دول مجلس التعاون تقرر اغلاق سفاراتها في دمشق...حرب بين مدنيين جيران... ولا يمكن الوثوق بأحد!...رسائل «الغارديان»: الأسد سخر من بعثة المراقبين العرب.. ويرى أن ما يحدث حوله في سوريا «سخافات»...انفجارات في أحياء دمشق واشتباكات في حلب وقصف على حمص وإدلب و39 جثة لأشخاص أعدموا رميا بالرصاص بعد تعذيبهم في إدلب

سوريا: تركيا تشيد بفكرة التسليح وتدرس منطقة عازلة...نصر الله يدعو الى القاء متبادل للسلاح في سوريا

تاريخ الإضافة السبت 17 آذار 2012 - 4:45 ص    عدد الزيارات 2552    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سوريا: تركيا تشيد بفكرة التسليح وتدرس منطقة عازلة
عام على الثورة.. اشتباكات في دمشق وحلب * الأمم المتحدة ستشارك في مهمة إنسانية * مصادر فرنسية: موقف موسكو يمكن أن يتغير * تواصل القتل وقصف على حمص وحماه * نصر الله يطالب بإلقاء سلاح متزامن بين النظام والمعارضة * إغلاق مزيد من السفارات
جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: ثائر عباس وبولا أسطيح باريس: ميشال أبو نجم
أشادت تركيا أمس بفكرة تسليح المعارضة السورية, وأكد مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن أنقرة تؤيد فكرة تسليح المعارضة السورية. وثمن المصدر دعوات وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إلى تسليح المعارضة، واعتبرها فكرة ممتازة، مشيرا إلى أن «تركيا ترى أن نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد (يعاقب شعبه)». وقال نائب لرئيس الوزراء التركي، أمس، بعد زيادة عدد اللاجئين السوريين خلال الساعات الـ24 الماضية، إن تركيا قد تنظر في إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية لحماية المدنيين. وفي الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية، وصلت حدة المعارك إلى شوارع العاصمة دمشق التي شهدت اشتباكات عنيفة وانفجارات.
وقال ناشطون إن اشتباكات مسلحة جرت قبيل فجر أمس في أحياء جوبر والقابون وبرزة في دمشق. كما تصاعدت الأحداث في مدينة حلب، حيث جرت اشتباكات استمرت عدة ساعات. وقد تواصل القتل والقصف أمس على حمص و حماه لساعات حسب ناشطين.
إلى ذلك، قال مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي إن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، ستسعى لدفع جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى سحب سفرائها من سوريا قبل بدء محادثات وزراء خارجية الاتحاد الأسبوع المقبل. وسيشارك في الاجتماع، الذي سيجري يومي الخميس والجمعة، ولأول مرة، وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. وأعلنت البحرين أمس أنها قررت إغلاق سفارتها في دمشق وسحب كل الدبلوماسيين والعاملين، كما قررت هولندا إغلاق سفارتها في دمشق.
إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة، أمس، إن عددا من خبرائها سينضمون إلى المهمة الإنسانية التي تقودها الحكومة السورية في عدد من المدن التي تشهد احتجاجات، ابتداء من عطلة نهاية الأسبوع. ومن جهتها، رأت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع أن موقف موسكو، «يمكن أن يتغير» عندما يعي الروس أن «مصالحهم مأخوذة بعين الاعتبار»، وأن النظام «يمكن أن ينهار». وفي تطور جديد دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله جميع الأطراف في سوريا إلى إلقاء السلاح بشكل متزامن.
انفجارات في أحياء دمشق واشتباكات في حلب وقصف على حمص وإدلب و39 جثة لأشخاص أعدموا رميا بالرصاص بعد تعذيبهم في إدلب

بيروت: بولا أسطيح لند: «الشرق الأوسط»..... لم تلتزم قوات الأمن ولا الناشطون السوريون باستراحة المحارب بعد 365 يوما من المعارك في الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية، بل بالعكس تماما، إذ وصلت حدة المعارك لشوارع العاصمة دمشق مع استمرار مسلسل المجازر الوحشي في إدلب حيث تم اكتشاف 39 جثة بإدلب منهم 23 قرب مزرعة وادي خالد، غرب مدينة إدلب، عليها آثار «تعذيب شديد»، مشيرا إلى أن «الجثث كانت معصوبة الأعين ومقيدة اليدين وقد تم قتلهم جميعا بعيارات نارية». حسب منظمة آفاز أمس. وفي الوقت الذي تحدث فيه مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» عن سقوط 9113 قتيلا منذ اندلاع الثورة، بينهم 2468 من العسكريين والجنود المنشقين، قالت هيئة الثورة إن 48 شخصا قتلوا أمس في أكثر من محافظة سورية.
وكان مجلس قيادة الثورة السورية أعلن أن انفجارين وقعا في حي جوبر بدمشق فجر أمس، تزامنا مع سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في منطقة القابون، وانفجارات عنيفة في باب مصلى وانفجار سيارة مفخخة في برزة. وقال ناشطون إن اشتباكات مسلحة جرت قبيل فجر أمس في أحياء جوبر والقابون وبرزة في دمشق، وسمعت أصوات انفجارات. وأضافوا أن الاشتباكات والانفجارات في جوبر وقعت عقب انشقاق عناصر من أحد الحواجز، وتحدثوا عن اشتباكات متزامنة في حيي برزة والقابون. وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان حدوث اشتباكات مسلحة وانفجار سيارة مفخخة في حي برزة دون أن يشير إلى خسائر إصابات.
وقامت هيئة التنسيق الوطنية بإلغاء الدعوة إلى التظاهر في ساحة الحجاز وسط العاصمة دمشق لإحياء مناسبة مرور عام على ثورة «الكرامة» بعدما احتلت قوات الأمن والشبيحة الساحة وبات من المستحيل التظاهر هناك، إلا أن مدينة دمشق لم تهدأ حيث أصر السوريون المناهضون للنظام على الاحتفال بثورتهم، وقام ناشطون بإلقاء منشورات ثورية في أكثر من حي (برزة وجوبر والمزة والقابون والميدان وركن الدين والميسات..) ووزعت أعلام الاستقلال، كما قاموا بقطع عدة طرق حيوية بإشعال النار خلال ليل أول من أمس، وسمع فجر أمس صوت انفجارين في بلدة جوبر التي تتصل بحي العباسيين، مع الإشارة إلى أن جوبر تشهد منذ عدة أيام حصارا خانقا وحملات مداهمات واعتقالات متواصلة، ومع ذلك خرجت هناك مظاهرة نسائية هتفت للحرية واحتفت بالثورة وطالبت بالإفراج عن المعتقلين، كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في حي القابون، وانفجارات عنيفة في باب مصلى وانفجار سيارة مفخخة في برزة، ليل أول من أمس تبع إطلاق نار كثيف. ويوم أمس وبعد خروج مظاهرة حاشدة في حي نهر عيشة القريب من حي الميدان، اقتحمت قوات الأمن الحي وقامت بإطلاق نار كثيف لتفريق المتظاهرين، وعلى المحلات التجارية المغلقة ضمن إضراب عام، وقال ناشطون إن قوات الأمن قامت بتكسير المحلات المغلقة ونهبت محتوياتها، وداهمت البيوت في حملة اعتقالات عشوائية، وتواردت أنباء عن حصول اشتباكات هناك ترافقت مع تحليق طيران حربي. كما خرجت أمس مظاهرات غاضبة في حيي القدم والعسالي وجرى إطلاق رصاص كثيف على المتظاهرين مع حملة اعتقالات عشوائية، وفي حي الميدان وبعد قيام ناشطين هناك بإلقاء المنشورات وقطع الطرق شهد يوم أمس إطلاق نار رشاشات «بي كي سيه» من قبل قوات الأمن، لا سيما حارات منطقة القاعة. كما شهد حي برزة إطلاق نار كثيفا على المنازل. وتأزمت الأوضاع الأمنية في مدينة دوما بريف دمشق وجرى إطلاق نار بشارع الجلاء وحاجز الشيفونية مع حملة اقتحام وتكسير للمحلات التجارية في ساحة الشهداء.
وفي إدلب التي اقتحمها الجيش السوري مؤخرا، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط خمسة قتلى أمس ثلاثة منهم في معرة حرمة وخان شيخون إثر إطلاق رصاص من القوات السورية، فيما تحدث المرصد السوري عن مقتل مواطنين «إثر إصابتهما بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات نفذتها القوات السورية في بساتين مجاورة لبلدة كفر نبل» الواقعة في ريف إدلب. هذا وتحدث ناشطون عن عملية انشقاق عسكريين مع ثلاث مدرعات أعقبها اشتباكات مع قوات الأمن.
وأعلن ناشطون عن العثور على 23 جثة بجانب مزرعة وادي خالد في الجهة الغربية من المدينة. وجميع الجثث كانت مقيدة الأيدي بربطات بلاستيكية ومعصوبة الأعين بربطات من قماش، وواضح أنه تم إعدامهم جميعا رميا بالرصاص في الرأس، ورجح الناشطون أنهم أعدموا بعد التحقيق معهم من قبل الجهات الأمنية وذلك لوجود آثار ضرب ودماء، وفق إفادة طبيب، شاهد الجثث خلال مرورها بالمزرعة صباح أمس باتجاه مشفى ميداني خارج المدينة لمعالجة مصابين من «الجيش الحر» إثر المواجهات في المدينة خلال الأيام الماضية.
كما قتل في إدلب أمس أربعة أشخاص نزحوا من المدينة وكانوا يستقلون سيارة عندما أطلقت عليهم قوات الجيش النظامي النار على طريق معرة مصر ين تفتناز عند قرية كفريا. وفي مدينة أريحا في ريف إدلب، انفجرت سيارة قابعة لقوات الأمن على الطريق السريع أريحا - اللاذقية وقتل من فيها، كما جرى تبادل لإطلاق النار بين «الجيش الحر» والجيش النظامي وسمع دوي انفجار ضخم جدا هز مدينة أريحا ترافق مع إطلاق نار كثيف على المدينة وإطلاق قذائف مدفعية على المدينة وعلى منطقة الوادي الأخضر في أريحا.
أما في ريف دمشق، فأفيد باشتباكات وقعت بين الجيش السوري و«الجيش الحر» في كفر بطنا. وقال مراد الشامي، عضو مجلس قيادة الثورة، إن القوات الحكومية تشن حربا حقيقية على معظم أنحاء ريف دمشق.
وفي المحافظة ذاتها، تحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش ومنشقين في دوما، في حين أعلن «الجيش الحر» أنه اعتقل العميد في الجيش السوري نعيم خليل عودة، وأمهل «الجيش الحر» السلطات ثلاثة أيام لإطلاق معتقلي دوما وإلا أعدم الضابط، وتحدث «الجيش الحر» أيضا عن استهداف عقيد في الجيش كان ضمن قافلة عسكرية على الطريق بين دمشق والقنيطرة.
وفي مدينة حمص، قامت قوات الجيش النظامي بقصف حي باب السباع بصواريخ حرارية أدت إلى اشتعال النيران، ترافقت مع إطلاق قذائف مدافع «هاون»، وسقوط الكثير من القتلى والجرحى هناك، كما انهمرت عشرات القذائف على مدينة الرستن، وسجلت أكثر من عشرين إصابة بين المدنيين معظمها حالات خطيرة. وفي مدينة القصير، شيع 8 قتلى سقطوا خلال قصف عنيف على المدينة يوم أول من أمس، وقال ناشطون إن قوات الجيش النظامي استخدمت قنابل ضوئية في قصفها للمدينة ليل أول من أمس، ولا تزال الأوضاع متوترة هناك، تحت حصار خانق أدى إلى نزوح آلاف العائلات إلى المناطق المجاورة.
وفي حماه، قال ناشطون إن عدة أشخاص أصيبوا خلال قصف على بلدة قلعة المضيق في ريف حماه مستمر منذ عدة أيام، وتهدم أهم أبراج الحراسة في القلعة الأثرية القديمة، كما تضرر عدد كبير من المنازل ومعظمها لم يتم الوصول إليها لمعرفة عما إذا كان هناك ضحايا تحت الأنقاض. وفي مدينة اللاذقية على الساحل السوري، انطلقت مظاهرة كبيرة في شارع أنطاكيا قامت قوات الأمن بإطلاق النار لتفريقها مع قنابل صوتية هزت المنطقة تبعها حملة اعتقالات شرسة. وفي مدينة بانياس الساحلية، شنت قوات النظام حملة اعتقالات عشوائية في حي ابن خلدون عقب تفريق مظاهرة حاشدة انطلقت في الحي. وفي مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد، خرجت مظاهرات حاشدة في حي المفتي وحي العزيزية جرت مهاجمتها وإطلاق الرصاص الحي لتفريقها.
وفي ريف دير الزور (شرق) قال المرصد السوري «إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة مو حسن تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف».
وأشار المرصد إلى أن الاشتباكات جاءت نتيجة «مهاجمة المجموعات المنشقة لمراكز الجيش النظامي في المدينة».
وعلى وقع استمرار النظام بارتكاب المجازر في حمص وإدلب تصاعدت الأحداث في مدينة حلب، وخرجت أمس مظاهرة كبيرة من الجامع الأموي، كما انطلقت مظاهرة أخرى نحو قلعة حلب، ردا على مسيرة التأييد التي نظمتها السلطات في سعد الله الجابري، وقال ناشطون في حلب إن قوات الأمن والشبيحة هاجموا المتظاهرين وأطلقوا النار عليهم، مما أسفر عن قتل شخصين على الأقل وإصابة العشرات بجروح، وجرت اشتباكات استمرت عدة ساعات، في محيط قلعة حلب مع الشبيحة الذين قاموا بتكسير المحلات التجارية في المنطقة، والذين انتشروا في المنطقة بكثافة وهو يحملون السكاكين والسيوف والعصي. كما حوصر أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر داخل الجامع الأموي الذي طوقته قوات الأمن من كل الأطراف وترافق ذلك مع إطلاق رصاص حي في محيط السبع بحرات، إلى حين وصول تعزيزات أمنية وباصات ضخمة لاعتقال المحاصرين داخل الجامع.
وقالت وكالة «فرانس برس» إن عشرات الآلاف من السوريين في عدد من المدن السورية شاركوا أمس في «المسيرة العالمية من أجل سوريا»، التي دعا إليها موالون للرئيس السوري بشار الأسد للتعبير عن «حبهم لسوريا».
نصر الله يدعو الى القاء متبادل للسلاح في سوريا

