معارضون سوريون يصعدون اتهاماتهم لحزب الله: لدى «الضباط الأحرار» أدلة على تورطه

أهالي دير الزور يتصدون للدبابات.. وقوات الأمن تطلق النار عليهم وتقتل 3 منهم..وجيش سوريا الحر يحذر

تاريخ الإضافة الإثنين 1 آب 2011 - 5:38 ص    عدد الزيارات 2623    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

دير الزور محاصرة.. وجيش سوريا الحر يحذر
دعوات على الـ«فيس بوك» لاحتلال الميدان الأموي بدمشق في رمضان.. والسلطات تشدد قبضتها باعتقال المئات وإغلاق مساجد * النظام السوري العلماني يطلق فضائية دينية > الشيخ البوطي: من ينادي بإسقاط النظام يريد إسقاط الإسلام
دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»
حاصرت عشرات الدبابات والمدرعات وحاملات الجنود مدينة دير الزور، التي تشهد توترا مستمرا منذ ايام، فيما فتحت قوات الأمن النار، على مجموعة من المدنيين من قرية قريبة من دير الزور، حاولت التصدي للدبابات السورية، فقتلت 3 منهم على الأقل. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن: «إن أصوات التكبير علت في المدينة تحذيرا من تنفيذ عملية عسكرية كبيرة». وبعد يوم على إعلان انشقاقه عن الجيش السوري وتأسيس «الجيش السوري الحر»، حذر قائد الجيش الحر، العقيد رياض الأسعد، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، السلطات السورية، من أنه سيرسل قواته للاشتباك مع الجيش إن لم يوقف عملياته في دير الزور.
وفي هذه الأثناء، يستعد الناشطون لزيادة زخم التظاهر مع قدوم شهر رمضان. وتتركز الجهود حاليا على دمشق، حيث انطلقت مناشدات عبر «فيس بوك» للاحتفال بأول يوم من رمضان، عبر احتلال الميدان الأموي في قلب المدينة, فيما تشدد السلطات، قبضتها على العاصمة باعتقال المئات وإغلاق المساجد التي تشهد توترا. وفي حملة للدفاع عن النظام، ربط رئيس الحلقات العلمية في الجامع الأموي، محمد سعيد البوطي، بين الأحداث في سوريا واستهداف الإسلام، وقال إن من يريد إسقاط النظام، يريد «إسقاط الإسلام». إلى ذلك بدأت السلطات السورية، أمس، تتخلى عن علمانيتها، وأعلنت إطلاق قناة «نور الشام» الفضائية الدينية، وبحسب وكالة «سانا» ستبث القناة خطب الجمعة والبرامج الدينية المتنوعة».
 
          
 
