ما بعد الإضراب العام.. برنامج شعبي يهدف إلى عزل النظام السوري

السوريون يتظاهرون في جمعة «الحظر الجوي».. والمعارضة تعد خارطة طريق

تاريخ الإضافة السبت 29 تشرين الأول 2011 - 4:02 ص    عدد الزيارات 2390    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

السوريون يتظاهرون في جمعة «الحظر الجوي».. والمعارضة تعد خارطة طريق
رحال لـ«الشرق الأوسط»: السلمية لن تحرر سوريا و4 جيوش تنفذ عمليات عسكرية في الداخل
بيروت: بولا أسطيح
توافق الناشطون في الداخل السوري على الخروج اليوم في جمعة «الحظر الجوي» تحت شعار «من أجلك يا حمص.. من أجلك يا سوريا.. الحظر الجوي». وتتزامن التظاهرات اليوم مع الحملة التي شنّها الناشطون على زيارة وفد جامعة الدول العربية إلى سوريا ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرين أنّها لا تعنيهم لأنّهم يرفضون مبدأ الحوار بالمطلق مع النظام.
وفي هذا السياق، قال عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط» «الهدف الأساسي من الدعوة للحظر الجوي تأمين حماية المدنيين بعدما ثبت أن النظام يستخدم الطيران الحربي لقمع المتظاهرين»، لافتا إلى أن «فرض الحظر الجوي ستكون له فوائد عديدة، إن من حيث محاصرة النظام وتقييد حركته أو من حيث تسهيل مهمة الجيش السوري الحر لحماية المدنيين». وأضاف «الحظر الجوي سيتيح فرصة آمنة لمزيد من الانشقاقات في أكثر من قطاع في الجيش خاصة أنّه وردنا أن العديد من العناصر تريد الانشقاق ولكنّها تتخوف من قصف مراكزها بالطيران».
وأوضح سرميني أن «الأمم المتحدة معنية مباشرة بالمطالبة بالحظر الجوي فهي التي يجب أن تسهر على منع الطيران الحربي السوري من خرق القرار وبالتالي على حماية الشعب السوري الأعزل»، وقال «نحن لا نسعى إلى المثال الليبي ولكننا قد نلجأ إلى أكثر من طريقة لحماية المدنيين، إن كان من خلال قوات ردع عربية أو دولية أو من خلال الحظر الجوي وغيره من أشكال الحماية».
وإذ أكّد سرميني أنّه «وخلال الأيام المقبلة سينتهي المجلس الوطني من وضع خارطة طريق وورقة سياسية واضحة المعالم بما خص الخطوات التي سيتخذها في الأيام المقبلة»، طالب وكخطوة أولى بإرسال «لجنة مراقبة دولية لحماية المدنيين»، لافتا إلى أنّه «وفي حال رفض النظام السوري استقبالها فعندها يتم الانتقال لخطوة تصعيدية لاحقة لأنّه لم يعد يمكن السكوت عمّا يتبين وكأنّه مفاوضات سياسية تجري بين الدول على حساب دماء الشهداء بعدما أصبح المواطنون السوريون بنظرهم مجرد أرقام».
بالمقابل، انتقد مستشار مجلس الحكم الانتقالي محمد رحال مطالبة المجلس الوطني بحظر جوي «فيما المطلوب خطوة أكبر من ذلك وبكثير للتصدي للمجازر الحاصلة بحق الشعب السوري»، مشددا على أن «شعار السلمية الذي يتمسك به هذا المجلس لن يحرر سوريا من النظام ولا من الاحتلال الإيراني». وقال لـ«الشرق الأوسط» «نحن نؤمن بأن لا حل إلا بالكفاح المسلح لذلك شكّلنا مجلسا عسكريا أعلى وجيش صلاح الدين الذي بات يضم 4 جيوش تقوم بعمليات عسكرية في مناطق شمالي سوريا في إدلب وحماة وحمص، ةفي مناطق جنوبي سوريا وفي دير الزور» لافتا إلى أنّه «وحتى الساعة فهذا الجيش لا يعلن عن عملياته ولكنّه يمتلك أشرطة فيديو يخرجها للعلن عندما يحين الوقت».
وإذ أكّد رحّال أن «التجربة العسكرية أكثر من ناجحة»، لفت إلى أن «كمّ المظاهرات تراجع في بعض المدن لأنه لا يوجد مسلحون يحمون المتظاهرين»، وأضاف «أما فيما يخص الدعوة لفرض حظر جوي فهذا إحدى أدوات خدمة الثورة، ولكن المفروض أن تترافق مع دعم خارجي بالمال والسلاح»، مشددا على أنّه «وفي حال لم تقدم بعض الدول العربية الدعم المطلوب للثوّار وبقيت تدعم قسما من المعارضين دون غيرهم فشرارة الثورة ستمتد إليها».
وتطرق رحّال لزيارة وفد جامعة الدول العربية إلى سوريا، فقال «مجرد قيامهم بهذه الزيارة نوع من أنواع المؤامرة المستمرة على سوريا التي تتشارك فيها قطر وتركيا وجامعة الدول العربية والنظام السوري» مشددا على أن «هؤلاء متفقون على تطويق الأزمة واعتماد سياسة الإمهال سعيا لارتخاء الثورة للقضاء عليها فيما بعد نهائيا».
وكانت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» أطلقت عملية التصويت على تسمية يوم الجمعة منذ يوم الأربعاء الماضي، وقد حظيت تسمية «جمعة أجا دورك» بعدد كبير من الأصوات ولكن وبعد دخول اقتراح «جمعة الحظر الجوي» على لائحة الاقتراحات، تمكنت من اجتذاب أكبر عدد ممكن من المرحبين.
وقد أكد أحد أعضاء المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط» أن «عملية التسميات لا تزال تخضع للعبة الديمقراطية وبالتحديد لمبدأ التصويت»، مشددا على أن «المجلس لا يقرر فيما يخص تسمية يوم الجمعة أو غيره».
 
ما بعد الإضراب العام.. برنامج شعبي يهدف إلى عزل النظام السوري
مداهمات واعتقالات وسقوط قتلى في مظاهرات الرد على «المسيرة الإجبارية»
بيروت: كارولين عاكوم
بعد يوم طويل من الإضراب العام، الذي طال عددا كبيرا من المناطق السورية في مواجهة المسيرة المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، التي شكلت رسالة لوفد الجامعة العربية الذي زار دمشق، لا يزال الناشطون السوريون يعدون العدة للمضي قدما في تحركاتهم ضمن برنامج شعبي متكامل يهدف تدريجيا إلى عزل النظام، بحسب عضو المجلس الوطني السوري، أحمد رمضان. وذكر ناشطون أن أربعة أشخاص، بينهم فتى يبلغ من العمر 15 عاما، قتلوا برصاص رجال الأمن، ثلاثة منهم في محافظة حمص وفتى من مدينة تابعة لريف درعا (جنوب) التي انطلقت منها شرارة الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري.
واعتبر رمضان في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن «الإضراب هو تحرك طبيعي وجزء من كفاح الشعب السوري السلمي ضد النظام الذي اختار الحل الدموي. ومن المتوقع أن يطور الناشطون تحركاتهم بعد نجاح إضراب أول من أمس وعدم قدرة النظام على إيقافه أو الحد منه». وفي ما يتعلق بالخطوات التي ستلي الإضراب، يلفت رمضان إلى أن هناك برنامجا جماهيريا متكاملا يهدف إلى عزل النظام وعدم تمكينه من التعامل مع الشعب، وهذا الأمر سيؤدي تلقائيا إلى إبعاده عن الحياة المدنية للمواطنين الذين سيتولون بأنفسهم هذه المهمة، وهذا ما حصل وأثبت نجاحه في عدد من المناطق التي استطاع فيها السوريون تشكيل هيئات ولجان محلية بعيدا عن قبضة النظام. وحول ما أشيع عن إمكانية الانتقال من مرحلة الإضراب إلى مرحلة العصيان المدني، يجيب رمضان: «لا أميل إلى تسمية تحركات الشعب بالعصيان المدني بل هي رفض للواقع الذي يعيشه، لأن ذلك يعني العصيان على أوامر النظام الذي لا نعترف به ونعتبره نظاما فاقدا للشرعية السياسية والأخلاقية بعد المجازر التي نفذها بحق الشعب السوري».
وفي حين يلفت إلى أن الاستمرار في الإضراب سيكون في موازاة المظاهرات اليومية والأسبوعية، يؤكد أن «الوضع الاقتصادي والمالي للنظام في تراجع مستمر، ونحن نتابع هذا الأمر عن كثب ولن تنفعه أي محاولات للاستعانة بالخارج، بل إن الوضع سيتفاقم مع تزايد العقوبات الاقتصادية التي ستفرض على المؤسسات ومع توسيع دائرة المشاركة في الإضراب الذي سينعكس شللا تاما على الاقتصاد بشكل عام».
وفي ما يتعلق بالوضع الميداني والتحركات الشعبية التي عمت عددا من المناطق السورية أمس، بثت مقاطع فيديو على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على «فيس بوك»، لمظاهرات خرجت في عدد من المدن السورية، ومنها اللاذقية ودير الزور ومعظمية الشام وقامشلو، وذلك ردا على ما سموه «المسيرة الإجبارية» التي نظمت، أول من أمس، إضافة إلى مقاطع أخرى تظهر الحافلات التي استقدمت المواطنين من القرى السورية للمشاركة في مسيرة التأييد للنظام.
وقد ذكرت معلومات أن الأمن السوري غادر بلدة داعل بدرعا بعد مداهمات واعتقالات طالت أكثر من 100 شخص، فيما أعلن ناشطون أن ثلاثة أشخاص، بينهم فتى (15 عاما)، قتلوا برصاص رجال الأمن، منهم اثنان في محافظة حمص وفتى من مدينة تابعة لريف درعا التي انطلقت منها شرارة الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري. وذكر ناشطون أنه سمع دوي انفجار في اللاذقية بالقرب من مقبرة الشيخ ضاهر خلف حي الفاروس.
كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مواطنا قتل برصاص قناصة في مدينة تلكلخ التابعة لريف حمص، واستشهد مواطن آخر في حي دير بعلبة في حمص، مشيرا إلى «سماع صوت إطلاق رصاص في حي بابا عمرو»، الواقع في هذه المدينة التي يطلق عليها الناشطون لقب «عاصمة الثورة السورية».
وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان أن الطفل أمجد العاسمي استشهد إثر إصابته بطلق ناري، أثناء حملة مداهمة واعتقالات عشوائية شنتها أجهزة الأمن، ترافقت مع إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف في مدينة داعل ريف درعا.
ولفت المرصد إلى أن مدينة داعل «شهدت مساء أول من أمس مظاهرة حاشدة ضمت نحو 5000 متظاهر للمطالبة بإسقاط النظام، حيث سمع بعد المظاهرة إطلاق رصاص كثيف استمر لمدة ساعة».
وفي ريف دمشق، ذكرت اللجان أن «الجيش والأمن اقتحموا مناطق الغوطة الشرقية كفربطنا وسقبا وحمورية وجسري، مشيرين إلى أنه نفذ «تفتيش للسيارات والمارة وتدقيق في الهويات بحثا عن مطلوبين، والمنطقة بدت شبه مغلقة وكانت حركة الدخول إليها والخروج منها صعبة جدا».
كما كان للنساء حصتهم في تحركات أمس، وذلك في المظاهرة التي شاركن بها بالقرب من جامع الزيتونة، حيث قام الأمن بإطلاق النار مباشرة على المتظاهرات، وبملاحقة ومداهمات واسعة بعد خروج الأهالي لحماية النساء من بطش الأمن.
ودان المرصد بشدة مواصلة «السلطات الأمنية السورية ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين على الرغم من رفع حالة الطوارئ».
 