شدد على ضرورة التوصل الى حل سياسي

بيروت: «الشرق الأوسط»... شدد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، على ضرورة الى التوصل الى حل سياسي في سوريا، معتبرا على أنه «ما من خيارات سوى دعوة الجميع إلى مراجعة تؤدي بكل موضوعية إلى نتيجة، إذ لا يوجد في سوريا إلا الحل السياسي وإلقاء السلاح بشكل متلازم وبآلية متفق عليها والدخول بحل سياسي، وبغير ذلك، فإن من يريد أن يسقط النظام بأي ثمن، لن يستطيع».
وتطرق نصر الله إلى الوضع السوري في خطاب ألقاه أمس في احتفال تربوي: «نحن رهاننا وأملنا أن تتمكن سوريا من تجاوز الأزمة بما يخدم شعبها واستقرارها، ونحن منذ البداية نخشى من مخاطر التقسيم، ونتكلم هنا بواقعية، فهذا السودان قُسِّم، وبعد التقسيم لم يُحلّ شيء بالسودان، والضغط عليه ما زال قائما، واليوم الدعوات إلى الفيدرالية والتقسيم موجودة في أكثر من بلد عربي»، موضحا أن «الحديث عن مخاطر التقسيم حقيقية وليست أوهاما، نحن خائفون على سوريا من التقسيم والفوضى وإضعافها بما تمثل من سند حقيقي لحركات المقاومة، ومنذ اليوم الأول، دعونا إلى عدم قيام مواجهات مسلّحة، وأن يذهب الجميع إلى الحل السياسي، ونحزن لأي نقطة دم من أي إنسان سوري. هذا ما نقوله منذ الأيام الأولى ولا نزال نقوله، وقد مضى سنة على ما يحصل في سوريا»، ورأى أن «البعض في لبنان يتعاطون مع الأزمة السورية كأنهم قوى عظمى، فيبدأون بوضع جداول، في وقت أننا في لبنان غير قادرين أن نحل مشكلاتنا، وكل يوم هناك صراع ومشكلة حقيقية، إذ لم يعد هناك مقامات ولا ضوابط في الخطاب السياسي، فالبلد بات سوقا و(فلتان)». وتابع الأمين العام لحزب الله: «البعض يريد أن يستغل موقفنا (من سوريا)، ونحن نسعى بصدق لنعرف الحق ونقف معه، ونعبّر عنه أيا تكن التكلفة، ونحن نملك رؤية نرى فيها مصلحة شعبنا؛ أعجب ذلك من أعجبه أو من لم يعجبه، وهناك ناس تصفّق لنا وناس تشتمنا، والتطورات الأخيرة أثبتت أن الرهان على إسقاط النظام السوري يقود إلى حرب طائفية، والعقوبات الاقتصادية من الواضح أنها لم تؤد إلى نتيجة»، معتبرا أن «مظاهرات اليوم (أمس) في دمشق وحلب (المؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد) هي تعبير حقيقي بأن هناك جزءا من الشعب لا يريد حربا طائفية، ولا يريد (عرب خيانة واعتدال)، بل يريد أن يكون ممانعا ووفيا لفلسطين، ونحن نقف مع هذا الجزء».
الأمم المتحدة ستشارك في مهمة إنسانية بقيادة الحكومة السورية

بان يحث على التعاون لإنهاء الأزمة السورية

لندن: «الشرق الأوسط»... قالت الأمم المتحدة أمس إن عددا من خبرائها سينضمون إلى المهمة الإنسانية التي تقودها الحكومة السورية في عدد من المدن التي تشهد احتجاجات، ابتداء من عطلة نهاية الأسبوع.
وصرحت فاليري أموس، مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، بأن عددا من موظفي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي سيشاركون في المهمة التي ستقوم بزيارات إلى حمص وحماه وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا. إلا أن أموس أكدت أنه «من المهم وبصورة متزايدة أن يتم السماح للمنظمات الإنسانية بالدخول دون إعاقة لتحديد الاحتياجات الملحة وتقديم الرعاية الطارئة والإمدادات الأساسية. لا مجال لإضاعة الوقت»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت في بيان «أكرر دعوتي للحكومة السورية إلى أن تسمح للمنظمات الإنسانية بالدخول دون إعاقة حتى يمكنها مساعدة الناس المحتاجين بطريقة محايدة وغير متحيزة».
وكانت أموس التقت الأسبوع الماضي بمسؤولين سوريين في دمشق، وقالت في وقت لاحق إن الحكومة السورية وافقت على القيام بمهمة تقييم مشتركة في سوريا التي تشهد اضطرابات دامية منذ أكثر من عام. وصرحت أموس «الأسبوع الماضي قالت الحكومة السورية إنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لدراسة اقتراحاتنا». وأضافت أن «السلطات السورية أبلغتني الآن بأن مهمة تقودها الحكومة ستزور محافظات حمص وحماة وطرطوس واللاذقية وحلب ودير الزور ومناطق ريف دمشق ودرعا ابتداء من عطلة نهاية الأسبوع». وأضافت أن موظفين من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي «سيرافقون المهمة ويغتنمون الفرصة لجمع المعلومات عن الوضع الإنساني بشكل عام ومراقبة الظروف في مختلف البلدات والمدن بأنفسهم».
إلى ذلك، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الحكومة السورية والمعارضة أمس على التعاون مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في المسعى لإنهاء العنف. وقال إن «الوضع الراهن في سوريا لا يمكن الدفاع عنه», مشيرا إلى أن عدد القتلى فاق 8 آلاف. وقال بيان من مكتب بان إنه «يتضامن مع الشعب السوري ومع طموحاته المشروعة للكرامة والحرية والعدالة. وهو يدعو لإنهاء كل العنف ولحل الأزمة من خلال الوسائل السلمية». وأضاف أنه «يحث الحكومة السورية والمعارضة على التعاون مع جهود المبعوث الخاص المشترك».
رسائل «الغارديان»: الأسد سخر من بعثة المراقبين العرب.. ويرى أن ما يحدث حوله في سوريا سخافات، خبير نفسي لـ «الشرق الأوسط»: الرسائل خاصة ببشار وزوجته.. وتوضح انفصاله عن الواقع

 
لندن: أحمد الغمراوي .... استمرت التفاصيل الدقيقة الواردة في رسائل البريد الإلكتروني المسربة والمنسوبة إلى الرئيس السوري بشار الأسد وقرينته أسماء في إثارة فضول القراء والسياسيين حول العالم؛ في محاولة للحصول على تفاصيل أوضح للوضع السياسي السوري من جهة، وعلى أمل الاطلاع على ملامح أكثر قربا من شخصية أحد أكثر الرجال إشغالا للرأي العام العالمي مؤخرا.
وحاولت صحيفة «الغارديان» البريطانية، التي قامت بنشر جزء من تلك الرسائل، بكل طاقتها أن تتأكد من مصداقية نسب هذه الرسائل لبشار وأسماء قبل نشرها، خاصة أنها تستخدم حسابات مصطنعة بأسماء سام (بشار) وعالية كيالي (أسماء)، موضحة ورود اسمي بشار وأسماء الحقيقيين في أكثر من موضع بالرسائل، خاصة تلك المتبادلة مباشرة بينهما. كما أشار ناشطون إلى أن شركة «الشهباء»، ومقرها في دبي، والتي ينتمي إليها الحسابان البريديان، هي الممر للأعمال التجارية الحكومية لسوريا، والمشتريات الخاصة بأسماء الأسد. أيضا أوضحت الصحيفة أن لائحة الشخصيات التي يتم تبادل المراسلات معها تضم - إلى جانب عائلة أسماء الأسد - أبرز مستشاري ومقربي بشار وزوجته، وهم شهرزاد الجعفري، ابنة السفير السوري لدى الأمم المتحدة، وهي في بداية العشرينات من عمرها، وأحد المقربين من الأسد وأعلى مستشاريه الإعلاميين.. وأيضا هديل العلي المستشارة الصحافية للأسد، ولونة الشبل المذيعة السابقة بقناة «الجزيرة»، وخالد أحمد الذي قدم للأسد تقارير تفصيلية عن الأوضاع في حمص، بما فيها أحوال الصحافيين في بابا عمرو، والتي أسفرت عن قصف المبنى الصحافي ومقتل عدد من المراسلين وإصابة آخرين الشهر الماضي.. إلى جانب حسين مرتضى، رئيس قناة «العالم» التلفزيونية الإيرانية. وأوضحت الصحيفة أيضا أنها تواصلت مع 10 من الشخصيات المرموقة الواردة بالرسائل للتأكد من مصداقيتها، وبينهم توماس ناغوريسكي مدير تحرير بشبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، والسير أندرو غرين سفير بريطانيا السابق لدى سوريا، واللورد بويل مستشار السيدة مارغريت ثاتشر السابق.. فأكدت أغلب هذه الشخصيات نسب هذه الحسابات لبشار وزوجته، فيما امتنع الباقون عن التعليق بالسلب أو الإيجاب.
وتظهر الرسائل لمحات مختلفة من حياة الأسد وزوجته، منها جوانب حياتية، مثلما يتضح في رسائل أسماء لشراء وحدة إضاءة من متاجر «هارودز» الفاخرة في لندن، أو طلبات لشراء حلي من باريس. لكن الرسائل عكست أيضا جانبا آخر؛ هو معاناة أسماء في التأقلم مع الأوضاع النفسية الضاغطة حول أسرتها، نظرا للهجوم الشديد الذي يواجهه بشار، إذ تقول في رسالة موجهة إلى حساب زوجها في نهاية ديسمبر الماضي «إذا كنا أقوياء معا فسوف نتغلب على هذا معا.. أحبك».
وسياسيا، كشفت الرسائل عن عرض قطري لإنهاء الأزمة تسلمته أسماء، ويتضمن إمكانية أن تكون الدوحة مكانا للزعيم السوري لطلب اللجوء هو وعائلته، حيث قالت الصحيفة إن مياسة، ابنة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بعث إلى أسماء برسالة في 30 من يناير (كانون الثاني) الماضي تقول فيها «بالنظر للتاريخ وتصاعد الأحداث الأخيرة، رأينا نتيجتين.. إما أن يتنحى الزعماء ويحصلوا على اللجوء السياسي، وإما يتعرضوا لهجوم وحشي. أعتقد حقا أن هذه فرصة طيبة للرحيل وبدء حياة أخرى طبيعية.. وأنا متأكدة أن هناك أماكن كثيرة يمكن اللجوء إليها بما في ذلك الدوحة»، مضيفة «أتمنى فقط أن تقنعي الرئيس بأن يقبل هذا؛ كفرصة للخروج من دون أن يكون مضطرا لمواجهة اتهامات».
لكن، وبحسب المواقف المعلنة للأسد، فإنه يبدو أنه تجاهل هذا العرض تماما، بل إنه استمر في استخدام لغة إعلامية تحمل أطرافا خارجية مسؤولية الأوضاع السيئة في سوريا.
وبالبحث في رسائل الأسد يتضح أنه متأثر للغاية بآراء مستشاريه، وأن بعضهم ينتمي إلى إيران بشكل أو بآخر.. إذ توضح الرسائل أن مستشارا إعلاميا لبشار أعد تقريرا قبيل إلقاء الأسد لكلمة جماهيرية في ديسمبر الماضي، وقال المستشار إنه استند في تقريره إلى «مشاورات مع عدد لا بأس به من الناس إلى جانب الإعلام والمستشار السياسي للسفير الإيراني»، ناصحا الأسد «أعتقد أن اللغة يجب أن تكون قوية وعنيفة، لأن الناس في حاجة إلى أن يروا رئيسا قويا يدافع عن البلاد، وإظهار التقدير للدعم الذي أبدته دول صديقة». أيضا يتضح ذلك التأثر في رسائل أخرى، والتي أشارت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى «الوجود غير القانوني للصحافيين الأجانب في بابا عمرو بمدينة حمص»، وطلبت «إحكام القبضة الأمنية»، وأن «الحكومة يجب أن تكون مسيطرة على كل المناطق العامة كل مساء».
وتظهر رسالة أخرى تهكم الأسد من بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، والتي زارت بعض المدن مثل دمشق وحمص، وذلك عبر مشاركته لمقطع فيديو - صوره في الأغلب أحد المتعاطفين مع النظام - ويظهر دمية على شكل مراقب وسيارة أطفال تحمل ملعقة تمثيلا لإحدى الدبابات. ويشير الفيديو في سخرية إلى أنه بعد نداءات وتحذيرات (المعارض البارز) برهان غليون حول الانتهاكات، فإن النظام السوري استعان بتعويذة سحرية لإخفاء الدبابات من حي بابا عمرو.
وقام بشار بإرسال المقطع إلى مستشارته الإعلامية هديل العلي قائلا «يجب أن تشاهدي ذلك»، فردت العلي «يا إلهي، إنه مضحك.. الكل كان يتحدث عن غليون ونظريته بخصوص الدبابات».
وبينما انقسمت التعليقات على موقع صحيفة «الغارديان» بين من يرى أن المحتوى صادق وينتمي لعائلة الأسد، وبين مشكك في ذلك، فإن قناة تلفزيونية سورية قامت بنفي انتماء الحساب البريدي للأسد في فبراير (شباط) الماضي، وذلك بعد انكشاف اختراق الحساب وربما في خطوة استباقية قبل نشر محتواه أول من أمس. لكن الخبير النفسي الدكتور محمد عبد العظيم، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن محتوى الرسائل التي اطلع عليها عبر صحيفة «الغارديان»: «ينتمي بالتحليل النفسي إلى بشار الأسد وزوجته حتما».
وقال عبد العظيم «يتفق ما ورد بالرسائل المنشورة مع كون أسماء تشعر بالضياع بين نشأتها الغربية (في بريطانيا) وواجبها في الوقوف جوار زوجها حتى النهاية، رغم تمزقها النفسي نظرا لما تراه من انتهاكات بحق المواطنين». وأضاف عبد العظيم «أما عن بشار فإنه - كما يتضح من تصرفاته الحالية على أرض الواقع - قد اتخذ الخيار شمشون، أي أنه مصر على الوصول إلى آخر الخط، ولا يرى مفرا من ذلك.. إما القضاء على المعارضة أو نهايته الشخصية. وتظهر أفعاله الشخصية في الرسائل أنه شخص منقاد لآراء محيطيه من المستشارين، كما أنه مغيب ومنفصل عن الواقع في بعض الأحيان.. وهي صفات تتفق مع شخصية من يتخذ مثل هذه القرارات غير المنضبطة نفسيا».
وهو أمر توضحه رسائل أخرى تظهر انفصال الرئيس عن الواقع حوله، مثل تلك التي تظهر اهتمامه بشراء بعض الأغاني عبر متجر «آي تيونز» الخاص بمنتجات «أبل ستورز»، وإرساله بعضها إلى زوجته، كما أرسل لها مقاطع فيديو من برنامج «Arab Idol» الفني، بينما الأوضاع مشتعلة على الأرض في سوريا.. أو تلك التي يرد فيها على رسالة لزوجته (قالت فيها إنها ستفرغ مما تقوم به الساعة الخامسة مساء)، بقوله (متهكما على المطالبات الدولية بإجراء إصلاحات في سوريا) «هذا أفضل إصلاح يمكن أن يحدث في أي بلد.. أن تخبريني بمكان وجودك. هذا أفضل من سخافات قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام».
السلطات السورية تمنع دخول قافلة الحرية من تركيا

