ميقاتي يسعى الى تجاوز البندين الخلافيين في جلسة اليوم اتجاه الى تبريد النقاش في قانون الانتخاب

بلغ الصدام بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون مدعوما من "حزب الله" خصوصا ذروة غير مسبوقة ارتسمت معها ملامح خطورة جدية، أكثر من أي جولة سابقة، على الوضع الحكومي كلاً. وبدا من الصعوبة عشية الجلسة التي سيعقدها مجلس الوزراء في الرابعة عصر اليوم في قصر بعبدا، توقع أي حلحلة في ملف الانفاق المالي الذي تحول مادة تهجم شديد من عون على رئيس الجمهورية محملا إياه مسؤولية كل السلبيات المالية في البلاد، في مقابل "كلام كبير" نقل عن الرئيس سليمان مفاده ان "الكيل قد طفح" وهو الامر الذي ينذر باختراق الخلاف الخطوط الحمر التي كانت تحكمه في الفترة السابقة.
غير ان خطورة الهجوم الذي شنه عون مساء أمس على سليمان ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لم تقتصر على الطابع الشخصي والسياسي بل أثارت شكوكا في دوافع الهجوم الذي يحظى بدعم واضح من "حزب الله" من حيث ارغام سليمان على توقيع مرسوم الـ8900 مليار ليرة بما يعني ليّ ذراعه، وهو الامر الذي عكسه تحييد عون لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن هجماته.
وقد ذهب عون في تحميل سليمان مسؤولية التدهور الاجتماعي والاقتصادي والشلل المالي الى حد اتهامه صراحة بأنه يريد "أن يجبرنا على المخالفة لكي يسوي أوضاع السيد فؤاد السنيورة وجماعته". وأضاف: "لا يجوز أن يدفعنا رئيس الجمهورية الى مخالفة القانون تحت شعار أنه لا يريد مخالفة الدستور وجميعنا نعلم أنه في حالة استثنائية تم انتخاب فخامته بمخالفات دستورية".
كذلك حمل بعنف على جنبلاط داعيا اياه الى "التحلي ببعض التواضع". وقال: "يحق لي ان أقول لك ما أشاء كما يحق لي المطالبة بمحاكمتك ورفع الحصانة عنك واياك ان تتكلم بالسوء عنا بعد الآن... أوعا بعد تفلت لسانك"؟!
وأبلغت مصادر مواكبة للاتصالات التي نشطت بين بعبدا والسرايا وعين التينة أمس "النهار" ان أي تسوية للملف المالي لم تكن قد اكتملت قبل ان يشن عون هجومه اللاذع على رئيس الجمهورية وجنبلاط. وكرر الرئيس سليمان لكل من راجعه موقف الرافض لتوقيع مرسوم الـ8900 مليار ليرة للأسباب التي شرحها مرارا. وبدا أن ثمة رهانا ضعيفا ساور الرئيس ميقاتي على دور يضطلع به رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل موعد جلسة اليوم. كما أن الوزير وائل أبو فاعور زار بري ثم السرايا، لكن أي دخان أبيض لم يخرج لا من عين التينة ولا من السرايا. وفيما شدد عون حملته فجأة مع دعم واضح من "حزب الله" لموقفه، بدا مصير جلسة مجلس الوزراء اليوم محفوفا بالغموض.
ونقل زوار بعبدا لـ"النهار" ان "الكيل لدى رئيس الجمهورية قد طفح"، خصوصا ان المسألة لم تعد مقتصرة على تحميله المسؤولية في ملف الـ8900 مليار ليرة او الانفاق المالي بل تتجاوزهما الى الأداء السياسي والتراكم من ملف التعيينات والضغط "لفرض من يشاؤون بعيداً من اي التزام للآلية التي توافق عليها الجميع وإلا فانهم يجمدون كل ملف التعيينات".
وأضاف زوار سليمان انه ضاق ذرعاً بكل هذه العرقلة ومحاولات الاستئثار والفرض "إذ يتفقون خارج مجلس الوزراء على ما يريدون ويأتون الى المجلس لفرضه" وهو يرفض أن يغطي أي خلاف سياسي بمخالفة دستورية، كما يرفض أن يحمله أحد أي مسؤولية في عدم توقيعه مرسوم الـ 8900 مليار ليرة.
ووسط هذه الأجواء التصعيدية في ظل تمسك ثلاثي وزراء "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" و"أمل" بتوقيع المرسوم، فهم من معلومات توافرت ليلاً أن ثمة اتجاهاً لدى رئيس الحكومة الى تجاوز البندين المدرجين على جدول اعمال الجلسة والمتعلقين بمشروع الـ 8900 مليار ليرة وسلفة الـ 4900 مليار ليرة والمضي في البحث في البنود الأخرى. وعلمت "النهار" أن ميقاتي أعد اقتراحاً جديداً لموضوع الانفاق المالي عمل على تسويقه طوال يوم أمس مع مختلف الأفرقاء تمهيداً لعرضه على مجلس الوزراء اليوم ومعرفة ما اذا كان ثمة تجاوب معه. وأكدت أوساط ميقاتي أن الجلسة قائمة في موعدها.
أما في موضوع قانون الانتخاب الذي كان يفترض ان يناقش بدوره في الجلسة اليوم، فبدا أن ثمة اتجاهاً الى تبريده. وقد أكد الوزير أبو فاعور بعد لقائه والرئيس بري أمس "أن قانون الانتخاب لا يمكن أن يكون أو يقر غلاباً ضد أي فئة أو ضد أي فريق داخل الحكومة أو خارجها".
وفي سياق متصل، رد عضو "جبهة النضال الوطني" النائب أكرم شهيب على العماد عون: "اننا قلنا الذي قلناه في صوفر ولن ننجر الى "حروبه العبثية" بل سنستمر في ترسيخ المصالحة حتى لو كان هذا الأمر سيزعجه كونه يبني "مجده الباطل" على الفرقة والانقسام". وأضاف ان "وحدة الجبل تعززت ومحاولاته اليائسة لن تقوى على أن تزعج أحداً ورمايته لن تنجح باصابة وحدة الجبل لأن مصالحة الجبل لن تهزها الأصابع المهزوزة".
يشار أخيراً الى أن مجلس الوزراء سيناقش اليوم مشروع إقامة جسر بديل في جل الديب، إذ عاود جمع من أهالي المنطقة الاعتصام صباح أمس وقطعوا الاوتوستراد في الاتجاهين مدة ناهزت الساعتين، مما أدى الى ازدحام خانق. كما أن معلومات توقعت تعيين علي حمد محافظاً لجبل لبنان.

