لبنان: المطلوب من ميقاتي لتعويم حكومته تمكين بري من النفط وعون من الكهرباء وتسهيل طموحات الصفدي...هل دخلت بكركي «شريكاً مضارباً» للأحزاب المسيحية؟.. "معالي النائي"..

تواصل الاعتداءات السورية على البقيعة العكارية..مسيرات في عكار وطرابلس وعرسال تضامناً مع الشعب السوري...«لقاء الحوار الإسلامي»: للتحول إلى مرجعية دينية شمالية

تاريخ الإضافة الأحد 25 آذار 2012 - 6:52 ص    عدد الزيارات 1973    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

مساع لتوسيع دائرة المشاركين قبيل اجتماع 5 نيسان
السفير...«لقاء الحوار الإسلامي»: للتحول إلى مرجعية دينية شمالية
غسان ريفي
يسعى «لقاء الحوار الإسلامي» في طرابلس الى توسيع إطار عمله ليشمل مكونات الساحة الاسلامية كافة، بهدف إعادة بناء جسور الثقة والتواصل في ما بينها، ما من شأنه تحويلها شيئاً فشيئاً الى مرجعية دينية غير رسمية قادرة على تشكيل صمام أمان في المدينة وعلى مستوى منطقة الشمال.
ولا يخفي أركان اللقاء حرصهم على ضم ما أمكن من القيادات الاسلامية المختلفة سياسياً، بهدف إجراء حوار معمق حول كل القضايا، يخلص الى جملة من الثوابت يلتزم بها الجميع على قاعدة: «نتعاون في ما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا في ما نختلف فيه»، وعلى أسسس الحفاظ على الانتظام العام، والسلم الأهلي، والعيش الاسلامي ـ المسحي، وتجنب كل ما من شأنه أن يهدد أمن طرابلس واستقراره.
وترجم اللقاء سعيه نحو الانفتاح بتوجيه الدعوة الى عدد من القيادات الاسلامية للانضمام إليه، فشارك في الاجتماع الذي عقد ليل أول أمس في مدرسة البيان، سالم فتحي يكن، ورئيس «جمعية الأخوة» الشيخ صفوان الزعبي، فيما علمت «السفير» أن وفدا من «لجنة المساعي الحميدة» برئاسة أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، أخذت على عاتقها إجراء اتصالات مع كل من: النائب خالد ضاهر، والمشايخ: بلال بارودي، سالم الرافعي، داعي الاسلام الشهال، هاشم منقارة وزكريا المصري للمشاركة في الاجتماع الذي سيعقد يوم الخميس في 5 نيسان المقبل في «معهد الدعوة والارشاد»، وذلك بهدف استكمال الدائرة الاسلامية تحت مظلة اللقاء من جهة، ولمتابعة الحوار من جهة ثانية، خصوصا أنه يساهم في تبريد الساحة، وطمأنة المواطنين بأن أي طارئ قد يحصل ستكون له مرجعية قادرة على معالجة ذيوله، بما في ذلك العمل جدياً على تبريد ساحة التبانة ـ جبل محسن، والتي أكدت مصادر اللقاء أنه كان لها حيزاً هاماً في النقاشات التي شهدها الاجتماع.
وتشير مصادر اللقاء الى أن المشاركين ناقشوا في اجتماعهم الأخير أربعة بنود هي، أولا: تحديد الأهداف الاستراتيجية التي يلتقي عليها العمل الاسلامي.
ثانيا: النظرة الاسلامية والحركية الى لبنان.
ثالثا: تداعيات الأزمة السورية على لبنان وعلى المنطقة.
رابعا: الاعتقالات والاتهامات لبعض الجهات الاسلامية بما في ذلك ما يعرف بالشبكة السلفية، فضلا عن ملف الموقوفين الاسلاميين.
وتقول هذه المصادر إن «المجتمعين ناقشوا بإسهاب كيفية الحفاظ على الهوية الاسلامية في لبنان، من دون أن يؤدي ذلك الى أي خلل لجهة العيش مع سائر الطوائف والمذاهب، فضلا عن ضرورة التواصل مع العالم الاسلامي».
ومن ثم جرى التداول في الاعتقالات التي طاولت عددا من الأشخاص بما يعرف بـ«الشبكة السلفية»، وفي معلومات تشير الى أن لدى الموقوفين أفكارا تقول بعدم جواز التطوع في الجيش اللبناني، وهم يعرف بعضهم بعضا من الجامعات، وأن شخصا واحدا منهم التقى أبو محمد طه في مخيم عين الحلوة، لافتين النظر الى أن أحد المحامين المكلفين بمتابعة قضيتهم أكد أن قاضية التحقيق أخلت سبيلهم لكن قرارها تعرض للتمييز من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، وأن القضية أخذت أبعادا إعلامية وتضخيما غير مبرر، في حين أن كل ما قام به هؤلاء لا يستحق أكثر من المادة 222 من قانون الجنح...
كما شدد المجتمعون بحسب المصادر على ضرورة دعم اللجنة المكلفة متابعة ملف الموقوفين الاسلاميين، وطلبوا لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لوضعه في مستجدات هذا الملف.
وتتابع المصادر أن اللقاء يحاول مقاربة ملف الأزمة السورية من خلال التوافق على المبادئ من دون التعمق في التفاصيل حيث تكمن الشياطين، وذلك لجهة التأكيد على خيار الشعوب، وعلى حقن الدماء والحفاظ على كرامة الشعب السوري بكامله.
ويقول أحد المشاركين في اللقاء لـ«السفير» إن «الاجتماع كان من أفضل الاجتماعات التي عقدت منذ انطلاقته، وبدأ يتخذ شكل الاطار المؤسساتي لجهة وضع برنامج عمل لكل اجتماع ومناقشة ما تم التوافق عليه في الاجتماع السابق».
ويضيف: لا يخفي أحد أن هناك اختلافا كبيرا في وجهات النظر، لكن ذلك يجب ألا يحول دون التواصل والتفاهم والتوافق على القواسم المشتركة، وفتح حوار هادئ في الأمور الخلافية الأخرى انطلاقا من مبادئ الشريعة الاسلامية. وشدد على ضرورة أن ينقل المشاركون الأجواء الايجابية التي تشهدها الاجتماعات الى قواعدهم الشعبية.
يذكر انه شارك في اللقاء كل من: النائب السابق أسعد هرموش، والمشايخ: محمد إمام، حسن الشهال، بلال شعبان، كنعان ناجي، صفوان الزعبي، محمد خضر، أحمد شعراني، نبيل رحيم، كمال بارودي، أمير رعد، كما شارك: سالم فتحي يكن، عبد الرزاق قرحاني، جميل رعد، محمود البضن، وممثلون عن «حزب التحرير».
 