أهالي دير الزور يتصدون للدبابات.. وقوات الأمن تطلق النار عليهم وتقتل 3 منهم
أنباء عن انشقاق 100 جندي في الفرقة الثالثة بدير الزور
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
تأزم الوضع، أمس، في محافظة دير الزور في شرق سوريا، مع تقدم مزيد من الدبابات باتجاه المحافظة، وبحسب مصادر محلية فقد سقط ثلاثة قتلى، أمس، لدى تصدي أهالي قرية التبنة (40 كلم غرب دير الزور) لقافلة عسكرية مؤلفة من 15 دبابة و20 سيارة، كانت متوجهة نحو دير الزور، حيث أطلق الجنود النار على الأهالي الذين رشقوهم بالحجارة.
وأضافت المصادر أن الأهالي قاموا، ومنذ وقت مبكر من يوم أمس، بزيادة الحواجز في الشوارع والأحياء استعدادا لدخول الدبابات. كما نشط تشكيل لجان شعبية من الأهالي وسط أجواء من التوتر والترقب بعدما تم قطع الماء والكهرباء، وبعد انقطاعات في خطوط الاتصالات الجوالة والأرضية، منذ ظهر يوم الجمعة وطيلة يوم أمس، الأمر الذي يعني عزم النظام فرض حصار على دير الزور بالتزامن مع توسيع عمليات المداهمة والاعتقالات التي تستهدف الشباب بشكل رئيسي بعمر ما بين 15 - 40 عاما. وطوال يوم أمس، قال ناشطون من المنطقة إنه كان يسمع إطلاق نار متفرق في عدد من مناطق المدينة، مثل القصور والعرضي، كما كانت أصوات التكبيرات ترتفع في عدد من الأحياء.
ومن جانب آخر، أشارت المصادر إلى اعتقالات كثيرة جرت في مدينة البوكمال، مع سماع إطلاق رصاص، وقطع أوصال المدينة بحواجز أمنية. وقال ناشطون إن أربعة أطفال توفوا في مستشفى البوكمال بسبب انقطاع الكهرباء الطويل عن حاضنات الأطفال.
وتناقلت المواقع الإخبارية المؤيدة لـ«الثورة السورية»، أنباء عن انشقاق نحو 100 جندي مع أسلحتهم في الفرقة الثالثة في دير الزور، كما أكدت مصادر محلية عن انشقاق عدد لم تحدده من جنود الدبابات، وقالت إن عددا من الجنود تركوا دباباتهم التي كانت تقصف حي الجورة، وانضموا للانتفاضة.
وأكد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 3 أشخاص من مدينة دير الزور بينما كانوا يقذفون الحجارة على قافلة عسكرية تتجه نحو المدينة. وذكر عبد الرحمن أن «أهالي قرية التبنة (40 كلم غرب دير الزور) تصدوا لقافلة عسكرية كانت تتجه نحو دير الزور، فأطلق جنود عليهم النار لتفريقهم، وأردوا ثلاثة منهم».
وذكر الناشط أن «قوات عسكرية كبيرة، قوامها 60 آلية، وتضم دبابات ومدرعات وناقلات جنود وشاحنات تقل جنودا بلباسهم الميداني وصلت إلى دير الزور (شرق)، وتمركز بعضها في محيط المدينة وفي منطقة الجورة»، بالقرب من مقر المحافظ.
وأفاد الناشط نقلا عن أهالي المدينة بأن «عناصر من القافلة أطلقت النار بعيد وصولها إلى مقر المحافظ لبث الخوف في نفوس الأهالي». وأضاف الناشط أن «أصوات التكبير علت في المدينة تحذيرا من تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في هذه المدينة»، التي شهدت أمس جنازة ثلاثة قتلى شارك فيها نحو 300 ألف مشيع.
وأشار إلى أن «الأهالي بادروا إلى إقامة سواتر ترابية وحواجز لمنع الجيش من التوغل في المدينة».
من جهته، حذر قائد «الجيش السوري الحر»، العقيد رياض الأسعد، الذي أعلن انشقاقه عن الجيش السوري، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، السلطات السورية من أنه سيرسل قواته للاشتباك مع الجيش إن لم يوقف عملياته التي يقوم بها في دير الزور. وأعلن العقيد الأسعد أنه يتكلم من داخل الأراضي السورية في مكان يقع «على مقربة من الحدود مع تركيا»، رفض تحديده، مؤكدا أن عدد جنوده يبلغ «المئات». وكان العقيد الأسعد أعلن، أول من أمس، انشقاقه عن الجيش السوري في شريط مصور بثته المواقع الإلكترونية قال فيه: «انطلاقا من حرصنا الوطني وما تتطلبه المرحلة من قرارات حاسمة لوقف مجازر هذا النظام التي لم تعد تُحتمل، نعلن عن تشكيل (الجيش السوري الحر)». وأوضح أن الهدف من ذلك «أن نعمل يدا بيد مع الشعب لنيل الحرية والكرامة لإسقاط النظام وحماية الثورة والوقوف بوجه الآلية العسكرية اللامسؤولة التي تحمي النظام».
وأكد العقيد في الشريط «أنه سيتم التعامل مع قوات الأمن التي تقوم بقتل المدنيين على أنها أهداف مشروعة»، مشيرا إلى أنه «سنقوم باستهدافها في جميع أنحاء الأراضي السورية من دون استثناء». وازداد أمس الوضع توترا في محافظة دير الزور بعد أنباء عن محاولة اغتيال المحافظ سمير عثمان الشيخ، الضابط المتقاعد الذي عين مؤخرا لمنصب محافظ دير الزور، بعد عزل سلفه، بالتزامن مع اتساع رقعة الاحتجاجات في المدينة، ذات الطابع العشائري القوي.
وفور انتشار الخبر، ظهر محافظ دير الزور، عبر اتصال هاتفي، مع التلفزيون السوري لينفي ما قيل عن اغتياله، وقال: «سمعت خبر وفاتي على بعض القنوات الفضائية، وأنا بخير وبصحة جيدة وبمكتبي وأمارس عملي وكل شيء طبيعي»، مضيفا أن الناس «اعتادوا» هذه الأخبار غير الصحيحة، الصادرة عن الفضائيات.
إلا أن ناشطين شككوا في أن يكون المحافظ بصحة جيدة وفي مكان عمله، إذ إنه لم يظهر وإنما جرى عرض صورة ثابتة له، وهو لا ينفي أن يكون قد تعرض فعلا لمحاولة اغتيال، خاصة أنه تلقى من أهالي دير الزور رسالة فور تسلمه مهامه منذ عدة أيام، تفيد بأنهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي إذا حاول النظام قمعهم.
كما تداول أهالي دير الزور أخبارا تفيد بأن المحافظ تعرض لمحاولة اغتيال، ومع مسؤول أمني رفيع في المنطقة، أول من أمس (الجمعة)، وأنهما أصيبا.
ونقل ناشطون عن شهود عيان تصادف وجودهم عند المستشفى العسكري رؤيتهم يوم أمس «سيارة إسعاف تخرج من المستشفى وكانت تتقدمها عربة مصفحة، وخلفها عربة مصفحة، وبحماية الشرطة العسكرية».
ورجح شهود العيان أن تكون تلك السيارة تقل شخصية مهمة، إما مصاب أو ميت. ويشار إلى أن المظاهرات الحاشدة التي خرجت في دير الزور يوم الجمعة «صمتكم يقتلنا»، طالبت بإقالة المحافظ الجديد والمسؤول الأمني في المنطقة وسط غياب لقوات الأمن. وكانت وكالة «سانا» للأنباء، قالت، يوم أول من أمس، إن مسلحين أطلقوا النار على قوات حفظ النظام في مدينة البوكمال، في محافظة دير الزور، مما أدى إلى مقتل أحد العناصر، مضيفة أن عددا من المسلحين ظهروا بشكل علني في شوارع دير الزور ومنطقة البوكمال.
 
