"حزب الله": لن ينالوا من صغارنا وكبارنا

مذكّرة للانتربول بتوقيف متهمي "حزب الله"

تاريخ الإضافة الإثنين 11 تموز 2011 - 6:00 ص    عدد الزيارات 2804    التعليقات 0    القسم محلية

        


بريطانيا تطالب بالتزام قرارات المحكمة
مذكّرة للانتربول بتوقيف متهمي "حزب الله"

في تطور متصل بالمحكمة الخاصة بلبنان تبلغت المراجع الامنية امس في وقت واحد مع 187 دولة في العالم مذكرة من الانتربول الدولي بتوقيف الاشخاص الاربعة الذين وردت اسماؤهم في القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة في الاول من تموز الجاري. وهؤلاء المتهمون ينتمون الى "حزب الله".
وأبلغ مصدر امني وكالة "الاسوشيتد برس" ان مذكرة الانتربول بالاشارة الحمراء التي تمثل اعلى درجات التحذير صدرت بناء على طلب المحكمة. ولم يصدر عن الناطق باسم المحكمة اي رد فعل عندما طلب منه التعليق على النبأ.
وافادت مصادر معنية بعمل الانتربول "النهار" ان جميع الدول التي تتعامل مع المنظمة معنية بهذه المذكرة وتنفيذها، وعلى كل دولة مر بها المتهمون او أحدهم أن تتولى توقيفهم أو توقيفه بموجب اتفاق مبرم بين المنظمة والدول الـ188. وأوضحت ان سوريا وايران هما من بين هذه الدول.

 

نص المذكرة

وتضمنت المذكرة الآتي:
"- أولا: التآمر بهدف تنفيذ عمل ارهابي.
- ثانياً: تنفيذ العمل الارهابي عبر استخدام جهاز تفجير.
- ثالثاً: قتل متعمد لرفيق الحريري عن سبق اصرار وتصميم واستخدام كميات كبيرة من المتفجرات.
- رابعاً: قتل متعمد لـ21 شخصاً.
- خامساً: محاولة قتل متعمدة لـ231 شخصاً".
وطالبت المذكرة بالقاء القبض على المتهمين الاربعة وتوقيفهم تمهيداً لنقلهم الى مقر المحكمة في لاهاي.

 

أبو فاعور

وفي موقف متميز لأحد وزراء "جبهة النضال الوطني" بعد نيل الحكومة الثقة، رأى وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور امس ان "واجب الحكومة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، ولا مفر من التعاون المجدي مع المحكمة الدولية لكشف الحقيقة واحقاق الحق والمصالحة بين اللبنانيين، من اجل حفظ استقرار لبنان"، داعياً الحكومة الى "ألا تقود لبنان الى اي مواجهة داخلية عبر أي اجراءات كيدية او انتقامية او مسلكيات قد تعيد الى الاذهان ما حصل في السنوات السابقة، لاسيما عام 1998". وأكد ان "جبهة النضال الوطني لم تقبل بها اساساً ولن تقبل بها في أي وقت، لأننا كنا ضحايا من ضحاياها ولن نشارك في تغطيتها، أو حتى السكوت عنها".

 

بريطانيا

دولياً، وفي موقف متصل بالمحكمة هو الثالث من نوعه في أوروبا، بعد الاتحاد الاوروبي وفرنسا، قالت السفيرة البريطانية في لبنان فرنسيس غاي خلال جولة لها أمس في صيدا رداً على سؤال حول التعاون بين بريطانيا والحكومة بعد نيلها الثقة: "بالتأكيد نتعاون مع الحكومة لأنها موجودة ونالت الثقة من النواب. ونرحب بما قالته عن سحب السلاح من المواطنين، ونطالبها بالالتزام الكامل لكل القرارات الدولية بما فيها القرارات المتعلقة بالمحكمة الدولية".

 

فيلتمان

في غضون ذلك، تردد أن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان سيصل الى بيروت قريباً في مهمة تندرج ضمن الجهد الدولي لحمل الحكومة اللبنانية على التزام قرارات المحكمة الخاصة وترجمة هذا الالتزام بالتعاون الفعلي مع المحكمة لجهة القرار الاتهامي والتمويل والقضاة.