الجيش السوري الحر يعلن مسؤوليته عن هجوم أوقع 9 جنود الأربعاء
مسؤول أميركي يقول إن نحو 10 آلاف جندي انشقوا حتى الآن
بيروت: ندى البكري*
أعلنت قوة منشقة من الجيش السوري مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء الماضي وأسفر عن مقتل ضابط عسكري وثمانية جنود في وسط سوريا، وهو ما يأتي كإشارة أخرى على الدور المتنامي للقوات المنشقة في الانتفاضة المناهضة للحكومة، والذي يدفع بالانتفاضة إلى مزيد من العنف بعد شهور من الحملة القمعية الوحشية التي قامت بها الحكومة.
جاء الهجوم في الوقت الذي اجتمع فيه الوفد العربي برئاسة رئيس الوزراء القطري مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، من أجل الضغط على حكومته للتفاوض مع المتظاهرين في الشوارع وإنهاء الصراع القائم، الذي تقول الأمم المتحدة إنه خلف أكثر من 3,000 قتيل. وقد أعلن الناشطون السوريون مقتل 10 مدنيين آخرين على الأقل يوم الأربعاء. وقد أثنى مسؤول سوري في دمشق، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، على الوفد ومهمته قائلا: «لدينا خلافات عميقة بين الجانبين لذلك نحن بحاجة إلى حوار وطني جاد لإنقاذ البلاد». لكن الحكومة سارعت إلى إعلان موقفها المتعنت قبل ساعات من الاجتماع، عبر حشد عشرات الآلاف من أنصارها في العاصمة للمرة الثانية هذا الشهر.
وعرضت محطة التلفزيون الفضائية السورية «الدنيا» لقطات لآلاف من المتظاهرين الذين كانوا يملأون ساحة الأمويين في قلب دمشق، والذين كانوا يلوحون بالأعلام السورية ويرفعون صورا للرئيس ويهتفون مرددين «الشعب يريد بشار الأسد». وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، إن المظاهرة خرجت تحت شعار «عاش الوطن وقائد الوطن.. الشعب السوري عائلة واحدة»، وقد نظمت مظاهرة مماثلة يوم الأربعاء السابق له في حلب، ثانية أكبر المدن السورية. ومن الصعب تقييم مدى ضخامة الدور الذي يلعبه الإكراه في مثل هذه المظاهرات الحاشدة، خاصة مع منع معظم الصحافيين الأجانب من دخول سوريا، والرقابة المشددة التي تفرضها الحكومة على المعلومات. ولا تزال هناك بالتأكيد عناصر هامة من النخبة السورية مرتبطة بحكومة الأسد وداعمة لها.
وقال مسؤول أميركي إن نحو 10,000 فرد عن القوات العسكرية والأمنية السورية، انشقوا حتى الآن، فيما لا تزال القوات السورية تبدو متماسكة إلى حد كبير، وفقا للمسؤول أميركي. وقد انتظم جزء من هذه الأعداد المنشقة في مجموعتين، هما الجيش السوري الحر، وحركة الضباط الأحرار. وقد تصاعدت الاشتباكات مع قوات الأمن السورية في الأسابيع الماضية، لا سيما في وسط وشمال سوريا.
وكان الجيش السوري الحر قد أعلن مسؤوليته عن هجوم يوم الأربعاء، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جماعة مراقبة تعمل في المنفى، إن قذيفة صاروخية سقطت على سيارة تقل جنودا على الطريق السريع الذي يربط بين مدينتي حماه والسَلَمية. وفي الوقت نفسه قال نشطاء إن عدة بلدات في جنوب ووسط وشمال سوريا قد امتثلت للدعوة إلى الإضراب العام يوم الأربعاء من قبل المجلس الوطني السوري، وهو جماعة شاملة تضم أحزابا وشخصيات من المعارضة، حيث قالت الجماعة إن إضراب يوم الأربعاء سيكون المرحلة الأولى من حملة العصيان المدني لإسقاط الحكومة.
وقال نشطاء إن قوات الأمن السورية قتلت سبعة أشخاص على الأقل في وسط مدينة حمص، بينهم رضيع عمره 18 شهرا فقط، وإن متظاهرا قد قتل في بلدة في ضواحي دمشق، وإن اثنين آخرين قد قتلا في بلدات في محافظة إدلب الواقعة في شمال غربي البلاد، بالقرب من الحدود التركية. وكان الوفد العربي قد وصل إلى دمشق عقب جلسة عاجلة عقدتها جامعة الدول العربية، في القاهرة هذا الأسبوع، حيث دعا المسؤولون القيادة السورية لإنهاء حملتها القمعية قبل حدوث تدخل أجنبي محتمل، وأعطوا الأسد مهلة حتى نهاية هذا الشهر لإنهاء القمع، أو مواجهة التصويت لتعليق عضوية سوريا في الجامعة. وقد ضم الوفد إلى جانب رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وزراء خارجية كل من مصر والجزائر وعمان والسودان، وأمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي.
ونقلت وكالة سانا عن آل ثاني قوله: «لقد أخذنا بعين الاعتبار التزام الحكومة السورية للعمل مع اللجنة العربية للتوصل إلى حل».
وقد قالت شخصيات من المعارضة مرارا إنهم لن يجلسوا لإجراء محادثات مع القيادة السورية طالما تواصل الحكومة حملتها القمعية.
وقال فايز سارة، وهو شخصية بارزة من المعارضة في دمشق: «أعتقد أن هذه المبادرات لا تستطيع أن تفعل أكثر من إضاعة الوقت، ولست أبني الكثير من الأمل عليها، فأنا لا أرى أي شيء جديد أو عملي فيها، وهناك أزمة عميقة في سوريا، والنظام ليس لديه نية لإيجاد حل لها».
* خدمة «نيويورك تايمز»
 