  معارضون سوريون يصعدون اتهاماتهم لحزب الله: لدى «الضباط الأحرار» أدلة على تورطه
قالوا إنه يدافع عن مصالح النظام الإيراني ويشارك في قمع الثورة
القاهرة: محمد عجم
تصاعدت حدة التراشقات بين المعارضين السوريين وحزب الله، بعد قيام معارضين سوريين مقيمين بالقاهرة أمس بالرد على نفي حزب الله مشاركته في قمع الاحتجاجات بسوريا، مؤكدين أنه يدافع عن مصالح النظام الإيراني ويشارك في قمع الانتفاضة.
وكان حزب الله في بيان له قد اعتبر أن اتهامات المعارضة السورية له بمساندة النظام السوري «مجرد ادعاءات عارية عن الصحة جملة وتفصيلا»، وهو ما جعل معارضين وناشطين سوريين وتجمعا لأبناء الجالية السورية بالقاهرة يصدرون بيانا للرد على حزب الله، وجهوا فيه اتهاما له بالعودة إلى «الدجل والكذب مجددا» تجاه ما يحدث في سوريا.
وقال النائب السابق في مجلس الشعب السوري، ومنسق تجمع أبناء الجالية السورية بالقاهرة محمد مأمون الحمصي لـ«الشرق الأوسط»: «إنه للشهر الخامس على التوالي منذ انطلاق الثورة الشعبية السورية السلمية المباركة ضد الظلم والطغيان؛ ودماء الشعب السوري الطاهرة تسيل في شوارع المدن والمحافظات والقرى السورية، مع استخدام النظام السوري وعصاباته وحلفائه من الميليشيا المسماة حزب الله، كافة أنواع القمع والقتل والإرهاب ضد أبناء الشعب الأعزل في وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلا سوى جرائم النازية والفاشية».
وكان معارضون سوريون قد اتهموا حزب الله وإيران بالمشاركة في قمع الاحتجاجات، كما عمد متظاهرون في مدن سورية عدة إلى إحراق أعلام حزب الله وصور أمينه العام حسن نصر الله، الذي كان يحظى حتى وقت قريب بشعبية كبيرة، على خلفية موقف حزبه من الأوضاع في بلدهم. وهو ما جعل حزب الله يرد على تلك الاتهامات بأنها «تكرار لترويج الأخبار الكاذبة، ومحاولة لإذكاء الفتنة خدمة لمآرب سياسية تأتمر بسياسات دول الاستكبار».
وقال الحمصي إن بيان حزب الله ليس للدفاع عن نفسه، بل للدفاع عن النظام الإيراني «بسبب ارتباطه العضوي بها (إيران) لأنه إحدى أدواتها الاستراتيجية في المنطقة، ولأن سقوط نظام عصابة آل الأسد في سوريا يعني تراجع النفوذ الفارسي الصفوي في المنطقة إلى حدود إيران الحالية، وانحسار ثم تلاشي الدور المنوط بميليشيا حزب الله في لبنان الذي تحتله حاليا».
واستغرب بيان المعارضين السوريين، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، «عودة حزب الله إلى الدجل والكذب مجددا تجاه ما يحدث في سوريا»، قائلا «كيف سمعوا ما قلناه حول دورهم في المشاركة في قتل أبناء الشعب السوري ولم يسمعوا ما قاله الملايين في الشارع السوري في كل مدينة ومحافظة وقرية سوريا بأن الشعب يريد إسقاط النظام؟ وكيف لم يروا إحراق علمهم وصور حسن نصر الله ولم يسمعوا ما ردده الثوار السوريون حول جرائمهم».
وقال المعارضون السوريون إن بيان حزب الله «لم يصدر لتغطية أو تبرير جرائمهم المفضوحة والموثقة بل أردوا القول بأن ما يحدث في سوريا شأن داخلي وأن كل هذه المجازر التي حدثت وتحدث لا يحق لأحد التدخل لوقفها وحماية المدنيين، رغم أنها ترتقي إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.. وحتى لو كان ذلك التدخل من خلال شرعة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ونحن نعتبر هذه المواقف تماديا على السيادة الوطنية السورية ووقاحة بحق الشعب السوري وبحق الجمهورية العربية السورية». وأضاف البيان الصادر عنهم: «ردنا ليس على هذه الميليشيا أو تلك العصابة لأنهم لا يفقهون لغة السياسة، بل نترك الرد الحتمي عليهم من جيشنا الوطني الباسل البطل، ونعتقد أن الجنود والضباط البواسل في لواء الضباط الأحرار الذي لقن العناصر الإجرامية للحرس الثوري الإيراني ومرتزقة حزب الله وعصابات آل الأسد في كل من درعا وحمص وجسر الشغور والبوكمال ودير الزور والقامشلي وبانياس وريف دمشق درسا لن ينسوه أبد الدهر والتاريخ. ولدى الضباط الأحرار وثائق وإثباتات تؤكد تصريحاتنا لوسائل الإعلام حول دورهم الإجرامي والإرهابي، ونعتقد أن وجود مستشارين أمنيين وعسكريين إيرانيين في دمشق وبعض المعسكرات إلى جانب توقيف شحنات من الأسلحة ومعدات ومواد القمع والإرهاب التي أرسلتها طهران واعترضتها السلطات المصرية والتركية، إلى جانب ضخ البترول وأكثر من ستة مليارات دولار في حسابات النظام السوري من قوت الشعب الإيراني المضطهد، وثائق وأدلة إضافية لدورهم في دعم ومساعدة نظام عصابة آل الأسد».
وقال الحمصي مختتما حديثه: «ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك أصبح من الواجب على القوى والتنظيمات التي ما زالت تسبح في الفلك الفارسي أن تعود إلى رشدها قبل فوات الأوان، بعدما تأكد لقادتها أن شعارات الصمود والتصدي ثم المقاومة والممانعة ما هي إلا مجرد شعارات زائفة..».
 
