«الشبيحة» ... «المسخ الذي يهدد حياة صانعيه»: لمنطقة عازلة حول معقل ساحلي آمن للعلويين...حركة الانشقاقات تضاعفت بعد مجزرة الحولة وعدد الضباط أصبح 1100..دنيس روس: الأسد يدرك أن الاستجابة لخطة أنان تعني نهايته

الجيش السوري يريد تدمير الحفة وتطهيرها..حلب محاصرة.. والأمم المتحدة: سوريا في حرب أهلية..تصعيد عسكري غير مسبوق بين الجيش السوري والثوار قرب الحدود اللبنانية

تاريخ الإضافة الخميس 14 حزيران 2012 - 5:20 ص    عدد الزيارات 2270    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

حلب محاصرة.. والأمم المتحدة: سوريا في حرب أهلية
إطلاق نار على سيارات لمراقبين.. ومجزرة في دير الزور واقتحام برزة في دمشق * كلينتون قلقة من احتمال إرسال طائرات هليكوبتر روسية إلى سوريا
واشنطن: هبة القدسي بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»
أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس, أن واشنطن لديها معلومات بان طائرات هليكوبتر هجومية روسية في طريقها الى سوريا، مما يفاقم الاوضاع هناك، فيما أكدت تقدم حشود للقوات السورية لمحاصرة مدينة حلب، في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة أن ما يحدث في سوريا هو «حرب أهلية كاملة».
وقالت كلينتون، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق بشأن احتمال أن ترسل روسيا طائرات هليكوبتر هجومية إلى سوريا، واعتبرت مزاعم روسيا بأن شحناتها من الأسلحة إلى سوريا لا ترتبط بالصراع «غير حقيقية بالمرة». من جهته قال رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة إيرفيه لادسو، لرويترز أمس إن الصراع في سوريا تحول إلى حرب أهلية كاملة، وقال ان «الحكومة السورية فقدت مساحات واسعة من اراضيها لصالح المعارضة وتحاول استعادتها». وتعرض مراقبو الامم المتحدة امس الى هجوم واطلاق نار بينما كانوا يحاولون دخول منطقة الحفة بمحافظة اللاذقية. وقالت سوسن غوشة، المتحدثة باسم بعثة المراقبين في بيان إنه «تم إطلاق النار على 3 سيارات تقل المراقبين بينما كانوا يغادرون منطقة الحفة»، مشيرة إلى أن «حشودا غاضبة» تصدت للمراقبين لدى محاولتهم الوصول إلى الحفة ومنعتهم من التقدم»، بعد قصفهم بالحجارة.
ميدانيا، أكد ناشطون أن قوات الجيش السوري ارتكبت مجزرة جديدة في دير الزور، مشيرين إلى أن أكثر من ثلاثين شخصا قتلوا وأصيب العشرات جراء استهداف مظاهرة بقذائف «آر بي جي» ليلا في منطقة الجبيلة، كما أن عددا من الجثث لا يزال تحت الأنقاض. وفيما استمر القصف العنيف على أحياء حمص أمس، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن جيش النظام اقتحم حي البرزة في دمشق بأعداد كبيرة من السيارات المليئة بالجنود لليوم الثاني.
كلينتون: روسيا ترسل طائرات مروحية إلى سوريا.. وحلب محاصرة بقوات النظام، حددت مهلة لتقييم خطة أنان بحلول منتصف الشهر المقبل

جريدة الشرق الاوسط... واشنطن: هبة القدسي... وجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون انتقادا لافتا إلى روسيا ودورها في الأزمة السورية، قائلة إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق بشأن احتمال أن ترسل روسيا طائرات هليكوبتر هجومية إلى سوريا، معتبرة أن مزاعم روسيا بأن شحناتها من الأسلحة إلى سوريا لا ترتبط بالصراع «غير حقيقية بالمرة».
وقالت كلينتون في ندوة مشتركة مع الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، برعاية معهد بروكينغز في واشنطن أمس «واجهنا الروس بشأن وقف شحناتهم المستمرة من الأسلحة إلى سوريا. قالوا من آن لآخر إنه لا داعي لأن نقلق.. وإن كل شيء يقومون بشحنه غير مرتبط بتصرفات (الحكومة السورية) في الداخل. هذا غير حقيقي بالمرة». وتابعت «نشعر بالقلق بشأن أحدث معلومات وردتنا عن أن طائرات هليكوبتر هجومية في طريقها من روسيا إلى سوريا، وهو ما سيصعد الصراع بشدة».
وكشفت وزيرة الخارجية الأميركية معلومات حول «حشود للقوات السورية حول حلب. لقد حصلنا على معلومات حول هذه المسألة في الساعات الـ24 إلى 48 ساعة الماضية»، محذرة من أن «هذا قد يكون خطا أحمر للأتراك من حيث المصالح الاستراتيجية والوطنية لهم». وأضافت «نحن نراقب هذا التطور بحذر شديد».
ومن جهة أخرى، أعلنت كلينتون أن تمديد مهمة بعثة المراقبين في سوريا بعد يوليو (تموز) سيكون صعبا إذا لم يحصل تقدم في تطبيق خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لإحلال السلام في هذا البلد. وقالت «إذا لم يحصل تحرك ملحوظ بحلول ذلك التاريخ فسيكون صعبا جدا تمديد مهمة يتزايد خطرها على المراقبين على الأرض».
يذكر أن مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا تنتهي في 20 يوليو. وكان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سوريا أنان تفاوض على هذه البعثة وطلب يومها أن تكون مدتها ثلاثة أشهر. لكن كلينتون أكدت أن خطة النقاط الست التي وضعها أنان لحل الأزمة في سوريا «هي خطة جيدة لكنها بالطبع لم تطبق»، مشددة على أن «المهلة النهائية لهذا الأمر هي يوليو، حينها سيتعين على مجلس الأمن أن يقرر تمديد مهمة البعثة أم لا». وأضافت كلينتون «أنان يحاول إشراك روسيا في رسم خارطة طريق، وقد عقدت اجتماع مع أنان يوم الجمعة وقلت إن الخط الأحمر بالنسبة لنا هو إشراك إيران، لأن إيران لا تساند الأسد فقط، بل وتشترك في التدخل وتشجيع الميليشيات المنغمسة في الصراع الطائفي».
ولفتت كلينتون النظر إلى التحديات التي تواجه الدول المجاورة لسوريا، وقالت «نريد وضع نهاية للعنف من دون رؤية زيادة في أنشطة عناصر المعارضة تقود إلى حرب أهلية نحاول تجنبها». وأشارت كلينتون إلى التعقيدات المتعددة أمام التعامل مع الملف السوري، بما فيها هواجس دول الجوار والأقليات داخل سوريا. وقالت إن «جزءا من الصعوبات التي نواجهها في مواجهة ما يفعله الأسد يتمثل في وجود خوف لدى عناصر في المجتمع السوري مما سيأتي بعد نظام الأسد، وخوف من إقصاء عناصر من المجتمع السوري، وهناك جماعات مختلفة لديها رعب مما سيأتي بعد الأسد». وطرحت كلينتون عدة أسئلة منها «كيف ندير عملية انتقال سياسي في سوريا؟.. كيف نوفر تطمينات للمسيحيين والأكراد والسنة والعرب؟.. كيف نوفر ملاذات للاجئين؟». وقالت «لو كنت أملك إجابات عن هذه الأسئلة لكنت شاركتكم فيها، لكن هناك ضرورة لدفع الأسد للتنحي وإعطاء تطمينات لما سيأتي بعده».
وقال الرئيس الإسرائيلي إن الوضع في سوريا يمثل خطورة كبيرة، مبديا إعجابه الشديد بمقاومة السوريين الذين يواجهون النار كل يوم ويواجهون ديكتاتورا يقتل الأطفال. وأشار الرئيس الإسرائيلي إلى تطلعه للتوصل إلى حل لقضية السلام مع الفلسطينيين في أسرع وقت، وقال «الآن هو الوقت المناسب لعقد سلام مع الفلسطينيين، وهم يدركون أن ما يحدث في ثورات الربيع العربي يوفر لهم الوقت، والشباب العربي يدرك أن ما حدث من ثورات ليس بسبب الصراع العربي الإسرائيلي، وأن ما يحدث في سوريا وحدث في تونس ومصر وليبيا ليست له علاقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإنما حدثت الثورات بهدف وضع نهاية للديكتاتوريات».
وحذرت كلينتون من عدم تحقيق الثورات المردود الذي تتطلع إليها الشعوب، وقالت «المشكلة أن الالتزام بالديمقراطية ليس واضحا بعد في ذهن القادة والمواطنين، فالديمقراطية عندنا ليست انتخابات تحدث مرة وتنتهي، وإنما هي بناء لمؤسسات وحماية حرية الأقليات والمرأة وحرية الصحافة، وما نريد عمله هو تشجيع الدول التي تقوم بالتغيير على التعلم من تجارب دول أخرى».
وحول الملف النووي الإيراني قال بيريس «إيران ليست عدونا، والسبب أننا ضد إيران ليس فقط رغبتها في تصنيع قنبلة نووية، وإنما لأن القادة الإيرانيين - وليس الشعب - يريدون إعادة فرض سيطرتهم وبناء إمبراطورية من خلال الإرهاب، ونحن لا يمكننا السماح بذلك». وشدد الرئيس الإسرائيلي على أنه لا أحد يهدد إيران أو يقلل من نفوذها، مشيرا إلى أن الإيرانيين يستغلون الوقت والمفاوضات للوصول إلى أهدافهم. وقال بيريس «إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي هدد الإيرانيون بتدميرها».
