تقارير ...«البروباغندا» الإعلاميّة الإيرانية - الــــــسورية داخل تركيا... ديريك شوليه مرشح أوباما لتولي الملف السوري

الانتخابات الفرنسية: هولاند الأوفر حظاً وساركوزي يحلم بسيناريو 2002،..«الإسلام» سلعة انتخابية يرفع سعرها «الربيع العربي»....النظام الإيراني يفضّل هولاند

تاريخ الإضافة الأحد 22 نيسان 2012 - 7:51 ص    عدد الزيارات 2191    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

الانتخابات الفرنسية: هولاند الأوفر حظاً وساركوزي يحلم بسيناريو 2002
المستقبل..باريس ـ مراد مراد
اربع وعشرون ساعة فقط تفصل الفرنسيين عن افتتاح اقلام الاقتراع في سائر الاراضي الفرنسية وانطلاق الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي ستؤدي الى تأهل مرشحين اثنين فقط من اصل عشرة الى جولة الحسم التي ستشهدها فرنسا في السادس من ايار (مايو) المقبل.
وقبل يوم على هذا الحدث يبدو المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند، بحسب استطلاعات الرأي، الاوفر حظا لإنتزاع احد مقعدي المرحلة النهائية، فيما تبدو حظوظ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يأتي ثانيا في الاستطلاعات مشوبة بنوع من القلق وخاصة مع وجود ثلاثة مرشحين آخرين يملكون رقمين مئويين وهذا ما يفتح الباب على مصراعيه امام مفاجآت من النوع الثقيل ربما تحدث على غرار العام 2002 عندما توقعت الاستطلاعات وصول المرشح الاشتراكي حينها ليونيل جوسبان الى المرحلة الاخيرة لمنافسة الرئيس جاك شيراك، ولكن ما افرزته صناديق الاقتراع كان بلوغ مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبن جولة الحسم.
ورأى محللون أن أقرب المرشحين الى تفجير هذا النوع من المفاجآت هذا العام هو مرشح اليسار المتشدد (جبهة اليسار) جان لوك ميلانشون الذي يتراوح رصيده في استطلاعات الرأي عند 16 او 17 في المئة من اجمالي الاصوات. وبهذا يكون سيناريو 2002 الذي شهد اقصاء لليسار وحصرت خلاله المنافسة في الجولة الاخيرة بين اليمينين المعتدل والمتطرف، في وارد ان يتكرر ولكن هذه المرة بصورة معكوسة اي يصار الى اقصاء لليمين وتنحصر المنافسة اخيرا بين اليسارين المعتدل والمتشدد.
لكن مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبن تطمح الى تكرار تجربة والدها وبلوغ المرحلة النهائية وهي تملك نسبة مئوية مشابهة لميلانشون في الاستطلاعات. لذا فالمفاجآت ايضا في متناولها ولكن بحسب المراقبين فإن مفاجأتها ان تمت ستكون على حساب ساركوزي وليس على حساب هولاند وعندها تكون المعركة الاخيرة بين اليمين المتطرف واليسار المعتدل.
أما مرشح الوسط (الحركة الديموقراطية) فرنسوا بايرو فلم ينجح في اقناع الناخبين على ما يبدو فتجمد رصيده في الاستطلاعات بين 10 و11 في المئة. ويرقد بعيدا عن الخمسة الاوائل، خمسة آخرون يتذيلون القائمة وهم ايفا جولي (الخضر) وفيليب بوتو (الحزب الجديد المناهض للرأسمالية) وناتالي ارتو (الاتحاد الشيوعي التروتسكي) وجاك شميناد (التضامن والتقدم) ونيكولا دوبون انيان (الجمهورية الدائمة).
وفيما يبقى الاقتصاد والتصدي للبطالة المحورين الرئيسيين لقرار الناخب الفرنسي غدا، برزت امس مناوشة في السياسة الخارجية بين المرشحين عندما اعلن هولاند لإذاعة "اوروبا1" انه "في حال استلامه السلطة فإن فرنسا ستشارك حتما في اي تدخل عسكري لإنهاء الازمة السورية اذا جرى تحت مظلة الامم المتحدة". ولم يتأخر الرد ليأتي سريعا من فريق ساركوزي، عندما ظهر وزير الخارجية الان جوبيه في لقاء متلفز على قناة "بي اف ام" سخر فيه من المرشح الاشتراكي بان هولاند يركض دائما وراء القطار خاصة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية. وقال جوبيه ان "المشكلة مع هولاند في السياسة الخارجية هو انه يركض دائما وراء القطار. منذ زمن بعيد موقف فرنسا معروف: اننا لا نشارك في اي عمل عسكري الا بتفويض من منظمة الامم المتحدة".
واضاف الوزير الفرنسي موضحا ان "فرنسا ليست متفرجا في الامم المتحدة، وهي لا تنتظر ان تقرر الامم المتحدة. انها عضو فاعل وهي تجترح الحلول وهذا ما نواصل القيام به منذ اسابيع واسابيع في ما يتعلق بالشأن السوري".
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعد منذ ايام بإتخاذ مبادرات جديدة واسعة النطاق في الشرق الاوسط في حال اعيد انتخابه لولاية ثانية في الاليزيه.
 
