رحلة صالح العلاجية.. الأمل في الحلول والخشية من الفوضى

اليمن يحتفل بغياب صالح.. ونائب الرئيس يهدئ القبائل

تاريخ الإضافة الثلاثاء 7 حزيران 2011 - 6:38 ص    عدد الزيارات 2708    التعليقات 0    القسم عربية

        


اليمن يحتفل بغياب صالح.. ونائب الرئيس يهدئ القبائل

جراحة ناجحة للرئيس اليمني في السعودية * المعارضة تتعهد بمنعه من العودة.. وأتباعه يؤكدون عودته

 
جندي يمني يحتفل أمس مع الآلاف بعد خروج الرئيس علي عبد الله صالح من اليمن (أ.ب)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صنعاء: عرفات مدابش لندن: «الشرق الأوسط»
عمت مدن اليمن امس احتفالات اطلقها شباب الثورة ابتهاجا بخروج الرئيس علي عبد الله صالح للعلاج في السعودية اثر جروح اصيب بها خلال هجوم بالقذائف استهدف قصره يوم الجمعة الماضي، على الرغم من تأكيد قيادات حزبية وحكومية أنه سيعود إلى البلاد خلال بضعة أيام، وتأكيد مضاد من المعارضة بأنها ستتخذ كل الوسائل لعدم السماح له بالعودة.

وفي حين أعلن مصدر طبي في الرياض امس بأن عملية جراحية ناجحة أجريت للرئيس صالح, وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية, باشر نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، مهام وصلاحيات الرئيس، باصدار توجيهات بانهاء جميع الاستحداثات الأمنية والعسكرية بمنطقتي الحصبة وحدة، وكلف احد القادة العسكريين بالتواصل مع الشيخ صادق الأحمر وإخوانه، من أجل إبلاغه بطلب الحكومة وقف إطلاق النار، وإخلاء المنشآت الحكومية التي سيطر عليها أنصاره خلال الأسبوعين الماضيين اللذين شهدا المواجهات بين الطرفين. ووافق الشيخ صادق الأحمر على طلب الهدنة، على أن تلتزم الوحدات الأمنية والعسكرية المناصرة لصالح بالانسحاب من المنطقة، مؤكدا حرصه على استتباب الأمن. كما التقى نائب الرئيس اليمني، السفير الأميركي في صنعاء. وأعلن البيت الأبيض امس أن كبير مساعدي الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب جون برينان، تحدث الليلة قبل الماضية مع نائب الرئيس اليمني، دون المزيد من التفاصيل.

 

منصور هادي رجل المهمات في وقت المهمات... نائب الرئيس اليمني عسكري ينزع فتيل التوتر

 
لندن: محمد جميح
عرف نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بابتعاده عن الأضواء ربما لشخصيته العسكرية التي كان لها دور بارز في حسم معارك حرب صيف 1994 لصالح قوات الوحدة اليمنية التي كانت تسمى آنذاك بقوات الشرعية. وعلى الرغم من هدوئه وعدم ميله للظهور فإنه وصف بأنه على درجة عالية من الكفاءة العسكرية والمهارات القتالية، كما أنه يعد من أبرز وجوه وشخصيات محافظة أبين في جنوب البلاد في الفترة الحالية وهو يتقلد أكبر منصب تقلده جنوبي في الجمهورية اليمنية بعد نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي خرج من اليمن بعد حرب 1994 المذكورة. وصفه الأميركيون بأنه محل اتفاق داخل اليمن ويحظى باحترام من قبل الفرقاء السياسيين في البلاد.

ولد عبد ربه منصور هادي - الذي تولى مهام رئيس الجمهورية بعد مغادرة الرئيس اليمني البلاد للعلاج في المملكة العربية السعودية - في قرية ذكين، مديرية الوضيع، بمحافظة أبين، عام 1945، وتخرج عام 1964م من مدرسة «جيش محمية عدن» العسكرية الخاصة بالتأهيل وتدريب أبناء ضباط جيش الاتحادي للجنوب العربي إبان الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن. ابتعث إلى بريطانيا، فالتحق بدورة عسكرية لدراسة المصطلحات العسكرية، ثم التحق بدورة عسكرية متخصصة لمدة عام ونصف العام، وفيها أجاد اللغة الإنجليزية، وتخرج سنة 1966م. عاد إلى مدينة عدن ثم ابتعث إلى القاهرة لدراسة عسكرية متخصصة على سلاح الدبابات حتى 1970م. عام 1976م ابتعث إلى روسيا للدراسة المتخصصة في القيادة والأركان أربع سنوات حيث كانت تربط اليمن الجنوبي آنذاك علاقات استراتيجية بالاتحاد السوفياتي.