المنظمون يقررون تنظيم اعتصام مفتوح إلى أن يتمكنوا من توصيل المساعدات

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: كارولين عاكوم .... للمرة الثانية خلال شهرين تصل قافلة الحرية إلى الحدود التركية السورية، وتصطدم بمنع دخولها من قبل السلطات السورية. وكان الناشطون الذين ينظمون الحملة قد انطلقوا مع نحو 450 ناشطا من دول عربية وأجنبية مختلفة صباح يوم أمس من منطقة «غازي عنتاب» في تركيا باتجاه منطقة «كلس» على الحدود السورية، حيث أوقفتهم الشرطة التركية ومنعتهم من التقدم أكثر خوفا على سلامتهم، بحسب مؤيد اسكيف، أحد منظمي القافلة، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «عندها، عمدنا إلى تشكيل وفد مؤلف من الشباب السوريين المنظمين، وتواصلنا مع ممثل عن الجهة التركية الذي تفاوض بدوره مع ممثل من السلطات السورية التي رفضت رفضا قاطعا اجتياز القافلة للحدود». ولفت اسكيف إلى أن المنظمين كان قد سبق لهم أن تواصلوا مع الهلال الأحمر السوري، لكنهم لم يتلقوا أي رد منه، معتبرا أن «هذه المنظمة مغلوب على أمرها».
أما في ما يتعلق بالخطوات المستقبلية التي قد يقوم بها المنظمون، فيقول اسكيف «بدأنا في تشييد الخيام تحت الأمطار، وبدأنا اعتصاما مفتوحا، إلى أن نتمكن من توصيل المساعدات». وأكد اسكيف أن اختيار يوم أمس للانطلاق بالقافلة كانت له دلالات عدّة، وأهمها التأكيد على إكمال مسيرة الثورة إلى أن تتحقق أهدافها في الحرية والعدالة والكرامة. وأضاف «رغم العوائق التي واجهناها وقد نواجهها في المستقبل، والتي قد تمنعنا من الوصول إلى سوريا ومساعدة المدنيين، فإن محاولاتنا لن تتوقف، وذلك بهدف كسر الحصار الإعلامي المفروض على سوريا ولفت الانتباه لما يجري في الوطن من مجازر وحشية يرتكبها النظام، ولمد يد العون لشعبنا، وللتأكيد على أن المغتربين السوريين هم امتداد للشعب السوري في الخارج».
ورأى أن «هذا حق طبيعي لنا كمواطنين، ولا يوجد قانون في العالم يمنع دخول مثل هذه القافلة، وكنا نتمنى لو أتيحت لنا الفرصة للدخول من أكثر من بلد عربي وعن طريق مطار دمشق الدولي أيضا». ويدعو اسكيف «الجمعيات الحقوقية العربية والعالمية المشاركة في القافلة إلى أن تقوم بواجبها تجاه شعب أعزل يقصف يوميا». واعتبر أن «أهمية قافلة الحرية تكمن في كونها قافلة مساعدات إغاثية إنسانية سلمية لا يوجد فيها سلاح ولا مسلحون، لكن الهدف الأساسي هو توصيل مواد إغاثية وطبية، ونريد مساعدة الجرحى، كما نريد إدخال وسائل الإعلام لتنقل الصورة الحقيقية لما يجري للعالم».
وأسف اسكيف لما سماه تخاذلا عربيا دوليا من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية، لافتا إلى أن «المنظمين عمدوا إلى التواصل مع عدد كبير من هذه المنظمات طالبين منها ليس تقديم المساعدات وإنما الوقوف إلى جانبنا ولو معنويا فقط، لكننا لم نلق أي تجاوب».
«هيومن رايتس ووتش»: قوات الأمن السورية تطبق سياسة الأرض المحروقة

قالت إن القوات الحكومية أطلقت النار من دون تمييز

جريدة الشرق الاوسط..... بيروت: بولا أسطيح
أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن «قوات الأمن السورية تستخدم في مدينة بعد مدينة وبلدة بعد بلدة وسائلها للأرض المحروقة، بينما تلجم الصين وروسيا مجلس الأمن الدولي»، معتبرة أنه «بعد مرور عام على أحداث سوريا، بات على مجلس الأمن الدولي الاتحاد وإبلاغ الرئيس السوري بشار الأسد أن هذه الهجمات يجب أن تتوقف». وحول الوضع في مدينة إدلب شمال غربي البلاد، تحدثت المنظمة في تقريرها عن «شهادات تقر بدمار كبير وعدد كبير من القتلى والجرحى من المدنيين في عمليات القصف»، لافتة إلى أن «ناشطين سوريين أعدوا لائحة أولى تتضمن أسماء 114 مدنيا قتلوا خلال الهجوم على المدينة».
وأضافت المنظمة نقلا عن سكان أن «القوات الحكومية أطلقت النار من دون تمييز على المنازل والناس في الشوارع ثم قامت باعتقالات بعدما فتشت البيوت بيتا بيتا ونهبت مباني وأحرقت مساكن»، داعية إلى «عرض القضية على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي».
ويؤيد المرصد السوري لحقوق الإنسان ما خلص إليه تقرير «هيومن رايتس ووتش» لجهة أن قوات الأمن السورية تعتمد سياسة الأرض المحروقة في المناطق التي تقتحمها، وفي هذا الإطار شدد مدير المرصد رامي عبد الرحمن على أن «النظام السوري يعتمد هذه السياسة منذ مدة وبالتالي لا جديد في هذا السياق»، لافتا إلى أن «المرصد تحدث عن الموضوع عند وقوع حادثة بانياس في مايو (أيار) الماضي حين اقتحمت القوات السورية الأحياء الجنوبية للمدينة واعتقلت آلاف الرجال بإطار سياسة الضغط والتهجير، فعذبتهم أمام ذويهم واعتقلت بعضهم ودفعت البعض الآخر إلى المغادرة نتيجة للخوف الذي زرعته في نفوسهم».
وأوضح عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام يطبق هذه السياسة حاليا في حمص كما في إدلب»، وأضاف: «سياسة الأرض المحروقة التي نتحدث عنها لا تعني حرق الأراضي، بل تعني حرمان المناطق من الخدمات، وتقنين الكهرباء، ومنع إدخال المواد الغذائية إليها، وبالتالي تصبح الحياة الطبيعية غير متوفرة ما يدفع السكان إلى الهجرة».
مصطلح «سياسة الأرض المحروقة» يعرفه الخبراء العسكريون بطريقة مغايرة تماما لتعريف منظمات حقوق الإنسان، إذ يعني وبحسب الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر «محاصرة منطقة أو بقعة معينة تحوي عدوا خارجيا أو داخليا ليكثف بعدها الرماية عليها من مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة لبضعة أيام، ما يسمح بعدها لقوات المشاة بالدخول إليها بعد أن يكون قد تم تدمير البقعة بالكامل». يذكر أن اتفاقية جنيف لعام 1977 وبموجب المادة 54 من البروتوكول الأول منعت تدمير الإمدادات الغذائية للسكان المدنيين في منطقة الصراع، ويقول نص الاتفاقية: «يحظر مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين ومثالها المواد الغذائية والمناطق الزراعية التي تنتج المحاصيل والماشية ومرافق مياه الشرب وشبكاتها وأشغال الري، من أجل غرض محدد لمنعها لقيمتها الحيوية على السكان المدنيين أو الخصم، مهما كان الباعث سواء كان بقصد تجويع المدنيين أم لحملهم على الابتعاد، أو لأي سبب آخر».
هولندا تقرر إغلاق سفارتها في دمشق وتتعهد بمواصلة دعم المعارضة

منظمة «لاجئون» الهولندية تطلق حملة لجمع تبرعات للاجئين السوريين

جريدة الشرق الاوسط.... بروكسل: عبد الله مصطفى .... قررت الحكومة الهولندية إغلاق سفارتها في دمشق، وقالت الخارجية الهولندية إنها اتخذت قرارا بإغلاق السفارة نظرا لأسباب أمنية، ولتوصيل رسالة إلى دمشق، في ظل استمرار عمليات القتل من جانب قوات النظام الحالي، حسب ما صرح وزير الخارجية أوري روزنتال، الذي التقى عددا من ممثلي المعارضة السورية بمقر الخارجية الهولندية في لاهاي الأربعاء، وحسب الإعلام الهولندي، تعهد الوزير روزنتال باستمرار الدعم والمساندة، والاتصالات، مع المعارضة السورية، وبأشكال مختلفة، ويوجد حاليا في السفارة الهولندية في دمشق عدد من الموظفين لتسيير أمور الهولنديين في سوريا ويقدر عددهم حاليا بـ190 شخصا وسيتم التنسيق معهم للبحث عن بدائل أخرى بعد إغلاق السفارة في غضون أيام قليلة. وكانت هولندا استدعت سفيرها من دمشق في وقت سابق للتشاور معه.
وأبلغ الوزير الهولندي وفد المعارضة السورية، قلق بلاده الشديد بسبب الحالة في سوريا، وأكد لهم ضرورة توحد فصائل المعارضة في هذا التوقيت وتعهد الوزير باستمرار تقديم الدعم المالي والمساندة العملية ومنها المساعدة التقنية للحصول على الإنترنت، وخصصت هولندا مليون يورو لبرنامج الغذاء العالمي لتقديم مساعدات للفارين من الأحداث في سوريا. وتنضم هولندا بقرارها غلق سفارتها في دمشق إلى دول أخرى مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وكندا وأميركا والسعودية.
يأتي ذلك فيما وصفت منظمة هولندية ناشطة في مجال الإغاثة الإنسانية، الوضع بالنسبة للاجئين السوريين بالصعب وأنهم يعيشون في حالة من الخوف والرعب بسبب ملاحقات النظام، وعلى موقع منظمة «لاجئون» الهولندية بالإنترنت نشرت تقارير حول وضعية اللاجئين أظهرت فيها المنظمة أنها وجدت صعوبة بالغة في التحدث مع الفارين من الأحداث وحالة الرعب التي يعيشون فيها. وأطلقت منظمة «لاجئون» الهولندية حملة لجمع التبرعات لصالح اللاجئين السوريين على الحدود السورية اللبنانية والأردنية، وهي أكبر حملة تبرعات هولندية توجه لسوريا.
«الفاو» تبدي قلقها حيال الأمن الغذائي في سوريا

