مشايخ علويون يدعون أبناء الطائفة للالتحاق بالثورة لـ«حفظ النفس والعِرض»

دول الخليج تطالب دمشق بالوقف الفوري لآلة القتل وإراقة الدماء

تاريخ الإضافة الثلاثاء 13 أيلول 2011 - 6:07 ص    عدد الزيارات 3341    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

دول الخليج تطالب بـ«الوقف الفوري لآلة القتل» في سوريا
باريس تصف إخفاق مجلس الأمن في إصدار قرار ضد سوريا بـ«الفضيحة» * ناشطون لـ «الشرق الأوسط»: عشرات الآلاف شردوا بسبب القمع * مشايخ علويين يتبرأون من نظام الأسد * المحتجون يشنون حملة على الجامعة العربية ويتهمونها بالتواطؤ مع النظام
جدة - دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
وجهت دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، رسالة شديدة اللهجة تجاه النظام السوري، بمطالبته بالوقف الفوري لـ«آلة القتل»، وإزالة أي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء، وأعرب المجلس عن أسفه لـ«استمرار الأحداث التي تمر بها سوريا والتي نتج عنها سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين».
ويأتي هذا التطور في الموقف الخليجي، في الوقت الذي فرضت فيه القوات السورية حصارا خانقا على ثلاثة أحياء حيوية وسط مدينة حمص أمس.
وفي غضون ذلك تبرأ ثلاثة من كبار مشايخ الطائفة العلوية في مدينة حمص من «الممارسات الوحشية التي يقوم بها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي احتفل أمس بيوم ميلاده السادس والأربعين، بحق المتظاهرين العزل، (المطالبين بحقوقهم وحريتهم)». وقال المشايخ العلويون: «نعلن براءتنا من هذه الأعمال الوحشية التي يقوم بها بشار الأسد وأعوانه ونتحمل مسؤولية ما نقوله».
وفي سياق ردود الأفعال الدولية، وصفت فرنسا إخفاق الأمم المتحدة حتى الآن في الاتفاق على قرار ضد الحملات العنيفة بحق المعارضين في سوريا بأنه «فضيحة».
من جهة أخرى، رفض الناشطون السوريون مبادرة جامعة الدول العربية باتجاه سوريا رفضا قاطعا لاعتبارهم أنّها تعطي المزيد من الوقت للرئيس السوري بشار الأسد وتتمسك بوعود أطلقها النظام لم ولن ينفذها. وقدر ناشطون أن عدد الجرحى منذ اندلاع الاحتجاجات بما يقارب ثلاثين ألف مصاب وكذا خمسة عشر ألف معتقل، وعدد المشردين بعشرات الآلاف. وقال ثائر الناشف، المنسق العام للقوى الوطنية السورية، لـ«الشرق الأوسط»، إن عشرات المدن السورية شهدت تهجيرا كاملا قبيل تعرضها لحملات الجيش السوري.
 
دول الخليج تطالب دمشق بالوقف الفوري لآلة القتل وإراقة الدماء
الإعلان عن برنامج اقتصادي لدعم الأردن والمغرب تمهيدا لإنضمامهما للمنظومة الخليجية
جدة:محمد القشيري
كشف عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، لـ«الشرق الأوسط»، عن اتفاق خليجي حول بنود المبادرة العربية الموجهة إلى النظام السوري، والتي سيتم طرحها في القمة العربية في الأيام القادمة، في إشارة إلى عدم إمكانية طرح مبادرة خليجية بديلة في الوقت الحالي، مؤكدا في نفس الوقت أن الوضع السوري شغل حيزا كبيرا من فعاليات المؤتمر، جاء ذلك خلال اجتماع وزراء الخارجية في مجلس التعاون الذي عقد أمس في مدينة جدة بحضور وزيري خارجية دولتي الأردن والمغرب.
كما أعلن الزياني عن برنامج اقتصادي تنموي مدته 5 سنوات لدعم الأردن والمغرب، في وقت تم التحفظ عن قيمة الدعم وموعد الانضمام الرسمي، وذلك لارتباطه بانتهاء عمل لجنة شكلت من قبل مسؤولين وخبراء من دول مجلس التعاون ومن دولتي المغرب والأردن لتحديد أشكال التعاون الاقتصادي في ما بينها.
وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما يتردد من إمكانية طرح مبادرة خليجية لإنهاء نزيف الدم في سوريا، قال الزياني: «إن الوضع السوري يشغل اهتمام القادة في الخليج، ونوقشت حلول ومبادرات ستعلن وفق مبادرة عربية في القمة العربية».
وعما إذا كان هناك تواصل بين قادة مجلس التعاون والنظام السوري أو يمكن وصف العلاقات بالمقطوعة، وخصوصا بعد سحب 3 دول خليجية تمثليها الدبلوماسي في دمشق، اعتبر الأمين العام في جوابه لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك يرجع إلى القادة الخليجيين في التواصل والقطيعة.
وكان المجلس الوزاري قد طالب في بيان وزع على وسائل الإعلام عقب الانتهاء من الاجتماع عن أسفه لاستمرار الأحداث التي تمر بها جمهورية سوريا، والتي نتج عنها سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين، وطالب المجلس بالوقف الفوري لآلة القتل، ولإزالة أي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء.
