عناصر أمن للمصلين الدمشقيين: «اليوم ما في الله أكبر»

مئات الآلاف من السوريين يتحدون الأمن.. و«الصمت القاتل»

تاريخ الإضافة الأحد 31 تموز 2011 - 6:09 ص    عدد الزيارات 3051    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مئات الآلاف من السوريين يتحدون الأمن.. و«الصمت القاتل»
مقتل 10 برصاص الأمن في جمعة «صمتكم يقتلنا» > قوات الأمن تمنع المصلين دون الخمسين من دخول مسجد أنخل بدرعا * منشقون يؤسسون «جيش سوريا الحر» ويعدون بمقاتلة أجهزة الأمن وحماية المحتجين > المتظاهرون للأسد: ستخرج قواتك من حمص كما خرجت من لبنان
دمشق - لندن : الشرق الاوسط
تحدى مئات الالاف من السوريين امس قوات الامن وخرجوا في مظاهرات في أنحاء البلاد، وحتى في مناطق محاصرة، مطالبين باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، ومنددين بـ«الصمت القاتل»، الذي يخيم على المجتمع الدولي والاقليمي، والعربي، فيما رد الامن باطلاق النيران على المتظاهرين مما ادى الى مقتل 10 أشخاص. وخرج أهالي حمص أمس في جمعة «صمتكم يقتلنا»، حاملين لافتة كتبوا عليها رسالة للرئيس بشار الأسد «ستخرج قواتك من حمص والمدن السورية كما خرجت من لبنان».
واكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي ان قوات الأمن منعت المصلين من دون الخمسين من دخول المسجد في مدينة أنخل بدرعا، كما منعت إدخال الهواتف الجوالة.
الى ذلك أعلنت مجموعة جديدة من عناصر الجيش انشقاقها امس، وكونت ما سمته بـ«جيش سوريا الحرة»، حسب ما جاء في بيان نشروه على الانترنت، وأكد قائد المجموعة ان جيشه سيقوم بحماية المحتجين، ومواجهة الاجهزة الامنية، قبل ان يدعو عناصر الجيش الى الانضمام الى الشعب.
 