مجزرة في دير الزور وقصف حمص وحلب.. والحفة تستغيث، الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط»: حركة الانشقاقات تضاعفت بعد مجزرة الحولة وعدد الضباط أصبح 1100

بيروت: كارولين عاكوم ... بينما تتزايد وتيرة الانشقاق بين ضباط وجنود الجيش السوري النظامي، وبخاصة بعد المجازر الأخيرة في مختلف المدن، أكد ناشطون أن قوات الجيش السوري ارتكبت مجزرة جديدة في دير الزور شرق البلاد، مشيرين إلى أن أكثر من ثلاثين شخصا قتلوا جراء استهداف مظاهرة بقذائف آر بي جي ليلا في منطقة الجبيلة، الأمر الذي أدى إلى إصابة العشرات، كما أن عددا من الجثث لا تزال تحت الأنقاض.
ويأتي ذلك بينما وجه سكان الحفة في اللاذقية نداء استغاثة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لإنقاذ الأطفال والنساء والشيوخ من كارثة محدقة جراء القصف المتواصل عليهم من قوات النظام. وأوضح ناشطون أنه لا يمكن الوصول إلى الجرحى في الحفة جراء اشتداد وتواصل القصف عليها، متحدثين عن نقص شديد في المواد الطبية والغذائية في الحفة التي تحيط بها بلدات موالية للنظام، مع العلم بأن الناشطين ذكروا أن موالين للنظام من منطقة الشير قطعوا الطريق الرئيسي لمدينة الحفة لمنع المراقبين من الوصول إليها.. وقال الناشطون إن فرقا من قوات النظام عمدت إلى حرق أراض زراعية وأجزاء من الغابات لإحكام الحصار على الحفة.
من جهتها قالت سوسن غوشة، المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، إنهم تلقوا بلاغات عن وقوع هجمات بطائرات عمودية على الرستن وتلبيسة في حمص. كما تحدثت عن اشتباكات عنيفة تدور في عدد من أحياء المدينة، وناشدت جميع الأطراف وقف القتال، للسماح بإجلاء المدنيين إلى مناطق آمنة ودخول المراقبين.
وفي بيان لاحق، ذكرت غوشة أنه «تم إطلاق النار على ثلاث سيارات تقل المراقبين فيما كانوا يغادرون منطقة الحفة باتجاه إدلب»، مشيرة إلى أن «مصدر إطلاق النار لا يزال غير واضح». وأوضحت أن المراقبين كانوا يعودون أدراجهم بعد أن أجبروا على مغادرة المنطقة، حيث تصدت لهم (حشود غاضبة) لدى محاولتهم الوصول إلى الحفة و(أحاطت بسياراتهم ومنعتهم من التقدم)»، مشيرة إلى أن هذه الحشود «التي يبدو أنها من سكان المنطقة»، قامت بعدها «بإلقاء الحجارة والقضبان الحديدية على سيارات الأمم المتحدة».. وأكدت غوشة أن المراقبين «عادوا إلى مراكزهم وهم الآن بأمان».
في المقابل، أعلن العقيد الطيار محمد النعسان في شريط مصور، انشقاقه عن النظام، وقال: «أعلن انشقاقي عن الجيش العربي السوري الذي تحول من حام للأرض والعرض إلى عصابة من القتلة والمجرمين، وأنضم إلى لواء أحرار حمص».. فيما أكد العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان بالجيش الحر، أن عدد الضباط المنشفين في الجيش الحر وصل إلى أكثر من 1100 ضباط، وحركة الانشقاقات تزايدت بشكل ملحوظ في المرحلة الأخيرة بعد مجزرة الحولة.
وقال الحمود «أصبح يعلن يوميا نحو 10 ضباط انشقاقهم، إضافة إلى عشرات العناصر من رتب مختلفة»، أما فيما يتعلق بالعمليات العسكرية، فيلفت الحمود إلى أنها شهدت انعطافا ملحوظا بعد مجزرة الحولة، وهي ترتكز هذه الفترة على مناطق إدلب بشكل رئيسي وحمص واللاذقية، ولا سيما في الحفة، حيث نقوم بالعمليات في محاولة لتخفيف الضغط عن الأهالي ولتحقيق توازن.
بدوره أكد عمار الحسن، عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية، أن أمس كان من أشد أيام القصف وطأة على الحفة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يأتي القصف من المناطق الموالية للنظام التي تحيط بالحفة، وهذا دليل على أن الهدف من مخطط النظام والعمليات التي ينفذها هو تهجير أهل الحفة بهدف الاستيلاء عليها، الأمر الذي يجعل الأهالي يرفضون الخروج منها، فيما يكثف النظام عملياته عليها».
وفي حين أشار الحسن أن قتلى الأيام الثمانية الماضية وصل إلى 100 في الحفة فقط، وأكثر من 200 جريح، لفت إلى أن العائلات تفتقد إلى الأطباء؛ في وقت لا يعمل في بلدتهم إلا طبيب واحد يتولى بمفرده مهمة معالجة المصابين في المستشفيات الميدانية، التي لا تسلم أيضا من قذائف النظام.
وأكد الحسن تعرض سيارات فريق بعثة الأمم المتحدة إلى إطلاق رصاص على الطريق أثناء توجههم إلى الحفة، وذلك في المناطق المؤيدة للنظام.
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن الحفة تعرضت إلى إطلاق نار كثيف جدا من جهة الأمن العسكري وجهة المستشفى وجهة القوس، وذلك بعد ضرب أربعة صواريخ متتالية من راجمة الصواريخ المتمركزة عند المستشفى.
وذكر اتحاد التنسيقيات أنه سمع إطلاق نار كثيف من البنايات الموجودة عند مفرق العيدو في جبل الأكراد مع استمرار الحرائق في منطقة المريج، كما سمع دوي انفجارات مجهولة المصدر وإطلاق نار في عدة أحياء منها الرمل الجنوبي والصليبة، وذلك على خلفية المظاهرات التي خرجت أول من أمس وقد تم اعتقال 3 شبان في الصليبة، لافتا إلى أن الانتشار الأمني الذي يزداد يوما بعد يوم طال استخدام الأمن لسيارات الأجرة والسيارات الخاصة التي تستخدم في عمليات الدهم والاعتقالات. ودارت اشتباكات عنيفة بحسب المرصد في إدلب بين الجيش الحر والقوات النظامية السورية المتمركزة عند معمل الزيت قرب بلدة سراقب، وسمعت أصوات انفجارات شديدة من المنطقة ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف. كما تعرضت بلدة حريتان منذ صباح أمس لقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحامها بعد أن تكبدت خسائر بالأرواح والمعدات خلال الأيام الفائتة إثر اشتباكات على مداخل البلدة.
وفي حمص، لفت المرصد إلى أن حي الخالدية لا يزال يتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي، مشيرة إلى وقوع اشتباكات في ريف حمص بين القوات النظامية السورية والجيش الحر قرب قرية الغنطو. فيما ذكرت لجان التنسيق أن قصفا صاروخيا استهدف حي القرابيص في حمص.
وفي حلب قال ناشطون إن 6 أشخاص قتلوا من عائلة واحدة في قصف للجيش النظامي على عندان بريف حلب فيما استهدف القصف بلدتي بيانون وحيان بالأسلحة الثقيلة.
وفي درعا، أدى القصف المستمر خلال الأيام الماضية على مدن عدة بالمحافظة إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. واستيقظ أهالي عدة مدن، منها إنخل وجاسم بدرعا على حرق محاصيلهم الزراعية. ويقول الناشطون إن الجيش يقصف المدن من مشارفها ليلا ثم ينقل منصات إطلاق القذائف نهارا إلى مناطق أخرى. كما ذكرت لجان التنسيق أن بلدة صيدا تعرضت للقصف من اللواء 38 التابع لجيش النظام.
وفي دير الزور، وبخلاف قتلى المظاهرات، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام مدعمة بآليات عسكرية ثقيلة اقتحمت بلدة العشارة بدير الزور، وترافق الاقتحام مع إطلاق رصاص كثيف وبدأت هذه القوات تنفيذ حملة مداهمات واعتقالات في البلدة التي سيطرت فيها قوات معارضة على حاجز للقوات النظامية فيها وقتلوا عددا من عناصر الحاجز واستولوا على الأسلحة.
وفي مدينة البوكمال اغتيل مساعد أول في الأمن السياسي، وذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات عنيفة دارت في الميادين بين الجيش الحر وجيش النظام ترافقت مع انفجار ضخم هز المدينة.
وارتفع عدد القتلى في حي الجبيلية بعد استهدافه بقذائف الهاون على ليل الاثنين الثلاثاء من بينهم طفلة، كما ارتفع إلى 12 عدد القتلى الذين سقطوا إثر انفجار سيارة مفخخة في شارع الوادي بحي الجورة بمدينة الزور ومن بينهم 3 أطفال.
وأفادت لجان التنسيق أن جيش النظام يقتحم بلدة العشارة بتعزيزات عسكرية ضخمة من دبابات وسيارات محملة بالجنود والشبيحة بالإضافة إلى سيارات تابعة للأمن العسكري وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي من رشاشات ثقيلة في المدينة.
وفي دمشق ذكرت لجان التنسيق المحلية أن جيش النظام اقتحم حي البرزة بأعداد كبيرة من السيارات المليئة بالجنود لليوم الثاني.