عمل قائدا لفصيلة المدرعات إلى أن تم الاستقلال سنة 1967م، وبعد الاستقلال عُين قائدا لسرية مدرعات في قاعدة (العند) في المحور الغربي للجنوب، ثم مديرا لمدرسة المدرعات، ثم أركان حرب سلاح المدرعات، ثم أركان حرب الكلية الحربية، ثم مديرا لدائرة تدريب القوات المسلحة. سنة 1972م انتقل إلى محور (الضالع)، وعُين نائبا ثم قائدا لمحور (كرش)، وكان عضو لجنة وقف إطلاق النار، ورئيس اللجنة العسكرية في المباحثات الثنائية التالية للحرب مع الشمال، ثم استقر في مدينة عدن مديرا لإدارة التدريب في الجيش، مع مساعدته لرئيس الأركان العامة إداريا، ثم رئيسا لدائرة الإمداد والتموين العسكري بعد سقوط حكم الرئيس سالم ربيع علي، وتولي عبد الفتاح إسماعيل الرئاسة. حين أبعد عبد الفتاح إسماعيل عن الحكم، وتولى الرئاسة خلفا له الرئيس علي ناصر محمد؛ ظل في عمله إبان فترة صراع دموي ريفي في شمال اليمن بين النظام في شمال اليمن والجبهة المدعومة من نظام جنوب اليمن. سنة 1983م، رُقي إلى درجة نائب لرئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة معنيا بالتنظيم وبناء الإدارة في الجيش، وكان رئيس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع الجانب السوفياتي، وتكوين الألوية العسكرية الحديثة. عمل مع زملائه على لملمة شمل الألوية العسكرية التي نزحت معهم إلى الشمال، وإعادة تجميعها إلى سبعة ألوية، والتنسيق مع السلطات في الشمال لترتيب أوضاعها ماليا وإداريا، وأطلق عليها اسم ألوية الوحدة اليمنية، وظل في شمال اليمن حتى يوم 22 مايو (أيار) 1990م، تاريخ تحقيق الوحدة اليمنية. عُين هادي قائدا لمحور البيضاء، وشارك في حرب 1994م وفي مايو 1994م صدر قرار رئيس الجمهورية بتعيينه وزيرا للدفاع. عام 1994م عين نائبا لرئيس الجمهورية. تدرج في الترقيات العسكرية ابتداء بدرجة ضابط في جيش الجنوب العربي عام 1966م حتى رتبة الفريق عام 1997م. له بعض المؤلفات منها: الدفاع في المناطق الجبلية في استراتيجية الحرب، وهو بحث نال به درجة الأركان من روسيا. ويقال إنه أحد المسؤولين اليمنيين الذين استهدفهم قصف مسجد «دار الرئاسة» في صنعاء، لكنه نجا بعد تلقيه العلاج ليعود لممارسة نشاطه السياسي. وتسلم عبد ربه مهامه الجديدة بعد مغادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لتلقي العلاج في المملكة العربية رفقة مجموعة من أركان نظامه. كما التقى نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور الأحد مع السفير الأميركي في صنعاء. وأعلن البيت الأبيض أن جون برينان كبير مساعدي الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب تحدث الليلة الماضية مع نائب الرئيس اليمني، دون المزيد من التفاصيل. وفي أول عمل له منذ توليه مهام رئيس الجمهورية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وجه عبد ربه منصور هادي أمس، بإنهاء جميع المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية، وأنصار الشيخ صادق الأحمر، في منطقتي الحصبة وحدة، وذلك في أول قرار له منذ تسلمه مهام رئاسة الجمهورية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، عقب إسعاف الرئيس علي عبد الله صالح، مساء أمس، إلى الرياض. كما وجه هادي، بإنهاء جميع الاستحداثات الأمنية والعسكرية بمنطقتي الحصبة وحدة، وكلف اللواء غالب القمش، واللواء محمد القاسمي، بالتواصل مع الشيخ صادق الأحمر، وإخوانه، من أجل إبلاغه بطلب الحكومة بوقف إطلاق النار، وإخلاء المنشآت الحكومية التي سيطر عليها أنصاره خلال الأسبوعين الماضيين من المواجهات بين الطرفين. وقد وافق الشيخ صادق الأحمر على طلب الهدنة، ووقف إطلاق النار، على أن تلتزم الوحدات الأمنية والعسكرية، والمجاميع المسلحة المناصرة لصالح، بالانسحاب من المنطقة، مؤكدا حرصه على استتباب الأمن وعودة السكينة العامة. ولكن إلى أي حد سينجح نائب الرئيس اليمني في إخماد الحرائق المشتعلة في معظم أرجاء البلاد، وإلى أي مدى سيتم التواصل بينه وبين المعارضة في الداخل والأطراف الدولية الأخرى لإدارة الأوضاع في اليمن خلال فترة لا يعلم إلا الله مداها؟ كل ذلك يظل مرهونا بشبكة من العوامل الداخلية والخارجية التي يبدو أنها ستهيئ الظروف في اليمن لحلول سلمية للأزمة بعد أن أوشكت البلاد على الدخول في الحرب الأهلية.