الأمن يطلق النار على مظاهرات جمعة «صمتكم يقتلنا».. وسوريون يتحدون الحصار ويتظاهرون
ناشطون يؤكدون سقوط 4 قتلى في أنحاء البلاد وإطلاق النيران على أهالي درعا
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
قتل أربعة أشخاص على الأقل، وجرح آخرون، عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرات مناهضة للنظام السوري في مدن سورية عدة في جمعة «صمتكم يقتلنا». كما قال شهود وناشطون، إن قوات الأمن فتحت النار على متظاهرين في مدينة درعا الجنوبية. وقال أحد السكان، وهو فني، ذكر أن اسمه أيمن، لوكالة «رويترز»، أنهم «يطلقون النار على المتظاهرين في الأزقة، والناس تجري طلبا للاحتماء. المحتجون كانوا يحاولون تفادي الوجود الأمني الكثيف في الشوارع الرئيسية». وذكر شهود أن قوات الأمن استخدمت أيضا قنابل مسيلة للدموع لتفريق متظاهرين في درعا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «شابا قتل في دير الزور برصاص الأمن العسكري الذي أطلق النار على مجموعة من الشباب في طريق عودتهم إلى منازلهم بعد انفضاض المظاهرة». وأضاف أن «شابا قتل أيضا في مدينة القصير (ريف حمص)، بينما كان يمر أمام حاجز أمني». وكان مدير المرصد أشار إلى «مقتل شاب وجرح آخرين عندما أطلقت قوات الأمن النار بكثافة لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة قنينص في اللاذقية (غرب)».
وبعيد ذلك، أعلن عبد الرحمن أن «قوات من الجيش السوري دخلت إلى حي قنينص وأطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق أكثر من أربعة آلاف شخص تجمعوا إثر مقتل الشاب».
وأكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي لوكالة الصحافة الفرنسية «مقتل شاب عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرة في درعا (جنوب) معقل الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد». وأضاف الريحاوي أن «قوات الأمن أطلقت النار بكثافة على مظاهرة شارك فيها الآلاف في حرستا (ريف دمشق) مما أوقع أكثر من 15 جريحا بين المتظاهرين، بالإضافة إلى تعرض المتظاهرين في حي كرم الشامي في حمص (وسط) لإطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن». وأكد «إصابة عدد من المتظاهرين بجروح».
وأكد مدير المرصد أن «أكثر من 500 ألف شخص شاركوا الجمعة في المظاهرة التي جرت في ساحة العاصي وسط مدينة حماة (وسط)»، مشيرا إلى أن «الشيخ الذي أم الصلاة في الساحة دعا إلى رحيل النظام الذي يحكم سوريا منذ 41 عاما وإلى نبذ الطائفية والتمسك بالوحدة الوطنية».
وذكر مدير المرصد أن «قوات الأمن التي يفوق عددها أعداد المتظاهرين فرقت بعنف مفرط مظاهرة في بانياس (غرب) وقامت بملاحقة المتظاهرين داخل الأحياء والأزقة واقتحمت منازلهم». وأشار عبد الرحمن إلى أنه «تظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص في إدلب (شمال غرب) كما أصيب المئات في مدينة سراقب (ريف إدلب) رغم الوجود الأمني الكثيف».
وفي ريف دمشق، ذكر الناشط أن »نحو خمسة آلاف متظاهر خرجوا في عربين ونحو خمسة آلاف في كناكر والمئات في الزبداني هاتفين للشهداء ومظاهرة أخرى في داريا هجم عليها قوات الأمن وعناصر من الشبيحة لتفريقها». وتحدث ريحاوي عن «مظاهرات جرت في عدة أحياء من حمص (وسط) رغم الحصار وتقطيع أوصال المدينة، وبخاصة في بابا عمرو والوعر والخالدية والبياضة وباب تدمر والإنشاءات وحي الخضر والغوطة والميدان بالإضافة إلى الرستن (ريف حمص)». وأشار إلى أن «قوات الأمن فرضت حصارا أمنيا كثيفا في مدينة أنخل في ريف درعا (جنوب) وفرضت حظرا للتجول بين الساعة العاشرة (7:00 تغ) و15:00 (12:00 تغ)». ولفت إلى أنها «منعت المصلين من دون الخمسين من العمر من دخول المسجد وأداء الصلاة، كما منعت إدخال الهواتف الجوالة وبخاصة المزودة بكاميرات إلى المساجد».
وأضاف الريحاوي أن «مظاهرات جرت في البوكمال (شرق) والحسكة (شمال شرق) نصرة لدير الزور وفي ريف إدلب كما في معرة النعمان وتل نمس وكفر رومة وأريحا وفي ريف دمشق». كما جرت مظاهرات في الكسوة وحرستا ومضايا والمعضمية ودوما وقارة والحجر الأسود وجديدة عرطوز، بالإضافة إلى حي برزة والقابون والميدان في العاصمة، حسبما ذكر المصدر نفسه.
وفي المنطقة الشرقية التي يغلب على سكانها الأكراد، ذكر عضو المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) حسن برو أن «مظاهرات جرت في عدة مدن اضطر المشاركون فيها إلى فضها بعد أن قام متظاهرون ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني (المحظور) برفع إعلام كردية وصور لزعيم الحزب عبد الله أوجلان». وأوضح الناشط أن «ألف شخص تجمعوا في مدينة رأس العين الحدودية (شمال) إلا أن أنصارا من حزب العمال الكردستاني رفعوا إعلاما خاصة بهم مما اضطر المتظاهرين للانسحاب والتجمع في مكان آخر».
وفي القامشلي (شمال شرق) حدث انقسام كذلك في مظاهرة انطلقت من جامع قاسمو. وقال برو إن «أنصار حزب العمال الكردستاني رفعوا أعلامهم ليضفوا الصبغة الكردية على المسيرة فتوقف المشاركون ومنهم من أحزاب كردية عن المسير لخلق مسافة تفصلهم عن أنصار الحزب الكردستاني». وأشار إلى أن «الأمر تكرر كذلك في مظاهرة جرت في الدرباسية وشارك فيها نحو ألفي شخص غيروا مسارهم نحو جنوب المدينة تفاديا للمشاركة مع أنصار حزب العمال الكردستاني».
من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الجمعة أن «مجموعات تخريبية استهدفت فجر يوم الجمعة بعبوة ناسفة خطا لنقل النفط يمر بمنطقة تلكلخ (وسط) قرب سد تل حوش مما أدى إلى إحداث حفرة بقطر نحو 15 مترا وتسرب النفط من الخط». وقال محافظ حمص غسان عد العال في تصريح بثته الوكالة، إن «العمل الإرهابي عمل تخريبي من الدرجة الأولى حيث اختار المخربون (...) مكانا قريبا من سد تل حوش الذي يروي مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية متعمدين إحداث أضرار وخسائر كبيرة». وهذه الحادثة هي الثانية لأنابيب النفط في سوريا هذا الشهر. فقد وقع انفجار مساء 13 يوليو (تموز) الماضي في أنبوب للغاز في محافظة دير الزور (شرق سوريا) الغنية بحقول النفط والغاز، بحسب ما أعلن ناشط. لكن قناة «الإخبارية» السورية الرسمية قالت حينذاك إن «انفجارا وقع في أنبوب نفط شرق سوريا (...) سبب أضرارا محدودة، ولم يؤد إلى إصابات بشرية».
وأفادت وكالة «سانا» من جهة ثانية، بأن «حشودا كبيرة تجمعت في ساحة باب توما بدمشق رفضا لكل أشكال التخريب التي تقوم بها الجماعات الإرهابية المسلحة، وخاصة تفجير خط النفط قرب حمص وتأكيدا على وحدة السوريين».
وفي حلب قال ناشطون إن شبابا ناشطين من حي الصاخور قاموا باحتجاز سبعة أشخاص من المخبرين، تم إطلاقهم بعد وصول تعزيزات أمنية إلى حي الصاخور، وفي الاشتباكات التي جرت بين المتظاهرين الذين خرجوا من خالد وعناصر الأمن أصيب شخص تم نقله إلى المشفى بحالة خطيرة. كما أصيب طفل عمره 14 عاما في رأسه، بعد تعرضه للضرب بالعصي الكهربائية على يد الشبيحة.
وخرجت أمس عدة مظاهرات في مدينة حلب من جامع البراء في حي الأعظمية، كما قام عناصر الأمن بقطع الطرق المؤدية إلى حي سيف الدولة، كي لا يتمكن المتظاهرون الذين خرجوا من جامع الهدى في الأعظمية من ملاقاة المتظاهرين في حي سيف الدولة، حيث انتشرت عناصر الأمن والشبيحة بكثافة في جامع النصر وجامع بلال الكائن في منطقة صلاح الدين، وقال ناشطون إن الشبيحة كانوا يحملون العصي والسكاكين علنا وعلى مرأى من عيون المصلين والشرطة والأجهزة الأمنية..
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ستة قتلى سقطوا، أول من أمس، في حملات مداهمة واعتقال لقوات الأمن والجيش السوري في سهل الزبداني (50 كلم شمال غربي دمشق) ودير الزور (شرق)، تواصلت أمس في عدد من أحياء العاصمة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن: «إن طفلا توفي متأثرا بجروح أصيب بها، مما يرفع عدد المدنيين إلى أربعة شهداء سقطوا برصاص قوات الأمن خلال حملة نفذتها في دير الزور (شرق)». وأضاف أن الحملة التي أسفرت عن سقوط 12 جريحا أيضا، جرت «في أحياء عدة من هذه المدينة، التي شهدت على الأثر مظاهرة كبرى تنديدا بإطلاق النار». وأضاف مدير المرصد أن «مواطنين اثنين استشهدا، وجرح خمسة آخرون، مساء أول من أمس الخميس، إثر العمليات الأمنية والعسكرية التي نفذتها القوات السورية في سهل الزبداني». وأضاف أن «قوات الأمن السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات، أمس، في حي جوبر (شمال شرقي دمشق)» حيث أوقفت «أمام مسجد تخرج منه المظاهرات كل يوم جمعة، و15 شخصا آخرين تمكن المرصد من الحصول على أسماء سبعة منهم».
 