سباق على أصوات اليهود.. والمسلمون يحشدون للإطاحة بالرئيس
«جولة أولى» بين ساركوزي وهولاند غداً
جريدة اللواء...
على بعد يوم من صندوق الاقتراع الرئاسي، تعهد المرشحان الأقويان لرئاسة فرنسا المحافظ نيكولا ساركوزى والاشتراكى فرانسوا هولاند بالعمل على اتخاذ كافة الإجراءات فى حالة انتخابهما لضمان حماية اليهود فى فرنسا في محاولة واضحة لاستمالتهم عند الميل الأخير من السباق، فيما حشدت الجالية الإسلامية بفرنسا أصوات ناخبيها للإطاحة برأس ساركوزي عقابا له على نبرته المعادية للمهاجرين والمناهضة للإسلام، ويبدو أمل هؤلاء قريب المنال بحسب استطلاعات الرأي التي قطعت بفوز الاشتراكي وخسارة ساركوزي في جولة غد.
وشدد ساركوزي وهولاند في حديثين منفصلين للأسبوعية اليهودية «لاكتيولايته» أمس « على إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
وقال ساركوزى أن حل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلى ينبغى أن يؤسس على إقامة الدولتين الجارتين «دولة لليهود.. وأخرى للشعب الفلسطينى» على أن تكون القدس عاصمة للدولتين.
أما هولاند فشدد على إقامة الدولتين ذات السيادة «تحترم كل واحدة منها شرعية الأخرى».. موضحا أنه بالنسبة لوضع مدينة القدس «فإنه يتعين على الجانبين وحدهما أن يحددا مصيرها».
وقال ساركوزى مرشح اليمين أن الجالية اليهودية تمثل جزءا من الهوية الفرنسية.. مشيرا إلى أن إرهابيا مثل محمد مراح مرتكب أحداث تولوز ومونتوبان الذى قتل أربعة يهود « ليس هو من سيحدد مكانة ومستقبل اليهود فى البلاد.
وفيما يتعلق بما أثير من جدل حول اللحوم المذبوحة وفقا للشريعة اليهودية.. قال الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إنّ كل شخص فى الجمهورية العلمانية لديه الحق فى ممارسة عقيدته وأن تحترم شرائعه «طالم لم تمس بمبادئ الدولة».
ومن جانبه أكد المرشح الاشتراكى فرانسوا هولاند فى حديث منفصل لنفس المجلة اليهودية أن مأساة تولوز هزت فرنسا بأكملها.
وتعهد المرشح الأوفر حظا بحسب إستطلاعات الرأى بالعمل بكامل طاقته لمحاربة هؤلاء المتطرفين «موضحا أن هذه المقاومة «ليست لصالح حضارة ضد أخرى ولكنها حرب ضد البربرية».
وألقى الرجلان أمس بكل ثقلهما في اليوم الاخير للحملة الانتخابية لمحاولة اقناع الناخبين بعدم اهدار اصواتهم قبل يومين من الجولة الاولى المقررة غدا.
وبالنسبة لاستطلاعات الراي يبدو ان الامور باتت محسومة. فقد اعطت اربعة استطلاعات نشرت منذ مساء الخميس فوزا كبيرا لفرنسوا هولاند في الجولة الثانية المقررة في السادس من ايار متقدما باكثر من عشر نقاط على نيكولا ساركوزي (حتى 57 بالمائة من الاصوات مقابل 43 بالمائة وفقا لمركزي سي.اس.ايه وبي.في.ايه).
وفي الجولة الاولى يتقدم ايضا الاشتراكي في اربعة استطلاعات (حتى 30 بالمائة من الاصوات وفقا لبي.في.ايه) ويتساوى مع الرئيس المرشح في استطلاع خامس. وقال بريس تانتورييه (معهد ايبسوس) معلقا ان «فرنسوا هولاند يتقدم نيكولا ساركوزي: ورغم هوامش الخطا والنقاط الغامضة فان هذا هو الاتجاه الذي نراه منذ ايام». واضاف ان موقف المرشح الاشتراكي «ثابت نسبيا» في حين يشهد الرئيس المرشح «تراجعا».
ويشعر فرنسوا هولاند الذي بدا قبل عام مشواره الطويل الى الاليزيه بان الفوز اصبح في متناول اليد لكنه يفضل توخي الحذر حتى لا يشجع ذلك ناخبوه على الامتناع عن التصويت. وحذر أمس في حديث لاذاعة اوروبا 1 «اقول: لا تعتقدوا ان هناك انتخابات قد حسمت».
وفي الجانب الاخر سعى ساركوزي الى الاحتفاظ بالروح القتالية فقال صحيفة لوفيغارو المؤيدة له ان «وضعي النفسي هو وضع التصميم الكبير» مضيفا «ولا اشك ايضا في ان هناك مفاجات تنتظرنا» في الجولة الاولى.
لكنّ ساركوزي سيدفع حتما ثمن مواقفه المناهضة للمسلمين الذين ينقمون عليه وينوون ترجمة هذه النقمة عبر صناديق الاقتراع مع ملاحظة أنهم الجالية الإسلامية الكبرى في أوروبا حيث يشكلون نسبة 10 بالمائة من سكان البلاد الـ ٦٥ مليونا.
وقال فرنسواز لورسيري، عالم الاجتماع لدى معهد الدراسات عن العالم العربي والإسلامي بالقرب من مرسيليا :» لم يعد بمقدور مسلمي فرنسا أن يتحملوا أكثر من ذلك. فقد سئموا من تلك النقاشات الدائرة بشأن الهوية القومية أو اللحم الحلال أو النقاب أو الأصولية في كل مكان. ويتم استخدام مصطلحات ( الإسلام والهجرة والأصولية ) بشكل متبادل، دون اهتمام، مع أناس مستهدفين ومتهجمين ومستغلين في الانتخابات».
ولا ينسى مسلمو فرنسا والمهاجرون إليها دعوة ساركوزي إلى تشديد قوانين الهجرة نظراً لوجود عدد كبير للغاية من الأجانب في فرنسا كما لا ينسون حديث مارين لوبان، مرشحة الرئاسة الفرنسية عن حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، عن «الفاشية الخضراء» ( في إشارة من جانبها إلى لون الإسلام).
(ا.ف.ب - إيلاف)
 