وفي حلب ذكر المرصد أن عدة بلدات بريف حلب الشمالي تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على المنطقة، كما استشهد خمسة مواطنين إثر سقوط قذيفة على منزلهم في بلدة عندان التي تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحامها. ولفتت لجان التنسيق أن مدينة عندان تعرضت لقصف عنيف على المدينة وعلى بلدتي حيان وبيانون، مع استمرار القصف على بلدة حريتان وقرية حردتنين حيث تم استخدام الصواريخ والرشاشات الثقيلة. وذكرت لجان التنسيق أن القصف استمر على حريتان وسقوط أكثر من 50 قذيفة وتهدم عدد كبير من المنازل وسجلت حركة نزوح للأهالي منها.
مسؤول حفظ السلام بالأمم المتحدة: الصراع في سوريا أصبح حربا أهلية، أنان يأمل باجتماع قريب لمجموعة اتصال دولية حول سوريا.. ودمشق تتهم أميركا بتشجيع الإرهاب

واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط».... قال رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة أمس إن الصراع الذي بدأ قبل 15 شهرا في سوريا تحول إلى حرب أهلية كاملة تحاول الحكومة فيها استعادة مساحات واسعة من المدن التي سيطرت عليها المعارضة. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، ايرفيه لادسو، في مقابلة مع رويترز لدى سؤاله عما إذا كانت الأزمة السورية يمكن أن توصف الآن بأنها حرب أهلية: «نعم.. أعتقد أننا يمكن أن نقول ذلك».
وأضاف: «من الواضح أن ما يحدث هو أن حكومة سوريا خسرت بعض المساحات الواسعة من الأراضي في العديد من المدن لصالح المعارضة وتريد استعادة السيطرة على تلك المناطق».
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن قلقه من تصاعد خطير للعنف المسلح في سوريا خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى المخاطر التي تواجه المدنيين في المناطق الواقعة تحت خط النار ومخاطر الهجمات ضد البنية التحتية المدنية، مما يعوق تقديم الخدمات الأساسية ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
وقال مون في بيان مساء أول من أمس إن «القتال وسفك الدماء يجب أن يتوقف فورا»، مشددا على أهمية تمكين بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة من دخول مدينة الحفة حيث تشير تقارير إلى حشد قوات حكومية حولها. وأضاف مون في رسالة لحلقة نقاشية في جنيف حول الإعلام والسلام في الشرق الأوسط الثلاثاء: «على الرغم من التعهدات المتكررة من جانب جميع الأطراف فإن عمليات القتل لم تتوقف، ومخاطر حرب أهلية شاملة أصبحت وشيكة وحقيقية، ويجب على الجميع إنهاء العنف من النظام والمعارضة المسلحة، والآن هو الوقت المناسب للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات جريئة ومنسقة». وكرر الأمين العام دعوته للبلدان التي لديها تأثير على الجانبين لوضع مصلحة السوريين أولا، وتجنب السقوط في هاوية حرب أهلية، والتفكير في العواقب الوخيمة للعنف المتزايد على الشعب السوري والمنطقة. وأفاد مراقبو بعثة الأمم المتحدة في سوريا بزيادة مستوى المواجهة المسلحة بين القوات الحكومية والمعارضة، خاصة في مدينة حمص والرستن والحفة، وطالب المراقبون النظام والمعارضة بالسماح لهم بالوصول غير المقيد إلى مناطق النزاع.
وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم كوفي أنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، في مؤتمر صحافي بجنيف أمس: «إن كوفي أنان يأمل بعقد اجتماع قريب لمجموعة اتصال دولية بشأن سوريا، لكن لم يتم الاتفاق بعد على مكان الاجتماع أو المشاركين فيه». وأضاف فوزي: «إن الفكرة تتبلور والدبلوماسية تتكثف لأن الدعم الدولي المتوافر لفكرة تشكيل هذه المجموعة شجع كوفي أنان، وإن عقد اجتماع لهذه المجموعة سيهدف إلى تعزيز تنفيذ خطة السلام المكونة من ستة نقاط وليس وضع خطة جديدة بديلة».
وأوضح فوزي أن تصعيد العنف في الأيام الماضية «غير مقبول على الإطلاق، ويجب أن يتوقف، ولذلك طلب كوفي أنان من كل الحكومات التي لديها نفوذ أن تزيد ضغطها، وأن تحمل كل الأطراف المتحاربة على الوصول إلى ذلك»، مؤكدا أن «طرف النزاع الأبرز يجب أن يوجه رسالة قوية لإنهاء العنف، وفي الوضع الراهن هو الحكومة السورية».
وأشارت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مجموعة الاتصال ستكون مهمتها وضع سيناريو لانتقال السلطة في سوريا تقبله القوى الخارجية جميعها، وبصفة خاصة روسيا التي يعول عليها الكثير لضمان مساندتها لأي قرارات يتخذها مجلس الأمن حول سوريا في المستقبل، بعد أن بدا واضحا انهيار خطة كوفي أنان للسلام واستئناف العمليات العسكرية. وأوضحت المصادر أن مجموعة الاتصال ستركز على تشكيل تصور لآلية انتقال السلطة في سوريا عبر تنحي بشار الأسد عن الحكم وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وإقرار دستور جديد.
ومن جهته قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس إن موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي بشأن سوريا. وذكر لافروف في تصريح أوردته وكالة «إيتار - تاس» الروسية للأنباء: «اقترحت روسيا تنظيم مؤتمر يستند إلى مبادئ واضحة». وقال لافروف إن أي تقدم في تسوية الصراع ربما يأتي فقط من الجانب الأميركي، وأكد لافروف أن إيران ستشارك في المؤتمر المزمع.
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس إن الجهود الدولية لتخفيف حدة الصراع المتصاعد في سوريا تتركز على محاولة التوصل لانتقال سلمي وإن التدخل العسكري الأجنبي ليس مطروحا. وأضاف في مؤتمر صحافي في العاصمة الباكستانية إسلام آباد: «لا نبحث أي تدخل عسكري أجنبي, أعتقد أننا يجب أن لا نفكر فيه بمنظور ليبيا أخرى».
وتابع: «التشبيه الآن أقرب إلى الموقف في البلقان مثلما تتطور الأمور الآن، حيث نرى النظام يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد مناطق آهلة بالمدنيين، ثم إرسال ميليشيا لتقتل وتغتال الشعب»، حسب رويترز.
ومن جانبه أعلن وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، أول من أمس، أنه لا يوجد «علاج معجزة» لحل الوضع «المأسوي والمعقد» في سوريا.
وفي كلمة أمام أعضاء المجلس الأميركي التركي، وهو مركز أبحاث يعمل على تعزيز العلاقات بين واشنطن وأنقرة، قال بانيتا إن «الوضع في سوريا معقد ومأسوي فوق الحد ومن كل النواحي. لا يوجد علاج معجزة». وأوضح بانيتا من جهة أخرى أن الرئيس السوري بشار الأسد قام بـ«أعمال عنف شائنة».
في غضون ذلك اتهمت سوريا أمس الولايات المتحدة بالتدخل «السافر» بشؤونها الداخلية، مؤكدة أن التصريحات التي تطلقها تشجع «الإرهابيين» على تصعيد عملياتهم في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن التصريحات الأميركية «تقلب الحقائق وتزور ما يجري على الأرض وتشجع المجموعات الإرهابية المسلحة على ارتكاب مزيد من المجازر والعنف والإرهاب، ليس في الحفة فحسب، بل في جميع أرجاء سوريا». وأضافت الخارجية أن الإدارة الأميركية «تابعت تدخلها السافر في الشؤون الداخلية لسوريا ودعمها المعلن للمجموعات الإرهابية المسلحة والتغطية على جرائمها وتشويه الحقائق حول سوريا». وتابعت أن ذلك «انعكس في تصريحات تصعيدية خلال الأيام الأخيرة بشكل خاص؛ انسجاما مع التصعيد الذي يقوم به الإرهابيون في مختلف أنحاء سوريا، وقتلهم العشرات من الأبرياء، وهجماتهم الإرهابية على عدد من المدن السورية».
«المجلس الوطني» يدعو للتظاهر أمام سفارات روسيا حول العالم، غليون: نطالب موسكو بالتوقيع على وثيقة تدعو لتنحي الأسد

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: بولا أسطيح... دعا المجلس الوطني السوري «المواطنين السوريين وأصدقاء وأشقاء الشعب السوري في جميع دول العالم إلى التظاهر السلمي اليوم الأربعاء وفي نفس الوقت (عند الساعة الرابعة بتوقيت سوريا، الواحدة ظهرا بتوقيت غرينتش) أمام القنصليات والسفارات والممثليات الروسية حيثما وجدت في دول العالم».
وردّ المجلس الهدف من الدعوة «للتعبير عن الغضب الشديد من الموقف الروسي الرسمي الذي يؤيد نظام القتل والإجرام في سوريا، ويقدم الحماية الدولية والغطاء السياسي له للاستمرار في قمع الشعب السوري وارتكاب أفظع الجرائم في حق أبنائه». كما طلب المجلس من «أهل سوريا جميعا، من كافة المشارب والفعاليات الاقتصادية والمهنية، الانضمام إلى الثورة السورية عبر المشاركة في المظاهرات والاعتصامات والإضراب عن العمل وصولا إلى العصيان المدني»، مجددا دعوة «الجنود والضباط إلى رفض تنفيذ أوامر القتل والتعذيب والحصار والانضمام إلى الجيش السوري الحر».