اللاذقية تحت حصار أمني مشدد لمنع انتفاضتها.. وناشطون يتحدثون عن «مجزرة» في مقر الأمن السياسي
عنصر أمن لوالد معتقل: «أعطني 20 ألفا ولا نعرضه للكهرباء لكنني لا أضمن بقية الأساليب»
بيروت: «الشرق الأوسط»
استفاق أهالي مدينة اللاذقية الذين يقطنون في نهاية شارع بغداد وسط البلد منذ أيام، على مشهد عمال نظافة يقومون بمسح وتنظيف صورة كبيرة للرئيس بشار الأسد تنتصب على ارتفاع مبنى نقابة المهندسين في الحي ذاته. الصورة العملاقة تردد بين الناس أن أربعة شبان ملثمين تسللوا بعد منتصف الليل إلى البناء الذي ترتفع على جدرانه الخارجية ورشقوها بالطلاء الأسود، الأمر الذي أثار استياء الأمن السوري الذي فرض طوقا أمنيا على المنطقة.
مثل هذه الحوادث تتكرر بشكل مستمر في المدينة الساحلية التي يقول الناشطون السوريون المعارضون للنظام إن بعض أحيائها «لم تتأخر عن مشهد الانتفاضة السورية ضد حكم بشار الأسد، فخرج سكانها بكثافة في مظاهرات تطالب بالديمقراطية وبرحيل النظام الحاكم. قبل أن يتم قمعهم بعنف وشراسة من قبل قوات الأمن والجيش الموالية للأسد».
يقول أحد الشباب المعارضين، والذي لا يزال يقيم في المدينة، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «خرجنا منذ بداية الانتفاضة في مظاهرات حضارية هتفنا للحرية والكرامة، لكن شدة القمع وضراوته جعلتنا نرفع السقف ونطالب برحيل الأسد ومحاكمة نظامه المجرم». ويستذكر الشاب بـ«غصة» الاعتصام الذي أقامه أهالي حي الصليبة وجذب إليه الكثير من أبناء المدينة المنتمين إلى شرائح اجتماعية ودينية مختلفة. ويقول: «الاعتصام الذي شاركت فيه، كان مختبرا حقيقيا، حيث شمل جميع أبناء المدينة، لا سيما أبناء الطائفة العلوية الذين يحاول النظام جرهم إلى اتخاذ موقف يدافعون عنه، لكن للأسف عناصر الفرقة الرابعة داهمت الاعتصام وارتكبت مجزرة في مكانه».
هذه التفاصيل التي يتحدث عنها الشاب حصلت منذ أكثر من ثلاثة أشهر حين كانت المدينة تنبض بالمظاهرات والاحتجاجات المناهضة للأسد والمنددة بـ«السلوك الوحشي للأجهزة الأمنية التي لم تترك أسلوبا من أساليب التعذيب إلا واستخدمته». يقول شاب آخر يسكن في حي الأوقاف، حيث يقع مقر الأمن السياسي، إن «صراخ المعتقلين يصل إلى البيوت المجاورة للمقر». ويضيف: «هناك شكوك عند أهالي الحي الذين يقطنون بجوار مبنى الأمن السياسي أنه قد حدثت مجزرة داخل المقر، إذا سمعوا أصوات رشقات نارية ثم أتت سيارات الإطفاء ودخلت المكان، سيارات الإسعاف تأتي عادة لغسل الدماء ومسح آثار المجازر»، على حد قول الشاب.
وكانت الأحياء المنتفضة في المدينة قد شهدت حملات أمنية متتالية أدت - وفق الناشطين - إلى اعتقال آلاف الشباب الذين تم الزج بهم في المدارس والملاعب بعد أن اكتظت السجون بالمعتقلين، وقد نشر ناشطون على «فيس بوك» شريط فيديو يظهر قيام الأمن السوري بتعذيب مجموعة من المتظاهرين السلميين في إحدى مدارس المدينة.
كما ارتكبت قوات الأمن في المدينة الكثير من المجازر، أبرزها مجزرة المحطة التي يقدر ناشطون عدد ضحاياها بما يتجاوز الخمسين ضحية، كما شهد حي الطابيات المحاذي للبحر مجزرة مروعة، إضافة إلى أشرطة فيديو تم بثها على مواقع الإنترنت منذ فترة، تظهر جثث مدممة أمام قهوة العلبي وسط حي الصليبة. إلا أن المجزرة الكبرى التي شهدتها المدينة - وفقا للناشطين - كانت أثناء الهجوم على حي الرمل، الذي تقطنه أعداد كبيرة من الناس. وبعد الضربة العسكرية الشرسة التي وجهتها دبابات الجيش السوري إلى مخيم الرمل الجنوبي، صارت المدينة الساحلية التي لا تتجاوز مساحتها 58 كيلومترا مربعا، ويبلغ عدد سكانها 650 ألف نسمة، تعيش في حصار أمني مشدد، فالأحياء التي كانت تخرج منا المظاهرات المطالبة برحيل نظام بشار الأسد، الصليبة والعوينة والقلعة والرمل والسكنتوري والطابيات وقنينيص. تم تقطيعها بحواجز أمنية وعسكرية، حيث يخضع كل من يمر على هذه الحواجز من السكان لتفتيش دقيق ويتعرض للإهانة والإذلال على يد عناصر الأمن والشبيحة الذين يحملون قوائم بأسماء المطلوبين من ناشطين ومشاركين في المظاهرات المطالبة بالحرية.
ويشير ناشطون إلى أنه من خلال السياق الذي مرت به المدينة منذ اندلاع الثورة السورية حتى الآن، لا يمكن أن يتوقع المرء خروج مسيرات مؤيدة لنظام الأسد، حيث خرجت أمس مسيرات مؤيدة للنظام السوري في ساحات المدينة ورفعت صور الأسد الابن وأعلام سوريا التي طبع عليها رسمه.
ويضف الناشطون «كيف يمكن أن تخرج أم قتل بشار الأسد ابنها في مسيرة مؤيدة وتهتف ببقائه، هذا أمر لا يمكن تصوره». ويلفتون إلى أن «هناك معتقلين يتم تعذيبهم داخل أقبية الأمن ويتم ابتزاز أهله لأخذ أموال طائلة لقاء التخفيف من التعذيب. وقال عنصر أمن لأحد آباء المعتقلين أعطني عشرين ألف (ليرة سورية) ولا نعرض ابنك للكهرباء، لكنني لا أضمن بقية الأساليب، إضافة إلى مئات الجرحى الذين تمت تصفية بعضهم في المستشفيات، كيف يمكن أن يخرج أهالي مدينة حدث لأبنائها كل هذا في مسيرة تؤيد الجلاد؟».
يشكك الناشطون بأعداد المشاركين في المسيرة التي خرجت أمس لتأييد الأسد، وقد أطلق عليها إعلام النظام السوري صفة المليونية يقول أحدهم «لا توجد ساحة في اللاذقية تتسع لمليون شخص، لكن رغم ذلك المشكلة ليست في الأعداد التي يضخمها عادة الإعلام السوري بسذاجة وغباء، المشكلة الرئيسية في الأساليب التي يستخدمها النظام السوري لحشد هذه المسيرات، حيث يتم الاعتماد على الموظفين وطلاب المدارس والجامعات وعمال النظافة والعاملين في مصانع التجار الموالين للنظام، فيتم تبليغ هؤلاء جميعا بإجبارية المشاركة في المسيرة وفي حال التغييب قد يتعرض الشخص المخالف للاعتقال». وقد قام مدير فرع الأمن السياسي طه طه في المدينة - وفقا للناشطين - بتهديد مديري شركتين من أجل إرسال موظفي الشركتين إلى مسيرة الخميس في اللاذقية وإغلاق الشركتين لهذا اليوم وإلا فسوف يتعرضون للمساءلة.
ويضيف الناشطون «النظام أراد من خلال تنظيم مسيرات تأييد في مدينة اللاذقية توجيه رسالة إلى مبعوثي الجامعة العربية والإيحاء بأن الأسد يتمتع بشعبية كبيرة، وقد بدأ بهذا الأمر في حلب ودمشق، لكنه يقصد أن تكون المسيرة في اللاذقية هذه المرة، ليقول إنه استطاع أن يخمد الثورة في الأحياء المنتفضة ويخرج مسيرات تأييد، لكن هذا لن يحدث أبدا، فالمدينة رغم جميع الضربات التي تعرضت لها ما زالت تنتظر اللحظة الحاسمة لتنتفض عن بكرة أبيها».
 
سورية: أسعار السيارات الخاصة تقفز 20 ٪
الجمعة, 28 أكتوبر 2011
دمشق - نورالدين الأعثر..(جريدة الحياة)
 

ألقى قرار سورية رفع الرسوم الجمركية على السيارات الخاصة (السياحية) ومنع الاستيراد ثم إلغاءه، بظلالهما على سوق السيارات السياحية، وخلفا ضعفاً في تجارتها، بعدما شهدت السوق حركة نشطة خلال السنوات الماضية.

وأفاد عدد من المتعاملين في السوق بأن أسعار السيارات السياحية الأكثر تداولاً ارتفعت نحو 20 في المئة، في حين زادت أسعار السيارات ذات المحركات الأكبر بنحو 30 في المئة.