المتظاهرون للأسد: ستخرج قواتك من حمص كما خرجت من لبنان
رفعوا لافتات كتب عليها «ما بقي لك شرعية على الأراضي السورية روح ترشح بإيران»
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
يوم جمعة آخر يثبت فيه للنظام السوري فشل الحل الأمني والعسكري، فرغم التشديد الأمني وحملات الاعتقال الواسعة في كل أنحاء البلاد، خرجت المظاهرات أمس في جمعة «صمتكم يقتلنا»، بزخم أكبر وشعارات وهتافات جديدة.
وبعد أسبوع من العمليات الأمنية والعسكرية الواسعة والاعتقالات، خرج أهالي حمص أمس ليتحدوا الآلة العسكرية، حاملين لافتة كتبوا عليها رسالة للرئيس بشار الأسد «ستخرج قواتك من حمص والمدن السورية كما خرجت من لبنان»، وهذه أول مرة يعبر فيها مواطنون سوريون علنا عن موقف يدين الوجود العسكري السوري في لبنان طيلة عشرين عاما انتهت عام 2005 بانسحاب مذل.
وخرجت معظم أحياء المدينة في مظاهرات عارمة أمس، سخر فيها المتظاهرون من النظام الذي يقول إنه يسعى للحوار. فبعد أسبوع من وجود وزير الداخلية مع مسؤولين حزبيين في المدينة ولقائه مع وجهاء الأحياء والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية، خرج أهالي حي باب السباع بلافتة أعلنوا فيها موقفهم من تلك اللقاءات كتب عليها «النظام يطلب أشخاصا للحوار ويعتقلهم بسبب رأيهم.. الحرية لسبيع شوفان»، وسبيع شوفان هو ناشط من حمص تم اعتقاله الأسبوع الماضي بعد طلبه للحوار.
واللافتة الأخرى المرة في سخريتها الحمصية، فكانت سؤالا بخط عريض «أين حقوق الحيوان؟»، وأخرى تقول «قانون الانتخابات والأحزاب للتصدير الخارجي.. أما الاعتقالات والقتل فهي للاستهلاك المحلي».
وفي حي باب الدريب ذكر المتظاهرون بحلول شهر رمضان ومواعيد الإفطار في لافتة تضمنت «مواعيد الإفطار حسب توقيت دبابات الأسد: باب السباع الأسبوع الأول، الفاخورة الأسبوع الثاني، باب عمرو الأسبوع الثالث.. إلخ»، في إشارة إلى تنقل العملية العسكرية من حي إلى آخر من أحياء مدينة حمص. أما في حي باب عمرو فقد حملوا تابوتا أبيض وكتبوا عليه «بشار الأسد» باللون الأحمر بعد وضع إشارة (X) على الكلمتين.
أما في حماه، فكان التنويع مختلفا وأقسى، حيث رفع المتظاهرون صورة للرئيس الأسد وقد زينت بالأحذية، وعلقت لافتات بشكل عامودي بأحجام كبيرة على عدة مبان في ساحة العاصي أبرزها ما كتب عليها «ارحل سوريا بدونك أجمل»، فيما ظهرت لافتة كتبت بخط بدائي تؤكد على الوحدة الوطنية «علوي، سني، درزي، مسيحي، إسماعيلي.. الدين لله والوطن للجميع»، وأخرى تؤكد على مطالب الحرية والكرامة مستخدمة عبارة مسيحية، في تطور لافت لإدخال آيات دينية مسيحية في الشعارات، وكتب على اللافتة «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. بل بشوية كرامة وحرية».
أما في قرية اللطامنة التابعة لمحافظة حماه، فقد غنى المتظاهرون بحماس كلمات طريفة تدعو بشار للرحيل وتغمز من علاقته مع إيران معتمدين لحن أهازيج الأعراس وتقول الأغنية «يا بشار ما بقي لك شرعية على الأراضي السورية.. روح ترشح بإيران والشبيحة الأسدية».
وفي الفاصل بين أغنية وأخرى، كان المتظاهرون يكيلون اللعنات للقنوات الإعلامية المحلية، ويرسلون التحيات للشيخ عدنان العرعور، ومن ثم يتابعون التأكيد والتحدي بأغنية ينشدها المتظاهرون في أنحاء البلاد «سوريا بدها حرية.. وبدنا نشيلك يا بشار وبهمتنا القوية».
أما في بلدة حلفايا التابعة لمحافظة حماه، فطلب المتظاهرون من الرئيس التنحي ليتمكنوا من ممارسة طقوس رمضان، وهتفوا «يا بشار حيّد حيّد بدنا نصوم وبدنا نعيّد»، وكلمة «حيد» تعني «تنحى» جانبا باللهجة السورية.
وفي اللاذقية، سخر المتظاهرون من مضايقة الممثلة مي سكاف التي انضمت للمتظاهرين، وكتبوا على لافتة كبيرة «مي سكاف سلفية! وعقبى للمشايخ والمفتي ومدراء الأوقاف»، في إشارة إلى الدور السلبي الذي يلعبه رجال الدين من الموالين للنظام والموظفين في وزارة الأوقاف. ومن الشعارات والهتافات التي جاءت منسجمة مع تسمية يوم الجمعة بـ«صمتكم يقتلنا» ورددت في أنحاء مختلفة «صمت العالم يقتلنا.. وكلمة حق تحررنا»، و«حاجة صمت بيكفي خوف.. بدنا نحكي عالمكشوف»، و«النظام السوري الكذاب.. قتل الأطفال والشباب»، و«أوهام وكذب وتضليل.. وبالإصلاح بس التأجيل»، و«لعبة قانون الأحزاب.. مع قانون الانتخاب»، و«لعبة أوهام وسراب.. من حكم البعث الكذاب».. وكلها هتافات جاءت لتواكب التطورات ولتنوع على هتافات تردد كل يوم «السوري يرفع ايده بشار ما نريده»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«ما في للأبد ما في للأبد عاشت سوريا ويسقط الأسد».
 