كما تناول الاجتماع مناقشة انضمام الأردن والمغرب تنفيذا لقرار المجلس الأعلى الذي عقد في مدينة الرياض في مايو (أيار) الماضي، وتم الاتفاق على تشكيل مجموعتي عمل من الأمانة العامة للمجلس وكل من الجانبين الأردني والمغربي، تتفرع عنهما لجان متخصصة لدراسة مجالات التعاون والشراكة تمهيدا لرفعها إلى المجلس الأعلى للموافقة عليها من قبل القادة الخليجيين، بحسب تأكيدات الأمين العام في المؤتمر الصحافي، وقد تضمن البيان إقرار برنامج تنمية اقتصادية لمدة خمس سنوات تستفيد منه كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمغرب.
وأصدر الوزراء في ختام اجتماعهم بيانا مشتركا قرروا خلاله الاتفاق على تشكيل مجموعتي عمل من الأمانة العامة للمجلس وكل من الجانبين الأردني والمغربي، تتفرع عنهما لجان متخصصة لدراسة مجالات التعاون والشراكة تمهيدا لرفعها إلى المجلس الأعلى. وتضمن البيان رفع توصية لقادة دول المجلس في قمتهم القادمة لإقرار برنامج تنمية اقتصادية لمدة خمس سنوات تستفيد منه كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمغرب. وتركز الاجتماع على مناقشة سبل تعزيز علاقات التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والأردن، تنفيذا لقرار قادة دول المجلس في قمتهم التشاورية التي عقدت في الرياض في مايو الماضي وصولا إلى انضمام الأردن إلى المجلس.
وألقى ناصر جودة وزير الخارجية في بداية الاجتماع كلمة أكد خلالها أن «انضمام الأردن إلى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي هو موضوع قديم جديد بسبب التحديات والقواسم المشتركة والتلاصق الجغرافي، علاوة على أن علاقات جلالة الملك الوثيقة والمتينة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبهم كان من الطبيعي والمنطقي جدا أن نطور هذه العلاقة ونطورها بشكل جديد يعكس هذا الواقع وهذه التحديات المشتركة، وهذا الانسجام السياسي والاقتصادي والاجتماعي».
وقال جودة إنه يتطلع للعمل المكثف والمنتظم مع نظرائه وزراء خارجية دول الخليج «للخروج بخطة عمل مشتركة تمكننا من المضي قدما باتخاذ إجراءات المواءمة الإدارية والتشريعية اللازمة، تحقيقا لهذه الغاية في أقرب الآجال، وبحيث نستطيع وضع كل وجه من أوجه التعاون والاندماج موضع التنفيذ حالما ننجز إجراءات المواءمة الضرورية لإنفاذه».
وفي نهاية الجلسات أدلى الوزير جودة بتصريحات صحافية، تحدث فيها عن خطة التنمية الاقتصادية التي ستشمل المغرب، وسنقوم بتشكيل فريق عمل لبحث الخطوات الإجرائية لانضمام الأردن إلى مجلس التعاون.
وحول ما إذا حدد جدول زمني للانضمام قال جودة: «أعتقد أن ما اتفقنا عليه اليوم منطقي جدا، وبرنامج التنمية الاقتصادي الذي سيطبق للبلدين، وكذلك العمل المطلوب، يحث على التطور والسرعة في ذلك».
من جهته قال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الذي شارك في الاجتماع أيضا إن بلاده «حريصة على علاقة طيبة وتعاون قوي مع دول الخليج»، وأضاف للصحافيين أن «بُعد المسافة الجغرافية بين المغرب والخليج لا يشكل مانعا بوجه إقامة علاقات قوية».
واعتبر الطيب المبادرة الخليجية لدعوة المغرب لها بالدلالات تاريخية وجيوسياسية واستراتيجية، «ولنا هدف مشترك هو أنه في المراحل المقبلة سنبني هذه الشراكة خدمة لمصالح شعوبنا، ونبين لهم على جدية العمل، ولسنا هنا لنقدم بعض الشعارات، وإنما نعطي دفعة قوية لهذه العلاقات، وكذلك مضمون ملموس يمس جميع القطاعات بما فيها تبادل البضائع، تسهيلات تنقل الأشخاص، الحوار مستمر بالنسبة لكل المخاطر التي حولنا، وتسجيل رؤية واحدة بين المجلس والمغرب بالنسبة لهذه التحديات وضرورة العمل المشترك».
وأضاف: «نحن هنا لنعرف إلى أين وصل مجلس التعاون، وأن نعطي الدعوة الكريمة التي لها دلالات وأهمية لشعوب المنطقة، المهم هو الكيفية للتوصل إلى الطريقة لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا الانضمام».
ولوحظ أن الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي رئيس الجلسة لم يدلِ بتصريحات مباشرة للصحافيين كما جرت العادة في الاجتماعات الخليجية السابقة، بينما قام أمين مجلس التعاون بالإجابة عن أسئلة الإعلاميين، ونفى عبد اللطيف الزياني أن تكون «خطة التنمية الاقتصادية لا تشمل المغرب، وجميعهم سيشكل لجانا من فرعين لكل دولة، لتحديد أوجه التعاون بين البلدين وبقية دول المجلس».