وقال تاجر السيارات في سوق حرستا، خلدون أسعد، في تصريح إلى «الحياة»: «زادت أسعار السيارات التي تقل سعة محركها عن «1600 سي سي» بنحو 10 في المئة، وكذلك ضريبة الرفاهية التي ارتفعت بالنسبة ذاتها، والسيارات من هذه الفئة كانت تباع قبل عشرة أيام بنحو 800 ألف ليرة (16 ألف دولار) أصبح سعرها الآن 900 ألف ليرة (18 ألف دولار)». وأوضح أن استيراد هذه الفئة من السيارات، أصبح صعباً بسبب قلة الإقبال عليها وارتفاع أسعارها.

وأوضح تاجر آخر أن هذه الفئة من السيارات تدفع ضريبة سنوية تصل إلى أكثر من 160 ألف ليرة (3200 دولار) على رغم أنها تستهلك كمية أكبر من الوقود.ويذكر أن سورية ألغت الضريبة السنوية على السيارات الشعبية بعد رفع سعر ليتر البنزين نحو أربع ليرات سورية، في حين لقيت هذه الضريبة على سيارات تدرج في فئة الرفاهية.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد، أصدر أخيراً مرسوماً عدّل بموجبه الرسوم الجمركية على السيارات السياحية وغيرها من وسائل النقل، وراوحت نسبة الزيادة بين 10 و180 في المئة. وارتفعت بموجب المرسوم نسبة الرسوم الجمركية على السيارات التي لا تزيد سعة محركاتها على 1600 سنتيمتر مكعب من 40 في المئة إلى 50 في المئة، وعلى تلك التي تزيد سعة أسطواناتها عن هذا الحد من 60 في المئة إلى 80 في المئة. أما التي تزيد سعة محركاتها على ثلاثة آلاف سنتيمتر مكعب ولا تتجاوز أربعة آلاف فارتفع رسمها الجمركي من 60 إلى 120 في المئة، والتي تتجاوز أربعة آلاف سنتيمتر مكعب من 60 إلى 150 في المئة.

البيع والشراء

وأكد تجار السيارات ضعف حركة البيع والشراء وعزوا السبب إلى الأوضاع التي يمر بها البلد منذ آذار (مارس) الماضي، وإلى امتناع البنوك الخاصة عن تمويل شراء السيارات للأفراد.

وقال أحد التجار: «كنا نبيع في اليوم الواحد سيارتين وربما خمس سيارات ولكن الآن لا نبيع في الأسبوع الواحد سوى سيارة واحدة»، لافتاً إلى أن غالبية المستهلكين تفضل شراء السيارات الصغيرة لتفادي دفع الرسوم السنوية.

وانعكس كل ذلك على أسعار السيارات المستعملة فزادت أسعارها بين 25 و50 في المئة. وقال تاجر: «إن أسعار السيارات الكورية ارتفعت في السوق المحلية بنحو 50 في المئة، والسيارة التي كانت تباع بنحو 600 ألف ليرة (12 ألف دولار) أصبح سعرها بين 650 و700 ألف ليرة (14 ألف دولار)».

 
 
مندوب سوريا لدى مجلس الأمن يتهم فئات لبنانية بالمشاركة في زعزعة استقرار بلاده
علوش يرد: تهريب السلاح وخطف الناس دأب الأجهزة السورية
بيروت: يوسف دياب
اتهم مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، فئات معينة في لبنان بـ«المشاركة في محاولات زعزعة الاستقرار في سوريا من خلال تزويد المجموعات الإرهابية بالأسلحة والأموال للنيل من استقرار سوريا». وأكد في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن تعليقا على التقرير الدوري النصف سنوي الـ14 للأمين العام حول تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1559، «احترام سوريا سيادة لبنان وسلامته الإقليمية ووحدته واستقلاله السياسي».
وأعلن الجعفري أنه «من غير المقبول الاستمرار بزج اسم سوريا في أوضاع لبنان»، نافيا دخول «أي جندي سوري الأراضي اللبنانية، وأن أغلب المعلومات الواردة في التقرير حول سوريا تم تبنيها من مصادر إعلامية مضللة وغالبية ما تنشره مفبرك وموجه ضد سوريا، كما أن زج اسم سوريا في الوضع الداخلي اللبناني يأتي في إطار الحملة الموجهة ضد سوريا الحريصة دائما على استقلال وسيادة لبنان». وقال «إن ما أغمض ممثل الأمين العام عينيه عنه، وهو العارف بكل شيء، كما يدعي، هو تهريب الأسلحة من لبنان إلى سوريا، حيث يعلم الجميع بوجود فئات معينة في لبنان تشارك في محاولات زعزعة الاستقرار في سوريا من خلال تزويد المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا بالأسلحة والأموال للنيل من استقرار سوريا، وقد ضبطت السلطات اللبنانية وكذلك السلطات السورية الكثير من عمليات التهريب هذه، وتم الإعلان عنها رسميا وإعلاميا من كلا الجانبين السوري واللبناني»، لافتا إلى أن «الفقرة 14 من التقرير تناولت أحداثا وأرقاما كاذبة من ادعاءات لم تتناولها حتى الوسائل الإعلامية ومفبركو الأكاذيب عن سوريا سواء أكان ذلك حول أحداث العنف المزعومة أو فتح النار عبر الحدود وتوغلات سورية داخل لبنان ثبت رسميا أنها غير صحيحة، وأشارت الكثير من الجهات الرسمية اللبنانية إلى عدم وقوعها».
إلى ذلك، اعتبر عضو كتلة «حزب البعث» في لبنان النائب عاصم قانصوه، أن «تيار المستقبل وكل فريق (14 آذار) يقفون وراء عمليات تهريب السلاح إلى سوريا». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد ترجم هذا الفريق موقفه العدائي تجاه سوريا بإرسال شحنات السلاح والمال إلى الإرهابيين في الداخل السوري عبر أشخاص مأجورين، وهؤلاء باتوا معروفين بالأسماء والجيش اللبناني لديه ملفات عنهم»، لافتا إلى أن «أغلبية السلاح يرسل عبر البحر وبرا من منطقة وادي خالد في الشمال ومن القاع وعرسال في البقاع وكل هذا السلاح يهرب إلى حمص». وأضاف أن «الجهات السياسية هذه (14 آذار) المعادية لسوريا، هي بالأساس منخرطة بالمشروع الأميركي الفرنسي الهادف إلى تغيير النظام السوري وشريكة في إراقة الدماء في سوريا». وختم قانصوه «لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل بهؤلاء المتآمرين، الذين سيأتي أوان حسابهم قريبا ما لم يعودوا إلى رشدهم سريعا ويتوقفوا عن السير بهذه المؤامرة الخطيرة».
من جهته رد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، على الجعفري فرأى أن «اتهاماته مردودة، وإذا كان هناك شيء من هذا الواقع فلتقم السلطات اللبنانية باعتقال المهربين وكشف هوياتهم وانتماءاتهم ومحاكمتهم». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «إذا كان ثمة داع للحديث عن تهريب السلاح فهذا دأب الأجهزة السورية التي عملت طيلة السنوات الماضية على إدخال السلاح والمسلحين إلى لبنان وكان اللبنانيون الضحية وليس العكس، وأخيرا بدا واضحا من الذي يقوم بخطف الناس من لبنان (المعارضين السوريين) وبإخفائهم، وإذا كان لدى السلطة في سوريا شكوى مما تسميه تهريب السلاح، فلتتخذ قرارا سياسيا بترسيم الحدود، وعندها تضبط هذه الحدود ويتوقف تهريب السلاح». وقال «إن فريق (14 آذار) عموما وتيار المستقبل خصوصا ليسوا بحاجة إلى نفي هذه الاتهامات، وإذا كانت لدى الجعفري الجرأة عليه أن يكشف عن الأسماء ولذلك فإن اتهاماته لا تستحق الرد».
 