تفاقم انعدام الغذاء لـ1.4 مليون شخص

لندن: «الشرق الأوسط»..... أعربت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أول من أمس عن قلقها حيال الأمن الغذائي في سوريا، وخصوصا بالنسبة إلى 1,4 مليون شخص باتوا يعانون في مناطق تشهد اضطرابات.
وقالت الفاو في بيان إن «برنامج الأغذية العالمي اعتبر في 2010 أن نحو 1,4 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي يقيمون في مناطق أصبحت منذ ذلك الوقت مناطق نزاع مثل حمص وحماه وريف دمشق ودرعا وإدلب». وأضافت المنظمة أن «قلقنا يكمن في معرفة المناطق التي أصبحت الآن أكثر ضعفا».
وتقوم الفاو وبرنامج الأغذية العالمي اللذان يتخذان من روما مقرا، بعملية طارئة في الوقت الراهن تشمل مائة ألف شخص في سوريا ويقدمان لهم مساعدة غذائية وقسائم شراء. وأضافت الفاو أن عشرات آلاف الأشخاص فروا إلى الدول المجاورة. حسب ما جاء في وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت الفاو عن المكتب المركزي للإحصاءات في سوريا قوله إن التضخم ازداد بنسبة 15 في المائة بين يونيو (حزيران) وديسمبر (كانون الأول)2011، وخصوصا بسبب الارتفاع الكبير لأسعار المواد الغذائية ونقص المحروقات اللذين كان لهما تأثير لا يستهان به على تكلفة النقل. ويواجه الناس في بعض المناطق مزيدا من الصعوبات في الحصول على المواد الغذائية والماء والمحروقات. ويواجه أيضا 300 ألف من صغار المزارعين والرعاة في المحافظات الشمالية الشرقية التي تضررت حتى الآن جراء موجة جفاف استمرت سنوات، فقدان العمل الموسمي بسبب أعمال العنف الجارية.
وتراجع إنتاج الحبوب في سوريا 10 في المائة في 2011، وتنتاب المزارعين هواجس كثيرة تتعلق بموسم شتاء 2012 الذي يبدأ في مايو (أيار) بسبب مشكلات التموين الناجمة عن الوضع السياسي.
ومن جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أمس، أنها قدمت 12 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للسوريين من خلال الأمم المتحدة وغيرها من منظمات إنسانية. وأفاد بيان من وزارة الخارجية الأميركية أمس، بأن واشنطن قدمت 5.5 مليون دولار للمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى 3 ملايين دولار إلى منظمة الصليب الأحمر و3 ملايين إلى برنامج الغذاء العالمي. ولفتت إلى أنها تقدمت بمليون دولار من المساعدات لـ«منظمات حقوق إنسان» لم تفصح عن تفاصيلها. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيانها: «الولايات المتحدة تسعى وراء كل قناة لإيصال الإغاثة الإنسانية لسوريا وتواصل الجهود الدبلوماسية الحثيثة لتأميل وصول المنظمات الإنسانية للمحتاجين». ولفت البيان إلى أن المساعدات، التي تشمل مساعدات طبية وغذائية، مخصصة للسوريين داخل البلاد وللاجئين في الدول المجاورة.
المجلس الوطني السوري يقلل من تداعيات استقالة أعضائه الثلاثة لأنهم «مستمرون في نضالهم»

نحاس لـ «الشرق الأوسط»: نعمل على معالجة الخلل وكل المعارضة متفقة على إسقاط الأسد

بيروت: يوسف دياب .... لا تزال استقالة ثلاثة من أعضاء المجلس الوطني السوري تلقي بظلالها على المعارضة السورية ككل، وعلى الثورة في الداخل، غير أن المجلس قلل من تداعيات هذه الاستقالة، باعتبار أن الأعضاء المستقيلين هيثم المالح وكاترينا التلة وكمال اللبواني «لم يتخلوا عن نضالهم من أجل إسقاط النظام السوري والعمل من أجل سوريا الديمقراطية». ورأى عضو المجلس الوطني السوري عبيد نحاس، أن «الاستقالات التي تحصل ليست بسبب الاختلاف على هيكلية المجلس، إنما على بعض النقاط، ويجرى الأخذ بالملاحظات التي يضعها الزملاء ومعالجة أي خلل في الأداء، والجميع ما زال يعمل من الموقع الوطني نفسه؛ وهو مواجهة هذا النظام وإسقاطه». وأكد نحاس لـ«الشرق الأوسط» أن «الذين يستقيلون من عضوية المجلس، خصوصا الرمز الوطني هيثم المالح، سيعملون دائما ضد نظام الأسد، وسنبقى نتعاون معهم للوصول مع شعبنا إلى الدولة الديمقراطية، خصوصا أن كل أطراف المعارضة مجمعة على هدف واحد؛ وهو التخلص من هذا النظام وإسقاط بشار الأسد وكل رجال حكمه الذين قتلونا جميعا». وردا على سؤال عما إذا كان المجلس الوطني بعد الهزة التي أصابته، ما زال قادرا على مجاراة الثورة، في ظل المجازر وحرب الإبادة التي ترتكب في القرى والمدن السورية، ذكر نحاس أن «المجلس الوطني يتألف من نحو 300 عضو، وإذا انسحب منه عضوان أو أكثر فلا يعني أنه ضعف، كما أن المجلس يكتسب اليوم الشرعية الشعبية والشرعية الدولية التي اعترفت به ممثلا وحيدا للشعب السوري، وهناك آلية عمل لا بأس بها. أما حرب الإبادة، فإنها تقتضي منا جميعا أن نعمل من أجل إنقاذ هذا الشعب، ولذلك نحن الآن منشغلون بما يجري في إدلب وقبلها في حمص وغيرهما». وقال: «حالتنا في المجلس كسيارة مطلوب منها أن تسير بسرعة هائلة قبل أن تكتمل صناعتها، والآن نحن نوازن بين هذا وذاك، والمجلس مفتوح أمام الجميع». وردا على سؤال عما إذا كان بطء التحرك الدولي ضد النظام السوري مرتبطا بعدم توحد المعارضة، وتبلور صورة النظام الذي سيخلف بشار الأسد، أوضح أنه «ربما يكون ذلك أحد الأسباب، لكن المجتمع الدولي يتحرك بناء على مصالحه، وهو تحرك قبل ذلك في كوسوفو والبوسنة والعراق من دون أن تكون المعارضة موحدة». ورأى أن «المجتمع الدولي غير جاد في التحرك ضد نظام الأسد، خصوصا الولايات المتحدة وفرنسا رغم الاعتراف بأن الأسد انتهى، وهذا الاعتراف ليس وليد رغبة دولية في الإطاحة بحكم الأسد، إنما نتيجة تضحيات الشعب السوري.. هذا الشعب الذي لم يسبق له أن توحد كما هو موحد الآن على إزالة هذا الطاغية وحكمه».
وفي موقف لافت نفى الجيش الحر أي تنسيق مع المالح. وقال المستشار السياسي للجيش الحر بسام داده لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجيش السوري الحر إذ يشكر السيد هيثم المالح على موقفه ودعمه للجيش الحر ويقدر له عاليا هذا الموقف، إلا أن الجيش السوري الحر يود أن يكون هذا الدعم إن حصل عبر المجلس الوطني السوري فهو الحاضن الوطني للجيش الحر والمؤسسة الشرعية المعترف بها من الشعب السوري ومن قبل كثير من دول العالم»، مشيرا إلى أن الجيش الحر «لا يود أن يدخل في أمور جانبية ما كان يتمنى أن تحصل! فشعبنا يتعرض لأبشع المجازر، وأي انشقاق هو يصب في خدمة النظام مباشرة. وخصوصا أن بعض دول العالم تحاول النيل من الثورة السورية عبر الادعاء بأن المعارضة متشرذمة، فأتى انشقاق السيد هيثم المالح وكأنه يدعم هذه المقولة التي يراد منها إطالة عمر النظام المجرم. ونحن نعلم بأنه لا يقصد هذا تماما، فندعوه ومن منطلق مصلحة الثورة واحتراما لدماء الشهداء أن يتعالى عن الأمور الجانبية، التي قد تكون محقة في بعض جوانبها ولكن تعالج بطريقة أخرى».
ودعا داده «الأخ هيثم المالح أن يبين موقفه من المدعو حسام العواك الذي يدعي زورا للإعلام أنه يمثل الجيش السوري الحر وزار بعض دول الخليج طلبا للمساعدة بهذه الصفة!»، محددا أيضا «أن تكون هذه المساعدات عبر السيد هيثم المالح كما ذكر للإعلام، علما بأنه لم يتم تكليفه أصلا من قبل قيادة الجيش السوري الحر الجيش وليس هناك أي تواصل أو معرفة معه»، مشيرا إلى أنه (العواك) يقدم نفسه على أنه برتبة عميد للإعلام، «علما بأن له فيديو على (اليوتيوب) يعرف عن نفسه بأنه الرائد حسام العواك».
إلى ذلك، دعت «جبهة العمل الوطني لتحرير سوريا» إلى عقد مؤتمر وطني عشية انعقاد «مؤتمر أصدقاء سوريا» الثاني في إسطنبول، وشددت الجبهة في بيان لها على «توحيد الصف وتفعيل آليات توجيه ودعم العمل الثوري بكل أشكاله، خاصة الكفاح المسلح، في وجه الإجرام السلطوي وحماية أهلنا في الداخل، ومن ثم الخروج بخطة عمل وخارطة طريق واضحة الأهداف والآليات، وتشكيل خيمة تمثيل موحدة للمعارضة الوطنية تقوم على معايير ديمقراطية واضحة متوافق عليها، تعطيها الشرعية التمثيلية، وبواسطة هذه الخيمة الجامعة يعاد إنتاج المجلس التمثيلي، على أسس ديمقراطية واضحة. ويصبح بمثابة هيئة تشريعية، تشرف بدورها على تشكيل مؤسسة تنفيذية وطنية فاعلة، تعمل بموجب خطة عمل يتفق عليها بالتشاور مع الدول الداعمة لمطالب الشعب السوري في الحرية وفي إسقاط النظام الاستبدادي القائم، والتحضير في الوقت نفسه لبرامج المرحلة الانتقالية التي تتنقل بالبلاد نحو الدولة الديمقراطية الحرة». وأملت الجبهة من هذا المؤتمر أن يكون «ترجمة فعلية لإحدى توصيات مؤتمر تونس، وللاستحقاقات الداخلية الديمقراطية في المجلس الوطني التي عطلت باستمرار رغم كل جهودنا لإعادة هيكلة المجلس الوطني الحالي وتفعيل آليات عمله ودعمه للثورة».
 

تركيا تؤيد «تسليح المعارضة».. وتدرس فرض منطقة عازلة

ألف لاجئ في 24 ساعة يرفعون عدد «ضيوف» أنقرة إلى 14700

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بيروت: ثائر عباس لندن: «الشرق الأوسط»
تدفق، أمس، المزيد من اللاجئين السوريين، مع اقتراب الحملة العسكرية السورية من الحدود التركية في منطقة إدلب. وأعلنت السلطات التركية أن نحو ألف ضيف (لاجئ) سوري وصلوا إلى أراضيها خلال يوم واحد، كاشفة عن بناء مخيم جديد يضاف إلى مخيم آخر قيد الإنجاز، قرب بلدة كيليتس الحدودية، تحسبا لوصول المزيد منهم. بينما أكد مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» أن أنقرة تؤيد فكرة تسليح المعارضة السورية، مشددا في المقابل على أن بلاده «لا تؤيد التدخلات الخارجية لأنها تزيد الأمور سوءا»، معربا عن اعتقاده بضرورة أن تكون الحلول «عربية ومناطقية».

وثمن المصدر دعوات وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إلى تسليح المعارضة، واعتباره إياها فكرة ممتازة، مشيرا إلى أن «تركيا ترى أن نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد (يعاقب شعبه)»، مشددا على أن الوضع «غير مقبول.. والمجتمع الدولي عليه أن يتحمل مسؤولياته في السعي إلى وقف نزيف الدم السوري». ولم تستبعد وزارة الخارجية التركية مشاركة روسيا والصين في اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا». وأوضح سلجوق أونال، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية، خلال مؤتمر صحافي، أن أنقرة وجهت الدعوة إلى كل من روسيا والصين لحضور الاجتماع، انطلاقا من طابع الاجتماع الذي سيكون مماثلا للاجتماع الأول للمجموعة، الذي انعقد الشهر الماضي بتونس. وأضاف أن اجتماع إسطنبول سيجري أيضا على مستوى وزراء الخارجية. وقال إنه يأمل في حضور روسيا والصين الاجتماع، على الرغم من أنهما رفضتا المشاركة في الاجتماع السابق. وتوقع أن يأتي اللقاء «بمثابة عمل مشترك تشارك فيه الدول التي تؤيد اتخاذ خطوات فعالة على الاتجاه السوري. ولذلك ندعو جميع الدول المهتمة بمستقبل سوريا للحضور»، موضحا أن عملها «سيستهدف تحقيق تقدم فيما يخص تنفيذ القرارات التي اتخذتها المنظمات الدولية بشأن سوريا». ووصف أونال الوضع في سوريا بـ«المعقد»، ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف العنف هناك، معيدا إلى الأذهان أن أنقرة تعارض تدخلا عسكريا خارجيا في الشؤون السورية.

إلى ذلك، كشف أونال أن عدد المواطنين السوريين الذين لجأوا إلى تركيا ارتفع صباح أمس ليصل إلى 14 ألفا و700 مواطن بعد لجوء ألف مواطن خلال الـ24 ساعة الماضية إلى تركيا هربا من الاشتباكات في سوريا. وكان مسؤولون أتراك قدروا أن ما بين 200 و300 سوري كانوا يعبرون الحدود يوميا إلى تركيا في الأسبوع الماضي، وهو ما أشار إلى زيادة حادة في أعداد اللاجئين في الأسابيع القليلة الماضية.

ولفت أونال إلى أن بلاده تتوقع المزيد من اللاجئين, مضيفا: «هناك توقع بأن العدد سيزداد.. ولكن لا يمكننا أن نحدد رقما».

وقال بشير أتالاي نائب رئيس الوزراء التركي في مقابلة مع تلفزيون «إن تي في» إن تركيا تتعاون بشكل وثيق مع جامعة الدول العربية لمواجهة مشكلات اللاجئين التي يعاني منها أيضا لبنان والأردن، وقال: «بالطبع تركيا لديها كثير من الخبرة في هذا الأمر.. حول ما ينبغي عمله بما في ذلك المنطقة العازلة التي أشرتم إليها. الأمر الذي ذكرتموه ضمن الأمور المحتملة التي قد نعكف على دراستها في الفترة المقبلة».

وأشارت تركيا إلى أن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين سيكون أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى إنشاء «منطقة آمنة» داخل سوريا.

