تقارير ...تركيا تقرع طبول الحرب في سوريا استعدادًا لعملية عسكرية...مهجرو العراق يواجهون "معركة العودة"

تداعيات خطيرة جدا للوضع في مالي على الجزائر...مسلم على رأس مركز مكافحة الإرهاب التابع لـ«سي آي إيه»

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 آذار 2012 - 6:47 ص    عدد الزيارات 1989    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

اضطرابات الأزواد وحراك الطوارق الانفصالي واستثمار القاعدة للفوضى
تداعيات خطيرة جدا للوضع في مالي على الجزائر
موقع إيلاف...كامل الشيرازي من الجزائر
يحذر محللون من أنّ سقوط نظام الرئيس المالي المخلوع، ستكون له تداعيات خطيرة على الجزائر، ويقرأ خبراء تحدثوا لـ(إيلاف) اضطرابات الأزواد وحراك الطوارق للانفصال، بجانب انقسام الجيش المالي واستثمار القاعدة الفوضى المستشرية، على أنّها مضرّة بأمن الجزائر.
الفوضى في مالي ستنعكس سلبا على أمن الجزائر
الجزائر: يرى د/أحمد عظيمي أستاذ العلوم السياسية أنّ تداعيات ما يحدث في مالي "كبيرة جدا وخطيرة جدا"، بحكم نزوح عشرات الآلاف من الماليين، إلى جانب أنّ استمرار ضبابية الأمور وعدم استقرار دولة جارة بوزن مالي، يؤثر على أمن الجزائر مع تحوّل الشريط الحدودي إلى معبر للكثير من الاسلحة والمخدرات وتموقعها كمسرح لكل أنواع الممارسات الغير قانونية.
يشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر إلى أنّ حساسية الموقف تتضاعف مع وجود صراعين، الأول يتعلق بالقبضة الحديدية بين قبائل الأزواد والسلطة المحلية في مالي، والثاني استمرار التناحر بين وحدات عسكرية انقلابية وأخرى وفية للرئيس المُطاح به، ما يجعل الوضع في مالي انفجاريا ومرشحا لكل السيناريوهات، طالما أنّها صارت دولة بدون سلطة.
يركّز محدثنا على أنّ الجزائر باتت لأول مرة مهددة من الجنوب بعدما ظلت مهددة من الشمال،ويبدي د/عظيمي توجسا مما يلّف المرحلة القليلة المقبلة، تبعا لاحتدام مطالبة قبائل الطوارق بإقامة دولتهم، بالتزامن مع تواصل ما سماه مخطط "إعادة تنفيذ خارطة جديدة للمنطقة العربية"، يستدل بكون اعادة تقسيم المنطقة العربية، واضحة عبر كثير من المشاريع والتصريحات لمسؤولين أمريكيين، والنوايا تستهدف بحسبه الجزائر التي لا تزال إلى حد اليوم أول دولة عربية وإفريقية من حيث المساحة والثروات، وتتواجد على رأس البلدان المعنية بخطة تفتيت المنطقة العربية.
يسجل محلل الشأن الاستراتيجي أنّ منطقة الساحل كانت ولا تزال تثير أطماع الغرب للاستيلاء على ثرواتها الضخمة التي تدرك قيمتها جيدا المخابر الفرنسية والأمريكية، ويتعلق الأمر بوعاء هائل من الطاقة الشمسية والنفط واليورانيوم وغيرها من المعادن الثمينة جدا.
إلى ذلك، يبرز الخبير "إلياس بوكراع" احتمال استثمار ما يسمى بـ"تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي" في حالة الاضطراب التي تشهدها دولة مالي، ويشدد مختصو الشأن الأمني على أنّ التداعيات ستكون خطيرة بمنطقة الساحل بما يهدد أمن الجزائر وجيرانها، لا سيما مع التعفين الحاصل على الحدود الجزائرية الليبية وفوضى السلاح هناك.
لا يستبعد د/ بوكراع أن تضاعف القاعدة عمليات الخطف وابتزاز الدول الغربية عن طريق المطالبة بفديات، بالتزامن مع جنوحها إلى تنفيذ هجمات استعراضية كذاك الذي طال مقرا أمنيا بمنطقة تمنراست الجنوبية، فضلا عن هجمات خاطفة متكررة قد لا تكتفي بالضرب في محيط منطقة الساحل فحسب، بل تعتمد على تنفيذ عمليات متفرقة خارجها بغرض اقتناص "صدى إعلامي" لعملياتها، بما قد يحوّل منطقة الساحل إلى "معسكر واسع للجهاديين" على منوال النموذج الباكستاني/الأفغاني، وما يتصل بها من محاذير الجريمة العابرة للحدود، وكذا التهريب بكل أنواعه.