وحثّ الرئيس السابق للمجلس الوطني برهان غليون روسيا والدول الكبرى والمعنية على التوقيع على وثيقة تدعو لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد للبدء بالمفاوضات اللازمة التي تؤسس للمرحلة الانتقالية، وقال لـ«الشرق الأوسط» إننا «لا نسمع سوى جعجعة من روسيا ولا نرى طحينا.. يكفيها لفا ودورانا من خلال الدعوة لمؤتمر تشارك فيه كل من إيران والعراق اللتين تدعمان النظام.. المطلوب هو وقوف روسيا إلى جانب الشعب السوري».
وبينما توقع غليون أن تلقى الخطوة الرمزية التي دعا إليها المجلس الوطني - من خلال التظاهر أمام السفارات الروسية في دول العالم كافة - رد فعل عارما على مستوى الرأي العام العالمي، شدّد على أن المعارضة السورية تعوّل أولا وأخيرا على الشعب السوري وأصدقائه لإسقاط النظام الذي يتمادى باستخدام العنف الذي بات يطال النساء والأطفال بشكل خاص.
بدوره، أوضح عضو المجلس الوطني لؤي صافي أن دعوة المجلس للتظاهر أمام السفارات الروسية ليست إلا واحدة من مجموعة الخطط التي أعدها المجلس لتحريك الرأي العام بإطار السعي لوضع حد للمجازر التي يتمادى النظام السوري بارتكابها، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا شك أننا سنستمر في مساعينا لتغيير الموقف الروسي، لكننا لا نعول عليه؛ بل على جهود السوريين والثوار في الداخل، كما على العمل السياسي الذي نقوده بالخارج».
ولفت صافي إلى أن عمل المجلس الوطني يتركز حاليا على «إغاثة السوريين في الداخل ومدّهم بمقومات الصمود، كما على دعم الجيش السوري الحر الذي يُدافع عن المدنيين، وبالطبع على الجهود السياسية لإصدار قرارات دولية تضع حدا لبطش النظام».
وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف وفي وقت سابق، اعتبر أن موسكو لا تجد سببا لإعادة النظر في موقفها من سوريا، وإن كانت تدعم «بسرور» تنحي الرئيس السوري بشار الأسد إذا توافق السوريون على هذا الأمر.
وقد ردّ المجلس الوطني على الموقف الروسي، مطالبا باجتماع لمجلس الأمن واتخاذ ما يلزم من قرارات لحماية المدنيين السوريين تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، واصفا المواقف التي أعلنها لافروف بأنها «مرفوضة ومقيتة ومليئة بالافتراءات».
باراك: الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد إزاء التدهور في سوريان، أحد سكان الجولان لتل أبيب: المعارضة ستوجه أسلحتها إليكم إذا تسلمت الحكم

جريدة الشرق الاوسط.. تل أبيب: نظير مجلي... أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أن جيشه يقف على أهبة الاستعداد إزاء تدهور الأوضاع السريع والمقلق في سوريا. وقال باراك في خطاب له أمام الشباب الإسرائيلي الذين أنهوا دورة من سنتين في «الخدمة المدنية»، إن الأوضاع في سوريا مرعبة، حيث يقوم الرئيس بشار الأسد بتفعيل قوات عسكرية وعصابات شبيحة لذبح شعبه، وهذا يخلق أجواء توتر شامل داخل سوريا وعلى طول الحدود مع إسرائيل. ولذلك، فإن الجيش الإسرائيلي يراقب عن كثب ما يحصل في بلاد الشام ويقف على أهبة الاستعداد ويتابع تطورات الأحداث خشية نقل أسلحة متطورة أو غير تقليدية من الأراضي السورية أو إليها.
وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية قد أفادت أن القلق يساور قادة الأذرع الأمنية والجيش الإسرائيلي على ضوء التطورات الميدانية في سوريا، وعلى ضوء التقارير التي تتحدث عن نجاح الثوار في السيطرة على إحدى قواعد سلاح الجو السوري. وقالت الصحيفة إن «قيادة الجيش الإسرائيلي تخشى من وقوع أسلحة استراتيجية بأيدي منظمات عسكرية وإرهابية». ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال يائير نافيه، قوله في هذا السياق إن «سوريا هي أكبر مستودع للأسلحة الكيماوية في المنطقة، ولذلك على إسرائيل أن تظل يقظة للغاية». وقالت الصحيفة إن تصريحات نافيه «تعكس الخوف المتزايد في صفوف الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة من احتمال وقوع أسلحة دمار شامل، وبالذات الأسلحة الكيماوية، الموجودة بكميات كبيرة في سوريا، بأيدي الثوار والمتمردين على نظام الأسد، وبأيدي منظمات معادية لإسرائيل». وقال نافيه: «كنا نظن أنه بعد هذه الحرب، سيعم السلام طيلة أربعين عاما.. واليوم نعرف أن آمالنا خابت».
وقد خرج أحد سكان هضبة الجولان، ويدعى حمد عويدات، قائلا: إنه أحد المقربين للنظام السوري، بتصريحات حذر فيها إسرائيل من موقفها الجديد ضد الأسد. وقال خلال لقاء مع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إن «على إسرائيل أن تصحو وتدرك بأن المعارضة التي يتحمسون لها، فجأة سوف تنقلب على إسرائيل في حال تسلمها النظام». وقال: إنهم يحاولون الاتصال بإسرائيل الآن، ولكنهم في اللحظة التي يتولون فيها مقاليد الحكم، سيوجهون أسلحتهم نحو تل أبيب.
من جهة ثانية، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن خطة للجيش الإسرائيلي لإخلاء مئات آلاف المواطنين الإسرائيليين نحو منطقة النقب وإيلات الجنوب، في حالة تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي، أطلق عليها خطة الطوارئ «فندق النزلاء».
وجاء في التقرير أن إسرائيل تستعد لـ«يوم الحساب»، حيث تدربت الجبهة الداخلية على خطة لإجلاء الإسرائيليين القاطنين شمال ووسط إسرائيل إلى جنوبها في منطقة العربا وإيلات.
ووفقا لـ«يديعوت» فسوف تطرح خطة الإخلاء على وزراء الحكومة الأسبوع المقبل في إطار اللجنة الوزارية للشؤون الجبهة الداخلية، وتتضمن اقتراحا لجعل مستوطنة «أرئيل» في الضفة الغربية منطقة إخلاء مؤقتة. كما تحاكي خطة الإجلاء ليس فقط تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي كبير؛ بل لمواجهة كوارث طبيعة كالزلازل أو الهزات الأرضية، ولكن الهدف الرئيسي من خطة الجلاء الاستعداد لأي سيناريوهات محتملة على ضوء الثورات العربية. ويقود خطة الإخلاء وزير حماية الجبهة الداخلية متان فلنائي.
وقال فلنائي بأنه اطلع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على بالخطة، الذي تشاور حولها مع رئيس مجلس الأمن القومي، الجنرال يعقوب عميدرور، ثم أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لتنفيذها.
آخر محاولات إنعاش نظام الأسد إعلاميا.. قناة تلفزيونية جديدة، «الميادين» تبدأ بثها من بيروت

جريدة الشرق الاوسط... لندن: محمد جزائري .. في واحدة من صور الاستمرار في التمدد الإعلامي لما كان يعرف بـ«محور الممانعة» الذي يمثله في المنطقة إيران وسوريا وحركات سياسية مسلحة مثل حزب الله، أعلن الإعلامي غسان بن جدو، المستقيل من قناة «الجزيرة» القطرية عن إطلاق قناة «الميادين» من خلال الاندماج مع قناة «الاتحاد» التي يرأسها نايف كريم المسؤول الإعلامي السابق في قناة «المنار» التابعة لحزب الله.
الإعلان عن إطلاق هذه القناة التي اختارت مقرا لها «بيروت» العاصمة اللبنانية، لم يكن مفاجئا، فقد تسربت أنباء التحضير لها منذ فترة، حتى إن اختيار بيروت كمقر رآه الكثير من المهتمين سياقا طبيعيا. فالنائب اللبناني نهاد المشنوق، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «بيروت منذ فترة طويلة وهي غرفة عمليات سياسية وإعلامية للمشروع الإيراني في المنطقة». وكان غسان بن جدو أظهر أخيرا في الأزمات التي تمر بها المنطقة، ميله الكامل لتصورات محور «الممانعة» السياسية، فهو يرى بحسب حوار أجري معه في قناة «المنار» التابعة لحزب الله أن «نظام بشار الأسد يتعرض لمؤامرة دولية» رغم ماكينة الموت اليومية التي يُعمِلها النظام في الشعب السوري وتنشرها جميع وسائل الإعلام. وأشار أيضا في ذات اللقاء إلى أنه «ضد توجه دول الخليج التي تشجع على تسليح المعارضة السورية، وأن هذا التوجه من دول الخليج يعلن حربا على هذه المنظومة ومحور كامل للمانعة والمقاومة» بحسب وصفه.
وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع غسان بن جدو، ولكن تعذر إيجاد رد منه حتى بعد التواصل مع سكرتيرته الشخصية.