ومن المتوقع أن تفتح تركيا مخيما جديدا للاجئين قرب بلدة كيليس الجنوبية الشهر المقبل لاستضافة 10 آلاف لاجئ سوري إضافي.

 

 

 

مصادر فرنسية: موقف موسكو «يمكن أن يتغير» عندما يعي الروس أن النظام «يمكن أن ينهار»

المتحدث باسم أنان: باب الحوار مع النظام السوري ما زال مفتوحا

جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم ... رغم تمسك روسيا بموقفها المدافع عن النظام السوري والمعطل حتى الآن لكل المبادرات المطروحة في مجلس الأمن الدولي، فقد رأت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع أن موقف موسكو «يمكن أن يتغير» عندما يعي الروس أن «مصالحهم مأخوذة بعين الاعتبار» وأن النظام «يمكن أن ينهار».
وقالت هذه المصادر إن موسكو «ليست متمسكة بنظام الرئيس الأسد في المطلق، ويمكن أن تتخلى عنه في لحظة ما»، لكنها تربط ذلك بأمرين متصلين: الأول، ألا يتم بضغوط خارجية ظاهرة مما سينظر إليه على أنه «هزيمة روسية» واضحة المعالم تضاف إلى الهزائم الأخرى التي لحقت بالمصالح الروسية وآخرها سقوط نظام العقيد القذافي، والثاني أن يتم رحيل الأسد في «إطار منظم»، مما يفهم منه خروجه في إطار تسوية سياسية تكون نتيجة لمسار سياسي وليس شرطا مسبقا للسير به.
وتتوقع باريس أن تعود المناقشات إلى مجلس الأمن حول مشروع القرار الأميركي التي جمدت بانتظار مهمة المبعوث الدولي - العربي كوفي عنان في دمشق، وترجح استمرار تمسك موسكو بالشرطين اللذين طرحتهما وهما المساواة بين قوات النظام والمعارضة في تحميل مسؤولية العنف وبالتالي التزامن في وقف النار، والثاني حذف أي إشارة لتنحي الأسد أو للمبادرة العربية.
وتعتبر باريس أن النظام السوري «أثبت قدرة على المقاومة والبقاء»، وأن تحرك قواته ميدانيا «يتم وفق خطة محكمة» بحيث إنها تتمكن من الدخول إلى أي منطقة تريد «على المدى القصير». وتنسب باريس نجاحات النظام العسكرية لما يتلقاه من نصائح ودعم إيراني متعدد الأشكال، منه الدعم الاستخباري والدعم الإعلامي والمشورة العسكرية التي لخصتها كالآتي: تطويق المناطق الثائرة، قطع الاتصالات والخدمات عنها، ضرب بؤر المقاومة فيها ثم الدخول إليها وتوقيف أكبر عدد ممكن من الأشخاص وارتكاب ممارسات تكون بمثابة رادع للمناطق الأخرى. ويقوم التحرك العسكري وفق محور جنوب - شمال مع تركيز على الأطراف لمنع قيام مناطق قريبة من الحدود تفلت من سيطرة النظام وتشكل خطرا عليه كنقطة انطلاق وتجمع للمقاتلين ولتدفق السلاح والعتاد والمساعدات الخارجية.
وتتوقع باريس أن تدوم الأزمة «لوقت أطول مما كنا نتوقع» وستكون دموية «أكثر فأكثر». وتنظر باريس بكثير من «التشكيك» إلى الجيش السوري الحر والانشقاقات التي تحدث، وهي ترى أنها «غير قادرة على تغيير الوضع العسكري ميدانيا» بسبب التفاوت الكبير بين قوات النظام والقوات المنشقة أو الأفراد الذين انضموا إليها وهم يفتقدون للسلاح والخبرة على السواء. وبحسب ما قالته المصادر الفرنسية، فإن أصحاب الرتب العليا المنشقين هم في غالبيتهم الساحقة من الطائفة السنية، لكنهم كانوا يفتقدون لإمكانيات التحرك بسبب بنية الجيش. ففي الحالات التي تكون فيها القيادة لسني، فإن معاونه «حكما» من الطائفة العلوية ويتمتع بصلاحيات تفوق صلاحياته.
وتؤكد المصادر الفرنسية أن تسليح الجيش السوري الحر «لن يغير ميزان القوى على الأرض». غير أن لباريس أسبابا أخرى شرحها وزير الخارجية آلان جوبيه أمس في حديث لإذاعة فرنسية. وحجة الوزير الأولى أن التسلح «سيعني قيام حرب أهلية» بسبب التكوين الفسيفسائي للشعب السوري. وقال جوبيه «إذا أعطينا السلاح لفئة من المعارضة فإننا بذلك نكون ندفع لحرب أهلية بين المسيحيين والعلويين والسنة والشيعة، مما سيشكل كارثة أكبر من الكارثة التي نعرفها حاليا».
وفي السياق الدبلوماسي، أفادت مصادر فرنسية، عشية التقرير الذي سيقدمه اليوم المندوب الدولي - العربي إلى مجلس الأمن اليوم، بأن مهمة كوفي عنان «وصلت إلى طريق مسدود» بسبب الرفض السوري للمقترحات التي تقدم بها والتي تتناول وقف العمليات العسكرية والعنف بإشراف دولي وتوصيل المساعدات الإنسانية والتوجه نحو حل سياسي. وبحسب هذه المصادر، فإن الأسد أبلغ عنان بأنه «لن يوقف العمليات العسكرية ما دام هناك من يطلق رصاصة من المعارضة». كذلك ثمة «هوة عميقة» في شكل الحل السياسي، إذ إن دمشق تطلب سحب طلب التنحي الذي تتمسك به الجامعة العربية والدول الغربية من التداول لأنه يعني «تغيير النظام» وهو ما ترفضه روسيا.
ونقلت صحيفة «لوموند» المستقلة في عددها أمس عن مسؤولين في الخارجية الفرنسية لم تسمهم، إن رد دمشق «صدم عنان»، مما دفعه إلى الاتصال بوزير الخارجية الروسي لافروف طالبا منه التدخل لدى الأسد لحملها على «تغيير لهجتها». ولوح عنان بأنه إذا لم تستجب دمشق فإنه مستعد للإعلان أنها هي التي تعرقل مهمته.
وأمس، جددت باريس دعمها «الكامل» لأمين عام الأمم المتحدة السابق، وأشارت إلى أنها «تنتظر الخلاصات والتوصيات» التي سيرفعها اليوم إلى مجلس الأمن.
الى ذلك رفض أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا الكشف عن أي تفاصيل حول المقترحات التي قدمها أنان للحكومة السورية أو تفاصيل الرد السوري على تلك المقترحات، وقال إن «باب الحوار ما زال مفتوحا، وما زلنا نتواصل مع السلطات السورية حول المقترحات».
وأشار فوزي إلى أن خطة أنان تقترح ثلاث خطوات أساسية؛ هي إنهاء العنف، ودخول المساعدات الإنسانية، وبدء حوار سياسي مع المعارضة، مؤكدا أن أنان يسعى للحصول على إجابات وإيضاحات «ومزيد من الإيضاحات» من الأسد حول أسئلة ما زالت عالقة، وقال: «نستوضح من النظام السوري كيفية التنفيذ على أرض الواقع المقترحات الثلاثة التي قدمها أنان، فهناك نقاط تندرج تحت كل بند من هذه المقترحات حول كيفية التنفيذ والتصور الواضح للعملية». وأضاف فوزي: «نظرا للحالة الخطيرة والمأساوية على أرض الواقع، يجب أن ندرك أن الوقت مسألة حاسمة في هذه القضية».
ويدلي أنان بشهادته أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم خلال اجتماع مغلق بالفيديو من العاصمة السويسرية جنيف.
من جانب آخر، توقعت مصادر دبلوماسية بريطانية بالأمم المتحدة أن تكون شهادة أنان عن الأوضاع في سوريا خطوة حاسمة في سعى الدول الغربية لاعتماد مشروع قرار يضمن وصول موظفي المساعدات الإنسانية وموظفي الإغاثة إلى المدن السورية.
وأشارت المصادر إلى محادثات مستمرة بين الدول الخمس دائمة العضوية ودولة المغرب التي تقدمت بمشروع القرار، إضافة إلى محادثات مع الوفدين الروسي والصيني حيث ما زالت الصورة غير واضحة حول إن كانت روسيا ستقبل بمشروع القرار الأممي حول سوريا. وتصر روسيا على أن يتضمن مشروع القرار المطالبة بوقف العنف من كلا الجانبين؛ من الحكومة السورية والمعارضة، وتحميل الجانبين بشكل متساو مسؤولية تردي الأوضاع في سوريا. وهو الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة.
ورجح دبلوماسي أميركي في تصريحات لجريدة «وول ستريت جورنال» أن يستمر الوضع المتأزم حول سوريا على الرغم من شهادة أنان، موضحا أن «استجابة نظام الأسد لا تعد نهائية، والإيضاحات التي يطلبها أنان من الأسد تدور حول الصياغة؛ حيث يراوغ النظام السوري في عبارات ومصطلحات ردوده على المقترحات».
تسميات الجمعة وثقت للثورة.. وجعلت السوريين الرافضين لحكم الأسد أكثر تضامنا، 52 أسبوعا.. من «جمعة الكرامة» لـ«جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية»
جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: بولا أسطيح .... قد يكفي في كتاب «الثورة السورية» تقليب صفحات يوم الجمعة من 15 مارس (آذار) الماضي وحتى اليوم ليتوضح المنحى الذي اتخذته الأحداث على مر الشهور الماضية وتحديد وجهة نظر قوى المعارضة السورية من كل قضية أو ملف أو حتى مبادرة وضعت على الطاولة منذ عام بالتحديد وحتى يومنا هذا.
الناشطون صوتوا على تسميات اختاروها عناوين كبرى حشدت الآلاف في الشوارع السورية دفاعا عن قضية محددة، تضامنا مع شخصية أو مجموعة اختاروها وطبعا سعيا لتحقيق مطلبهم الأساسي بإسقاط النظام. من جمعة الكرامة لجمعة الوفاء للانتفاضة الكردية، 52 يوم جمعة سقط خلالها آلاف القتلى الذين لبّوا الدعوة للتظاهر معتقدين، ومنذ الأيام الأولى، أنهم يمارسون حقّهم الطبيعي والديمقراطي بالتعبير عن الرأي.. ليتحوّل مع مرور الأيام خروجهم للشوارع تحديا لمنطق القتل والإبادة وإرساء وبالقوة لحقّ الشعوب بإسقاط النظام لبناء أنظمة ديمقراطية تحترم قيمة الإنسان وحرياته.
18 مارس (آذار) 2011 هو أول يوم جمعة في تاريخ الثورة السورية أطلق عليه الناشطون تسمية «جمعة الكرامة»، حصد أول أربعة قتلى سقطوا في درعا بعد 4 أيام على اندلاع الانتفاضة في ثلاثاء الغضب.. في تلك الجمعة لبّى المئات الدعوة ولكن في أنحاء محددة من البلاد. انطلقت مظاهرات من الجامع الأموي في دمشق، كما في مدينة بانياس وحمص ودرعا.. مظاهرات أسست لتوسع الحراك في الأسابيع المقبلة. ومع إنشاء صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» توصل الناشطون لتحديد آلية واضحة لاختيار تسمية لكل يوم جمعة، بحيث تنطلق كل يوم أربعاء عملية تصويت على أكثر من 5 تسميات يحددها الناشطون والقيمون على الصفحة، تنتهي يوم الخميس عصرا ليتم الإعلان عن التسمية التي حصدت أكبر عدد من الأصوات فتعمّم بإطار عنوان كبير للحشد.
بعد جمعة «الكرامة» كانت «جمعة العزة» في 25 مارس، انطلقت خلالها المظاهرات العارمة في مُعظم أنحاء سوريا للمرة الأولى بعد أن كانت في السابق مُقتصرة على محافظتي درعا ودمشق بشكل رئيسي فشملت درعا والصنمين وداعل والشيخ مسكين ودمشق (في كفرسوسة وسوق الحميدية) وحمص وحماه وبانياس واللاذقية.. في تلك الجمعة سقط 20 قتيلا في درعا بعدما كان يوم الأربعاء شهد مقتل ما يفوق الـ52. في جمعة العزة أيضا تم إحراق مقر حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا.
وفي 1 أبريل (نيسان)، خرج الناشطون في يوم «جمعة الشهداء» فتظاهروا في عدة مدن سوريا، وكان لافتا عندها امتداد الاحتجاجات إلى مناطق كردية تشارك للمرة الأولى مثل القامشلي وعامودا وسط امتناع الأحزاب الكردية. يومها أعلنت السلطة نيتها دراسة أوضاع 300 ألف كردي محرومين من الجنسية السورية منذ نصف قرن. وكانت الحصيلة النهائية لتلك الجمعة 29 قتيلا في جميع أنحاء البلاد.