 

خبير أميركي لـ «الشرق الأوسط»: رحيل صالح نهائي

مستشار أوباما للأمن القومي تحدث مع نائب الرئيس اليمني

 
واشنطن: محمد علي صالح
قال خبير أميركي متخصص في الشؤون اليمنية إن نقل الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، إلى السعودية، للعلاج بعد إصابته في القصف المسلح على القصر الجمهوري في صنعاء، أول من أمس، «يفتح الباب أمام رحيل نهائي»، وأضاف: «تبدو هذه هي نهاية صالح».

وقال كريستوفر بوشيك، المتخصص في الشؤون اليمنية في معهد كارنيغي في واشنطن، لـ«الشرق الأوسط»: «رحيل صالح يفتح الباب لطريقة ممكنة للخروج من هذه الأزمة. الآن يمكن لنائب الرئيس اليمني (عبد ربه منصور الهادي) أن يتولى القيادة المؤقتة للحكم هناك، ثم تجري استعدادات لإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة»، وأضاف: «لكن لا بد من تشكيل حكومة مؤقتة بموافقة الأطراف المعنية للإشراف على عملية الانتقال»، وقال: «لكن أولا وقبل كل شيء يجب أن يتوقف القتال».

وقال بوشيك: «من ناحية أخرى، مع رحيل صالح إلى السعودية، هناك احتمال لتدهور الوضع أكثر، ولتصعيد القتال. يبدو واضحا أن حكومة اليمن لن تتوقف عن الهجمات على آل الأحمر، وسيكون هذا سيئا للغاية», وقال: «نحن لا نعرف حتى الآن أين أحمد (ابن الرئيس صالح). ولا نعرف أين أبناء عمه، وسيكون من المهم أيضا أن نراقب اللواء علي محسن الأحمر» (قائد الفرقة المدرعة الأولى الذي كان انضم إلى المعارضة).

وأضاف بوشيك: «الشيء الأكثر أهمية الآن هو أن تبدأ عملية الانتقال السياسي، والبدء في العمل من أجل تحسين الأوضاع العامة في البلاد لجميع اليمنيين. ليس سرا أن الاقتصاد في حالة خراب، وهناك حاجة إلى التركيز على التصدي لهذا التحدي الأساسي. اقتصاد اليمن الهابط هو في صميم مشكلات البلاد كافة».

وقال: «ظللت أتابع صالح كل هذه السنوات. أعرف أنه سياسي ذكي، ويمكن أن يحدث أي شيء. لكن لا أعرف كيف سيقدر على أن يعود إلى الحكم بعد الذي حدث؟».