في هذا السياق، يرى الكاتب الكويتي سامي النصف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «استخدام الإعلام من قبل محور الممانعة، هو في شق منه تأكيد على الإخفاق الذي يجده هذا المحور متمثلا في إيران وسوريا وحتى عراق صدام حسين، والنظام الناصري، وهو إعلام يهدف لتضليل الرأي العام عن الإخفاقات التنموية والبشرية على الأرض». ويضيف «كشعوب عربية نتأثر كثيرا في قضية الخطاب المدغدغ للعواطف، خصوصا الخطابات التي تصف بعض الأفكار العقلانية لمحور (الاعتدال) في المنطقة بالخيانة والتهاون. لأننا لا نستوعب أن العمل السياسي الصحيح يقوم على الواقعية والوسطية والعقلانية، وهذا ما لا يرغب في تعزيزه الإعلام الذي يتبنى الأجندة والمشروع الإيراني والسوري في المنطقة».
قناة «الميادين» أعلنت عن استقطابها أفرادا ممن عملوا في قناة «الجزيرة» القطرية لفترات طويلة. وربما من أبرز الأسماء التي تم تداولها، سامي كليب كمدير للأخبار في القناة، وزوجته لونة الشبل التي كانت مقدمة برامج على قناة «الجزيرة»، وهي اليوم مستشارة إعلامية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، إضافة للمذيع اللبناني زاهي وهبي.
يقول مصدر مطلع من داخل قناة «الجزيرة» لـ«الشرق الأوسط» إن مكتب بيروت تحديدا قام بما «يشبه الانشقاق عن قناة الجزيرة، والانتقال لقناة الميادين» حيث شهد استقالات متعددة أخيرا على مستوى المقدمين ومحرري الأخبار وفرق العمل، بعد تزايد الضغط على النظام السوري الحاكم.
وبالعودة للنائب اللبناني نهاد المشنوق، يرى أنه «لم يعد ممكنا حماية نظام الأسد بأي منطق إعلامي مهما بلغت حرفيته، فالمجازر وكم الدماء التي يسيّلها يوميا على جبين الشعب السوري، أصبحت أكبر من قدرة أي إعلامي أن يغطي على هذه السياسة».
وختم حديثه «لسوء الحظ لم ينفذ أي عمل عربي جدي لمواجهة هذا المشروع الإيراني لا إعلاميا ولا سياسيا ولا حتى أمنيا».
تصعيد عسكري غير مسبوق بين الجيش السوري والثوار قرب الحدود اللبنانية، مصادر ميدانية لـ «الشرق الأوسط»: الجيش الحر بدأ معركة تحرير ريف حمص والمناطق الحدودية

بيروت: يوسف دياب... تعيش المناطق السورية الواقعة على الحدود مع لبنان تصعيدا عسكريا هو الأعنف منذ بدء الثورة السورية، بحيث تشهد هذه المناطق بدءا من بلدة النزارية الواقعة مقابل مشاريع القاع في البقاع اللبناني، وصولا إلى منطقة تلكلخ المواجهة لبلدة وادي خالد، معارك عنيفة بين الجيش السوري الحر والثوار من جهة، والجيش والقوى الأمنية النظامية من جهة أخرى.
وأعلنت مصادر ميدانية سورية في منطقة القصير السورية أن «المعارك امتدت من مدينة حمص إلى كل ريفها وصولا إلى الحدود مع لبنان». وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش الحر يخوض الآن معركة تحرير منطقة حمص وريفها، وتحرير البلدات الحدودية مع لبنان بشكل خاص». ولفتت إلى أنه «في الأشهر الماضية كان الجيش الحر ينفذ عملية محددة في ريف حمص ويهرب، أما اليوم فأصبح المشهد معكوسا، إذ إن الجيش النظامي هو الذي ينفذ هجوما على مواقع الجيش الحر ثم ينسحب بسرعة تلافيا لتكبده الخسائر الكبيرة». وأوضحت المصادر أن «معركة شرسة للغاية دارت (أمس) بين الطرفين في بلدة النزارية القريبة من الحدود استعملت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والمدفعية، وامتدت إلى بلدة جوسية الملاصقة للحدود اللبنانية».
وأفادت معلومات بنقل ثلاثة قتلى وعشرة جرحى من داخل الأراضي السورية عبر معبر جوسية الحدودي إلى لبنان، ومن بين المصابين مدنيون وعسكريون تم نقلهم إلى مستشفى الهرمل الحكومي ومستشفى البتول في الهرمل، «بعد أن قتلوا وأصيبوا بسبب اشتباكات حصلت في الداخل السوري».
وكشف نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي أن «القتلى الثلاثة لبنانيون، وهم إبراهيم خليل مطر وشقيقه أحمد خليل مطر، وعلي مطر، وهم من بلدة شواغير»، وأكد الفليطي لـ«الشرق الأوسط» أن «هؤلاء الأشخاص يقيمون في بلدة جوسية السورية، ولديهم أراض زراعية في هذه البلدة. وقبل أيام دخلوا بشكل رسمي إلى سوريا وقطفوا موسمهم الزراعي، وإثر عودتهم إلى لبنان أوقفهم حاجز أمني في بلدة ربلة، حيث جرت تصفيتهم هناك قبل نقل جثثهم إلى لبنان».
إلى ذلك، نفى الفليطي «المعلومات التي يروجها النظام السوري عن تمركز 450 عنصرا من الجيش السوري الحر في جرود عرسال»، وقال: «ليس لدينا أي مقاتل من الجيش الحر، إنما مئات النازحين من النساء والأطفال والمسنين، وهذه التهمة ليست إلا محاولة للتضييق على عرسال أمنيا من الجهة اللبنانية وعسكريا من الجانب السوري». وأضاف: «هناك محاولات مستمرة لمعاقبة عرسال ووادي خالد ردا على الدور الإنساني الذي يقومان به على صعيد مساعدة اللاجئين السوريين الفارين من الأحداث. نحن نؤيد الثورة السورية وندعمها سياسيا ومعنويا وإنسانيا عبر استقبال هؤلاء اللاجئين ومساعدة الجرحى وتقديم المساعدة لهم.. وهذا وسام شرف نضعه على صدورنا». وذكر الفليطي بأنه «لو كان هناك خمسة عناصر من الجيش الحر في جرود عرسال لما تجرأ الجيش السوري على الدخول إلى المنطقة وقتل وخطف مواطنين لبنانيين بشكل شبه يومي».
الأمم المتحدة: الحكومة السورية تستخدم الأطفال دروعاً بشرية، ناشطة: ما يحصل بحق الأطفال والنساء يفوق الوصف

بيروت: «الشرق الأوسط»... أشارت الأمم المتحدة في تقرير لها أن القوات السورية قامت بإعدام أطفال في سن الثامنة وتعذيبهم واستخدامهم كـ«دروع بشرية» خلال عمليات عسكرية ضد معارضين، لافتة إلى أن أطفالا في التاسعة في سوريا تعرضوا للقتل والتشويه والاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك العنف الجنسي.
وصرحت راديكا كوماراسوامي، ممثلة الأمم المتحدة الخاصة لشؤون الأطفال في النزاعات المسلحة لوكالة الصحافة الفرنسية، قبل نشر التقرير، أنه «نادرا ما رأيت مثل هذه الوحشية ضد الأطفال كما في سوريا؛ حيث الفتيات والصبيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإعدام ويستخدمون دروعا بشرية».
وأضاف التقرير، الذي جاء تحت عنوان «الأطفال في النزاعات المسلحة»، أن القوات الحكومية جمعت عشرات الصبيان الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثالثة عشرة قبل شن هجوم على بلدة عين لاروز في محافظة إدلب في 9 مارس (آذار) الماضي، مشيرا إلى أن الأطفال «استخدموا من قبل الجنود وعناصر الميليشيات كدروع بشرية، فوضعوا أمام نوافذ حافلات تنقل عسكريين لشن الهجوم على البلدة».
وورد في التقرير على لسان شهود «أن الجيش والاستخبارات السورية وعناصر من الشبيحة طوقوا البلدة قبل شن الهجوم الذي استمر أكثر من أربعة أيام»، موضحا أن «من بين القتلى الـ11 في اليوم الأول ثلاثة فتيان بين الـ15 والـ17، بينما تم اعتقال 34 شخصا بينهم فتيان اثنان في الـ14 والـ16 وفتاة في التاسعة».
وتابع التقرير أن «غالبية الأطفال الذين عذبوا، تعرضوا للضرب وعصبت أعينهم ووضعوا في وضعيات مرهقة، وجلدوا بأسلاك كهربائية ثقيلة وحرقوا بأعقاب السجائر.. وفي حالة موثقة تعرضوا لصدمات كهربائية في أعضائهم التناسلية»، مشيرا إلى أن المدارس تعرضت مرات عدة لهجمات واستخدمت كقواعد عسكرية ومراكز للاعتقال.
وبناء على هذا التقرير قامت الأمم المتحدة بإدراج الحكومة السورية على أنها الأسوأ على قائمتها «السوداء» السنوية للدول التي تشهد نزاعات يتعرض فيها أطفال للقتل أو التعذيب أو يرغمون على القتال.
ويشكو ناشطون سوريون من ضعف أداء المنظمات الدولية تجاه عدد المدنيين الذين يسقطون في سوريا، لا سيما الأطفال منهم. وتقول منى عوض وهي ناشطة متابعة لانتهاكات النساء والأطفال من قبل النظام السوري لـ«الشرق الأوسط»: «إن المنظمات الحقوقية تكتفي بإصدار البيانات المنددة، ولا تقوم بأي خطوة لحماية الأطفال أو النساء باعتبارهم أشخاصا ضعفاء لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم». وتضيف الناشطة المعارضة أن «ما يحصل في سوريا من انتهاكات بحق الأطفال والنساء يفوق ما يكتب في وسائل الإعلام، لا بد من تدخل دولي لإيقاف المذبحة الحاصلة في سوريا».
