سمحت باسقاط طائرة استطلاع عن قصد واستخدمتها كحصان طروادة قبل أن يتم تفجيرها...طهران تحذّر تل أبيب: كل المستوطنات في مرمى «كاتيوشا» أصدقائنا في «حزب الله»..«الجماعة الإسلامية»: لن يُسكت بعد الآن عن عمليات خطف السوريين في لبنان
القطبة المخفية لميقاتي استنفدت كل الاحتمالات..الموسوي لـ"النهار": المقاومة انتصرت على "السي آي إي"
الجمعة 25 تشرين الثاني 2011 - 5:08 ص 2491 0 محلية |
وزراء جنبلاط: الاستقالة إذا سقط التمويل
الحكومة تخالف "حزب الله" في "استدعاء" كونيللي
وعلى رغم انشغال الاوساط الرسمية والسياسية أمس بزيارة رئيس المحكمة القاضي ديفيد باراغوانث لبيروت من جهة واندفاع "حزب الله" الى الضغط على الحكومة لاتخاذ اجراءات في حق السفيرة الاميركية مورا كونيللي على خلفية "الحرب المخابراتية" التي تناولتها اخيراً تقارير صحافية اميركية، ظل مأزق تمويل المحكمة متصدراً الاولويات بما يعكس بلوغ الحكومة بافرقائها كافة المرحلة الحاسمة فعلاً لتقرير مصير هذا الملف وعبره على الارجح مصير الحكومة برمتها.
فخلافاً لما اشاعه عدد من الوزراء عقب الجلسة العادية التي عقدها مجلس الوزراء مساء أمس في السرايا من ان موضوع تمويل المحكمة لم يطرح خلالها، علمت "النهار" ان بعض الوزراء سأل رئيس مجلس الوزراء عن صحة ما يتردد في الصحف والاعلام عن امكان تقديم استقالته في حال سقوط بند التمويل بالتصويت في مجلس الوزراء، فاجاب: "انا وضعت بند التمويل على (جدول اعمال) أول جلسة لمجلس الوزراء بعد عودتي من الفاتيكان، واتوقع ان تتم مناقشته وعلى كل فريق ان يتحمل مسؤوليته تجاه هذا الموضوع".
لكن العامل الابرز في هذا السياق تمثل في ما كشفه أحد وزراء "جبهة النضال الوطني" التي يرأسها النائب وليد جنبلاط لـ"النهار" ليل أمس من ان الرئيس ميقاتي حدد جلسة 30 تشرين الثاني الجاري "حداً فاصلا لتمويل المحكمة ولا خيار أمامه اذا لم يتم اقرار التمويل سوى الاستقالة". وقال الوزير نفسه: "سواء استقال الرئيس ميقاتي ام لم يستقل، فان ورزاء جبهة النضال الوطني سيستقيلون من الحكومة اذا لم تمول المحكمة".
وعلم ان المساعي والمشاورات مستمرة بين الرئيس ميقاتي وكل من "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري بحثا عن تسوية تنقذ الحكومة من جهة وتراعي موقف "حزب الله" من جهة أخرى، غير ان اي تقدم لم يحرز في هذا المجال.
وافادت مصادر وزارية ان مجلس الوزراء استغرب تفرد الوزير الحاج حسن بهذه الخطوة بعدما بدأت ترد عليه معلومات تباعاً عما صرح به وخصوصا من حيث قوله ان مجلس الوزراء طلب من وزير الخارجية استدعاء السفيرة ومتابعة الملف. واسترعى الانتباه ان وزير الخارجية عدنان منصور سئل بعد الجلسة هل سيستدعي السفيرة ام سيستوضحها، فاجاب: "ليس هناك استدعاء ولا استيضاح". ولفت الى "ان هناك محضراً للجلسة يمكن الرجوع اليه".
والواقع ان البيان الرسمي لمجلس الوزراء الذي تلاه وزير الاعلام وليد الداعوق خلا من اي اشارة الى هذا الموضوع. لكن الداعوق اوضح في رده على اسئلة الصحافيين انه "لم يكن هناك استدعاء بالمعنى الحقيقي وان الرئيس ميقاتي طلب من وزير الخارجية الحصول على معلومات من السفيرة الاميركية عن صحة المعلومات الصحافية التي تحدثت عن هذا الموضوع ونحن ندرك جميعاً انها ليست سوى انباء صحافية لا نعلم مصدرها (...) وسيتم التحقق من صحتها حسب الاصول الديبلوماسية".
كذلك نفى "حزب الله" ان يكون لما جرى تداوله عن انفجار "علاقة بمخزن او مركز لحزب الله".