الراعي لا يأمن لسياسيي الموارنة وإن اختلف تقويمه لهم
هل دخلت بكركي «شريكاً مضارباً» للأحزاب المسيحية؟
السفير..دنيز عطا الله حداد
يتأكد يوما بعد يوم أن الصراع على السلطة هو الذي يحرّك الوسط السياسي المسيحي. لا يحمل هذا الكلام إدانة. فالامساك بالسلطة والقرار بداهة اي عمل سياسي. لكن على اي مفهوم للسلطة يتنافس السياسيون المسيحيون؟ عن اي دور يبحث الزعماء المسيحيون؟ من يحدد الاحجام وموازين القوى؟ هل هناك من يؤمن بإمكان احتكار التمثيل المسيحي؟ أين دور بكركي وهل دخلت كـ«شريك مضارب» للأحزاب والقوى السياسية، ام أنها تسعى لتكون المظلة التي يجتمع تحتها المختلفون؟
نجحت بكركي في ان تبقى محور الحراك السياسي المسيحي منذ مار يوحنا مارون الى مار بشارة الراعي. يعود ذلك إلى أسباب عميقة في الوعي والتاريخ، الى لحظة التأسيس الأولى للجماعة المارونية حول الاديار والكنائس والبطريرك تحديدا.
وبرغم بقاء البطريرك طويلا قائدا روحيا وزمنيا لطائفته الا ان الصراعات المارونية لم تتوقف يوما. يروى في هذا المجال ان البطريرك اسطفان الدويهي (1630-1704) كان «يجهد ليل نهار ليقيم للجبة رأسا مارونيا واحدا. وكم مرة جمع مشايخها وغضب عليهم! وكم مرة بكّتهم وأهداهم الى الصلاح بغير فائدة! وذات يوم دعاهم إلى اجتماع في بلدة ايطو، للتداول في شؤون البلاد، وكان ذلك تحت شجرة تين. وبسبب انهم لم يتفقوا ولم يسمعوا كلامه طعنهم بالحرم ولعنهم وغضب عليهم. فللوقت يبست التينة وسقط ورقها، ولا تزال يابسة»، كما ينقل الخوري ناصر الجميّل عن سمعان عواد.
هل يكرر الراعي خطوة ســـلفه الدويهي ويرمي الحرم على احد؟
كان الراعي المطران الوحيد الذي استعاد من على منبر «المركز الكاثوليكي للإعلام» في العام 2009 القوانين الكنسية المتعلقة بـ«الحرم الكبير والحرم الصغير والعقوبة المناسبة»، لكل من يخل بالقانون الكنسي الذي يقول صراحة ان «كل من اثار الفتن أو الكراهية ضد البطريرك أو الاسقف أو حرّض الخاضعين له على عصيانه يعاقب بعقوبة مناسبة، بما في ذلك الحرم الكبير».
يقول احد الاساقفة إن هذا الموضوع «غير مطروح على الاطلاق»، ويضيف «يوم اتخذ المطران الراعي موقفه ذاك كان الهجوم على البطريرك نصر الله صفير قد طاول المحرمات. وهو قالها يومها «من بيت ابي ضُربت». والكنيسة لا تحبذ ابدا الوصول الى هذه المرحلة في علاقتها مع ابنائها. وفي كل حال، فان الخلاف اليوم لا يزال في الرأي والافكار ومقاربة القضايا العامة. ولم يتطاول احد على موقع البطريرك ومقامه او يقلل من احترامه. اما الاختلاف في وجهات النظر، فطبيعي بين ابناء البيت الواحد».
بات واضحا للجميع ان الراعي لن ينصرف فقط الى الصلاة «ليرفع الله الغمة عن هذه الامة». سينخرط بثقله وثقل كنيسته في الشؤون السياسية، ليس فقط في خطوطها المبدئية العريضة، بل ايضا في تفاصيلها. وهنا الجواب عن الكثير من الاسئلة.
ويعتبر المتابعون لموقف بكركي ان «الخلاف القائم بين «القوات» والراعي حول الموقف من احداث سوريا كلام معلن لما هو مضمر. والمضمر يبدأ من النفوذ والدور والحجم ويمر بالانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية وصولا الى الزعامة السياسية للمسيحيين».
ويؤكد احد السياسيين المخضرمين ان بكركي و«القوات»، «وبالرغم من الاختلاف الكبير في طبيعتهما وتكوينهما، ينظران الى الساحة المسيحية ويستشعران الحجم المتزايد لكتلة غير المنحازين الى اي فريق سياسي».
تسعى بكركي الى توسيع «حزب الكنيسة» عبر استقطاب هؤلاء مستندة الى ان بعض الرأي العام الذي كان ينحاز الى «التيار الوطني الحر» وابتعد اليوم عنه، «من الصعب جدا ان يستقطبه خطاب «القوات» وبالتالي فالكنيسة هي المكان المنشود». ويضيف السياسي نفسه محللا «في الوقت نفسه، تعتبر «القوات» انها باستنادها الى خطاب مسيحي واضح النبرة معطوفا على انفتاحها على المسلمين في الداخل اللبناني وفي العالم العربي، قادرة على امالة الرأي العام الى كفّتها من الميزان. فهي تزداد تنظيما، وتوسّع من كادراتها الشبابية وتبني علاقات جديدة. ويلقى موقفها من سوريا صداه في بعض الاوساط المسيحية».
ويخلص السياسي الى ان «سلوك الراعي واضح، وما تتداوله الحلقة الضيقة المحيطة به يعكس نية الراعي المشاركة بجدية في تشكيل اللوائح الانتخابية كما في التدخل في القضايا الاساسية التي يضعها تحت عنوان استرجاع حقوق المسيحيين. وهي حقوق لا يأتمن عليها ايّا من المسؤولين المسيحيين وان اختلف تقييمه لكل واحد منهم وعلاقته بهم».
ارسل الراعي اشارات منذ انتخابه الى ان مدة حبريته لن تكون سهلة على كثيرين. وهو بسلوكه ومواقفه يعيد تأكيد هذا الانطباع. وستكون متابعة الحراك السياسي في الوسط المسيحي مادة مثيرة للمتابعة.

 

 

"الجماعة": إصلاحات النظام السوري طقوس سطحية للضحك على الشعب

جريدة المستقبل...
رأى رئيس المكتب السياسي لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان عزام الأيوبي، في ملف الإصلاحات التي قدمها النظام السوري "طقوساً سطحية يضحك النظام فيها على شعبه، ثم يدعوهم الى المشاركة في انتخابات على الدستور، في حين أن هناك مجازر حقيقية ترتكب في سوريا"، مؤكدا أن "القضية أخلاقية قبل كل شيء".
واعتبر في حديث الى محطة "a.n.b" أمس، ان القول بأن النظام السوري مجرم بحق شعبه "هو توصيف حقيقي وليس افتراءً"، مشيراً الى أن إطلاق عشرات العناصر من "القاعدة" من سجون النظام السوري في هذا الوقت بالذات هو "محاولة من النظام لايجاد فزّاعة للعالم اسمها الخطر الإسلامي".
ولفت الى أن "دعم النظام السوري للمقاومة هو تقاطع مصالح"، موضحاً ان "من يدعم المقاومة من باب أولى أن يكون صانعاً لها، كما تبين بأنه عكس ما يشاع فإن معظم القوى الدولية على مستوى الشرق تدعم بقاء النظام السوري".
 
 "معالي النائي"..
جريدة المستقبل...كارلا خطار
ينأى ثم ينعى.. ثم يعود لينأى من جديد.. هو وزير خارجية "المنأى" عدنان منصور رقيق القلب ومرهف الأحاسيس في كل ما يتعلق بالنظام السوري. قلبه على النظام الظالم وقلب الأخير على الحجر.. ينقض تصريحاته اليومية النائية عن السيادة والديموقراطية بمواقف تنقضّ على الشعب السوري الحرّ وتشرّع حدود لبنان الشمالية أمام انتهاكات جنود النظام السوري ما يعرّض أمن المواطنين اللبنانيين للخطر. ولكل من يعتقد بأنه منحاز الى طرف ضدّ آخر، يؤكد منصور أن الإنحياز لا يجوز.. حقا إنها لمهزلة أن يستغل الوزير ضياعه التّام بين النأي والنعي والإنحياز وعدمه وصداقة سوريا أو صداقة معلّمها! يستخدم من كل هذه المواقف ما يفيده في تبجيل النظام الغارق في فساده. روسيا مثله الأعلى، إليها ينحاز ويسمح لنفسه بالتماهي المطلق مع مواقفها.. وفي خلاصة تشبه تحليل تمرين حسابي يمكن الإستنتاج أن عدنان منصور، الذي ينأى بنفسه عن القتل والمجازر، يؤيد مواقف روسيا باعتراف منه، وتلك المواقف تدعم النظام السوري؛ إذاً، منصور يدّعي النأي ويتمسك بالنفي، منحاز و"مستقتل" في انحيازه الى النظام السوري.
"النفس النائية" مسلسل هزلي جديد تقدّمه حكومة السلاح منذ أن قرر الربيع العربي أن يزهر في سوريا. المسلسل يُعرض على كل الشاشات المحلية والعربية والعالمية.. "الجرصة" إذاً لا تقتصر على الساحة اللبنانية، فقد باتت مواقف منصور، البطل الذي يناقض دوره كل أبطال هوليوود في دعم الاستبداد وكمّ الأفواه، محطّ انتقاد كل زملائه السفراء. هؤلاء يحللون موقف لبنان الرسمي تحت عنوان "سياسة النأي" فمنصور يبدو مرتاح البال، حريصاً على أن يتمتع النظام السوري بالإنتقام من شعبه وأن يتعدى على اللبنانيين داخل أراضيهم. أليس معيبا أن تشعر فرنسا بالقلق الشديد إزاء القذائف التي يطلقها النظام السوري على شمال لبنان والبقاع، فيما لبنان الرسمي منحاز الى طلب رضا النظام السوري؟ أليس مخجلا أن تحرص فرنسا على سيادة لبنان وأمنه واستقراره، بينما تقود السياسة اللبنانية الرسمية البلد الى طبق الفضة وتقدمه للنظام السوري؟ ألا يشعر القيّمون على الحكومة بالخجل من نصائح فرنسا بـ "أن يصان لبنان من نتائج الأزمة السورية، وأن تعمل جميع الأطراف السياسية الفاعلة في لبنان في هذا المنحى؟" بالطبع، إنه لمخجل ومعيب أن يتبنى لبنان الرسمي آراء النظام السوري.. لكن أن يأتي العيب من حيث أتى، فهذا ليس بمخجل!
هكذا يؤيد عدنان منصور استراتيجية روسيا وبالتالي لا يعارض نظام سوريا.. ولا يجهل احد ان في عدم المعارضة فقط يمكن كسب ثقة "البعض". ولكن لا مصيبة أعظم من جهل وزارة المنأى لربيع الشعوب العربية، وتجاهلها حقوق الإنسان، وانشغالها عن حماية حدود لبنان للفوز بشهادة من المعلّم السوري، ثم إعلانها عن عدم مشاركتها في "مؤتمر أصدقاء سوريا" وانقطاعها عن الإحاطة بأمن اللبنانيين وإعطاء "دينتها الطرشا" لنصائح فرنسا. الوزارة أوقعت نفسها في منطقة عازلة، نأت بها عن الإنسجام الحضاري مع حرية الشعب السوري، وجعلتها تتنكّر لحقوق الإنسان التي حمل رايتها الدكتور شارل مالك، وتربط الإصلاحات بشخص الوحش السوري وتعلّق قدر شعب يتوق الى الحرية ببطش نظام أسدي ساقط لا محالة. ويبشّر الوزير بأن دولا عدة أكدت أن مواقفه سليمة، ويطالع اللبنانيين بمواقف تتعارض مع المنطق العام، ويستبق موقف لبنان في القمة العربية في بغداد ليؤكد أنه سيمارس أيضا سياسة النأي بالنفس، ويعلن أنه مستعدّ للمساعدة على الحوار.. هو طبعا سيحاور من أجل النظام السوري وسيقاتل في سبيل بقاء رأس الفساد فيه.
من أجل كل المواقف السابقة واللاحقة المستبقة، استحق وزير الخارجية عدنان منصور الشكر من نظيره المعلّم السوري. وقبل أن يتّخذ اللبنانيون موقفا ينأون فيه بأنفسهم عن سياسة "تبييض الوجه" الخادعة التي يساير فيها منصور المعلم، يتوجهون بالشكر الى وزيرهم: شكرا عدنان منصور لأنك على تواصل مع المعلم. شكرا لأنك مطلع على ما يريده المسؤولون السوريون من ضبط للحدود ومنع تسلل الأفراد. شكرا لمواقفك البناءة. شكرا لأنك لم تُدِن العنف في سوريا. شكرا لأنك طالبت بمعرفة مصير المفقودين اللبنانيين في سوريا. شكرا لخوفك على مصير اللبنانيين عموما والبقاعيين خصوصا. شكرا لدعمك النازحين المظلومين من الشعب السوري.. لائحة الشكر تطول، وكلمات الثناء تعجز عن التعبير فيما الشعب السوري يثور، يواجهه بطل السياسات الخارجية للدول النائية عن النفس عدنان منصور. وكما في كل قصص الثورات، الشعب هو البطل الوحيد الذي لا يستسلم ولا يموت..
 