 القوات السورية تحاصر منطقتين وتقتل 5 أشخاص.. واعتقال 500 شخص من حي واحد بدمشق
ارتفاع عدد قتلى جمعة «صمتكم يقتلنا»
لندن: «الشرق الأوسط»
داهمت القوات السورية منطقة في العاصمة دمشق، وبلدة البوكمال الواقعة بالقرب من الحدود مع العراق، وقتلت 5 أشخاص على الأقل، بحسب ما قال ناشطون أمس لوكالة أسوشييتد برس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 4 أشخاص قتلوا في منطقة الكسوة في دمشق ليل أول من أمس، بينما قتل شخص في البوكمال.
كذلك ذكر المرصد السوري أن قوات الأمن نفذت حملة مداهمة أول من أمس في حي القدم بدمشق، اعتقلت خلالها أكثر من 500 شخص. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «قوات كبيرة من عناصر الجيش والأمن دخلت عند الساعة الثالثة من فجر الجمعة حي القدم وحاصرته بشكل كامل». وأضاف مدير المرصد أن «أكثر من 500 مواطن اعتقلوا نتيجة هذه الحملة واستشهد شاب على أحد الحواجز الأمنية». وأشار إلى أن السلطات «منعت إقامة تشييع له إلا من قبل أهله وتم دفنه بشكل سريع بمرافقة الأمن لمنع خروج مظاهرة».
ولفت عبد الرحمن إلى أن «الجيش نصب حواجزه على جميع مداخل الحي قبل أن تقوم قوات الأمن مدججة بالسلاح والعتاد بحملة مداهمات للمنازل واعتقالات بشكل عشوائي رغم وجود قوائم بأسماء مطلوبين شاركوا بمظاهرات مناهضة للنظام». وأضاف أن «قوات الأمن قامت بكسر أبواب من لا يفتح الباب مباشرة والقفز عبر أسطح المنازل»، لافتا إلى أن «الحملة التي ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف لإخافة الأهالي استمرت نحو 4 ساعات».
وأشار مدير المرصد إلى «سماع صوت إطلاق رصاص كثيف تزامنا مع حملة المداهمات التي تنفذها القوات السورية في المنطقة الممتدة بين شارع الزير وشارع الستين في حمص». ولفت إلى «إن أحياء حمص شهدت يوم أمس (أول من أمس) مظاهرات ضخمة ضمت عشرات الألوف من المواطنين ودعت إلى إسقاط النظام».
وارتفعت حصيلة يوم جمعة «صمتكم يقتلنا» إلى 20 قتيلا، بحسب ناشطين، فيما جرح أكثر من 35 شخصا. وأكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بيان «سقوط 19 شهيدا» مشيرة إلى أن «السلطات السورية أمعنت في استخدام القتل بحق المتظاهرين في جمعة صمتكم يقتلنا يوم أمس الجمعة (أول من أمس)».
 