الجيش السوري يزرع ألغاما بمحاذاة الحدود اللبنانية الشمالية
مصادر ميدانية لـ «الشرق الأوسط»: هدفها منع فرار جنوده باتجاه لبنان * مخاوف على حياة النازحين
بيروت: يوسف دياب
أكد مسؤول لبناني أن الجيش السوري يقوم بزرع ألغام في منطقة محاذية للحدود مع منطقة وادي خالد شمال لبنان، فيما كشفت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «هذا التطور يأتي بعد عمليات فرار عناصر من الجيش باتجاه لبنان».
وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية، التي حجبت اسمه، إن «الجيش السوري بدأ منذ ساعات الصباح بوضع ألغام داخل الأراضي السورية عند الساتر الترابي الفاصل بين بلدتي البويت وهيت (في محافظة حمص) من الجهة السورية وبلدتي الكنيسة وحنيدر (في منطقة وادي خالد) من الجهة اللبنانية». وأضاف «راجعنا بعض الجهات المعنية في لبنان وقالوا لنا إن السوريين يقومون بهذه الإجراءات لمنع تهريب السلاح». ووقعت خلال الأسابيع الأخيرة حوادث إطلاق نار عدة من الأراضي السورية وعمليات توغل طالت أراضي لبنانية حدودية في الشمال. وتقول السلطات السورية إنها تتصدى لعمليات تهريب أسلحة عبر الحدود. لكن مصادر ميدانية كشفت لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا التطور في عمل الجيش السوري على الحدود يأتي بعد عمليات فرار عناصر من الجيش باتجاه لبنان». وأكدت هذه المصادر نقلا عن نازحين سوريين أن «أعدادا لا بأس بها من الجنود تركوا سلاحهم وفروا إلى الأراضي اللبنانية بعد رفضهم الانخراط في عمليات إطلاق النار والقصف على المحتجين في مدينة حمص التي تشهد عمليات عسكرية يوميا»، مشيرة إلى أن «الجيش السوري لجأ إلى هذه الوسيلة (الألغام) للحد من عمليات فرار وتسلل جنوده إلى الأراضي اللبنانية، إن لم يكن ثمة إمكانية لمنعها بشكل كامل».
ولجأ منذ منتصف مارس (آذار) تاريخ بدء الانتفاضة الشعبية السورية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد نحو 5 آلاف شخص إلى لبنان، بينهم معارضون وجنود منشقون عبر معابر ترابية غير نظامية أو مسالك جبلية وعرة.
ويقول عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي تعليقا على عملية زرع الألغام «إن ما يعنينا أن تكون هذه الألغام داخل الأراضي السورية وليس في الأراضي اللبنانية، على الرغم من العلاقات الاجتماعية المتداخلة بين العائلات في البلدين». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخطر الوحيد الذي ينتج عن هذه الألغام هو إعاقة وصول النازحين السوريين الفارين من الموت إلى مكان آمن، وإعاقة وصول الجرحى والمصابين من سوريا إلى لبنان لتلقي العلاج، وربما هذا النظام (السوري) يرغب في زيادة عدد ضحايا قمعه، سيما أنه يستعمل أسلحة وذخائر خطيرة، والمثال على ذلك وصول طفل في السنة الرابعة من عمره مصابا بطلق ناري حارق في ساقه، والحروق تمتد على أكثر من 5 سنتيمترات حول موقع الرصاصة التي أصابته».
ورأى أنه «ليس غريبا علن هذا النظام الذي لا يفهم إلا بالألغام وبمنطق الرصاص والدبابات، وقتل الأطفال والشيوخ والنساء اللجوء إلى هذا الأسلوب». وجدد المرعبي مناشدته الأمم المتحدة «العمل على ترسيم الحدود اللبنانية - السورية، وإرسال قوات دولية لضمان حماية المناطق الحدودية مع سوريا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا».
ومع ذلك فقد تم خلال الأسابيع الماضية توقيف عدد من اللبنانيين والسوريين في مناطق مختلفة من لبنان بتهمة تهريب سلاح إلى سوريا. ويجمع خبراء على ازدهار حركة تهريب السلاح الخفيف إلى الداخل السوري من دول حدودية بينها لبنان، مشيرين إلى أنها تتم «بمبادرات فردية» وليس برعاية سياسية أو إقليمية وتبتغي الربح قبل كل شيء.
 
فتفت لـ «الشرق الأوسط»: أصبحنا لا نعرف من سفير سوريا.. ومن وزير الخارجية اللبناني
السفير السوري عاتب على الأجهزة الأمنية اللبنانية.. ويعتبر أن ما يحدث من تحريض يحتاج إلى مراجعة اتفاقية التعاون والتنسيق
بيروت: ليال أبو رحال
أعلن وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور أمس، تعليقا على مواقف قوى المعارضة اللبنانية تجاه سوريا وسفيرها لدى لبنان علي عبد الكريم علي، أنه «علينا أن نكون واقعيين، ولا نذهب بعيدا، فلم يصدر عن سفير سوريا أي تصريحات توجب استدعاءه، ولم يدل بتصريحات تخالف الاتفاقيات الدولية». وأكد: «إننا نلمس من جانبه حرصا شديدا على العلاقات الأخوية التي تربط سوريا بلبنان، وبالتالي، لا تصريحات تتضمن تدخلا بالشأن الداخلي في لبنان».
ودعا منصور إلى وجوب «التعاطي مع المسألة ليس على أساس حساسية مفرطة، وإذا وجدنا ما يخالف الأعراف الدولية لما ترددنا في تصويب الأمور، وبالتالي، ما قيل عن تورط السفارة السورية في خطف (المواطن السوري شبلي) العيسمي لم يثبت حتى اللحظة»، موضحا أن «لدينا اتفاقيات مع سوريا نحترمها، ومن خلال العلاقات الأخوية نتصرف».
وتعليقا على مواقف منصور، أعرب النائب في كتلة المستقبل أحمد فتفت لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا نستغرب أن يصدر أي رد فعل عن وزير الخارجية»، وقال: «بتنا لا نعرف من سفير سوريا لدى لبنان ومن وزير الخارجية اللبناني، وما إذا كان موقف وزير الخارجية يعبر عن موقف الحكومة اللبنانية أم عن موقف الخارجية السورية».
وفي ما يتعلق بملف الإخوة من آل جاسم والتداول بوجودهم في سوريا تحت «الإقامة الجبرية» وبالتالي ليسوا مخطوفين، ذكر فتفت أن «مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا حاول، بعد تقديم محامي العائلة أحمد حمادة ورقة التنازل عن القضية، الاتصال بوالد الإخوة جاسم المخطوفين وزوجة أحدهم، من دون أن يجدهما». وقال: «طلبت من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أن يؤكد لنا ما إذا كانوا خرجوا بطريقة سليمة عبر الأمن العام عند الحدود، ولغاية الآن لم نحصل على أي إجابة».
ودعا فتفت السفير السوري إلى «إثبات أن الإخوة جاسم وأفراد عائلتهم موجودون في سوريا، أو لنعرف أين هم على الأقل، وعندها سنتوقف عن طرح الأسئلة حول هذا الموضوع».
وفي سياق متصل، اعتبر الوزير السابق محمد رحال، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه «لو كان للحكومة اللبنانية هيبة وكرامة سياسية وقرار لاستدعت السفير السوري، ولم تكن لتسمح بكل التعديات الحاصلة»، واصفا مواقف أركانها مما يحدث بأنها «قمة في الوقاحة والإسفاف السياسي».
وانتقد رحال تكرار «خطف معارضين سوريين من لبنان وقتل آخرين والاختراق المتكرر للحدود، وكذلك الاتهامات التي تطلق بحق مسؤولين لبنانيين من جانب السفير السوري الذي يتنقل بين المنابر وكأنه الحاكم الأعلى للبنان»، مشددا على أن «كل ذلك يرتب مسؤولية على الحكومة اللبنانية التي لم تأخذ أي قرار لمواجهة هذا الوضع ولم تغط عمل الأجهزة الأمنية اللبنانية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات».
وكان السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي رد على الانتقادات التي تطاله بتأكيد حرصه «على علاقته مع الآخرين»، وقال: «أقوم بواجبي والمسؤولية تقع على من يلقي الاتهامات وليس علي أنا، فأنا أقوم بواجبي وأسعى لتوضيح صورة بلدي في بلد شقيق توأم هو لبنان». وأشار، ردا على سؤال حول ملف الإخوة جاسم، إلى أن «مدعي عام التمييز قال إن هذا الملف أسدل الستار عليه بفعل تنازل أسرة الجاسم عن الدعوى لأنهم يريدون أن تبحث سوريا عن المفقودين، خصوصا أن القوى الأمنية ألقت القبض على من حاول أن ينشر منشورات ضد سوريا، وعندما أفرج عن بعض هؤلاء، حصل كلام في الإدارة اللبنانية بأن هناك استسهالا في التعامل مع هذا الأمر وأن هناك تقصيرا مع سوريا». واستغرب «كيف تصدر اتهامات (قضية اختطاف القيادي السابق في حزب البعث شبلي العيسمي) من دون أدلة، وهو فقد في منطقة لبنانية لا توجد فيها قوات سورية، وسوريا رحبت بعودة العيسمي إلى الأراضي السورية ولا مشكلة».
وأكد أن «السفارة السورية تحتاج إلى حماية القوى الأمنية اللبنانية، وليس لديها أي قوى أمنية أو أمن، والقوى الأمنية هي الموجودة لحماية السفارة»، لافتا إلى أن «سوريا والسفارة هي التي تحس بالعتب على الأجهزة الأمنية لأن ما يحدث من تحريض على سوريا يحتاج إلى مراجعة اتفاقية التعاون والتنسيق». ولفت إلى «ضبط شبكات تهريب السلاح والمال وحتى العناصر، ومحاولة تحريض أسر بعينها وعدد من العمال»، موضحا أنه أرسل «مذكرات إلى الجهات اللبنانية بأن بعض الطلاب السوريين والعمال السوريين يتعرضون لضغوط عليهم ليخرجوا في مظاهرات ضد سوريا أو أن يذهبوا إلى سوريا».
 
