أعضاء في «حزب سورية الوطن» يضربون عن الطعام لخفض الأسعار...المراقبون الدوليون برفقة «الجيش الحر» في حمص.. وإطلاق نار بعد مغادرتهم حماه

دوما تحت القصف.. وأنان: الأسد أمام لحظة حاسمة...أنان يدعو دمشق إلى التوقف «نهائيا» عن استخدام الأسلحة الثقيلة،

تاريخ الإضافة الثلاثاء 24 نيسان 2012 - 5:55 ص    عدد الزيارات 2195    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

دوما تحت القصف.. وأنان: الأسد أمام لحظة حاسمة
20 قتيلا حصيلة 24 ساعة.. والمراقبون زاروا الرستن وحماه * العربي: الاعتراف بـ«الوطني السوري» يأتي من الدول لا من الجامعة
جريدة الشرق الاوسط.... واشنطن: محمد علي صالح ـ القاهرة: سوسن أبو حسين عمان: محمد الدعمة ـ بيروت: ليال أبو رحال
واصل النظام السوري تجاهله لالتزاماته امام المجتمع الدولي شأن وقف اطلاق النار، وسحب آلياته العسكرية من المدن، حيث قام امس بقصف مدفعي على مدينة دوما بريف دمشق. وقال مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إن قوات الأمن السورية اقتحمت، أمس، مدينة دوما، منذ ساعات الصباح الأولى من محاور عدة، «تحت غطاء ناري ومدفعي كثيف جدا». وقال العضو في المجلس المذكور آنفا محمد السعيد، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «القوات النظامية تدخل بشكل يومي إلى المدينة، لكن الاقتحام اليوم (أمس) هو الأشد»، معتبرا أن الهدف من اقتحام دوما هو «تأديبها بعد المظاهرات الحاشدة التي خرجت فيها، ولأنها مركز احتجاجات الريف الدمشقي».
وفي حصيلة أولية لأحداث أمس، ذكر ناشطون أن عشرين شخصا قتلوا، برصاص الأمن السوري، معظمهم في ريف دمشق وإدلب. يأتي ذلك في وقت تجول فيه مراقبون دوليون امس في حمص، وزاروا حماه والرستن.
في السياق ذاته حذر مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان نظام الرئيس بشار الأسد من التمادي قائلا ان النظام: امام «لحظة حاسمة الآن بالنسبة لاستقرار البلاد».
ورحب أنان، في بيان له، أمس، بقرار مجلس الأمن إرسال مراقبين جدد إلى سوريا، مطالبا «الحكومة السورية بشكل خاص بالتوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة، والقيام (كما تعهدت) بسحب هذه الأسلحة ووحداتها المسلحة من المناطق السكنية». كما دعا أنان دمشق إلى التنفيذ «الكامل» لخطته المؤلفة من ست نقاط لحل الأزمة في سوريا.
من جهته، قال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس، إن المجلس الوطني السوري لم يطلب منه التدخل العسكري، موضحا أن الاعتراف بالمجلس ممثلا شرعيا للسوريين يجب أن يأتي من الدول، وليس من جامعة الدول العربية.
المراقبون الدوليون برفقة «الجيش الحر» في حمص.. وإطلاق نار بعد مغادرتهم حماه والكردي لـ«الشرق الأوسط» : نلمس جدية في تعاطيهم ونقدر جهودهم والانشقاقات تحصل يوميا في سوريا

بيروت: ليال أبو رحال.... بينما ظهر عدد من المراقبين الدوليين أثناء تجولهم في مدينة حمص برفقة قيادات وعناصر من «الجيش السوري الحر»، أمس، في مقاطع فيديو مصورة، أشارت تقارير إخبارية إلى مقتل ثلاثة مدنيين في أحياء من حمص، إلى جانب إصابة مدنيين في حماه، لدى إطلاق قوات الأمن النار لتفريق مظاهرات بعد انصراف المراقبين.
وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون سوريون، أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي و«يوتيوب» على شبكة الإنترنت صور عدد من المراقبين الدوليين وهم يسيرون جنبا إلى جنب مع قيادات وعناصر من «الجيش السوري الحر»، أو يستمعون لشروح منهم عن طبيعة العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام السوري ضد المدنيين، وتحديدا في مدينة حمص، التي شهدت أمس هدوءا نسبيا لليوم الثاني على التوالي، مع بقاء اثنين من المرقبين الدوليين فيها، غداة الزيارة التي قام بها وفد المراقبين الدوليين إلى المدينة، أول من أمس.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أمس بمقتل ثلاثة مدنيين في مدينة حمص، «في أحياء الخالدية والغوطة والمخيم»، على الرغم من وجود المراقبين في المدينة منذ السبت.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المسؤول في طليعة بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، نيراج سينغ، قوله إن «اثنين من المراقبين الدوليين بقيا منذ مساء السبت في حمص»، موضحا أن «الزيارة كانت طويلة والتقى جنود حفظ السلام خلالها السلطات المحلية وجميع الأطراف وتكلموا إلى الناس، وقاموا بجولة في المدينة، وتوقفوا في عدد من المناطق».
وخرجت مظاهرات صباحية عدة في أكثر من منطقة في حضور المراقبين الدوليين، لا سيما في حمص والرستن وحماه، كما شهدت بلدة معرة حرمة في ريف إدلب مظاهرة صباحية لمطالبة المراقبين بزيارة إدلب.
وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» مقاطع فيديو لعناصر من «الجيش الحر» بلباسهم العسكري، يرافقون وفد المراقبين في حمص أمس، وخلفهم المتظاهرون الذين هتفوا «الشعب يريد إسقاط النظام»، وكذلك «الشعب يريد إعدام الرئيس».
وفي مقطع فيديو ثان التقط، أول من أمس، بدا الملازم أول في «الجيش الحر»، عبد الرزاق طلاس، وهو يتحدث إلى وفد المراقبين في مكان مغلق، متعهدا لهم بضمان «الجيش الحر» لحمايتهم أيا كان عددهم. كما أطلع طلاس المراقبين على ما يقوم به النظام السوري ضد المدنيين، قائلا: «أنتم موجودون هنا ونحن نُقتل.. أنتم تعطون فرصة للنظام ليتابع عمله العسكري واجتياحه. نحن صامدون لكنه لا يجتاحنا بعساكر بل بدبابات وقذائف هاون وراجمات صاروخية.. نطالب ببقاء اثنين منكم على الأقل ليتوقف القتل».
وتعليقا على التعاون مع بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، أكد نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش الحر التزم بوقف إطلاق النار، طالما أن النظام لا يقوم بالاعتداء على المدنيين في الأماكن التي يوجدون فيها»، معتبرا أن «من واجب الجيش الحر اليوم التعاون مع المراقبين الدوليين والعمل على حمايتهم، وهذا ما يقوم به عناصرنا في الأماكن التي يصلون إليها».
وأعرب الكردي عن «تقديرنا للجهود التي يقوم بها المراقبون من أجل كشف الحقائق، وإن كنا في الوقت ذاته نشكك في إمكانية توصلهم إلى الحقيقة كاملة، في ظل محاولات النظام السوري الدائمة للتعمية على الحقائق والالتفاف حولها».
وقال الكردي إن ثمة فرقا بين مهمة مراقبي جامعة الدول العربية برئاسة الفريق محمد الدابي والمراقبين الدوليين «انطلاقا من أن قدرة فريق الأمم المتحدة هي أكبر، باعتبار أن تفويض مجلس الأمن أقوى من تفويض الجامعة العربية من جهة، ولأن النظام السوري بات يدرك أن المجتمع الدولي لم يعد يحتمل تجاوزاته والتفافه من جهة أخرى».
وأعرب عن اعتقاده بأن «النظام السوري يحاول أن يظهر بأنه متعاون»، قائلا: «لمسنا جدية من الفريق الدولي في التعاطي مع الأزمة السورية».
وكانت مظاهرات عدة خرجت أمس في حضور المراقبين الدوليين، في المناطق التي دخلوا إليها أمس، وتحديدا في الرستن، حيث خرج أبناء المدينة في مظاهرة سلمية، بوجود المراقبين الدوليين، مؤكدين إصرارهم على مطلبهم بإسقاط النظام السوري.
وفي قرية الحواش في ريف حماه، انتظم المتظاهرون في حلقات وصفوف متراصة تزامنا مع زيارة المراقبين لمدينة حماه، مطلقين الهتافات المؤكدة على سلمية تحركاتهم. وذيل الناشطون الفيديو بعبارة: «هل سيؤثر ذلك في اللجنة الأممية وتقاريرها؟».
وفي حماه، خرجت مظاهرة حاشدة في أحياء المرابط والأربعين، بالتزامن مع وصول المراقبين الدوليين إليها. وقال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين في حي الأربعين، فور مغادرة المراقبين، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وبث ناشطون مقاطع فيديو أظهرت تحليقا للطيران المروحي في الجو، قالوا إنه حصل في سماء حماه بوجود المراقبين الدوليين.
من جهة أخرى، وتعليقا على تداول أنباء عن انشقاقات عسكرية عن الجيش النظامي حصلت في اليومين الأخيرين، قال الكردي إن «هناك انشقاقات جماعية وفردية تحصل يوميا وباستمرار، ولا يتم الإعلان عنها دائما»، مذكرا بأن «النظام السوري لجأ منذ بدء الأزمة إلى سحب البطاقات المجندين العسكرية كافة ومنع الإجازات».
قوات الأمن السورية تقتحم مدينة دوما بريف دمشق وتحبط فرار مائتي شخص من درعا، «سانا»: مقتل عسكري وجرح 42 باستهداف مجموعة إرهابية لحافلة على طريق الرقة ـ حلب