وقال مراقبون في واشنطن إن الرئيس باراك أوباما يرى أن نقل صالح إلى السعودية قد أخرج أوباما من ورطة لم يكن يعرف كيف يخرج منها، وذلك بسبب إعلاناته المتكررة بأن صالح يجب أن يرحل، في نفس الوقت الذي لا يريد فيه أن يفقد حليفا مهما في الحرب ضد الإرهاب. في الجانب الآخر، لا بد أن الرحيل المفاجئ لحليف رئيسي لأوباما في الحرب ضد الإرهاب سيقود إلى تعميق الأزمة في بلد يعرف أوباما أنه في وضع اقتصادي سيئ، والآن صار يزداد سوءا.

وقال المراقبون إن أوباما يشعر بأنه مدين لدول التعاون الخليجي بسبب دورها المهم، ليس فقط في الوساطة بين صالح والمعارضين في الماضي، ولكن، أيضا، بسبب الدور السعودي الأخير، الذي أدى إلى نقل صالح إلى السعودية للعلاج.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن جون برينان، مستشار الرئيس باراك أوباما للأمن القومي، تحدث مع نائب الرئيس اليمني، عبد ربه الهادي، هاتفيا، بعد نقل صالح إلى السعودية. لكن لم يقدم المسؤول أي تفاصيل. وأضاف المسؤول إن برينان ناقش الأزمة في اليمن مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية، ومع المسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال زيارة استغرقت ثلاثة أيام، قبل أن يعود إلى واشنطن يوم السبت.

 

رحلة صالح العلاجية.. الأمل في الحلول والخشية من الفوضى

محللون: من المحتمل ألا يعود صالح بعد رحلته رئيسا لليمن

 
واشنطن: روبرت ورث*
وصل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى السعودية السبت لحاجته إلى تدخل طبي عاجل بسبب جراح أصيب بها في هجوم جريء استهدف المجمع الرئاسي، وذلك بحسب ما ذكره مسؤولون سعوديون، الأمر الذي غير فجأة حسابات سياسية سمحت لصالح بالبقاء في السلطة على الرغم من أشهر من الاحتجاجات وأعمال العنف.

وأدهش الرحيل المفاجئ لصالح اليمنيين، كما أنه قد يطرح تحديا خطيرا أمام الولايات المتحدة، التي تشعر بقلق عميق إزاء الفوضى المتزايدة داخل اليمن، بحسب ما يراه محللون. وقد فقدت الحكومة بالفعل السيطرة على بعض المحافظات النائية، ويبدو أن تنظيم القاعدة وجهاديين آخرين يستغلون الاضطرابات لتعزيز قاعدتهم داخل البلاد.

وقال مسؤولون سعوديون، تحدثوا شريطة عدم ذكر أسمائهم، إن صالح وافق على مغادرة اليمن بعد أن ساءت حالته الصحية إثر هجوم يوم الجمعة. وتحدث مستشار أوباما البارز المختص بشؤون اليمن، جون برنان، عبر الهاتف يوم السبت مع نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور الهادي، الذي قالت تقارير إخبارية إنه أصبح القائم بأعمال الرئيس بموجب الدستور اليمني.

ومن المحتمل أن يتأكد السعوديون من أن صالح، الذي يسيطر على مقاليد السلطة منذ 33 عاما، لن يعود كرئيس، بحسب ما يعتقده محللون – وهو هدف سعى من أجله السعوديون مع زعماء عرب آخرين بالمنطقة على مدار أسابيع من دون أن ينجحوا في الوصول إليه.

ولكن على الرغم من أن رحيل صالح قد يهدئ التوترات داخل صنعاء على المدى القصير، فإنه لا توجد خطة واضحة لانتقال سياسي دائم. وفي ظل الفراغ، يخشى الكثيرون من أن فصائل المعارضة اليمنية والمتظاهرين الشباب قد يبدأون اقتتالا مع بعضهم، مما يزيد من حدة مشكلات العنف الطائفي في الشمال وجهود الانفصال في الجنوب.

ويضع التهديد بحدوث المزيد من الفوضى السياسية ضغوطا هائلة على السعودية، الجار القوي لليمن، وعلى الولايات المتحدة، التي كانت تعول على صالح كحليف في مواجهة الإرهابيين. ويشار إلى أن صالح تمكن من المحافظة على حالة من السلم داخل دولة تتنازعها خلافات قبلية، ولكن السعوديين – الذين يريدون الاستقرار قبل أي شيء – أصبحوا يشعرون بالقلق من تراجع سيطرته في مواجهة احتجاجات استلهمت مما يطلق عليه «الربيع العربي».