السوريون يستعدون لشهر من المظاهرات.. ووزير الأوقاف: رمضان سيكون بداية النهاية
 الشيخ البوطي: من ينادي بإسقاط النظام يريد إسقاط الإسلام
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
في الوقت الذي يأمل فيه النشطاء السوريون أن يعطي شهر رمضان دفعة للمظاهرات، من خلال توحيد صفوف المواطنين في المساجد كل ليلة، قال وزير الأوقاف السوري، محمد عبد الستار السيد، أن شهر رمضان سيكون «بداية النهاية»، مؤكدا على أن «الأزمة في سوريا ولت إلى غير رجعة».
وجاء كلام وزير الأوقاف في ندوة حوارية في المركز الثقافي العربي في مدينة طرطوس (على الساحل)، تحت عنوان: «الإصلاح من وجهة نظر دينية»، تحدث خلالها عن «الدور الرائد الذي لعبه رجال وعلماء الدين في وأد الفتنة التي تستهدف النيل من سوريا وتمزيق وحدتها الوطنية وبنيانها الاجتماعي وتوعية المواطنين بأبعاد هذه المؤامرة».
ورأى وزير الأوقاف أنه «لا يوجد مبرر للخروج إلى مظاهرات، لأن سلسلة الإصلاحات بدأت في سوريا في شتى الميادين، وفق جدول زمني، ولا يستطيع أحد أن ينكرها»، مضيفا أنه «لذلك أفتى علماء سوريا بتحريم التظاهر»، معتبرا الأحداث التي تشهدها البلاد تأتي ضمن «محاولات استهداف سوريا وتمزيق وحدتها الوطنية».
ويقوم وزير الأوقاف السوري وعدد من رجال الدين الموالين للنظام، قبيل شهر رمضان، بحملة علاقات عامة وندوات ولقاءات مع الفعاليات الدينية الرسمية في مختلف المدن السورية، بهدف حض العلماء وأئمة المساجد للعمل على إخماد المظاهرات المتوقع ازدياد زخمها خلال شهر رمضان.
من جانبه، ربط رئيس الحلقات العلمية في الجامع الأموي، محمد سعيد رمضان البوطي، بين الأحداث في سوريا واستهداف الإسلام، وقال إن الأحداث التي «شهدتها البلاد ليست حركة إصلاحية، إنما هي فئة تريد القضاء على سوريا وجعلها دولة مشلولة لا تقدر على الحراك في سبيل المقاومة». وأضاف: «من هنا رأينا تغير الشعارات التي كان يريدها هؤلاء من الإصلاح، وعندما تحقق هذا الإصلاح تحولوا إلى الحرية، ومن ثم إلى إسقاط النظام»، مضيفا أن هؤلاء يريدون إسقاط الإسلام بناء على أوامر وجهها إليهم الخارجون على القانون والدين. وأكد أنه استطاع الحصول «على كثير من الوثائق والتقارير التي تفيد بأن أعداء أمتنا لا يريدون الخير المادي لنا ولا حتى ازدهار حضارتنا، ولا ينتمون لأي قيم إنسانية سليمة. إنهم يخافون على حضارتهم إذا ازدهرت حضارتنا، ومن هنا نراهم يبذلون ما بوسعهم للقضاء على الحضارة الإسلامية».
ولكن في المقابل، يحصن الناشطون السوريون صفوفهم استعدادا لزيادة زخم التظاهر مع وصول شهر رمضان. وتتركز الجهود حاليا على دمشق، حيث انضمت أعداد متنامية من الأحياء إلى حركة المظاهرات في غضون الأسابيع الأخيرة، في مؤشر على أن الحكومة باتت عاجزة عن الاعتماد على ولاء سكان العاصمة لها.
وأطلقت مناشدات عبر «فيس بوك» للاحتفال بأول يوم في رمضان، عبر احتلال الميدان الأموي في قلب المدينة، وذلك للمرة الأولى خلال الانتفاضة السورية. وعلى الرغم من اندلاع مظاهرات ضخمة في كثير من المدن، لم تشهد دمشق بعد تجمعات ضخمة قد تشكل تهديدا مباشرا لنظام الأسد.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن حملة إجراءات صارمة داخل العاصمة في الأيام الأخيرة، تبدو مصممة لتجنب اشتعال توترات خلال رمضان، مع اعتقال أكثر من ألف شخص هناك، بينهم 300 شخص اعتقلوا يوم الجمعة فقط، طبقا لما ذكره رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له. ونقلت الصحيفة عن شهود إن نقاط تفتيش جرى بناؤها بمختلف أرجاء المدينة لمنع الناس من التظاهر، وأغلقت المساجد التي انطلقت منها مظاهرات من قبل، وتمت محاصرة كثير من الأحياء التي رأت السلطات بها من قبل مصادر محتملة للقلاقل.
وفي حادثة واحدة، ألقي القبض على أكثر من 150 شخصا في ميدان، الضاحية الوحيدة من دمشق التي اندلعت فيها مظاهرات على نحو منتظم منذ بدء الانتفاضة، بحسب ما أفاد به ناشط تحدثت إليه «واشنطن بوست» شارك في المظاهرات، واستخدم اسما حركيا، ألكسندر بيدج، لتجنب إلقاء القبض عليه.
وأصيب ثلاثة أفراد عندما فتحت قوات الأمن النار، مصوبة أسلحتها على الأرجل لتجنب سقوط قتلى، حسبما أضاف بيدج.
ويقول نشطاء إن الحساسية الدينية للشهر الكريم ستردع الحكومة عن إطلاق النار على المتظاهرين، وستشجع المزيد على الإيمان بأنهم في مأمن عند الخروج للمشاركة في مظاهرات. وقال بيدج، خلال مقابلة أجرتها معه الصحيفة الأميركية معه عبر «سكاي بي» من دمشق، إن وقوع قتلى في رمضان «سيغضب المسلمين ويثير نمطا من الحرب الطائفية».
 
نشطاء سوريون ينظمون اليوم الأسبوع الثاني من حملة «أحرار وراء القضبان»
تجمع سلمي صامت للإفراج عن المعتقلين
القاهرة: محمد عجم
بعد أن رفع مجموعة من الشباب والنشطاء السوريين الأسبوع الماضي شعار «معا حتى يعود أحرارنا للتحليق معنا في سماء الحرية»، كشعار لحملة «الأسبوع السوري.. أحرار وراء القضبان» في عدد من المدن السورية للإفراج عن المعتقلين منذ بداية الانتفاضة السورية، تبدأ اليوم فعاليات الأسبوع الثاني من الحملة، من خلال تجمع سلمي صامت تضامنا مع المعتقلين وإيصال رسالة لإطلاق كافة معتقلي حرية الرأي والتعبير الذين بلغ عددهم قرابة 10 آلاف معتقل من خلال نضال أسبوعي ضد قوة القمع والفساد في سوريا.
الحملة عبارة عن دعوة لتجمع سلمي صامت من الساعة 7 حتى 8 مساء تضامنا مع المعتقلين، من خلال التجمع في إحدى الحدائق والتحرك بطريقة عشوائية وبشكل صامت كليا دون ترديد أي شعار أو هتاف، ودون رفع أي لافتات أو توزيع أي منشورات. تعتمد الحملة على الرمزية في التعبير عن الرأي، عبر ارتداء لباس موحد يحتوي على اللون الأبيض كرمز للمشاركة في الحملة، والهدف من ذلك أن اللون الأبيض هو لون شائع فلا تستطيع عناصر الأمن اعتقال المشاركين.
يذكر أن حملة «أحرار وراء القضبان» قد انطلقت قبل أسبوعين على شبكة الإنترنت، بهدف إنضاج الحركة الاحتجاجية في سوريا وبناء خريطة عمل يتم تنفيذها على أرض الواقع، ومع النقاشات حولها والتواصل مع الشباب من معارضي الداخل ومع التنظيمات والتنسيقات، بالإضافة لأبرز أسماء المعارضة الخارجية، أصبحت جزءا من محاوله لتجربة عملية على أرض الواقع لتصاعد الحركة الاحتجاجية.
وتعكس صفحة الحملة الكثير من نقاشات الشباب حولها، وأماكن التجمع وكيفيته وشروطه وطريقة التعبير، أما عن تعريف الحملة فكتب: «قمنا نحن مجموعة من الشباب بإطلاق مبادرة سميت (الأسبوع السوري) تهدف لوضع آليات عمل وأفكار منهجية مساندة للحراك اليومي لشارع السوري، حيث يتم طرح تلك الآليات عبر خطة عمل أسبوعية تسمح للشارع السوري بالتحرك والمشاركة بكافة فئاته».
كما كتب منظمو الحملة تعريفا بالمادة 25 من دستور الجمهورية العربية السورية التي تنص الفقرة الأولى منها على أن الحرية حق مقدس وتكفل الدولة للمواطنين حريتهم الشخصية وتحافظ على كرامتهم وأمنهم. ذاكرين أنه «من الحرية أن ترتدي ما شئت وأن تسير كما تريد وفي أي مكان، لذلك ما نقوم به هو حق يكفله الدستور، لذلك يجب البقاء من هذا الحيز وعدم محاولة التجمع حتى لا نتحول لمظاهرة مما يترتب عليها إشكاليات أخرى».
 