الانتفاضة السورية مستمرة بزخم.. وما زالت عفوية ومن دون قيادة
هناك مجموعات تعارض النظام منذ زمن ويمكن أن يخرج منهم قادة.. ولكنهم لا يجاهرون بوجودهم خشية ألا تكون هذه انتفاضتهم
بيروت: ليز سلاي*
تحدى المواطنون السوريون العاديون الرصاص والدبابات واندفعوا إلى الشوارع من خلال احتجاجات دخلت أسبوعها الثامن عشر مطالبين برحيل الرئيس بشار الأسد. الشجاعة من الصفات التي يتسم بها المتظاهرون. لكن لا تزال العناصر الأخرى التي تكون ثورة في العادة، ومنها التنظيم والاستراتيجية والقيادة، مفقودة.
وتظل للانتفاضة العفوية، التي اجتاحت أنحاء البلاد والتي خرج السوريون خلالها إلى شوارع المدن السورية، خصوصيتها إلى حد بعيد وإن كانت مستلهمة من روح ثورة مصر وتونس التي كان دافعها الغضب والإحباط من عقود من الديكتاتورية، لكنها تفتقر إلى توجيه مباشر أو كيان يتجاوز المطلب برحيل الأسد.
وقال ناشط يقيم في دمشق وينتمي إلى مجموعتين منخرطتين في التشجيع على التظاهر: «هذه هي أنقى ثورة شعبية حدثت». وأوضح أنه لا يوجد قادة، وأكد على عدم الترحيب بهذه الفكرة، حيث أضاف: «أي شخص يرفع رأسه سوف يقطع».
وبعد أن أصبحت الأسابيع شهورا ولم يظهر أي مؤشر على استسلام أي من الطرفين، يصبح السؤال الأهم هو: كيف سيترجم المتظاهرون هذا الزخم إلى خطوات ملموسة نحو الإطاحة بالنظام؟ ومن سيقوم بذلك؟ بدأت الولايات المتحدة والدول الكبرى الأخرى في النأي بنفسها عن الأسد، بينما يتزايد عدد المؤسسات الفكرية والخبراء الذين باتوا مقتنعين بأن هذا النظام لن يصمد.
في الوقت ذاته، حدثت بعض الأحداث الطائفية الفردية المتفرقة في بعض أماكن التظاهر، مثل مدينة حمص، مما زاد القلق من أن يتحول الاضطراب في سوريا إلى فوضى وحرب أهلية في حال ما إذا سقط النظام فجأة دون وجود بديل يدير البلاد في مرحلة انتقالية.
تتبنى الولايات المتحدة رسميا موقف عدم التدخل، حيث تقول إن السوريين هم من سيحددون مستقبلهم. لكن يقول أندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إنه خلف الأبواب المغلقة «هناك الكثيرون مهووسون بهذا الأمر. ومع تداعي النظام، تزداد ضرورة توحد قوى المعارضة».
تعثرت محاولات المعارضين الذين يقيمون في المنفى لتشكيل جبهة موحدة. ويعود ذلك إلى حد ما إلى الإدراك الكبير بأن الشارع السوري هو الذي يقود الانتفاضة. وقال دبلوماسي غربي في دمشق «لا يريد أحد، خصوصا السوريين، تكرار تجربة العراق التي أقحم المعارضون المنفيون أنفسهم فيها، وهم لا يتمتعون بأي مصداقية في الشارع العراقي».
لكن التنكيل قاس إلى درجة أنه يمنع المحركين الحقيقيين لهذه الانتفاضة الشبابية، من التوحد لوضع استراتيجية واضحة أو المناقشة في الأمور المستقبلية أو اختيار ممثلين لهم. وتم التراجع عن محاولة عقد اجتماع لمعارضين في دمشق بالتزامن مع مؤتمر للمعارضين المنفيين في إسطنبول خلال الشهر الحالي لأن قوات الأمن حاصرت المكان وقتلت متظاهرين في اليوم السابق للاجتماع مما مثل خطرا كبيرا على المشاركين.
ويقول نشطاء شباب داخل سوريا إنهم في كل الأحوال يركزون على تنظيم الاحتجاجات، بينما يحاولون في الوقت ذاته تفادي الاعتقال إلى أن يجدوا وقتا لمناقشة المستقبل. وتتواصل مجموعات المعارضة التي تعمل في شبكة ضيقة وتحمل أسماء مثل «دائرة الثقة» و«الثورة الإبداعية السورية» و«ثورة الشباب السوري» من خلال الشفرة، حيث يتعرفون على بعضهم البعض من خلال أسماء حركية وهمية على شبكة الإنترنت. وتوجد مجموعات لا تحصى في أنحاء البلاد، يقولون إنهم لا يتنافسون مع بعضهم البعض، ولا ينسقون مع بعضهم البعض. وحتى هذه المجموعات تعترف بأنها تلعب دورا ثانويا في إشعال المظاهرات، التي تحركها مظالم المواطنين العاديين أو بسب قناعات أشخاص، مثل أحد الشباب، وهو رجل مهني في دمشق، يشارك كل يوم جمعة في المظاهرات التي تنظم في قلب حي الميدان منذ مارس (آذار) الماضي. هذا الشاب، لا يخبره أحد بأن هناك مظاهرات يتم تنظيمها ولم يشجعه أحد على الذهاب، بل يذهب فقط مع مجموعة من الأصدقاء، بافتراض أن هناك مظاهرة كما هو معتاد.
وقال الشاب، الذي رفض الكشف عن اسمه خوفا من تنكيل قوات الأمن، في مقابلة أجريت معه من خلال برنامج «سكاي بي» عندما سئل عن أي قوى من المعارضة يؤيد: «أنا لست سياسيا، بل رجل ينزل إلى الشارع كل جمعة. أريد فقط وضع حد للظلم ورؤية دولة ديمقراطية حرة».
هناك مجموعة صغيرة من المعارضين، وأكثرهم من كبار السن الذين يعارضون النظام منذ فترة طويلة وقضوا مدة في السجون ويمكن أن يخرج منهم قادة لسوريا جديدة. ولم تجاهر تلك المجموعة بوجودها خشية ألا تكون هذه انتفاضتهم. ومن أشهر النشطاء داخل سوريا امرأتان هما رزان زيتونة، المحامية في حقوق الإنسان، التي غالبا ما تتحدث من مخبئها في دمشق نيابة عن لجان التنسيق المحلية، التي تضم أهم قوى المعارضة للنظام، وسهير الأتاسي، الناشطة التي ترأس «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية». ومع ذلك ينظر الكثير من المتظاهرين إلى تلك القوى بعين الريبة على حد قول أبو عدنان، أحد النشطاء المقيم في دمشق الذي يعمل مع اثنين من تلك القوى. ويقول: «إنها قوى زائفة ليس لها وجود سوى في وسائل الإعلام. يتشكك الناس في الذين يريدون الحصول على مكاسب شخصية من الثورة».
يرفض أكثر النشطاء فكرة أن ينصب أحد نفسه وصيا على الانتفاضة التي تهدف إلى الإطاحة بالنظام الذي لم يعرف السوريون غيره. ويقول ضياء الدين دغمش، أحد منظمي المظاهرات الذي يبلغ عمره 25 عاما وتم إلقاء القبض عليه مرتين وهرب إلى بيروت: «لا يريد الناس الذين يتظاهرون في الشوارع، قائدا. ليس فقط السوريون هم من سئموا القائد، بل أيضا العرب جميعا، فهذا من شأنه أن يحدث انشقاقا وتشرذما».
على الجانب الآخر، يقول البعض إنهم يدركون مدى الحاجة إلى التنظيم والتخطيط، ومنهم رامي نخلة المقيم في بيروت ومؤسس لجان التنسيق المحلية، التي ظهرت كقوة معارضة مؤثرة لقدرتها على التواصل مع وسائل الإعلام العربية والغربية. وقد أنشأ ما أطلق عليه «برلمان افتراضي» يتكون من نواب ممثلين لمختلف المناطق والدوائر السورية، حيث يعقد اجتماعات على الإنترنت لمناقشة كيفية إدارة المرحلة الانتقالية. ويستطيع رامي التواصل مع المعارضين في المنفى ومنهم الأكاديمي برهان غليون، الذي يحظى بإعجاب لأنه ليس لديه طموحات سياسية، بغية تشكيل جبهة موحدة. لكن يمكن لمباركة القادة أن تؤدي إلى نتائج عكسية في انتفاضة أظهرت قدرا كبيرا من التماسك دون وجود قيادة رسمية واضحة، على حد قوله. وقال نخلة: «إنه سؤال مهم بالنسبة إلى المجتمع الدولي لا السوريين. يريد المجتمع الدولي معرفة من الذي سيتولى الحكم في سوريا.. هل هم الإسلاميون أم تيار آخر. ونحن نقول إن الديمقراطية هي من ستتولى هذا الأمر».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
ضباط ينشقون على الجيش السوري ويعلنون تشكيل الجيش الحر
العقيد رياض الأسعد يدعو جميع الضباط وصف الضباط والأفراد للانشقاق فورا عن الجيش
لندن: «الشرق الأوسط»
في تطور جديد أعلن عدد من الضباط السوريين في الجيش السوري انشقاقهم عن الجيش وتشكيل (الجيش السوري الحر)، ودعا العقيد رياض الأسعد جميع الضباط وصف الضباط والأفراد في الجيش للانشقاق فورا عن الجيش وترك قطاعاتهم العسكرية والانضمام إلى (الجيش السوري الحر)، وقال الأسعد في بيان مصور بمقطع فيديو تم بثه على موقع «يوتيوب» يوم أمس إن «الجيش السوري لم يعد يمثل إلا العصابات التي تقوم بحماية النظام»، واعتبر أنه منذ لحظة إذاعة البيان ستعتبر قوات الأمن التي تقتل المدنيين وتحاصر المدن أهدافا مشروعة سيتم استهدافها في جميع أنحاء الأراضي السورية. وبدأ الأسعد تلاوة بيانه وقد وقف معه سبعة ضباط بالترحم على أرواح الشهداء من المدنيين والعسكريين «الذين سقطوا بيد الغدر والخيانة من قبل أجهزة النظام وعصاباته المجرمة»، وقال «انطلاقا من حسنا الوطني وانتمائنا إلى هذا الشعب وما تتطلبه المرحلة من قرارات حاسمة لوقف مجازر هذا النظام التي لم تعد تحتمل وانطلاقا من مسؤولية الجيش لحماية هذا الشعب الأعزل الحر - نعلن عن تشكيل الجيش السوري الحر للعمل مع الشعب يدا بيد لنيل الحرية والكرامة لإسقاط النظام وحماية الثورة ومقدرات البلاد والوقوف في وجه الآلة العسكرية اللامسؤولة التي تحمي النظام».
ودعا الأسعد من وصفهم بـ«جميع الشرفاء من الضباط وصف الضباط وأفراد وما أكثرهم في الجيش السوري» إلى «الانشقاق الفوري عن صفوف الجيش والكف عن توجيه بنادقهم إلى صدور شعبهم، والانضمام إلى الجيش الحر وتشكيل جيش وطني قادر على حماية الثورة وحماية كافة مكونات الشعب السوري بكافة طوائفه»، وأكد رياض الأسعد أن «اعتبارا من هذه اللحظة سيتم التعامل مع قوات الأمن التي تقوم بقتل المدنيين ومحاصرة المدن على أنها أهداف مشروعة سنقوم باستهدافها في جميع أنحاء الأراضي السورية من دون استثناء»، وأهاب الأسعد بكافة عناصر الجيش «للوقوف إلى جانب الشعب وثورته وترك قطاعاتهم العسكرية» التي وصفها بأنها «لم تعد تمثل الجيش السوري وإنما تمثل عصابات تقوم بحماية النظام»، وناشد الأسعد الشعب السوري للقيام بإعلام أبنائهم العسكريين «بحقيقة ما يجري في سوريا»، لأن «النظام المجرم يقطع عنهم وسائل الاتصال والإعلام»، بحسب تعبير الأسعد الذي لفت إلى أن العسكريين لا يعلمون الحقيقة حول ما يقال لهم عن وجود عصابات مسلحة في كل المناطق التي يدخلونها، واعتبر أن النظام يستخدم هذه الذريعة «لإثارة العاطفة لدى العسكريين ليقوموا بالقتل بكل وحشية وإيهام البعض من الشارع السوري والمجتمع الدولي بأن هناك عصابات مسلحة»، كما تمنى الأسعد على المعارضة السورية في الداخل والخارج وحدة الصف والنأي عن الخلافات حتى الوصول إلى الحرية وإقامة «نظام حر ديمقراطي وطني»، ثم أعلن تشكيل الجيش الحر من الضباط الذين ظهروا معه في الفيديو، وهم: العقيد رياض الأسعد قائد الجيش – مؤقتا، العقيد أحمد حجازي نائب قائد الجيش، المقدم عبد الستار يونسو قائد كتيبة حمزة الخطيب، النقيب إبراهيم مجبور قائد كتيبة الحرية، النقيب علاء الدين قائد صلاح الدين، النقيب إيهم الكردي قائد كتيبة القاشوش، النقيب قيس، الملازم أول تيسير يوسف، الملازم أول أحمد الخلف، الملازم مازن الزير.
 