انتخابات تكتمل غرابتها إذا فـاز سـاركوزي!
(«السفير»)
يختتم الفرنسيون غداً، مقترعين وممتنعين، حملة انتخابية رئاسية تحوّلت إلى مسرح لجميع أنواع البروباغاندا التي همّشت القضايا الأساسية كالاقتصاد، لمصلحة كمّ لافت من الاستعراضات الامنية والخطابات المثيرة للجدل والاستثمار الانتخابي لورقة «الإسلام» الذي لم يأت بشكله اليميني التقليدي فحسب، بل برع فيه معسكر المرشح الاشتراكي الأوفر حظاً فرانسوا هولاند الذي جيّشت حملته أكثر من 700 إمام مسجد في أنحاء فرنسا دعوا من منابر خطبة الجمعة أمس، إلى التصويت لمصلحته، عقاباً للرئيس المرشح نيكولا
ساركوزي الذي يزخر عهده برصيد من السياسات والخطابات المعادية للأجانب والمهاجرين والمسلمين.
44,5 مليون فرنسي مدعوون إلى صناديق الاقتراع، لكن الامتناع قد يشكل إحدى مفاجآت الأحد الانتخابي المنتظر. وفيما يسري رهان بأن يمتنع ثلث الفرنسيين عن التصويت في نهاية عطلة الفصح، تركت استعدادات المواطنين إلى تغيير توجهات أصواتهم في يوم الاقتراع هامشاً واسعاً لمفاجأة أخرى قد تكذّب استطلاعات الرأي، التي تمنح إلى الآن الحظوظ الكبرى لهولاند. فقد أشارت الاستطلاعات الأخيرة إلى أن حوالي 28 في المئة من الفرنسيين أكدوا أنهم قد يغيرون وجهة أصواتهم قبل يوم غد.
هامش المفاجآت هذا، يبقي المتابع خارج دائرة الثقة بأي مسار للعملية الانتخابية، وخاصة في الدورة الثانية، التي قد تخرج عن التقليد الفرنسي بمواجهة مرشح يمين الوسط ويسار الوسط، وخصوصا لمصلحة الخطيب البارع جان لوك ميلانشون الذي يترشح إلى يسار هولاند ويحمل عليه «واقعية» الاشتراكية الفرنسية وابتعادها عن توجهات اليسار المعادي للرأسمالية وسيطرة الشركات الكبرى. فميلانشون قد يستفيد أيضاً من تشتت أصوات اليمين إذا حصلت مرشحة «الجبهة الوطنية» مارين لوبان على نسبة من الأصوات تسمح له بولوج الدورة الثانية بدلا من ساركوزي لمواجهة هولاند في سيناريو يبقى في خانة المفاجأة.
 
سلطة الفرنسيات
السفير...ساطع نور الدين
منذ زمن، لم تنجب فرنسا امرأة مثيرة ترقى الى رمز عالمي للجمال والإثارة وتحتل صورها المخيلة.. لكنها انجبت الكثير من النساء المسترجلات اللواتي تقدمن الصفوف الامامية في عالم السياسة، وصرن يشغلن مواقع مميزة، علنية او خفية، في معركة الانتخابات الرئاسية المقررة غداً الأحد. لوهلة، يبدو ان هذه المعركة الانتخابية الحامية تدور بين الجنس الفرنسي الناعم، الذي يخوض غمار السياسة من أبوابها الواسعة، المفتوحة على جميع نساء فرنسا عدا السيدة الاولى، العارضة والمغنية السابقة، كارلا بروني التي حجبها الرئيس نيكولا ساركوزي عن الأنظار ولم يصطحبها الا نادرا في جولاته الانتخابية الاخيرة... وتردد انه طلب منها الصمت بعدما قالت قبل أسابيع ان النخبة الباريسية تكره زوجها. وهو موقف كان بمثابة هدية ثمينة الى منافستها على موقع السيدة الاولى، الصحافية فاليري تريرفيلر خليلة المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند وشريكته المؤكدة في الدخول الى غرفة النوم في قصر الاليزيه، والتي أسهمت في رفع شعبيته لا سيما في الوسط النسائي، حيث كان يوصف بأنه رجل عادي، لا يتسم بأي من صفات الرجولة، ولا طبعا الفحولة.
على مرأى ومسمع من هاتين السيدتين، استطاع الرجل العادي هولاند ان يجتذب رفيقته ومنافسته السابقة سيغولين رويال، التي انفصل عنها ولم يدعمها في معركتها الرئاسية قبل خمس سنوات ضد ساركوزي، برغم انه يقاسمها اربعة أبناء انجباهما من دون زواج، لكنها قررت الآن ان تضحي من اجل قضية الحزب، وظهرت مع هولاند في بعض لقاءاته الانتخابية.
امرأة اخرى احتلت العناوين الرئيسية الفرنسية مؤخراً، قبل ان تنضبط في بيت الطاعة الزوجي العتيق، هي السيدة برناديت زوجة الرئيس السابق جاك شيراك التي أساءت فهمه وظنت انه سيصوت لصنيعته وخليفته ساركوزي، قبل ان تكتشف انه قرر ان يرد له الطعنات التي اصابه بها منذ ان غادر الاليزيه، وان يقترع غدا لمنافسه الاشتراكي برفقة من جميع افراد عائلته، بنسائها قبل الرجال.
اما المرأة الاكثر إثارة للجدل والشك في أنوثتها السياسية فهي مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبن التي كرست نفسها منذ البداية لحملة شعواء على المهاجرين، وحرب صليبية على المسلمين منهم، تهدف الى حرمانهم من ابسط حقوقهم الانسانية... وهو ما يمكن ان يضمن لها في الدورة الاولى غداً نسبة من الأصوات تفوق بكثير ما يمكن ان تبلغه مرشحة حزب الخضر القاضية إيفا جولي.
ليست معركة نسائية، لكن نجومها نساء لم يساهمن كثيرا في تحسين صورة البلد الذي سبق ان انجب اجمل فاتنات العالم وأشدهن إثارة... واللواتي لا يحتجن للتوجه غدا الى صناديق الاقتراع من اجل الاختيار بين رجال عاديين ينشدون السلطة، ويدّعون انهم فحولها.
 