كذلك نفت قيادة القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" ارسال فريق للكشف على موقع الانفجار.
واورد الصحافي الاميركي اليهودي ريتشارد سيلفر شتاين في موقعه الالكتروني راوية عن انفجار طائرة استطلاع اسرائيلية اسقطتها اسرائيل اخيرا في المنطقة وكانت "بمثابة حصان طروادة" وذلك "بعدما سحبها مقاتلو حزب الله الى مخزن وسارعت الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الى تفجيرها مما احدث انفجاراً هائلا".
الموسوي لـ"النهار": المقاومة انتصرت على "السي آي إي"
يجمعون المعلومات لإسرائيل ولتتحمّل الحكومة مسؤولياتها
النائب نواف الموسوي. (الأرشيف) |
■ ورأى ان "حزب الله" سجل انجازاً جديداً في كشف العديد من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الذين عملوا على جمع المعلومات تلبية للمطالب الاسرائيلية، علماً ان عالم الاستخبارات يقوم على مبدأ مفاده ان كل جهة تجمع المعلومات لمصلحتها ولا تتجسس لأي جهة اخرى، لكننا امام واقع مختلف عندما تتعلق الامور بالاميركيين ومصالح اسرائيل. وان المعلومات التي جمعها الاميركيون كان يسعى للوصول اليها الاسرائيليون، لكنهم اخفقوا فاستعانوا بالاميركيين الذين فشلوا بدورهم، وبالتالي نحن امام مرحلة انتهاء الزمن السيادي الاستخباراتي الاسرائيلي في لبنان، وفي الوقت عينه امام شراكة عملانية وميدانية بين المخابرات الاميركية والاسرائيلية، وهذا يعني ان من يتجسس لمصلحة "سي اي اي" تماماً مثل من يتجسس لاسرائيل، ومن هنا بات مطلوباً معاملة هؤلاء المخبرين على قدم المساواة امام القضاء اللبناني".
واكد ان الاهداف التي كانت تجمعها الاستخبارات الاميركية هي لخدمة العدو، وكثير من الموارد الاستخباراتية في حرب تموز 2006 جمعها الاسرائيلي عبر الاميركيين، لكن نحن في"حزب الله" اقفلنا الطريق امام الاسرائيلي، واليوم امام الاميركي الذي يكاد يصاب بالعمى ازاء فشل عمله الاستخباراتي بعد ان استطعنا منازلته وتحقيق النصر على اكبر وكالة استخباراتية في العالم ويجب على كل وطني الفخر بهذا الانجاز والتمييز بين الاختلاف السياسي والتجنيد المخابراتي لخدمة العدو، وندعو الى اعادة النظر في الاتفاقات الموقعة بين حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة والولايات المتحدة في العامين 2006 و2007 والتي تشكل تهديداً للامن القومي اللبناني والامن القومي العربي في مواجهة اسرائيل، ولا ينبغي ان نتعامل مع الاميركيين على قاعدة انهم اصدقاء بعدما تبين حجم اختراقهم لبلدنا".
ولاحظ ان الاميركيين "عملوا على اختراق المقاومة اما مباشرة واما عبر حلقات مختلفة، وكانت بنية المقاومة برمتها مستهدفة بالاختراق الاميركي وكذلك الاسرائيلي، رغم الاستسهال في التعامل مع الخرق الاميركي. ومن هنا ندعو الحكومة اللبنانية الى تحمل مسؤولياتها في هذا المجال، مع التذكير بأن السفير الاميركي الاسبق في لبنان اعترف بانفاق 600 مليون دولار على الحرب النفسية في مواجهة المقاومة، ونحن نسأل كم انفق في الحرب الاستخباراتية؟ وهل يعلم المكلف الاميركي ان جزءاً من ضرائبه تذهب مباشرة لتحقيق مصالح اسرائيل عبر "سي آي إي" وعملائها؟". ودعا الموسوي اللبنانيين الى "مشاركة حزب الله في هذا النصر".
عباس الصباغ
باراغوانث التقى سليمان وميقاتي ومنصور:
تمويل المحكمة تجنّباً لدرسه في مجلس الأمن
الرئيس ميقاتي خلال استقباله رئيس المحكمة القاضي باراغوانث ونائبه القاضي رياشي. (دالاتي ونهرا) |
ثم زار باراغوانث ونائبه القاضي رالف رياشي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبحثوا في التعاون بين لبنان والمحكمة. وجدد ميقاتي تأكيد احترام لبنان القرارات الدولية ومنها القرار 1757 المتعلق بالمحكمة الدولية. وتمنى ان "يبقى عمل المحكمة في اطاره القانوني بعيداً من الاستنسابية او الاستخدام السياسي، مع الاخذ في الاعتبار ملاحظات البعض على جوانب معينة تتعلق بملف المحكمة ككل". وشدد على انه يتابع "السبل الآيلة الى انجاز الملف المتعلق بحصة لبنان من تمويلها تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب في شأنه ضمن المهلة القانونية اللازمة".