 

الأستونيون السبعة

وفي نبأ من تالين لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" أعلنت وزارة الخارجية الأستونية "أن أقرباء مجموعة من الدراجين الأستونيين المختطفين في لبنان منذ آذار الماضي تلقوا رسالة الكترونية تتضمن تسجيلاً مصوراً للرهائن السبعة". وقالت الناطقة باسم الوزارة مينا لينا ليند للوكالة: "لن نعلق على ما ورد في هذا التسجيل، لأنه أرسل الى أقرباء للرهائن على عناوين بريدهم الالكتروني قبل ثلاثة أسابيع، ولم يتم نشره على موقع متاح للجميع كما في التسجيلين المصورين السابقين اللذين ارسلهما الخاطفون المفترضون، لكن بامكاننا التأكيد أن جميع الأستونيين السبعة يظهرون في التسجيل". ورفضت الناطقة الرد على سؤال عن كيفية تمكن الخاطفين من الحصول على العناوين البريدية لعائلات الرهائن في استونيا.
 

السفير الروسي في الخارجية ناقلاً تهنئة لافروف:
  موقفنا ثابت بتأييد المحكمة الدولية

الوزير منصور مستقبلاً السفير الروسي في الخارجية أمس. (دالاتي ونهرا)
أكد السفير الروسي الكسندر زاسبكين "أن ثمة موقفاً ثابتاً لروسيا بتأييد المحكمة الدولية، و"نسعى الى كشف الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومرافقيه"، لكنه شدد على ضرورة "ان تكون نتائج التحقيق نزيهة وموضوعية ومبنية على الادلة والبراهين وغير مسيّسة".
تحدث زاسبكين لدى لقائه وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور ناقلاً اليه رسالة تهنئة من نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وتناول الاجتماع العلاقات الثنائية بين البلدين. ونوه منصور بموقف روسيا من القضايا العربية، معولا على "أهمية الدور الروسي الفاعل في المنطقة بخدمة الاستقرار والسلام".
وقال السفير الروسي بعد اللقاء: "قدمت التهانئ من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى الوزير منصور، وأبرزها  العلاقات التاريخية بين روسيا ولبنان واهمية مواصلة التعاون السياسي البناء حول القضايا الدولية والاقليمية، وتأييدنا تطلعات الشعوب في منطقة الشرق الاوسط نحو الحرية والديموقراطية بعيداً من التدخل الخارجي.
وأعلنا تأييدنا الدائم للاستقرار والامن والسلم الاهلي في لبنان وتمنينا العمل المثمر والنجاح للحكومة الجديدة".
واضاف: "أما في خصوص المحكمة الخاصة بلبنان، فإن ثمة موقفا ثابتا لروسيا منذ اتخاذ القرار بتأييدنا للمحكمة، ونسعى الى كشف الحقيقة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومرافقيه، ويجب ان تكون نتائج التحقيق نزيهة وموضوعية ومبنية على الادلة والبراهين وغير مسيسة".
وسئل رأيه في  موقف الاتحاد الاوروبي الذي ابدى قلقه من نيات الحكومة إزاء المحكمة؟
فأجاب: "اظن ان هناك اشارة في البيان الوزاري الى المحكمة، وعرضت للتو موقفنا".

 

"حزب الله": لن ينالوا من صغارنا وكبارنا

قال المسؤول عن "حزب الله" في البقاع النائب السابق محمد ياغي، إن "الافلام المفبركة من الاستخبارات الاميركية والصهيونية في موضوع المحكمة الدولية لن تؤدي الى النتائج التي يشتهون في النيل من المقاومة ومجاهديها".
وأضاف خلال لقاء سياسي في بلدة الحلانية (بعلبك): "بعد كل هذه الحلقات التآمرية، من 1559 الى تموز 2006 والقرارات الأخرى، جاؤونا بالمحكمة الدولية من أجل إسقاط هيبة المقاومة وإلصاق تهم زائفة وباطلة ومفبركة وجاهزة ببعض المجاهدين والمقاومين، لكنهم خسئوا، لن ينالوا من أصغر عنصر في المقاومة، من أي عنصر في كشافة المهدي، فكيف ينالون من كبارنا؟ هم واهمون وضعيفو النظر".

 


 

توقيف امرأة  ببلاغين  كاذبين
بوجود متفجرة في عدلية  بعبدا

 ظهر التحقيق في ملابسات اتصالات أجريت بقصر العدل في بعبدا تحذر من وجود عبوات ناسفة فيه، انها كانت بلاغات كاذبة، وكشفت هويات المتصلين، وتبين أن دافعها دعوى عالقة أمام محكمة الجنايات في قضية مخدرات.
 وأمر النائب العام التمييزي سعيد ميرزا بتوقيف م. ش. ش. التي يعتقد انها أجرت بالتعاون مع شقيقها  ب. ش. ش الموجود في كندا اتصالات التهديد بقلم محكمة الجنايات في قصر العدل في بعبدا في 24 حزيران الماضي  و8 تموز الجاري وتنذر بوجود قنبلة في قصر العدل في بعبدا بهدف إرجاء جلسات امام محكمة الجنايات التي تعقد  كل يوم جمعة من الأسبوع، والمقصود فيها المدعى عليه  ح. د. س الموقوف بجناية الاتجار بالمخدرات.
وأبلغت مصادر قضائية "النهار" ان الجهود جارية لمعرفة الاتصالات المشابهة التي وردت الى قصر العدل في بيروت ووزارة العدل والرسائل النصية التي تلقاها 34 قاضياً في بيروت وجبل لبنان.