لفت رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بعد اجتماع التكتل الاسبوعي الى ان "هناك 32 مؤسسة للمعوقين اغلقت، وأبلغني معلمون ان هناك الآلاف في التعليم الاساسي لم يقبضوا رواتبهم"، محملا المسؤولية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان لعدم توقيعه مرسوم 8900 مليار ليرة".
وقال ان متعهدين يعملون مع الدولة اعلموه انهم اصبحوا بخطر مادي بسبب توقف الدفع لأن الرئيس لم يوقع اعتماد 8900 مليار ليرة.
وأضاف: "كلنا نعرف قصة الـ 11 مليار دولار التي صرفت دون مبررات، و"رئيس الجمهورية يريد ان يجبرنا على ان نخالف لتسوية وضع رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة وجماعته، ولا يجوز ان يدفعنا رئيس الجمهورية الى ذلك. وفي ظروف استثنائية، انتخب هو بشكل مخالف للدستور"، محملا اياه "المخالفة الدستورية وكل شيء سلبي يسببه للمؤسسات الوطنية لأن الدفع توقف".
وقال: "الآن نحمل الرئيس المسؤولية في ملف الانفاق، ولن يكون هناك ملامة علينا في اي عمل نقوم به. واستقلنا من الحكومة او قمنا بتظاهرات، المواد الدستورية المخالفة كثيرة، وطلبنا من الرئيس اعطاءنا اسماء من قالوا في الاستشارة ان هناك شوائب في مرسوم 8900 مليار".
ورد على "النائب وليد جنبلاط: "كتبنا لوليد بك مقالا من قبل يقول "اذا ابتليت بالمعاصي فاستتر"، لكنه لم يستتر، هو من رسم صورته بريشته، هو من قال الكلام الذي قلته عنه، انا لا أقول كلاما فوق الحقيقة، لذلك لم يجد شتاما ليشتمني، فالشتام لا يتحمل مسؤولية هذا الكلام ما دام غير صحيح".
وطلب "بعض التواضع من جنبلاط"، مشيرا الى ان "هناك حدودا للعلاقة، انت تشذ عنها". وسأل: "انت ووزراؤك الذين يعطون دروسا في الاخلاق، لماذا تهاجمونني لأجل النسبية؟"، لافتا الى ان "اول شخص دعاني لتأييد النسبية هو رئيس الجمهورية، وكل الناس مع النسبية فلماذا يهاجمني انا؟".
وأضاف: "انا لا مانع لدي اذا اختارني للمهاجمة، ويجب ان نفتح ملف صندوق المهجرين لنرى من قبض، يا وليد بك الافضل ان تلزم الصمت، عندما تقول اني سرقت وكذبت، لي الحق ان اقول ما اريد ولي الحق في المطالبة بمحاكمتكم، "اوعا بعد تفلت لسانك"، عانينا ما عانيناه منك"، لافتا الى ان جنبلاط حيا "شهداء الكتائب والقوات، وهذا جيد، ولكن لماذا نسيت الابرياء الذين قتلوا بسببكم؟ هل لديكم الجرأة لتعتذروا منهم؟ أتعرف من مات يا وليد بك؟ هم المسيحيون الجنبلاطيون لأنهم ائتمنوك على حياتهم".
وكان عون زار متروبوليت جبل لبنان للروم الارثوذكس المطران جورج خضر في مطرانية جبل لبنان للروم الارثوذكس في برمانا.
وبعد اللقاء، قال خضر: "زيارة العماد ميشال عون لبيتنا المتواضع هي تجديد، او كشف عن المحبة القديمة التي كان يظهرها لي منذ كان قائدا للجيش، وعندما اصبح رئيسا للحكومة بعد ذلك، وقد افتقدناه كثيرا عندما كان في المنفى الفرنسي، لكننا تابعنا عمله الدؤوب وإخلاصه للبنان، وهذا ما ساعدناه على الرجاء. وعندما اسمعه في شيخوختي المترجحة، تتجدد فيّ ثقة النهوض بلبنان، وأرجو ان يمده الله بالعافية وطول العمر لنبقى متقبلين لرسالته، ولحضنا على الخير وعلى حب هذا البلد العظيم.
بدوره، قال عون: "نشعر بالفرح والسعادة للقائنا سيادة المطران خضر، ونغتني دائما بحكمته وفكره وتجاربه في الحياة، وهو بالفعل ينبوع يعزينا بهذه الامور. نتمنى له طول العمر، ونأمل لقاءه دائما لنتمتع بهذه اللحظات السارة والسعيدة".

