نصرالله "يدير المعركة" ويختتم الجمعة "سلسلة إفطارات" دعا فيها لمقاطعة "الإعلام" المناهض

فيما بات مراسل مجلة "TIME" من بيروت، الصحافي نيكولاس بلانفورد، محور استقطاب وجذب إعلامي وسياسي وقضائي بفعل المقابلة-الحدث التي أجرتها المجلة مع أحد عناصر "حزب الله" المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إستمع مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا على مدى ساعة ونصف الساعة إلى إفادة بلانفورد الذي أوضح إثر خروجه من قصر العدل أنه لم يكن المراسل الذي أجرى المقابلة مع المتهم في جريمة اغتيال الحريري إلا أنه جزم في الوقت عينه بأنّ "لهذه المقابلة مصداقية ومجلة "TIME" لا يمكن أن تنشرها إلا إذا كانت متأكدة منها"، مبديًا إستعداده للإدلاء بشهادته في هذا المجال أمام المحكمة الخاصة بلبنان، كذلك الأمر أكد مدير تحرير مجلة "TIME" هوارد شوا ايون لقناة "lbc" أنّ هذه المقابلة "صحيحة والمراسل الذي أجراها يعمل في بيروت"، معربًا ردًا على سؤال عن "تفهم المجلة لقلق حزب الله"، لكنه شدد في مقابل الاتهامات التي وجهها الحزب للمجلة، على أنّ "المقابلة ليست مفبركة".

وفي سياق متصل، أفادت مصادر مقربة من "حزب الله" موقع "NOW Lebanon" أنّ أمين عام الحزب "السيد حسن نصرالله يتولى شخصيًا إدارة المعركة التي يخوضها "حزب الله" بمواجهة الضغوط الدولية التي يتعرض لها الحزب سيما عبر المحكمة الخاصة بلبنان"، موضحةً أنّ "السيد نصرالله يركز في هذا الإطار على التعبئة الداخلية في مواجهة الحملة على "حزب الله" وتداعياتها".

ولفتت المصادر المقربة من "حزب الله" إلى أنّ "مسارعة السيد نصرالله إلى الرد بشكل فوري ولو بصيغة أولية على القرار الاتهامي في اليوم نفسه الذي جرى نشره من قبل المحكمة الدولية، إنما يؤكد تأهب وحرص "حزب الله" على تفنيد أي اتهام يوجه إليه من قبل هذه المحكمة في إطار حملة مضادة شملت تشكيل مجموعات قانونية وبحثية خاصة لدراسة كل التقارير التي ستنشرها المحكمة الدولية وتتضمن اتهامات ضد كوادر في "حزب الله" بهدف الرد عليها وتفنيدها، ولكن من دون أن يعني ذلك الاعتراف بالمحكمة الدولية أو التعامل مباشرة معها"، مشيرةً في هذا السياق إلى المؤتمر الصحافي الذي يعقده رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في مجلس النواب للرد على مضامين القرار الإتهامي الصادر عن المحكمة الخاصة بلبنان.

وإذ يطل السيد نصرالله يوم الجمعة المقبل في الاحتفال المركزي الذي يقيمه "حزب الله" لمناسبة "يوم القدس العالمي"، كشفت المصادر المقربة من الحزب أنّ "المواقف التي أطلقها السيد نصرالله في إفطار "الهيئة النسائية لدعم المقاومة" لم تكن الوحيدة التي يطلقها في شهر رمضان الحالي"، وأوضحت المصادر في هذا المجال أنّ "السيد نصرالله شارك في سلسلة إفطارات أقامتها "مؤسسة الشهيد" ولكنها لم تُنقل على الهواء ولم يتم تعميم مضامين كلماته في هذه الإفطارات على وسائل الإعلام".

وفي حين آثرت المصادر المقربة من "حزب الله" عدم الخوض في ما جاء على لسان أمين عام الحزب خلال إفطارات "مؤسسة الشهيد"، أوضحت مصادر واسعة الإطلاع لـ"NOW Lebanon" أنّ السيد نصرالله ركز خلال هذه الإفطارات "على عدة نقاط أبرز فيها خطورة الحملة الإعلامية التي تُشن ضد "حزب الله" والمقاومة لتشويه صورتها وبث أجواء الخوف والتشكيك في صفوف مؤيديها، داعيًا في المقابل إلى وجوب عدم الالتفات لهذه الحملات الاعلامية وصولاً إلى مطالبته مناصري "حزب الله" بمقاطعة وسائل الإعلام التي تتولى شن هذه الحملات على الحزب، في سبيل قطع الطريق على مآربها وأهدافها في التأثير على جماهير حزب الله".

إلا أنّ المصادر نفسها لفتت إلى أنّ أمين عام "حزب الله" دعا جماهير الحزب "للاطمئنان والثقة بأنه مهما بلغت قوة الحملات الإعلامية والسياسية، سواء المحلية أو الإقليمية والدولية، على حزب الله، فإنها لن تؤثر على معنويات الحزب وموقعه ودوره، مشددًا في هذا المجال على أنّ الحزب سينجح في تجاوز هذه الأزمة كما تجاوز غيرها من المحن، مع إشارة السيد نصرالله إلى أهمية عدم الإنجرار إلى أية سجالات ونقاشات من شأنها أن تزيد حدة التوتر السياسي والإعلامي في البلد، وضرورة تعزيز الحرص على الإبتعاد عن كل ما يؤدي إلى إثارة الفتن المذهبية".