 


 

أوْلَمَ لاتحاد المحامين العرب
فيصل كرامي: الإجماع على المحكمة انفرط

الوزير كرامي لدى إلقائه كلمته في طرابلس امس. (نعيم عصافيري)

  رأى وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي "أن معايير الإجماع على المحكمة قد انفرط عقدها".
كرَّم كرامي وفوداً مشاركة في مؤتمر اتحاد المحامين العرب في عشاء  أقيم في الميناء في طرابلس، وحضره الوزير السابق سامي منقارة ورئيس اتحاد المحامين العرب حمدي خليفة والأمين العام للاتحاد ابرهيم السملالي والأمين العام المنتخب عمر الزين والرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في طرابلس رضا رعد وقاضي طرابلس الشرعي سمير كمال الدين ووقضاة ونقباء سابقون للمحامين.
وألقى كرامي كلمة لاحظ فيها أن "النظام العربي الرسمي أخفق، في حفظ الحد الأدنى المطلوب من الحق العربي المتمثل بتحرير أرض فلسطين وبمشروع الحل العادل للشعب الفلسطيني". ودعا الى "أن نعيد تأسيس التضامن العربي على كل الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية".
ورأى "أن لبنان قام على استثناء أسماه الطائفية السياسية وجوهره توزيع السلطات على نحو موقت على الطوائف والمذاهب بشيء من التراضي. وتعلمون أن الاستثناء الموقت صار قاعدة ثابتة، مما أدى الى تعطيل المفاعيل الايجابية لكل الميزات الحضارية التي نتمتع بها، وأوقعنا في حروب لا نعرف كيف نبدأها ولا كيف ننهيها، وكرس بيننا انقسامات ظاهرة ومقنعة، بحيث أصبح بلدنا بلد التسويات الهشة وتراجعت الروح الوطنية الحامية للمجتمع والوطن".
وتطرق الى المحكمة الدولية قال" لا محكمة، سواء محلية أو دولية الا بالإجماع الكامل على صدقيتها ونزاهتها وحِرَفيتها وحيادها. وان القاضي في جوهر مهمته، هو من ارتضى المدعي والمدعى عليه حكمه وقضاءه، ولا تنفع هنا ألقاب ومراتب وأثواب حمر وسود. بكل مرارة، ولكن أيضا بكل وضوح، أقول ان معايير الاجماع المنطقي والأخلاقي على المحكمة قد انفرط عقدها منذ زمن، نتيجة سلسلة من الأخطاء والسلوكيات".
وقال: "نحن طلاب حقيقة وعدالة في المطلق. ونحن طلاب إعادة الاعتبار الى الحقيقة والعدالة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، تحديداً بعدما أُخرج قاتله من السجن بعفو غير مسبوق وغير دستوري. وطلاب حقيقة وعدالة وبإصرار في ما يتعلق باستشهاد رجل كبير من رجالات لبنان هو رفيق الحريري. والمحكمة التي تريد أن تصدر قرارا ظنيا بعد سنوات فضائحية مليئة بالملفات المغلوطة والتسريبات المريبة وشهود الزور، عليها أن تكف عن اللعب بالناس والأوطان وبدم رفيق الحريري، والقرار الظني يصدر كاملا واضحاً كالشمس بأدلته وقرائنه ووقائعه ورؤاه ومقارباته وشهوده، وأي شيء غير ذلك هو "باطل وظالم، والأهم، هو فصل من مؤامرة تستهدف لبنان بلداً وكياناً ومجتمعاً". 

 


 

الطرق مفتوحة أمام المعارضة والقرار خلال أيام:
التفرج على "الحزب" أو "ربيع العرب من بيروت"؟  

البريستول: نقطة اضافية للمعارضة. (الارشيف)
ثلاث وجهات نظر في الطريقة الأفضل للتعامل مع الآتي من مراحل الصراع السياسي تسود فريق المعارضة.