«المرصد السوري» ينفي وقوع مواجهات مسلحة بين الأهالي والجيش في دير الزور
قال إن مواجهات اندلعت بين قوات الكتيبة السابعة.. والأهالي وضعوا الحواجز لمنعها
لندن: «الشرق الأوسط» أربيل: شيرزاد شيخاني
نفى رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، حدوث مواجهات مسلحة بين الأهالي والجيش في دير الزور في شرق البلاد. وقال عبد الرحمن إن القتال الذي اندلع في المنطقة وقع بين أفراد من الكتيبة السابعة، حيث تبادلوا إطلاق النار والمدافع على بعضهم بعضا، بحسب ما أكد معارضون موجودون في دير الزور. ونفى عبد الرحمن أن يكون أهالي دير الزور يحملون السلاح الثقيل، وقال «لديهم سلاح أبيض، مثل سكاكين المطبخ وما إلى ذلك، وقد وضعوا حواجز لمنع الجيش من الدخول، وقد يكون البعض في المناطق العشائرية يحمل أسلحة خفيفة». وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن شهود أن قتالا اندلع أمس بين أفراد المخابرات الحربية السورية وسكان في دير الزور بشرق البلاد، عقب مقتل خمسة محتجين. وذكرت الوكالة أن المخابرات الحربية المسؤولة عن ولاء الجيش للأسد، وغالبيتها من السنة، تقود حملة قمعية في منطقة القبائل السنية في شرق سوريا وهي منطقة استراتيجية منتجة للنفط بالقرب من حدود العراق. وقال أحد السكان الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ«رويترز» بالهاتف «القتال يتركز في شمال غربي دير الزور. إنه مستمر بلا توقف منذ الثانية صباحا». وأضاف أن «الدبابات دخلت المدينة خلال الليل، لكن هناك حديثا عن وحدات كاملة من الجيش تنشق. قطعت الكهرباء والاتصالات».
وأشارت «رويترز» إلى أنه في وقت سابق، تحدث سكان عن قصف دير الزور بالدبابات. وذكرت أن القتال الذي تتحدث عنه التقارير في دير الزور، يبدو أنه رد فعل مسلح من جانب عدد كبير من الناس على حملة القمع التي ينفذها الأسد بقبضة من حديد ضد الاحتجاجات الشعبية.
وقال سكان إن الجيش السوري حاصر الأسبوع الماضي بلدة البوكمال الواقعة عند أقصى الطرف الشرقي لدير الزور على الحدود مع العراق، بعد أن انشق 30 جنديا إثر مقتل أربعة محتجين. وتنتج دير الزور معظم الإنتاج السوري من النفط الذي يبلغ 380 ألف برميل يوميا، لكنها واحدة من اشد المحافظات السورية فقرا، وعددها 13 محافظة، والتي تضررت كثيرا من الجفاف وسوء الإدارة.
إلى ذلك، تسعى الأحزاب الكردية في سوريا إلى عقد مؤتمر وطني في القامشلي يضم، بحسب القيادي الكردي السوري هوشنك درويش، الممثل السياسي ومسؤول تنظيمات الحزب الديمقراطي الكردي السوري في إقليم كردستان «176 عضوا بينهم 88 عضوا من أحزاب الحركة الوطنية الكردية، و88 من المستقلين، إضافة إلى التنسيقيات الشبابية والنخب المثقفة ولجان المجتمع المدني».
ورأى درويش أن «هذا المؤتمر يعتبر ضروريا في هذه المرحلة لتوحيد الموقف الكردي أحزابا ونخبا من أجل تحديد مسار الاحتجاجات وبيان أهدافها الواضحة باتجاه إسقاط النظام الحالي»، مشيرا إلى أنه «تم فعلا توزيع مسودة البرنامج السياسي على الأحزاب المشاركة في المؤتمر». وأشار درويش إلى أن مظاهرات حاشدة انطلقت في المناطق الكردية وتحديدا في القامشلي وواجهتها قوات مكافحة الشغب بكل قسوة، حيث أطلقت القنابل المسيلة للدموع للحد من حركة المتظاهرين باتجاه مركز المدينة، وقال إن «تلك القوات كانت تتمركز عند فندق مدينة الشباب في القامشلي، وتطلق بين الفينة والأخرى قنابلها على المجاميع الشبابية التي تحاول التقدم باتجاه تلك القوات». وأضاف أن «سياسة النظام في التعامل مع المظاهرات في المناطق الكردية هي سياسة ازدواجية، فبعض رجالات النظام يسعون إلى تفجير الوضع في المناطق الكردية، والبعض الآخر يخافون من البركان الكردي، والذي له ثقله لتحريك الشارع في دمشق وحلب».
 