700 خطيب جمعة في فرنسا يوجهون المصلين: انتخبوا هولاند!
«الإسلام» سلعة انتخابية يرفع سعرها «الربيع العربي»
السفير..مازن السيد
تعدّ فرنسا، بحسب دراسة للمعهد الوطني للاحصاء والدراسات الاقتصادية في العام 2010، حوالي 2.1 مليون شخص يعتبرون أنفسهم مسلمين في فرنسا. في المقابل، تعتبر وزارة الداخلية أن هناك ما بين 5 و6 ملايين مسلم في فرنسا.
الاختلاف الكبير في التقدير يرتبط بكيفية تحديد «المسلم»، فوزارة داخلية فرنسا «العلمانية» تحسب مسلماً كلَ من تعود أصوله إلى دولة ذات غالبية إسلامية. ورئيسها الخارج على الأرجح نيكولا ساركوزي، ساهم إلى جانب عظماء مفكري فرنسا في اختراع مصطلح جديد هو «المسلم بالمظهر» (musulman d’apparence) خلال حديثه عن جنديين فرنسيين من أصول عربية قتلهما، بحسب السلطات، فرنسي آخر من أصول عربية.
وليس مهماً إن كان صاحب حانة أو إمام مسجد أو ناشطاً تروتسكياً أو ربّ عائلة يؤرقه إطعام عائلته أكثر من «سفور» ابنته، فـ«المسلم» في فرنسا اليوم، وعلى أعتاب انتخاب الرئيس المقبل للبلاد، علامة تجارية سياسية بامتياز، تسمها الإثارة الرخيصة في مرحلة «الربيع العربي» وما يرافقه من خيالات استشراقية حول «الإسلام السياسي» بين مراهن ومهوّل. بين اليمين الذي يقتات على الهوس الأمني والنسخ المختلفة من رهاب «الغزو الإسلامي»، واليسار الذي يتغذى اليوم من تكتيكات اليمين ليعيد تكريس نفوذه بين أوساط «مسلمي فرنسا» الجدد.
وبالأمس، شهدت مئات المساجد الفرنسية حدثاً غير مسبوق. عند حوالي الساعة الواحدة من بعد الظهر، صدحت أصوات خطباء الجمعة في أكثر من 700 مسجد فرنسي لتفتي بـ«حلال» المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند و«حرام» الساركوزية، ولتنقل نداء هولاند بالمشاركة الكثيفة في الاقتراع إلى داخل المصليات الفرنسية. هي أيضاً تجارة انتخابية بـ«الإسلام»، ولكن بصورة معكوسة هذه المرة. ففي مقابل مارين لوبان، خليفة والدها جان ماري (بطل تعذيب الثوار الجزائريين) على رأس «الجبهة الوطنية»، وضيق صدرها بالمصلين الذين يفيضون عن مساحات الصلاة المخصصة لهم «جمهورياً»، وبـ«زحفهم الإسلامي إلى البيت الفرنسي»، يقلب هولاند الآية فيُدخل سياسة «الجمهورية» إلى المساجد، بمساعدة...مستشار سابق لساركوزي في شؤون «دمج المسلمين».
وتشير مجلة «ماريان» الفرنسية إلى أن منظّم الحملة الاشتراكية داخل المساجد الفرنسية، ليس سوى عبد الرحمن دحمان، الذي أقاله ساركوزي من منصبه كمستشاره لشؤون الجمعيات المسلمة في آذار العام 2011 بسبب رفضه قرار الرئيس الفرنسي بإطلاق «نقاش وطني» حول مستقبل الإسلام، بعدما كان أدخله الإليزيه مع وجوه «أقلوية» أخرى في مرحلة من ولايته الرئاسية كانت تستدعي ذلك.
دحمان، الذي ترك حزب الرئيس ودعا جميع محازبيه المسلمين السابقين إلى الاحتذاء به، يعمل اليوم مستشاراً لدى «مسجد باريس الكبير»، وقد التقى هولاند قبل شهر مضى، في خضم الجدال حول الإسلام في فرنسا، كما من المقرر أن يلتقي الرجلان مجدداً بين الدورتين الانتخابيتين.
ولا تعفي المناورة «الإسلامية» لهولاند، الذي يستبعد أن يحمل معه أي حلول جذرية لواقع الضواحي الفرنسية ولا لمشاكل ذوي الأصول الاجنبية من مسلمين وغير مسلمين، ساركوزي من رصيد ثقيل زاخر بالقرارات والقوانين والسياسات التي أقلقت مسلمي فرنسا وعربها وأجانبها من كل حدب وصوب، وأثرت مباشرة بشكل سلبي في حياتهم على عدد من المستويات.
عند جلوسه على منصب الرئاسة في العام 2007، أنشأ ساركوزي وزارة «للهجرة والدمج والهوية الوطنية والتنمية المشتركة» نصّب على رأسها «جنراله» الوفي بريس هورتوفو، ليقرّ أول قانون حول الهجرة يشمل اللجوء إلى فحوصات جينية ضمن عملية «لمّ شمل العائلات»، ما أثار ردود فعل مستنكرة واسعة الانتشار.
وفي العام 2009 أطلق الوزير الهارب – حينها - من الحزب الاشتراكي اريك بيسون «النقاش الكبير حول قيم الهوية الوطنية»، الذي أسال الكثير من الحبر وأثار ساعات طويلة من المشادات الإعلامية من دون أن يخلص إلى أكثر من بعض الاجراءات القانونية الهامشية التطبيق. في نهاية العام 2010، ألغى ساركوزي الوزارة ونقلت مهامها إلى وزارة الداخلية.
ساركوزي قرر أيضاً أن يحطم الأرقام القياسية في سجلات طرد المهاجرين من فرنسا. فمن حوالي 12 ألف عملية اقتياد إلى خارج البلاد في عهد الحكومات السابقة، انتقل ساركوزي إلى 23 ألفا في العام 2007، ليصل إلى 33 ألفا في العام 2011، ويحقق هدفه في تحطيم الرقم القياسي فرنسياً.
«مذكرة غيان» التي وضعها وزير الداخلية الحالي كلود غيان، تعدّ أيضاً من أبرز علامات الساركوزية في التعامل مع الاجانب. ففي أيار 2011، أصدر غيان توجيهاً إلى بلديات فرنسا بتطبيق صارم للقواعد في مجال تجديد بطاقات الإقامة للطلاب المتخرجين من فرنسا الذي يريدون الانتقال إلى حالة العمل، بعد حصولهم على وظائف لدى مؤسسات في فرنسا. وبدأ تطبيق هذه المعايير بالفعل منذ صيف 2011، ما أدى إلى حرمان عدد كبير من الطلاب المتخرجين في فرنسا من البقاء فيها للعمل في وظائف قد حصلوا عليها بالفعل!
عاد غيان في كانون الثاني 2012 ليصدر نصاً «يوضح» فيه مقاصد المذكرة الأساسية ضمن محاولة للرجوع إلى الوراء، لكن الممارسة على الأرض تبقى إلى حد كبير ملتزمة بالتوجيه الأساسي بعرقلة طلبات تجديد الإقامة.
آخر حلقات «الدراما الإسلامية» في فرنسا كانت جرائم تولوز التي نسبت إلى الجزائري الأصل محمد مراح، وما تبعها من حملات أمنية تحت أضواء الكاميرات ضد «ناشطين إسلاميين»، وقرارات منع دخول دعاة إسلاميين إلى فرنسا. أحد هؤلاء كان داعية الدوحة يوسف القرضاوي المرتبط بجماعة «الإخوان المسلمين» وهبوبها الأخير مع نسائم ما يسمى بـ«الربيع العربي». أما قطر فقد أجلّت خطتها لإنشاء صندوق بـ50 مليون يورو لـ«دعم الاستثمارات» في الضواحي الفرنسية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بعدما قادت بالاشتراك مع الساركوزية حملة «الناتو» في ليبيا.
وهنا يجدر التساؤل حول طبيعة العلاقة التي ستربط اشتراكيي فرنسا بالتوجهات «الربيعية» للسياسة الأميركية - الخليجية في المنطقة، والتي لا تمرّ بلا تأثير على «مسلمي» فرنسا. فهل سيحدث هولاند قطيعة مع خط «محرر ليبيا» في السياسة الخارجية، أم سيزيد من تعميقها لتصل إلى مصليات فرنسا؟
مرساله إلى الدوحة لوران فابيوس، وقوله إن «الدبلوماسية القطرية تصب في اتجاه السلام والاستقرار»، يشيان برجاحة الاحتمال الثاني.
 