لكل وجهة أسبابها الموجبة وتكلفتها، وثلاثتها تخلص إلى نتائج غير مريحة لمحور إيران- سوريا في لبنان، ومن يدورون في فلكه، حلفاء ومستفيدين.
 وجهة أولى: إذا كان "حزب الله" هو قاتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبقية رفاقنا الشهداء كما توحي تصرفاته وسلوكه السياسي وردود فعله منذ سنوات، وكما ترى المحكمة الدولية أيضاً، فالمشكلة مشكلته. نحن (فريق المعارضة) اقترحنا عليه مخارج لورطته لكنه كابر وتكبّر. رفض إلقاء المسؤولية على عناصر غير منضبطة، ورفض مؤتمر المصالحة والمسامحة ورفض كل شيء. في أي  حال، ورطته ليست معنا بل مع محكمة خلفها المجتمع الدولي والعالم العربي. فليخلّص "حزب الله" نفسه بنفسه. لماذا نتحمّل أوزار أخطائه وخطاياه؟
في المستوى الإقليمي أيضاً ليس حلفاء هذا الحزب في وضع يُحسدون عليه  بكل المؤشرات. فالرئيس بشار الأسد لم يعد يستطيع أن يحكم في سوريا، أحواله شديدة الصعوبة، مالياً وشعبياً في الداخل، وعربياً وغربياً. نظام الأسد جثة سياسية سيرفعها شعبه في نهاية المطاف. يعني ذلك أن أمامنا وضعاً جديداً مختلفاً عما عرفنا منذ أكثر من أربعين عاماً. ويمكننا ألا نفعل شيئاً على الإطلاق بل نتابع الأخبار كأي مواطنين عاديين، أخبار رؤوس أينعت من تلقائها وحان قطافها. فلنترك وقتاً للوقت، وبعد ستة أو سبعة أشهر نذكّر بعضنا.
وجهة ثانية: علينا الضغط وعلينا زيادة التعبئة في الداخل، وابتكار تحالفات في العالم العربي ودول الغرب والمجتمع الدولي عموماً للتوازن مع إيران والنظام السوري في لبنان، ولتطويق محاولات الحزب وحلفائه مصادرة الجمهورية اللبنانية وقرارها بقوة السلاح في الوقت الضائع. الأسد لم يعد يستطيع حكم سوريا؟ حسناً لكن استعادة حكم لبنان أسهل عليه بقوة سلاح "حزب الله". ليس لنا ترف التفرج فالحادث جلل. علينا ومن واجبنا دفع قضية العدالة عبر المحكمة الدولية إلى الأمام والدفاع عنها، وأيضاً الدفع لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان والتحذير من محاولات إسقاطها. تحالفنا الأساسي يجب أن يكون مع الشعوب العربية التي استيقظت بعد سبات طويل وهبّت تطالب بالحرية والكرامة. حليفنا الشباب العربي وربيع العرب. حماه حليفتنا، ودرعا، وجسر الشغور وكل متظاهر ومعارض من الشعب السوري الحر.
وجهة ثالثة: لا نتفرج ولا نتطلع إلى خارج حدودنا ونعرّض أنفسنا وشعبنا ولبنان. بل نقوم بمعارضة محلية لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي كما تكون المعارضة في أي بلد. نحشر مثلاً الوزير جبران باسيل في قضايا الكهرباء، والوزير نقولا صحناوي في الإنترنت، ونسأل عن أحوال الضمان وتأمين الشيخوخة، ونقدم استجوابات ونقيم "حكومة ظل" تتابع كل القضايا المعيشية والسياسية والأمنية. في الموازاة نقوي هيكلية قوى 14 آذار فننشىء "المجلس الوطني" الذي وعدنا به ونضع تنظيمات جديدة تفعيلاً لمهمات الأمانة العامة والكتلة البرلمانية وبقية المستلزمات. نمرر الوقت في انتظار أن يبان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في لبنان والمنطقة. وعندما يأتي زمن التغيير نكون جاهزين له مستعدين.