ندد رئيس الجمهورية ميشال سليمان بخطف الاب الياس مارون غاريوس في منطقة بعلبك، وقال "على رغم اطلاقه سريعا بمسعى من الحرصاء على السلم الاهلي، فإن مثل هذا العمل غير مقبول على الاطلاق لأنه يعيد صورة بشعة من أبشع صور الحرب"، معتبراً أن الحادث "نموذج لا يؤدي إلا الى استفزاز المشاعر واستنفار ردود الفعل، في وقت لا يزال لبنان ينعم بحال من الاستقرار الامني".
وشدد على تحرك النيابة العامة وتكثيف التحريات لاعتقال الفاعلين منعا لتكرار مثل هذه الاعمال.
على صعيد آخر، استقبل رئيس الجمهورية بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان مع وفد مشترك من السريان الكاثوليك والارثوذكس، شكر له تعزيته بوفاة البطريرك الكاردينال موسى الاول داود، كما تم عرض مشروع قانون الانتخاب ومواقع الطائفة ووجودها في الادارة اللبنانية.
وعرض سليمان مع وزير البيئة ناظم الخوري التطورات والمشاريع التي تقوم بها الوزارة على مستوى البيئة. واطلع من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل على الخطوات التي تقوم بها الوزارة لمتابعة موضوع خاطفي الاب غاريوس واعتقال الفاعلين، إضافة الى مشروع قانون الانتخابات الذي يناقشه مجلس الوزراء واقتراح التعيينات في الوظائف الشاغرة وفقا للآلية المعتمدة.
وتناول مع وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي عمل الوزارة والخطوات المتخذة لمعالجة بعض الاشكالات التي شهدتها الملاعب الرياضية أخيرا في بطولة لبنان في كرة السلة. واطلع من رئيس مجلس الخدمة المدنية الوزير السابق خالد قباني على عمل المجلس، خصوصا في ما يتعلق بالتعيينات وملء الشواغر في الوزارات والادارات.