لجنة المبادرة العربية إلى سوريا تكتفي بإعلان رئيسها أن نتائج اللقاء مع الأسد إيجابية
وزير الخارجية الجزائري لـ «الشرق الأوسط»: سنتحدث عن نتائج أعمال اللجنة الأحد في الدوحة
القاهرة: سوسن أبو حسين
قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إن النتائج التفصيلية لزيارة اللجنة العربية لسوريا سوف تعلن بعد غد (الأحد) 30 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وأضاف مدلسي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أنه قد اتفق خلال الاجتماع على ما أعلنه رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لوسائل الإعلام عندما وصف أجواء الاجتماع بالإيجابية والاتفاق على بعض النقاط واستكمال النقاش خلال اجتماع يعقد بالدوحة على هامش اجتماعات لجنة مبادرة السلام العربية خلال 48 ساعة. وأشار مدلسي إلى أنه اتفق على عدم الحديث مع وسائل الإعلام، فيما اكتفت الجامعة العربية أيضا بتصريحات رئيس اللجنة الشيخ حمد بن جاسم.
وعلمت «الشرق الأوسط» من بعض من شاركوا في جلسة الحوار مع الرئيس بشار الأسد أن الاجتماع كان وديا، وعكس أجواء من التفاهم والرغبة والحرص المشترك على بقاء الملف داخل الأسرة العربية.
كما علمت «الشرق الأوسط» أن عدم تحديد بنود الاتفاق يهدف إلى إعطاء اللجنة العربية كل الفرص لسوريا التي تفضل أن تكون تفاصيل الحل بعيدة عن وسائل الإعلام التي تتهمها بإشعال الموقف في المدن السورية عبر نشر روايات لا أساس لها من الصحة.
في غضون ذلك، لمحت بعض المصادر إلى أن مهمة اللجنة العربية لم تتجاوز بعد خط الإخفاق وهي بانتظار اجتماع الدوحة بعد غد (الأحد) حتى يمكن القول إن سوريا تجاوبت مع كل بنود الحل العربي حزمة واحدة، مع متابعة ما يحدث من تطورات من حيث وقف نزيف الدم الذي يحدث في المدن السورية لكل الأطراف سواء من المدنيين أو العسكريين ورجال الأمن والشرطة.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد استعرض مع الوفد الوزاري العربي برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري المبادرة العربية حول الأوضاع في سوريا.
ودار نقاش ودي وصريح حول ما يجري في البلاد، وتم الاتفاق على أن يكون هناك اجتماع بين اللجنة الوزارية العربية والحكومة السورية يوم 30 من شهر أكتوبر الحالي.
وتتألف اللجنة الوزارية التي حضرت اللقاء من الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ويوسف بن علوي وزير خارجية سلطنة عمان، ومراد مدلسي وزير خارجية الجزائر وعلي أحمد كرتي وزير خارجية السودان، ومحمد كامل عمرو وزير خارجية مصر، وأحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة.
كما حضر اللقاء وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين السوري، والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية، والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري، ويوسف أحمد مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية والوفد المرافق للجنة الوزارية.
وفي تصريح للصحافيين وصف رئيس الوزراء القطري اللقاء مع الأسد بأنه كان طويلا وصريحا وجرى في جو ودي، وقال: «نحن سعداء في اللجنة العربية بلقائنا مع الرئيس بشار الأسد».
وأضاف: «تحدثنا في كل النقاط التي أتت في المبادرة العربية بكل إيجابية وصراحة ووجدنا حرصا للتوصل مع اللجنة العربية من قبل الحكومة السورية لحل هذا الموضوع، ولذلك اتفقنا على أن نواصل الاجتماع في الثلاثين من الشهر الحالي»، لافتا إلى أن هناك اجتماعا آخر بين اللجنة العربية والحكومة السورية، سواء في دمشق أو على هامش مؤتمر لجنة مبادرة السلام في الدوحة.
وقال: «هناك نقاط اتفق عليها وأخرى تحتاج إلى نقاش».
 
مصدر عسكري يمني: الطيارون السوريون القتلى مدربون بكلية الطيران
نفى استيرادهم لضرب اليمنيين
صنعاء: «الشرق الأوسط»
قال مصدر عسكري إن الطيارين السوريين الثمانية الذين لقوا حتفهم كانوا يعملون كمدربي طيران في كلية الطيران والدفاع الجوي للطيران التدريبي الأساسي منذ 11 عاما. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن المصدر القول إن الحادث وقع نتيجة «لخطأ وسوء تقدير من الطيار بالهبوط قبل المدرج».
وجاء ذلك بعد أن أعلن الجيش المؤيد للثورة اليمنية، بقيادة اللواء محسن الأحمر، أول من أمس، أن الطيارين السوريين استقدمهم النظام اليمني لضرب الشعب اليمني، بعد أن رفض الطيارون اليمنيون ذلك، وأن مقتلهم جرى في عملية انتحارية قام بها طيار يمني.
وقال المصدر إن الحادث أسفر عن مقتل ثمانية مدربين سوريين ويمني واحد، في حين نجا سبعة أشخاص؛ خمسة من اليمنيين، بينهم قائد الطائرة، بالإضافة إلى سوريين اثنين.
وأكد المصدر أن السوريين يعملون كمدربين في اليمن منذ عام 1999، في إطار بروتوكول للتعاون بين وزارتي الدفاع في البلدين، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف المصدر العسكري في رد على ما أعلنته المعارضة من أن النظام يستقدم شبيحة وطيارين من سوريا لضرب اليمنيين: «القوات المسلحة اليمنية ليست بحاجة للاستعانة بطيارين مقاتلين من أي دولة، لأن لديها ما يكفي من الطيارين الأكفاء».
واستغرب المصدر الروايات التي أوردتها بعض وسائل الإعلام، وقال: «تلك المعلومات لا تعدو أكثر من مجرد فبركات إعلامية وتسريبات لا أساس لها من الصحة، وليس لها مطلقا أي وجود على أرض الواقع، وإنما الهدف منها هو الزوبعة والإثارة».
من جهة أخرى، قتل ثلاثة عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة وجرح ستة آخرون، أول من أمس (الأربعاء)، في غارة جوية على بلدة في جنوب اليمن نسبها مسؤولون محليون، أمس (الخميس)، إلى الجيش الأميركي.
وقال أحد المسؤولين، طالبا عدم كشف هويته، إن «طائرة من دون طيار مجهولة، (ويرجح أنها أميركية)، شنت الغارة على الشقرة قرب زنجبار عاصمة ولاية أبين، مما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من (القاعدة) وجرح ستة آخرين».
وأكد مسؤولون محليون آخرون أن عناصر مفترضين في «القاعدة» ينشطون في تلك البلدة للتدرب على الأسلحة، وأعلن بعض سكانها أنهم سمعوا طلقات نارية وانفجارات.
ويسيطر مسلحون متطرفون موالون لتنظيم القاعدة على مناطق واسعة من زنجبار والمناطق المحيطة بها.
 