بمقابل تأكيد د/بوكراع المدير العام بالنيابة للمركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب، على قدرة الجزائر لتحصين منطقة الساحل الإفريقي ضدّ أي قلاقل رغم هشاشة المنطقة وخطورة التهديدات، يتوقع "خالد بن عمر" أن توظف قاعدة بلاد المغرب حالة مالي لاستئناف حربها ''على الطريقة الايرلندية'' بشكل يعتمد على طول المدى واللامتناهيات، رغم علمها بأنّ ذلك لن يعينها لا على إنتاج دولة (إسلامية) ولا على احتواء الجماهير التي يتضاعف كرهها لهذه القاعدة التي جعلت من الترويع عنوانا له.
وكثفت الجزائر خلال العام الأخير من تنسيقها الأمني مع ست دول في منطقة الساحل (مالي وليبيا والنيجر وبوركينا فاسو والتشاد وموريتانيا)، وجرى إطلاق لجنة عملياتية مشتركة، في مسعى عبّر عنه الفريق "أحمد قايد صالح" رئيس أركان الجيش الجزائري، بكون الظرف الراهن يستدعي التعاون والمساعدة المتبادلة لمكافحة الإرهاب.
بعدما تأكدت أنقرة من دعم نظام الأسد لحزب العمال الكردستاني
تركيا تقرع طبول الحرب في سوريا استعدادًا لعملية عسكرية
موقع إيلاف...ملهم الحمصي
مع قرب موعد انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في نسخته الثانية في إسطنبول في مطلع نيسان/ إبريل المقبل، ودعوة المعارضة السورية إلى عقد مؤتمر توحيدي لها بين 26-27 آذار/مارس الحالي في تركيا، تشير دلائل، منها نشر تركيا لأكثر من 700 جندي على الحدود مع سوريا، وتصاعد وتيرة المعارك والاشتباكات على الحدود السورية التركية (إعزاز تحديداً) إلى ملامح نذر عملية عسكرية كبيرة تلوح في الأفق.
ملهم الحمصي: صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اعتبرت أن الحرب التركية على سوريا باتت "وشيكة"، خاصة بعدما تيقنت أنقرة من مساعدة الرئيس بشار الأسد ونظامه لحزب العمال الكردستاني للقيام بهجمات ضد تركيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب العمال الكردستاني من شأنه أن يجرّ أنقرة للقيام بعملية عسكرية في سوريا. وأضافت أن تركيا تتهم سوريا أخيرًا باستخدام حزب العمال الكردستاني، الذي نفَّذ العديد من الهجمات ضد تركيا، كذراع تنفيذية أخرى، حيث تسمح لنشطاء الحزب بالتجوّل في مناطقها بحرية بالأسلحة، كما تسمح لهم بتنفيذ نشاطات إرهابية على أرض تركيا.
وأخيراً هدد حزب العمال الكردستاني بالردّ على أي تدخل عسكري تركي في منطقة كردستان الغربية الواقعة في شمال شرق سوريا الحالية، بحسب تعريف القوميين الأكراد لهذه المنطقة، بينما يقصدون بكردستان كل المناطق الكردية في تركيا والعراق وسوريا وإيران. ويصل تعداد المنطقة الكردية في سوريا إلى ما يزيد على مليوني شخص.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن تحقيقات الاستخبارات التركية تأكدت أخيرًا من أن سوريا تسمح لحزب العمال الكرستاني أيضًا بإنشاء تنظيمات سياسية في سوريا من أجل إجراء حملات دعائية ضد تركيا، كما تستخدم نشطاء الحزب كذلك كذراع لقمع الثوار في سوريا. ورجحت الصحيفة بناء على مصادر تركية مطلعة أن تقوم أنقرة بعملية عسكرية بعد انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري.