وأشار الزياني في المؤتمر الصحافي إلى أن المبادرة الخليجية الخاصة باليمن «لا تزال قائمة، ونأمل من جميع الأطراف التوصل إلى اتفاق يحفظ وحدة واستقرار وسلامة واليمن»، والحد من إمكانية حدوث حرب أهلية.
وبالنسبة لليبيا، قال الزياني: «رحبنا بالسيطرة على كل الأراضي، وندعو إلى استتباب الأمن والاستقرار والتسامح وفتح صفحة جديدة. نأمل أن تأخذ ليبيا دورها الطبيعي في المنطقة».
وحول ما يجري في سوريا جدد الأمين العام للمجلس المواقف السابقة المعلنة في هذا الصدد، بينما أكد البيان الوزاري الخليجي على حرص دول المجلس «على أمن واستقرار ووحدة سوريا، وفي الوقت ذاته تعرب عن قلقها العميق من استمرار نزيف الدم وتزايد أعمال العنف واستخدام الآلة العسكرية وتطالب بالوقف الفوري لآلة القتل». وطالبت بوضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة والعمل على تفعيل إصلاحات جادة وفورية تلبي تطلعات الشعب والعمل على تطبيق كل بنود المبادرة العربية التي اعتمدها مجلس الجامعة العربية.
وحول التهجم على السفارة السعودية في مصر قال الزياني: «يؤلمنا ما شاهدناه في مصر، وبالطبع نرفض التدخلات الخارجية في الدول العربية لإثارة الفتن»، في إشارة إلى اتهامه بالتدخل الخارجي في عمليات التخريب.
 
مشايخ علويون يدعون أبناء الطائفة للالتحاق بالثورة لـ«حفظ النفس والعِرض»
تبرأوا من ممارسات النظام الوحشية بحق المتظاهرين العزل
بيروت: «الشرق الأوسط»
أصدر ثلاثة من كبار مشايخ الطائفة العلوية في مدينة حمص بيانا أكدوا فيه البراءة من «الممارسات الوحشية التي يقوم بها النظام السوري بحق المتظاهرين العزل، المطالبين بحقوقهم وحريتهم». فقد نشر بيان على معظم صفحات المعارضة السورية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، موقعا بأسماء المشايخ: مهيب نيصافي، ياسين حسين، موسى منصور، قالوا فيه: «نعلن براءتنا من هذه الأعمال الوحشية التي يقوم بها بشار الأسد وأعوانه من الذين ينتمون إلى كل الطوائف – ونتحمل مسؤولية ما نقوله، والعلم للجميع بأن هذا النظام لم ولن يمثل هذه الطائفة الشريفة في أي حال من الأحوال».
وأضاف البيان: «إن بعضا من أبنائنا وشبابنا الذين عمل البعض على انتزاع عقولهم، وزرع الشك والريبة لديهم من مستقبل يجهلونه - هو مستقبل الحرية التي يخافها المستبد - هم جماعة غُرر بها بكمية من المال السلاح, وإننا لندعوهم للتخلي عن القيام بأي عمل مسلح ضد أبناء هذا الوطن الجميل، الذي لم يعرف الطائفية إلا على يد قلة من الأنذال والذين ذهبوا ذهب ذكرهم إلى غير رجعة بإذن الله».
ونفى المشايخ وجود عمليات خطف وقتل بحق أبناء الطائفة العلوية في حمص، مشيرين في هذا السياق إلى أن «الأخبار التي تذاع يوميا عن عمليات خطف وقتل وتنكيل بأبناء الطائفة العلوية جميعها عار عن الصحة، كالأصوات المنكرة التي لا هم لها إلا التفرقة, فأي إنسان يستطيع قتل أخيه بدم بارد؟ ونطمئن أهلنا بأننا أخذنا التطمينات من إخوة لنا من الطائفة السنيّة الكريمة، بأنهم يشجبون مثل هذه الأعمال؛ وأجابونا لو أننا القاتلون أنترك الجثث في أحيائنا تدل علينا، وأكدوا لنا بأنهم يعتزون بنا كإخوة لهم في الإسلام والوطن، وتفهمّنا معا أن هذه الأعمال تخدم النظام وحده دون الشعب».
كما لفت المشايخ في بيانهم الذي تم تداوله بكثافة، مساء أمس، «أن النظام يريد التفرقة بين الشعب السوري، وخاصة بين هاتين الطائفتين الكريمتين، وكان حديثنا أخويا لم يعرف حدودا سوى الأخلاق والوئام، وبعدها رددنا بنفس التحية أو حتى أجمل منها، والله على ما نقول شهيد. فأبناء حمص عاشوا وسيعيشون سنّة وعلويين ومسيحيين مع بعضهم متحابين متآلفين».
وشكك المشايخ بـ«الفكرة المسبقة التي يحاول النظام تسويقها بأن نسبة 84 في المائة من الطائفة العلوية تؤيده وستدافع عنه». مشيرين إلى أن «النسبة الحقيقية هي أقل من ذلك بكثير، فأغلبية العلويين لا يظهرون انزعاجهم من النظام وإيمانهم بمبادئ الحرية التي أعلنتها الثورة إلا عندما يتحدثون لأشخاص يثقون بهم غاية الثقة؛ لأن السمة الغالبة اليوم هي الغيبة والنميمة بين الإخوة، وهو ما يؤجج الأزمة أكثر، فالجميع أدرك الورقة الأخيرة التي يستخدمها البعض من المتشددين في كل الطوائف، بما فيها الطائفة العلوية والطائفة السنية، علما بأنه لا يوجد تعميم في هذا الحديث، ونستنكر كل الأعمال الإجرامية التي تصب في خندق الظلام والفاسقين».