عناصر أمن للمصلين الدمشقيين: «اليوم ما في الله أكبر»
التضييق على المساجد لم يمنع خروج المظاهرات في محيطها
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
لأول مرة في تاريخه، خلا جامع «الحسن» في حي الميدان العريق بمدينة دمشق، من المصلين، ما عدا عددا ضئيلا منهم. وبدا الشيخ كريم راجح، إمام جامع «الحسن»، حزينا وهو يلقي خطبة لم تتجاوز مدتها خمس دقائق، حول آية تفسير الأمة. وانتشرت نقاط التفتيش في محيط الجامع، فيما حاصر الجيش منطقة البوابة بالميدان ونهر عيشة والدحاديل والعسالي والقدم حيث لم يسمح للأهالي بالتجول. وقال ناشطون على شبكة الإنترنت إن عناصر الأمن كانوا يقولون للأهالي «اليوم ما في الله أكبر».
وكانت إجراءات السلطات السورية المتشددة حيال الصلاة والمصلين متوقعة، منذ أصدر علماء سوريا فتوى تحرم التظاهر، وعاد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي للتأكيد على حرمة التظاهر واعتباره من «أخطر المحرمات»، وحرصت وسائل الإعلام المحلية على تكرارها، في حالة استنفار ملموسة تعيشها الأجهزة الأمنية منذ أسبوع تحسبا لشهر رمضان الذي قال ناشطون إنه سيكون كل يوم فيه يوم «جمعة»، أي كل يوم ستخرج فيه مظاهرات كبرى.
لكن ناشطين، وبعد ما أظهرته الأجهزة الأمنية من شراسة في الاعتقال والقمع، توعدوا النظام أمس عبر صفحاتهم على موقع «فيس بوك» بأن كل يوم في رمضان سيكون بمثابة يومي جمعة وليس يوما واحدا فقط، فهم سيخرجون عقب صلاة التراويح وعقب صلاة الفجر. ولعل خروج مظاهرة أمس في جمعة «صمتكم يقتلنا» في حي الميدان، ورغم التشديد الأمني ومنع الصلاة، رسالة تؤكد أن القمع لن يجدي مع المتظاهرين المصرين على التظاهر حتى إسقاط النظام.
ففي منطقة القدم في دمشق تم أيضا منع صلاة فجر الجمعة، كما منعت أغلب جوامع الحي من رفع الأذان لصلاة الظهر. وكان دخول المصلين إلى الجوامع بشرط إبراز البطاقة الشخصية، بالتزامن مع شن حملة اعتقالات واسعة. لكن مظاهرات عدة خرجت من جوامع في أحياء دمشقية أخرى، حيث خرجت مظاهرة من جامع «الرحمن» وسارت نحو شارع «الثورة» وسط دمشق. وكان هناك مظاهرة أخرى خرجت من جامع «إبراهيم الخليل» بحي الحجر الأسود بالعاصمة دمشق، وتم تفريقها بإطلاق نار كثيف.
وفي منطقة القابون بدمشق التي تحاصر منذ عدة أيام خرجت مظاهرة جرى تفريقها بإطلاق النار، وكذلك في حرستا بريف دمشق، حيث أطلقت قنابل مسيلة للدموع على متظاهرين خرجوا من أمام جامعي «عائشة» و«الزهراء».
 