 
التوترات تعود إلى الأحياء المختلطة مع عودة النازحين
مهجرو العراق يواجهون "معركة العودة"
موقع إيلاف...لميس فرحات من بيروت
في جميع أنحاء البلاد، تعود العائلات النازحة إلى بيوتها مرة أخرى، لكن بدلاً من المصالحة التي تشتد الحاجة إليها في الأحياء المتنوعة، ينظر البعض إلى عودة النازحين كسبب في إحياء مشاعر الاستياء والشكوك الناجمة عن عمليات التطهير الدموية التي قسمت العراق إلى مناطق سنية وشيعية وكردية بعد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية في العام 2003.
على الرغم من أن الفرق المسلّحة بدأت بقتل جيرانه، وبعد أن بدأت الجثث بالتكوم في الشوارع حول منزله وفرار عائلته خوفاً من المصير ذاته، بقي وليد البهادلي مؤمناً بتنوع "حي العدل" الذي نشأ فيه وسط جيران ميسورين ومن طوائف مختلفة.
وليد مواطن عراقي شيعي، نشأ في حي العدل خلال الستينات، عندما عاش السنة والشيعة جنباً الى جنب في قصور مظللة بأشجار النخيل. وعندما اضطر للفرار خوفاً على سلامة أسرته، تعهد بالعودة يوماً ما. لكن عائلة البهادلي اكتشفت، مثل مئات الآلاف من العراقيين الذين يسعون الآن إلى العودة إلى المناطق التي فروا منها خلال الأوقات العصيبة، أن العودة إلى منازلهم مرة أخرى ليست سهلة على الإطلاق.
وفي هذا السايق، أشارت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" ان المهجرين العراقيين وجدوا أنفسهم على طول الجبهة المقبلة من حالة اضطراب لن تمر بسهولة، إذ أن العراق الذي انتهى من حربه الأخيرة، يبدو مقبلاً على حرب من نوع آخر: "معركة العودة".
وفي أماكن مثل حي العدل، تعتبر بعض الأسر الشيعية ان العائلات السنية التي بقيت في المنطقة، بمثابة "شريك متواطئ" مع المسلحين السنة الذين يمارسون أعمال العنف التي اجتاحت العديد من الأحياء المختلطة.
لكن العديد من العائلات السنية تقول انها تشعر وكأنها مطاردة من قبل الشيعة الذين يعودون إلى أحيائهم، ويتمتعون - لأول مرة منذ قرون – بدعم من قبل الحكومة والجيش.
وفي عام 2011، ارتفع عدد العائدين إلى العراق بنسبة 120 في المئة عن العام السابق، اي إلى 260690عائلة، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وعاد هؤلاء بعد ان تحسنت الأوضاع الأمنية، وبفضل مدفوعات أكبر لتسجيل العراقيين هي الأعلى منذ سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2004، عندما أدت الفوضى إلى فتح أبواب العودة للآلاف الذين فروا من وحشيته، والذين عانوا من الترحيل القسري والعقوبات.
واعتبرت الصحيفة أن عودة المهجرين إلى منازلهم ستكون اختباراً ما إذا كان العراق قادر على تخطي الأزمات الطائفية التي تشوه الحياة السياسية وتقوض أمنها. أما بالنسبة لقصة آل بهادلي، فمجريات الأحداث ستكون بمثابة دليل على أن العودة تتطلب الصداقة والمغفرة، لكن سيواجهها الدم وانعدام الثقة.
وبعد حرب العام 2003، أصبح حي العدل العراقي معسكراً للمسلحين السنة في غرب بغداد، حيث نفذوا أعمال التعذيب في المنازل التي استولوا عليها واشتبكوا مع الميليشيات الشيعية التي كانت تسيطر على حي مجاور.
وأدت هذه الأحداث إلى فرار كل العائلات الشيعية، بعد أن قتل 300 شخص في الحي الذي يضم نحو 1500 إلى 2000 أسرة..
أما اليوم، ومع عودة المهجرين إلى بيوتهم، بات حي العدل مكتظاً بعلامات عودة الشيعة، إذ ترتفع على طول الشوارع الرئيسية الأعلام السوداء والخضراء والحمراء، التي تدل على الشهادة والحداد، وتصطف الصور التي يظهر فيها رجال الدين الشيعة، الأحياء منهم والأموات، كما تم افتتاح مسجد الجديد لأتباع رجل الدين الشيعي الراديكالي مقتدى الصدر.
وبالنسبة للمسلمين الشيعة الذين عادوا خلال السنوات القليلة الماضية، تعتبر هذه علامات على تأكيد الهوية. لكن السنة يقولون انه ارسالة المبتغاة هي أن "الشيعة يسيطرون على حي العدل".