ومن جمعة «الشهداء» لجمعة «الصمود» في 8 أبريل وقتها عمّت مظاهرات كبيرة في ريف دمشق وإدلب وحماه وحمص ودير الزور ودرعا وبانياس واللاذقية والبيضاء والقامشلي وطرطوس، وتم تحطيم تمثال لشقيق الأسد، باسل الأسد. الناشطون وثٌّقوا في تلك الجمعة مقتل 74 شخصا.
وفيما حصدت مظاهرات يوم «جمعة الإصرار» في 15 أبريل 11 قتيلا، كان يوم الجمعة التالي في 22 أبريل الأكثر دموية منذ اندلاع الثورة، إذ وبعدما أصدر الأسد مرسوما أمر فيه برفع قانون الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة وسن تنظيم للمظاهرات السلمية يوم الخميس 21 أبريل، حصد يوم «الجمعة العظيمة» لمصادفته في ذكرى يوم الجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية، 158 قتيلا.
وبعدها ارتفعت وتيرة القتل، فوثّق الناشطون في جمعة الغضب في 29 أبريل مقتل 161 شخصا معظمهم في درعا التي قطع عنها الماء والغذاء والكهرباء. وفي 6 مايو (أيار) خرج السوريون في جمعة التحدي التي سقط فيها 63 قتيلا في دمشق وحمص وحماه، كما في بانياس المحاصرة.
وكان يوم 13 مايو يوم «جمعة الحرائر»، ووضع المحتجون أمر الأسد بعدم إطلاق النار على المحتجين تحت الاختبار، فرغم أن قوات الأمن أقامت حواجز تفتيش في جميع أنحاء البلاد لمنع تشكل المظاهرات، فإن مظاهرات انطلقت في حمص وحماه والقامشلي ودمشق ودرعا وبانياس واللاذقية وغيرها. وفشل الأسد في الاختبار وقتل 14 شخصا في نهاية اليوم.
ومن جمعة «الحرائر» لـ«جمعة أزادي» أي الحرية باللغة الكردية في 20 مايو التي سقط خلالها 50 قتيلا وتم إحراق مقر «البعث» في البوكمال على الحدود مع العراق.
وتوالت أيام الجمعة واتخذت التسميات منحى أقرب للناشطين على الأرض الذين باتوا يتحركون على أساسها ويرفعون اللافتات ويطلقون الهتافات انطلاقا منها.
وفي 27 مايو، كانت البلاد على موعد مع «جمعة حماة الديار» وهو الاسم الذي يطلق على الجيش في النشيد الوطني السوري في محاولة من المتظاهرين لثني الجيش عن إطلاق النار عليهم، لكن إطلاق النار حصد يومها 17 قتيلا.
ودخلت الثورة السورية شهرها الثالث شهر مع جمعة «أطفال الحرية» في الثالث من يونيو (حزيران)، وكانت مدينة حماه يومها على موعد مع الآلاف الذين تظاهروا في ساحة الشهداء لينتهي ذلك اليوم مع سقوط 84 قتيلا وإعلان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الأسد على وشك فقدان الشرعية.
وفي أحد مجزرة جسر الشغور في 5 يونيو (حزيران) سقط 56 قتيلا بعدما كانت قوات الأمن والجيش قد اجتاحت مدينة جسر الشغور وقصفوها بالمروحيات مخلفين أكثر من 38 قتيلا خلال يوم واحد. وفي «جمعة العشائر» في 10 يونيو، بدأت حملة الفرار السورية نحو تركيا، فانتقل نحو 2000 شخص إلى هناك. يومها أيضا سقط 211 قتيلا في أنحاء سوريا.
وفي 17 يونيو خرج السوريون في جمعة الشرفاء التي قتل فيها 17 شخصا وصولا لجمعة «سقوط الشرعية» في 24 يونيو حين خرجت مظاهرات ضخمة أكبرها في حماه، وقدر عدد المحتجين في ساحة الشهداء بـ200 ألف. يومها أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا شديد اللهجة للتنديد بممارسات نظام بشار الأسد. وأعلنت تركيا أن عدد اللاجئين السوريين لديها يتجاوز 11 ألف شخص. ووثق الناشطون في اليوم ذاته مقتل 19 شخصا في مختلف أنحاء سوريا.
وصرخ آلاف السوريين في الشوارع «ارحل» مع مطلع شهر يوليو (تموز) في جمعة أطلق عليها تسمية «ارحل»، وخرجت المظاهرات في معظم أنحاء البلاد، وأحصى الناشطون 268 موقعا، في المقابل خرجت مظاهرة مؤيدة في مدينة السويداء. وقد بلغت حصيلة قتلى تلك الجمعة 29 شخصا.
وفي 8 يوليو (تموز) كانت «جمعة لا للحوار»، وخرجت حماه بنصف مليونية جديدة، ووصل سفيرا أميركا وفرنسا إلى المدينة لتفقد أوضاعها ومعاينة وضع المظاهرات فيها، مما أدى إلى اندلاع أزمة دبلوماسية بين دمشق وواشنطن وباريس، خاصة بعد أن نفذ موالون للنظام السوري هجوما على السفارتين الأميركية والفرنسية في دمشق، بالإضافة إلى القنصلية الفرنسية في حلب. وأحصى الناشطون يومها سقوط 19 قتيلا.
وفي جمعة «أسرى الحرية» في 15 يوليو وصل عدد القتلى لـ39 ليوثّق الناشطون في الجمعة التي تلتها والتي حملت تسمية جمعة «أحفاد خالد» مقتل 18 شخصا في وقت قالت فيه المعارضة إن نحو 1.2 مليون خرجوا للتظاهر في مدينتي دير الزور وحماه وحدهما.
وفي 29 يوليو توجه المتظاهرون إلى العالم بجمعة «صمتكم يقتلنا» التي سقط فيها 22 قتيلا. وفي 5 أغسطس (آب) كانت جمعة «الله معنا» التي حرم فيها أهالي حماه من إقامة الصلاة، وأفادت التقارير عن سقوط 25 قتيلا، لتليها 12 من الشهر عينه جمعة «لن نركع إلا لله» التي سقط فيها 26 قتيلا.
وفي 19 أغسطس وبعد التحرك الدولي، نظمت المعارضة «جمعة بشائر النصر» التي سقط خلالها 45 قتيلا، تلتها جمعة «الصبر والثبات» التي راح ضحيتها 16 قتيلا في 26 أغسطس. وبعدها وفي 2 سبتمبر (أيلول) نظم المعارضون يوم احتجاج تحت عنوان «الموت ولا المذلة»، سقط فيه 25 قتيلا، تلته جمعة «الحماية الدولية» التي سقط فيها 31 قتيلا في 9 منه، وقد تزامنت مع وصول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى دمشق لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين. وفي 16 منه تكثفت المظاهرات في جمعة «ماضون حتى إسقاط النظام»، فعبّر الناشطون عن رفضهم للمبادرة العربية، كما كتبوا تحت شعار يوم الجمعة «لا دراسة ولا تدريس» في إشارة إلى حلول موعد العودة إلى المدارس. وقد سقط في ذلك اليوم 52 قتيلا برصاص الجيش والأمن.
ومنها إلى جمعة «وحدة المعارضة» في 23 سبتمبر والتي سقط فيها 27 قتيلا. أما «جمعة النصرة لشامنا ويمننا» التي تلتها في يوم 30 سبتمبر فقد اتحدت فيها مظاهرات سوريا واليمن المطالبة بإسقاط النظامين الحاكمين في هذين البلدين معا للمرة الأولى تحت شعار جمعة موحد. وكانت حصيلة يوم الجمعة في سوريا مقتل 19 شخصا، معظمهم في محافظتي حمص وحماه.
وفي يوم خصّص لتأييد المجلس الوطني السوري، نظم المعارضون في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) جمعة «المجلس الوطني يمثلني» التي سقط فيها 24 قتيلا، كما اغتيل الناشط مشعل التمو المعارض الكردي البارز وعضو المجلس الوطني السوري في منزله بمدينة القامشلي، إذ اقتحم منزله 4 مسلحين وفتحوا النار على كل من في المكان. وفي اليوم نفسه حاول متظاهرون اقتحام السفارات السورية لدى بريطانيا وألمانيا والنمسا، فضلا عن مقرّ البعثة الدبلوماسية السورية لدى سويسرا، وفي برلين اقتحم 30 متظاهرا السفارة سلميا، لكن الشرطة أخرجتهم منها لاحقا، وفي فيينا اعتقل 11 متظاهرا بعد اقتحامهم السفارة. وأعلنت قيادة إقليم كردستان العراق تأييدها الكامل للشعب السوري في مقابل موقف الحكومة العراقية المؤيد للنظام.
وفي 14 أكتوبر نظمت المعارضة السورية جمعة «أحرار الجيش» للإشادة بالجيش السوري الحر الذي بدأ التنسيق مع المجلس الوطني، وكانت حصيلة هذا اليوم 25 قتيلا معظمهم في حمص التي بدأت في التحول إلى «عاصمة الثورة».
واحتجاجا على المهل المتتالية التي تعطيها الجامعة العربية للنظام، وفي 21 أكتوبر، نظمت المعارضة السورية يوم «جمعة شهداء المهلة العربية» وكان عدد ضحايا ذلك اليوم في سوريا 29 قتيلا، تلتها جمعة «الحظر الجوي» في 28 أكتوبر والتي قتل الأمن السوري فيها 74 شخصا على الأقل. وفيما حصدت جمعة «الله أكبر على من طغى وتجبر» 28 قتيلا، حصدت مظاهرات يوم جمعة «تجميد العضوية» 34 قتيلا.
وقد خصص الناشطون يوم الجمعة في 18 ديسمبر (كانون الأول) للدعوة لـ«طرد السفراء» وذلك مواكبة لمواقف جامعة الدول العربية في حينها التي أوصت من القاهرة بسحب السفراء العرب من دمشق، سعيا للانتقال للمرحلة التطبيقية فيما يخص فرض عقوبات دبلوماسية على سوريا. وقد سقط في تلك الجمعة 24 قتيلا. وبعدها وفي جمعة «الجيش الحر يحميني» قتل 26 شخصا خرجوا يؤيدون العناصر المنشقة من الجيش السوري النظامي.
وبعدها وتلبية لدعوات الجيش السوري الحر واقتناعا منهم بأن «المنطقة العزلة» ستعزز الانشقاقات عن الجيش الذي ينفذ تعليمات الرئيس السوري بشار الأسد، دعت قوى المعارضة السورية للخروج في مظاهرات «مليونية» في جمعة «المنطقة العازلة مطلبنا» في المحافظات والمدن السورية كافة. وقد سقط يومها 22 قتيلا. لتليها بعدها جمعة «إضراب الكرامة» التي سقط خلالها 46 قتيلا وبعدها جمعة «الجامعة العربية تقتلنا» استباقا لاجتماع جامعة الدول العربية الذي كان مقررا السبت على مستوى وزراء الخارجية والمخصص للرد على الشروط التي وضعها النظام السوري للقبول بالمبادرة العربية لحل الأزمة السورية. في ذلك اليوم قتل 20 شخصا.
ومنها إلى 23 ديسمبر وجمعة «بروتوكول الموت» التي سقط فيها 32 شخصا لتحصد آخر جمعة في سنة 2011 والتي أطلق عليها تسمية «جمعة الزحف إلى ساحات الحرية»، 36 قتيلا.
وفي أول جمعة من سنة 2012 وبالتحديد في 6 يناير (كانون الثاني) خرج الناشطون في جمعة «إن تنصروا الله ينصركم» وقتلت يومها قوات الأمن 34 شخصا.
واستمر العنف سيد الموقف في الأسابيع التي تلت، وفي 13 يناير قتل 17 شخصا في جمعة «دعم الجيش السوري الحر»، لتحصد الجمعة التي تلتها جمعة «معتقلي الثورة» في 20 يناير 23 قتيلا. وفي 27 يناير شدّد الناشطون على حقهم بالدفاع عن النفس في جمعة «حق الدفاع عن النفس» التي قتل خلالها 72 شخصا.
وبعدها كانت جمعة «عذرا حماه سامحينا» في 3 فبراير (شباط) سقط خلالها 28 قتيلا قبل يوم من مجزرة الخالدية ومقتل 400 شخص في سوريا في يوم واحد.
ومنها لجمعة «روسيا تقتل أطفالنا» في 10 فبراير سقط خلالها 113 قتيلا، تلتها في 17 من الشهر عينه جمعة «المقاومة الشعبية بداية مرحلة» قتل فيها 44 شخصا.
وفي 24 من الشهر عينه، انتفض الناشطون من أجل بابا عمرو في جمعة «سننتفض لأجلك بابا عمرو» التي سقط خلالها 96 قتيلا. لتليها جمعة المطالبة بـ«تسليح الجيش الحر» في 2 مارس (آذار) قتل فيها 73 شخصا.
أما الأسبوع الأخير قبل إحياء الذكرى السنوية الأولى للثورة، فأراده الناشطون «وفاء للانتفاضة الكردية».. في تلك الجمعة سقط 96 قتيلا.
في الذكرى السنوية الأولى لثورتهم.. السوريون يحتفلون بالصمود فنيا