نجح كل من راعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر للموارنة المطران سمعان عطاالله  و"حزب الله" بشخص رئيس الهيئة الشرعية للحزب الشيخ محمد يزبك في اخراج منطقة بعلبك – الهرمل من "قطوع" كاد يؤدي الى فتنة طائفية بين الاهالي، وهو حادث خطف رئيس أنطش سيدة المعونات في بعلبك الأب الياس مارون غاريوس مساء الإثنين واطلاقه بعد اقل من 6 ساعات بعد جهود على اعلى المستويات من الطرفين.
فعند منتصف ليل الاثنين - الثلثاء نقل الاب غاريوس من مكتب الشيخ يزبك وبرفقة الاخير الى مطرانية دير الاحمر، وكان في استقباله المطران عطا الله والنائب اميل رحمة واهالي الدير الذين رددوا هتافات تؤكد العيش الدائم مع اخوانهم وجيرانهم المسلمين. وعقد لقاء استهله المطران عطاالله بالصلاة، وقال: "الفرح يملأ قلوبنا هذه الليلة، ليس فقط لعودة الاب الياس مارون غاريوس سالماً، بل الفرح الكبير لوجود سماحة الشيخ محمد يزبك، الذي يعمل بكل صدق وإخلاص ودونما كلل لنشر العيش معاً في هذه المنطقة. ومن أقلّ الواجبات أن نعيش إخوة في هذه المنطقة، ونعيد إليها السلام، لأنّ لا شيء يحلّ بالعنف، وإنما كلّ شيء يحل بالقناعات الشخصيّة والوعي المشترك والعمل معاً يداً بيد. ربحنا معركة أخرى على درب نشر الأخوّة في البقاع الشمالي، بعدما عملت إلى جانب سماحة الشيخ وكل أصحاب الإرادات الصالحة في هذه المنطقة، والدولة بكل أجهزتها الأمنيّة والعسكريّة والسياسيّة والإداريّة. وإننا نلمس يوماً بعد يوم تقدماً كبيراً على طريق الوعي لنشر رسالة العيش معاً، وإبعاد كل بؤر الفتن والانقسامات التي تخلق أجواء مقلقة، أجواء خوف ورعب وإرهاب".
  بدوره اعتبر الشيخ يزبك "ان الذين  يصطادون بالماء العكر لم يخطفوا الأب غاريوس، وإنما خطفوا  محمد يزبك، لأنّ هذا العمل غير مقبول لا جملة ولا تفصيلاً. ومرفوض أن نعتدي على المقدسات والحريات والناس. بالأمس كنا نتشاور مع سيادة المطران الذي كان متجاوباً معنا من أجل أن نهدئ الأمور، ونقطع الطريق على الجهلة، وعلى الذين يريدون الاصطياد بالماء العكر . وما حصل كلنا لا نقبل به، ولا نقبل أن يتأذى أحد، وإذا خرجت بنت من بيت أهلها نعمل جميعاً لإعادتها ، وسيادة المطران أكد أنه يعمل بكل جهد وقوة في هذا السبيل.
هناك شيء في البلد يخطط له ليمرّ على بلدنا ما يسمى بالربيع العربي، أي إثارة الفوضى والفتن حتى لا نعيش في بيت واحد وأسرة واحدة. نحن لا نريد ربيعاً يمزق هذا الوطن (...)".  
 وقال الاب غاريوس: "يسوع قال لي لا تبادل الشر بشر، إنما افعل الخير مع من أساء إليك ، لذا إنني اعتبر من خطفوني أولادي، فأنا خوري بعلبك، وهؤلاء من رعيتي، إني أحبهم سواء خطفوني أو جرحوني أو أعـــادوني. القرآن قال لو شاء ربكم لجعلكم أمة واحدة، أي أنّ الله لا يريد أن نكون جميعاً مسلمين ولا يريد أن نكون جميعاً مسيحيين، وإنما خلقنا الله لنتعارف ونتحابب، ونكمل البشرية برمز واحد اسمه النور، وإننا بالنور نمضي ونقطع الظلمة ".
      