وختم المشايخ بيانهم بتوجيه نداء إلى أبناء الشعب السوري للانخراط في المظاهرات السلمية. معتبرين أنه «قد مر على هذه الثورة ما يقارب ستة أشهر، قتل فيها من قتل، وجرح فيها من جرح، وتبدو الأجواء مهيأة لانتصارها، فلم يبق طريق لحفظ النفس والعِرض سوى الالتحاق بالمظاهرات السلمية، التي ستشكل ضربة قاصمة لظهر النظام، فهذا النظام ورئيسه لن يبقيا لكم للأبد، كما يقول بعضكم، وللأسف الرشيدون منكم، فأنتم عُرِفتم بعبادة الله الواحد الأحد، فكيف تسمحون لأبنائكم بعبادة شخص (والعياذ بالله)، وقد تبينا حقيقته بعدم الرغبة بالإصلاح، بل بالإجرام والقتل».
 
الأسد يطفئ شمعته السادسة والأربعين وسط جثث السوريين
مواطن سوري: هديتي لبشار فستان ابنتي القتيلة
القاهرة: هيثم التابعي
احتفل الرئيس السوري بشار الأسد أمس بعيد ميلاده السادس والأربعين وسط دعوات من أنصاره للاحتفاء بالمناسبة في الشوارع، في الوقت الذي تقضي فيه آلاف الأسر السورية أياما صعبة على خلفية الدمار الكبير الذي تخلفه العمليات العسكرية للجيش السوري والقوى الأمنية في مختلف المدن السورية منذ ستة أشهر، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى ومعتقلين يقدرون بالآلاف وفقا لمنظمات حقوق الإنسان.
وتوعدت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك» الأسد بالاحتفال بعيد ميلاده على طريقتها الخاصة في جميع المدن السورية خاصة تلك التي تعرضت للتنكيل من قبل الجيش السوري، وقام الكثير من النشطاء السوريين بوضع صورة عملاقة على حساباتهم الشخصية تقول «ميلاد السفاح..11 أيلول سنحتفل بميلاد الشبيح الأول على طريقتنا» وهو ما شجع الكثير من السوريين والعرب من مناصري الثورة لفعل الشيء ذاته.
ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس، شغل عيد ميلاد بشار كافة المنتديات السورية، ووجه النشطاء السوريون سؤالا مثيرا لمتابعي صفحاتهم كان أهم هذه الأسئلة: «ماذا تقول لبشار في عيد ميلاده؟» وهو ما شهد عددا كبيرا للغاية من الإجابات التي أتت غالبيتها الساحقة في غير صالح الرئيس الطبيب، لكن السؤال الذي أثار جدلا سياسيا مطولا بين محبي ومعارضي الرئيس كان عن اعتقادهم فيما إذا كان هذا آخر عيد ميلاد يشهده الأسد رئيسا، وهو ما شهد تطاولا كبيرا بين الطرفين حيث أثار غضب أنصار الأسد الملقبين بـ«المنحبكجية».
وفي مواكبة للدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا في مسار الثورة، قدمت منتديات أخرى هدية إلكترونية لبشار الأسد تمثلت في نغمة مميزة مخصصة للهواتف الجوالة تهنئ الأسد بعيد ميلاده بطريقة ساخرة وتكيل له الشتائم وتتمنى موته، وهو ما جاء في مقطع فيديو تم تصويره في باريس لكعكة عيد ميلاده زينت بالعلم السوري. وانتشر هذا الفيديو بين السوريين بشكل كبير.
ورغم كمية الدماء المراقة منذ بداية الاضطرابات، قام أنصار الأسد في المقابل بإنشاء صفحات مضادة تدعو للتجمع للاحتفال بميلاده في منطقة المزة في دمشق وقام العشرات من مؤيدي بشار برفع صور ولافتات تعبر عن حبهم لرئيسهم الأسد في الوقت الذي تختلط فيه دموع الكثير من أمهات دمشق بدماء أبنائهن الذين قضوا خلال مظاهرات الجمعة الماضي.
ولم يفت النظام السوري مناسبة عيد ميلاد قائده الأعلى، الذي ولد في عام 1965، دون مواصلة عملياته العسكرية الموسعة، حيث أوضح النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الطيران الحربي حلق على مستوى منخفض لترهيب الأهالي في منطقة الحولة بمحافظة حمص كما رصدوا انتشارا مكثفا لدبابات الجيش. وأرسل النظام رسالة شديدة اللهجة للنشطاء حين أُعلن أمس عن مقتل الناشط غياث المطر، وهو من أصحاب مبادرة تقديم الورود والماء للجيش والأمن، وقد قتل غياث بطريقة بشعة جراء التعذيب بعد اعتقاله لثلاثة أيام من قبل المخابرات الجوية، كما استأصلت حنجرته بالطريقة التي ذكرت السوريين بشاعر الثورة إبراهيم قاشوش.