تغلب حتى اليوم الوجهتان الثانية والثالثة على الأولى، لكن المسألة لا تزال في دائرة التنظير والمجالس الضيقة غير المقررة، إلا أن قيادات المعارضة وشخصياتها الرئيسية التي ستجتمع الأسبوع المقبل ستبحث في هذه الخيارات حتماً لتقرر أي خريطة طريق تسلك، بعدما نجحت هذه المعارضة في الإفلات من فخاخ خطيرة كان يُمكن أن تشتتها وتقضي عليها. تجلى نجاحها منذ إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري في محطات عدة، أبرزها مؤتمرا البريستول ومهرجان البيال وتظاهرة 13 آذار، وصولاً إلى مشهد مناقشة البيان الوزاري الذي عرّى حكومة ميقاتي، والأهمّ "حزب الله".
ولن يفوت القادة المجتمعين أن الإنتصار الباهر الذي أحرزته "إنتفاضة الإستقلال" عام 2005 كانت لها ارتكازات، داخلية وإقليمية وخارجية، لكن هذه الإرتكازات خضعت كلها لتغييرات تستلزم التعامل معها وتعويض ما خسرته الحركة منها.
في الداخل على سبيل المثال، خسرت "ثورة الأرز" سنداً شديد الأهمية للحرية والإستقلال ولبنان الدولة، هو البطريرك السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، الهامة التاريخية التي حمت الفتيان الأحرار طوال زمن الوصاية والهيمنة السورية وصنعت الأحداث بمواقف لا تنسى، منها مصالحة الجبل والنداء الشهير من أجل خروج القوات السورية. خسرت أيضاً الزعيم وليد جنبلاط الذي تولى قيادة الإنتفاضة إثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري، الرجل الذي أعطى حياً وشهيداً  زخماً وثقلاً لـ"ربيع بيروت" جعلا عواصم الشرق والغرب تهتز على وقع الإنفجار الهائل الذي أودى به، فاندفعت في رد فعل عاطفي لدعم شعب لبنان المتدفق في الشوارع والساحات، متحدياً أشكال الأخطار طلباً للحرية.
سيكون على القيادات أن تضع خطة تعوض هذه الخسارات الكبيرة داخلياً.
في المستوى الإقليمي، تغيّر الحكام في مصر وغيرها من الدول التي دعمت "انتفاضة الإستقلال" وانشغلت دول عربية أخرى بالجديد الطارىء على الشارع العربي. سيكون على القيادات أن تحدد طريقة للتعامل مع هذه الدول تعيد اهتمامها بالقضية اللبنانية.
في دول القرار العالمي، قدم مشهد 14 آذار 2005 ربحا لدعاة الديموقراطية من دون دفع أي ثمن في المقابل. خروج الجيش السوري من لبنان في مقابل مشهد الثورة السلمية كان مقايضة رابحة جداً لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، أقبل عليها وتحمس لها وصار يحكي عن لبنان وديموقراطيته وثورته صبحا ومساء، وينادي بخروج الجيش السوري منه بعدما كان متمسكا ببقائه نزولاً عند رغبات إسرائيل الملحة. اليوم أيضاً تستطيع 14 آذار أن تقدم إلى العالم مقايضة مغرية وعادلة ومربحة: "ربيع العرب من بيروت"، في مقابل إضعاف النفوذ الإيراني وإنهاء السيطرة العائدة إلى السرايا من وراء الحدود. من سيسأل عند ذلك عن حكومة ميقاتي؟