 

 ومساء، اصدرت عائلة قطايا ووالد الفتاة بنين، الشيخ احمد قطايا بياناً  تعليقاً على ما حصل من بلبلة حول اختفاء الاب غاريوس واختفاء الفتاة، فشددوا على "ان خاطفي الفتاة هم عصابة بعضهم معروف وبعضهم مجهول، يمارسون عملا ممنهجا ومنظما باللعب على المشاعر وان الفتاة كان لها كامل الحرية في التصرف في بيتها وكانت تملأ غرفتها بصور السيدة العذراء مريم التي لها مكانة كبيرة في ديانتنا، وكذلك بصور السيد المسيح نبي الله عيسى ابن مريم وبالصلبان والكتب الدينية السماوية، وان والدها الشيخ احمد لم يدخل غرفتها منذ اكثر من سنة تاركا لها الحرية".  ويؤكد البيان ان الفتاة "مصابة بامراض نفسية وعصبية خطيرة وفق تقارير طبية تفيد بذلك، مما يفقدها حالة الرشد والاهلية في التصرف".
ونفى ان يكون الشيخ قطايا على علم بمَن خطف الاب غاريوس.
 ■ في بيروت أجرى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اتصالاً برئيس الجمهورية ميشال سليمان مستنكراً الحادث ومتمنّياً الإيعاز الى الأجهزة القضائية المختصّة "بمتابعة هذا الملف حتّى النهاية".
كذلك اتصل جعجع بالمطران عطا الله مستنكراً الحادث ومهنّئاً بسلامة الأب غاريوس.         
واستنكر الحادث المركز الكاثوليكي للاعلام و"تعرض الأب غاريوس للإهانة والضرب، قبل الإفراج عنه بمسعى من المرجعيات الروحية في المنطقة مشكورة". واعتبر في بيان "ان هذه العملية المشينة تتعدى شخص الكاهن، لتطاول كرامة الإكليروس من جهة، وتسيء من جهة أخرى الى أسس روح العيش المشترك. 

توقفت كتلة "المستقبل" في إجتماعها الاسبوعي أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة عند ذكرى مرور أربع سنوات على "الغزوة المسلحة التي نفّذها حزب الله والقوى الحليفة له ضد بيروت وعدد من المناطق، عبر تغييره وجهة السلاح، الذي يفترض أن يكون موجهاً ضدّ العدو الإسرائيلي، وتحويله في اتجاه السكان المسالمين والآمنين، وعمد إلى قتل أبرياء وحرق مؤسسات ومنازل". ورأت "أن هذه الجريمة التي ارتكبها الحزب والقوى الحليفة له، بحق سكان العاصمة وبعض المناطق أدخلت البلاد في مرحلة مختلفة عما سبقها، حيث استخدم السلاح ولا يزال لترهيب اللبنانيين وفرض السيطرة السياسية والاجتماعية والاقتصادية عليهم، وهو ما أدى إلى إسقاط الشرعية الوطنية لهذا السلاح".
وقال البيان الصادر عن الكتلة: "يومَها، حاول فريق الرابع عشر من آذار التصرف في الدوحة بإيجابية لتجاوز ما جرى إلا أن ما تبع ذلك من ممارسات ومواقف من الحزب وحلفائه، وليس آخرها القمصان السود، عبر الانقلاب على إتفاق الدوحة وعلى حكومة الوحدة، يبين أن استمرار هذه الممارسات يعمّق الهوة في المنطق والممارسة والرؤية مع حزب السلاح والمسلحين. واستمرار تمسك الحزب بمنطق الاستقواء والانقلاب المسلح وحمايته للممارسات الميليشيوية والفوضوية والحاقدة ولا سيما تلك التي يمارسها حليفه التيار العوني بتحريض وتغطية منه تساهم في انحسار ما تبقى له من رصيد لدى اللبنانيين".
وكررت الكتلة تأكيدها مد اليد وأن "استعادة اللبنانيين لحياتهم الطبيعية لن تتحقق من دون عودة السلطة والقرار للدولة الجامعة صاحبة الحق الحصري في السيادة على كل أراضيها".
ورأت "ان عجز الحكومة عن إقرار موازنة العام الماضي وعن إعداد موازنة هذه السنة ينعكس بشكل سلبي على الاقتصاد وحياة الناس، ولا تزال الحكومة تتخبط وتَعْجِزُ عن اعتماد أبسط الحلول وأسهلها لحلِّ مشكلةِ قانونيةِ الإنفاق لكَونِها لا تعترفُ بأنها هي التي تتسبب بمشكلة أوجدتْها لنفسها".
وكررت اقتراحَها "أن تُبادرَ الحكومةُ فوراً الى إقرار مشروعِ قانونٍ تُرسِلُهُ إلى مجلس النواب لتأمين الإنفاق الإضافي بما يغطي النصف الأول من السنة بالتوازي مع إعداد وإقرار الموازنة العامة للعام 2012".
واعتبرت أن "هذه الفوضى والسياسات العدمية صارت مُقْلقةً للمجتمع أفراداً وفئات، وتبين عجز الحكومة والقوى المسيطرة عليها عن تقديم تجربة حكم مقبولة في الحد الأدنى".
واستغربت "استمرار لامبالاة الحكومة بصحة المواطنين والسكوت عن تمنع صندوق الضمان عن التزام بواجباته وتقديم الرعاية الصحية للمضمونين لديه وعدم تحمل مسؤولياتها في حل المشكلة بينه وبين المستشفيات". وحملت اخيرا الحكومة مسؤولية تفاقم مشكلة المستشفيات طالبة منها ايجاد الحل الفوري لذلك.
* استقبل السنيورة صباحا، المدير العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين وتشغيلهم" سلفاتوري لومباردو، ثم وفداً من جمعية منشئي الأبنية وتجارها برئاسة إيلي صوما.