مثقفون سوريون يبحثون في الدوحة إصلاح النظام السوري واحتمالات تغييره
معارضون: انتهى وقت الإصلاح فالشعب لا يريد سوى إسقاط الأسد
القاهرة: هيثم التابعي
انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة أمس ندوة علمية تحت عنوان «سوريا بين خيارات ومصالح القوى السياسية والاجتماعية واحتمالات التغيير»، بمشاركة رموز سوريين بارزين ومثقفين على رأسهم الاقتصادي البارز عارف دليلة فضلا عن الدكتور عزمي بشارة، وذلك تحت تنظيم المركز العربي للدراسات وأبحاث السياسات.
تبحث الندوة، التي ستستمر ليومين، التطورات السياسية للاحتجاجات الدائرة في سوريا منذ ما يقرب من خمسة أشهر. من خلال أربعة محاور؛ الأول عن طبيعة القوى الاجتماعية المشاركة في التحرك الشعبي، والثاني عن طبيعة النظام في سوريا وقابليته للإصلاح والتغيير، والثالث عن دور المعارضة السياسية، والرابع عن احتمالات التغيير والقوى الدولية. إلى جانب محاولة تصور السيناريوهات المستقبلية لتطورات الأحداث في سوريا.
تأتي الندوة في الوقت الذي أعلنت فيه اللجنة السياسية لرابطة الثوار السوريين في استغاثة وتحذير، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أنه «لم تعد المؤامرة الدولية ضد الشعب السوري خافية على أحد من السوريين، فالولايات المتحدة الأميركية وتركيا وإسرائيل وإيران جميعهم مصرون على منح فرصة للمجرم بشار الأسد لقتل شعبه عسى أن يخرج من أزمته». وقالت اللجنة في بيانها على خلفية جمعة «صمتكم يقتلنا»: «إن المواقف العربية المخزية والأوروبية الخجولة لا تقدم للشعب السوري سوى شعور بالتواطؤ والاختباء وراء المواقف الروسية والصينية المتفق عليها مسبقا لمنع الإجماع على إدانة هذا المجرم».
واعتبر بيان اللجنة أن «القمع والقتل الذي تمارسه القوى الأمنية السورية يزداد بشكل قاس مع انخفاض النبرة الأميركية في النقد، وهو ما يختلف تماما عندما تصعد الإدارة الأميركية من لهجتها تأتي الأوامر في فروع الأمن لضرورة عدم استخدام العنف. هذا كله إلى جانب السماح لعصابات الأسد في التمادي بانتهاك الشعب السوري واستباحة دمه وعرضه وماله وهذا أخذ يولد رغبة بالانتقام الممزوج بالحقد على الأسد والمجتمع الدولي المتواطئ، مما يعزز ظهور تكتلات مجتمعية خطرة يمكن أن تتوجه للانتقام ليس فقط من بشار وعصاباته، بل ومن سكت عنه، ومن حالفه وتواطأ معه».
من جهتها، أكدت بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية للدفاع عن حرية الرأي والتعبير لـ«الشرق الأوسط»: «مؤتمر أنطاليا أفرز بعض المؤتمرات المعارضة التي التزمت بسقف إسقاط النظام وهو المطلب الذي يصمم عليه جموع السوريين».
وأوضحت مارديني أن التحدث في المؤتمرات عن إصلاح النظام وتغييره بات متأخرا جدا في ظل الدم الذي يراق يوميا في سوريا، وأكدت أنها تخشى أن تقود الندوة العلمية «إلى الحديث عن إصلاح نظام يرفضه الحراك الشعبي الحي بعد 5 شهور من استمرار الثورة»، وأكدت أن «الإصلاح بات لا يرقى إلى المطالب الشعبية»، وشددت على «أن على المعارضة أن تواكب خط الشارع».
ولفتت مارديني إلى أن النظام سيفكك نفسه بنفسه في ظل آراء مختلفة بين قادة النظام حول طبيعة التعامل مع الثورة والثوار بين الانحناء للعاصفة أو اجتثاثها بين الحوار والإصلاح أو الضرب بيد من حديد وإعادة تجربة الثمانينات على كل الأراضي السورية في ظل مواقف دولية غير مؤثرة وفاعلة.
من جانبه اعتبر هيثم بدرخان، رئيس لجنة العلاقات الدولية لفيدرالية المغتربين لعموم روسيا، أن الندوة التي بدأت في الدوحة لن تقدم أي جديد غير التشخيص من قبل المشاركين، وأكد أن على المثقفين الارتقاء بمطالبهم إلى مستوى الشارع، مؤكدا أن الشارع الذي لم ينتظر النظام لن ينتظر معارضته.
من جهة أخرى، قال معاذ السباعي عضو الهيئة التأسيسية لمؤتمر أنطاليا والمنسق العام لملتقى النشطاء السوريين لـ«الشرق الأوسط»: «زخم الثورة سيزداد في رمضان، لذلك من الصعوبة بمكان وسط تفاعل الشعب السوري مع الثورة أن نتحدث عن تغيير في بنية النظام وأن قتل الشعب الأعزل أبعد أي حديث عن إصلاح».
 