"المستقبل" في الدريب والفاعليات تندد بانتهاك السيادة اللبنانية
تواصل الاعتداءات السورية على البقيعة العكارية
عكار.. زياد منصور...
تواصلت اعتداءات شبيحة النظام السوري على أهالي القرى الحدودية في مناطق عكار، ولا سيما في وادي خالد حيث أصيب العديد من المنازل وأحد المساجد. وقد استنكر تيار "المستقبل" والبلديات والفاعليات في الدريب "الاعتداءات المشينة التي تنتهك السيادة اللبنانية والتي تقوم بها كتائب الأسد على الحدود اللبنانية".
الاعتداءات
عادت المجموعات السورية المنتشرة في التلال المجاورة للمناطق اللبنانية، لتطلق النار ليلاً وهذه المرة في سماء البقيعة في وادي خالد من دون اصابة المنازل. ويأتي اطلاق النار الممنهج والمدروس للضغط على الأهالي فيما يبدو، لثنيهم عن مواقفهم في حماية النازحين، بعد محاولات جهات مشبوهة العمل باسم فعاليات الوادي، لاستصدار بيان تحت شعار "رفض احتضان النازحين" بحجة تسببهم بما يحصل، وتحميلهم أوزاره، وكلام عن تجاوزات وممارسات هي بعيدة عن سلوكياتهم. وعندما فشلت هذه المحاولات، عاد الأسلوب التقليدي الى الواجهة بإطلاق النار على الوادي وقراه.
ولوحظ انتشار جديد لبعض الدبابات في تلة شمال البقيعة تسمى تلة أبو هريرة، وأخرى في الغيضة في الجهة الجنوبية، حيث استقدمت مدرعة محملة برشاش رباعي ثقيل من نوع "شيلكا"، وهي كانت تساهم بإطلاق النار على البقيعة وحارة بني صخر.
وفيما بقيت الأجواء حذرة وعرضة للاهتزاز، أفيد عن احتمال دخول عدد لا بأس من الجرحى من الأراضي السورية يقدر بالعشرين، يتم العمل لإخراجهم لمعالجتمهم، وغالبيتهم من حمص ومن الحصن وقلعة الحصن التي تتعرض للقصف المدفعي منذ ثلاثة أيام.
وطالب الأهالي بإعادة التيار الكهربائي وتركيب شبكة جديدة ومحول جديد كبديل من الذي أصابته المدفعية السورية. كما طالبوا بدراسة عينية وميدانية للأجهزة المختصة لمساعدة الأهالي وتعويضهم خسائرهم. وأحصت قوى الأمن الداخلي أضرار القصف واطلاق النار على المنازل والتي قدرت باثني عشر منزلاً اضافة الى مسجد حارة بني صخر الذي أصيب برشقات رشاشات متوسطة من نوع "بي- كي-سي".
ولا يزال عدد كبير من الأهالي يفضلون البقاء خارج منازلهم وخاصة في المنصورة بالقرب من جسر أبي سويد، وفي أسفل العريضة بالقرب من الجسر الغربي، بانتظار جلاء الصورة والاطمئنان لما يحدث.
مواقف منددة
استنكر تيار المستقبل والبلديات والفعاليات في الدريب "الاعتداءات المشينة التي تنتهك السيادة اللبنانية والتي تقوم بها كتائب الأسد على الحدود اللبنانية". ولهذا الغرض، عقد اجتماع موسع في دارة رئيس بلدية عمار البيكات، وليد قاسم، حضره المنسق العام لتيار المستقبل في الدريب خالد طه وعدد كبير من رؤساء بلديات الدريب ومخاتيره .
كلمة البلديات ألقاها رئيس بلدية خربة داوود، محمود عبد المجيد، فقال فيها: بالأمس تجرأ شبيحة الأسد على قصف منازل أهلنا في وادي خالد. أضاف: أذناب النظام من بعض الشخصيات يظهرون على قناة الدنيا، قناة الكذب والنفاق. أفلا يرون الأطفال يُذبحون والنساء تمزقهم قذائف النظام العميل لاسرائيل؟.
اضاف، لقد حقق هذا الشعب السوري بطولات عظيمة ويستطيع ازالة هذا النظام. الأهم أننا عرفنا عن أي نهج ممانع ومقاوم يتحدثون في سوريا".
وقال قاسم: اننا نسأل عما حصل في وادي خالد ومعانيه، وكله يأتي بعد زيارة قائد الجيش الى عكار. هذه الزيارة التي تؤكد خيارات جيشنا الوطني في حماية حدوده. نحن نسأل، هل هي ردة فعل على هذه الزيارة، وهل أن شبيحة الأسد تريد الفلتان الأمني في الجانب اللبناني لتمارس تجاوزاتها وعدوانيتها بابتداع واختراع حجج لا معنى لها بوجود عصابات مزعومة ومجموعات تحاول اختراق الحدود؟ ان ما جرى يضع الحكومة أمام مسؤولياتها في حماية أهلنا في كل القرى الحدودية وحماية النازحين.
وتوجه الى من قال ساخراً "ان باب عمرو.. عطاك عمرو": لا شكر لك أيها الفايز على ما قلت. رأينا بطولاتك ورأينا بطولات حزبك في معمعان "النضال" كيف كانت تعتدي على المنازل والأعراض.
وختاماً، ألقى منسق الدريب خالد طه كلمة قال فيها: ليس مستغرباً أن تتجه قذائف الأسد الى لبنان، الى عكار الأبية ووادي خالد الصامدة وعرسال المقاومة. فلقد توقف البريد الرسمي بين الحكومتين اللبنانية والسورية، فأبرق الأسد برسالته الى الشعب العكاري عبر مقاتليه وشبيحته بوابل من الرصاص والقذائف على وادي خالد.
وتابع قائلا: أمام هذا الواقع المتمادي من قبل قوات النظام الأسدي وشبيحته الذي لم يكتف بممارسة أعمال القتل والاجرام بحق شعب سوريا، بل امتد اجرامه ليطال لبنان، نقول إننا ما زلنا نعول على جيشنا وقوانا الأمنية في حماية حدودنا وأرضنا وعدم المس بأمننا واستقرار أهالينا في وادي خالد وعرسال وعلى طول الحدود..
 