وحتى اللحظة، لا يعرف كيف سيحتفل الأسد، الأب لثلاثة أبناء، بعيد ميلاده لهذا العام، ولا ما الهدايا التي سيتلقاها من زوجته السيدة أسماء الأخرس، لكن مواطنا سوريا تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من مدينة عربية حيث هرب قائلا: «هديتي لبشار الأسد، الفستان الأزرق الملطخ بالدماء لابنتي الوحيدة نور والتي قتلت دون الثامنة في درعا منذ 5 أشهر» وأضاف المواطن السوري: «عيد ميلادها يوافق اليوم، يوم عيد ميلاد قاتلها» ثم انفجر باكيا.
 
مظاهرات في دمشق أثناء تشييع قتلى قضوا على أيدي الأمن
حملة اعتقالات وملاحقات للشباب المشارك في الجنازات
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
خرجت مظاهرتان ظهر أمس في دمشق في حي ركن الدين أثناء تشييع الشهيدة سهام محمد التي «فارقت الحياة أول من أمس إثر نوبة قلبية بعد مداهمة قوات الأمن لمنزلها»، وانفضّت المظاهرة بعد ساعة؛ نتيجة الوجود الأمني الكثيف في المنطقة، وشن حملة اعتقالات وملاحقات للشباب المشاركين في التشييع.
كما شيع في حي ركن الدين عصر أمس أيضا الشهيد الشاب أحمد البغدادي (19 عاما) الذي قضى عند أحد الحواجز الأمنية في منطقة دمر، يوم الجمعة الساعة الثانية ليلا، وقد أصيب برصاصتين، واحدة في بطنه وأخرى في ظهره. وقال أحد الشباب الناشطين من الذين شاركوا في التشييع: «فوجئنا بقوات الأمن وهي تحيط بذوي الشهيد، وقالوا إنه سيتم الدفن دون تشييع، إلا أن مظاهرة انطلقت من جامع صلاح الدين وسارت إلى الشارع الرئيسي من ثم إلى حي أسد الدين، وتوقفت المظاهرة لمدة نصف ساعة، وكانت هناك مشاركة نسائية، بعدها جاءت قوات الأمن بالسيارات وبدأت الاعتقالات». وقالت ناشطة إن الأمن اعتقلوا ثلاثة شباب عند جسر النحاس في ركن الدين أثناء هروبهم بعد تفرق المظاهرة.
كما شيع أمس في دمشق شارع الدحاديل الشاب الشهيد أحمد سليمان عيروط (17 عاما)، الذي قتل أثناء تشييع الناشط الشهيد غياث مطر أول من أمس في درايا، وقال ناشطون إن غياث مطر قتل تحت التعذيب في المعتقل، وقام الأمن الذي سلم جثمان غياث إلى أهله بمنع التجمع والتشييع كي لا تتحول الجنازة إلى مظاهرة، حيث أثار مقتل غياث استنكار وغضب الناشطين السوريين لما يمتلكه من مزايا وصفات، فعدا كونه عضوا في تنسيقية داريا، كان يعدّ من ألمع الشباب في مجال النشاط الاجتماعي والوطني، ويتمتع بحيوية فائقة، وكان لخبر قتله وتسليم جثمانه وقد تعرض لعمل جراحي غريب، إذ تم شق بطنه من النحر إلى أسفل البطن وخيط بطريقة بدائية، وسمح لذويه بوداعه لمدة ربع ساعة فقط. وكان الناشط غياث مطر اعتقل في السادس من سبتمبر (أيلول) مع يحيى شربتجي، بحسب ناشطين. وأول من أمس وقبل التشييع قطعت الاتصالات والإنترنت عن منطقة داريا، وقال أحد أصدقائه إن الأمن منع الناس من التجمع، وجرى إطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع، كما تعرض بعض المشاركين للضرب، وأسفر عن سقوط شهيد وعدد من الجرحى.
 
ندوة سورية بالقاهرة تؤكد رفض الطائفية ومحاولات تقسيم الشعب السوري
وقفة احتجاجية سورية أمام الجامعة العربية غدا تزامنا مع اجتماع وزراء الخارجية العرب
القاهرة: صلاح جمعة
يدخل «أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري» في القاهرة يومه السادس؛ حيث أجرى وفد المعارضة السورية الموجود بالقاهرة عدة ندوات سياسية، كذا التقى 7 أحزاب مصرية لعرض آخر تطورات الثورة السورية على الرأي العام المصري.
وأكد المشاركون في ندوة سورية، عُقدت أمس بالقاهرة تحت عنوان «لا للطائفية»، رفضهم التام للطائفية ومحاولات التقسيم والتفرقة بين أبناء الشعب السوري على أساس الدين أو العرق. وشددت الندوة، التي نظمها مثقفون وشخصيات سياسية وفكرية سورية مقيمة في القاهرة، بمشاركة رموز من الطوائف العلوية والسنية والمسيحية من داخل وخارج سوريا، على ضرورة ترسيخ مبدأ المواطنة والسعي إلى جعل سوريا وطنا للجميع لا تمييز فيه بين طائفة وأخرى أو عرق وآخر. من جهته، صرح حبيب عيسى، أحد رموز الطائفة العلوية بالداخل السوري، بأن هذه الندوة تأتي لقطع الطريق على كل من يحاول النيل من نسيج الوطن السوري والتفرقة بين أبنائه بهدف إشاعة الفرقة لإضعاف الثورة المستمرة منذ 6 أشهر. وقال عيسى: إن أجواء الندوة التي يشارك فيها ممثلون لجميع الطوائف إيجابية للغاية، وتسودها روح الود والوئام. وأشار إلى أن آفة الاستبداد التي عاشتها وعانتها الشعوب العربية كافة وليس سوريا فقط أدت إلى شروخ بين المواطنين داخل عدد من الدول العربية، وأن مثل هذه الندوات مهمتها الأساسية هي علاج هذه الجروح واحتواؤها.