أهالي حمص يتظاهرون دون قمعهم.. وبعضهم يعيد السبب لانشقاقات الكلية الحربية
يتداول السكان قصة انشقاق 100 ضابط هرب 80 منهم وقتل 20 آخرون
حمص ـ لندن: «الشرق الأوسط»
مر يوم أمس في حمص من دون إطلاق رصاص على المتظاهرين، ومن دون هجوم من الشبيحة، على غير ما اعتاد عليه المتظاهرون في المدينة منذ أول خروج لهم في مارس (آذار) الماضي. وهناك من الأهالي من قال: إن «سبب عدم إطلاق النار من قبل قوات الأمن هو ما جرى في حمص في الأسبوعين الأخيرين، لأنه كان كبيرا جدا، ولا يحتمل مزيدا من الأخطاء والقتل».
وخرج المتظاهرون أمس في حمص، التي لا تزال تعيش تداعيات أسبوع مرير من المداهمات والاعتقالات والقصف المدفعي وإطلاق الرصاص، في عدة أحياء، في تحد للدبابات المنتشرة في كافة شوارع المدينة الرئيسية. وكانت أكبر المظاهرات في حي الخالدية، والبياضة والغوطة والإنشاءات. وحتى في حي باب السباع الذي لا يزال محاصرا، خرج المتظاهرون وهتفوا مطالبين بالحرية وإسقاط النظام.
وبحسب مصادر محلية، يتداول أهالي حمص قصة حول ما جرى في المدرسة الحربية، وما قيل عن حصول انشقاق كبير في الجيش هناك، وتقول القصة: «إن نحو 100 ضابط في المدرسة الحربية احتجزوا رفاقا لهم داخل الكلية، يوم الخميس 20 يوليو (تموز) والجمعة، ولغاية عصر يوم السبت 22 يوليو، وكانوا يفاوضون السلطة على إطلاق سراحهم مقابل انسحاب الجيش من حمص، على أن يتم إطلاق سراحهم على دفعتين. وبعد إطلاق أول دفعة، تمت مهاجمة الضباط المنشقين وحصل اشتباك بالسلاح الخفيف، ومن ثم تم قصف المدرسة وهرب على أثرها نحو 80 ضابطا تم اعتقال نحو عشرين منهم، وسقط عشرات القتلى والجرحى الذين نقلوا إلى مستشفى الرازي، مع الإشارة إلى أنه تم استبدال الطاقم الطبي في المستشفى بطاقم من الأطباء العسكريين».
وتقول المصادر إن «القتلى من العسكريين الذين أعلنت عنهم السلطة بأنهم قتلوا في حمص على يد مسلحين هم من قتلى المدرسة الحربية». وفي ظل التكتم الرسمي السوري على ما جرى في المدرسة الحربية في حمص، والذي تبعه عملية عسكرية واسعة، كان من الصعب التأكد من مدى الدقة في تلك الرواية وغيرها من روايات يتداولها أهالي حمص عن أن الذين تم احتجازهم داخل الكلية كان بينهم خبراء عسكريون إيرانيون ومعهم مترجمون من لبنان.
ونقل عن مصادر طبية عن وجود أكثر من 30 جثة في برادات المستشفى الوطني في حمص تعود لعسكريين قتلوا في المدرسة الحربية. وقد تجد تلك القصص ما يبررها في مسارعة وزير الداخلية إلى حمص والبقاء هناك 5 أيام قالت السلطات إنها كانت بهدف إيجاد حل للأزمة، فيما قالت مصادر محلية إن مسؤولا حزبيا كان يرافق وزير الداخلية هدد الأهالي بأنهم «إذا لم يسلموا المطلوبين للسلطات سترتكب مجزرة».
 
حواجز أهلية تمنع دخول الشبيحة والأمن إلى اللاذقية.. والأهالي مستعدون للمواجهة
ناشط في حي «حماه اللاذقية»: جاهزون لمواجهة الأمن والجيش إذا حاولا الدخول
رغم الحصار الخانق الذي يعانيه سكان مدينة اللاذقية والتقطيع الأمني للأحياء والشوارع، بواسطة الحواجز العسكرية والأمنية، شهدت المدينة في جمعة «صمتكم يقتلنا»، خروج مظاهرات كثيرة في أحياء الصليبة والطابيات وقنينص والرمل الفلسطيني والسكنتوري، هتف خلالها المتظاهرون بشعارات تنادي بإسقاط النظام وتدعو لنصرة حمص ودير الزور وبقية المدن السورية التي تعاني من قمع أجهزة الأمن.

وقد نشرت شبكة «اللاذقية الحرة» المتفرعة عن شبكة «شام» المعارضة على موقعها إلى «فيس بوك»، فيديوهات تظهر محاصرة الأمن والشبيحة لجامع الرحمن، حيث احتشد داخل الجامع الذي يقع في حي الطابيات مئات المتظاهرين وراحوا يهتفون ضد نظام الحكم، ولم يستطع المتظاهرون الخروج من المسجد إلا بعد أن تعهد الأمن بعدم الاعتداء عليهم بمبادرة من إمام المسجد.

أما في حي قنينص الذي يقع شمال المدينة، فقد أبلغ أحد الناشطين «الشرق الأوسط» بأنه «خرج نحو أربعة آلاف متظاهر، مما استدعى هجوما شرسا من قبل الأمن والشبيحة على الحي، أسفر عن اعتقال الكثير من الشبان واقتحام البيوت وإحراق المحلات التجارية بعد نهب محتوياتها. كما عمدت أجهزت الأمن على إطلاق النار والقنابل الدخانية بشكل عشوائي على السكان العزل، حيث قتل الفتى ياسين عبد الرحيم (14 عاما) برصاص هذه القوات، إضافة إلى عشرات الجرحى، وتم نقله إلى مستشفى الطابيات ليحضر إلى هناك التلفزيون الرسمي ويجبر الأهل على القول إن من أصاب الشاب ياسين هم المجموعات المسلحة وليس الأمن».

إلا أن المظاهرات الحاشدة بقيت متمركزة في حي الرمل الفلسطيني جنوب المدينة والذي صار يطلق عليه أهالي المدينة اسم «حماه اللاذقية»، إذ استطاع السكان في هذا الحي عبر الشهور الماضية، وبعد اعتداءات متكررة من قبل الأمن والشبيحة وسقوط الكثير من القتلى، إقامة حواجز أهلية لحماية أنفسهم ومنع الأمن من دخول الحي وتحويل ساحته إلى مكان دائم للتظاهر والتنديد بممارسات النظام الوحشية.