النظام الإيراني يفضّل هولاند
(«السفير»)
قبل يوم من انتخابات الرئاسة الفرنسية، نقلت صحيفة «لوموند» عن رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، المقرّب من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، أن»النظام الإيراني يفضّل فرانسوا هولاند على نيكولا ساركوزي».
وكان قاليباف كتب مقالاً افتتاحياً في صحيفة «طهران أمروز» المحافظة، التي يتولى إدارتها، متسائلاً عمن يكون أكثر المرشحين «حظوة» لدى القادة الإيرانيين؟ ليجيب «بالتأكيد ليس نيكولا ساركوزي». أما المرشح المفضل، بحسب قاليباف، فهو فرانسوا هولاند الذي «يتبنى سياسة أقل صرامة تجاه إيران». وفي السياق، تشير «لوموند» إلى صورة صغيرة للمرشح الاشتراكي وضعت على الصفحة الأولى للصحيفة الإيرانية.
وفيما وصف قاليباف الانتخابات الرئاسية الفرنسيّة بـ«المهزلة»، استعرض رئيس بلدية طهران نقاط الضعف التي تقلّل من حظوظ ساركوزي مقارنة بخصمه الذي يبدو اليوم المرشح الأكثر حظاً. وبرأي قاليباف، فإن الفرنسيين مصابون بخيبة أمل من تصرفات ساركوزي وسياساته ومن طريقة معالجته للملف الإسلامي. أما السياسات الاقتصادية التي اعتمدها الرئيس الفرنسي فقد أضعفت الطبقة الوسطى في فرنسا كما أضعفت شعبيته، يؤكد قاليباف.
في المقابل، يشرح رئيس بلدية طهران التغيرات الدولية التي سترافق وصول هولاند إلى الإليزيه، مفنداً بعض «إيجابيات» هذا النجاح وأهمها جعل فرنسا على مسافة من أميركا وتحييد نفسها عن سياسات الأخيرة على الساحة الدولية. ويتابع قاليباف في سرد ميزات نجاح هولاند لا سيما في ما يخصّ «تليين السياسات الفرنسية إزاء إيران».
كما يذكّر قاليباف أن فرنسا تحت حكم ساركوزي كانت الصوت الناطق باسم الاتحاد الأوروبي ضدّ إيران، وسياساتها الخارجية كانت معادية لإيران بسبب علاقاتها الوثيقة بالولايات المتحدة ومشروعها الهادف إلى توسيع دور فرنسا في الشرق الأوسط والعالم.
أبرز المتسابقين
السفير..
دعي 45 مليون ناخب فرنسي الى الاقتراع يوم غد في الدورة الأولى لانتخاب رئيس الجمهورية من بين عشرة مرشحين أبرزهم:
ـ الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي (57 عاما)، هو ابن مهاجر مجري. انتخب في العام 2007 بنسبة 53 في المئة من الاصوات. وعد بـ«قطيعة» مع سياسة البلاد، ويواجه اختبار اعادة انتخابه بعدما اصبح الرئيس الأدنى شعبية في حصيلة اعتبرتها غالبية الفرنسيين سلبية لا سيما بسبب طريقته في ممارسة الحكم وما قدّمه من «هدايا الى الاغنياء» وارتفاع نسبة المهمّشين. وركّز ساركوزي في اكبر جزء من حملته على المواضيع المفضّلة لأقصى اليمين وفي مقدمتها الأمن والهجرة والاسلام بهدف جذب ناخبين من ذلك التيار. ومع اقتراب الجولة الاولى تتوقع الاستطلاعات هزيمته حيث سيكون متساويا مع فرانسوا هولاند او متاخرا عنه قليلا في الجولة الاولى (27-28 في المئة من الاصوات) بينما يهزمه هولاند بفارق كبير في الجولة الثانية (54 مقابل 46 في المئة).
ـ المرشح الأوفر حظا فرانسوا هولاند الاشتراكي الاصلاحي، المحسوب على التيار المعتدل، والذي يتطلع الى ان يكون رئيسا «عاديا» من حيث اسلوب الحكم، وقد قاد الحزب الاشتراكي خلال 11 عاما ويريد اعطاء صورة مطمئنة عنه تدعو جمع الشمل. ويقول هذا الموظف الكبير (57 عاما)، والنائب في الجمعية الوطنية في مجلس كوريز (وسط) إنه مرشح «يسار جدي لن يخيب الامال». ومن الاهداف التي وعد بتحقيقها، الحد من العجز العام، على غرار اليمين، واصلاح ضريبي يهدف الى مزيد من المساواة والدفع بالنمو في اوروبا.
ـ مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان (43 عاما) تترشح الى الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى، وقد ورثت عن والدها جان ماري لوبان مؤسس الجبهة الوطنية، زعامة اليمين المتطرف وتتطلع الى ان تحذو حذوه وتترشح في الجولة الثانية كما فعل هو في الانتخابات الرئاسية في العام 2002. وبالرغم من انها لا تتمتع بمزاياه كخطيب، ساهمت في «تطبيع سمعة» الحزب متفادية الانحرافات العنصرية والمعادية للسامية. وترجح الاستطلاعات ان تبلغ الجولة الثانية، في منافسة مع جان ـ لوك ميلانشون (ما بين 13 و16 في المئة) على المرتبة الثالثة.
ـ الخطيب اليساري جان لوك ميلانشون (60 عاما) مفاجأة هذه الحملة الانتخابية. ويتطلع هذا الوزير والسيناتور الاشتراكي السابق المتحالف مع الشيوعيين الى «اعادة ترتيب بيت اليسار» بمكافحة الليبرالية والاسواق الاوروبية. وقد ترك الخطيب البارع القاعات التقليدية حيث كانت الاحزاب تقيم مهرجاناتها الانتخابية مفضلا الهواء الطلق حيث حشد عشرات الالاف من انصاره في ساحة باستيل في باريس وأحد شواطئ مرسيليا. وقد سمحت له بلاغته باستقطاب ناخبي «يسار اليسار» بشعاره «خذوا السلطة» ونداءات الى الشعب وهجماته العنيفة على الليبراليية الجديدة. ويضايق تقدمه في الاستطلاعات فرانسوا هولاند باثباته وجود ناخبين لا تعجبهم الواقعية الاقتصادية للاشتراكيين.
(أ ف ب)
 