وعرض رئيس المحكمة مسار العمل مؤكدا "ان الاساس هو احقاق العدالة ومحاسبة المتورطين في الجريمة". وذكر بأنه مضى 11 شهراً على استحقاق تسديد لبنان حصته من تمويل المحكمة لسنة 2011.
وبعد الزيارة رفض باراغوانث الادلاء بأي تصريح موضحاً انه سيدلي ببيان مفصل عن نتائج لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في ختام زيارته.
ثم زار رئيس المحكمة قصر بسترس والتقى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور وتشاورا في مجريات المحكمة من دون ان يتناولا اي تفصيل عن موعد بدء المحاكمات.
وتمنى خلال اللقاء على لبنان القيام بواجبه بسداد حصته من تمويل المحكمة ليتجنب ادراج الملف على طاولة مجلس الامن الدولي.
ويلتقي باراغوانث في زيارته التي ستستمر ثلاثة أيام، وزير العدل شكيب قرطباوي والنائب العام التمييزي سعيد ميرزا اليوم ومسؤولين آخرين وشخصيات تعمل مع المحكمة، ومسؤولي مؤسسات وأفراد من المجتمع الأكاديمي والقانوني. كما سيزور موقع اغتيال الرئيس رفيق الحريري في منطقة السان جورج، وسيطلع جغرافيا على الطريق الذي سلكه موكب الرئيس الحريري من أمام البرلمان في ساحة النجمة في وسط بيروت، وصولا إلى مكان التفجير.
وكان رئيس المحكمة وصل أول من أمس الى بيروت، آتياً من طريق باريس، في زيارة هي الأولى له منذ تسلمه مهماته خلفا للرئيس السابق للمحكمة انطونيو كاسيزي.
القطبة المخفية لميقاتي استنفدت كل الاحتمالات
البديل من التمويل الحكومي صندوق تبرّعات؟
فما هي تاليا القطبة المخفية التي يبقيها ميقاتي طي الكتمان من دون الافصاح عنها؟
لفت بعض المراقبين في الكلام الاخير للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله انه لم يعد يضع خطوطا حمرا على التعاون مع المحكمة في حين كان هدد في خطابات سابقة باعتبار كل من يتعاون مع المحكمة عميلا او متعاونا مع اسرائيل. فهل يأتي الرئيس ميقاتي بأمر جديد يتصل بانشاء صندوق سريع للتبرعات يفتتحه بوضع مساهمة اولى منه شخصيا على ان يتلقى مساهمات اخرى بحيث يفي بالتزامه؟
المراقبون المعنيون يقاربون هذا الاحتمال على اساس ان مثل هذه الخطوة تحقق اكثر من هدف. وبحسب هؤلاء فان هذه المقاربة تستند الى وجود نصين في الاتفاق المعقود مع مجلس الامن الدولي وآخر في القرار المتصل بانشاء المحكمة يتيح التفكير في هذا الاحتمال. ففي قرار مجلس الامن هناك نص يتصل باحتمال عدم التزام لبنان، ويفيد بأن الامين العام للامم المتحدة يمكن ان يسأل دولا اخرى من اجل ان تغطي النقص الذي يمكن ان يتسبب به لبنان. وفي الاتفاق بند وضع لغرض آخر انما يؤدي المعنى نفسه، ويفيد بأنه في حال لم يحصل تمويل لبنان للمحكمة او من غيره فانه يصار الى البحث عن طرق اخرى للتمويل. وهذا يعني انه اذا كان هناك جهاز قام بالتمويل فإن الامر لن يكون دينا على لبنان الرسمي... اذ ان هناك اصراراً دولياً على التزام لبنان ما عليه لجهة المحكمة على ان تتولى الحكومة اللبنانية ذلك لكن واقع الامور ان مخارج من هذا النوع لم تطرح او تثر علناً لمعرفة ردة الفعل منها.
فهل هذا الاجتهاد في محله؟
إذا تعذّرت التسوية بالتصويت فالتوجّه نحو تحويل الملف إلى المجلس
هدف الأكثرية الحفاظ على الحكومة حتى لو اقتضى الأمر التمويل
وليست هذه الاستعادة إلا لأن حكومة ميقاتي بلغت عبر طرح ملف تمويل المحكمة على مجلس الوزراء المرحلة التي تضعها أمام مسؤولياتها لترجمة التزامات رئيسها حيال هذا الملف، ولرفع صبغة اللون الواحد وسيطرة الحزب عليها في ظل ظروف اقليمية ودولية غير مؤاتية.