مسيرات في عكار وطرابلس وعرسال تضامناً مع الشعب السوري
جريدة المستقبل...
شهدت مناطق في عكار وطرابلس وعرسال مسيرات حاشدة تضامنا مع الثورة السورية ومع الشعب السوري المطالب بنيل الحرية والكرامة والديموقراطية. وتخللتها كلمات تندد بجرائم نظام الأسد بحق الأطفال، وتطالب "بدعم اخواننا في سوريا بالكلمة والموقف وتقديم شتى أنواع المساعدات الانسانية والاجتماعية الى أهلنا النازحين" الى لبنان.
عكار
في عكار (زياد منصور)، أقامت منسقية القيطع وجرد القيطع في تيار المستقبل، مهرجاناً واعتصاماً تضامنياً عقب صلاة الجمعة، في مسجد برقايل الكبير. وحضر المهرجان المفتي الشيخ أسامة الرفاعي، النائب خالد زهرمان، منسقو تيار المستقبل في عكار: سامر حدارة، خالد طه، عصام عبد القادر، رئيس اتحاد بلديات ساحل القيطع أحمد المير، ووفود من جرد عكار.
دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الثورة السورية. فكلمة امام المسجد الشيخ عياش أحمد ندد فيها بجرائم نظام الأسد في سوريا بحق الأطفال. ثم ألقى رئيس بلدية برقايل سمير شرف الدين كلمة بلديات المنطقة فقال: الشعب السوري يصبر والعالم كله يتفرج ما خلا بعض الأصوات الخجولة المعارضة التي تسمع بين الحين والآخر وبعض المبادرات العقيمة من هنا وهناك والتي تبرر للنظام أعماله القمعية والوحشية وتعطيه الوقت تلو الوقت. وألقى حدارة كلمة التيار فقال: نحن في تيار المستقبل سنبقى أوفياء لمسيرة الثورة السورية مسيرة الحرية والسيادة والاستقلال، كما كنا أوفياء لمسيرة سيادة واستقلال لبنان. نحن في تيار المستقبل ورغم كل الاتهامات والتلفيقات التي مورست علينا في الفترة الأخيرة، لن نتراجع عن دعم اخواننا في سوريا بالكلمة والموقف وتقديم شتى أنواع المساعدات الانسانية والاجتماعية الى أهلنا النازحين من القرى والمدن السورية.
وختم حدارة قائلا: نحن في تيار المستقبل لا نفقه شيئاً في مدرسة ونهج وفكر النأي بالنفس، نحن قوم نؤمن بالقول الكريم "إن الساكت عن الحق شيطان أخرس".
واتهم المفتي الرفاعي نظام الأسد بالعودة الى ثقافته والى تربية الأسد الأول، حيث تيمن يساراً ويميناً وتذكر أنه سليل مجرم، فظل الأسد الابن أمينا على إجرام الأب وهو يكمل الطريق. أضاف: أراد الشعب أن يجرب الحرية وأن ما لا يؤخذ بالجملة يمكن أن يؤخذ بالمفرق. خرجوا لأنهم أرادوا الحرية بطريقة سلمية وبأيد عربية وقوية لا شرقية ولا غربية. فالشعب أراد حريته لا كما أرادها بشار، هو يريدها وطنية وشعبية، أما الأسد فأرادها حرية فارسية، حرية مكللة بالسجون وأن لا يشاركه فيها أحد. هذا الشعب واجهه النظام بالمدافع والدبابات والاعتداء على الأعراض وانتهاك الحرمات.
وانتقد الموقفين الروسي والصيني وطالب الدول العربية والاسلامية والمعارضة السورية والجيش السوري الحر أن يوحدوا الصفوف. وقال: هم يخوّفون الأقليات. نحن نقول، لا تخافوا من الاسلام ، ولا من شعب يناضل من أجل حريته. فالذي يجود بالنفس من اجل أمته وحريته لا يمكن أن يكون ظالماً. وكان المفتي الرفاعي قد أمّ المصلين في المسجد وألقى خطبة داعياً الجميع شعباً ومسؤولين الى مناصرة الأخوة السوريين النازحين وإعانتهم.
طرابلس
في طرابلس (حسن الأيوبي)، خرجت تظاهرة تضامن من جامع حمزة في القبة، وسط هتافات منددة بحزب البعث. وتم احراق العلمين الايراني والاسرائيلي، في دلالة على عمالة نظام سوريا البعثي للفارسية والصهيونية.
المظاهرة كانت انطلقت بعد خطبة الجمعة، حيث أكد امام المسجد زكريا عبد الرزاق المصري أن سقوط النظام السوري في مصلحة جميع فئات الشعب على مختلف انتماءاتهم، لأن اختيار البديل لهذا النظام سيقرره الشعب من خلال صناديق الاقتراع الحرة والنزيهة.
واتهم حزب البعث بأنه "جعل سوريا قاعدة متقدمة في المنطقة لصالح الاستعمار وحين قامت الثورة في سوريا للمطالبة بالحرية بادر هذا الحزب الى محاولة قمعها بالقوة والبطش لاسيما على يد الفرقة الرابعة الطائفية الحاقدة والتي مارست ضد الشعب السوري كل ألوان العنف والارهاب والظلم الذي شمل العدوان على الأطفال والنساء وتدمير للمؤسسات وهدم للمساكن وقصف للمدن والقرى والأحياء بالصواريخ والطائرات والدبابات مع اعتقال عشرات الآلاف وتشريد مئات الالاف والاستعانة عليهم بالصين الشيوعية وروسيا الالحادية، وما يسمى بجمهورية ايران الاسلامية.
أضاف المصري: صار لزاماً على الأمة أن تؤيد الشعب السوري في مواجهة هذا الحزب وملحقاته بكل قوة وصلابة حتى يتم ازاحته عن الحكم في سوريا. وختم داعيا الحكومة اللبنانية الى اتخاذ موقف مؤيد في ثورته على الظلم والقهر لأن ذلك تستوجبه المروءة العربية الأصيلة. وبعد الصلاة جالت المظاهرة في شوارع القبة يتقدمها حملة اللافتات والشعارات المؤيدة لثورة الشعب السوري، وأعلام سوريا الحرة. وفي ساحة ابن سينا، تم احراق العلمين الايراني والاسرائيلي، وسط هتافات التكبير.
عرسال
في البقاع الشمالي ( نضال صلح)، نظمت منسقية عرسال في تيار المستقبل مسيرة حاشدة في البلدة تضامنا مع الثورة السورية ومع الشعب السوري، شارك فيها منسق عام المستقبل في البلدة بكر الحجيري واعضاء المنسقية، وفاعليات وحشد ضم آلاف المصلين. وتوجهوا الى ساحة البلدية رافعين الاعلام اللبنانية واعلام تيار المستقبل والجماعة الاسلامية وعلم الثورة السورية مرددين هتافات تدعو الى سقوط نظام الطاغية بشار الاسد.
وقال الحجيري في كلمة: مسيرة الاحرار انطلقت لتقول للنظام الاسدي، تعبنا من كذبكم وتآمركم على شعبنا وأمتنا طوال العقود الماضية. إن احرار هذه الأمة ستقتلعكم من جذوركم ولن يجدي نباح بني كسرا وبن غوريون حيث تحالفتم اليوم وتآزرتم زودا عن نظامكم الاسدي العميل. وتوجه الى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قائلا: اطفال سوريا احرار حمص بابا عمرو يعيدون لك كتابة قصص كيف سقينا الفولاذ وخط الاتصال وغيرهما لعل ذلك ينعش ذاكرتك مع الـ 35 مليون قتيل روسي سقطوا دفاعا عن وطنهم ابان الحرب العالمية الثانية، علّكم تعودون الى اصالة الشعب الروسي حتى لا تفيّتوا قرارا امميا يهدف الى اغاثة اطفال ونساء حمص بابا عمرو ستالينغراد الجديدة. اضاف: اما في ما يخص الجامعة العربية، فكفى سكوتا وانتظارا. فأنظمة العمالة والممانعة تستبيح شعبا بأكمله تبيده عن بكرة ابيه. ووجه المختار محمد الحجيري التحية الى الشعب السوري الأبي. وسأل: ألم يرتو ِالمجرم من حرق قلوب اللبنانيين بقتله هو وعصابته لحلم لبنان رجل الدولة الكبير الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟
واكد الشيخ مصطفى الحجيري ان عرسال خرجت بجميع مكوناتها وأطيافها لتقول للأحرار انه لن تفصل بيننا الحدود ولن تمنعنا من اعانتكم لا قوانين ولا سدود. وأكد الشيخ محمد الرفاعي دعم الثورة السورية الى جانب احتضان الشعب الذي يرى في بلدتنا ملجأ آمنا من آلة القتل التي يقوم بها النظام الأسدي...
 