إيلي الحاج      


 

12 تموز 2006 – 12 تموز 2011 خمس سنوات على الحرب
ما هي انتهاكات القانون الدولي الانساني؟

إسرائيل استخدمت كل وسائل التدمير المنهجي. (أرشيف "النهار")
طوال  حرب 12 تموز حتى اليوم والمنظمات الانسانية الدولية والأمم المتحدة والخبراء القانونيون يدعون إلى احترام القانون الدولي الانساني خلال النزاعات، هذا القانون الذي نعتبره أنبل وأرقى عولمة انسانية منذ العام 1859 بعد تعاليم واحكام الاديان السماوية والاصلاحية.

في ظل ما يشهده العالم اليوم من "طفرات ثوروية" وما تستدعيه من تحريك للعدالة الجنائية الدولية وتطبيق ميثاق روما 1998 على خلفية تنفيذ القانون الدولي الانساني وحقوق الانسان، نرى انه من الاهمية بمكان العودة الى ماضٍ يهمنا ونجيب عن السؤال التالي: كيف انتهكت احكام هذا القانون وقواعده في عمليات حرب 12 تموز 2006؟
قيود حق القتال والتدمير: ينص القانون الدولي الانساني على تقييد حق طرف النزاع المسلح في اختيار الوسائل العسكرية لقتال العدو. اذ انه ليس للمتحاربين حق مطلق في اختيار وسائل الحاق الضرر بالعدو. ويتزاوج هذا المبدأ مع مبدأ التناسب ليشكلا تحديداً انسانياً للعمليات العسكرية.
في المقابل، استخدمت اسرائيل كل وسائل التدمير المنهجي من دون احترام مبدأ التناسب، المبدأ الاساسي في القانون الدولي الانساني. فلقد تبين من طبيعية عمليات القصف الجوي والبحري والبري لأهداف مدنية، ان الوسائل العسكرية التي استخدمتها اسرائيل لا تتناسب مع خطورة خطف الأسيرين الذي لم يشكل اطلاقاً تهديداً لأمن اسرائيل ولا للأمن والسلم الدوليين. وثبت ان تلك العمليات انتهكت كل حقوق الانسان التي ضمنتها المواثيق والاتفاقات الدولية.
كما انتهكت اسرائيل مبدأ الضرورة العسكرية لأن حربها على لبنان لم تكن مستندة الى سبب شرعي قانوني ما دامت كانت لا تزال تحتفظ بأسرى في سجونها من دون وجه حق. أما وسائل التدمير الهائلة التي استخدمتها اسرائيل من دون اية قيود، فتؤكد استعمال القوة المفرطة الهادف الى تدمير لبنان وبناه التحتية.
قيود استخدام وسائل الحاق الضرر بالعدو: يتضمن القانون الدولي الانساني محظورات تقيّد حق طرف النزاع في استعمال وسائل عسكرية للاضرار بالعدو وذلك في اتفاقات دولية او خاصة. وشدد هذا القانون على منع تدمير ممتلكات العدو إلا إذا كانت ضرورات الحرب تقتضي حتماً هذا التدمير.
في المقابل، دمرت اسرائيل الممتلكات الخاصة والبنى التحتية العامة من دون اية ضرورة عسكرية، ومبدأ احترام الضرورة العسكرية هو ركن اساسي من اركان القانون الدولي الانساني.
وقد نشرت منظمة العفو الدولية في تاريخ 23/8/2006 تقريراً اتهمت فيه اسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" في لبنان، معتبرة ان الجيش الاسرائيلي استهدف "في شكل متعمد" منشآت مدنية، وان الكثير من الهجمات المركزة على المنشآت المدنية كانت "عشوائية وغير متكافئة وتمثل جرائم حرب".
القصف والحصار والحماية من آثار القتال: يحظر القانون الدولي الانساني قصف المدن والقرى والمساكن والمباني غير المحمية اياً تكن الوسيلة المستعملة. على القائد ألا يأمر بعدم إبقاء احد على قيد الحياة او تهديد الخصم بذلك، او ادارة العمليات على هذا الاساس.
في المقابل، قصفت اسرائيل مساكن الضاحية الجنوبية غير المحمية وغير المستخدمة لاغراض عسكرية قصفاً تدميرياً لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب العربية – الاسرائيلية. كما قصفت ودمرت مساجد ومستشفيات مهددة بعدم ابقاء السكان على قيد الحياة ولو وجدوا في اماكن سكنهم.
وتعمدت اسرائيل استهداف قوافل الاغاثة والمستشفيات ومواقع ووسائط الخدمات الطبية ومرافق الخدمات العامة كمطات المياه والطاقة. كل ذلك دفع اللجنة الدولية للصليب الاحمر بعد ورود تقارير من جنوب لبنان تشير الى وقوع اصابات في صفوف العاملين في الاسعاف الطبي، الى تذكير السلطات الاسرائيلية بوجوب احترام شارتي الصليب الاحمر والهلال الاحمر في كل الاوقات كما تقضي احكام القانون الدولي الانساني.