هيئة علماء السودان تهاجم النظام السوري وتعتبر دعمه خيانة عظمى
«المؤتمر الوطني» الحاكم يعلن تشكيل حكومته الجديدة قبل عيد الأضحى
لندن: مصطفى سري
شنت هيئة علماء السودان هجوما عنيفا على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب عمليات القتل والتعذيب والتشريد التي يرتكبها ضد المواطنين العزل. ووصفت دعم النظام السوري ماديا ومعنويا بالخيانة العظمى لإبقاء الظالم، في وقت أعلن فيه حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير، أن الحكومة الجديدة سيتم تشكيلها قبيل عيد الأضحى.
وقالت هيئة علماء السودان القريبة من الحكومة، في بيان لها نقلته الصحف المحلية في الخرطوم أمس، إنها تندد بعمليات الفتك والإبادة والقتل والتعذيب والتشريد التي يرتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ضد المواطنين العزّل، معتبرة دعم النظام السوري ماديا ومعنويا والتخاذل عن نصرة الثوار خيانة عظيمة، لإبقاء الظالم. وأضاف البيان أن ما يحدث في سوريا من قمع وتعذيب ليس بالأمر المستغرب، لما عرف عن النظام من سوء وضرر أشد من الأعداء أنفسهم، في خطوة اعتبرت متناقضة مع موقف الحكومة التي أكدت دعمها للنظام السوري. واعتبرت الهيئة في بيانها أن دعم النظام السوري ماديا أو معنويا والتخاذل عن نصرة الثوار خيانة عظمى، وقال البيان إن العاقل من اتعظ بغيره والشقي من كان للناس عبرة، وتابع «ولا بقاء لظالم، ونصرة المظلوم أمر حتمي»، مشيرا إلى أن «نظام بشار سيلحق بالطغاة البائدين»، في إشارة للأنظمة في تونس ومصر وليبيا. وطالب البيان بالتضامن مع الشعب السوري.
وكان الرئيس السوداني البشير قد أكد لنائب وزير الخارجية السوري والمغتربين فيصل المقداد، الذي زار الخرطوم حاملا رسالة من الأسد في التاسع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن العلاقات السورية السودانية حافظت على تطورها الدائم لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين الشقيقين، وقال إن سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية بسبب موقفها الثابت من القضايا العربية، وإن أي إضعاف لسوريا ما هو إلا خدمة مجانية لأعداء الأمة العربية. وأوضح أن المؤامرات التي تخطط لها بعض الدوائر لا تستهدف بلدا عربيا في حد ذاته، بل إنها تستهدف جميع الدول العربية، مؤكدا أن السودان يقف مع أمن واستقرار سوريا وضد أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية، مشددا على أهمية التضامن العربي الذي يضمن مصالح جميع الدول العربية إزاء التحديات التي تواجهها.
كما أن الخارجية السودانية كانت قد وصفت، في تصريح سابق، ما يدور من أحداث في سوريا بالمؤامرة الدولية، واعتبرت أن ما تتعرض له حملة عدائية للنيل من مواقفها الوطنية والقومية المشرفة، مؤكدة أن دمشق تقف سدا منيعا في وجه ما سمته الاختراق الصهيوني والاحتواء الغربي، في وقت كان فيه وزير الخارجية السوداني علي كرتي قد أكد وقوف بلاده ودعمها الكامل لسوريا في مواجهة ما وصفه بالمؤامرة الدولية والحملة العدائية التي تتعرض لها وتستهدف النيل من مواقفها القومية، وأكد وقوف السودان ودعمه الكامل لسوريا في مواجهة المؤامرة الدولية والحملة العدائية التي تتعرض لها والتي تهدف للنيل من مواقفها الوطنية والقومية المشرفة.
من جهة أخرى، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أن تشكيل الحكومة الجديدة سيتم قبل حلول عيد الأضحى المبارك، مؤكدا على استمرار الحوار مع القوى السياسية المعنية، على أن يستكمل خلال اليومين القادمين توطئة لإعلان التشكيلة الوزارية المرتقبة، التي لا يتوقع أن تشارك فيها أحزاب المعارضة خاصة الحزبين الكبيرين (الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، والاتحادي الديمقراطي الأصل برئاسة محمد عثمان الميرغني)، بعد رفضهما المشاركة خلال اجتماعات مكثفة شهدتها الخرطوم في الأسابيع الماضية.
واستمع المكتب القيادي للحزب الحاكم، في وقت متأخر من ليل الأربعاء، برئاسة نائب الرئيس السوداني نائب رئيس المؤتمر الوطني علي عثمان محمد طه، إلى تقرير من رئيس لجنة التفاوض مع القوى السياسية البروفسور إبراهيم أحمد عمر حول الحكومة المقبلة.
وقال أمين الإعلام في الحزب إبراهيم غندور، في تصريحات صحافية في وقت متأخر من ليل أول من أمس، إن المكتب قرر استمرار الحوار مع القوى السياسية المعنية من دون أن يحددها. وأضاف أن الحوار سيستكمل خلال اليومين القادمين توطئة لإعلان الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن الحوار الجاري مع القوى السياسية حول تشكيل الحكومة إيجابي، وتابع «هنالك تفاهم مشترك على البرامج والثوابت الوطنية»، وقال إن قضية المشاركة في الحكم ثانوية رغم أهميتها.
وكان زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي قد اعتذر عن عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، والتزم في اجتماع جمعه مع الرئيس السوداني عمر البشير، فجر أول من أمس، بالاتفاق على قيادة معارضة مسؤولة تعلي من مصالح الوطن وتحافظ على سلمه واستقراره ودعم التحول الديمقراطي.
إلى ذلك، نقل المركز السوداني للخدمات الصحافية، القريب من الحكومة، أمس، عن المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد، قوله إن الجيش الحكومي قتل 15 متمردا في جنوب كردفان، ودمر معسكرا للمتمردين أول من أمس، بعد هجوم كاسح قال إنه شنه على منطقة «أنقارتو»، 37 كم شمال غربي مدينة تلودي. وأضاف «شنت القوات المسلحة في الساعات الأولى من فجر الأربعاء هجوما كاسحا على معسكر لمتمردي الجيش الشعبي بمنطقة أنقارتو التي تبعد نحو 37 كم شمال غربي مدينة تلودي بولاية جنوب كردفان»، مؤكدا أن «القوات المسلحة السودانية استولت على المعسكر بعد أن قامت بتدميره تدميرا كاملا».
وتدور مواجهات بين القوات الحكومية السودانية ومتمردين تابعين للحركة الشعبية في شمال السودان منذ يونيو (حزيران) الماضي. وتقع منطقة جنوب كردفان على الحدود بين السودان ودولتي السودان الجنوبي وإثيوبيا.

 

 

تقرير للخارجية البريطانية ينتقد «الفجوة» بين وعود النظام السوري وسياساته على الأرض
الجمعة, 28 أكتوبر 2011..( جريدة الحياة)
 

لندن - «الحياة»، - انتقدت الخارجية البريطانية في تقرير مطول على موقعها على الإنترنت تحت عنوان «الإصلاح في سورية: بين التضليل والواقع»، ما أسمته بالتناقضات والفجوة ما بين وعود النظام السوري وما ينفذه على أرض الواقع.

وأوضح التقرير إنه في حين أصدر الرئيس السوري بشار الأسد عفواً عاماً عن حركات المعارضة السياسية، بما في ذلك الإخوان المسلمين، إلا أن الواقع هو أنه تم استثناء الكثير من السجناء السياسيين من مراسيم العفو، وجرى اعتقال واحتجاز الكثير من المدنيين الأبرياء منذ ذلك الحين لأسباب سياسية.

كما تحدث التقرير عن رفع حالة الطوارئ في سورية على أنه بداية عملية الإصلاح، مشيراً إلى أن الواقع هو أنه على رغم وعود الحكومة السورية، فإنها لم تفعل شيئاً لإتاحة استئناف الحياة السياسية الطبيعية.

كما أوضح أن التظاهرات السلمية ما زالت ممنوعة، والاجتماعات السياسية عرضة للترهيب والقمع، وقوات الأمن تتصرف من دون أي اعتبار للإجراءات القانونية، وهي محصنة ضد المساءلة.

وتحدث التقرير عن وعود النظام بمحاكمة ومحاسبة المتورطين في أعمال العنف ضد المدنيين، موضحاً أنه لم يحدث شيء من هذا القبيل. فلم يتم اعتقال أي من قوات الأمن أو الجيش، ناهيك عن توجيه الاتهام للمسؤولين عن مقتل المتظاهرين أو محاكمتهم. كما لم يحصل أهالي القتلى على أي تفسير.

أما عن وعد الحكومة السورية تسهيل إجراء «حوار وطني»، فأشار التقرير إلى أن النظام اختار من يرغب الاستماع إليهم، وتجاهل أي وجهة نظر لا تروق له. وتابع: «زعم النظام مبدئياً بأنه سيستمع إلى ويتعامل مع قضايا هامة أثارها المتظاهرون، وذلك بعقد حوار وطني. لكن النظام اختار المشاركين، واختار خبراء القطاعات أو الأكاديميين، وتجاهل النشطاء أو من يزعمون أنهم يمثلون الشارع السوري. ومن ثم تحكم النظام بالأسئلة التي يمكن طرحها، وأوضح الإجابات التي كانوا يتوقعونها، ولم ينفذ أي من الاقتراحات التي أثيرت».

وزاد التقرير: «لجأت قوات الأمن والجيش لما يبدو أنها سياسة «إطلاق النار بغرض القتل» ضد المتظاهرين، وتهديد الجنود أنفسهم بأنه سيتم إطلاق النار عليهم في حال رفضهم تنفيذ الأوامر، اتبعت قوات الأمن سياسة الاعتقال والاحتجاز التعسفي لمن شكت بمشاركته بالتظاهرات».

 

 

المعلم يطلع مبعوثاً صينياً على جهود عقد مؤتمر حوار وطني في دمشق
الجمعة, 28 أكتوبر 2011
دمشق - «الحياة»
 

اطلع وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم المبعوث الصيني للشرق الاوسط وو سيكه خلال لقائهما في دمشق امس على الجهود السورية المبذولة لعقد مؤتمر الحوار الوطني في دمشق. وجدد سيكه استمرار بلاده في الوقوف ضد محاولات التدخل الخارجي بالشؤون السورية.