من جانبه، قال محمد مأمون الحمصي، النائب البرلماني السابق والمعارض السوري: إن المشاركين في الندوة سيعقدون في وقت لاحق، اليوم الاثنين، اجتماعا لبلورة ميثاق عمل مشترك يتضمن الأطر المستقبلية للعلاقات بين مختلف الطوائف، التي سترتكز بالأساس على مبدأ المواطنة والعدالة تحت سقف القانون. وبالنسبة لنشاط الجالية السورية في القاهرة، قال الحمصي: إن هناك اتجاها لتنظيم مظاهرة مليونية مصرية سورية لنصرة ودعم الشعب السوري، وإن اتصالات تجري حاليا بين رموز الجالية ومختلف الأحزاب والقوى السياسية في مصر لتنظيم هذه المظاهرة قريبا.
في الشأن نفسه، ينظم أبناء الجالية السورية بالقاهرة، غدا، وقفة احتجاجية أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تزامنا مع عقد اجتماعات الدورة السادسة والثلاثين بعد المائة لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية. وصرح مصدر بالجالية السورية بالقاهرة بأنه سيتم خلال هذه الوقفة رفع اللافتات والشعارات التي تطالب وزراء الخارجية العرب بتحمل مسؤولياتهم لوقف عمليات القتل والتعذيب والاعتقال التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه الأعزل الذي يتطلع إلى التغيير والإصلاح بصورة سلمية. وأشار إلى أنه سيتم، خلال الوقفة، رفع صور للأطفال والنساء والشيوخ الذين سقطوا شهداء برصاص الأمن السوري خلال مشاركتهم في المظاهرات المطالبة بالتغيير في عدد من المدن السورية. وقال المصدر: إن أبناء الجالية السورية يعولون كثيرا على اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري لاتخاذ إجراءات عقابية ضد النظام السوري لحمله على وقف القتل وحقن الدماء.
 
سفراء أوروبا وأميركا واليابان وتركيا يزورون الفنان علي فرزات
السفير التركي حضه على تقديم شكوى للتحقيق بالحادث.. والفنان السوري يرد: ضد من أرفع الشكوى؟
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
زار عدد من سفراء أهم الدول المعتمدين في دمشق الفنان علي فرزات للاطمئنان على صحته والتعبير عن التضامن معه، وقالت مصادر مقربة من عائلة الفنان فرزات لـ«الشرق الأوسط» إن أول السفراء الذين زاروه كان وفدا تشكل من سفير دول الاتحاد الأوروبي فرانك هيسكه ممثلا عن دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، والسفير السويسري والسفير النرويجي والسفير التركي.
وقالت المصادر إن سفير الاتحاد الأوروبي نقل لفرزات رسالة «دعم وتعاطف وتمنيات بالشفاء العاجل»، واطلع السفراء من علي فرزات على تفاصيل حادثة الاعتداء الذي تعرض له في فجر يوم 27 أغسطس (آب) الماضي، ولفتت المصادر إلى أن السفير التركي حض الفنان فرزات على تقديم شكوى للتحقيق بالحادث، وأنه يجب أن «يسود القانون ومعاقبة الجناة»، معتبرا أن الحادث «غير مقبول»، إلا أن فرزات قال له: «ضد من أرفع الشكوى؟ إذا كانت وزارة الداخلية السورية أعلنت أنها فتحت تحقيقا في الحادثة التي وقعت في الساحة الأولى في دمشق أمنيا»، وعبر عن «استغرابه من أن حادثة اعتراض سيارته وضربه واختطافه استغرقت نحو ربع ساعة وسط الساحة دون أن يحضر أي شرطي أو رجل أمن ليرى ما يجري».
وفي سياق زيارات السفراء لعلي فرزات، قالت المصادر إن السفير البريطاني والسفير الألماني أيضا قاما بزيارته كل على حدة، واستغرقت زياراتهما قرابة الساعة، ومن ثم زاره معا السفير الياباني والسفير الأميركي، واستغرقت زيارتهما قرابة الساعة ونصف الساعة.
ويشار إلى أن فرزات نال الكثير من أهم الجوائز العربية والعالمية آخرها جائزة الأمير كلاوس من هولندا عام 2002، وكان في عام 1994 اختير بين أهم خمس فنانين في العالم وتم تكريمه في مهرجان مورج في سويسرا، ونال لعامين متتالين 1990 و1991 الميدالية الذهبية لأفضل رسام كاريكاتير عربي من مؤسسة الشرق الأوسط للطباعة. وفي تقديمها للجائزة وصفت لجنة جائزة الأمير كلاوس رسوم فرزات بأنها «تتناول قضايا محلية في مجملها، فإن مفرداتها البصرية ترتفع بها إلى مستوى العالمية معنى وقبولا».