جريدة الشرق الاوسط.. بيروت: ليال أبو رحال...
اقتحمت قوات الأمن السورية أمس مدينة دوما الواقعة في ريف دمشق منذ ساعات الصباح الأولى من محاور عدة، وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن دبابات اقتحمت المدينة «تحت غطاء ناري ومدفعي كثيف جدا». وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت سحب الدخان تتصاعد في سماء المدينة، على وقع إطلاق رصاص وأصوات تكبير من المساجد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قتيلين سقطا في المدينة صباح أمس، أحدهما برصاص قناصة والآخر بإطلاق نار عشوائي، في حين قتل أربعة جنود نظاميين على الأقل في تفجير عبوة ناسفة استهدفت ناقلة جند مدرعة في محيط المدينة. كما أفاد المرصد عن مقتل مواطن برصاص حاجز أمني بعد منتصف الليل في قرية حتيتة التركمان. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق محمد السعيد قوله إن «القوات النظامية تدخل بشكل يومي إلى المدينة، لكن الاقتحام اليوم (أمس) هو الأشد»، معتبرا أن الهدف من اقتحام دوما هو «تأديبها بعد المظاهرات الحاشدة التي خرجت فيها ولأنها مركز احتجاجات الريف الدمشقي».
وفي حصيلة أولية ذكر ناشطون أن عشرين شخصا قتلوا أمس برصاص الأمن السوري، معظمهم في ريف دمشق وإدلب. وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن ثلاثة مواطنين (أحمد عمر بجقة، ومحمد إبراهيم اليونس حسن، وخالد القصاب) قتلوا عل أيدي قوات الأمن التي «قامت بإعدامهم رميا بالرصاص أثناء عملهم في مزرعة على أطراف المدينة».
وفي درعا أعلن ناشطون أن قوات الأمن السورية استهدفت بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة بلدة غباغب، بينما تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن أن «الأمن السوري كمن لأكثر من مائتي شخص في بلدة نصيب، حاولوا الفرار عبر الحدود، وشن عليهم هجوما مما أدى إلى جرح ثلاثة أشخاص، بينهم سيدتان. كما اعتقلت قوات أكثر من 35 شخصا، أغلبهم من النساء والأطفال». وقالت إن «نحو 56 شخصا وصلوا إلى المخيم بينما عاد الباقون أدراجهم».
وفي بلدة الحراك دوت انفجارات عدة بالتزامن مع تسجيل إطلاق رصاص كثيف من قبل قوات المدينة. وكانت مظاهرة طلابية بمشاركة نسائية خرجت في جامعة البانوراما (كلية الاقتصاد) في درعا، هتفت للمدن «الجريحة»، منددة بـ«الصمت العالمي اتجاه المجازر ومطالبة بإسقاط النظام». ونقلت لجان التنسيق المحلية عن ناشطين قولهم إن «قوات النظام اقتحمت المستوصف الطبي في الحارة واعتدت على الكادر الطبي فيه، وذلك خلال بحثها عن المتظاهرين المصابين».
وفي إدلب قتل ثلاثة مواطنين في قرية الرامي في جبل الزاوية بنيران قوات الأمن السورية. وذكرت لجان التنسيق أن طفلتين أصيبتا في خان شيخون جراء إطلاق قذيفة على منزلهما من قبل قوات الأمن السورية.
أما في بانياس فقل لقي عنصر أمن حتفه وأصيب ثلاثة آخرون بجراح جراء إطلاق نار على دورية أمنية، ليل السبت الأحد. وأشار «المرصد السوري» إلى أن «هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ قرابة العام».
وفي محافظة حلب قال ناشطون إن تسعة مقاتلين من المجموعات المنشقة قتلوا إثر كمين نصبته لهم قوات الأمن السورية قرب بلدة عندان في ريف حلب، في حين أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة حافلة على طريق الرقة - حلب، تقل عددا من الضباط وتلامذة الضباط من إحدى الوحدات العسكرية، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة 42 بجروح، بينهم 13 برتبة ضابط والبقية من صف الضباط، حالة ثلاثة منهم خطيرة».
ونقلت «سانا» عن مصدر رسمي قوله إن «وحدات الهندسة قدرت زنة العبوة بـ50 كيلوغراما»، مشيرة إلى «تفكيك عبوتين ناسفتين زنة كل منهما 50 كيلوغراما بالقرب من مكان استهداف الحافلة معدتين للتفجير عن بعد».
من جهة أخرى ذكرت «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت أمس بعبوة ناسفة قطارا محملا بالقمح المستخدم لتصنيع مادة الخبز في المنطقة الواقعة بين محمبل وبشمارون في ريف محافظة حلب، ما أدى إلى إصابة طاقم القطار وحدوث أضرار مادية كبيرة».
وفي العاصمة دمشق اعتقلت قوات الأمن السورية أربعة ناشطين من أمام كلية الهندسة في البرامكة، أثناء رفعهم لافتات كتب عليها «أوقفوا القتل» و«الدم السوري واحد». وفي جوبر خرجت مظاهرة طالبت بإسقاط النظام على الرغم من الوجود الأمني الكثيف في الحي، ما أدى إلى اقتحام الحي بأعداد كبيرة من الجنود وعناصر «الشبيحة» من أجل فض المظاهرة.
من جهة أخرى أعلنت وكالة «سانا» عن تشييع جنازة 5 عسكريين أمس من مشفيي «تشرين العسكري» و«الشرطة» في دمشق، استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في ريف دمشق وحمص ودرعا.
أنان يدعو دمشق إلى التوقف «نهائيا» عن استخدام الأسلحة الثقيلة، واشنطن ليست متفائلة وتقارير صحافية عن الاقتراب من اللجوء لـ«الخطة ب»