وكان خبراء سوريون، يعملون بصفة استشارية لدى منظمات دولية، أصدروا تقريرا بعنوان: «مجازر وجرائم ضد الإنسانية ترتكب بحق أطفال سوريا اليوم»، رصدوا فيه بعض الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الموالية للنظام ضد الأطفال السوريين، وأبرزها في الخالدية وتلبيسة في مدينة حمص. وقد وصل عدد الأطفال الذين تم قتلهم على يد قوات الأمن السورية منذ اندلاع الثورة، وفقا للمركز السوري لرصد الانتهاكات، نحو 1183 طفلا، 869 منهم ذكور والبقية من الإناث. ويشار إلى أن تقرير الأمم المتحدة قد أنجز قبل مجزرة الحولة في حمص حيث سقط 49 طفلا، ومجزرة القبير في ريف حماه التي راح ضحيتها ما يزيد عن 40 طفلا.
السلطات السورية تفرج عن لبناني اعتقلته قرب الحدود الأسبوع الماضي، أهالي وادي خالد يطلقون سراح 4 محتجزين لديهم

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: يوسف دياب... سلكت قضية الخطف المتبادل لأشخاص لبنانيين وسوريين طريقها إلى الحل، بعد إفراج السلطات السورية عن المواطن اللبناني محمد سليمان الأحمد، الذي كان اعتقل الأسبوع الماضي من داخل الأراضي اللبنانية، وتسليمه إلى ضابط في الجيش اللبناني الذي نقله من سوريا إلى لبنان عبر نقطة المصنع وسلمه إلى ذويه في وادي خالد. وقد رد أهالي وادي خالد على هذه الخطوة بإطلاق سراح أربعة أشخاص كانوا محتجزين لديهم، ردا على خطف الأحمد، وتسليمهم إلى مخابرات الجيش وهم اثنان من قرية مزرع السورية، والآخران لبنانيان من أبناء جبل محسن في طرابلس من الطائفة العلوية.
وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، في بيان أصدرته، أنه «بنتيجة المتابعة، جرى بعد ظهر اليوم (أمس)، الإفراج عن المواطن محمد سليمان الأحمد، الذي كان قد أوقف خلال الأسبوع الماضي من قبل القوات السورية على الحدود الشمالية، وتسلمته مديرية المخابرات في محلة المصنع من مكتب التعاون والتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري». وإثر وصول الشاب المخطوف إلى بلدته، توجه الشيخ خالد عزو باسم عشائر وادي خالد، بـ«الشكر إلى الأمين العام نصري خوري على ما بذله من جهود ودور فاعل وإيجابي في مسألة الإفراج عن الأحمد، كما شكر مخابرات الجيش اللبناني، والنائب السابق مصطفى علي حسين وكل من ساهم في حل هذه القضية».
وفي تعليقه على إطلاق سراح الأحمد، أمل عضو كتلة «المستقبل» النائب خالد ضاهر، أن «يتوقف النظام السوري وشبيحته وعملاؤه في لبنان عن استهداف اللبنانيين ومحاولات زرع الفوضى، وأن يتوقفوا عن خطف الأبرياء سواء في الشمال أم البقاع من لبنانيين ومعارضين سوريين». واتهم ضاهر في حديث لـ«الشرق الأوسط» السفارة السورية في بيروت بـ«إدارة عمليات الخطف التي بلغ عددها حتى الآن 13 عملية». مؤكدا أن «العصابة التي خطفت محمد الأحمد هي نفسها التي خطفت المعارض السوري غياث الجمال وسلمته إلى السلطات السورية في نفس المنطقة». محملا الحكومة اللبنانية «مسؤولية ما يجري من انتهاك النظام السوري للسيادة اللبنانية، والتمادي في الاعتداء على المواطنين اللبنانيين داخل الأراضي اللبنانية خطفا وقتلا»، مناشدا «الأمم المتحدة والدول العربية التدخل لوقف الممارسات السورية غير المقبولة في لبنان».
من جهته تمنى النائب السابق مصطفى علي حسين، الذي كان أحد الوسطاء مع الجانب السوري، أن «يؤدي الإفراج عن الأحمد إلى الإفراج أيضا عن الأشخاص الأربعة الموجودين لدى أهل وادي خالد وأن تطوى هذه الصفحة بشكل نهائي». وردا على سؤال عن سبب خطف الجيش السوري للبناني محمد الأحمد واقتياده إلى الداخل السوري، أكد حسين لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل ما أعرفه أنه جرى توقيف هذا الشخص من قبل الأمن السوري، ونحن دخلنا على الخط قبل إحالته على القضاء وتوصلنا مع السلطات السورية إلى حل يقضي بتسليم هذا الموقوف إلى الجيش اللبناني وهو ما حصل بالفعل»، لافتا إلى أن «أهل وادي خالد سيقابلون هذه الخطوة بكل إيجابية ويفرجون عن الشباب الموجودين لديهم لأنهم أهل أصالة ومروءة وكرامة ونخوة عربية، وهذا ما سيؤدي إلى طي هذه الصفحة بشكل نهائي».
وكان القضاء اللبناني وضع يده على ظاهرة خطف مواطنين لبنانيين وسوريين، وأكد مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «النيابة العامة الاستئنافية في الشمال فتحت تحقيقا بخطف هؤلاء الأشخاص، وسطرت استنابات إلى كافة الوحدات الأمنية لإجراء الاستقصاءات وكشف هوية المتورطين في الخطف وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء». ولفت المصدر إلى أن «الجيش اللبناني يقوم بجهد كبير وينفذ مداهمات في أكثر من منطقة من أجل تحرير المخطوفين»، مشيرا إلى أنه «من غير المسموح الرد على الجريمة بجريمة مماثلة أيا كانت الأسباب والمبررات».
 

دنيس روس: الأسد يدرك أن الاستجابة لخطة أنان تعني نهايته، مستشار أوباما السابق لـ «الشرق الأوسط» : لا سبيل لتسوية الأزمة السورية دون مشاركة روسيا

هبة القدسي ... يرى دنيس روس المستشار السابق للرئيس أوباما لشؤون الشرق الأوسط أنه لا يمكن التوصل لحل للأزمة السورية دون مشاركة روسيا، مستبعدا فرص اللجوء إلى الفصل السابع في مجلس الأمن. وطالب روس الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بزيادة الضغوط للتعجيل برحيل بشار الأسد عن السلطة، وإنشاء ملاذات آمنة عند الحدود السورية التركية، وإرسال تطمينات إلى العلويين حول مستقبلهم، لتفادي انهيار الدولة السورية. وحذر من سقوط الترسانة السورية من أسلحة كيماوية وبيولوجية في أيدي الإرهابيين.
وشدد روس على أن احتمالات نشوب حرب أهلية طويلة وانقسام طائفي في سوريا، قائمة بشدة طالما بقي الأسد في السلطة. وفي الوقت نفسه، أشار إلى أن سقوط الأسد يحمل فرصا عالية لوصول الإسلاميين للسلطة في سوريا، بعد وصولهم للسلطة في تونس وليبيا ومصر ويصنع ضغوطا على المملكة الأردنية الهاشمية، كما يهدد استقرار المنطقة بعد تلويح الإسلاميين بالحرب ضد إسرائيل.
وحول الملف النووي الإيراني، يشير المستشار السابق للرئيس أوباما إلى أن هناك اتفاقا بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول تقييم تطور البرنامج النووي الإيراني واختلافا في رؤى توقيت ضرورة استخدام الخيار العسكري، مشددا أنه لا يمكن التعايش مع إيران نووية لأن ذلك يعني اندلاع حرب نووية في منطقة الشرق الأوسط.
ومع انشغال العالم بثورات الربيع العربي، يجدها دنيس روس فرصة مواتية ليجلس الفلسطينيون والإسرائيليون ليتفاوضوا دون ضغوط خارجية للتوصل إلى اتفاق حول إقامة الدولتين. واعترف روس بانحيازه لإسرائيل مؤكدا أن ذلك لا يأتي على حساب إيمانه بالسلام. وفيما يلي نص الحوار:
* العالم يبدو متخبطا في الاستجابة للأزمة السورية، وتبدو كل المحاولات بما فيها خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان تسير نحو الإخفاق والفشل، في رأيك ما الخطوة القادمة؟
- ما نراه في سوريا هو تراجيديا، وللأسف السوريون هم الذين يدفعون الثمن، والسؤال الحقيقي هو ما الذي يمكن فعله لتغيير ذلك، هناك ضرورة لزيادة الضغط سواء السياسي أو الاقتصادي على النظام السوري. وخطة كوفي أنان توفر مدخلا يمكن أن يحقق انتقالا له مغزى، لكن النظام السوري ليس مستعدا للاستجابة لبنود الخطة، وأعتقد أن السبب وراء ذلك هو أن النظام السوري يدرك أنه إذا استجاب لبنود الخطة فإن ذلك يعني نهايته. لا بد من زيادة الضغوط على الأسد، وأعتقد أننا سنرى لقاءات كثيرة لمجموعة أصدقاء سوريا ودعوات لعقد مؤتمرات دولية، وأعتقد أن مفتاح حل الأزمة هو القيام بخطوات لزيادة وجود المراقبين وحماية وضمان أمنهم وسلامتهم ودون ذلك سيكون من الصعب تغيير أي شيء، لأنه بوجود عدد أكبر من المراقبين يمكن أن يحدث بعض التغيير.