وقال محمد العاني (35 عاماً) وهو موظف حكومي من الطائفة السنية: "انهم يعتبروننا تهديداً، ويريدون أن نعاني كما عانوا هم في الماضي. وبما أنني انتمي إلى الطائفة السنية، فإني أشعر بالخوف عندما أعود إلى منزلي وأظل أفكر أنهم سوف يقومون باعتقالي".
وتتذمر العائلات السنية من تعرضها للمضايقات عند نقاط التفتيش المؤدية الى حي العدل، ويقولون أن الجنود يسمحون للشيعة بالدخول لكنهم يطلبون الأوراق الثبوتية الخاصة بالسنة قبل أن يسمحوا لهم بالمرور. وكل بضعة أسابيع، يقول السكان السنة، ان الجنود الموالين للمالكي يداهمون منازلهم. لكن الشكوك ليس من جانب واحد.
ويتدافع داخل سوق الرابية العراقي، المتسوقون من كل الطوائف والخلفيات السياسية لشراء حلوى السمسم المعقود "السمسمية" والتمر ولحم الضأن المشوي. ويقول صاحب احدى المتاجر، سعد حميد مجيد، إن علاقات عميقة تربطه بالسنة والشيعة على حد سواء في حي العدل.
لكنه يعترف انه لا يزال حذراً من جيرانه الذين بقوا عندما لاذ هو والعائلات الشيعية الأخرى بالفرار. ويقول ان العديد من العائلات السنية وقفت متفرجة عندما أخلى جيرانهم الشيعة منازاهم، ويشير إلى أن آخرين أخذوا المنازل بوضع اليد وقدموها للمتشددين السنة، وباتوا بمثابة جواسيس يقدمون معلومات عن جيرانهم من الشيعة.
وأضاف: "قلنا لجيراننا السنة اننا إخوة، ويمكن أن نعيش معاً، لكنهم ليسوا سعداء بعودتنا، ويمكن أن ترى ذلك في عيونهم".
وفي عام 2008، وبعد ثلاث سنوات من التشرد، عاد وليد البهادلي وعائلته إلى منزلهم، ووجدوا أنه تحوّل إلى حطام. لكن انحسار العنف أعطاهم مساحة لإعادة البناء فاشترت العائلة أرائك جديدة وأثاث للصالون، وطيور جديدة تغرّد في أقفاص الفناء الخلفي.
وبعد عودتهم بوقت قصير، أصبح وليد رئيساً لبلدية الحي، فوظّف ناس لجمع القمامة ودفع فواتير البقالة للأرامل، وتوسط في عدد لا يحصى من الاشكالات، في حين أعادت عائلته فتح متجر مثلجات "الآيس كريم" الذي كانت تملكه قبل فرارها.
ويقول رياض البهادلي شقيق وليد: "كنا حذرين في البداية، واتخذنا تدابير لحماية أنفسنا، فكنا نخرج من المنزل معاً. لكن يوماً بعد يوم، بدأنا نشعر بالأمان". واشار إلى أن شقيقه كان يشعر وكأنه استعاد حي العدل، وأن الجيران كلهم يقومون بحمايته ويحبونه.
لكن يوم 17 كانون الثاني/يناير، كان وليد عائداً إلى منزله من محل المثلجات مع ابنته وحفيده (عامين) عندما تصدى لهم رجلان امام مدخل المنزل وأطلقا النار عليهم. قتل وليد البهادلي وحفيده، بينما نجت ابنته التي أصيبت برصاصة مرت من خلال يدها لتستقر في جمجمة ابنها. ألقي القبض على الرجلين (ينتميان إلى الطائفة السنية).
وقال أفراد عائلة البهادلي ان وليد قتل لأنه كان واحدا من الشخصيات الشيعية البارزة في حي العدل. بعد بضعة أيام من جنازته، وسط حشد من السكان السنة والشيعة، اجتمع شيوخ القبائل والزعماء في حي العدل وحثوا الأسرة على عدم الرحيل.
وعلى الرغم من أن العائلة بقيت في منزلها، إلا أن افرادها يعيشون اليوم في رعب يومي، فربة المنزل تبكي وتتوسل أبناءها الآخرين للرحيل مرة أخرى. وفي الآونة الأخيرة، قامت سيارة بدورية حول المنزل لمرتين في ما يشتبه أنه تحضيراً لهجوم آخر.