"الجار قبل الدار" حملة في طرابلس
طرابلس ـ "المستقبل"
أطلقت في مدينة طرابلس حملة جديدة "الجار قبل الدار" من الهيئات الاهلية لاغاثة اللاجئين السوريين الذين ارتفعت اعدادهم، في ظل اشتداد بطش النظام السوري قتلا وتنكيلا في مدينة حمص وريفها كما في كل المدن السورية التي باتت رهينة للشبيحة الذين يرتكبون المجازر والانتهاكات بالنساء والاطفال دون رحمة، الامر الذي رتب حركة نزوح اضافية، بحثا عن الامان وخاصة في عكار وطرابلس.
والحملة الجديدة تأتي في سياق عشرات الحملات التي تقوم بها الجمعيات المحلية والاهلية انطلاقا من الواجب الديني والانساني والاخلاقي بالوقوف الى جانب الشعب السوري في أزمته، على أثر قرار "النأي بالنفس" الذي اتخذته الحكومة وتعمل لتكريسه بالرفض المطلق لتقديم مساعدات اغاثية عاجلا لاكثر من عشرين ألف لاجئ باتوا متواجدين في محافظة الشمال، وبخاصة الجمعية المحسوبة على رئيس الحكومة في طرابلس والتي تقفل أبوابها نهائيا في وجه أصحاب الحاجة منهم.
وحث المشرفون على حملة "الجار قبل الدار" عموم أبناء طرابلس على المبادرة الى مساندة الاشقاء السوريين، وتقديم المواد العينية والتموينية والطبية، اثر المعاناة التي يرزح تحتها الاشقاء الفارون من ديارهم بسبب الحرب التي تشن عليهم. وجدد مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار دعوته كل المواطنين الى حسن استقبال النازحين السوريين وامدادهم بالغذاء والكساء والمسكن، باعتباره واجبا دينيا واخلاقيا.
وطالب امام وخطيب ثانوية علماء حمص الشيخ رائد الجوري، في خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر جامع الرحمة في محلة القبة طرابلس، "كل الاحرار وأصحاب الضمائر الحية الوقوف الى جانب الشعب السوري الذي يتعرض لحملة ابادة من قبل شبيحة الاسد"، مؤكدا أن "الابطال في بابا عمرو وفي حمص وأدلب وحماة وكل المدن السورية سطروا ملاحم بطولية، وهم مصممون على المتابعة حتى اسقاط الاسد ومن والاه". وناشد أبناء طرابلس والشمال وكل المناطق "مساندة اللاجئين هربا من بطش النظام وتوفير كل امكانات الدعم والاغاثة لهم، ليكونوا كرماء بين أهلهم الى حين عودتهم الى وطنهم غانمين معززين بالنصر على نظام الطاغية"..
لن تستسلم الشعوب العربية للذل وتداعياته
المستقبل..د. نقولا زيدان
ما من شك على الاطلاق ان الانتفاضة الشعبية السورية التي مر على اندلاعها أكثر من عام والمعارك الضارية التي تخوضها بإمكانيات عسكرية محدودة بوجه آلة عسكرية عمياء وأجهزة أمنية متشعبة وعملاء قتلة محترفين تستأثر باهتمام الجماهير العربية والمجتمع الدولي. فالمجازر الوحشية وحمامات الدم المتواصلة والتصفيات المرعبة وأساليب التعذيب المخيفة والاعتقالات الجماعية والاعدامات الفورية ظلت تحتل الصفحات الأولى ومطلع نشرات الأخبار في التلفزة والراديوات والمجلات العربية والعالمية. إلا ان ثمة مسائل مثيرة للقلق البالغ، وهي مسائل قد لا تبدو في غاية الخطورة للوهلة الأولى، إلا اننا لو امعنا النظر فيها والتدقيق لوجدناها شديدة الأهمية ومن الخطورة بمكان الا وهي بالضبط مسألة العادة أو التعوّد الذي بدأ يخالج نفوس الجماهير العربية في تعاطيها اليومي مع أنباء الأحداث الهائلة الجارية على أرض سوريا من جهة، ومسألة النازحين السوريين الهاربين من جحيم المعركة والمناطق المشتعلة داخل سوريا نفسها وخارجها أيضاً.
إن أخطر ما يجري الآن على صعيد الساحة العربية هو هاتان المسألتان. ذلك ان استمرار المعركة وديمومتها وتواصلها، وهي ذاهبة على ما يبدو الى أمد ليس قصيراً على الاطلاق، قد جعلنا دون وعي ارادي منا نعتاد شيئاً فشيئاً على رؤية الضحايا والشهداء يسقطون يومياً وكل ساعة بالعشرات. لقد تعودنا ان نشاهد ركام الأبنية ولهيب الحرائق المشتعلة المتصاعد من المنازل والمحلات، كما أصبحت مشاهد الجثث الملقاة في الشوارع وتلك المسجاة في البيوت والشقق "الآمنة" حتى إشعار آخر، والسيارات المدمّرة المسحوقة في الطرق، والأطفال القتلى، وصراخ الأمهات والاخوات، وصيحات الذين يواجهون الموت ببسالة أسطورية مسألة تكاد تكون عادية.
تعودنا ـ وهذا بالضبط ما يريده النظام ـ على رؤية الدماء تسيل من بشر مثلنا كانوا أحياء معافين منذ ساعة أو ساعات، فأدمنّا على الجلوس أمام التلفاز، وعلى التقاط آخر الأخبار. ولشدة ما تعودنا ما عادت تهزنا الأخبار، فرحنا بعد كل نشرة أخبار، وبعد قراءة الصحف، نقفل التلفاز أو الراديو أو نطوي الجريدة لننصرف الى أمور أخرى، أو نخلد الى النوم. لا بل أسوأ من ذلك، عندما راحت أنباء المعركة الدائرة المستمرة تحتل العنوان الثاني في نشرات الأخبار، ذلك ان الإعلام كما نعلم يعشق الإثارة وهو دائماً بحاجة لما هو جديد الخ... فلم يعد الدم السوري سوى مادة إعلامية ثانوية تكاد تكون عادية أو مملة، فحذار حذار من هذا المأزق الخطير. حذار من الاستسلام للذل وتداعياته.
أما الشأن الآخر فهو قضية النازحين السوريين الذين تركوا بيوتهم وأرزاقهم وأعمالهم فالتجأوا الى بلدان الجوار السوري لا يلوون على شيء فأصبح همهم الوحيد البقاء على قيد الحياة سواء كان ذلك في الأردن أو تركيا أو لبنان. فحتى الأمس القريب ظل النازحون السوريون الذين استقروا في الأردن مقيمين عند أنسباء لهم أو لدى معارفهم هناك الى ان قررت السلطات الأردنية إنشاء مخيمات لإيوائهم بعد وصول الدعم السعودي والخليجي وقد أصبح سبعين ألفاً. أما في تركيا فقد سارعت الحكومة الى إنشاء معسكرات لاستقبالهم عند الحدود السورية، إلا أنها على ما نعلم فرضت عليهم شروطاً قاسية للإقامة عندما حظرت عليهم مغادرة مراكز التجميع واضعة إياهم تحت المراقبة، بينما لم تشدد المراقبة على الحدود مع سوريا التي استطاعت أجهزتها اختطاف أحد ضباط الجيش السوري الحر من داخل الأراضي التركية وهو حسين هرموش الذي أكره تحت التعذيب للإدلاء بشهادات ملفقة ضد رفاقه المنشقين. أما العقيد رياض الأسعد قائد هذا الجيش الحر وهو أبرز الضباط المنشقين فكاد بدوره يتعرض للمصير البائس نفسه لولا مسارعة احدى السفارات الغربية في أنقرة لتدارك الكارثة عندما أبلغت المخابرات التركية بالمخطط المرسوم له فتم احباطه في مهده.
صحيح ان اللبنانيين الشرفاء من أبناء عكار وعرسال والمناطق المتاخمة للقصير وحمص هبوا بنخوة وشهامة لاستقبال اخوتهم السوريين الذين نزحوا الى لبنان في ظروف مأسوية وسيراً على الأقدام في المقابر الوعرة التي قام الجيش السوري الرسمي بزرع الألغام في العديد منها. وتأبى الحكومة اللبنانية وهي صناعة سورية بامتياز الاعتراف بهم كلاجئين وقد أصبحوا بالألوف، فلم تقدم لهم أية مساعدات طبية أو غذائية ولم توفر لهم أية أسباب لإقامة لائقة بالبشر حيث نهش العديد منهم البرد والجوع والتشرد. لا بل لم تقدم لهم الحماية في وقت راح الجيش السوري الرسمي يشن غارات عسكرية وعمليات سطو واختطاف طاولت الوطنيين المعارضين البارزين منهم داخل الأراضي اللبنانية نفسها وذلك أمام سمع وبصر السلطات اللبنانية ما يشكل انتهاكاً صارخاً وقحاً لسيادتنا، ذلك انهم ليسوا بمأمن من شرور أجهزة الأسد حتى في قلب العاصمة بيروت، ونحن نسأل هنا من منظور الموقف التضامني مع الربيع العربي وطليعته المناضلة الثورية الانتفاضة السورية البطلة عن التقصير الفاضح الذي يعاني منه هؤلاء النازحون وعن ضرورة ان يهب بدوره كل وطني لبناني، وعن واجب مؤسسات المجتمع المدني في نصرتهم ومساعدتهم. ذلك انه من المآخذ علينا من منظور وطني وقومي وإنساني، ان نلوذ بالصمت حيال معاناتهم ومآسيهم.
فالمعركة الدائرة في سوريا تمسنا في الصميم، وقبولنا بهذا الظلم والتنكيل اللاحق بالشعب السوري في سوريا في لبنان، وعدم نصرة هؤلاء النازحين سيبقى وصمة عار على جبين القوى الوطنية والديموقراطية اللبنانية لأنها الفصيل السبّاق والمتقدم في حركة الربيع العربي السائرة نحو انتصار تاريخي محتوم.

 

 

المطلوب من ميقاتي لتعويم حكومته تمكين بري من النفط وعون من الكهرباء وتسهيل طموحات الصفدي