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: محمد علي صالح .... مع تواصل خروقات وقف إطلاق النار رغم وجود المراقبين في عدد من المناطق السورية، فإن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان وجه أمس انتقادا شديد اللهجة إلى السلطات السورية، داعيا إياها إلى التوقف «نهائيا» عن استخدام الأسلحة الثقيلة، فيما قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن واشنطن ليست متفائلة، وذلك بعد يوم واحد من قرار مجلس الأمن حول سوريا الذي صدر بالإجماع، مقررا زيادة عدد المراقبين الدوليين إلى ثلاثمائة.
ورحب المبعوث الدولي كوفي أنان، في بيان له أمس، بقرار مجلس الأمن إرسال مراقبين إلى سوريا، مطالبا «الحكومة السورية بشكل خاص بالتوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة، والقيام -كما تعهدت - بسحب هذه الأسلحة ووحداتها المسلحة من المناطق السكنية». كما دعا أنان دمشق إلى التنفيذ «الكامل» لخطته المؤلفة من ست نقاط لحل الأزمة في سوريا.
وقال أنان: «إنها لحظة حاسمة الآن بالنسبة لاستقرار البلاد»، مضيفا: «أناشد جميع القوات، أكانت حكومية أو من المعارضة أو أخرى، إلقاء السلاح والعمل مع مراقبي الأمم المتحدة لترسيخ الوقف الهش للعنف بشتى أشكاله».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا السبت الحكومة السورية إلى «أن تؤمن سريعا الظروف الضرورية لانتشار بعثة المراقبين الـ300»، التي نص عليها القرار الدولي رقم 2043. وشدد بان على «ضرورة أن تضع الحكومة السورية حدا للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان»، خصوصا أن تسحب أسلحتها الثقيلة من المدن السورية. ودعا إلى «التعاون الكامل من جميع الأطراف للسماح لبعثة المراقبة (أنسميس) بتنفيذ مهمتها لمراقبة وقف العنف المسلح بجميع أشكاله من قبل كل الأطراف. وأيضا، مراقبة ودعم التطبيق الكامل لخطة المبعوث المشترك كوفي عنان ذات النقاط الست». وأعرب عن أمله في أن يساعد تشكيل بعثة المراقبين على «وقف القتل والمعاناة في سوريا، وعلى الإسهام في تحرك البلاد قدما تجاه التعددية والديمقراطية».
وتبنى مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه السبت قرارا يتيح إرسال 300 مراقب غير مسلحين إلى سوريا، لكن انتشار هؤلاء الفعلي يبقى رهنا بقرار من بان كي مون. وأدت الخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار إلى سقوط مئات المدنيين السوريين منذ دخول القرار حيز التنفيذ في 12 أبريل (نيسان) الحالي.
من جهة أخرى، قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن «واشنطن ليست متفائلة»، وذلك بعد يوم واحد من صدور القرار، رغم النجاح في إصداره بالإجماع.
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته، إن الرئيس السوري بشار الأسد نجح في «تخدير المجتمع الدولي بقرارات من مجلس الأمن بالإجماع عن وقف مؤقت لحربه ضد شعبه.. لكن، ليست هذه القرارات عن رحيله، ولا حتى عن الإشارة إلى إمكانية رحيله»، وأضاف: «يجب أن لا تشغلنا التفاصيل الدقيقة حول عدد المراقبين وتوقيت إرسالهم، عن الصورة الكبيرة؛ وهي أن سيطرة الأسد على سوريا، لم تقلّ فقط، ولكنها أيضا زادت، بحماية مجلس الأمن الذي يركز على وقف العنف وليس على السبب الرئيسي للعنف؛ وهو حكم الأسد الديكتاتوري».
وأشار المصدر إلى تصريح كانت أدلت به هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، بأنها ما زالت تأمل - على الرغم من الأدلة المضادة – في أن مهمة أنان سوف تنمو لها جذور قوية. وقال إن هذه تصريحات من الوزيرة لا تدعو إلى التفاؤل، موضحا أن الخطوة التالية يمكن أن تكون اللجوء إلى حلف الناتو، «بعد ما يبدو أنه فشل من جانب مجلس الأمن في تخليص الشعب السوري من حكم الديكتاتور الأسد».
وقال إن كلينتون نوهت بذلك الأسبوع الماضي عندما أشارت إلى أن تركيا تملك حق طلب مساعدة من زميلاتها الدول الأعضاء في الناتو لمواجهة ما تراه اعتداءات من جانب سوريا. وإن ميثاق الحلف (الناتو) يدعو إلى إجراء مشاورات بين أعضائه عندما يشتكي عضو واحد، على الأقل، من تهديد يتعرض له.
وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى أن كلينتون كانت تحدثت عن دور محتمل لحلف الناتو: «يجب أن نجعل الأسد يحتار؛ بأن نضع خيارات كثيرة على الطاولة، ولا يقدر هو على أن يعرف أي خيار سنختار»، وأضافت: «لا شك أن تركيا تقدر على أن تستعمل المادة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة لمواجهة ضرب مواقع تركية من جانب قوات سورية».
وفي افتتاحية رئيسية لصحيفة «واشنطن بوست» أمس، عنوانها: «خطة (ب) لسوريا»، انتقدت الصحيفة «احتضان إدارة أوباما خطة سلام الأمم المتحدة غير العملية»، وقالت الافتتاحية: «الخبر السعيد الجديد الوحيد هو أن إدارة أوباما يبدو أنها بدأت النظر في البدائل».
وعن خطة أنان، التي كانت افتتاحيات الصحيفة انتقدتها مرات كثيرة خلال الأسابيع الماضية، قالت: «خطة أنان لم تحترم بأي طريقة من جانب نظام بشار الأسد. هذه نتيجة كان يمكن التنبؤ بها بالتأكيد، وهي النتيجة التي أدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص»، وأضافت الافتتاحية: «لن تغري أبدا الدبلوماسية الأسد لوضع حد للهجمات على المدن السورية، وللسماح بمظاهرات سلمية، وللإفراج عن السجناء السياسيين. والسبب الرئيسي هو أنه غير راغب في ترك السلطة، وفي السماح بانهيار نظامه. مجرد جهود حسنة النوايا من الأمم المتحدة، وجهود مثل تلك التي كانت جاءت من جامعة الدول العربية، فقط توفر غطاء للأسد ليواصل ذبح شعبه»، وتابعت: «يجب أن تعرف الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو من تجربة بعثة المراقبين التابعين للجامعة العربية في سوريا العام الماضي أن المراقبين لن يوقفوا عنف هذا النظام، وأن هؤلاء المراقبين الجدد سوف يعوقون ويرهبون».
وكان جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، رفض يوم الجمعة الإجابة مباشرة عن سؤال حول إذا ما كانت لدى الحكومة الأميركية «خطة ب»، ستقدمها إلى مجلس الأمن إذا فشلت «الخطة أ» وهي وقف إطلاق النار، وإرسال مراقبين إلى سوريا للتأكد منه. وقال كارني إنه لن يتحدث عن «الخطة أ» و«الخطة ب»، لكنه قال: «ليست هناك حاجة لإعلان، أو تسمية في الوقت الحاضر، لكن، تأكدوا أننا نناقش الخطوات المقبلة وخيارات المستقبل مع حلفائنا وشركائنا».
القضاء السوري يوجه تهمة حيازة «منشورات محظورة» بحق 8 ناشطين والنظام اعتقل ناشطة «مسيحية» بحجة الانتماء لـ«السلفية الجهادية»