وعلى الرغم من ان اثنين من السنة قاما بقتل وليد البهادلي، يشعر الكثير من سكان الحي من الطائفة السنية بالحزن على وفاته، في حين يتخوفون من أن تجلب هذه الحادثة اعمال انتقام في حقهم.
 
مسلم على رأس مركز مكافحة الإرهاب التابع لـ«سي آي إيه»

قاد حملة أسفرت عن مقتل آلاف المسلحين المتطرفين في الشريط القبلي وخطط لعملية قتل بن لادن

جريدة الشرق الاوسط.... واشنطن: غريغ ميلر* ..... مع كل سحابة يخلفها قصف جوي تقوم به وكالة الاستخبارات الأميركية في باكستان، يمكن تعقب عدد كبير من السحب الأصغر للوصول إلى شخص يقف وحيدا في باحة بالقرب من وسط مقر وكالة الاستخبارات في لانغلي في فيرجينيا. إنه الرجل الذي اعتاد تدخين التبغ في العقد السادس من العمر بشعيرات على وجهه ويرتدي ملابس سوداء تشبه ملابس الحانوتي، حيث كان بالفعل مثل الحانوتي لتنظيم القاعدة بصفته رئيس مركز مكافحة الإرهاب في الاستخبارات المركزية الأميركية على مدى الست سنوات الماضية. ربما يكون روجر، وهو الاسم الأول لهويته المزيفة، أبرز شخصية في مجال الأمن القومي في واشنطن، وإن كان أبعدها عن بؤرة الأضواء، حيث كان المخطط الأساسي لحملة الهجمات الجوية التي قامت بها الاستخبارات المركزية وخطط عملية قتل بن لادن. ومن عدة أوجه كان هو من دفع إدارة أوباما إلى تبني طريقة قتل أهداف تطاردها أجهزة الدولة الأمنية في إطار خطة مكافحة الإرهاب، وتتسم شخصية روجر بالتناقضات، على حد قول زملائه، فهو مدخن شره ويقضي ساعات طويلة على آلة الركض في المكان، وتُعرف عنه القسوة والخشونة، لكنه قادر على حشد الدعم الكافي للاحتفاظ بوظيفته من رؤسائه ومرؤوسيه على حد سواء. كذلك قاد حملة أسفرت عن مقتل آلاف المسلحين الإسلاميين في الشريط القبلي وأثارت غضب ملايين المسلمين، لكنه اعتنق الإسلام. ولا يحاول المدافعون عنه أن يساعدوه في أن يبدو شخصية محبوبة، بل يؤكدون مواهبه العملية ومعرفته الواسعة بالعدو والتزامه بالعمل الدؤوب.
وقال أحد المسؤولين رفيعي المستوى السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية وكان من المشرفين على رئيس مكافحة الإرهاب: «لا يسعني سوى وصفه بأنه سريع الغضب، لكن يجعله مخزون الخبرات لديه والعلاقات التي كونها شخصية لا غنى عنها تقريبا».
ويغيب الجانب الإيجابي عن خطاب منتقديه، حيث قال مسؤول عسكري رفيع المستوى سابق عمل عن كثب مع الاستخبارات المركزية: «إنه خشن مثل ورقة صنفرة، ولا يجيد العمل ضمن فريق». ورفض ذلك المسؤول الإفصاح عن هويته، شأنه شأن الآخرين، لأن شخصية رئيس المركز ما زالت غير معروفة.
بغض النظر عن أسلوب روجر في الإدارة، يوجد إجماع على أن فترة رئاسته كانت طويلة وزاخرة بالأحداث الهامة، فمنذ توليه رئاسة المركز، عمل روجر مع رئيسين وأربعة مديرين لوكالة الاستخبارات الأميركية وأربعة مديرين لجهاز الاستخبارات القومي. ولم يتفوق على روجر في البقاء على قمة هرم الأمن القومي سوى روبرت مولر الثالث، الذي أصبح رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي قبل فترة قصيرة من وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). وتعد فترة بقاء روجر في منصبه هي أكثر ما يميزه، على حد قول مسؤولين حاليين وسابقين في وكالة الاستخبارات المركزية، نظرا لما يرتبط بهذا المنصب من إرهاق وتوتر، حيث يشمل إدارة شؤون آلاف العاملين، ومراقبة عدد كبير من العمليات في الخارج، واتخاذ قرارات حول أهداف الهجمات التي تنظمها، مع العلم بأن مدير مركز مكافحة الإرهاب سيكون أول من يتحمل مسؤولية حدوث أي هجوم آخر داخل الحدود الأميركية.