وساعد الهجوم الذي وقع يوم الجمعة، وحمل صالح عائلة الأحمر المسؤولية عنه، السعوديين على التدخل بحسم. ورتبت السعودية لعلاج صالح ورحيله، كما قبلت 6 مسؤولين يمنيين بارزين جرحوا في الهجوم ورتبت لاتفاق وقف إطلاق النيران مع ميليشيا عائلة الأحمر القبلية القوية.

يذكر أن الميليشيا والحكومة بدآ الاقتتال في الشوارع قبل أسبوعين بعد أن تراجع صالح للمرة الثالثة عن اتفاق تزعمته السعودية يقضي برحيله عن منصبه، على الرغم من أنه لا يزال غير واضح من آثار هذه العداوات. وعلى الرغم من أن العلاقات بين صالح وعائلة الأحمر قد ساءت قبل عدة أعوام، فإن هوة الشقاق اتسعت مؤخرا فيما بدأت عائلة الأحمر دعم المتظاهرين في الشوارع، وقدمت أموالا للمحافظة على استمرار تحركهم على الرغم من الإجراءات الصارمة من جانب الحكومة.

ولم يكن واضحا مساء السبت ما إذا كانت الهدنة مع الميليشيات قائمة، حيث أفادت بعض التقارير بأن العاصمة صنعاء كانت هادئة في الأغلب، وقال آخرون إنه سمع صوت المدفعية مرة أخرى في مناطق تعد معقلا لعائلة الأحمر.

وما زالت تسيطر حالة من الضبابية حول تفاصيل هجوم يوم الجمعة والمعلومات الخاصة بحالة صالح الصحية. ويقول مسؤولون يمنيون إن صاروخا أو قذيفة «هاون» ضربت مسجدا داخل المجمع الرئاسي كان يصلي فيه صالح ومسؤولون بارزون آخرون. وأكد مسؤولون حكوميون على أن صالح أصيب بجروح خفيفة أو «كدمات»، على الرغم من أن الرئيس نفسه أشار إلى أن الهجوم كان قويا بالقدر الذي أدى إلى مقتل 7 حراس.

وأرجأ صالح خطابا للأمة عدة ساعات يوم الجمعة، وبعد ذلك أصدر تسجيلا صوتيا من دقيقتين بث على التلفزيون الحكومي مع صورة قديمة له. وبدا صوته حزينا رصينا فيما أخبر المواطنين أن عائلة الأحمر تقف وراء الهجوم. ومنذ ذلك الحين، كثر الكلام حول طبيعة الجراح التي أصيب بها، وقالت بعض التقارير الإخبارية العربية إن بعض القطع الخشبية دخلت في جسمه.

وبعد الهجوم، بدأت قوات حكومية إطلاق قذائف «آر بي جيه» وقذائف «الهاون» على منزل حميد الأحمر. وقال متحدث باسم الأحمر إن 19 شخصا قتلوا في الهجوم على منزله يوم الجمعة. وقد نفت عائلة الأحمر مسؤوليتها عن الهجوم على المجمع الرئاسي.

وأكد صادق الأحمر يوم السبت على أن السعوديين رتبوا لهدنة، وقال إنه سيحترمها. ولكنه أضاف أن الحكومة لم توف بتعهداتها برفع القوات الأمنية من المنطقة المحيطة بمجمع الأحمر في منطقة الحسبة شمال صنعاء، حيث تركز القتال على مدار الأسبوعين الماضيين.

وفي جنوب صنعاء يوم السبت، بدا أن قوات حكومية تنسحب من تعز، وهي مدينة مهمة في مرتفعات اليمن الوسطى، حيث رفع متظاهرون وقبليون متعاطفون معهم السلاح ضد الجنود الحكوميين. وكانت الدبابات قد نشرت داخل المدينة يوم الجمعة، وأعرب الكثير من السكان المحليين عن خشيتهم من تكرار الإجراءات الوحشية التي وقعت الأسبوع الماضي وقتل فيها الكثير من المحتجين. ولكن بعد مصادمات أخرى بين رجال قبليين مسلحين وجنود، بدا الجيش قد تراجع إلى قواعده.