بيروت - لندن: «الشرق الأوسط».... وجه القضاء العسكري السوري أمس تهمة «حيازة منشورات محظورة» بقصد توزيعها بحق ثمانية ناشطين بينهم المدونة السورية رزان غزاوي، حيث أوقفوا مع الناشط والإعلامي مازن درويش في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في 16 فبراير (شباط) الماضي.
وقال مدير المركز السوري للدراسات والبحوث القانونية أنور البني، لوكالة الصحافة الفرنسية «قررت النيابة العامة العسكرية إيقاف ناشطين بعد أن استجوبتهم ووجهت لهم تهمة حيازة منشورات محظورة بقصد توزيعها». وأشار البني إلى أن «الناشطين هم هنادي زحلوط ويارا بدر ورزان غزاوي وثناء الزيتاني وميادة خليل وبسام الأحمد وجوان فرسو وايهم غزول».
وأوضح الحقوقي أن الناشطين «هم جزء من المجموعة التي اعتقلت بتاريخ 16 فبراير من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير»، مشيرا إلى أن «مصير الآخرين لا يزال مجهولا ومنهم رئيس المركز مازن درويش».
واعتبر البني أن «ما يجري من اعتقال وإحالة إلى القضاء بتهم معدة سلفا وجاهزة للناشطين السلميين يؤكد أن الحراك هو حراك سلمي، وأن السلطات تسعى بكل جهدها لإخماد هذا الحراك السلمي ووأده وقمع حرية التعبير والرأي وكل ما من شأنه فضح الانتهاكات التي تجري في سوريا من قبل السلطات».
وأدان مدير المركز «هذه الإجراءات والاعتقالات»، مطالبا بـ«إطلاق سراحهم فورا مع الآلاف من النشطاء السلميين المعتقلين ووقف حملة القمع والقتل والاعتقال وسحب جميع المظاهر العسكرية المسلحة من المدن».
والمركز الذي يرأسه درويش، هو المنظمة الوحيدة في سوريا المتخصصة في متابعة وسائل الإعلام والإنترنت، وله صفة عضو استشاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة.
وساهم المركز سابقا بدور كبير في شجب قرارات أصدرتها وزارة الإعلام، فانتقد على سبيل المثال الحظر المفروض على توزيع عدد كبير من الصحف والمجلات في سوريا، وفقا لمنظمة «مراسلون بلا حدود». وتابع المركز نشاطاته دون ترخيص، رغم إغلاقه من قبل السلطة منذ أربع سنوات.
وفي سياق ذي صلة، قال ناشطون سوريون إن المحققين وجهوا للناشطة المسيحية يارا ميشيل شماس، الملقبة بـ«ياسمينة سوريا»، تهمة الانتماء إلى «السلفية الجهادية».
وتعد يارا البالغة من العمر 21 عاما من الشابات السوريات اللواتي دعمن الثورة السورية منذ اندلاعها، فتنقلت في أكثر المناطق تمردا على نظام الأسد، مثل الخالدية، والبياضة، والرستن، معلنة انضمامها إلى الحراك الثوري. وتتحدر الفتاة من منطقة وادي النصارى ذات الغالبية المسيحية وتحمل شهادة في تقنية الحاسوب. وقد عملت مع مجموعة من الشباب على دعم التوجه العلماني المدني في الحراك الشعبي المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد. ويشير ناشطون إلى أن «عناصر من الأمن السوري قامت مساء السابع من مارس (آذار) الماضي باقتحام مقهى نينار في حي باب شرقي وسط دمشق حيث كانت يارا تجلس مع أصدقائها، واعتقلوا الفتاة مع مجموعة من زملائها». وأضاف الناشطون أن «يارا اعتقلت مع أربع بنات وأربعة شباب أطلق سراحهم جميعا، بينما هي بقيت وراء القضبان».
ويرى الناشطون أن سبب الاستمرار في اعتقال يارا الشماس في الوقت الذي تم فيه الإفراج عن زملائها يعود إلى كونها ابنة المعارض والحقوقي المعروف ميشيل الشماس، إذ يعتبر شماس من أبرز المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا، وقد برز دوره الحقوقي في الدفاع عن السجناء السياسيين السوريين خلال محاكمتهم في محاكم أمن الدولة، أو المحاكم الأخرى، كما أنه كاتب ناشط على شبكة الإنترنت وتركز كتاباته على مناقشة القوانين السورية وإبراز المواد والفقرات التي تنتهك حقوق الإنسان والحريات العامة.
وقد قال الشماس لأكثر من وسيلة إعلامية إنه قد تمت إحالة ابنته إلى القضاء العسكري في مدينة حمص «دون أن يتمكن من معرفة التهم المنسوبة إليها»، مضيفا «ترحيل ابنتي إلى النيابة العسكرية في حمص إجراء مخالف لروح القانون في الوقت الذي اعتقلت فيه الفتاة في مدينة دمشق».. بينما قال ناشطون من المتابعين لقضية يارا إن المحقق وجه لها تهمة الانتماء إلى «السلفية الجهادية».
وقام الشماس بمناسبة مرور «عيد الفصح» الذي احتفل فيه المسيحيون السوريون في 13 أبريل (نيسان) الجاري، بتوجيه رسالة إلى الرأي العام نشرت في أكثر من صحيفة عربية وعلى معظم مواقع المعارضة السورية، قال فيها: «يأتي العيد مثقلا بمعاناة عشرات الآلاف من المعتقلين والمعتقلات الذين يدفعون في كل لحظة وساعة ويوم ضريبة كبيرة من أجل نيل حريتهم وحريتنا جميعا.. ومن بينهم ابنتنا يارا التي ما زالت محتجزة تعسفيا في (فرع فلسطين)، خلافا لشرعة حقوق الإنسان وخلافا حتى للدستور السوري الجديد، منذ أربعين يوما».
يذكر أن الكثير من الصفحات على موقع «فيس بوك» قد أنشأها ناشطون معارضون لدعم قضية الفتاة المعتقلة، كما خصصت المعارضة السورية يوم الثلاثاء 17 من الشهر الجاري للتذكير بقضية يارا الشماس، مطلقين عليها لقب «ياسمينة سوريا».
ويتذكر السوريون قصة مشابهة حدثت في ثمانينات القرن الماضي، حين احتدم الصراع بين النظام في سوريا وجماعة الإخوان المسلمين بجناحها المسلح، حيث كان المخرج السينمائي مصطفى خليفة عائدا إلى بلده بعد أن أنهى دراسته في باريس فاعتقله أحد أجهزة الأمن آنذاك في مطار دمشق بتهمة انتمائه إلى تنظيم الإخوان.. رغم كونه مسيحيا. وسجل المخرج السوري، الذي دفع ثمن اتهامه 13 عاما في أكثر سجون النظام قسوة، شهادته في كتاب سماه «القوقعة».
العربي: المعارضة لم تطالب بالتدخل العسكري.. والاعتراف بـ«الوطني السوري» يأتي من الدول لا الجامعة وقضماني دعت للانضمام إلى المجلس، ومؤتمر «البحر الميت» ينادي بالوحدة