من جانب آخر، لا بد من التفكير في إنشاء ملاذات آمنة في الشمال مع الحدود التركية، وأود أن نرى جهودا تقوم بها مجموعة أصدقاء سوريا وربما من خلال المملكة العربية السعودية لدفع المجتمع الدولي لبعث رسائل تطمينات إلى العلويين بأنه لن يكون هناك إقصاء لهم في المستقبل، لأن الأسد يقول لهم إن بقاءهم مرتبط ببقائه. ولطالما استمر الأسد يفعل ما يفعله، فإنه يضع مستقبل سوريا في خطر كدولة مستقلة، ولا أحد يريد أن يرى انهيارا في سوريا، وانهيارا للسلطة المركزية والمؤسسات أو تقسيم البلد.
* هل تعتقد أنه يمكن الوصول إلى حل للأزمة السورية دون مشاركة روسيا؟
- أعتقد أنه من الصعب توفير حل دون مشاركة روسيا، ويجب على الروس أن يحددوا قرارهم، وليس مساندة النظام السوري ثم القول إنهم يدعمون خطة أنان. الوضع الحالي يشير إلى أن خطة أنان لا يمكن تنفيذها وعلى الروس مساندة حدوث «انتقال حقيقي للسلطة» وبث تطمينات للأقليات بأن أوضاعهم سيتم احترامها، وفي نهاية المطاف لا يمكن إعطاء شيك على بياض للنظام السوري ليستمر في تصرفاته.
* البعض يرى في دعوة روسيا لإقامة مؤتمر دولي حول الأزمة السورية نوعا من الغطاء السياسي وتشتيت النظر عن الدعوات للأمم المتحدة ومجلس الأمن للجوء إلى البند السابع لتحقيق تسوية للأزمة التي استمرت أكثر من عام ونصف.. فما رأيك؟
- دون روسيا لا توجد أي فرصة للجوء إلى الفصل السابع، وقد أعلن الروس بصراحة أنهم سيصوتون بالفيتو ضد ذلك. والسلطات الروسية تشعر أن لديها مزايا في الوضع الحالي لأنهم يريدون العالم أن يأتي إليهم وطالما الجميع يأتي إليهم فلهم مصلحة في التشبث بذلك. المشكلة أن العالم يرى أن أي تدخل عسكري في سوريا سيؤدي إلى تزايد العنف وحرب أهلية طويلة وانقسام طائفي يصعب معه التقريب بين أطرافه وبالتالي سنشهد دولة فاشلة، وكل ذلك سيحدث بصورة أو بأخرى إذا بقيت روسيا في مساندتها لبشار الأسد لأنه حول سوريا إلى دولة طائفية. وكلما استمر الأسد في السلطة، استمر تعمق الغضب وصعوبة تحقيق توافق بين الطوائف المختلفة. وعلى من يخشى انهيار السلطة المركزية واندلاع حرب أهلية في سوريا أن يجد وسيلة للتعجيل برحيل الأسد بأسلوب يوفر مسارا لاستمرار الاستقرار في سوريا.
* انهيار النظام السوري يحمل مخاطر وتهديدات بسبب أسلحة الدمار الشامل من أسلحة بيولوجية وكيمائية التي يملكها النظام السوري، ما الذي تفعله الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لضمان عدم سقوط هذه الأسلحة في أيدي جماعات إرهابية؟
- هذا سبب آخر لأن تصبح سوريا دولة فاشلة، فمخاطر الأسلحة البيولوجية والكيماوية التي يملكها النظام السوري تشكل قلقا ليس فقط لسوريا أو لجيرانها بل للعالم، وآخر شيء يريده أي شخص هو رؤية فقدان السيطرة على هذه النوعية من الأسلحة وأعتقد أن الولايات المتحدة تنظر إلى هذا الأمر باهتمام، ومن الأشياء التي يجب التحقق منها عدم سقوط تلك الأسلحة لمن يمكنه استخدامها في حوادث إرهابية.
* البعض يرجح أن الإخوان المسلمين هم الأقرب للوصول إلى السلطة في حال سقوط الأسد، كيف ترى الولايات المتحدة سبل ضمان الاستقرار في المنطقة، أيضا مع وصول الإسلاميين إلى السلطة في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا، وهم يلوحون بالحرب ضد إسرائيل؟
- الإخوان هم المستفيدون من التغيير لأن لديهم ميزة طوروها على مدى عقود، أنهم الأفضل تنظيما ولديهم أجندة وقاعدة تواصل مع الطبقات الفقيرة، وظهروا على أنهم يمثلون طبقة غير فاسدة، توفر العدالة الاجتماعية. وقد سيطر الإخوان المسلمون على البرلمان في مصر لكنهم لم يقدموا الكثير للمصريين. وهنا التحدي فقد أصبحنا نعيش في الشرق الأوسط حيث يرى الناس أنفسهم كمواطنين، وليس كرعايا، وكمواطنين فلهم الحق في الاستجابة لمطالبهم، ولهم صوت عال وتوقعات واسعة، ولهم الحق في محاسبة الحكومة. المشكلة أن المؤسسات التي توفر المحاسبة لم تتطور كما يجب، وواحد من الأشياء التي يجب على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي القيام بها التركيز على ترسيخ أسس المحاسبة في دول الشرق الأوسط لكي يستطيع الناس محاسبة الحكومات ومن في موضع المسؤولية، وطرح أسئلة مثل هل يحترمون حق الأقليات والمرأة وحرية الصحافة والرأي وحرية المنافسة؟، وفي مصر هل يحترمون اتفاقية السلام مع إسرائيل؟.
وإذا أخدنا مصر كمثال سنجد أنها تعاني وضعا اقتصاديا سيئا، وفي أمس الحاجة للمساعدة لذا على الإسلاميين في السلطة أن يلعبوا وفقا للقواعد، فلا أحد سيقرر للمصريين مستقبلهم، لكن إذا طلبت مصر مساعدة من الخارج في ظل سلطة ليست مستعدة أن تحترم الالتزامات الدولية واتفاقية السلام مع إسرائيل، فلا يتخيل أحد أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات اقتصادية لمصر، أو تدفع المؤسسات الدولية لتوفير مساعدات لمصر سواء مساعدات تقدمها الولايات المتحدة بنفسها، أو تقدمها مع آخرين مثل البنك الدولي وصندوق النقد وبنك الإعمار الأوروبي.
* البعض يحذر من تأثير الأزمة السورية على الدول المجاورة، هل لديك مخاوف على الأردن بشكل خاص؟
- ملك الأردن يدرك التطورات التي تحدث في الأردن ويحاول الاستجابة لاحتياجات الشعب الأردني وتسريع معدلات النمو وعندما أنظر للأردن، أرى المغرب وكيف قام ملك المغرب بالتفاعل مع التغيير وحافظ على الملكية واستقرار الأمن في المغرب. وقد نجح الإخوان في الانتخابات لكن إذا لم يستطع الإخوان الاستجابة لمطالب الشعب وتهيأت الظروف لإجراء انتخابات متعددة، فلن يكون لديهم فرصة للفوز بالانتخابات مرة أخرى، لأنه في الديمقراطيات، على الحكومة أن تستجيب لمطالب الشعب وللشعب حق محاسبة الحكومة وسنرى هل سيتسامح الشعب مع حكومة تسيطر ولا تستجيب للمطالب أم لا.
* ثلاثة رؤساء أميركيين (بيل كلينتون، وجورج بوش، وباراك أوباما) قالوا إنهم لن يسمحوا لإيران بامتلاك سلاح نووي، ورغم ذلك فالبرنامج النووي الإيراني تطور بشكل مطرد تجاه تحقيق هدف إنتاج سلاح نووي، هل يمكن لأي شخص تصديق ما يقوله الرؤساء الأميركيون؟
- هذا صحيح، فقد صرح الرؤساء الثلاثة أنهم لن يسمحوا لإيران بامتلاك قنبلة نووية، وإيران إلى حد اليوم لا تمتلك سلاحا نوويا، فما لديهم هو برنامج نووي، وليس سلاحا نوويا. وهم يقومون بتطوير البرنامج ويضعون أنفسهم في موقف يمكنهم من امتلاك القدرة على تصنيع سلاح نووي. وقد قال الرئيس باراك أوباما إن هدفنا هو المنع وليس الاحتواء، وهذا يعني أنه إذا فشلت الدبلوماسية فإنه مستعد للتحرك بما يستدعي الأمر، وأن كل الخيارات مطروحة على المائدة، بما فيها الخيار العسكري، لكنه يرغب في أن يجد مخرجا دبلوماسيا. والرئيس واضح في أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وهنا الرئيس لم يطلق شعارات بل حشد المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إيران، وهي تدفع ثمنا غاليا نتيجة تلك العقوبات، حيث تنتج مليون برميل يوميا من النفط ولا تستطيع بيعها، وتناقصت قيمة العملة لأكثر من النصف. وقام الرئيس أوباما بإجراءات خلال العام الماضي لتقوية الجيش الأميركي وقواعده في منطقة الشرق الأوسط، وتقوية القدرات العسكرية لدول الخليج، وإذا اضطررنا للخيار العسكري فنحن مستعدون له، لكن الرئيس يريد حل المشكلة سلميا، ويعطي إيران الفرصة لامتلاك قدرات نووية سلمية، وفي الجانب الآخر يطالبها بالالتزام بتعهداتها. وإيران تريد هذا الحق لكنها لا تريد الالتزام بتعهداتها. وموقف الرئيس هو أننا سنحاول حل القضية سلميا وإذا لم نستطع فالهدف هو منع إيران وسنتصرف بناء على ذلك.