وفيما تؤكد المعلومات أن حركة الاتصالات التي أطلقها ميقاتي تمهيدا للتوصل الى صيغة توافقية تؤمن تمويل المحكمة ولا تحرج "حزب الله" أو تظهر وكأنها تستهدفه، لا تزال دونها عقبات وسط تمسّك الاخير بموقفه، أشارت مصادر حكومية الى أن ميقاتي مستمر في حركته وخصوصاً أنه لم يواجه برفض مطلق، مما يترك الباب مفتوحاً أمام امكان التوصل الى ما يجنب لبنان مأزق التمويل.
في المقابل، ينقل زوار عن رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون تفهمه للظروف الاقليمية والدولية الضاغطة وما تثيره من مخاطر وقلق على المشهد السياسي الداخلي. ويعتقد هؤلاء أن ثمة اقتناعاً بدأ يتولد لدى مختلف القوى السياسية ولا سيما ضمن مكونات تحالف الثامن من آذار بضرورة النأي بلبنان عن أي خضات أو تفاعلات يمكن أن تنتج من معارضته المجتمع الدولي في ظل تنامي الضغوط التي يمارسها. وهذا ما يفسر استشعار عون بهذه المخاطر، بما يدفعه ولدى سؤاله عما سيكون موقفه من مسألة التمويل، الى الدعوة للتريث وترقب ما ستسفر عنه نتائج المشاورات مع حليفه في قيادة "حزب الله"، وهذا في ذاته كما تراه الاوساط يشكل تغيّراً من موقف رافض بالمطلق الى قبول بفكرة البحث فيه.
وعلم انه لم تجر بعد أي مشاورات على مستوى قيادة الحزب وعون، في حين تترقب أوساط مراقبة كلمة الامين العام السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء وما اذا كان سيتطرق الى الموضوع، علما أن عطلة الاستقلال شكلت مناسبة لتحرك وسيطي حركة "أمل" و"حزب الله" في كل الاتجاهات لتلمس المواقف من المخارج المطروحة.
لكن كل المعلومات المتوافرة حتى الآن تشير الى أن أي تقدم لم يسجل بعد في هذا الاتجاه، ولا تزال الاتصالات في محلها.
وتحت وطأة الضغط المتنامي للمعارضة من جهة واستحقاق موعد تسديد حصة لبنان من التمويل من جهة أخرى، من دون أي تغييرات مفصلية في المشهد السوري من جهة ثالثة، تنطلق الاكثرية الحاكمة من مقاربة مختلفة تسَهل عليها "هضم" أي احتمال للتمويل، وذلك على قاعدة الحؤول دون تحقيق هدف المعارضة بإسقاط الحكومة، حتى لو اقتضى الامر تمرير التمويل حفاظاً على حكومة ميقاتي وتجنباً لأي مواجهة داخلية أو خارجية في الوقت الذي تتنامى الضغوط الامنية والاستخباراتية على الحزب. وأقرب السيناريوات الجاري التشاور في شأنها في أوساط 8 آذار، اذا تعذر تأمين التصويت لمصلحة التمويل ضمن تسوية توافقية، يتمثل في أن يفضي النقاش في مجلس الوزراء الى اعادة الموضوع من أساسه الى مجلس النواب لتطرح عندئذ شرعية المحكمة، وهذا أمر مستبعد وفق أوساط قريبة من السرايا لأنه يعيد الامر الى النقطة الصفر ويتجاوز السلطة التنفيذية ليرمي بكرة النار في اتجاه السلطة التشريعية، مما يعيد السيناريوات الى المربع الاول، أي التصويت.
في أي حال، تشكل الايام القليلة الفاصلة عن موعد جلسة الثلاثين من الشهر الجاري مناسبة لطرح حسابات الربح والخسارة المترتبة على التمويل أو عدمه، مع الاخذ في الاعتبار كل العوامل المؤثرة سلباً أو ايجاباً وان كان يأتي في مقدمها الحؤول دون سقوط الحكومة تحت أي مبرر، بعدما تبدلت المعطيات والظروف التي تتيح الحفاظ على التحالف الاكثري بصيغته الراهنة.
ولأن هدف "حزب الله" من تعزيز موقع ميقاتي في السلطة لا ينطلق فقط من تفادي احتمالات عودة الحريري الى السلطة بل كسر حصرية الزعامة الحريرية واعادة احياء نادي الرؤساء الذي أقفله الحريري الاب، فان حسابات تمرير التمويل تصبح محلياً واقليميا ودولياً أعلى من حسابات مواجهته. فبأي خيار يسير الحزب؟
سابين عويس.