كما نفذت اسرائيل اكثر من 7000 غارة جوية على 7000 هدف، وقت نفذت قواتها البحرية 2500 عملية قصف اخرى، واطلقت قطع المدفعية الطويلة المدى عددا هائلا من القذائف على جنوب لبنان (تقرير منظمة العفو الدولية في تاريخ 23/8/2006). وتقول مصادر المقاومة إن عدد الغارات بلغ 9000 غارة وعدد القذائف بلغ 175,000 قذيفة.
دفع هذا الوضع اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف الى التذكير بالواجب القانوني في توخي احترام مبدأ التناسب في كل العمليات العسكرية لتفادي التسبب بمعاناة غير ضرورية للسكان المدنيين.
الهجمات العشوائية: يحظر القانون الدولي الانساني الهجمات العشوائية. وتعتبر هجمات عشوائية تلك التي لا توجه الى هدف عسكري محدد.
في المقابل، كانت غالبية اهداف عدوان 12 تموز غير عسكرية. ويسقط ادعاء اسرائيل انها ترتكز في حربها  على مبدأ حق الدفاع عن النفس المكرّس بمضمون المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة، نظراً الى الضخامة الهائلة للهجمات واعمال القصف التي استهدفت بشكل منظم المنشآت والجسور وعناصر البنى التحتية والمدنيين.
هجمات الردع: يحظر القانون الدولي الانساني هجمات الردع على السكان المدنيين. غالبية الأعمال العدائية لعدوان 12 تموز كانت هجمات ردع على السكان المدنيين، بحيث حاولت اسرائيل استخدامهم عنصراً سياسياً ضاغطاً في الداخل اللبناني.
الأعيان المدنية: كفل القانون الدولي الانساني الحماية الدولية للاعيان المدنية وذلك وفق القواعد والتحديدات التالية:
أ- الحماية العامة: لا تكون الأعيان المدنية محلاً للهجوم او لهجمات الردع. كانت الاعيان المدنية محلاً للقصف الجوي والبحري والبري لحرب 12 تموز، والجسور وخزانات المياه واماكن العبادة والحقول الزراعية  كانت في طليعة الاعيان المستهدفة.
ان التدمير  الواسع لمحطات الكهرباء ومعامل معالجة المياه والبنى التحتية والطرق التي لا غنى عنها لنقل الغذاء والمساعدات الانسانية، كان متعمداً ومثل جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية.
ب – هل ساهمت الاعيان في العمل العسكري؟: تنحصر الاهداف العسكرية في ما يتعلق بالاعيان بتلك التي تساهم مساهمة فعالة في العمل العسكري، والتي يحقق تدميرها او الاستيلاء عليها او تعطيلها ميزة عسكرية اكيدة.
لم يثبت اطلاقاً ان لبنان استخدم اياً من الاعيان التي استهدفتها اسرائيل في العمل العسكري. وتدميرها لم يحقق لاسرائيل اية ميزة عسكرية اكيدة. فقد بقيت القدرة الصاروخية بكامل قوتها، وكذلك قدرة التصدي في العمليات البرية. يعترف رئيس وزراء اسرائيل "بأننا تعرضنا لخسائر قاسية، ولم ننجح في وقف الكاتيوشا، والادهى اننا لم نتمكن من تحرير الجنديين الاسيرين".
ج- حماية أماكن العبادة: يحظر القانون الدولي الانساني ارتكاب أي من الأعمال العدائية الموجهة الى الآثار التاريخية أو الأعمال الفنية او أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي او الروحي للشعوب. لم تستخدم قلعة بعلبك ولا محيطها في دعم المجهود الحربي، وعلى رغم ذلك أصيبت بالقصف. بعدها وجّه المرصد الدولي لحماية التراث الثقافي نداء طلب فيه احترام الأماكن الأثرية واعتماد التدابير الضرورية لتحقيق مضمون اتفاق لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية خلال النزاعات الصادر عام 1945 (صادق لبنان على هذا الاتفاق).
د- حماية البيئة الطبيعية: خلال القتال، يفرض القانون الدولي الانساني قواعد صارمة لحماية البيئة الطبيعية من الاضرار الواسعة الانتشار والطويلة الأمد. كان الإصرار على قصف معمل كهرباء الجية مرات متكررة، حتى بعد تدميره، يهدف الى تلويث الشاطئ اللبناني ببقعة نفطية هائلة مما شكل إضراراً بالبيئة الطبيعية الواسعة الانتشار؟ يصبح هذا الاحتمال مؤكداً عندما نعلم أن حرب 12 تموز كانت ضد الدولة والكيان والاقتصاد، كما كانت ضد المقاومة.
قيود وسائل القتال: ليس لأطراف النزاع المتقاتلين حق مطلق في اختيار وسائل إلحاق الضرر بالعدو.
في المقابل، استخدمت اسرائيل كل أساليب إثارة الذعر وترويع المدنيين وضرب البنى التحتية التي لا تساهم في العمل العسكري.