وتعليقا على تلك الزيارات، قال الفنان علي فرزات لـ«الشرق الأوسط» إنها «تعني له اهتماما إنسانيا به بصفته فنانا سبق ونال جوائز من معظم تلك الدول، ومنها من كرمته وأخرى تعاون معها في برامج ثقافية ذات طابع إنساني». وأكد فرزات أن زيارات السفراء جاءت «للاطمئنان على صحته» كفنان يهتمون به.
وعما إذا كان زارته شخصيات ثقافية رسمية سورية، قال فرزات «لم أر أحدا منهم فقط 3 صحافيين من المكتب التنفيذي في اتحاد الصحافيين». وقال «بابي مفتوح للجميع»، لافتا إلى أن «المحبة والرعاية التي غمره بها الشباب السوري وأصدقاؤه كانت كبيرة جدا»، ففضلا عن الأصدقاء والمحبين الذين يتصلون من الخارج كل يوم هناك العشرات يتوافدون للاطمئنان على صحته، وقال «محبتهم الكبيرة ساعدتني على تجاوز الألم بسرعة»، متوقفا عند أشخاص عاديين بعدما سمعوا الخبر في التلفزيونات جاءوا للاطمئنان عليه وإعلان التضامن معه. وقال: «فاجأني الجيل السوري الشاب بمحبته وثقافته وشجاعته»، وما رأيته منهم نسف كل أفكارنا المسبقة عن هذا الجيل الرائع.
ومنذ تعرض الفنان السوري علي فرزات لحادث الاعتداء عليه بالضرب المبرح وسط دمشق في 27 أغسطس الماضي، لم تتوقف وفود الزائرين لبيته، وفي أول يوم تجمهر عدد من الشباب من أصدقاء صفحة علي فرزات على موقع «فيس بوك» عند منزله وأوقدوا له الشموع لعدة ساعات. وما زالوا يأتون لزيارته من مختلف أنحاء البلاد.
 
معارض كردي لـ«الشرق الأوسط»: الأكراد يشاركون في الثورة كونهم مواطنين سوريين
قال: البعض لا يزال يرفض احترام تعددية المجتمع السوري
القاهرة: هيثم التابعي
أعرب المعارض الكردي صلاح بدر الدين، رئيس جمعية «كاوا» للثقافة الكردية، عن سعادته بالتجاوب المصري لأسبوع دعم ونصرة الشعب السوري في القاهرة المستمر منذ ستة أيام. وفيما يرى بدر الدين أن الداخل السوري تجاوز معضلة الطائفية، يعتقد أن المعارضين السوريين في الخارج لا يزالون يتعاملون مع الأكراد بنفس الطريقة التي تحمل الكثير من الإقصاء والتهميش.
وقال بدر الدين لـ«الشرق الأوسط» أثناء زيارته للقاهرة: «حتى الآن التقينا سبعة أحزاب مصرية وأقمنا ندوة وسنشارك في مظاهرة أمام مبنى الجامعة العربية في القاهرة يوم 13 من الشهر الجاري، وهناك حماس كبير من الأحزاب المصرية حول سوريا والجميع يبدون استعدادهم لمساعدة الشعب السوري بجميع الأشكال، وأجرينا مؤتمرات صحافية لتعريف الرأي العام المصري بأبعاد الثورة في سوريا».
وحول تعدد مؤتمرات وملتقيات المعارضة السورية، يعتقد بدر الدين أن حراك ونشاط المعارضة إيجابي ولكنه استدرك قائلا: «هناك نوع من الفوضى والاستعجال في تحركات المعارضة، وهذا بطبيعة الحال يضر بحراكها».
ويرى بدر الدين أن المعارضة السورية تفتقر إلى برنامج عمل وأبدى استغرابه من تشتت المعارضة في الخارج رغم أنها تعيش في دول ديمقراطية وكان أحرى بها أن تتعلم من البيئة الديمقراطية المحيطة بها وتتجاوز الفردية و«الأنا» التي تسيطر على أفعالها، على حد قوله.
وفي ما يتعلق بالشأن الكردي، أكد بدر الدين أن الأكراد في الداخل يشاركون بطريقة متساوية مع بقية الطوائف السورية في الثورة السورية من خلال التضحيات الكبيرة التي قدمتها، وأضاف «ليس في مناطقنا الكردية فقط، فحتى الأكراد في حلب انتفضوا، والشباب الأكراد في جامعة دمشق يقومون بواجبهم دون تفرقة بينهم وبين بقية الطوائف». وأوضح بدر الدين أن التنسيقيات تجاوزت الطائفية إلى حد كبير، فـ«المساواة والتقدير والاحترام المتبادل يسود العلاقة بين الجميع». وهو ما لا يراه بدر الدين سائدا بين المعارضين في الخارج، حيث أعرب عن سخطه من سيادة نفس الأفكار التقليدية القديمة التي تهمش دور الأكراد وتنظر إليهم على أنهم لا وجود لهم أو ضيوف شرف في الحياة السياسية في سوريا.
وقال بدر الدين «نحن نشارك في جميع النشاطات المؤيدة للثورة من واقع كوننا سوريين، وهو ما نفتخر به، لكن هناك تمييز، وهذا التعامل مؤلم وغير حضاري، فهناك من لا يريدون أن يستمعوا إلى صوت الأكراد».