 ديريك شوليه مرشح أوباما لتولي الملف السوري: محلل استراتيجي تنقل بين أذرع الإدارة الأميركية
(«السفير»)
في ظل عدم ارتياحه لطريقة إدارة الملف السوري، يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما لتغيير المسؤولين عن متابعة هذه القضية. ومن بين المسؤولين الذين يرجح تسليمهم الملف المعقد مسؤول شؤون التخطيط الاستراتيجي في «مجلس الأمن القومي» في البيت الأبيض ديريك شوليه.
وانتقل شوليه في العام 2011 إلى البيت الأبيض ليتولى منصبه الحالي في «مجلس الأمن القومي»، بعدما كان نائباً لرئيسة مكتب التخطيط السياسي في وزارة الخارجية آن ماري سلوتر المؤيدة للتدخل العسكري في سوريا، وقد تمت تسميته في آذار الماضي مساعداً لوزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي.
بعد تسلمه لمنصبه الحالي في البيت الأبيض كتب المدير السابق لمجلس الأمن القومي بيتر فيفر في مجلة «فورين بوليسي» أن شوليه يعتبر إضافة جيدة نظراً لخبراته السابقة في مراكز الأبحاث وفي فريق تخطيط السياسات في وزارة الخارجية، بالإضافة إلى كونه قد شارك في كتابة عدد من الدراسات حول الاستراتيجية الأميركية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.
أما نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الاتصالات الاستراتيجية بن رودس فاعتبر إنه «بالإضافة إلى عمله في وزارة الخارجية، كان شوليه مكسباً للرئيس ولاستراتيجية الأمن القومي عبر عمله في عدد من المشاريع المهمة خلال العامين الماضيين»، مضيفاً أنه انطلاقاً من موقعه كرئيس للمجلس سيتولى دوراً حاسماً في تعزيز أولويات الملفات الاستراتيجية للرئيس، و«سيضيف شوليه الرؤية الاستراتيجية والخبرة العميقة من خلال عمله كمستشار مقرب وموثوق به لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون».
ومن العام 2009 حتى العام 2011، كان شوليه النائب الرئيسي لمدير مكتب التخطيط السياسي في وزارة الخارجية. وقبل انضمامه إلى فريق وزارة الخارجية، عمل شوليه باحثاً أول في «مركز دراسات الأمن الأميركي الجديد» (2007-2009)، وباحثاً غير مقيم في معهد «بروكيغنز» للأبحاث في برنامج الاقتصاد العالمي والتنمية (2006-2009)، وأستاذاً مساعداً في جامعة جورجتاون الأميركية (2006-2009).
وخلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ومن العام 1999 حتى العام 2001 عمل شوليه كاتباً رئيسياً لخطابات سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ريتشارد هولبروك، ومستشاراً خاصاً لنائب وزير الخارجية ستروب تالبوت. بالإضافة إلى ذلك، ساعد شوليه وزراء الخارجية جيمس بيكر ووارن كريستوفر في أبحاثهما وكتابة مذكراتهما. وساعد تالبوت في كتابه حول العلاقات الأميركية الروسية خلال التسعينيات. كذلك، كان شوليه، مستشار السياسية الخارجية للسيناتور الديموقراطي جون إدوارد.
أصدر شوليه بالاشتراك مع جايمس غولدغيير في العام 2008 كتاباً بعنوان «أميركا بين الحربين، من 11/9 إلى 9/11». ويعتبر الكاتبان أنه بعكس ما قاله الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، فإن أميركا لم تتغير في يوم واحد، بل إن أحداث 11 أيلول تُعبر عن تداعيات تراكمت خلال 12 عاماً، أي منذ سقوط الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة.
ويعرض الكاتبان عملية اتخاذ القرارات في الإدارات الأميركية والصراع بين الجمهوريين والديموقراطيين في قراءة القضايا الأساسية للسياسة الخارجية الأميركية، ومن بينها التدخل العسكري، والديموقراطية. ويرى الكاتبان أن أحداث 11 أيلول لم تغير العالم، وأنه من أجل دراسة التحديات التي تواجه السياسة الأميركية اليوم يجب على المرء أن يفهم الاستراتيجية الأميركية في التسعينيات.
ويرى شوليه، المنتمي إلى الحزب الديموقراطي، أن على أوباما أن يتفادى إيجاد عقيدة خاصة به، ذلك لأن بوش استطاع أن يبرهن أن الاعتماد على عقيدة معينة، عقيدة جورج كينان، التي تقضي بالعمل على احتواء العدو (الاتحاد السوفياتي سابقاً) لإدارة السياسة الخارجية للبلاد، أثبتت فشلها وخطورتها في القرن الواحد والعشرين، «فإن الاعتماد على مبدأ واحد لم يفعل سوى إدخال البلاد في مشاكل كبيرة».
وفي مقال نشره في العام 2005 يصف شوليه إيران بالراعي الدولي الأول للإرهاب، وبأنها العدو اللدود للولايات المتحدة، وبأنها ملتزمة بإبادة إسرائيل، كما يرى أن الثورة الإيرانية شكلت نموذجاً للإسلاميين المتطرفين في كافة أنحاء العالم.
 