وكان المعلم استقبل المبعوث الصيني الذي يقوم بجولة في المنطقة. وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) امس ان اللقاء تناول «اواصر الصداقة والعلاقات الثنائية الوثيقة القائمة بين سورية وجمهورية الصين الشعبية وسبل تطويرها في شتى المجالات والارتقاء بها الى علاقات شراكة استراتيجية».

وكانت الصين وروسيا استخدمتا حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار اوروبي مدعوم اميركاً ضد سورية في مجلس الامن.

وتابعت «سانا» ان المعلم شرح لسيكه «أبعاد الظروف الحالية التي تمر بها سورية وبين الخطوات التي اتخذتها القيادة السورية لتلبية المطالب المشروعة للمواطنين وجهودها لتحقيق الاصلاح والجهود المبذولة لعقد مؤتمر للحوار الوطني في دمشق. كما جرى اطلاع المبعوث الصيني على نتائج اجتماع اللجنة الوزارية العربية مع الرئيس بشار الاسد» اول من امس. ومن المقرر ان يعقد لقاء ثان بين الجانب السوري واللجنة الوزارية العربية في دمشق او الدوحة يوم الاحد المقبل لاستكمال بحث الامور المتعلقة بالمبادرة العربية لحل الموضوع السوري.

ونقلت «سانا» عن سيكه تأكيده «عمق علاقات الصداقة القائمة بين سورية والصين وحرص بلاده على أمن واستقرار سورية المهمين لاستقرار منطقة الشرق الاوسط. كما ثمن الجهود التي تبذلها القيادة السورية في هذا الصدد وفي مواجهة الاوضاع الراهنة من خلال الحوار وانجاز الاصلاح. كما أكد سيكه على استمرار التعاون والتعاضد بين البلدين في المحافل الدولية والوقوف ضد محاولات التدخل الخارجي بالشؤون السورية».

الى ذلك، نقلت الوكالة الرسمية عن مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في وزارة العلاقات الخارجية البرازيلية كارلوس مارتينس سيغليا تأكيده خلال لقائه سفير سورية الجديد في البرازيل محمد خضور «موقف بلاده الرافض للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، وانه شدد على أن الازمة في سورية شأن داخلي».

الى ذلك، احتشد اليوم مئات آلاف السوريين في ساحة المحافظة في مدينة اللاذقية دعماً للإصلاح والقرار الوطني المستقل ورفضاً للتدخل الخارجي بجميع أشكاله. وأفادت «سانا» ان المحتشدين»وجهوا الشكر للشعوب والدول الصديقة التي وقفت إلى جانب سورية وآمنت بقدرة المواطن السوري وقيادته على تجاوز هذه الأزمة وصوغ معادلة وطنية من دون تدخلات خارجية».

 

 

الوساطة العربية «تكشف» الاختلافات بين السلطات والمعارضة والشارع
الجمعة, 28 أكتوبر 2011
 

دمشق، لندن -»الحياة»، أ ب - بات من الواضح مع استقبال الحكومة السورية للوفد الوزاري العربي لبحث الازمة السياسية في البلاد، ان جميع الأطراف تتفق على «وجود أزمة»، غير انها تختلف «حول تسميتها».

ومع ان اتمام الزيارة وبحث الازمة مع الرئيس السوري بشار الاسد «خطوة إيجابية»، إلا ان اختلافات الاطراف المعنية حول مسببات الازمة وطرق حالها يشير إلى صعوبات مستقبلية متوقعة.

ففي حين تقول السلطات السورية إن الأزمة تسبب فيها «مسلحون ارهابيون» يتحركون في إطار «مؤامرة مدعومة من الخارج» ضد سورية بسبب مواقفها الاقليمية، تقول المعارضة إن توصيف السلطات الازمة على هذا النحو «لا يتحرك إلا إحساساً بالتشاؤم»، على أساس إنه اذا لم تعترف السلطات بالبعد الداخلي للازمة، فإن امكانات حلها ستكون محدودة، ان لم تكن معدومة.

أما وفد الوساطة العربي فإن مهمته صعبة، فهو عليه التوفيق بين السلطات والمعارضة، والتصريحات التي تأتي من الطرفين لا تشي ان هذا سيكون امراً سهلاً.

وقال ناشطون سوريون إنه بعد مغادرة وفد الجامعة العربية دمشق خرجت تظاهرات ليلية معارضة لفكرة الحوار مع السلطات، مشيرين إلى تظاهرات في حمص ودرعا وريف دمشق ودير الزور وحماة وأدلب بعضها رفع لافتات موجهة للجامعة العربية تقول «كيف تريدون منا الحوار مع قتلة الأطفال والنساء؟ كل الأعراف تدعو لمحاكمة القتلة لا الحوار معهم»، ولافتات اخرى تقول «روسيا تعطي بشار حماية دولية، وإيران تعطيه سلاحاً، والعرب يعطونه الوقت».

وقالت الناشطة السورية البازرة والناطقة باسم المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني «من المستحيل الكلام حول الحوار فيما القمع ما زال متواصلا». وتابعت لوكالة «اسوشييتدبرس» أمس: «حتى إذا توافرت شروط الحوار، فإن الشيء الوحيد الذي سيتم بحثه هو خريطة طريق لنقل سلمي للسلطة». لكن مطلب المعارضة هذا، سيقابل على الارجح برفض من النظام ومؤيديه.

ففي موازاة التظاهرات المعارضة للنظام والآراء التي ترى انه لم يعد له مستقبل في حكم البلاد، هناك آخرون يتظاهرون دعماً له، محذرين من ان البديل أسوأ، وقد يكون حرباً أهلية.

ويتحدث ناشطون عن ان «تسلح» جانب من المعارضة السورية، خصوصا المنشقين عن الجيش، عزز مخاوف قطاعات في سورية من سيناريوات سقوط النظام، مشيرين ان هذا انعكس على تزايد الاستقطاب في الشارع السوري. فبعد مرور نحو 8 أشهر على اندلاع الاحتجاجات الشعبية يتفق السوريون حول وجود «حراك شعبي» يستهدف تغيير الوضع القائم، لكنهم يختلفون في تحديد نوع هذا الحراك.

ويؤكد الكاتب والناشط السياسي غسان المفلح لمحطة «سي ان ان» العربية أن ما يجري الآن «ثورة غيرت وجه سورية،» مشيراً إلى أن السوريين «شبّوا عن الطوق، وكل فرد فيهم بات يشعر بقيمته وفرديته، وذاته وانتمائه لسورية أرضاً وشعباً وثورة، هذه الفرديات التي كانت مسحوقة تحت سماكات من القمع والتشويه الفاسد للناس.. هي ثورة ضد هذا الفساد الكلي الذي أنتجه هذا النظام».

ويضيف: «الاحتجاجات المستمرة منذ سبعة أشهر تؤكد أننا في خضم ثورة سلمية، عارمة أخرجت المجتمع السوري كله من القمقم القمعي الذي كان النظام يحاول على مدار أربعة عقود حصره فيه، مستخدماً كافة الأساليب».

وقال إن النظام استخدم أساليب كثيرة «بما فيها اللعب على ورقة الطائفية المقيتة، والتي ادخل المجتمع السوري تحت رحمة انفجارها منذ أن جاء هذا النظام المشخصن إلى الحكم 1970، مكمماً المجتمع السوري عبر بنائه لأعتى آلة قمع لشعبها في المنطقة».

ويصر النظام منذ عدة أشهر على تسمية ما يحدث بأنه «مؤامرة تستهدف تفتيت الوحدة والوطنية وجر البلاد إلى حرب طائفية». وتقول كاتبة سورية، فضلت عدم ذكر اسمها لـ»سي ان ان»: «سورية تقع في منطقة جغرافية جعلتها محكومة بالتآمر مدى التاريخ، ولا يمكن نفي وجود تآمر دولي عليها اليوم وكل يوم بمعنى أن كل طرف دولي يسعى لتجيير نتائج الحراك في المنطقة عموما لخدمة مصالحه وهذا منطق السياسة».

وتستدرك: «لكن ذلك لا يعني أن الحراك الحالي جاء بفعل المؤامرة، لأن الثورة لديها من العوامل الداخلية ما يكفي لإشعالها... والمفارقة أن النظام يتهم العالم بأسره بالتآمر عليه لإسقاطه، وأيضا الحراك الشعبي لديه شعور بالغبن ويتهم العالم بالتآمر عليه لإبقاء النظام الذي يخدم مصالحة».

وتتابع: «ليس هناك أي توصيف لما يجري في سورية سوى أنه ثورة، وما يجري في المنطقة عموماً هو حركة تاريخ... لقد انتهت دورة حياة الأنظمة الشمولية وها هي تتساقط في العالم العربي والعالم ككل... وأغلب ما يقال من توصيفات لما يجري بأنه مؤامرة أو اندفاع عفوي وغيره كلام سياسي دعائي إما تضليلي وإما إنكار للواقع وإما قصور نظر سياسي».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,284,757

عدد الزوار: 7,022,171

المتواجدون الآن: 74