النظام السوري ينقلب على علمانيته ويطلق قناة فضائية دينية
ناشطون: النظام يتهمنا بالطائفية بينما تخلى عن علمانيته الكاذبة
دمشق ـ لندن: «الشرق الأوسط»
بكثير من التعجب والاستهجان استقبل الناشطون السوريون نبأ إطلاق السلطات السورية قناة «نور الشام» الفضائية الدينية التي بدأ بثها التجريبي مساء أمس على التردد 10911 على القمر نايل سات و12054 على القمر عربسات. وبحسب وكالة «سانا» ستبث القناة خطب الجمعة والبرامج الدينية المتنوعة وبما يحقق «فهما صحيحا للإسلام والقواعد الشرعية». وقال ناشط على موقع «فيس بوك» إن «النظام السوري الذي يتهم الثوار السوريين بالطائفية، ويعمل ما بوسعه على تخويف طوائف الأقليات السورية من التيارات الدينية، وإثارة النعرات الطائفية، تخلى عن علمانيته الكاذبة وأطلق قناة دينية إسلامية». وكان الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي أول من بشر بإنشاء قناة دينية تبث من دمشق، وذلك بعد لقائه مع الرئيس الأسد في الشهر الأول لانطلاق الاحتجاجات، وحينها توقف المراقبون عند الرسالة التي بعث بها النظام من خلال الشيخ البوطي الذي يتمتع بمكانة دينية وعلمية مرموقة وشعبية واسعة سقطت بعد اختياره الوقوف إلى جانب النظام. إذ قرأ في تلك الرسالة انقلابا على سياسة نظام الرئيس حافظ الأسد الذي منع على مدى 40 عاما من حكمه أي إشارة للدين في وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية العامة، ما عدا مناسبات الأعياد التي كانت أخبارها ترد بتقنين شديد. كما كان يرفض رفضا قاطعا نقل التلفزيون لخطبة يوم الجمعة، خشية أن يطالب أبناء الطوائف والأديان الأخرى بنقل صلواتهم أيضا، وهو ما كان يرى فيه النظام تكريسا للطائفية ودعما للتيارات الدينية التي وقف لها بالمرصاد، في الوقت الذي حاول فيه إرضاء الشارع المتدين بشكل غير مباشر عبر السماح للجميع بممارسة طقوسهم ولكن بعيدا عن الإعلام والثقافة العامة.
 