جريدة الشرق الاوسط... القاهرة: سوسن أبو حسين عمان: محمد الدعمه .... في الوقت الذي دعت فيه 60 شخصية سورية معارضة إلى توحيد صفوفها على برنامج مشترك في مؤتمر عقد في منتجع البحر الميت بالأردن، نفى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، أمس، ما يتردد عن أن المعارضة السورية تطالب بالتدخل العسكري، وقال عقب لقاء له مع وفد من المعارضة إننا التقينا وفدا من المجلس الوطني السوري وتباحثنا في الموقف الحالي، فيما يتعلق بوقف إطلاق النار وإيفاد المراقبين و(مسألة) العدة والعتاد للمراقبين الذين أوفدتهم الأمم المتحدة، والمسار السياسي الذي سوف يقوم به المبعوث المشترك كوفي أنان.
وشدد العربي على أن المجلس الوطني السوري لم يطلب منه التدخل العسكري، مشيرا إلى أن من يطلب التدخل العسكري يبحث عن طريق غير طريق الجامعة العربية، وأكد أن كل ما تحدث به مع وفد المجلس الوطني هو وقف إطلاق النار من جهة، وبدء مسار سياسي يؤدي إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري من جهة أخرى.
وردا على ما صرحت به الدكتورة بسمة قضماني، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، من أن الجامعة اعترفت بالمجلس كممثل شرعي للسوريين، قال العربي إن الجامعة العربية لم تعترف بأحد، والمجلس الوطني السوري مظلة كل الفئات ونحن نتعامل معه على هذا الأساس، بناء على القرارات، أما مسألة الاعتراف فتأتي من الدول ولا تأتي من جامعة الدول العربية. وعن الخروقات المستمرة من النظام السوري لخطة أنان، وعن إمكانية الحل، قال العربي إن خطة أنان لم تبدأ بعد والمسار السياسي لم يبدأ بعد، والذي يحاول أن يقوم به أنان هو إيفاد عدد كاف من المراقبين للتحقق، والإشراف على أنه لا يوجد استخدام عنف ولا يوجد قتل ولا نزف دماء، ثم يبدأ أنان في المسار السياسي.
وعن استنساخ المراقبين الدوليين مثل المراقبين العرب، واحتمال أن تسفر أعمالها عن النتائج السابقة نفسها، قال: لا طبعا لسبب بسيط وهو أن مهمة المراقبين العرب أجهضت في منتصف مشوارها ولم تستمر لأسباب مختلفة متعلقة بأوضاع مختلفة، ومن البداية لم يكن لدى المراقبين العرب العدد ولا العتاد الكافي، أما الأمم المتحدة فهي متخصصة في هذا الموضوع، والجامعة العربية لم تتعرض لهذا الموضوع، وليست لديها خبرة في هذه المواضيع.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة لديها الخبرة ولديها العتاد والعدد، وسيكون لديها (إمكانية) الانتقال من مكان إلى آخر عن طريق الجو، و«هذه أمور هامة، ووجود المراقبين الدوليين (سوف) يؤدي إلى وقف إطلاق النار».
والتقى العربي الوفد السوري المعارض قبل أيام من الاجتماع الوزاري العربي الذي يعقد بالجامعة العربية نهاية الأسبوع الجاري، من أجل التشاور حول إمكانية مساهمة مهمة أنان في وقف إطلاق النار وإيجاد المناخ المناسب لإطلاق العملية السياسية.
واستغرق اللقاء نحو ساعتين. وعلقت الدكتورة قضماني للصحافيين على نتائج الاجتماع قائلة إنه كان تشاوريا، خاصة بعد قرار مجلس الأمن الذي صدر بالإجماع لإيفاد مراقبين عسكريين إلى سوريا. وأضافت أنها رحبت بهذا القرار.. «كما وعدنا بإعطاء فرص نجاح مهمة المبعوث المشترك كوفي أنان».
وطالبت المعارضة السورية خلال لقائها مع العربي بضرورة تنفيذ بنود إنقاذ الشعب السوري، وعلى رأسها وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين، وإيصال المساعدات الإنسانية، والسماح للمتظاهرين السلميين بالتعبير عن مطالبهم.
ودعت قضماني كل قوى المعارضة السورية للانضمام إلى المجلس الوطني السوري باعتباره إطارا وطنيا يتفق فيه على كل ما يهم الوطن السوري الجديد.
وحول إمكانية نجاح المراقبين في مهمتهم، أوضحت قضماني أن العدد غير كاف، وأن المطلوب هو 3000 مراقب وليس 300 مراقب، خاصة في ظل مراوغة النظام السوري، كما طالبت بضرورة وجود مراقبين جويين، وتزويد فرق المراقبة بكل الإمكانيات التي تساعدهم على تنفيذ مهمة المبعوث المشترك بنجاح.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أوضح عبد الباسط سيدا، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، أن وفد المجلس السوري تناول مع الدكتور العربي عددا من المواضيع، منها مبادرة أنان والجهود المبذولة لتنفيذها، والإعداد للاجتماع التحضيري للمعارضة.
وقال سيدا: اتفقنا على موعد مقترح ربما يكون في منتصف الشهر المقبل. وحول أسباب تأجيل اجتماع المعارضة من شهر أبريل (نيسان) الجاري إلى منتصف شهر مايو (أيار) المقبل، أوضح سيدا أن الأسباب تتعلق بأمور تقنية وأخرى بانتظار نتائج تحققها مهمة كوفي أنان، وبعض الجهود التي تجري حاليا حول تصورنا لهيكلة المجلس الوطني وانخراط كل القوى المعارضة في صفوفه.
وعما إذا كانت المعارضة ستشارك في الاجتماع الوزاري العربي المقبل، أفاد عبد الباسط سيدا بأن وفدا من المجلس الوطني السوري سوف يحضر في الجامعة خلال هذا الاجتماع لتقييم التطورات والنتائج.
على صعيد متصل يلتقي محمد عمرو، وزير الخارجية المصري، اليوم (الاثنين) بوفد من المجلس الوطني السوري برئاسة برهان غليون. ويضم الوفد عددا من قيادات المجلس من بينهم قضماني، وسيدا، وأحمد رمضان.
وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن لقاء الوزير عمرو بقيادات المجلس الوطني يأتي في إطار جهود مصر لحث المعارضة السورية على توحيد صفوفها والانتظام في كيان واحد يطرح رؤية متفق عليها فيما بينهم بشأن مستقبل سوريا. وأضاف أن اجتماع الوزير المصري بوفد المجلس المقرر له اليوم (الاثنين) يعد استمرارا للقاءاته بكل أطياف المعارضة السورية «لاستكشاف سبل حل الأزمة ووقف العنف وحقن الدماء في سوريا الشقيقة».
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى تكثيف التحركات المصرية بشأن الأزمة السورية في الآونة الأخيرة، حيث سبق لوزير الخارجية الالتقاء بالسيد هيثم مناع ممثل هيئة التنسيق السورية، والتقى في القاهرة بالسيد ميشيل كيلو وقيادات المنبر الديمقراطي السوري، كما شارك وزير الخارجية الأسبوع الماضي فقط في اجتماعين دوليين حول الأزمة، وهما اجتماع لجنة المبادرة العربية في الدوحة واجتماع أصدقاء سوريا في باريس.
إلى ذلك، دعت 60 شخصية سورية معارضة إلى توحيد صفوفها على برنامج مشترك، محذرة من الأخطار والتهديدات التي تحيط بالثورة السورية التي في رأيهم تشكل فرصة تاريخية نادرة للخلاص من الديكتاتورية والفساد والاستبداد.
وأكدت هذه الشخصيات، في ختام مؤتمر «المواطنة والدولة المدنية الديمقراطية نحو توافق وطني حول دستور جديد لسوريا»، الذي عقد في منتجع البحر الميت بالأردن بدعوة من مركز القدس للدراسات السياسية وتنسيق مع المعهد الوطني الأميركي الديمقراطي، على وجوب محاربة «محاولات تطييف الثورة ومذهبتها»، مشددين على أهمية دعم الثورة والحفاظ على طابعها الشعبي – السلمي، وتفادي محاولات النظام و«بعض الجهات المتطرفة» حرف الثورة عن مسارها وأهدافها، وعدم الانجرار إلى مربعات العنف والاقتتال الأهلي.
وقال بيان لمركز القدس أمس إن ستين شخصية مثلت مختلف ألوان الطيف السياسي ومجموعات المعارضات وتياراتها، ومختلف المكونات الاجتماعية (القومية والدينية) السورية، قد ناقشت على مدى يومين محاور «أي نظام سياسي لسوريا المستقبل؟».. «الدين والدولة».. «حقوق الأفراد والجماعات».. «أسئلة الهوية والمواطنة والاندماج».. كما خصصت جلسة ختامية للبحث في عدد من المقترحات والتوصيات وملامح خريطة طريق للمستقبل، كما طرحت في المؤتمر أفكار ومداخلات كثيرة، تناولت «سبل التغيير في سوريا.. الفرص والتحديات» و«ملامح مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية».. موضحا أن المؤتمر شهد نقاشات مستفيضة اتسمت بالعمق والصراحة والجرأة في مناقشة «علاقة الدين بالدولة»، و«ووضع الأقليات في النظام السياسي السوري الجديد»، و«طبيعة نظام الحكم المناسب لسوريا». وعلى هامش المؤتمر، وقع 24 مشاركا على ما سموه «إعلان البحر الميت»، الذي تضمن دعوة لوحدة المعارضة وتعظيم «مشتركاتها» والرهان على الشعب وقواه في الداخل بوصفها «الحامل الوطني» للثورة، والحفاظ على سلمية الحراك والطابع المجتمعي الشامل، ورفض التدخل العسكري و«ضبط السلاح وإخضاعه للمرجعية السياسية» للمعارضة الموحدة، محذرا من انفراد أي طرف بأية تسوية منفردة مع النظام.. ولقد عبر البيان عن الدعم لخطة كوفي أنان ودعوة الجامعة العربية لاستئناف مبادرة توحيد المعارضة.
عائلات تونسية تطالب بجثث 3 قتلوا في مواجهات مع النظام السوري، «القاعدة» قالت إنهم ينتمون إلى «كتيبة الفاروق»