اللواء..
الجيش يداهم محلات في الطريق الجديدة.. والصحة تفتح ملفّ المياه
يخفي الهمس الرئاسي والسياسي، سواء الذي يعلن عبر تصريحات ومواقف مباشرة او مستترة، او عبر مصادر مقربة، ازمة ثقة مفتوحة على خلاف على ترتيبات المنافع ذات الصفة الانتخابية للاطراف كافة، بعدما فتح مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان السباق الجديد الى ساحة النجمة، في تصريحات ادلى بها في واشنطن قبل ايام، لتصفية الحساب مع «بقايا الرموز السوري في البرلمان».
ويأتي ذلك في لحظة البحث الجدي عن مخرج لازمة النظام في سوريا، ان سياسياً او عسكرياً، او الامرين معاً.
ولم ينحصر الاختلاف بين مكونات حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على الشأن المتصل بتداعيات سياسة النأي بالنفس عن الازمة السورية، في وقت تغلي في الشوارع في غير مدينة ومنطقة في لبنان، كل يوم جمعة، بهتافات تتناغم مع هتافات الجمعة السورية المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الاسد، ووقف حمام الدم في شوارع المدن السورية ومربعاتها الامنية، بل يتعداه الى كل كبيرة وصغيرة من الشؤون الحياتية للمواطن الى الادارة والقضاء والتعيينات والانفاق المالي وبواخر الكهرباء التي تفجر الخلاف حولها وعليها قبل ان ترسو لأعلى شواطئ المناقصات ولا في المياه الاقليمية اللبنانية.
وبكلمة، يمكن اختصار المشهد الحكومي في نهاية الاسبوع بالنقاط الآتية:
{{ تلاقي اكثر من طرف حكومي، وخاصة وزراء التيار العوني وحركة «امل» على ممارسة المزيد من الضغوط على الرئيس ميقاتي لتمرير المشاريع التي تهم كل طرف منهما.
{{ ابلاغ رئيس الحكومة، بشكل او بآخر، بأن تعويم الحكومة من خلال اعادة تسهيل مهماتها واطلاق عملية الانجاز، مرتبط باقرار مشروعين اساسيين:
الاول: تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع النفط الذي يسعى اليه الرئيس نبيه بري، ملوحاً بإقفال مجلس النواب في وجه الحكومة وتعطيل المشاريع المحالة منها اليه، بما فيها الانفاق المالي، تحت طائلة التفاهم مع المعارضة على عقد جلسة مناقشة للحكومة، وما قد يتخللها من اسئلة واستجوابات وطرح ثقة بعدد من الوزراء.
والثاني: مشروع سفن الكهرباء الذي يعتبره التيار العوني انه اساسي بالنسبة اليه، ولو اقتضى الامر فتح ملفات لوح بها النائب ميشال عون، وسحب وزراء او مقاطعة جلسات مجلس الوزراء، رغم ان المشروع من زاوية او باخرى ذو طابع انتخابي واضح بالنسبة للتيار.
{{ المطلوب من رئيس الحكومة، من ضمن الشروط ايضاً، التصدي لأي مشروع يفيد قوى 14 آذار عشية الانتخابات، وخاصة تيار «المستقبل»، وذلك بعد الضجة التي احدثها تمرير مشروع المائة مليون دولار لمنطقة عكار، والذي عارضه وزير المالية محمد الصفدي بشدة لاسباب تعود الى حرصه على ارضاء تيار عون، ولغايات سياسية أبعد من الانتخابات، وربما تتعلق بطموحات سياسية مستقبلية او آنية.
وفي هذا السياق، اثار موقف الصفدي من رئيس الحكومة ردود فعل سياسية وشعبية واسعة، خاصة في طرابلس، حيث تداعت هيئات وجمعيات إسلامية ومدنية لإصدار بيانات تنتقد وزير المالية المفاجئ، والذي اعتبر خروجاً عن الإجماع الطرابلسي، وعمد عدد من خطباء الجمعة إلى توجيه انتقادات مباشرة للصفدي على خلفية مواقفه الأخيرة.
وأدى تدخل الرئيس ميقاتي لدى بعض الهيئات إلى وقف توزيع بيانات ضد الصفدي كانت معدة لتوزيعها على أبواب المساجد بعد صلاة الجمعة أمس.
بواخر الكهرباء
وضمن الإطار عينه، كشفت معلومات لمصادر موثوقة، أن الصفدي، قدّم في إحدى مراحل اجتماعات اللجنة الوزارية المكلفة درس عروضات شركات بواخر إنتاج الكهرباء، عرضاً من قبل شركة أميركية بسعر ارخص بحوالى 30 بالمائة عن الأسعار التي عرضها وزير الطاقة جبران باسيل للسعر الذي عرضته الشركتان الأميركية والتركية والبالغ نحو 450 مليون دولار، وهو أمر شعر حياله الرئيس ميقاتي «بنقزة» من كل العروض المقدمة من هذه الشركات، ودفعه بالتالي إلى الاقتناع بضرورة وقف الصفقة ككل.
وأكدت مصادر الرئيس ميقاتي أن التقرير المفصل الذي سيرفعه إلى مجلس الوزراء الأربعاء المقبل بات قيد الإنجاز، ويعرض فيه لواقع استئجار البواخر، مع اقتراحات حلول، أبرزها إنشاء معمل جديد لانتاج الكهرباء بسعر ارخص خلال سنة.
وأوضحت ان الرئيس ميقاتي يعترض على الآلية التي جرت من خلالها المناقصة التي رست على الباخرتين الأميركية والتركية، لوجود شوائب فيها لجهة التركيز على السعر، ثم التفاوض على المواصفات وهذا أمر يخالف أصول المناقصات.
وبحسب المصادر نفسها، فان التقرير يفترض أن يناقش في مجلس الوزراء الذي سيعقد جلسته الأربعاء المقبل في بعبدا، مع التقرير الآخر المتضمن مشروع قانون بقطع حساب الانفاق المالي عن السنوات الماضية، وكلاهما يعتبران من الملفات الساخنة والخلافية، ما دفع أوساط وزارية إلى التحذير من طرحهما ما لم يحصل توافق كامل بشأنهما بين مكونات الحكومة، وليتحمل عندها الجميع مسؤولية القرار الذي ستتخذه في ملف الكهرباء أو غيره، ويفترض ان يتبين ذلك من خلال جدول أعمال الجلسة الذي لن يوزع قبل يوم الاثنين، أو اليوم السبت.
وسواء طرح الملفان أو لم يطرحا في جلسة الأربعاء، فان تأكيدات جديدة صدرت عن مصادر السراي، بأن تتضمن الجلسة دفعة تعيينات في المراكز الإدارية المتفق عليها، أو التي لا توجد إشكاليات حولها، مثل رئاسة مجلس القضاء الأعلى، مشيرة إلى أن هذه التعيينات ستكون في الدوائر التابعة لرئاسة الحكومة، أو ما اصطلح على تسميتها بهيئات الرقابة.
اما التشكيلات الدبلوماسية التي تحرّكت عجلتها، ولا سيما بالنسبة للفئتين الثانية والثالثة، فستطرح في مرحلة تالية، إذا كان وزير الخارجية عدنان منصور قد انجزها، وخرجت من مجلس الخدمة المدنية.
وفي كل الاحوال، فإن كل هذه الامور يفترض ان تتوضح مطلع الاسبوع، بما في ذلك موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية التي ستنعقد في بغداد في 29 الحالي، في ضوء احجام معظم زعماء دول الخليج عن عدم حضورها، علماً ان قرار رئيس الجمهورية ميشال سليمان بحضورها لم يطرأ عليه اي تعديل.
ملف الغذاء الفاسد
ومع ذلك، ظل ملف سلامة الغذاء مفتوحاً على مصراعيه، وكان احدث فصوله فضيحة «المياه الفاسدة» التي كشف عنها وزير الصحة علي حسن خليل، مؤكدا ان معظم شركات تعبئة المياه غير مرخصة، ولا تستوفي الشروط الصحية، فيما اعتبرها رئيس لجنة الاشغال النيابية محمد قباني بأنها «دكاكين ليست منظمة ولا مرتبة»، متمنياً ان تكون صرخة الوزير خليل مقدمة لرقابة جدية من الصحة على نوعية المياه في الشركات.
وكان اللافت امس، دخول الجيش في عمليات مكافحة اللحوم والمواد الغذائية الفاسدة، حيث اعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، عن مداهمة قامت بها قوى من مديرية المخابرات امس بالتنسيق مع مصلحة حماية المستهلك لمستودعين في محلة الطريق الجديدة، يحتويان على نحو 5 اطنان من المواد الغذائية المخصصة لانقاص الوزن، اضافة الى كميات كبيرة من حليب الاطفال ذات منشأ اجنبي ومنتجات لبنانية على انواعها، ومنتجات صنعت في اسرائيل وتم تمويه مصدر انتاجها. واكدت ان جميع المواد المصادرة منتهية الصلاحية، واوقف ثلاثة اشخاص على ذمة التحقيق.
تبين من التحقيق معهم وجود مستودع ثالث عائد لهم ويحتوي على نحو 40 طناً من الحليب والمواد الغذائية الخاصة بالاطفال، معظمها منتهية او مزور تاريخ صلاحيتها، كما تم ضبط محل للبيع بالمفرق في الحمراء للموقوفين انفسهم.
تبييض اموال
وعلى صعيد آخر، وفي اطار عملية هيئة التحقيق الخاصة لدى مصرف لبنان، افاد التقرير السنوي للهيئة للعام 2011 انها تلقت خلال تلك الفترة 325 حالة تبييض اموال وردت من قبل جهات محلية وخارجية تتعلق بهذه الشبه، وان الهيئة درست معظم هذه الحالات وحولت بعضها إلى النيابة العامة بعد ان تم رفع السرية المصرفية عنها.
 