وافقت لجنة الاعلام والاتصالات النيابية على حق اصدار المطبوعات الدورية بموجب ايداع بيان لدى وزارة الاعلام. وناقشت خلال جلستها امس برئاسة النائب حسن فضل الله اقتراح قانون تعديل قانون المطبوعات وتعديلاته المقدم من النائب روبير غانم، واقتراح القانون المتعلق بقانون الاعلام المقدم من النائب غسان مخيبر. واقرت بعض المواد، على ان تتابع النقاش في جلسة مقبلة.

أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش في بيان ان مديرية المخابرات في الجيش ضبطت بعد ظهر امس في مرفأ طرابلس كمية من الذخائر الخاصة بالأسلحة الحربية الخفيفة، كانت موضبة داخل إحدى السيارات المستوردة الى لبنان. ولا تزال التحقيقات جارية بإشراف القضاء".
يشار الى ان الباخرة وصلت الاثنين، الى مرفأ طرابلس آتية من ألمانيا، بعد ابحارها من ايطاليا بداية، وتوقفت في مرفأ الإسكندرية المصري قبل أن تبحر في اتجاه طرابلس، حيث كانت محملة عددا كبيرا من السيارات تم تفريغها في باحة المرفأ، من بينها سيارتان عائدتان الى أحد التجار محملتان ألعابا وسجاداً، ومن ضمن هذه الحمولة في إحدى السيارتين 15 صندوقاً من الذخيرة تحتوي على 45 ألف طلقة لأسلحة حربية رشاشة من أنواع مختلفة.
وعلم أن هذه الكمية شحنت لمصلحة تجار أسلحة لبنانيين.
وذكر مراسل "النهار" في طرابلس أن كمية الذخيرة التي ضبطتها مخابرات الجيش في المرفأ لا تتعدى الـ15 ألف طلقة كانت مخبأة داخل سيارتي "رابيد" بين صناديق الالعاب المستوردة، وأن القوى الأمنية تتخذ إجراءات مشددة في محيط المرفأ وجميع الطرق المؤدية اليه.

 

أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بيانا امس جاء فيه: "إلحاقا لبيانها السابق والمتعلق بتعرض دورية للجيش (الاحد الماضي) لإطلاق نار من عناصر مسلحة في منطقة حورتعلا - بعلبك، تابعت قوى الجيش عمليات دهم ومطاردة لأماكن المعتدين في المحلة المذكورة والجرود المحيطة بها، حيث أوقفت عددا من الأشخاص المشتبه فيهم، وضبطت كمية من الأسلحة والذخائر الحربية الخفيفة والأعتدة العسكرية، اضافة الى كمية من المخدرات، وعدد من السيارات والدراجات النارية غير القانونية، فيما تستمر هذه القوى بتعقب سائر المتورطين في الاعتداء.