جريدة الشرق الاوسط.... تونس: المنجي السعيداني.... تقدمت عائلات ثلاثة تونسيين بطلبات إلى وزارة الخارجية التونسية لجلب جثث أبنائها، قالوا إنهم قتلوا داخل الأراضي السورية بعد مواجهات مع قوات النظام السوري.. بينما اعتقلت قوات حرس الحدود العراقية أمس 25 عراقيا تسللوا من داخل الأراضي السورية.
وتم الكشف عن هوية التونسيين الثلاثة الذين قتلوا داخل الأراضي السورية، وهم وليد هلال ومحمد الجراي وبولبابة بوكلش من منطقة بن قردان المحاذية للحدود التونسية - الليبية (جنوب تونس). وقال الإعلامي التونسي منير بن نصر إن العائلات فوجئت بالإعلان عن وفاة أبنائها، الذين سافروا منذ أشهر على أساس سياحي إلى تركيا المجاورة وانقطعت أخبارهم إلى أن تم الكشف عن وفاتهم.
وأشارت مواقع إعلامية سورية إلى أن التونسيين الثلاثة قتلوا مؤخرا في مواجهات دارت بمنطقة دير بعلبة وتير معلة في حمص بين «كتيبة الفاروق» والجيش السوري النظامي، وقالت المواقع إن «عشرات الإرهابيين من العالم العربي ومن بلدان إسلامية أخرى قد سقطوا بين قتيل وجريح وأسير».
وكان ثمانية تونسيين من مدينة بن قردان قد التحقوا بالمقاومة السورية وتسللوا من منطقة بداما الحدودية في إدلب، وقتل ثلاثة منهم في مواجهات مع الجيش النظامي، بينما تم القبض على أربعة آخرين، وتمكن واحد فقط من الإفلات والرجوع إلى تركيا.. وأعلن موقع «شبكة قضايا الأمة» التابع لـ«القاعدة في شمال أفريقيا» عن تبني تنظيم القاعدة للأصوليين الثلاثة التونسيين، وقال إنهم ينتمون إلى «كتيبة الفاروق».
من جهة أخرى، قال العميد محمد الجبوري، من قيادة عمليات الموصل الأمنية، لوكالة الأنباء الألمانية، إن «قوات من لواء حرس الحدود السادس اعتقلت 25 متسللا عراقيا دخلوا البلاد بصورة غير شرعية من الأراضي السورية في ناحية ربيعة شمال غربي الموصل». وأضاف أن القوات «ضبطت بحوزة المتسللين 150 ألف دولار ونحو 19 مسدسا كاتما للصوت و20 بندقية وتم مصادرتها».
وفد «المذعورين» الدوليين في سوريا!

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط

بدلا من أن يقوم وفد المراقبين الدوليين إلى سوريا بمراقبة وقف إطلاق النار هناك من قبل القوات الأسدية، وفقا لمبادرة أنان، وجدنا أن الجيش الحر هو من يقوم بحماية المراقبين الدوليين ذوي الخوذات الزرقاء، وتحديدا في حمص، وبوجود رئيس الوفد العقيد أحمد حميش!
حيث يظهر شريط على «يوتيوب» عملية استهداف المراقبين من خلال إطلاق النار عليهم من قبل قوات طاغية دمشق، بينما يقوم أفراد من الجيش الحر بتشكيل دروع جسدية لحمايتهم حيث أصابهم الذعر، بل إن شريط الفيديو يظهر أحد أفراد الجيش الحر وهو يحمي أحد المراقبين من إطلاق النار، ويطمئنه بالقول: «لا تخف»! وبالطبع فإن كل من يشاهد ذلك المقطع على «يوتيوب» سيشعر بحجم السخرية، حيث إن شر البلية ما يضحك، لا سيما عندما يتحول وفد المراقبين المحسوبين على الأمم المتحدة إلى وفد «المذعورين»، في إهانة أسدية واضحة لمجلس الأمن، والمجتمع الدولي، خصوصا أن استهداف الوفد حدث في نفس اليوم الذي أقر فيه مجلس الأمن إرسال مزيد من المراقبين إلى سوريا! فهل يمكن بعد كل ذلك القول إن هناك فائدة مرجوة من إرسال المراقبين الدوليين إلى سوريا؟ بكل تأكيد إن هذا أمر غير وارد.
فالقصف الأسدي على حمص، ودرعا، وحماه، وغيرها، مستمر، والقتل بشكل يومي، فكيف يمكن بعد كل ذلك القول إن وفد المراقبين سيقوم بأي دور، أو إنه سيتأكد من التزام الأسد بمبادرة أنان؟ فاستهداف المراقبين الدوليين، وإطلاق النار عليهم في حمص، يعني أن الأسد قد أطلق النار على مهمة أنان. ولذا فلا يجب أن يعول عليها، أو يتم الانتظار لمدة ثلاثة أشهر، وهو الوقت المحدد لمهمة المراقبين بحسب قرار مجلس الأمن. فالأسد لم ينتظر حتى أياما معدودة حتى أطلقت قواته النار على المراقبين «المذعورين»!
الطريف أن واشنطن تقول إن صبرها قد نفد، وإنها لن تجدد مهلة المراقبين بعد تسعين يوما من الآن، أي أن واشنطن بدأت تتفاوض من الآن على تجديد مهمة المراقبين التي يفترض أن تنتهي بعد ثلاثة أشهر! وهذا هو العبث بعينه، إن لم يكن استخفافا بدماء السوريين الذين يقتلون منذ قرابة ثلاثة عشر شهرا بلا توقف، حتى مع وجود وفد «المذعورين» الدوليين، الذين رفضوا المراقبة يوم الجمعة الماضي، رغم المظاهرات الحاشدة ضد الأسد، إذ نقل عن رئيس فريق المراقبين قوله إن فريقه لن يقوم بجولات ميدانية «كي لا يؤدي وجودنا إلى تصعيد»! فهل هذا مزاح؟! بل هل بات مطلوبا من الجيش الحر أن يحمي وفد «المذعورين» الدوليين من قوات الأسد أيضا؟!
الواضح أن وفد «المذعورين» لن يقدم أو يؤخر في سوريا، خصوصا بهذا العدد والمستوى، ومحق أمير قطر حين يقول إن فرص نجاح أنان لا تتجاوز الـ3 في المائة، فما يجب أن يعيه الجميع هو أن الأسد لا يفهم إلا لغة القوة، وما عدا ذلك هو رخصة قتل، ومضيعة للوقت، وتعميق للأزمة السورية.
 
أعضاء في «حزب سورية الوطن» يضربون عن الطعام لخفض الأسعار
الحياة...دمشق - سمر أزمشلي

أعلن أعضاء المكتب التنفيذي في «حزب سورية الوطن» استمرارهم بالاضراب عن الطعام الذي بدأوه منذ خمسة أيام عقب اعتصام نفذه أعضاء من الحزب أمام وزارة الاقتصاد السورية «احتجاجاً على ارتفاع الأسعار»، محذرين من اتخاذ خطوات إضافية إذا لم تلب مطالبهم.

وتتلخص مطالب المضربين، الذين يبلغ عددهم 12 شخصاً، بتفعيل مهام لجان المراقبة التموينية في شكل حقيقي ونشر أسمائهم في مناطق توزعهم وزيادة عدد دوريات المراقبة التموينية وتدعيمها بدوريات، اضافة إلى زيادة أرقام هواتف الشكاوى المخصصة للمواطنين والتأكيد على جهوزيتها، وألاّ تكون مجرد أرقام هواتف لا يجيب عليها أحد.

كما دعا البيان البيان على العمل على إدراج سياسة التشهير العلني في الجرائد الرسمية لكل من يتلاعب بلقمة عيش المواطن واتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق المحتكرين وإعلان أسمائهم الصريحة على وسائل الإعلام والجرائد الرسمية.

وتشهد الاسواق السورية ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار تعيده الجهات المسؤولة إلى العقوبات التي فرضت على سورية من قبل الاتحاد الاوروبي وغيره من الجهات الدولية وانخفاض سعر الليرة السورية امام الدولار الاميركي (الدولار يعادل نحو 71 ليرة).