ولفت بدر الدين إلى أن هناك اختلافا بين ما يقدمه الأكراد على الأرض والطريقة التي يعاملون بها في الخارج، هناك تعامل مخالف للواقع مع الأكراد في الخارج ونحن لا نقبله ونحن سوريون ولا يستطيع أحد إزاحتنا من خارطة الحياة السياسية، ونريد حل مشاكل سوريا مع شركاء الوطن.
وتساءل بدر الدين بأسى بالغ «لماذا يرفض البعض الصوت الكردي والآشوري والتركماني؟! كلنا سوريون وهناك تعددية يجب قبولها والاعتراف بها والتعايش معها في سلام ووئام».
وكشف بدر الدين عن مداولات في الحركة الكردية لعقد اجتماع موسع لبحث هذا الموضوع مع التيارات العلمانية والديمقراطية، كما سيتم اللجوء إلى التنسيقيات للتحاور بشكل جدي، لكنه استدرك قائلا «هناك تيارات لا أمل فيها والغريب أنها لا تتقبل أن هناك قوميات في سوريا وتنظر إلى الأمر بشكل شمولي»، وهو ما يعتقد أن الثورة تجاوزته في الداخل.
ويعتقد بدر الدين أن مشاكل الأكراد لا بد أن يتم حلها حاليا أثناء توحد الجميع ضد النظام السوري، وليس بعد إسقاطه حيث يتفرق الجميع بحثا عن الغنائم، وهو ما قال إنه سمعه كثيرا من مسؤولي الأحزاب.
 
فرنسا: غياب اتفاق دولي على إدانة الأسد «فضيحة»
«هيومان رايتس ووتش» تؤكد وفاة ناشط بارز تحت التعذيب.. وآخر يتعرض لضرب مبرح
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
في الوقت الذي قتلت فيه سيدة برصاص الأمن خلال عملية مداهمة شرق سوريا وتوفي مدني أمس متأثرا بجروح أصيب بها عندما أطلق رجال الأمن النار أول من أمس في ريف دمشق على مشيعين شاركوا في جنازة شاب قتل تحت التعذيب، اعتبرت فرنسا غياب اتفاق في مجلس الأمن على إدانة نظام الرئيس بشار الأسد «فضيحة».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن ناشط في مدينة دير الزور أن «سيدة (40 عاما) قتلت ظهر الأحد إثر إصابتها برصاص طائش أطلقه رجال الأمن خلال ملاحقة مطلوبين للأجهزة الأمنية في مدينة البوكمال التي تقع على الحدود العراقية (شرق)». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد أن «شابا (17 عاما) توفي متأثرا بجروح أصيب بها أول من أمس (السبت) إثر إطلاق قوات الأمن السورية الرصاص الحي على مشيعي غياث مطر في داريا الواقعة في ريف دمشق. وقتل الناشط السوري غياث مطر الذي اعتقل في السادس من سبتمبر (أيلول) خلال اعتقاله إثر تعرضه للتعذيب»، وفق ما نقلت منظمة هيومان رايتس ووتش عن ناشطين.
كما نقل المرصد أن «الناشط الحقوقي نجاتي طيارة تعرض يوم الجمعة للضرب المبرح من اللجنة التي تحقق معه داخل أحد سجون حمص»، مشيرا إلى أنه «في وضع صحي سيئ جدا». وذكر المرصد أن طيارة (66 عاما) «اعتقل في مدينة حمص يوم 12 مايو (أيار) إثر تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام وأحيل إلى القضاء بتهمة النيل من هيبة الدولة إلى أن أخلي سبيله في 31 أغسطس (آب) ليتم اعتقاله من على باب السجن من قبل المخابرات الجوية». وحمل المرصد السلطات السورية «مسؤولية أي مخاطر تهدد حياة الناشط نجاتي طيارة» كما أدان «بشدة استمرار السلطات الأمنية السورية في ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين على الرغم من رفع حالة الطوارئ».
وأشار المرصد إلى أن «الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت أكثر من سبعين ألف شخص في إطار حملتها لإنهاء المظاهرات التي انطلقت منتصف مارس (آذار) ولا يزال نحو 15 ألفا منهم قيد الاعتقال».
إلى ذلك، وصفت فرنسا إخفاق الأمم المتحدة حتى الآن في الاتفاق على قرار ضد الحملات العنيفة ضد المعارضين في سوريا بأنه «فضيحة». ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قوله للصحافيين أمس خلال زيارة لأستراليا «أعتقد أن عدم اتخاذ الأمم المتحدة موقفا واضحا في أزمة فظيعة كهذه فضيحة». وأدلى جوبيه بهذا التصريح عندما سئل عن المعارضة الروسية لمشروع قرار أواخر الشهر الماضي دعا إلى فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف جوبيه «نعتقد أن هذا النظام فقد شرعيته. ونعتقد أنه فات أوان تنفيذ مستوى من الإصلاح. علينا تبني قرار واضح جدا في نيويورك يدين العنف».
وطالب المتظاهرون السوريون بحماية دولية لوقف قتل المدنيين فيما أصبح واحد من أعنف الردود على انتفاضات «الربيع العربي» التي تجتاح الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ووزعت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والبرتغال مشروع قرار يدعو إلى فرض عقوبات على الأسد وأقاربه ذوي النفوذ ومساعديه المقربين ولكنه واجه مقاومة قوية من جانب روسيا والصين.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,366,032

عدد الزوار: 6,888,908

المتواجدون الآن: 81