ويقول الناشط رياض الأديب: «لا يوجد أي جنود في الشوارع حاليا، ولا توجد نقاط تفتيش داخل المدينة. ولا يوجد سوى القبليين المسلحين الذين جاءوا لحمايتنا».

ويقول محللون إن السعودية ما كان لها أن تسمح لصالح بالمجيء إلى الرياض من دون الحصول على تعهد بأنه سيستقيل في النهاية من منصبه الرئاسي. وخلال الأسابيع الأخيرة، حث الملك عبد الله شخصيا صالح على التوقيع على صفقة يرعاها مجلس التعاون الخليجي. وكان الاتفاق يدعو إلى التنازل عن السلطة مقابل حصانة من المقاضاة يتمتع بها وعائلته.

كما ضغطت الولايات المتحدة على صالح كي يتنحى، ورأت أن الرحيل المنظم سيكون بداية لمرحلة انتقالية تقلل من الأزمة السياسية اليمنية وتسمح للسلطات باستعادة السيطرة على المحافظات النائية داخل اليمن، وكذا السيطرة على الجهاديين هناك.

وفي الأسبوع الماضي أرسل أوباما برنان إلى السعودية للمساعدة على الوصول إلى سبيل لإخراج صالح من السلطة. وأظهرت الزيارة ضعف تأثير الولايات المتحدة على صالح الذي ظل على مدار أعوام شريكا غير ملائم بصورة محبطة – على الرغم من تعاونه في مجال مكافحة الإرهاب.

والآن تجد السعودية نفسها في موضع قوة، حيث يعتمد الرئيس اليمني بدرجة أكبر من ذي قبل على جيرانه الأغنياء بالنفط. ولكن يواجه السعوديون خيارات صعبة – علما بأنهم دائما ما واجهوا مشكلات في التعامل مع الساحة السياسية المعقدة داخل اليمن.

وإذا تنحى صالح، فأمامهم مسؤولية تأسيس نظام سياسي جديد داخل دولة لها تطلعات ديمقراطية، ولكن ليس بها سوى القليل من المؤسسات الفاعلة.

* ساهمت في إعداد التقرير لورا كاسنوف من هاجرترز تاون بولاية ماريلاند، ونيل ماكفاركوهار من الرياض، وسكوت شين من واشنطن، وناصر الربعي من صنعاء.

* خدمة «نيويورك تايمز»

 

 

اليمن: هادي يقرر وقف المواجهات مع أسرة الأحمر ويتجه للتهدئة

احتفالات في الساحات بخروج صالح.. ومواجهات في محيط القصر الجمهوري بتعز

 
صنعاء: عرفات مدابش لندن: «الشرق الأوسط»
باشر عبد ربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية اليمنية، مهام وصلاحيات الرئيس علي عبد الله صالح، الذي نقل إلى المملكة العربية السعودية لتلقي العلاج، جراء الإصابات التي تعرض لها في القصف، الذي استهدف قصر الرئاسة، الجمعة الماضي، وأسفر عن مقتل 7 من حراس صالح وإصابة عدد من كبار المسؤولين اليمنيين، هذا في وقت احتفل فيه شباب الثورة بخروج صالح من اليمن، رغم تأكيد قيادات حزبية وحكومية أنه سيعود إلى اليمن خلال بضعة أيام.

وفي أول الأيام التي يتولى فيها صلاحيات الرئاسة «مؤقتا»، رأس هادي اجتماعا للقيادات العسكرية والأمنية لمناقشة آخر التطورات الأمنية والعسكرية والسياسية في الساحة اليمنية، وكان لافتا أن الاجتماع شارك فيه نجل الرئيس، العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، وأبناء شقيق صالح، والتقى هادي بالسفير الأميركي بصنعاء، جيرالد فايرستاين، وقالت مصادر سياسية إن اللقاء ناقش عملية انتقال السلطة في اليمن، غير أن مصادر رسمية قالت إن اللقاء نوقش فيه «الكثير من القضايا والمواضيع المتصلة بالمستجدات الراهنة على الساحة الوطنية وطبيعة التعاون المطلوب من أجل تأمين كافة الخدمات الأساسية كالنفط والغاز والكهرباء وتثبيت وقف إطلاق النار بصورة كاملة وشاملة والعمل على إخلاء مؤسسات الدولة التي اعتدي عليها».