البداية في المحكمة ترجئ بتّ السير بالمحاكمة غيابياً
حتى تسلّم ردود ميرزا على طلبات المساعدة بشأن المتهمين
وأضاف البيان انه "يعود الى قضاة الغرفة الابتدائية اتخاذ قرار بمحاكمة المتهمين غيابياً، نظراً الى عدم توقيف اي من المتهمين الاربعة حتى تاريخه". وقرّرت ان يُبلغ المتهمون رسمياً بحقهم في حضور المحاكمة، على أن تقرر فور تلقيها ردود السلطات اللبنانية، ما اذا كان ينبغي دعوة المسؤولين اللبنانيين الى تزويدها معلومات إضافية.
وناقش القرار الموقت الذي نشره الموقع الالكتروني للمحكمة بالانكليزية انه قبل الشروع في الاجراءات الغيابية يقتضي على غرفة البداية ان تقرر ما إذا كان تم استيفاء متطلبات المادة 106 من قواعد الاجراءات والاثبات.وهي: أذا كان المتهم تنازل خطياً وصراحة عن حقه في أن يكون حاضراً في الاجراءات أمام المحكمة، او اذا لم يتم تسليمه الى المحكمة من سلطات الدولة المعنية في غضون فترة زمنية معقولة، او اذا توارى عن الأنظار، او تعذّر العثور عليه، فتكون كل الخطوات المعقولة قد اتخذت لضمان مثوله أمام المحكمة وابلاغه الاتهامات الصادرة عن قاضي الاجراءات التمهيدية، وعندها تسلك الدائرة الابتدائية الاجراءات غيابياً.
وأضافت الغرفة في مناقشة قراراها: "إذا لم يكن المتهم حاضراً بداعي الفشل او رفض الدولة ذات الصلة تسليمه، قبل تقرير المضي في الاجراءات الغيابية، على الغرفة الابتدائية التشاور مع الرئيس (رئيس المحكمة) وضمان ان كل المراحل اللازمة قد اتخذت بغية ضمان أن يكون للمتهمين، في أنسب الطرق، المشاركة في الاجراءات (المحاكمات)، وضمان ان متطلبات المادة 22 فقرتها الثانية من النظام الأساسي قد استوفيت.
وذكرت ان "جوهر ما أثاره الادعاء لدعم طلب تأجيل (السير بالمحاكمة الغيابية) هو ان الادعاء في لاهاي يعتمد على المساعدة من السلطات اللبنانية لالقاء القبض على المتهمين الأربعة، لكونها عاجزة عن القيام بذلك من دون مساعدة، ولكن ان السلطات اللبنانية لم تستنفد بعد جميع الخطوات المعقولة او الضرورية. وبالتالي فان الادعاء العام يعلل أنه ينبغي أن تستمع الغرفة الابتدائية الى السلطات اللبنانية قبل اتخاذ أي قرار بموجب المادة 105 من القواعد. ويضيف الادعاء في تعليله، أن من ضرورات ارجاء (السير بالمحاكمة الغيابية) اتاحة الوقت للسلطات اللبنانية للرد على طلباته في شكل صحيح في شأن الحصول على المساعدة (التي طلبها ممثل المدعي العام في 11 تشرين الثاني وحددها بعشر مساعدات) والافساح في المجال لهذه السلطات ابلاغ الغرفة الابتدائية الخطوات التي يمكن اتخاذها للقبض على المتهمين الاربعة.
وقال القرار ان الغرفة الابتدائية درست بعناية جميع المواد التي قدمها الادعاء العام وخصوصا لجهة طلبها الحصول على المساعدة من السلطات اللبنانية، وتلحظ الغرفة الابتدائية انه رغم مختلف الخطوات التي اتخذتها السلطات اللبنانية منذ 30 حزيران الماضي فانه حتى الآن لم يتم القبض على أي من المتهمين الاربعة ولم ينقلوا الى عهدة المحكمة.
وعلى صعيد طلبات الادعاء العشرة من السلطات اللبنانية التي أثارها في جلسة 11 تشرين الاول الماضي قالت الغرفة ان هذه الطلبات في رأيها يمكن اعتبارها، على سبيل ممارسة الدولة، تدايبر التحقيق القياسية لأن الغرفة لم تتلق حتى الآن اي تقويم من الادعاء (أو بيانات اخرى ان وجدت منه او من مكتب الدفاع او المتهمين الاربعة)، ولا ترى ان لديها جميع المعلومات اللازمة لاتخاذ قرار مستنير بموجب المادة 106 من القواعد، وتاليا فانها ترجئ النظر بموجب هذه المادة ريثما يتم تسلم المعلومات التكميلية، على أن يساعد في ذلك تقرير سيصدر عن الادعاء في الاول من كانون الاول المقبل لجهة مدى التقدم في هذه المسائل. وتبعا لذلك فان الغرفة الابتدائية لن تتخذ أي قرار بشأن ما اذا ينبغي دعوة حكومة لبنان الى تقديم مذكرات خطية بموجب المادة 106 او ان تظهر في جلسة مقبلة (أو كليهما حتى تلقى جوابا) (أجوبة) او أي مذكرات أخرى.
