وأن لا تؤثر على الثوار. وأقر هذا الموقف في نهاية المطاف. وترى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تعزيز العقوبات على جانب أساسي في قطاع الطاقة يشكل عاملا رئيسيا لطرد القذافي من السلطة.

وكانت إيطاليا أول دولة مستوردة للغاز والنفط الليبي قبل الأزمة، لكنها غيرت مصادرها منذ ذلك الحين، كما قالت المفوضية الأوروبية. وفي الواقع لم يعد الاتحاد الأوروبي يستورد محروقات ليبية.

من جهة أخرى، قالت الدول الأوروبية إنها مستعدة «لتشجيع الحوار» مع القوات المعارضة لنظام القذافي، بما في ذلك المجلس الوطني الانتقالي.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,923,694

عدد الزوار: 7,048,209

المتواجدون الآن: 60