كما يحظر القانون الدولي الانساني استخدام الأسلحة والقذائف والمواد ووسائل القتال التي من شأنها إحداث إصابات أو إلام لا مبرر لها. ماذا فعلت أطنان المتفجرات والقنابل العنقودية والإنشطارية والفوسفورية؟ استعمل الجيش الاسرائيلي كمّاً هائلاً ومخيفاً من أسلحة التدمير المتطورة وبعض تلك التي تحظرها الاتفاقات الدولية.
كما تعمّد القائد العسكري الاسرائيلي اختيار الهدف الذي يتوقع أن يسفر قصفه عن إحداث أكبر قدر من الاخطار على أرواح المدنيين والأعيان المدنية: تم تدمير 31 منشأة حيوية من المطارات ومحطات الطاقة ومحطات المياه والصرف الصحي تدميراً جزئياً أو كاملاً، يضاف اليها 80 جسراً و49 طريقاً برية، واستهدفت أكثر من 25 محطة وقود و900 مؤسسة أخرى وسوّي أكثر من 30 ألف منزل ومكتب ومتجر بالارض!
في قرار القائد للعمليات العسكرية: يفرض القانون الدولي الانساني ان القرار الذي يتخذه القائد هو القرار الذي يسبب اقل قدر ممكن من الأضرار والأخطار والآلام التي لا مبرر لها على الفئات والمواقع المحمية.
ولكن، يستنتج مراقب حرب 12 تموز أن القائد العسكري الاسرائيلي لم يتقيّد بهذه القاعدة القانونية، بل تعمّد انتهاكها في غالب الاحيان. وتالياً، لم يعِر أهمية لاتخاذ التدابير لتعديل مسار الاعمال العسكرية المدمرة للدولة والكيان. إن الانتهاكات التي ارتكبتها اسرائيل في عدوان تموز، بما في ذلك القصف الكثيف والمركز على المدنيين وقتل ما يفوق 1400 مدني، وترهيب السكان وإنذارهم بمغادرة منازلهم، ومطاردة النازحين، وقصف أولئك الثابتين في أرضهم ومنع وصول الأغذية والأدوية اليهم لمزيد من التهجير والقتل... كل هذه الانتهاكات، مضافاً اليها استعمال أسلحة ممنوعة، من شأنها أن تثبت توافر نية الإبادة الجماعية بمفهوم اتفاق 1948. وتثبت النية أكثر عندما نعطف هذا الفعل على ما ارتكبته اسرائيل من أفعال في عدوان 1982 ومجازره، وعدوان 1993، وعدوان 1996 ومجزرة قانا وما رافق ذلك من استخدام للقنابل الفوسفورية والعنقودية وغيرها من الاسلحة الممنوعة.
كما تثبت هذه النية في ظاهرة جديدة "ابتدعتها" اسرائيل وهي (الاحتلال المقنّع) أي "احتلال الارض بواسطة الذخائر العنقودية" بعد إحجامها سابقاً عن تزويد لبنان أو الهيئات الدولية المتخصصة الخرائط التي ترشد الى مواقع حقول الالغام.
في واجبات القادة ومسؤولياتهم: استمرت انتهاكات حرب 12 تموز 33 يوماً. هل اتخذ أي مسؤول حكومي سياسي أو أي قائد عسكري كبير الإجراءات اللازمة لمنع الخروقات الهائلة المتراكمة، أو هل اتخذت اجراءات تأديبية في حق المرتكبين كما تقضي أحكام القانون الدولي الانساني؟
لم تتخذ اسرائيل أي إجراء خلال شهر ونيف على رغم نداءات الأمين العام للأمم المتحدة وقادة العالم والمنظمات الانسانية.
وفي الخلاصة نقول: إن كل تلك المخالفات الجسيمة وجرائم الحرب كانت موضع انتقاد وإدانة لإسرائيل من منظمات المجتمع الدولي.
ونجزم بأن استهداف حرب 12 تموز بصورة متعمدة الفئات المحمية والبنى التحتية والاقتصادية للبنان ينتهك قواعد القانون الدولي الانساني في جرائم حرب خطرة يعاقب عليها القانون الدولي الجزائي. على المجتمع الدولي في هذا "الربيع العسكري" من النزاعات المسلحة (أو الخريف؟) الذي نعيشه اليوم أن يهتم بإحقاق العدالة الدولية ويثبت أنها ليست رهينة مصالح ونتيجة الكيل بمكيالين، خصوصاً أن الجدل الكبير يبرز حول جدوى القانون الدولي وأبرز آلياته المحكمة الجنائية الدولية، وحول مدى عدالة هذا النظام القانوني العالمي الجديد في ظل الخوف من تقليص السيادة الوطنية لمصلحة تطبيق العدالة الجنائية الدولية وحماية حقوق الانسان، مع ما يحمله ذلك من ضرورة معالجة التحديات والتساؤلات عن مدى توافر الضمانات اللازمة لاستقلالية الأجهزة القضائية الدولية وحيادها وبعدها عن التأثيرات والتسييس وذرائع التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
باختصار، كان القانون الدولي الانساني خلال حرب 12 تموز حبراً على ورق داسته الأقدام وعيون الشرعية الدولية جاحظة عاجزة!

* دكتور وعميد ركن متقاعد

علي عواد *     


المصدر: جريدة النهار

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 156,069,386

عدد الزوار: 7,014,246

المتواجدون الآن: 79