«البروباغندا» الإعلاميّة الإيرانية - الــــــسورية داخل تركيا
تحتلّ الجبهة الإعلاميّة مكاناً متميّزاً في موازاة الجبهات السياسية والديبلوماسية التي تدور حول الملفّ السوري بين عدد من المحاور إقليميّاً ودوليّاً. ويبرز الإعلام في هذا المجال ليس ساحة معركة لنقل الحقيقة والرواية المضادّة لها فقط، وإنّما أداة للتأثير في الرأي العام أيضاً.
الجمهورية..أنقرة علي حسين باكير
إذا كانت انعكاسات هذا التأثير الإعلامي محدودة عادة من حيث الترجمة إلى قرار سياسيّ في الدول الديكتاتوريّة أو الأتوقراطية الثيوقراطية، فإنّه يحمل أهمّية كبرى في الدول الديموقراطية لأنّ وسائل الإعلام هي العنصر الأوّل والأهم في صناعة الرأي العام الذي يؤثّر بدوره في صناعة القرار السياسي.
ومع بداية الثورة السورية، بدأ الأتراك يلمسون الفارق بين مثالية النظري وواقعيّة العملي من جهة، وبين السهولة النسبية للعمل في بيئة إقليميّة مستقرّة ومجمّدة في التاريخ، وبين صعوبة العمل وخطورته في بيئة متفاعلة متصارعة متضاربة.
حتى الأمس القريب، كانت تركيا ولا تزال تتعرّض لـ"بروباغندا"، في غالبها، غربيّة تقوم على فكرة تغيير المحور من الغرب إلى الشرق، وإنّ أنقرة تسعى إلى إعادة بعث أو إحياء الطموح التاريخي "العثمانية الجديدة" بهدف تشكيل كتلة معادية للغرب. هذه الصورة لتركيا كانت محبّذة جدّاً لدى كثير من الدول الغربية التي تتعامل مع المنطقة بمنطق "معنا" أو "ضدّنا"، خصوصاً عندما ساءت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، كما كانت محبّذة أيضا لدى إسرائيل التي سعت إلى توظيفها في إطار أنّ تركيا ما هي إلّا وسيط لخدمة مصالح إيران وسوريا. إضافة إلى هذه الشرائح، كان هناك من العرب (غالباً بعض الإسلاميين وبعض القوميّين) من يعتبر أنّ هذه الصورة محبّذة وإيجابية لتركيا في اعتبار أنّه يمكن توظيفها ضدّ إسرائيل والاستعمار الغربي والإمبريالية العالمية، لذلك كانت هذه الشرائح تروّج هذه الصورة بطريقة أو بأخرى، وإن كان بمنطق مختلف عن اللاعبين أعلاه ولأهداف مختلفة.
حاليّاً، هناك شعور عميق لدى عدد من الأوساط التركية بأنّ الحكومة والرأي العام في تركيا يتعرّضان لـ"بروباغندا" مضادّة يقودها النظامان الإيراني والسوري والمتعاطفون معهما في العالم العربي، وأنّ هناك تقصيراً في جهود الديبلوماسية العامّة التركية في مواجهة هذه البروباغندا، بل وفشلاً في جهود العلاقات العامّة للحكومة في شرح القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية والموضوع السوري للرأي العام التركي.
وتقوم هذه البروباغندا في إحدى جوانبها على وصف الموقف الرسمي التركي بـ"الذراع الأميركية - الصهيونية" التي تشارك في مؤامرة غربية للإطاحة بنظام "الممانعة" في سوريا الذي يدافع إلى جانب إيران عن قضايا المسلمين. وهي إنْ لم تنجح في قلب الرأي العام، فإنّها ستساعد على رفع نسبة التشويش والإرباك على الأقلّ.
خلال الأيّام القليلة الماضية، قال وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو ردّاً على محاولات البعض تصوير الموضوع وكأنّه مواجهة شخصيّة فردية بين تركيا وسوريا، وأنّ هناك من يدفع تركيا ويحرّضها على ذلك: "البعض ينتقدنا من منطلقه بأنّنا ذهبنا بعيداً في الأزمة السورية، والبعض الآخر من منطلقه بأنّنا مقصّرون في التعامل معها. الحقيقة أنّنا نتعامل مع الأزمة من خلال مسارها الطبيعي. نحن لا نجرّ أحداً إليها، ولا يجرّنا أحد في اتجاهها".
أن يصدر عن داود أوغلو هذا الردّ، فهذا يعني أنّ تأثير هذه البروباغندا لا يقف عند حدود الطريقة التي يرى بها هؤلاء الموقف التركيّ وبالتالي التأثير في الرأي العام العربي، وإنّما التأثير في الرأي العام التركي نفسه من خلال استغلال البيئة التركية التي تسمح بحرّية التعبير من أجل ضربها من الداخل.