وعلى صعيد ما أثاره رئيس مكتب الدفاع في جلسة غرفة البداية في موضوع مذكرات التوقيف ودعوته الى الشروع في اجراءات تهدف الى رفع او تعليق اوامر الاعتقال بحق المتهمين بسبب وجود هذه المذكرات في حق المتهمين، وانه ينبغي ان يحضروا الاجراءات في حرية، قالت الغرفة انها تلاحظ ان المادة 79 تخول قاضي الاجراءات التمهيدية بدلا من الغرفة الابتدائية إصدار مذكرات التوقيف، اضافة الى ان المادة 104 تسمح للاشخاص المتهمين بالتنازل عن حقوقهم لحضور المحاكمة، والمادة 105 تسمح لقاضي الاجراءات التمهيدية او الغرفة الابتدائية بأن تأذن لشخص متهم، بالمشاركة في جلسة استماع من طريق المؤتمرات المتلفزة شرط ان يحضر محاميه جلسة الاستماع شخصيا. وذكرت ببيان رئيس المحكمة الصادر في 11 آب الماضي "في كتاب مفتوح الى المتهمين الاربعة معلما اياهم وعائلاتهم والمقربين منهم" ونشره في وسائل اعلامية. وقالت ان الغرفة ترى انه سيكون في مصلحة العدالة، في هذه المرحلة من الاجراءات ارشاد المسجل للطلب من السلطات اللبنانية اخطار المتهمين الاربعة، بالطريقة ذاتها التي سيتم فيها اخطار المتهمين بلائحة الاتهام او مذكرات التوقيف وفق القانون اللبناني. ان الغرفة الابتدائية تعلم الادعاء والمتهمين الاربعة ومكتب الدفاع انه قد يكون اجراء جلسة مرة اخرى لتقويم اهمية الوثائق والمعلومات المعلقة.
واعلنت انها ارجأت النظر في ما اذا تم استيفاء شروط المادة 106 المتعلقة بالمضي قدما في الاجراءات الغيابية، في انتظار تلقي ردود من المدعي العام اللبناني على الطلبات العشرة، وكذلك للمزيد من المذكرات، ان وجدت من الادعاء والمتهمين الاربعة، ومكتب الدفاع. وطلبت من الادعاء تقديم تقرير مرحلي بحلول الخميس في الثامن من كانون الاول المقبل.
واعلنت ارجاء قرارها في انتظار تسلم هذه الردود وتقويمها بشأن ما اذا كانت الغرفة ستدعو، بناء على طلب الادعاء، الحكومة اللبنانية سواء لتقديم مذكرات خطية منها او المثول امام المحكمة، اضافة الى ارشاد المسجل لاتخاذ الخطوات اللازمة لضمان اخطار المتهمين الاربعة ببيان رئيس المحكمة الصادر في 11 آب الماضي، ومضمون القواعد 104 و105”.
كلوديت سركيس
الجميل في بكركي: ما من عذر لتقاعس لبنان بإزاء المحكمة الدولية
عرض البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي يوم الثلثاء التطورات مع الرئيس أمين الجميل. وشكر الجميل للراعي ايفاده ممثلا له لترؤس القداس في الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد الوزير بيار الجميل.
وقال الجميل بعد اللقاء: "في هذه المرحلة نواجه استحقاقات مهمة، منها المحكمة الدولية، حيث على لبنان تأكيد التزاماته تجاه هذه المحكمة والمجتمع الدولي، وخصوصاً أن الحكومة اللبنانية هي من طالب بالمحكمة الدولية، وكانت تضم حينها جميع الأطراف، لا فئة معينة، وعدم الالتزام سيكون له انعكاسات داخلية، أولا على أهل الشهداء وعلى كل الذين قتل أحباؤهم. وهذا ليس محصورا بأهل الشهداء فقط، انما هو لكل مواطن لبناني يريد الاطمئنان الى مستقبله وأمنه. ونحن اذا لم نقم بواجباتنا حيال المجتمع الدولي، فلا نعرف ما ستكون انعكاسات ذلك الوضع على اللبناني، مثلا هل تكون هناك عقوبات أو ردات فعل في مجلس الأمن؟ لأن هذه المحكمة أنشئت تحت الفصل السابع، اذا المطلوب من لبنان أن يلبي واجباته والتزاماته تجاهها، وان عدم القيام بما يقتضي سيفقد الثقة بالمؤسسات والمستقبل، ونحن في هذه المرحلة نطالب رئيس الجمهورية والحكومة والمعنيين بأن يقوموا بواجباتهم، من أجل مصلحتهم ومصلحة الوطن، وما من عذر أن يتقاعس لبنان بإزاء المحكمة الدولية.