وأضافت المصادر أنه تمت مناقشة «أهمية تعاون أحزاب اللقاء المشترك لتحقيق النجاحات المنشودة وتغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح الأخرى خصوصا أن الظروف الراهنة معقدة وصعبة، إضافة إلى تعاون الجميع، الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وكل الشخصيات الاجتماعية بمختلف وجاهاتها من أجل منع أي عمليات تخريبية أو عدوانية على المصالح العامة والخاصة وتأمين الطرقات وسحب أي وجود مسلح غير شرعي في المدن».

ونص أول قرار أصدره القائم بمهام الرئاسة اليمنية، على إنهاء كافة الاستحداثات الأمنية والعسكرية في حيي الحصبة وحدة، وقام بإيفاد اللواء غالب القمش، رئيس جهاز الأمن السياسي (المخابرات) إلى الشيخ صادق الأحمر وأشقائه من أجل مناقشة وقف إطلاق النار وإخلاء المنشآت والمباني العامة التي استولوا عليها خلال المواجهات التي دارت بين مسلحيهم والقوات الموالية للرئيس صالح.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن صادق الأحمر، وافق على طلب نائب الرئيس بوقف إطلاق النار وإخلاء المنشآت العامة «على أن تلزم الوحدات والمجاميع المعتدية بالانسحاب»، وأكد حرصه على «استتباب الأمن وعودة السكنية العامة»، وكانت حدة المواجهات المسلحة تراجعت اليومين الماضيين بعد وساطة سعودية بين الطرفين.

من جانبه، دعا الشيخ صادق الأحمر من تبقى من رجال القوات المسلحة والأمن في صف النظام إلى أن يتخلوا عنه ويعلنوا مواقفهم «الداعمة لثورة الشعب السلمية المطالبة برحيل علي صالح.. انضموا إلى ساحات التغيير والحرية واعلموا أن الوطن والشعب باقيان وأن الأفراد مهما علا شأنهم وبلغت منزلتهم راحلون». وأضاف في النداء «صار لزاما عليكم كيمنيين أن يذكركم التاريخ في أنصع صفحاته وبأجمل عباراته مناضلين من أجل اليمن ومن أجل شعبكم الذي يدعوكم لأن تكونوا مع إرادته ومع تطلعاته الهادفة إلى بناء يمن لليمنيين جميعا وليس لفرد أو أسرة، ولتكونوا مدركين أن إعلان موقفكم المناصر للثورة والثوار سيجعلكم في مأمن من تساؤلات أبنائكم الذين سيتساءلون لماذا لم ينضم آباؤنا إلى ثورة الشعب وما هي المميزات التي أعطاهم إياها نظام منهار غير الجهل والفقر والتسلط الذي عم بؤسه على جميع اليمنيين حتى يقفوا معه ضد إرادة الشعب».

وبعد أن تأكد وجود الرئيس علي عبد الله صالح في الرياض للعلاج، عمت الأفراح الشوارع وساحات الاعتصامات في معظم المحافظات اليمنية في أوساط شباب الثورة، وتمثلت تلك الأفراح في الزغاريد والرقص على أنغام الأغاني والأناشيد الوطنية وتبادل التهاني وأيضا عقر الثيران وتوزيع اللحوم، واعتبر شباب وشابات الثورة أن يوم مغادرة صالح بات يوم عيد وفرحة كبرى.

وأعلن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن الرئيس علي عبد الله صالح سيعود إلى البلاد خلال بضعة أيام، كما نفت مصادر رسمية أن تكون عائلة الرئيس صالح قد غادرت البلاد برفقته، كما تردد من أنباء، وبات موضوع عودة صالح وعملية انتقال السلطة، حديث الشارع اليمني أكثر من الاهتمام بصحة صالح أو الجهة التي تقف وراء القصف الذي استهدف قصره، وفي هذا السياق دعت اللجنة التنظيمية العليا للثورة الشبابية الشعبية إلى البدء في تشكيل مجلس رئاسي مؤقت لإدارة المرحلة الانتقالية والعمل على صياغة دستور جديد يلبي تطلعات الشعب اليمني.