لم يبق من تولى هذا المنصب قبل روجر في المنصب، مثل كوفر بلاك وروبرت غرينييه، أكثر من ثلاث سنوات. وانتشرت شائعات خلال الأسابيع القليلة الماضية بأن روجر سوف يغادر منصبه قريبا ربما ليتقاعد، على الرغم من أن مثل هذه التكهنات تنتشر تقريبا كل عام منذ توليه المنصب. ورفضت الاستخبارات المركزية التعليق على وضع روجر أو الإفصاح عن أي معلومات من أجل هذا المقال، وكذلك رفض روجر عدة طلبات بإجراء مقابلة معه. ووافقت صحيفة «واشنطن بوست» على عدم نشر بعض التفاصيل، من بينها اسم روجر الحقيقي وهويته المزيفة وعمره، بناء على طلب مسؤولين في الوكالة لدواع تتعلق بسلامته. وعلى الرغم من أن مسؤولي الاستخبارات المركزية يتخلون عن هويتهم المزيفة عندما يتقلدون مناصب رفيعة في الوكالة، فإن روجر احتفظ بها.
ونشأ روجر في ولاية فيرجينيا في أسرة عملت في الوكالة عبر جيلين، وعندما بدأ عمله في هذا المجال عام 1979، في مركز تدريب تابع للوكالة بجنوب فيرجينيا يعرف باسم «المزرعة»، لم يبد روجر واعدا، حيث كان يرى زملاؤه في التدريب أن أداءه ضعيف، ولم يكن المدربون يلتفتون إليه، وكانوا يوبخونه حتى يتحسن، وقال زميل قديم له: «لقد كان ينظر إليه المدربون نظرة دونية، حيث كان قصيرا وبدينا ويحصل على درجات متوسطة على مهامه الكتابية. وكان يتعرض للإهانة».
كانت أولى مهامه خارج البلاد في أفريقيا، حيث أتاح له ما تتسم به من خليط من أنظمة الحكم الفاشلة والصراعات القبلية الدموية والتدخل المحدود من المقر، تجربة أفادته كثيرا، خاصة في عالم ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وبدأ الكثير من العاملين الناجحين في مكافحة الإرهاب في الوكالة، ومنهم بلاك وريتشارد، حياتهم العملية في أفريقيا. وقال زميل سابق لروجر في أفريقيا: «يتسم الوضع بالفوضى وينبغي أن تفهم ذلك وتتعامل معه نفسيا». وراكم روجر خبرات هائلة من حالات التمرد والسياسة القبلية والصراعات، فضلا عن كتابته آلاف التقارير الاستخباراتية، وتزوج روجر من سيدة مسلمة قابلها في الخارج، مما دفعه إلى اعتناق الإسلام.
وقال زملاؤه إنه كان يخجل من ذكر ديانته، لكنه لم يظهر أي التزام بالدين، حيث لا توجد سجادة صلاة في مكتبه، على حد قول مسؤولين، على الرغم من أنه كان يمسك مسبحة. ولم يكن روجر ضمن الدفعة الأولى من رجال الاستخبارات المركزية الذين تم نشرهم بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ولم يخدم في أي من «المواقع السوداء» التابعة لوكالة الاستخبارات، حيث يتم احتجاز وتعذيب عناصر تنظيم القاعدة. مع ذلك تقلد عددا من المناصب الرفيعة على مدى السنوات التالية، ومنها رئيس عمليات مركز مكافحة الإرهاب، ورئيس محطة استخباراتية في القاهرة، وأرفع منصب في الوكالة في بغداد في أوج الحرب العراقية. وخلال تلك السنوات تصادم مع عدد من الشخصيات رفيعة المستوى، ومنهم ديفيد بترايوس، قائد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان، الذي كان يعترض أحيانا على التقديرات المتشائمة لوكالة الاستخبارات بشأن تلك الحروب.