الحل لوقف هدر المال العام تلزيم الكهرباء للقطاع الخاص

حكومة ميقاتي تواجه مصير الرحيل أو إحتواء الصراعات داخل مكوّناتها
كيف يمكن لحكومة تسير كالبطة العرجاء أن تعالج قضايا الوطن والمواطنين؟
جريدة اللواء..بقلم حسن شلحة
بدأت التساؤلات تتزايد حول مصير حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قبل ان تكمل السنة الاولى من عمرها، ويبدو ان الحكومة التي أتت بعد الانقلاب الشهير الذي قادته سوريا وحزب الله على حكومة الوحدة الوطنية التي كان يرأسها سعد الحريري من الصعب ان تبدأ عامها الثاني بعد شهرين كحكومة دستورية، وتشير التوقعات من داخل بيتها ان الحكومة مقبلة على تطور خطير سيطيح بدستوريتها، اي من الممكن ان تتعطل جلساتها ليبقيها رئيسها حكومة «لا معلقة ولا مطلقة»، والخيار الآخر امامها ان تعيش المرحلة المقبلة كحكومة تصريف اعمال لغاية التوافق على تشكيل حكومة بديلة للإشراف على الانتخابات النيابية في منتصف عام 2013.
والسؤال حكومة من هذه الحكومة المنتقدة من كافة اركان السياسة؟
فمنذ اشهر اضطر امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وهو من اهم داعميها منذ بداية تشكيلها الى توجيه الانتقادات العلنية لأدائها السلبي فيما يخص عجزها عن معالجة القضايا الحياتية، وعدم قدرتها على اتخاذ القرارات اللازمة في أكثر من عنوان.
الرئيس نبيه بري لم يقصر بانتقاد الحكومة وهو الركن الثاني (سياسياً) الداعم لها، وهو ايضا اضطر لتوجيه الانتقاد لادائها اكثر من مرة بصورة علنية، فبعدما وجد الحكومة تسير ببطء السلحفاة في معالجتها لملف استخراج النفط والغاز من البحر، وبعدما رأى ان اسرائيل وقبرص عقدتا اتفاقية للحدود البحرية، ونظرا لتجاهل رئيس الحكومة ووزيري الخارجية والطاقة لأهمية التواصل مع قبرص تعمد القيام بزيارة قبرص الجارة البحرية للبنان من اجل اثارة موضوع الحدود البحرية معها، وتحذيرها من اي اتفاق مع اسرائيل يكون على حساب حصة لبنان. فهو اضطر لزيارة قبرص من اجل موضوع الحدود البحرية رغم انه هذا ليس من اختصاصه كرئيس للسلطة التشريعية.
بدوره، وزير الدولة مروان خير الدين اعلن بالامس تذمره من عجز الحكومة عن اتخاذ القرارات المطلوبة، ورأى ان حكومة مستقيلة افضل من حكومة دستورية عاجزة عن اتخاذ قرارات تمس مصالح البلد والمواطنين.
وما اعلنه الرئيس ميقاتي اول امس بعد ارتفاع اسعار البنزين والمازوت بهذا الخصوص «سمعت البعض يقول بالغاء الرسوم المفروضة على البنزين» أقول لهؤلاء لا مانع لدّي ولكن ابحثوا لي عن بديل يغذي المالية العامة».
ان هذا القول يشير بقوة إلى ضعف هذه الحكومة ورئيسها، فحري بالرئيس ميقاتي بعد ارتفاع سعر صفيحة البنزين الـ/3800/ل.ل. ان يشكل خلية ازمة من اجل ايجاد حل بديل لرسوم الدولة، وايجاد الحل هو من وظيفة الحكومة رئيساً ووزراء وليس من مهام المواطن. والحل هو من مسؤولية الحكومة وليس من مسؤولية غيرها، ويضاف إلى ما سبق عجز الحكومة عن التشكيلات الادارية بعد بروز المحاصصة المقيتة، وكذلك عجز الحكومة عن ايجاد بديل سليم لمشكلة التقنين في الكهرباء.
فوزير الطاقة جبران باسيل «الذي يراه عمه وزير سوبر» يبشر اللبنانيين صباحا ومساء بالظلام القادم وليس بزيادة ساعات التغذية، فهو دائم للطلبات المالية، ولم يقدم يوماً مشروعاً نافعاً لا في الكهرباء ولا في حفظ المياه المهدورة في البحر.
والغريب أن الوزير باسيل مصر على استئجار البواخر لانتاج الكهرباء لمدة خمس سنوات (فيها مال وسمسرة)، ولم يفكر يوماً بتشكيل فريق من الخبراء ليقدم مشروعاً يحفظ المال العام أولاً، وثانياً يُشكّل حالة مستدامة لانتاج الكهرباء، فالجميع يُدرك ان استئجار البواخر هو هدر للمال العام لفترة محددة، ومن ثم تعود حليمة لعادتها القديمة، ففريق الخبراء من الممكن ان يخرج البلد من ازمته الكهربائية الدائمة، فالمالية العامة دعمت قطاع الكهرباء خلال العشرين عاماً الماضية بأكثر من 25 مليار دولار، فهذا المبلغ كان من به أن ننشئ معامل إنتاج تقدم الكهرباء للمواطن 24 ساعة وليس 8 ساعات في اليوم.
وبخصوص الكهرباء، لم نفهم لغاية اليوم لماذا جميع الحكومات مصرة على عملية ترميم ما لدينا من معامل قديمة، ومصرة على سياسة «الترقيع» وليس الحل الذي يوفّر المال العام وفي ذات الوقت يقدّم الكهرباء 24 ساعة للمواطن.
جميع الخبراء اعلنوا أن حل مشكلة الكهرباء تكمن بتسليم هذا المرفق للقطاع الخاص، ولماذا لا؟ وهل تسليمه للقطاع الخاص انتاجاً وتوزيعاً وجباية فيه مس بالسيادة الوطنية وبحقوق المواطنين؟.
والخبراء يرون أيضاً أن تكليف عدد من شركات القطاع الخاص إنتاج الكهرباء تحت رقابة الدولة يمكن أن يحقق النتائج التالية:
- تغذية الكهرباء 24 ساعة.
- يتحدد السعر للمواطن تحت اشراف الدولة، ووقتها المواطن يحصل على الكهرباء 24 ساعة، وبسعر واضح والمواطن وقتها يدفع فاتورة واحدة وليس فاتورتين.
- تستفيد المالية العامة عبر الرسوم المفروضة (بدل الخسائر الحالية).
- يتم تقسيم لبنان إلى مربعات تلزيم لأكثر من شركة، وتجربة كهرباء زحلة الناجحة خير دليل.
يبدو أن المعارضة نجحت في رهانها على فشل الحكومة، فالخلافات بل الصراعات الداخلية في ما بين الوزراء والكتل داخل الحكومة يبدو انها ستسرع في اسقاطها بعدما فشل في إيجاد حالة انسجام بين عناصرها، وهي ان رحلت سترحل غير آسفين عليها لأنها عجزت عن ايجاد أدنى الحلول ولم تقدم شيئاً ملموساً رغم الأشهر العشر من عمرها، فهي حقيقة بطة عرجاء تقف متجمدة على رجل واحدة.
حسن شلحة
 
أوساط وزارية تستغرب موقف الصفدي وتطرح تساؤلات عن توقيته وسببه «التقني»
الأزمة الحكومية مرشّحة للتصعيد.. وميقاتي لن يوافق على بواخر الكهرباء لتكلفتها المرتفعة
جريدة اللواء...بقلم عمر البردان
لا تقتصر الخلافات بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الطاقة جبران باسيل على موضوع الكهرباء وحده، وإنما يمكن القول وبكل وضوح إنه ومنذ تشكيل الحكومة لم يكن الانسجام موجوداً بين الرجلين لاختلاف النظرة بينهما إلى معالجة الكثير من الملفات التي ورثتها الحكومة الحالية من الحكومات السابقة، ومن بينها ملف الكهرباء الذي لم يكن الرئيس ميقاتي مقتنعاً بالمشروعات التي سبق وقدمها الوزير باسيل لتطوير هذا القطاع، وتحديداً في ما يتصل باستئجار البواخر الذي ما كان ميقاتي ميالاً إلى اعتماده لتكلفته المالية المرتفعة ولعدم اقتناعه بجدواه، ولهذا فإنه وقف موقفاً رافضاً لهذا المشروع، داعياً وزير الطاقة إلى البحث عن البدائل المناسبة والتي لا تكلف الخزينة أعباء إضافية.
وتكشف لـ»اللواء» أوساط حكومية أن ملف الكهرباء يواجه تعقيدات كبيرة داخل مجلس الوزراء، وليس هناك من نقاط مشتركة بين مكونات الأكثرية لكيفية مقاربته انطلاقاً من وضع المصلحة العليا فوق أي اعتبار، خاصة وأن المناقشات، سواء داخل الحكومة أو في اجتماعات اللجنة الوزارية أظهرت تباعداً كبيراً في اقتراحات الأطراف لمعالجة هذا الملف، فالرئيس ميقاتي له رأيه وكذلك الوزير باسيل المصر على مشروع البواخر، كما وأن وزير المالية محمد الصفدي أدلى هو الآخر بدلو في هذا الملف، داعماً لوجهة نظر زميله وزير الطاقة، وهو ما أثار تساؤلات حول هذا الموقف المستجد في توقيته ومضمونه، في حين أن الوزير الصفدي يعرف أكثر من غيره دقة الوضع المالي للدولة، ما ينبغي البحث عن مشروعات لا تكلف الخزينة أكثر من قدرتها لتحسين وضع الكهرباء في ظل الظروف الدقيقة والحريصة التي يمر بها البلد.
وتشير الأوساط إلى أن مشروع البواخر الذي يهدد بتفجير الحكومة جدياً، لن يعاد طرحه على بساط البحث إذا لم يحصل توافق كامل بشأنه من مكونات الحكومة جميعها، وليتحمل عندها الجميع مسؤولية القرار الذي سيتخذه في الملف الكهربائي أو في غيره، مشيرة إلى أن تقاذف المسؤوليات عن الشلل الحكومي يتحمله الوزراء الذين يرفضون الالتزام بقرارات مجلس الوزراء والأخذ برأي رئيسه في الكثير من الملفات، الأمر الذي أظهر الحكومة بمظهر العاجز عن معالجة ما يواجهه من استحقاقات سياسية واقتصادية، ما يتطلب تغيير أسلوب العمل بشكل جذري من قبل عدد من الوزراء المشاكسين الذين يهربون من إخفاقهم في القيام بما هو مطلوب منهم، برمي المسؤولية على عاتق الرئيس ميقاتي واتهامه بعرقلة ما يدعون أنها مشروعات «تغييرية وإصلاحية».
وحذرت الأوساط الوزارية من محاولات قد يلجأ إليها البعض لتصعيد الأزمة الحكومية، بحجة رفض الرئيس ميقاتي لمشروع استئجار البواخر، من خلال رفع وتيرة الضغوطات على رئيس الحكومة، سياسياً وإعلامياً، أو لاتخاذ قرار بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء إذا لم يوافق الرئيس ميقاتي على ما يطرحه وزراء تكتل «التغيير والإصلاح»، أكان في ملف الكهرباء أو في سواه، بعد التهديدات التي أطلقها النائب ميشال عون، ما يوحي بأن هناك من يسعى إلى وضع العصي مجدداً في إطارات العجلة الحكومية، في إطار سعيه لممارسة سياسة الابتزاز التي يجيدها أكثر من غيره، لكن هذه المحاولة ستواجه من قبل الرئيس ميقاتي بمزيد من الحزم لأنه لن يسمح لأحد بتسيير مجلس الوزراء إلى الوجه الذي يريدها البعض خلافاً لإرادة اللبنانيين.
ولفتت الاوساط إلى ان موقف الوزير الصفدي من موضوع الكهرباء، والمؤيد لوجهة نظر الوزير باسيل ووصفته بأنه غريب ويطرح تساؤلات عن توقيته، علماً ان تقديم اوراق الاعتماد في هذه اللحظة السياسية غير مفيد، نظرا لتعقيدات تشكيل حكومة جديدة في حال تم اسقاط حكومة الرئيس ميقاتي تحت ضغوط من حزب الله وعون، وبالرغم من ان هذين الفريقين لا يستطيعان تحمل تبعات اسقاط الحكومة لاسباب تتصل بتداعيات الازمة السورية، لانهما يعرفان جيدا ان سقوط نظام الرئيس بشار الاسد سيسقط كل الاوراق من ايديهما، بما في ذلك ورقة تأجيل الانتخابات النيابية.
ولا تستبعد هذه الاوساط ان يكون وراء موقف الصفدي سبب يتعلق بمضمون عروض الكهرباء المتداولة لاستئجار البواخر، وقد يكون ثمة عرض لشركة ثالثة، عدا عن الباخرتين التركية والاميركية، قبل انه اقل بنسب 30 في المائة من العرضين اللذين سبق للوزير باسيل ان استحصل على موافقة مجلس الوزراء عليهما، لكنه موقف الرئيس ميقاتي الذي لا يميل إلى فكر استئجار البواخر بالمطلق ويفضل بناء محطة كهرباء جديدة بنفس تكاليف استئجار الباخرتين، هو الذي اثار اعتراض الصفدي، وكان السبب وراء تظهير حملته على رئيس الحكومة، ان كان قد حصرها بالجانب «التقني»، لتغطية الجانب السياسي، وهو الجانب الذي لا تعطيه الاوساط السياسية ادنى اهتمام او التفاتة.