ويقول أحد الناشطين في الحي «نحن جاهزون لمواجهة دخول الأمن والجيش. سنواجههم بما نملك من ديناميت وأسلحة بدائية، لا يمكن أن نسمح لهم بالدخول ليقتلونا ويدوسوا على رقابنا كما فعلوا في البيضا ودرعا. لقد تعرض حي الرمل لأكثر من مجزرة آخرها حين كان شبان يتجمعون في ساحة الحي جاءت أكثر من عشر سيارة أمن وفتحت النار على الشبان ليسقط منهم الكثير بين قتيل وجريح». ويضيف الناشط الذي لم يخرج من الحي منذ فترة بسبب وضع اسمه على لائحة أسماء المطلوبين على حواجز الجيش على جميع مداخل الحي «في كل مساء تقام منصة لتوجيه كلمات خطابية، ندعو فيها بقية سكان المدينة إلى الانضمام إلينا، كما يقوم الشباب والأطفال بتنظيم كرنفالات غنائية تردد فيها أغنيات تطالب برحيل النظام».

وأشار الناشط إلى أن لافتات منددة بالنظام الحاكم ومطالبة بسقوطه تنتشر في جميع أنحاء الحي. وقال «نرفع لافتات على الأبنية والأعمدة ترفض الفتنة الطائفية وندعو بقية الطوائف إلى المشاركة في التظاهر ضد نظام لا يفرق في قمعه بين مسيحي ومسلم وبين علوي وسني».

يذكر أن أهالي اللاذقية بدأوا يشعرون بالخوف بعد توارد أنباء عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة ودخول أكثر من عشرين دبابة إليها. إلا أن الناشط يؤكد عجز النظام عن اقتحام المدينة وتحديدا حي الرمل لأن ذلك سيكون برأيه سلوكا انتحاريا في ظل تهيؤ الأهالي لهذا الهجوم واقتراب شهر رمضان المبارك. وفيما يخص الدبابات يشير إلى أنها دخلت إلى الميناء وتوقفت وركنت في أحد المستودعات الضخمة هناك.

 
حكومة العراق شريكة بدماء السوريين
طارق الحميد
 
عشية جمعة «صمتكم يقتلنا» بسوريا، وقعت الحكومة العراقية جملة اتفاقيات مع النظام السوري، بالعاصمة بغداد، اتفاقيات كان حبرها دماء الضحايا السوريين الذين يواجهون قمعا مستمرا عمره عمر انتفاضتهم السلمية!
ففي الوقت الذي يقول فيه السوريون للعرب «صمتكم يقتلنا»، تقدم حكومة نوري المالكي دعما لنظام بشار الأسد، في استخفاف واضح بدماء السوريين العزل، مما يعني أن نوري المالكي، رئيس وزراء العراق، قد انضم إلى قائمة أصدقاء النظام السوري علنا، وهم حزب الله وإيران. وبالطبع فإن المصالح العراقية، بكل درجاتها، لا تحتم دعم نظام الأسد لنقول إن بغداد تتصرف بواقعية، أو لخدمة أولوياتها؛ فالنظام العراقي الجديد كان يفترض به أن يكون رأس حربة العملية الديمقراطية بالمنطقة برمتها، بحسب ما كان يقوله الأميركيون، وما كان يردده أيضا رموز المرحلة العراقية الحالية، لكن ما نراه اليوم للأسف هو العكس تماما.
فعراق اليوم، وتحديدا الحكومة الحالية، هو نظام طائفي صرف، فالنظام العراقي الحالي هو من رفع عقيرة الصوت دفاعا عن شيعة البحرين، وتطاول على حكام الخليج، وأقام الدنيا ولم يقعدها، وحلفاؤه هم من أخرجوا المظاهرات في المدن العراقية منددين بمملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، وقوات درع الجزيرة الخليجية، بينما اليوم يستكثر نظام بغداد على السوريين حق المطالبة بالحرية، ورغم كل الدماء التي تسيل في سوريا وعلى يد نظام دمشق حيث قرر النظام العراقي دعم نظيره السوري لأسباب طائفية صرفة، كيف لا وحلفاء نظام بشار الأسد اليوم بالمنطقة هم طهران - بغداد - لبنان، تحت قيادة حزب الله بالطبع، فهل هناك طائفية أكثر من هذه؟!
فحكومة نوري المالكي تقوم بتوقيع الاتفاقيات مع نظام بشار الأسد في الوقت الذي يقاطع فيه العالم نظام دمشق، ويفرض عليه العقوبات، وفي الوقت الذي يناشد فيه السوريون العرب الوقوف معهم في محنتهم غير المسبوقة، وكل مطالبهم هي الحرية والكرامة، فهل يعقل أن يكون هذا تصرف دولة تحترم أدنى الاتفاقيات الدولية، ناهيك عن إيمانها بالديمقراطية، وحقوق الإنسان؟ للأسف الشديد يبدو أن منطقتنا بعيدة كل البعد عن الاستقرار، واحترام حقوق الإنسان، حيث ما زلنا في المربع الأول، فالدول، والساسة، محكومون بمنطق طائفي، وليس منطق بناء الدولة، فإذا كنا نقول إن حزب الله بدعمه للنظام السوري يتصرف بمنطق ميليشيا تابعة لإيران، ومنفذة لأجندتها بالمنطقة، فماذا يمكن أن نقول عن حكومة العراق التي تدعي أنها ديمقراطية وهي تدعم نظاما يقمع شعبه بشكل وحشي؟
وكما قلنا مرارا وتكرارا إن إحدى حسنات الزلزال السياسي الذي يضرب منطقتنا هو سقوط الشعارات الكاذبة، من مقاومة، وديمقراطية، وممانعة، وعروبة، وخلافه، ولم يسقط هذا الزلزال الأقنعة عن جماعات وأفراد وحسب، بل ودول، ومنها الحكومة العراقية بالتأكيد، ولذا فإن اللعب بات اليوم على المكشوف، فها هي إيران وأتباعها في العراق ولبنان يقفون مع نظام الأسد ضد شعبه في معادلة مفضوحة وهي شيعة ضد سنة، للأسف، فما الذي سيفعله العرب اليوم، وتحديدا المؤثرون، والمستهدفون بالطبع، من قبل هذا المثلث الطائفي المفضوح؟ ألا زلتم مترددين؟

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,205,658

عدد الزوار: 7,019,263

المتواجدون الآن: 63