بمعنى آخر، هناك محاولات إيرانية - سورية لتفكيك الموقف التركي من الداخل بدلاً من محاولات التأثير الخارجية في القرار التركي. ولأنّ الأمر لا يقتصر على الجانب الإعلاميّ فقط، فإنّه يأخذ منحى أكثر خطورة. إذ لاحظت أوساط تركيّة عدّة أنّ هناك محاولات إيرانيّة حثيثة لتطوير "لوبيات إيرانية" على مختلف الأصعدة داخل تركيا اقتصاديّاً وإعلاميّاً واجتماعيّاً وسياسيّا وماليّا ودينيّا، وذلك بهدف التأثير في المجتمع التركي وحماية المصالح الإيرانية.
على سبيل المثال، هناك أكثر من 1000 شركة تركيّة يملكها إيرانيّون. في العام الماضي فقط، ازداد عدد الشركات الإيرانية التي تعمل في تركيا والبالغ عددها نحو 2140 شركة بنسبة 40 في المئة، إذ باشرت 590 شركة إيرانية العمل في العام 2011. هذه الشركات مرتبطة بدورها بشبكة من الخدمات الاجتماعيّة والسياسية غير الرسميّة التي تعمل على التأثير في الطرف المتلقّي، كما أنّها تطوّر حيّزاً إعلاميّاً للتأثير في الرأي العام التركي. وإذا ما أخذنا في الاعتبار أنّ الحرس الثوري الإيراني هو المدير الحقيقي للاقتصاد الإيراني، يصبح لهذه المعطيات حينها معنى بالغ الأهمّية داخل تركيا.
وتوجد في تركيا حاليّاً عشرات المواقع الإلكترونية الإيرانية باللغة التركيّة والتي تمارس البروباغندا للتأثير في الرأي العام، ناهيك عن المواقع الإخبارية الإيرانية التي تنشر باللغة التركية أيضاً. وقد لوحظ أخيراً أنّ كلّ هذه الوسائل توظّف في خدمة النظام السوري وتبثّ موادَّ تنتقد الموقف الرسمي والشعبي التركي الداعم للشعب السوري، كذلك تهاجم مؤسّسات المجتمع المدنيّ التي تساعد الشعب السوري، وذلك تحت ذرائع "التبعية والعمالة" للغرب والمشاركة في "مؤامرة" للإطاحة بالنظام السوري "الممانع".
وتعليقاً على الموضوع، يقول بولنت كينيش أستاذ العلاقات الدولية والمحرّر المسؤول في صحيفة "توداي زمان" الواسعة الانتشار: "المجموعات الموالية لإيران في تركيا تستغلّ مجال الحرّيات الممنوح لها لتطلق حملة بروباغندا سوداء ضدّ الحكومة للتأثير في الرأي العام التركي. حتى أنّ هذه المجموعات تشغل الآن حيّزاً إعلاميّاً كبيراً من خلال الشخصيّات الإعلاميّة والكتّاب والصحافيّين الذين تمّ تكريسهم بكلّ وقتهم وجهدهم لخدمة النظام السوري في الإعلام التقليدي التركي وشبكات التلفزيون والراديو والصحف أيضا".
ويضيف: "المشكلة التي نواجهها راهناً تكمن في أنّ أيّ انتقاد مهما كان بسيطاً لنظام الأسد الذي يقتل الآلاف من المدنيّين الأبرياء، أو ضدّ إيران التي تدعم هذا النظام بكلّ قوّة، يستجلب ردود فعل عنيفة وناقدة من هذه المجموعات الموالية لإيران وسوريا في تركيا، وهذا مؤشّر على ازدياد قوّتها. ومن المفارقات المثيرة للسخرية أنّ المجموعات التي خطّطت للإطاحة بحكومة حزب "العدالة والتنمية" المنتخبة، وطالبت الجيش بذلك بحجّة أنّ الحزب سيحوّل تركيا إيران ثانية، إضافة إلى الكماليّين والقوميّين والجمهوريّين الذين يوفّرون كلّ الدعم المطلوب لهذه المجموعات المؤيّدة للنظامين الإيراني والسوري مستخدمين بروباغندا قويّة للتأثير في الرأي العام التركي لشيطنة الآخر المدافع عن الشعب السوري ووصفه بالعميل للمخابرات الأميركيّة أو "الموساد" الإسرائيلي لكبح الحكومة في النهاية".
الأكيد أنّ الحال السوريذة كشفت لتركيا كثيراً من نقاط الضعف والخلل وضرورة إعادة النظر في قدراتها وفي الطريقة التي تدير بها الملفّات الإقليمية، خصوصاً أنّ شيئاً من المثالية لا يزال يطغى على نمط عمل وزارة الخارجية وبعض القيّمين عليها على رغم كمّ التحوّلات والتحدّيات الهائلة التي طرأت أخيراً.

المصدر: مصادر مختلفة

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine...

 الإثنين 28 تشرين الأول 2024 - 4:12 ص

..Toward a Plan B for Peace in Ukraine... Russia’s war in Ukraine has become a war of exhaustion.… تتمة »

عدد الزيارات: 175,859,250

عدد الزوار: 7,801,413

المتواجدون الآن: 1