 

استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه أمس المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، وبحث معه التطورات على الحدود الجنوبية.
كذلك استقبل وفدا  من منظمة "الاونروا" في لبنان برئاسة سلفاتوري لومباردو، وبحث معه سبل تعزيز التعاون بين المنظمة والجيش في النشاطات الانسانية والانمائية الخاصة بالمخيمات الفلسطينية.

 

استقبل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي في مكتبه امس، رئيس بلدية سعدنايل خليل الشحيمي على رأس وفد من البلدة أعرب عن تضامنه ودعمه لمؤسسة قوى الأمن الداخلي واثنى على "الدور الذي تضطلع به، وما يبذله رجالها من جهود وتضحيات في سبيل حماية الوطن والاستقرار والحفاظ على أمن المواطنين خاصة في مجال مكافحة الجريمة".

نفذ عدد من اهالي جل الديب تهديدهم بقطع الطريق الساحلي الذي يربط الشمال بالعاصمة بيروت، بسبب عدم تأمين مدخل ومخرج لائق للمنطقة. وكما جرت العادة في المرات السابقة، قطع الاوتوستراد في الاتجاهين الشرقي والغربي مما ادى الى زحمة خانقة، وسط انتشار كثيف للقوى الامنية، التي لم تبادر الى التدخل رغم تذمر العابرين الذين اصطدم عدد منهم بالمعتصمين واسمعوهم شتائم وكلمات نابية.
وانضم الى المعتصمين الذين لم يتجاوز عددهم بضع عشرات، النواب: ابرهيم كنعان وسليم سلهب وغسان مخيبر والمسؤول عن حزب "القوات" في المتن ادي ابي اللمع. وشاركوا جميعاً في الادلاء بتصريحات مطالبة بالجسر، ووقعوا مع المعتصمين عريضة الى جانب خريطة هندسية للمشروع. واقدم المعتصمون على قطع الطريق مرات عدة كانت القوى الامنية تعود بعدها الى فتحها، ولم ينته الامر الا بعد وعد قال المعتصمون انهم تلقوه من وزير الداخلية مروان شربل بطرح الموضوع اليوم على جلسة مجلس الوزراء لاقرار استحداث مدخل لجل الديب.
واعتبر منظمو الاعتصام ان التحرك يأتي بعد شهر من الانتظار، لجواب نهائي من الحكومة كما وعد نائب رئيسها سمير مقبل، واصر المعتصمون على ان مطالبهم محقة وتصب في مصلحة اهالي جل الديب والمتن رافضين اي تسييس للمشروع.
واشار كنعان الى ان "نائب رئيس الحكومة أعطى، قبل اكثر من 5 اشهر، وعدا خطيا بانه خلال 15 يوما سيتم الانتهاء من الامر، وحتى اليوم لم يتم تنفيذ شيء"، سائلا "الى متى تبقى حقوق الناس مهدورة وسيبقى الاستهتار بالوعود مستمرا على حساب المواطنين والاهالي؟".