ونفت الأمين العام للحزب مجد نيازي، أن يكون قرار الاضراب وسيلة للإعلان عن الحزب الذي سيدخل مضمار انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) المقررة في السابع من الشهر المقبل، مؤكدة أن الحزب لم يدعُ جميع أعضائه للإضراب «تحسباً من استغلالها من قبل جهات خارجية أو إحداث أي إرباك في البلد».

وانتقدت نيازي في شدة سلوك وزارة الاقتصاد السورية التي لم تتسلم منهم مطالبهم أثناء الاعتصام، محمِّلة في الوقت نفسه غرفة تجارة دمشق مسؤولية ارتفاع الأسعار.

يذكر أن «حزب سورية الوطن» هو الحزب التاسع الذي منح ترخيصاً من بين تسعة أحزاب رخص لها عقب صدور قانون الاحزاب العام الماضي.

 

عدم تحديد موعد للحوار السياسي «نقطة ضعف» في قرار مجلس الأمن
 

الحياة...موسكو، نيويورك، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - بينما رحب معارضون سوريون بقرار مجلس الأمن القاضي بإرسال 300 مراقب إلى سورية لمراقبة وقف إطلاق النار تمهيداً لتنفيذ باقي بنود خطة المبعوث الأممي -العربي للأزمة السورية كوفي أنان، أعربوا عن الشكوك في التزام الحكومة السورية بوقف النار، أو قدرة المراقبين «غير المسلحين» على دفع السلطات السورية لإنهاء وجود الأليات الثقيلة في المناطق السكنية.

ولفت اتحاد تنسيقات الثورة السورية إلى أن عدد المراقبين أقل من أن يغطي المناطق التي تشهد مواجهات.

وبينما رحبت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل بقرار مجلس الأمن، مؤكدة التزامها وقف إطلاق النار، تمنت أن «لا تظل خطة أنان حبراً على ورق».

وقال الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الركن قاسم سعد الدين لفرانس برس إن قرار مجلس الأمن إرسال 300 مراقب «خطوة جيدة نتمنى أن تثمر النجاح ووقف القتل والتدمير من جانب النظام»، مضيفاً: «نحن ملتزمون بوقف إطلاق النار، وحماية المدنيين تقع على عاتق المجتمع الدولي إنسانياً وأخلاقياً».

وأضاف سعد الدين في اتصال عبر سكايب من محافظة حمص: «القوات النظامية تقصف أماكن تواجد الجيش الحر عن بعد ولا تتقدم تجنباً للالتحام الميداني ... إلا أن القصف الأعنف يطاول مناطق المدنيين للحيلولة دون خروج تظاهرات في هذه المناطق».

وبعثة المراقبين مكلفة الإشراف على وقف إطلاق النار والمساعدة في تطبيق خطة النقاط الست التي وضعها أنان والتي تلحظ خصوصاً إجراء حوار سياسي بين النظام السوري والمعارضة والإفراج عن المعتقلين. غير أن محللين وناشطين يرون أن عدم نص القرار في شكل واضح على آليات الحوار السياسي في سورية يعد أحد نقاط ضعف القرار الدولي.

وقالت يلينا سوبونينا رئيسة قسم دول الشرق الأوسط وآسيا في المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية إن قوة القرار الأخير لمجلس الأمن تكمن في أنه وفر إمكانية لحل الأزمة في إطار الأمم المتحدة. وأضافت أن نقطة الضعف تتمثل في عدم تحديد موعد لبدء الحوار السياسي وشكل هذا الحوار السياسي وآلياته.

وأعربت عن اعتقادها بأن المراقبين «لن يحلوا الأزمة في سورية»، قائلة في تصريحات نقلها موقع «روسيا اليوم» الإخباري «إنهم يستطيعون فقط المساعدة على حلها». وأشارت إلى أن عدد المراقبين، وفقاً للقرار، قليل لأن الوضع السوري معقد للغاية. وأضافت أن ترك بعض المسائل التقنية المتعلقة بتنفيذ خطة أنان لاختصاص الأمين العام للأمم المتحدة «أمر إيجابي» في ظل خلافات عدة بين الأطراف المعنية في شأن الأزمة السورية.

وتبنى مجلس الأمن ليلة أول من أمس بإجماع أعضائه قراراً يتيح إرسال 300 مراقب لوقف إطلاق النار في سورية، لكن أعضاءه لا يزالون منقسمين حول فرص النجاح في ضمان انتشار سريع لهذه البعثة.

ودعا بان كي مون الحكومة السورية إلى «أن تؤمن سريعاً الظروف الضرورية لانتشار بعثة» المراقبين.

وهددت الولايات المتحدة بعدم تمديد الانتشار الميداني للمراقبين غير المسلحين إلى ما بعد «الفترة الأولية التي تستمر تسعين يوماً» كما نص القرار 2043. وقامت روسيا حليفة دمشق بإعداد القرار وتولت فرنسا والصين وباكستان والمغرب وألمانيا رعايته بمعزل عن بريطانيا والولايات المتحدة.

ووفق القرار، على الأمين العام للأمم المتحدة أن يحدد ما إذا كان «تعزيز» وقف إطلاق النار يتيح انتشار المراقبين الذين سيكونون تحت حماية القوات السورية. ويتعرض وقف إطلاق النار لانتهاكات مستمرة وقتل مئتا شخص منذ إعلانه رسمياً في 12 نيسان (أبريل).

وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس لفرانس برس «على الأمين العام (بان كي مون) أن يقيم بعناية ما إذا كانت الظروف ملائمة. ترى الولايات المتحدة أن كيفية التعاطي مع البعثة الأولية (التي تضم ثلاثين مراقباً) وحرية تحركها واحترام أو عدم احترام الحكومة السورية لالتزامها وضع حد للعنف ستكون عناصر مهمة في تقييمنا لفاعلية المهمة». وأضافت محذرة: «لا يجوز لأحد أن يعتبر أن موافقة الولايات المتحدة على تمديد المهمة بعد تسعين يوماً هو أمر مسلم به». وتملك واشنطن حق النقض (الفيتو) في المجلس ويمكنها تالياً تعطيل أي تمديد لمهمة المراقبين.

واعتبرت رايس أن الأمر لا يتعلق بـ «300 أو 3000 مراقب» بل بـ «ضغوط أقوى من الخارج» يمكن أن تقنع الرئيس السوري بشار الأسد بوقف العنف ضد المدنيين.

ورأى سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن ملاحظات رايس «غير مفيدة». وقال للصحافيين إن «إطلاق تكهنات سلبية يشبه أحياناً إطلاق نبوءة يريد البعض أن تؤخذ على محمل الجد». وأضاف: «لنحاول الاستمرار» في استراتيجية إيجابية «بدلاً من إطلاق التهديدات والتوقعات السلبية».

وطلب القرار من الحكومة السورية «السهر على حسن أداء (البعثة) لمهمتها»، خصوصاً «أن تضمن لها فوراً حرية التنقل بحيث تتمكن من تنفيذ مهمتها في شكل كامل ومن دون معوقات».

وشدد القرار على «ضرورة أن تتوافق الحكومة السورية والأمم المتحدة سريعاً على وسائل نقل جوية ملائمة (طائرات أو مروحيات)» تستخدمها البعثة.

كذلك، طالب القرار دمشق بأن تفي «في شكل واضح وكامل» بالوعود التي قطعتها لكوفي أنان لجهة سحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن السورية.

وطلب المجلس من بان كى مون أن يرفع إليه تقريراً خلال 15 يوماً، ثم كل 15 يوماً حول تطبيق القرار، وأن يبلغه «فوراً» في حال قام النظام السوري أو المعارضة بعرقلة مهمة البعثة. وإضافة إلى العسكريين الـ300، ستضم البعثة «مكونات مدنية» أي عدداً غير محدد من الخبراء في مجالات مختلفة.