بثينة شعبان: إننا محل حسد العالم.. سوريا ستعود أقوى والسلبية ممنوعة
مهرجان مؤيد للنظام في حلب يشارك فيه رئيس حزب الكتائب السابق في لبنان وينقل «تحية لبنان الوفاء إلى الرئيس المقاوم»
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
كثف النظام السوري من مهرجاناته السياسية مستعينا برجال الدين الذين باتوا يظهرون بشكل متزايد إلى جانب رموز النظام، يدافعون عنه، وذلك قبيل بدء شهر رمضان، الذي توعد السوريون بأن يخرجوا فيه للتظاهر بشكل يومي. ونظم في مدينة حلب أمس مهرجان شعبي، ألقت فيه المستشارة الرئاسية بثينة شعبان كلمة حضت فيها السوريين على نبذ «السلبية». وشارك إلى جانبها في إلقاء خطابات دفاعا عن نظام الأسد، النائب اللبناني السابق ناصر قنديل ورئيس حزب الكتائب السابق كريم بقرادوني الذي فوض نفسه حمل رسالة من لبنان، ونقل «تحية لبنان الوفاء إلى الرئيس المقاوم»، متهما كل لبناني «يهدد» سوريا بأنه «ليس لبنانيا». كما لفتت مشاركة الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رمى حذاء على الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، والذي تبنى قصة النظام بأن ما يحصل في سوريا هو «مؤامرة خارجية».
وفي رد على من يقول إن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه قبل مارس (آذار)، قالت المستشارة السياسية والإعلامية في القصر الرئاسي بثينة شعبان «إن من يقول إن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه قبل آذار، ويظن في ذلك تهديدا لها، فإن الشعب السوري يقول لهم فعلا إن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه قبل آذار، لأنها ستنطلق بعزيمة أقوى وحصانة أمنع ووحدة وطنية أكبر وأمنع من قبل».
وحددت شعبان في كلمتها التي ألقتها في مهرجان حلب المؤيد للنظام تحت عنوان «تحية من حلب الوفاء لسوريا العطاء»، «المطلوب والممنوع»، وقالت إن «المطلوب من الجميع هو الإيجابية في البناء»، وإن «الممنوع على الجميع السلبية، وتسقط الأخطاء». واستشهدت بما يجري في مصر، وقالت: «ها هو المشير حسين طنطاوي يتهم جهات خارجية بعد أشهر من الثورة المصرية بالنزاعات ومجريات الأمور في بلدان عربية»، وعليه رأت شعبان «إن النزاعات في كل هذه البلدان مرتبطة بهدف واحد، هو إضعاف العرب وإعطاء الهيمنة للكيان الصهيوني وإحكام قبضة الصهاينة على فلسطين والأراضي العربية المحتلة».
وأكدت المستشارة الرئاسية أن «سوريا ستقدم نموذجا ليس لشرق أوسط جديد، ولكن لوطن عربي جديد، ولعالم إسلامي جديد». وقالت إن «مرحلة البناء بدأت»، داعية «كل مواطن للبناء». وأضافت أن «المعارضة الوحيدة التي يجب أن تكون، هي معارضة الخطأ، والموالاة المهمة التي يجب أن تكون هي موالاة الصح والوطن وقائد الوطن». وأشارت شعبان إلى أن «الأزمة كانت بشكل ما مفيدة لبلادنا مع أنها سرقت ربيعنا وصيفنا، ولكنها كشفت بما لم يعد يقبل الشك، أننا جميعا مستهدفون في مدننا وقرانا وفي مدارسنا وقطاراتنا، وأننا جميعا أصحاب لغة الضاد محل حسد العالم ومحل مؤامراته ومناكفاته الدائمة».
بدوره، أكد مفتي الجمهورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون، الذي ألقى كلمة في المهرجان نفسه، «أن الشام هي خيرة أرض الله وإليها يهتدي طيبة خلقه ولا يظهر فيها المنافقون». ودعا حسون جميع أبناء الشعب السوري إلى «الالتقاء في دمشق لا في العواصم الأجنبية، فسوريا أحق بجهود أبنائها، وخاصة لمن يريد العطاء والبناء»، معربا عن أمله أن «تتحول المساجد إلى مشاعل رحمة وخاصة في رمضان». وقال إن «المظاهرات يتم استغلالها لتفجير هذا الوطن وقتل أبنائه».
وبحسب الوكالة السورية للأنباء الرسمية (سانا)، فقد ألقى كريم بقرادوني، رئيس حزب الكتائب السابق، كلمة قال فيها إن «الرسالة التي يحملها من لبنان في هذا اليوم هي أن لبنان يقف إلى جانب سوريا وأن كل من يهددها عبر لبنان ليس لبنانيا». وأضاف بقرادوني أنه «ينقل تحية بيروت المقاومة إلى حلب الصامدة، وتحية لبنان الوفاء إلى الرئيس المقاوم، لأننا لا ننسى ما فعلته سوريا للبنان في محنته، وخاصة عشية عيد الجيشين اللبناني والسوري اللذين يثبتان كل مرة أنهما معا يحميان لبنان وسوريا». وتابع بقرادوني يقول للعالم العربي «إن سوريا هي قلب العروبة النابض، وما يصيبها لا يتوقف عند حدودها، بل يصيب كل الجسم العربي من كل محيطه إلى كل خليجه، وعلى العرب أن يتذكروا أن سوريا هي عصب المقاومة ضد إسرائيل، فإذا ضعف العصب استقوت سلطة الاحتلال، ليس على سوريا فحسب، بل على كل الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية». ودعا بقرادوني الشعب السوري «إلى تذكر التجربة اللبنانية لتحاشي السقوط في مطباتها ومآسيها»، كما دعاهم «إلى الخروج في أسرع وقت من الشارع والجلوس في أقرب وقت إلى طاولة الحوار». وأشار «إلى أن الرئيس الأسد سبق الجميع في التطلع إلى الإصلاح، حيث طرح مشروعا إصلاحيا في خطاب القسم، وحقق الكثير من الإصلاح الاقتصادي، وهو اليوم يطلق عجلة الإصلاح السياسي»، مضيفا أن «قيادة الرئيس الأسد هي القاسم المشترك لاستمرار الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار، والشرط الذي لا بد منه لصناعة الإصلاح».
من جانبه، قال النائب اللبناني السابق ناصر قنديل الذي يعرف بعلاقاته المقربة من نظام الأسد، «إن لبنان لن ينسى لسوريا وشعبها وجيشها وقيادتها وقوفهم معه في وجه العدوان الإسرائيلي، وهو يقول اليوم لسوريا إنه معها وهو واثق بنصرها لأنها أقوى من المحن». وأضاف قنديل «إن الغرب يدرك أن اختيار السوريين هو الإصلاح مع الرئيس الأسد، وأن العد التنازلي للأزمة قد بدأ، وأن عليهم استثمار ما بقي من الوقت الذي قد لا يتعدى الأسابيع، عسى يستطيعون مفاوضة القيادة في سوريا على بعض المكاسب في المنطقة، وهم يحلمون في ذلك كما حلموا دائما». من جهته، قال الصحافي منتظر الزيدي «إن سوريا ستبقى مثلنا الأعلى في القومية والإصرار على وحدة الأمة العربية، وإن الشعب السوري سيبقى متمسكا بخطه الوطني». وأضاف الزيدي «إن الإصلاح لا يبنى على القتل أو التدمير، وإن هذه المؤامرة التي تطال سوريا تستهدف تفكيكها كما فككت المؤامرات المتتالية العراق»، داعيا أبناء الشعب السوري «إلى عدم الاستماع إلى الأصوات الخارجية التي لا تريد الخير لسوريا ولأبنائها».

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,182,309

عدد الزوار: 7,018,406

المتواجدون الآن: 67