وزفت اللجنة «التهاني والتبريكات إلى أرواح شهدائنا الإبرار ثم إلى الثوار في جميع الساحات وكافة أبناء الشعب اليمني العظيم برحيل رأس النظام المستبد في يوم سيخلده التاريخ كأحد أعظم أيام الشعب اليمني الأبي مؤذنا بعهد جديد، عهد الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة». وأضاف بيان اللجنة، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنها «تدعو الشعب اليمني للنزول إلى الساحات للاحتفاء برحيل الطاغية وإعادة الفرحة إلى كل زاوية من زوايا الوطن التي حرمها منها نظام صالح البائد». ودعا شباب الثورة «أولئك الذين غرر بهم صالح إلى يومنا هذا إلى فتح صفحة جديدة في تاريخ وطننا الحبيب نصنعه معا وطنا يتسع للجميع دون تمييز ويحترم حقوق اليمنيين ويوفر لهم حياة كريمة»، ودعوا القوى الوطنية والأطياف السياسية للبدء بتشكيل مجلس رئاسي مؤقت يمثل كافة القوى الوطنية يتولى تكليف حكومة كفاءات لإدارة المرحلة الانتقالية وتشكيل مجلس وطني انتقالي يمثل الشباب وكافة القوى الوطنية والعمل على صياغة دستور جديد يلبي تطلعات الشعب اليمني للحرية والكرامة والعيش الكريم، وأكدوا أن «مرحلة جديدة من النضال السلمي ستبدأ الآن»، ولهذا فإنهم «سيواصلون اعتصاماتهم حتى تتحقق كافة أهداف». ولم تكتمل أفراح ثوار تعز، فعندما خرجوا في مظاهرة للتعبير عن فرحهم بخروج صالح، تصدت لهم قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي التي قامت بإطلاق قذائف الدبابات والمدفعية على «ساحة الحرية»، وأسفر القصف عن مقتل شخصين، على الأقل، وإصابة عدد كبير من المتظاهرين، وبعد القصف، توجه مسلحون إلى القصر الجمهوري في المدينة وحاولوا اقتحامه، غير أن مواجهات واشتباكات عنيفة جرت بينهم وبين حراسة القصر، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين.

وانبرى مسلحون في تعز يطلقون على أنفسهم «صقور الثورة»، لمواجهة قوات الأمن والحرس الجمهوري التي تقمع المتظاهرين، وذلك بعد أن قتل أكثر من 100 متظاهر، الأسبوع الماضي، ولكن السلطات اليمنية قالت إن المجاميع المسلحة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين وأحزاب اللقاء المشترك، واتهمتها بمهاجمة النقاط الأمنية والمؤسسات ونهبها.

وقتل 9 جنود يمنيين في كمينين نصبهما مساء السبت عناصر من «القاعدة» في محيط مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها التنظيم، حسبما أفاد مسؤول عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية الأحد. وأعلن المسؤول أن قافلة عسكرية تعرضت مساء السبت «لكمين في منطقة دوفس جنوب زنجبار مما أدى إلى مقتل 6 عسكريين آخرين بالإضافة إلى خسائر كبيرة في العتاد». وأوضح أن القافلة قدمت من مدينة عدن (جنوب) لتعزيز اللواء الميكانيكي 25 المحاصر من قبل عناصر «القاعدة» في زنجبار، عاصمة محافظة أبين. وأضاف المسؤول أنه في وقت لاحق «تعرضت قافلة أخرى لكمين ثانٍ في منطقة الكود (قرب زنجبار) وأدى ذلك إلى مقتل 3 عسكريين وإصابة 6 بجروح». وقتل عشرات العسكريين والمدنيين إضافة إلى عدد من عناصر «القاعدة» في مواجهات مستمرة بين التنظيم والقوات الأمنية منذ السيطرة على زنجبار في محافظة أبين.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,789,314

عدد الزوار: 7,043,166

المتواجدون الآن: 86