ضمن نشاطات «احتفالية الشارع» التي تنظم في عواصم عربية وعالمية خلال أسبوع واحد

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم.... تحت عنوان «احتفالية الشارع» تعمل «مؤسسة الشارع» وهي مؤسسة إعلامية مستقلة كان لها دور أساسي في نقل مجريات الثورة إلى وسائل الإعلام، بالتعاون مع الناشطين السوريين في التنسيقيات والتجمعات في داخل سوريا وخارجها، على إخراج فنون الثورة على اختلاف أشكالها ضمن نشاطات متعددة، بدءا من يوم أمس وحتى 21 مارس (آذار) الحالي، في العاصمة السورية وعواصم عربية وعالمية.
التخطيط لهذه الاحتفالية الذي بدأ المنظمون العمل عليه منذ أكثر من شهرين، خلال وجودهم في المعتقلات السورية، يسير اليوم في طريقه نحو التنفيذ رغم كل ما يواجهه المنظمون من خوف من الاعتقال أو حتى القتل، ولا سيما داخل سوريا، بحسب ما أكده أحد القيمين على الاحتفالية لـ«الشرق الأوسط». وقال «الهدف من هذا النشاط هو التأكيد على سلمية الثورة وأنها ليست فقط سلاحا ومظاهرات، بل أنتجت فنا وثقافة وأدبا ستجتمع كلها في هذه الاحتفالية في عواصم عربية وعالمية عدة في الوقت عينه، وأهم هذه الدول، القاهرة وبيروت وعمان ولندن وباريس»، لافتا إلى أن التحضير جار أيضا لتنظيم نشاطات لاحقة بهدف إظهار الوجه الجميل للثورة. وفي تعريفهم عن نشاطهم يقول الناشطون في البيان الذي وزعوه «يخترق الرصاص حناجر السوريين، ويغنون للحرية، ويرسمون للسخرية من القذائف التي تدمر بيوتهم. يغنون ويرسمون ويصورون لصنع عيد له ملامح الحرية». ويضيف البيان «بعد عام من الثورة على الطغيان والعتمة، لا بد من الاحتفال بالفن الذي أبدعته أحلام السوريين وساحاتهم وشوارعهم. الاحتفال بالصمود رغم العنف وآلة القتل التي تنهش المدن والأجساد البريئة يوميا على مدار عام كامل».
ولأن الصمود يستحق الاحتفال والفرح للمضي من جديد في المعركة السلمية، بحسب المنظمين، كانت فكرة تنظيم احتفالية «الشارع السوري» التي ستتوزع على أماكن وساحات سوريا عدة وساحات في عواصم عالمية.
وتبدأ فعاليات هذه الاحتفالية يوم الخميس 15 مارس 2012 بعرض فيلم وثائقي يتحدث عن الثورة السورية خلال عام، وسيتم عرضه على إحدى القنوات الإخبارية العربية، وسيلي ذلك مباشرة عرضه في عدة ساحات سوريا، وكذلك في ساحات عواصم عالمية.
كذلك، سيتسنى للمهتمين في كل هذه العواصم، وخلال أسبوع كامل، مشاهدة الأفلام التي توثق الثورة بمظاهراتها وتحركاتها ويومياتها، ونقلها للعالم أجمع وتبلغ نحو 13 فيلما، ضمن ما أطلق عليه تسمية مهرجان «سينما الشارع».
وسيخصص كل يوم من أيام الاحتفالية، للتركيز على محور أساسي، وأهمها «موسيقى الثورة» التي تجمع الأغنيات التي أطلقها الناشطون خلال الثورة، وذلك بعدما أن عمد فنانون محترفون على إعادة توزيعها. و«الفن التشكيلي» في مظاهرة «فن وحرية»، إذ سيتم في يوم واحد أعمال فنانين تشكيليين سوريين معروفين، في كل العواصم، وستكون الأصلية منها معروضة في القاهرة وبيروت. وسيكون أحد أيام الاحتفالية مخصصا لـ«مسرح الثورة»، حيث ستعرض أعمال مسرحية في ساحات سوريا عدة من وحي الثورة. وسيكون للشخصيات العالمية المؤيدة لثورة الشعب السوري، حضورها في «احتفالية الشارع»، من خلال كلمات داعمة لهم. كما سيتم تخصيص يوم كامل للتعريف بما يسمى «البنى والمؤسسات البديلة»، أي تلك النقابات والمنظمات التي أنشأها معارضون خلال الثورة مقابل المؤسسات الرسمية المؤيدة للنظام.
أما ختام احتفالية الذكرى الأولى للثورة، فسيكون مع عيد «النوروز»، وهو العيد الذي يحتفل به الأكراد، وسيكون مناسبة ليجمع السوريين على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم من خلال عرض فيلم مخصص عن دور الأكراد في الثورة السورية إضافة إلى نشاطات فنية أخرى، مع العلم بأنه سيرافق فعاليات الاحتفالية أشكال مختلفة من «التظاهر السلمي الاحتفالي» في مناطق مختلفة من سوريا، كما سيتم إصدار تقارير إعلامية حول عام الثورة وإصدار أقراص مدمجة تضم الأفلام الوثائقية والمقابلات المتعلقة بالثورة، إضافة إلى بطاقات بريدية تحمل لوحات لفنانين تشكيليين رسموا للثورة السورية.
كذلك سيعمل على إصدار كتاب يجمع مواد ميدانية توثق تفاصيل عام الثورة السورية الأول، وذلك من خلال تجارب حقيقية عاشها الناشطون في الشوارع والساحات والسجون وإصدار ألبوم لأغاني الثورة بعد إعادة توزيعها، بالتعاون مع مجموعة من أهم الموسيقيين السوريين.
أبرز المبادرات العربية والدولية لحل الأزمة في سوريا

جريدة الشرق الاوسط.... القاهرة: آلاء عبد الحميد ..... على مدار عام من الثورة السورية، تم بذل كثير من الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لحل الأزمة وإنهاء أعمال العنف وسفك الدماء هناك، وجاءت أبرز هذه المبادرات على النحو التالي:
* 4 أكتوبر (تشرين الأول) 2011: طرحت أربع دول في مجلس الأمن (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال) مشروع قرار يدين النظام السوري لقمعه الاحتجاجات السلمية، ويطالبه بوقف القمع واحترام حقوق الإنسان وبدء إصلاحات سياسية فورية، أيدته 9 دول، في حين استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو).
* 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011: أعلنت جامعة الدول العربية عن خطة لإنهاء الأزمة تقضي بوقف إطلاق النار وسحب الآليات العسكرية من المدن والمناطق السكنية، وإطلاق سراح المعتقلين، وإيجاد آلية لمتابعة وقف العنف على الأرض من خلال المنظمات العربية، والسماح بدخول الإعلام العربي والدولي، ثم بدء حوار وطني برعاية الجامعة.
* من 24 ديسمبر (كانون الأول) 2011 إلى 18 يناير (كانون الثاني) 2012: الجامعة العربية ترسل بعثة مراقبين عرب إلى سوريا كتبت تقريرا لم يؤد إلى أي نتائج حيث استمرت أعمال العنف.
* 4 فبراير (شباط) 2012: فشل مجلس الأمن في الاتفاق على قرار حول سوريا بعد استخدام روسيا والصين «فيتو مزدوجا» ضد الخطة العربية التي تدعو الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي وتسليم سلطاته لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
* 23 فبراير 2012: أعلنت الأمم المتحدة تعيين أمينها العام السابق كوفي أنان مبعوثا خاصا للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية إلى سوريا، بموجب اتفاق بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، لبذل مساع هدفها إنهاء كل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان وتعزيز جهود إيجاد حل سلمي للأزمة السورية.
* 24 فبراير 2012: انعقد مؤتمر «أصدقاء سوريا» بتونس بمشاركة 60 دولة، ودعا لوقف كل أعمال العنف، وتم الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للسوريين.
* 10 مارس (آذار) 2012: اتفقت اللجنة العربية الخماسية المعنية بالأزمة السورية خلال اجتماعها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على خمس نقاط أساسية للبدء في التحرك لحل الأزمة؛ وهي: «وقف العنف في سوريا من أي مصدر كان، وإنشاء آلية مراقبة محايدة، ورفض التدخل الخارجي في الشأن السوري، وإتاحة الفرصة لوصول المساعدات دون إعاقة، والدعم القوي لمهمة المبعوث الأممي كوفي أنان لإطلاق حوار سياسي».
* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»
 
ثلاثة عوامل أساسية لخلع الأسد: الاقتصاد والجيش وخسارة دمشق وحلب
 

الحياة...بيروت - رويترز - كان الرئيس السوري بشار الأسد يقول دائماً إن الوضع في سورية مختلف وعندما اندلعت أولى انتفاضات «الربيع العربي» قبل اكثر من عام كان الأسد يقول بكل ثقة إن حكومته تتواصل بشكل جيد مع الشعب وإنها مستعدة للإصلاح بشروطها وبعيدة عن الاضطرابات التي بدأت تجتاح المنطقة.

وخلال أسابيع اتضح مدى خطأه، حين انطلقت احتجاجات محدودة في شوارع العاصمة دمشق في 15 آذار (مارس) 2011 للدعوة إلى حريات أكبر مما أشعل واحدة من أطول وأعنف انتفاضات الربيع العربي.

وصمد الأسد (46 سنة) حتى الآن امام الاضطرابات المستمرة منذ عام وأرسل الدبابات والقوات والمدفعية للقضاء على الانتفاضة في أنحاء البلاد.

وتسبب القمع الشديد الذي قابل به الأسد الانتفاضة، التي تقول الأمم المتحدة إن اكثر من ثمانية آلاف شخص قتلوا خلالها، في إدانته وعقوبات من دول غربية. وطالبت الدول العربية الأسد بتسليم السلطة في حين تعثر الاقتصاد وتراجعت قيمة الليرة السورية وانخفضت إلى النصف.

ولا تزال قوى العالم منقسمة بشدة إزاء كيفية الرد على حملة القمع في سورية ولم تساعد الإدانة الجماعية للهجوم الذي شنه جيش الاسد على حي بابا عمرو في حمص في التغطية على عدم وجود استجابة عملية لما يحدث من إراقة للدماء.

ووصف ديبلوماسي غربي إغلاق سفارات عدة في دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية بأنه يمثل «تجلياً لعجز» الدول التي لم يعد أمامها خيارات في التعامل مع السلطات السورية.

وقال الديبلوماسي، وفي تناقض مع التوجه العام لعاصمته التي طالبت بتنحي الأسد، «إن أي حل للأزمة السورية لا بد أن يشمل الرئيس بشكل أو آخر حتى إذا كان هذا يعني وجود مرحلة انتقالية تجعله «يتنحى في نهاية الأمر».

وأضاف: «لا يمكن أن تنتصر المعارضة عسكرياً بسبب القوة لدى السلطات والاستعداد لاستخدامها بشكل مكثف ومن دون تمييز».

ويتناقض موقف الأسد الثابت من الإصرار على مواجهة الانتفاضة مع تشتت المعارضة السورية.

وقال مسؤول لبناني على صلة وثيقة بسورية «عززت عمليات الجيش الأخيرة من ثقة النظام في قدراته... إنها تتزامن مع تغير في الموقف الدولي الذي كانت أولى سماته شكوك فيما إذا كانت المعارضة قادرة على تشكيل جبهة موحدة يمكن أن تكون بديلاً للنظام».

وفي ظل غياب التدخل الأجنبي يشير المعارضون، الذين يرون أن أيام الأسد في السلطة معدودة، إلى ثلاثة عوامل ربما تؤدي لهذه النتيجة وهي انهيار اقتصادي كامل بسبب الاضطرابات والعقوبات المفروضة على سورية في مبيعات النفط... أو موجة من الانشقاقات على أعلى مستوى من الجيش أو النخبة من رجال الأعمال أو فقد الدولة للسيطرة على حلب أو دمشق.

صحيح أن الأسد عانى من انتكاسات على الجبهات الثلاثة في الشهور القليلة الماضية لكن لم توجه لسلطته ضربة قاضية.

وقال كريس فيليبس، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة لندن، «من الممكن أن يتمكن الأسد من منع وقوع هذه العوامل الثلاثة كما تمكن حتى الآن».

ومضى يقول «في هذه الحالة لن أفاجأ في مثل هذا الوقت من السنة إذا رأيت الأسد ما زال قابعاً في السلطة، نظام سوري أضعف بكثير يخوض حرباً أهلية على نطاق محدود،. لكنه ما زال نظرياً مهيمناً على دمشق».

وبالنسبة للوقت الراهن فإن الأسد يلقى الدعم على المستوى الدولي من روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرارين في مجلس الامن كانا سينتقدان الرئيس السوري لقمعه الاحتجاجات. كما أنه يلقى المساندة الإقليمية من إيران و «حزب الله» في لبنان.

وعلى الصعيد المحلي يلقى الأسد الدعم من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها. كما أن الأقليات في البلاد مثل المسيحيين والدروز يشعرون بتوجس من الانضمام إلى حركة الاحتجاجات التي يمثل السنة غالبية المشاركين فيها.

وربما يجد الأسد كذلك العزاء في حملات قمع ناجحة قام بها زعماء عرب آخرون للقضاء على حركات احتجاج مثلما فعل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي فقد السيطرة على 15 من بين 18 محافظة عراقية بعد حرب الخليج عام 1991 لكنه قاتل وبقي في السلطة طوال 12 عاماً أخرى كما أن حافظ الأسد الرئيس السوري الراحل والد بشار قضى على انتفاضة لإسلاميين في الثمانينات في حماة.

لكن تمرد الشيعة على صدام كان قصيراً وكان حافظ الأسد يواجه تمرداً مسلحاً محدوداً من إسلاميين. وعلى العكس من ذلك فإن بشار الاسد يواجه معارضة في أنحاء البلاد وهي معارضة تتزايد ولا تنحسر.

وإذا حصل الجيش السوري الحر على الدعم كما اقترحت دول عربية سيكون القضاء على جيش المعارضة أكثر صعوبة.

ورأى فولكر بيرتيز مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية «أشعر بأن هذا النظام سينهار بطريقة أو أخرى، النظام في نهايته بالفعل، كل المسألة أن النهاية ربما تستغرق وقتاً طويلاً جداً».

وقال بيرتيز إنه في حالة انزلاق سورية أكثر إلى حرب أهلية ربما يختار الأسد التنازل عن أراض لا تمثل أهمية كبيرة له ويرسل القوات الأكثر ولاء له إلى المدن الحيوية لتطويقها مثل دمشق وحقول النفط الشرقية ومنطقة الجبال التي يسكنها العلويون قرب البحر المتوسط وميناءي طرطوس واللاذقية.

وتوقع فيليبس «تآكلاً بطيئاً جداً لكل من الدولة والجيش» وانزلاقاً متدرجاً إلى صراع أوسع نطاقاً. لكنه قال إن الأحداث على مدى العام الماضي خالفت معظم التوقعات الأولى ما يجعل من الصعب إصدار توقعات للشهور المقبلة.

 

 

حرب استنزاف من دون جدوى
 
 

الحياة...بيروت - أ ف ب - يرى محللون ان النظام السوري سيمضي في استراتيجيته الهادفة الى اخضاع «جيوب المقاومة» واحداً بعد الآخر، ليثبت للمجتمع الدولي انه وحده يملك مفتاح حل ازمة بلاده التي دخلت أمس عامها الثاني.