وقال مسؤولون سابقون في وكالة الاستخبارات المركزية إنه تعين على الاثنين تجاوز خلافاتهما بعد أن تولى بترايوس منصب رئيس وكالة الاستخبارات. وقال بترايوس في تصريح لصحيفة «واشنطن بوست»: «لم يكن هناك من هو أكثر دأبا وانتباها والتزاما لمقاومة تنظيم القاعدة من رئيس مركز مكافحة الإرهاب».
تم تدشين الحملة ضد تنظيم القاعدة عام 2006، وتم نقل عناصر الجيش والاستخبارات إلى العراق. وتم اكتشاف المواقع السوداء التابعة لوكالة الاستخبارات، وكانت مزاعم القيام بعمليات تعذيب لتجبر الوكالة على إغلاق أماكن الاحتجاز وإلغاء برامج التحقيق والاستجواب. في هذه الأثناء، كانت الحكومة الباكستانية تعد أكثر من تهدئة مع شيوخ قبائل كانوا يسمحون لتنظيم القاعدة بإعادة تنظيم صفوفهم. وداخل مقر الوكالة، كانت تدور معركة حامية بين رئيس مركز مكافحة الإرهاب آنذاك روبرت غرينيير، ورئيس الخدمات السرية جوزيه رودريغز، حيث كان الأخير يعتبر غرينيير شديد التركيز على الأمور السياسية فيما بين الوكالات الحكومية، في حين كان غرينيير يشعر بأنه مجبر على التعامل مع قضايا مثل مصير برنامج التحقيقات، وسجناء وكالة الاستخبارات المركزية في المواقع السوداء. وقد كانت الإمكانات المتاحة في أفغانستان نادرة نسبيا، وفي بعض الأحيان لم يكن لدى الوكالة سوى ثلاث طائرات من دون طيار من نوع «المفترس» تعمل هناك.
وفي شهر فبراير (شباط) من ذلك العام، أجبر غرينيير على الاستقالة.. يقول مسؤول سابق بالوكالة كان مطلعا على القرار، إن رودريغز «كان يريد شخصا أكثر سيطرة على الأمور». وتم تعيين روجر في هذا المنصب، ومع الوقت بدأت الإمكانات توضع تحت تصرفه حتى يتمكن من السيطرة على الوضع هناك. وقد رفض غرينيير التعليق على الأمر. وقد كان أسلوب غرينيير مختلفا تماما عن روجر، حيث كان غرينيير يضع لوحات التكريم وصوره مع شخصيات مرموقة في مكان بارز من حجرة مكتبه، بينما كان روجر يتحاشى كل ما يخص حياته خارج الوكالة.. ويقول أحد زملائه إن أحدهم أهداه ذات مرة صورة بسيطة له كتلك التي يمكنك الحصول عليها من أي رسام متجول، فما كان منه إلا أن طوى الورقة بيده وألقاها بعيدا، قائلا: «لا أحب صوري».
وكانت أهم إضافة أضافها إلى المكتب سريرا صغيرا مختفيا في أحد الأركان.
ومن البداية، بدا أن روجر غارق في عمله حتى أذنيه, فكان يصل إلى العمل قبل الفجر ليقرأ البرقيات الخاصة بالعمليات الخارجية، ويظل هناك حتى ساعة متأخرة من الليل، هذا إذا غادر مكتبه من الأصل، وأصبح قوامه الذي كان في الماضي قصيرا وبدينا، نحيلا وشاحبا. وعلى الرغم من إقلاعه عن التدخين قبل عقد أو نحو ذلك من توليه منصبه، فإنه عاد إلى التدخين بشراهة.
وقد كان شديدا للغاية في معاملة مرؤوسيه، إلى جانب تدقيقه الشديد في إدارة العمليات، لدرجة أنه كان يعيد التفكير حتى في أصغر تفاصيل الخطط الموضوعة، ويعنف المحللين الشبان على ضعف مستوى عملهم، وكان التعليق الملازم له هو: «هذه أسوأ برقية رأيتها».
وعلى الرغم من اهتمام روجر الشديد بتفاصيل العمليات، فإن البعض يعتبرونه مسؤولا عن واحدة من أكثر الأحداث مأساوية في تاريخ الوكالة، وهي مقتل سبعة من رجال الوكالة على يد مفجر انتحاري كان مدعوا إلى اجتماع في قاعدة الوكالة في خوست بأفغانستان في ديسمبر (كانون الأول) 2009.
*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,484,456

عدد الزوار: 7,069,797

المتواجدون الآن: 58