وعلينا أيضاً ان نتنبه لما يجري حولنا وخصوصا في سوريا، والمطلوب منا تحصين ساحتنا الداخلية في وجه اي تداعيات لما يحصل في سوريا وفي مصر". وعن اعادة تفعيل طاولة الحوار قال: "نحن في الاساس طلاب الحوار ونمارسه على كل الصعد ونطالب به ولا نطالب بـ"مونولوغ" ولا بطاولة تكون حلبة لكل واحد يقوم بتنظيرات من فوق السطوح، عقائدية وجامدة لا تؤدي الى شيء. ونحن طالبنا فخامة الرئيس بأن يعدّ ورقة واضحة تكون خلاصة لكل الابحاث التي حصلت لئلا نبدأ من النقطة الصفر، وان يقترح ما هي المشاكل والقضايا الخلافية الكبيرة التي ما زالت عالقة، وان يقترح حلولا لها ويفتح المجال لنقاش حول نقاط محددة تكون قابلة للنقاش، وليس ان يواجه بعض الاطراف الخلافات بشكل عقائدي جامد حيث يعتبر على الصعيد الوطني انها مقدسة. نحن نريد طاولة الحوار للحوار لا حلبة للصراع".
كذلك استقبل الراعي وفدا نيابيا عراقي، ضم: رئيس قائمة المجلس الشعبي الكلداني - السرياني - الاشوري النائب خالص ايشوع اسطيفو، رئيس قائمة هذا المجلس في برلمان اقليم كردستان النائب امير كوكا، عضو برلمان اقليم كردستان النائب سوزان يوسف، مساعد رئيس المجلس الشعبي جونسون سياويش ايو. وشكر الوفد الراعي على زيارته لبغداد مشيراً الى "تأثيرها الايجابي على العراقيين عموما والمسيحيين خصوصا".
باراغوانث للمسؤولين: كل الأحكام خلال 3 سنوات
مراسَلتان بالنص إلى لبنان: مهلة الدفع انتهت منذ 11 شهراً
صحيح ان زيارة الرئيس الجديد للمحكمة الدولية السير ديفيد باراغوانث هي للتعرّف الى المسؤولين اللبنانيين بعد تسلّمه مهماته خلفاً للقاضي الراحل انطونيو كاسيزي، الا انها وضعت النقاط على الكثير من الحروف الضائعة في العلاقة بين لبنان والمحكمة.
ووفق مصادر مسؤولة ان باراغوانث أكد لكل المسؤولين الذين التقاهم "ان كل الاحكام ستصدر عن المحكمة خلال ثلاث سنوات". وشدد على ان الكلام المتداول على وقف عمل المحكمة او تعديل مسارها، مناقض للواقع، لان كل الدول المعنية أبلغت بأن لا رجوع عن المحكمة ولا عن اصدارها لأحكامها.
وفي موضوع تمويل لبنان حصته، ذكّر باراغوانث المسؤولين اللبنانيين بانقضاء اكثر من 11 شهراً على سريان المهلة المعطاة لدفع ما يتوجب على لبنان من مستحقات عن العام 2011. كما ذكّر بالمراسلات الخطية التي تسلّمها لبنان في كانون الاول من العام 2010 ومن ثم في كانون الثاني وفي شباط اوائل العام 2011. وحصلت "النهار" على نص مراسلتين خطيتين، تضمنت المبالغ المستحقة، وفي ما يأتي مضمونها:
كتاب مرسل في تاريخ 1 كانون الثاني 2010
اتفقت لجنة ادارة المحكمة الخاصة بلبنان، بتاريخ 15 تشرين الثاني 2010، على المبلغ الاجمالي لموازنة العام 2011 والذي بلغ 65٫710٫550 دولاراً اميركياً، ووافقت على الجزء "أ" من الموازنة الذي بلغ 56٫888٫550 دولاراً اميركياً، اما الجزء "ب" من الموازنة فسوف تتم الموافقة عليه رسمياً من قبل لجنة الادارة بعد ان يقوم رئيس قلم المحكمة بإعلام لجنة الادارة بأن المدعي العام قد قدّم القرار الاتهامي امام قاضي الاجراءات التمهيدية، بالتوافق مع الاجراءات المحددة في رئاسة لجنة ادارة المحكمة الخاصة بلبنان بتاريخ 15 تشرين الثاني 2010.