 

معارضون سوريون: إخضاع السلاح للمرجعية السياسية و«اللامركزية الإدارية» بديلاً عن «الفيديرالية»
الحياة....عمان- نبيل غيشان

حذر معارضون سوريون من «انفراد أي طرف بأية تسوية منفردة مع النظام»، معبرين عن دعم خطة المبعوث الأممي العربي للأزمة كوفي أنان ودعوة الجامعة العربية لاستئناف مبادرة توحيد المعارضة. ووقع مشاركون في مؤتمر»المواطنة والدولة المدنية الديموقراطية....نحو توافق وطني حول دستور جديد لسورية» على وثيقة إعلان «البحر الميت».

وتضمن «الإعلان» دعوة لوحدة المعارضة وتعظيم «مُشتركاتها» والرهان على الشعب وقواه في الداخل بوصفها «الحامل الوطني» للثورة، والحفاظ على سلمية الحراك وطابع المجتمعي الشامل، ورفض التدخل العسكري و «ضبط السلاح وإخضاعه للمرجعية السياسية» للمعارضة الموحدة.

وشارك في المؤتمر ستين شخصية سورية، مثلت مختلف ألوان الطيف السياسي ومجموعات المعارضة وتياراتها، فضلاً عن ممثلين لمختلف المكونات الاجتماعية (القومية والدينية) السورية وبتنظيم من مركز القدس للدراسات السياسية ودعم المعهد الديموقراطي الأميركي وبحضور ديبلوماسيين أميركيين وفرنسيين وأتراك وممثلين عن منظمات دولية في الأردن.

وشاركت التيارات والأحزاب السياسية السورية الرئيسية المعارضة، في المؤتمر عبر ممثلين يشغلون مواقع قيادية فيها، مثل المجلس الوطني السوري، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، وإعلان دمشق، وتيار بناء الدولة السورية، والمنبر الديموقراطي، وجماعة الإخوان المسلمين، ولجان إحياء الربيع الكردي، والمنظمة الثورية الديموقراطية، وائتلاف القوى العلمانية الديموقراطية السورية، والكتلة الوطنية الديموقراطية، والتيار الوطني السوري، وحزب الوحدة الديموقراطي الكردي، فضلاً عن عدد من المستقلين وممثلي التنسيقيات ومؤسسات مجتمع مدني. وجدد ممثلون عن الأكراد الدعوة بالعودة إلى الاسم الرسمي لسورية قبل قيام «دولة الوحدة مع مصر»، بشطب كلمة العربية عن اسم الجمهورية السورية، لكنها دعوى رفضها كثير من المشاركين، محذرين من مخاطر «هيمنة الأقلية على الأكثرية»، مشيرين إلى كون السوريين العرب، يشكلون أكثر من أربعة أخماس الشعب السوري.

وعلى مدى يومين، وسبع جلسات عمل، ناقش المشاركون، عناوين «أي نظام سياسي لسورية المستقبل؟... الدين والدولة... حقوق الأفراد والجماعات... أسئلة الهوية والمواطنة والإندماج». وخصصت الجلسة الختامية للبحث في عدد من المقترحات والتوصيات وملامح خريطة طريق للمستقبل، كما طرحت في المؤتمر أفكار ومداخلات عدة، تناولت «سبل التغيير في سورية... الفرص والتحديات» و «ملامح مرحلة الانتقال إلى الديموقراطية».

وشهد المؤتمر، نقاشات اتسمت بالحدة أحياناً في تناول الموضوعات، بما فيها أكثرها دقة وحساسية، مثل «علاقة الدين بالدولة» و «وضع الأقليات في النظام السياسي السوري الجديد»، و «طبيعة نظام الحكم المناسب لسورية».

وشدد المشاركون على أهمية دعم الثورة والحفاظ على طابعها الشعبي – السلمي، وتفادي محاولات النظام و «بعض الجهات المتطرفة» حرف الثورة عن مسارها وأهدافها، وعدم الانجرار إلى العنف والاقتتال الأهلي.

وفي الوقت الذي أجمع فيه المشاركون على أن الدولة السورية لن تكون دولة دينية أو عسكرية، دولة تحترم المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وتخضع لقواعد التعددية والتداول السلمي للسلطة، جرى نقاش حول طبيعة النظام السياسي الملائم لسورية، حيث طُرحت أفكار ترجح النظام «البرلماني» على النظام «الرئاسي» تفادياً لإعادة إنتاج الديكتاتورية، نظام يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات واستقلالها، وتدعيم دور الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، وتعزيز مكانة المرأة ومشاركتها في النظام السياسي المقبل.

وجرى بحث في مسألة العلاقة بين «مدنية» الدولة و «علمانيتها» حيث طرح ممثلون لتيارات يسارية وقومية وعلمانية وليبرالية، الحاجة للتأكيد على «علمانية» الدولة وفصل الدين عن السياسة، باعتبار أن مصطلح «الدولة المدنية» فضفاض ويحمل أكثر من تفسير، وهو ما لم يجد قبولاً عند بعض المشاركين من ذوي الخلفيات الإسلامية، الذين شددوا على أهمية «الإسلام دينٌ ودولة»، وأن دمشق عاصمة الخلافة الأموية وأن سورية في بعدها الثقافي والروحي، لا يمكن أن تتخلى عن هويتها العربية الإسلامية من دون افتئات على حقوق المكونات الدينية والقومية.

وجادل مشاركون في مفهوم «حيادية الدولة» حيث ذهبوا للقول بأن هوية الدولة يجب أن تكون «حيادية»، محذرين من أن النص على «دين الدولة أو رئيسها» يشكل تمييزاً بحق مكونات أصيلة وتاريخية من مكونات الشعب السوري.

وجرى نقاش واسع بين من يريد الشريعة «مصدراً رئيساً» ومن يريده «مصدراً من بين مصادر»، إلى جانب «العرف الراسخ» و «العقد الاجتماعي»، على أن تنظم حقوق الطوائف وفقاً لمرجعياتها الدينية، وطالب مشاركون باعتماد «قانون مدني» يتيح لكل من يرغب في إدارة «أحواله المدنية» وفقاً له.

وأجمع المشاركون، على أهمية رفع الظلم الذي تعرض لها الأكراد في سورية من قبل النظام طوال سنوات وعقود، وأكدوا أن ظلماً مماثلاً كان وقع على بقية مكونات الشعب السوري، وشددوا على أن «لا حل كردياً» للمسألة الكردية، بل «الحل الديموقراطي» الذي يكفل مصالح مختلف الفئات والجماعات والأفراد، بما في ذلك الحقوق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وقد شدد مشاركون «أكراد سوريون» على وجوب أن تتخطى المعارضة العبارات الفضفاضة عند الحديث عن حقوقهم ومستقبلهم.

وفي الحديث عن «النظام الأنسب»، رفض مشاركون أية أطروحات من نوع «الفيديرالية» أو «تقرير المصير»، باعتبارهما تهديداً لوحدة سورية، و «نزوعاً» انفصالياً وتقسيمياً لا يمكن القبول به... وطالبوا عوضاً عن ذلك، بالأخذ بمبدأ «اللامركزية الإدارية» على غرار ما يحصل في كثير من الدول والمجتمعات الديموقراطية.

ومن أجل طمأنة مختلف مكونات الشعب السوري، أجمع المشاركون على وجوب توجيه التطمينات والضمانات لمختلف هذه المكونات وتفادي لغة «الانقسام والتوتير» والتصدي لـ «الفتاوى» التي تثير مخاوف مكونات عدة، والحفاظ على وحدة الشعب والثورة وسورية المستقبل... وحذر المشاركون من «قنوات الشحن الطائفي» التي تعمل على تفتيت البلاد والعباد، ودعوا للتصدي لها ومقاطعتها ونشر الوعي بخطورتها.

ووقع على «إعلان البحر الميت» عدد من الناشطين والتنظيمات بينهم ميشيل كيلو، وليد البني، فايز سارة، سمير العيطة، مراد درويش، محمد جمعة، رجب ناصر، منصور الأتاسي، محمود مرعي، بشير سعيد، حبيب عيسى، عبدالله راعي، محمد نجاتي، حازم النهار، ميس الحريدي، حسام نيرو عن قوى الائتلاف العلمانية، وشكري المحاميد.

 


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,512,641

عدد الزوار: 6,953,383

المتواجدون الآن: 61