يُعقد الاجتماع الثلاثي بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي وبرعاية اممية اليوم في الناقورة. هو اللقاء الثالث منذ تسلم قائد القوة الدولية الجنرال باولو سيرا مهماته لكنه الاول من نوعه في ظل مجموعة مستجدات، آخرها السجال اللبناني – الاسرائيلي حيال اعمال بناء الجدار الذي شرعت به اسرائيل في كفركلا والذي ترافق مع تسريبات عن امكان مقاطعة لبنان للقاءات الثلاثية.
على رغم الهدوء الذي تنعم به الجبهة الجنوبية، تبدو حركة اللقاءات السياسية والامنية بين اللاعبين في المنطقة صاخبة. لولبها سلسلة عناوين، ابرزها برّاً، بدء التنفيذ العملي للمراجعة الاستراتيجية لـ"اليونيفيل" ومتفرعاتها، ومعالجة تداعيات جدار كفركلا، فيما يتواصل التنسيق اللبناني- الاممي بحراً بهدف رصد السفن الناقلة للاسلحة ولاسيما الى سوريا.
"بالخط العريض"، يجوز القول ان انتقال القوة الدولية الى مرحلة تنفيذ توصيات المراجعة الاستراتيجية ترجم حتى الآن بمجموعة خطوات.
اولاها التوصل الى تشخيص مكامن نجاح "اليونيفيل" على مستوى وقف الاعتداءات بين لبنان واسرائيل في ظل تنسيق جيد متواصل مع القوى اللبنانية المسلحة، بحسب الناطق باسم القوة الدولية اندريا تننتي، الذي يجدد الآمال بالمضي قدما في اتجاه مرحلة وقف دائم لاطلاق النار.
وتتمثل ثانية هذه الخطوات في تعزيز مهمة القوة الدولية امنيا وسياسيا بهدف فتح "نافذة فرصة" امام الاطراف للمضي قدما وتفعيل الحوار الاستراتيجي القائم مع القوى المسلحة اللبنانية. وهي خطوة تمخض عنها حتى الآن انخراط لدول اعضاء في مساندة الجيش دعما لمهمته في تحمل مسؤولياته الكاملة جنوبا.
اما ثالثها، فبرز عبر التعديل الذي طاول القوة الدولية نتيجة المراجعة الاستراتيجية. وقوامه استحداث منصب نائب رئيس مدني "لتعزيز قدرة المكون السياسي في البعثة وتقوية العلاقة بين القيادة السياسية والعسكرية للقوة الدولية"، وفقا لتننتي.
طبعا تحتل العلاقة مع "حزب الله" وملف الاسلحة جنوب الليطاني حيزا كبيرا من النقاشات الدائرة. وفيها، تعيد القوة الدولية "الكرة" الى الجيش اللبناني المسؤول عن الامن. "لسنا هنا لنزع الاسلحة" يقول تننتي، "يتلخص دورنا بمساندة القوى المسلحة اللبنانية في عمليات تأكدها من عدم وجود هذا السلاح".
وفي السياق عينه، يبدو طبيعيا ان يبلغ اللغط الذي اثاره توقيف باخرة "لطف الله 2" قبل الباخرة الايطالية امس مسامع المسؤولين الامميين، في ظل تضارب المعلومات عن تداخل في السلطات والصلاحيات بين القوة البحرية الدولية والجيش في هذا الشأن. ويبدو جليا ان لا صلاحية للقوة البحرية الدولية في القيام بتفتيش خاص بها او الاقتراب من باخرة ابعد من حدود "المناداة". ويتركز دورها في هذا المجال على تزويد الجيش اللبناني المعلومات اللازمة، على ان يعود الى البحرية اللبنانية سلطة اتخاذ اي قرار في هذا الشأن. غير ان هذه الانظمة المعمول بها قد لا تنفي احتمال حضور ضباط لبنانيين على متن البواخر الدولية، بحسب تننتي "الا انه لا يتخطى اطار التعاون في برامج التدريب المشتركة".
وعشية لقاء الناقورة الثالث، تتواصل الاجتماعات بين "اليونيفيل" والاطراف لتفعيل التدابير الامنية في كفركلا منعا لاي خرق او توتر محتمل، علما ان الاجتماع الثلاثي الاخير ظللته اجواء من التفاهم المتبادل بين الاطراف اساسه ان تتولى اسرائيل بناء الجدار في المركز نفسه حيث السياج التقني، الامر الذي شكل نقطة انطلاق لتنسيق الاعمال والنشاطات في هذا المجال، عبر القوة الدولية وفي حضور الجيش اللبناني وفريق تقني.
وفي الاطار عينه، ينقل المسؤولون الامميون عن الجيش مجموعة اعتراضات تناولت جزءا من الجدار، الامر الذي كان وراء انخراط قائد القوة الدولية بمفاوضات مع الاطراف بحثا عن حل يؤمل ان يلقى طريقه الى التنفيذ في لقاء اليوم. كما تتواصل الاتصالات لحل قضية تجاوز احد ضباط الكتيبة الاسبانية السياج التقني. وبحسب الرواية الاممية، فان اعمال القياس حتمت حضورا لفرق اسبانية، غير ان تخطي احد الضباط وبطريقة غير متعمدة السياج التقني، ولدقائق، شكل موضع اخذ ورد. وعليه، بوشرت الاتصالات لايجاد مخرج للقضية.
يبقى ان ثمة حرصا امميا على تأكيد الفصل الكامل بين مهمتي "اليونيفيل" والبعثة الدولية في سوريا، وسط تذكير مفاده ان "مهمة انتداب القوة الدولية واطار عملها يبقى محصورا بالجنوب وفقا لما حددته قرارات مجلس الامن، واي تعديل في هذا الاطار يفرض العودة الى الأمم المتحدة".