استناداً الى النظام المالي 3,3 "على رئيس قلم المحكمة إبلاغ الحكومة اللبنانية، عبر الامين العام، بالمبالغ المالية الملزمة دفعها، وذلك خلال ثلاثين يوماً بعد ان تقوم لجنة الادارة بالموافقة على الموازنة او على اي اقتراحات اضافية للموازنة". تم اعلام الامين العام بالتفاصيل المتعلقة بهذه الالتزامات، بموجب كتاب مرسل من نائب رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان في تاريخ 23 تشرين الثاني 2010.
وكما تعلمون، تنص المادة 5، الفقرة 1 من ملحق قرار مجلس الامن رقم 1757 (2007)، على ان الحكومة اللبنانية ملتزمة تمويل 49% من مصاريف المحكمة الخاصة بلبنان، في حين تتحمل الدول المساهمة نسبة 51%. وبالنيابة عن الامين العام، فإنني ادعو الحكومة اللبنانية الى المساهمة بمبلغ 27٫861٫855 دولاراً اميركياً (وهو يشكل 49% من الجزء "أ" من الموازنة) لموازنة المحكمة للعام 2011، أقل من مساهمة العام 2009 بمبلغ 13,535 دولاراً أميركياً.
وبموجب النظام المالي 3,4، تُعتبر المساهمة المتوجبة على الحكومة اللبنانية مستحقة للدفع كاملة خلال ثلاثين يوماً من تسلّم هذا التبليغ. على ان تُدفع المساهمة بالدولار الاميركي بموجب حساب مصرفي.
السيد نوّاف سلام
الممثل الدائم للبنان لدى الامم المتحدة
بالنيابة عن الامين العام، أود ان اعرب عن امتناني لحكومتكم للمساعدة والتعاون المستمرين مما سيمكّن المحكمة من انجاز ولايتها بنجاح".
كتاب مرسل في تاريخ 7 شباط 2011
وافقت لجنة ادارة المحكمة الخاصة بلبنان في تاريخ 20 كانون الثاني 2011 على الجزء "ب" من موازنة العام 2011 والذي بلغ 8,822,000 دولار أميركي. وكما جاء في كتابي المؤرخ في 1 كانون الاول 2010، فان الموافقة الرسمية على الجزء "ب" من موازنة العام 2011 كانت تتوقف على تقديم قرار اتهامي من المدعي العام أمام قاضي الاجراءات التمهيدية في تاريخ 17 كانون الثاني 2011. وتبلغ الموازنة الاجمالية للعام 2011 (الجزء أ والجزء ب) 65,710,550 دولارا أميركيا.
استنادا الى النظام المالي 3.3 "على رئيس قلم المحكمة ابلاغ الحكومة اللبنانية، عبر الامين العام، بالمبالغ المالية الملزمة دفعها، وذلك خلال ثلاثين يوما بعد ان تقوم لجنة الادارة بالموافقة على الموازنة او على أي اقتراحات اضافية للموازنة". وفي تاريخ 4 شباط 2011 أبلغ رئيس قلم المحكمة الخاصة بلبنان الامين العام بالتفاصيل المتعلقة بهذه الالتزامات.
وكما تعلمون، تنص المادة 5، الفقرة 1 من ملحق قرار مجلس الامن رقم 1757 (2007) على ان الحكومة اللبنانية ملتزمة تمويل 49 في المئة من مصاريف المحكمة الخاصة بلبنان، في حين تتحمل الدول المساهمة نسبة 51 في المئة. وبالنيابة عن الامين العام، فانني أدعو الحكومة اللبنانية الى المساهمة بمبلغ 4,332,780 دولارا أميركيا الذي يشكل 49 في المئة من الجزء ب من موازنة العام 2011 من أصل مبلغ 8,822,000 دولار أميركي.
وبموجب النظام المالي 4-3، تعتبر المساهمة المتوجبة على الحكومة اللبنانية مستحقة للدفع كاملة خلال ثلاثين يوما من تسلم هذا التبليغ. على ان تدفع المساهمة بالدولار الاميركي على حساب مصرفي:
الممثل الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة.
بالنيابة عن الامين العام، أود أن اعرب عن امتناني لحكومتكم للمساعدة والتعاون المستمرين مما سيمكن المحكمة من انجاز ولايتها بنجاح".
هدى شديد
المصدر: مصادر مختلفة