ويقول الباحث في «مجموعة الازمات الدولية» بيتر هارلينغ لوكالة «فرانس برس» ان «النظام يعتقد ان المجتمع الدولي سيدرك بعد فترة انه لا يمكن اسقاطه، وان الضغط سيتراجع والعالم الخارجي سيعود الى التفاوض».

ويضيف ان «ارسال موفدين مع تفويض غير واضح سيزيد من قناعته بانه عل حق في ما يقوم به»، في اشارة الى مهمة الموفد الدولي الخاص الى سورية كوفي انان في نهاية الاسبوع في دمشق التي لم تسفر عن اي اتفاق بينه وبين السلطات على حل للأزمة.

الا ان المحللين يرون، انه على رغم ان الاسد يملك القوة العسكرية اللازمة من اجل سحق معاقل المنشقين، كما حصل اخيراً في حمص (وسط) وبعدها في ادلب، فان النظام في حكم المنتهي ويقود معارك خاسرة على المدى البعيد.

ويرى هارلينغ ان الامر يشبه «لعبة يتم فيها اطفاء النار في مكان فتشتعل في مكان آخر».

ويضيف «ان النظام يشن حرب استنزاف. يحتاج الى ان يبقي صورة الانتصارات العسكرية ماثلة في الاذهان، هذا مهم بالنسبة الى قاعدته، الا انه في الوقت نفسه لا يتوقع ان ينتهي الصراع سريعاً».

ويلعب الدعم الروسي دوراً اساسياً يصب في مصلحة الاسد. وكذلك شلل المجتمع الدولي وتشتت المعارضة السورية التي لم تنجح حتى الآن في تقديم بديل للنظام قابل للحياة.

ويرى فابريس بالانش ان «الضغط الدولي على نظام الاسد تراجع بعض الشيء»، مشيراً الى وجود «رغبة بتهدئة الامور لانه لا يمكن القيام بشيء في ظل العرقلة الروسية».

ويقول «لقد قال الروس بوضوح ان اي حل للازمة السورية يجب ان يمر بهم». ويحذر المحللون من حرب اهلية تدل كل المؤشرات على انها قادمة، في ظل توترات سنية علوية على الارض ودعوات متزايدة الى تسليح المعارضة.

ويقول مدير مركز ابحاث الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما الاميركية جوشوا لانديس «اذا تم تدمير النظام، فالازمة الانسانية ستزداد سوءاً»، لان «ذلك لن يوقف القتلى، بل سيزيد عددهم، تماماً كما حصل في العراق».

ويتابع «ان من يدمر، يدفع الثمن، والجميع يعرف ذلك، لذلك، الجميع يتردد في القرار».

ويضيف ان «الملايين من السوريين في الداخل باتوا يكرهون النظام... وهذا الاخير لا يفعل شيئاً لتصحيح هذه العلاقة». ويؤكد ان «عدم تصحيح هذه العلاقة يساهم ايضاً في تضافر الاسباب لحرب اهلية».

 

حرب بين مدنيين جيران... ولا يمكن الوثوق بأحد!
 
 

الحياة..أنقرة - رويترز - زهرة بن سمرا مصورة في وكالة «رويترز» مقيمة في الجزائر سافرت في مهمة الى سورية في شباط (فبراير). هذه هي روايتها عن الزيارة.

قال المتصل من سورية «كوني جاهزة خلال 30 دقيقة اذا أردت الذهاب فعلينا ان نذهب الآن».

منذ اللحظة التي غادرنا فيها فندقنا في تركيا قرب الحدود سافرت انا وزميلي على طرق ترابية يستخدمها المهربون والمزارعون حول الحدود الشمالية لسورية. كانت الطرق السريعة تعج بالجنود والشبيحة.

وفي اختلاف عن الوضع في ليبيا، حيث كانت الخطوط الأمامية واضحة تفصل مقاتلي المعارضة عن قوات معمر القذافي، تمر الخطوط الأمامية في سورية عبر القرى وتتقاطع مع الأراضي الزراعية في متاهة غادرة. ربما تكون قرية ما موالية للرئيس بشار الأسد وتتدلى صوره من كل نافذة، بينما تسيطر المعارضة على القرية المجاورة وتتألف ثالثة من تركيبة طائفية حيث لا تستطيع أن تثق في جارك.

في ليبيا كانت كيلومترات تفصل بين الأطراف المتحاربة. اما في سورية فلا يفصل بينها سوى ياردات. الحرب تدور من منزل الى منزل. في ظل جهلنا بالأرض كنا نعتمد كلياً على مرشدينا من المعارضين حتى نستمر على قيد الحياة.

وما إن اقتربنا من الحدود تركنا السيارة التي كان يقودها أحد المرشدين وأقلّنا جرار كان ينتظرنا. كان الجو ممطراً.

كانت الحقول موحلة. حاول مرشدنا طمس آثار الأقدام التي خلفناها في الطين خشية أن نترك أثراً وراءنا.

وصلنا الى ممر مائي اضطررنا لاجتيازه. كانت الوسيلة الوحيدة للعبور هي الجلوس في حيز شديد الضيق بكل معدّاتنا الثقيلة في ما يشبه حوضاً معدنياً ربما تستخدمه الفلاحات لغسل الملابس. نجحنا في الوصول من طريق شد حبل. حين وصلنا الى الجانب الآخر كان الظلام بدأ يحل.

بعدما قضينا الليل مع أسرة جاءت سيارة لتقلنا خلسة الى قرية قرب إدلب حيث سنقيم لخمسة ايام. سمعنا قصفاً اثناء الليل. انتظرنا.

في الصباح التالي اصطحبونا الى قرية أخرى. افترضنا أن القتال بما في ذلك القصف الذي سمعناه انتهى حين وصلنا. لكن الدخان ظل يتصاعد من بعض المباني بينما دخلنا من طرق خلفية.

أخذ سكان يقتربون منا وقال أحدهم: «تعالوا لتروا والدي، لقد قتل». وقال آخر: «تعالوا من هذا الطريق، هناك جثتان، تعالوا لتروا منزلي الذي دمر».

بدا أن القصف كان عشوائياً. قصفت منازل في مناطق متفرقة من البلدة. وكأن رجلاً أعمى كان يُطلق النيران ولم يستطع أن يرى او لم يعبأ أين تسقط القذائف.

اصطحبنا سكان الى منزل قالوا إن امرأة في السبعين قتلت فيه. سقطت عليه قذيفة. خضبت المرآة في غرفة نومها بالدماء وتناثرت عليها قطع من اللحم. وكأنها نسفت.

ذهبنا الى المسجد. كانت هناك جثتان غطيتا بحصيرة. إحداهما بلا رأس. ولعلمي بأنه ما من وسيلة إعلام ستنشر هذه الصور البشعة لم أرسل في ما بعد سوى الصور التي تعطي لمحة عن المشهد. دفن ضحايا أعمال العنف في حديقة تحولت الى مقبرة، فالذهاب الى الجبانة ينطوي على مخاطرة كبيرة.

منذ لحظة عبورنا الحدود من تركيا كان الرعب واضحاً على وجوه مرشدينا وكل القرويين. لكننا لم نلمس بالفعل ما يعنيه أن تكون تحت الهجوم وأن تكون الهدف حتى اليوم التالي حين جاء أحد المعارضين ليرافقنا الى قرية قرب حلب حيث هاجمت القوات الموالية للأسد شاحنة تركية قبل ذلك بيوم.

كان في القرية مقاتلون للمعارضة وشبيحة يعملون لمصلحة الاسد. تم نقلنا من ملاذ آمن الى آخر. استطعنا أن نرى القناصة على الجانب الآخر من الشارع. فيما غادرنا القرية قابلنا دورية للجيش. أصيب مرشدنا بالذعر واستدار عائداً بالسيارة. أثار هذا الانتباه وانطلق عيار ناري. انحرفنا الى طريق جانبي وفي لمح البصر تعرضنا لإطلاق نيران كثيف. مرت الصواريخ من فوق رؤوسنا وصوبت البنادق باتجاهنا. لكننا تحركنا بسيارتنا ببطء خوفاً من أن تؤدي القيادة السريعة الى إثارة المزيد من الانتباه.

اخيراً توقفنا في بستان للزيتون حيث انبطحنا ووجوهنا في الطين. كنا نسمع القصف عن بعد وعلى مقربة. بدأ الغسق يهبط واستطعنا تمييز الضوء الأحمر لنيران القذائف المضادة للطائرات وهو يضيء السماء. كانوا يطلقون أسلحة ثقيلة على الصحافيين. لم نكن مسلحين وكذلك مرشدنا.

في نهاية المطاف ركبنا السيارة. وأخفينا كل معدّاتنا في صندوق السيارة خوفاً من أن تفصح عن مهنتنا اذا تم إيقافنا. قاد مرشدنا السيارة في طرق ترابية واتصل بمعارضين عند كل منعطف ليعرف اي الطرق والمنازل آمنة. أخذنا الى منزل.

قال المرشد: «يجب أن أخرجكم من هذه القرية الليلة. يعرفون أنكم هنا وسيداهمون المنازل الليلة بحثاً عن صحافيين. لا تركضوا. امشوا بصورة طبيعية». كنا خائفين جداً وكان من الصعب أن نسير ببطء.

بعد التوقف في منزل آخر وصلنا الى منزل ثالث يملكه رجل متعاطف مع المعارضين سراً ونتيجة ذلك تعتقد السلطات أنه فوق مستوى الشبهات. بعد خمس دقائق من دخولنا سمعنا سيارات في الخارج وفي آخر الطريق جنود يدقون على الأبواب.

كان زميلي مع رجال العائلة. وكنت انا في غرفة مع امرأتين أخريين وأطفال يلعبون على الأرض. اتفقت النساء على أنه اذا دخل الجنود فسيخبرنهم بأنني صماء وبكماء لإخفاء لهجتي التي تنم عن انتمائي الى شمال افريقيا.

قدمت لي مضيفتاي القهوة وحاولتا تجاذب أطراف الحديث معي. لكن كل ما استطعت التفكير فيه هو ما سيحدث اذا داهم الجيش هذا المنزل. فكرت في أن هذه الأسرة بالكامل ستقتل بسببنا. ولم يدق أحد على الباب.

أخيراً سمعنا انتقال الدورية الى حي آخر. لم تمر سوى 20 دقيقة لكنها كانت كدهر.

غطيت الحروب في كثير من الدول. في العراق كان يمكن أن يجافيك الحظ في كثير من الأحيان ويحاصرك تفجير انتحاري. في لبنان كانت هناك دائماً مناطق آمنة وأخرى خطرة. في ليبيا كان من الواضح من يقاتل ومن لا يقاتل. في سورية كانت الحرب التي رأيناها مختلفة فهي حرب بين مدنيين. حرب بين جيران.

غادرنا سورية من خلال طريق آخر يستخدمه مهربون عبر أراض زراعية موحلة. لم أغتسل او أغيّر ملابسي خلال الرحلة التي استمرت خمسة ايام. متى وصلنا الى تركيا بدأنا نسترخي. في ذلك الحين بدت رحلتنا الى سورية سريالية وظل الخوف الذي شعرنا به تحت النيران يلاحقنا مثل الكابوس.

واستعدينا للعودة الى ديارنا لكن تلقينا رسالة بالبريد الالكتروني تقول إن الشبيحة قتلوا الرجل الذي أعطانا منزله لخمسة ايام في تلك القرية التي تسيطر عليها المعارضة في إدلب.

كانت ظروف عملنا شديدة الصعوبة وكان من الصعب التقاط الكثير من الصور الصادمة الجريئة التي تصنع اكثر اللقطات الفوتوغرافية تأثيراً. جازف هذا الرجل بحياته حتى نستطيع أن نقدم على الأقل سجلاً بسيطاً للخوف الذي يعيشه السوريون كل يوم اياً كان الجانب الذي ينتمون اليه.

 

 

دول مجلس التعاون تقرر اغلاق سفاراتها في دمشق
موقع إيلاف...أ. ف. ب.
الرياض: اعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني مساء الخميس ان دول مجلس التعاون قررت اغلاق سفاراتها في دمشق احتجاجا على "تمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري".
وقال الزياني في تصريح ادلى به من مقر الامانة العامة للمجلس في الرياض ان "دول مجلس التعاون قررت اغلاق سفاراتها في دمشق تأكيدا لموقفها الرافض لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق".
وطالب الزياني "المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حازمة وعاجلة لوقف ما يجري في سوريا من قتل وتعذيب وانتهاك صارخ لكرامة الانسان السوري وحقوقه المشروعة".
وياتي اعلان هذا الاجراء التصعيدي حيال النظام السوري مع دخول الانتفاضة السورية عامها الثاني الخميس وسط ارتفاع في وتيرة العنف، وتكثيف الدعوات من منظمات ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان لوقف القتل في سوريا الذي تجاوزت حصيلته بعد سنة تسعة الاف قتيل غالبيتهم من المدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكانت مملكة البحرين قررت في وقت سابق الخميس اغلاق سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها "نظرا لتردي الأوضاع في سوريا".
وجاء قرار البحرين بعدما اعلنت المملكة العربية السعودية الاربعاء اغلاق سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها منها.
وكان وزير الخارجية الامير سعود الفيصل قال السبت الماضي في اجتماع وزراء الخارجية العرب في حضور وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف، ان روسيا والصين تمنح النظام السوري "رخصة للتمادي في الوحشية".
في المقابل، اتهم وزير الاعلام السوري عدنان محمود قطر والسعوية بانهما "شركاء العصابات الارهابية المسلحة" وحملهما مسؤولية "سفك الدماء" في بلاده.

 


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,773,020

عدد الزوار: 6,965,332

المتواجدون الآن: 62