 


 
جريدة النهار..ابرهيم بيرم.

بري يُعلن "انتفاضة" مفاجئة على رئيس الحكومة

هل هي نتيجة تراكمات ومطالب أم أبعد من ذلك؟

 

لم يكن مفاجئاً لراصدي الوضع الحكومي والعلاقة المشوبة بالالتباس والحذر بين أقطاب الاكثرية ان يسمعوا رئيس مجلس النواب نبيه بري يرفع صوته باعلاء الشكوى من مسار العمل الحكومي، ومن قوله ان هذه الحكومة بدأت تأكل من "رصيد الاكثرية".
فثمة مقربون من رئيس المجلس سألوه في الآونة الاخيرة عن سر عزوفه عن اداء دور المدافع المتحمس عن الحكومة ورئيسها. فكان جوابه لهم مختصراً من خلال حكمة ذات منشأ ديني فحواها انك اذا ابتليت بداء فعليك أن تسير به الى حيث يقودك ويسير بك، وهي حكمة فحواها الصبر على ما ابتليت.
وهكذا ينضم رئيس المجلس ولو متأخراً اشهراً عدة الى حليفيه "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" في شكوى الاول المكتومة وفي شكوى الثاني المرتفعة الى اقصى الحدود من رئيس الحكومة وادائه.
واللافت في الموضوع أن بري كان منذ البداية مؤيداً بقوة لتولي ميقاتي مهمة رئاسة الحكومة، خلافاً للرغبات المضمرة لحليفيه وتولى (أي بري) مهمة كسح الالغام من امامه في كل مرة تتعثر الأمور ويدب الخلاف داخل الحكومة، لا بل أن بري ذهب في دفاعه عن ميقاتي وتبنّيه لوجهة نظره الى حد حصول قطيعة بينه وبين العماد ميشال عون في كثير من المحطات.
متعددة هي الاسباب التي تدفع بالرئيس بري الى اعلان "الانتفاضة" العلنية على اداء الرئيس ميقاتي وبالتالي فتحه الأبواب "لمواجهة" معلنة معه، يعرف ميقاتي قبل غيره نتائجها وتداعياتها واستطراداً اثمانها وخصوصا انها تجعل ميقاتي شبه وحيد في الميدان لا سيما اذا صحت المعلومات التي سرت اخيرا وتحدثت عن تصدعات في العلاقة بينه وبين حليفه الأوثق وزير المال محمد الصفدي بفعل خلافات متراكمة حول طريقة ادارة أمور الدولة والمؤسسات.
الاكيد ان ثمة من يعزو اشهار بري "حرده" من ميقاتي الى قضايا ومسائل محصورة ابرزها عدم مجاراة ميقاتي استعجال بري لاقراره المراسيم التطبيقية لموضوع هيئة ادارة قطاع النفط، وهي المسألة التي يعرف الجميع مقامها العالي عند بري الذي يسعى الى تكريسها كواحدة من "انجازاته التاريخية" في الادارة والاقتصاد.
وربما ان البعض يتحدث عن ان القشة التي قصمت ظهر العلاقة بينهما عدم حماسة ميقاتي لرغبة بري في توسيع ملاك ديوان المحاسبة. والأكيد ايضا ان بري كان حذر رئيس الحكومة ضمناً بأنه في طريقه نحو التصعيد معه عندما لوّح له بالسيف الذي يملك صلاحية اشهاره وهو سيف تعيين جلسة المساءلة النيابية للحكومة، والتي تعني ضمنا "عملية جلد" على الملأ للحكومة وأدائها والذي لا يمكن الدفاع عن تقصيرها وعجزها عن الانتاجية. ومع "وجاهة" كل تلك الاسباب والدوافع المباشرة الا ان بري ما كان يمكن ان يفتح النار بهذه الطريقة المكشوفة والحادة على رئيس حكومة تولى حتى الأمس القريب مهمة الدفاع عنه وتجنيب حكومته العديد من العثرات وليس آخرها الحل "السحري" لمرسوم النقل لو لم يكن على يقين من ان سياسة التأجيل وتقطيع الوقت لم تعد جواز المرور الصالح بالنسبة الى المرحلة المقبلة.
فثمة، وفق الدائرة المحيطة ببري، متغيرات ومستجدات على صعيدي معالجة الملفات الداخلية وعلى مستوى مواجهة التداعيات الناجمة عن الازمة العاصفة في سوريا.
في الاشهر المنصرمة كان الرئيس بري في بعض مراحل التوتر داخل الحكومة على اقتناع احياناً بأن وزراء تكتل التغيير والاصلاح ربما كانوا يبالغون في طريقة طرح الامور وسبل معالجتها لاعتبارين اثنين، الاول رغبتهم الجامحة في تحقيق العديد من النقاط التي من شأنها ان تترجم بشكل عملي شعارات قد لا يرفعها تيارهم.
والثاني ان ثمة "سوء تفاهم" بين نهج ميقاتي في المعالجة الهادئة المنطلقة من هواجس عارمة تتصل بموقعه في الساحة السنية فبدا في نظر غالبية الساحة انه "يغتصب" مكانا سواه أحق به.
وكان بري يأمل ان يكون الوقت عاملاً اساسياً في تبديد هواجس ميقاتي وجعله ينتقل الى مرحلة الاقدام بعد مغادرة منطقة التردد والمراوحة، وفي كبح جماح وزراء التكتل العوني وفي دفعهم نحو انتهاج سياسة العقلنة والتهدئة والاقتراب من الواقعية خصوصا ان بري مر بمثل هذا الوضع وكان على هذه الوتيرة العالية من الحماسة عندما انتقل من "المتراس" الى دست الحكم في منتصف عقد الثمانينات.
لكن كل هذا المسار الذي طال لأشهر عدة دهمه التغيير والتحول خصوصا بعد انقشاع جلي للرؤية في سوريا اذ صار معلوما ان المدرجين في خانة حلفاء النظام في دمشق باتوا اخيراً اكثر اطمئنانا الى وضع هذا النظام خصوصاً بعدما رأوا العالم يهرع الى ارسال مفاوض يفتح معه ابواب التفاوض وبعدما شاهدوا أن الذين رفعوا سابقاً راية تنحي الرئيس بشار الاسد قد كفوا منذ فترة عن تردادها. المهم ان هؤلاء داخلهم شعور جديد في الآونة الاخيرة باتوا معه لا يقبلون بكثير من شروط اللعبة في الأشهر القليلة الماضية على المستويات كافة.
لذا ثمة في عداد هذا الفريق من بات ضمناً يجد روابط خفية بين سلوك قيادة الجيش في الآونة الاخيرة وبين ارتفاع وتيرة الضغوط على الرئيس ميقاتي. ولا ريب ان هؤلاء يعتبرون ان كشف قيادة الجيش الخلية السلفية داخل المؤسسة العسكرية بمثابة رد من قيادة هذا الجيش على الضغوط المكثفة التي مورست عليه في الآونة الاخيرة لكي يقف موقفاً محايداً على الحدود اللبنانية – السورية، وثمة من يعتبر ايضاً ان الكشف عن الخلية ثم الاجراءات والتدابير الجديدة التي أقدمت عليها قيادة الجيش على الحدود، هي ايضاً رسالة الى السياسيين اللبنانيين الذين رفضوا ضمناً عدم اعطاء غطاء رسمي لحراك قيادة الجيش وتوجهاتها السابقة المعروفة، والتي كانت سبباً شجع ضمناً الذين رفعوا  عقيرتهم بانتقاد المؤسسة العسكرية، وشككوا بخطواتها.
الثابت ان بري عندما انتقل الى موقع آخر مغاير حيال ميقاتي والحكومة، لا يعني اطلاقاً ان ثمة تفكيراً جدياً قد بدأ لديه ولدى فريقه السياسي، يرمي الى اسقاط عقد التفاهم غير المكتوب الذي أبرم مع ميقاتي في بداية السنة المنصرمة عندما قبل بالتصدي لمهمة تأليف الحكومة الجديدة، على انقاض حكومة الرئيس سعد الحريري التي تلقت ضربة قاضية، لكن الأكيد ان بري وفريقه قد انتقلوا الى مرحلة مختلفة، وبالتالي لم يعودوا معها يقبلون بشروط ميقاتي وبقواعد لعبته والتي اتكأت كثيراً على المماطلة والمراوحة وعدم التجرؤ على اتخاذ القرارات الحاسمة.
وعليه فكلام بري غير المسبوق بحق الحكومة هو بمثابة رسالة مشفرة لميقاتي، والسؤال الملح هو ليس ماذا لدى هذا الفريق من بدائل وخيارات ما لم يسمعوا الاجابات المقنعة، ولكنه ما هو جواب ميقاتي، واستطراداً هل سيقبل بما أتاه من رسائل. وهل سيغير أداءه بعدما بات يدرك بأن سياسة "اللاموقف" التي انتهجها ضمناً في السابق لم تعد مؤاتية ومناسبة للمرحلة المقبلة؟


المصدر: مصادر مختلفة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,768,145

عدد الزوار: 7,002,806

المتواجدون الآن: 77