* هل تكفي المفاوضات وفرض العقوبات لمنع إيران من تطوير برنامجها وتصنيع سلاح نووي؟
- المفاوضات وفرض العقوبات عملية لممارسة ضغوط، والضغوط تؤدي إلى تغيير التصرفات، وأعضاء مجموعة الدول الخمس زائد واحد متفقة فيما ينبغي القيام به، وأحد المؤشرات الإيجابية أن الإيرانيين أبدوا استعدادهم للجلوس على مائدة المفاوضات والحديث عن القدرات النووية التي لم يكونوا مستعدين للتحدث عنها منذ عام. والواضح أن الضغوط والعقوبات لها تأثير جيد، لكن هذا لا يعني أنها كافية، لأنه إذا جئنا إلى مائدة المفاوضات ورفضت إيران وقف البرنامج عند حد تطويره لسلاح نووي، فإن ذلك معناه أن الدبلوماسية لا تعمل.
* تحت أي ظروف يصبح استخدام القوة العسكرية ضرورة لوقف إيران عن تصنيع سلاح نووي؟
- عندما يصبح واضحا أن إيران ليست مستعدة لوقف برنامجها وتصر على تطوير سلاح نووي. والمخرج الوحيد لهم الآن هو التوصل إلى اتفاق بحدود لا يمكن أن يتخطاها أحد وبأطر زمنية محددة ومستوى من الشفافية والالتزام أنه لا يمكنهم تحويل القدرات النووية السلمية إلى سلاح نووي، ووضع قواعد تعطي للجميع قدرا من الثقة أن الإيرانيين لن يغشوا ويخالفوا الاتفاق.
* هل تتفق كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في التقييم الحالي لمدى تقدم البرنامج النووي الإيراني، أم أن إسرائيل ترى الوضع أكثر خطورة؟
- هناك اتفاق في التقييم وهدف موحد هو المنع وليس الاحتواء، لكن هناك اختلاف في الرؤية حول ما يجب القيام به حول القدرات الإيرانية، فإسرائيل قلقة من أن الإيرانيين يستخدمون المفاوضات ليستمروا في برنامجهم، والاستمرار إلى النقطة التي تستوجب استخدام الخيار العسكري. وما تخشاه إسرائيل أن تقوم إيران باستخدام الدبلوماسية للمماطلة ولا يصبح هناك فرصة لمنع إيران عندما تستدعي الضرورة الأمنية ذلك. وقد وافق الإسرائيليون أن يعطوا الدبلوماسية بعض الوقت لكي تأتي بنتيجة، وأوضحت الإدارة الأميركية أن النافذة الدبلوماسية مفتوحة لكن الوقت بدأ ينفد.
* لماذا لا يمكن للولايات المتحدة أو الغرب بصفة عامة القول إنه يمكن التعايش مع إيران نووية؟
- لعدة أسباب، أولها أن فكرة الاحتواء لن تنجح، لأنه في اللحظة التي ينجح فيها الإيرانيون في امتلاك سلاح نووي لا أعتقد أنهم سيستخدمونه، وإنما هم يريدون السلاح النووي لفرض سيطرتهم على الإقليم، ولذا سنجد دولا أخرى ستسعى لامتلاك السلاح النووي، وبالتالي سنجد أمامنا شرق أوسط نوويا، حيث كل دولة تضع يديها على الزناد استعدادا للضغط مع أول إشارة لأي صراع، أو أزمة، أو متاعب. والخلافات في الشرق الأوسط هي الطابع المعتاد وليست الاستثناء، وإذا أصبح الشرق الأوسط منطقة نووية سيكون لدينا حرب نووية في منطقة الشرق الأوسط في مرحلة ما.
* إذا قررت إسرائيل القيام بخطوة عسكرية ضد إيران هل ستعترض الولايات المتحدة؟
- الولايات المتحدة تعتقد أنه ليس من المحتمل أن تستخدم إسرائيل القوة العسكرية، وأنه يجب أن يكون للدبلوماسية مصداقية وأن القوة يمكن أن تستخدم عندما يتم استنفاد كل الوسائل الأخرى. وبصفة عامة أعتقد أن الموقف الأميركي هو الوقوف مع إسرائيل.
* هل تعتقد أنه يمكن جر الولايات المتحدة إلى حرب؟
- لم أقل ذلك، فالولايات المتحدة ستقف مع إسرائيل وتساندها، لكن الإدارة الأميركية قالت بوضوح إنه يجب إعطاء الدبلوماسية فرصة كاملة وحقيقية. وإذا تم استخدام القوة العسكرية فستكون إيران قد جلبت ذلك على نفسها، برفضها قبول قيود على برنامجها النووي السلمي. وإذا قبل الإيرانيون برنامجا نوويا سلميا دون قدرة على تحويله إلى سلاح نووي سيكون ذلك نتيجة الجهود الدبلوماسية، وإذا لم يقبلوا فذلك سيعني فشل الدبلوماسية بما سيؤدي إلى الخيار العسكري، لذا فأنا آمل أن تنجح الدبلوماسية وأن يدرك الإيرانيون أن من مصلحتهم امتلاك برنامج نووي سلمي فقط.
* هل أثرت ثورات الربيع العربي على قضية السلام بحيث انعدم الحديث عن مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، ووصلت القضية إلى طريق مسدود، وتناسى المجتمع الدولي حل إقامة الدولتين في خضم تلك الثورات؟
- لا، فهناك شيء يجب أن يدركه الجميع وهو أن إسرائيل لن تذهب إلى أي مكان آخر، والفلسطينيين لن يذهبوا إلى أي مكان آخر، ولذا لدينا هويتان وطنيتان، والسبيل الوحيد لإقرار السلام هو إقامة دولتين لشعبين، وأي شخص يقول خلاف ذلك هو شخص يسعى إلى صراع. فمن الوهم الاعتقاد أن حل مشكلات المنطقة العربية يبدأ بحل القضية الفلسطينية، فالثورة في تونس ومصر لم تقم بسبب القضية الفلسطينية وإنما بسبب المشكلات الداخلية والرغبة في تغيير العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والإصرار على العدالة وحق تقرير المصير سواء للتونسيين أو المصريين ولم تكن بسبب ما يحدث بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومن مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين التوصل إلى سلام لأنهم عانوا الكثير، والفلسطينيون عانوا أكثر من الآخرين، وبالتأكيد هناك فرصة لإنهاء هذا الصراع وإقامة الدولتين، وقد ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابا الأسبوع الماضي قال فيه إن من مصلحة إسرائيل التوصل إلى اتفاق وإن هذا ليس منحة. وأعتقد أن الجانبين يمكنهما أن يستفيدا من انشغال الدول العربية بالثورات الداخلية، فهذا يخلق حرية للطرفين أن يجلسا ويتفاوضا دون ضغوط، ودون وجود أحد ينظر من وراء أكتافهم. وقد يشعر أبو مازن ونتنياهو أن صعود الإخوان المسلمين يجعل من الصعب إحلال السلام، لكن الحقيقة أن الظروف الحالية تخلق حرية للطرفين ليتفاوضا وتعطيهما فرصة ليحققا شيئا، خاصة أنه لا أحد يعرف كم ستطول هذه الظروف.
* أنت متهم بانحيازك الدائم لإسرائيل رغم أنه من المفترض أن تكون وسيطا محايدا بين الطرفين.. فهل تعترف بتحيزك الدائم لإسرائيل أم تنكر تلك الاتهامات؟
- الولايات المتحدة وإسرائيل لديهما علاقات خاصة وهذه حقيقة لن تتغير، وقد ألقيت خطابا في غزة عام 2005 قبل انسحاب إسرائيل وقلت إن للولايات المتحدة علاقة خاصة مع إسرائيل، لكن ذلك لا يعني أنه لا يمكن أن يكون للولايات المتحدة علاقة خاصة مع الفلسطينيين، وهل ستكون نفس العلاقة أم لا، الإجابة: لا ستكون مختلفة، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يكون لنا علاقة مع الفلسطينيين، أو أن نلعب دورا لتحقيق الأهداف الوطنية. ودعيني أقل أنا منحاز للسلام، وأؤكد ذلك وأقر به، ولي إيمان أن هذا الصراع يجب حله. وإذا سئلت هل أساند إسرائيل أم لا؟، نعم أساندها لكن مساندتي لإسرائيل لا تعني أنها تأتي على حساب تقديم حل إقامة دولتين لشعبين وأعتقد أن هذا الحل هو لمصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين.
* تركت منصبك كمستشار الرئيس أوباما لشؤون الشرق الأوسط في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، هل ما زالت لديك علاقات مع البيت الأبيض وتقدم نصائحك للرئيس أوباما؟
- هناك عدد من الخبراء الذين تركوا الإدارة الأميركية، ومن وقت لآخر يتم استدعاؤهم لأخذ مشورتهم ونصيحتهم، وأنا واحد منهم ولست استثناء، وما أستطيع قوله هو أنه إذا طلب مني تقديم رؤيتي ونصيحتي فإني أقدمها. وأنا لي صوت مسموع وعندما تركت الإدارة الأميركية كنت أعرف أنني سأستمر في استخدام صوتي وتقديم رؤيتي. ومن خلال تقديمي للنصيحة، أهتم كثيرا بالمصلحة الوطنية للولايات المتحدة، وأهتم بالسلام في منطقة الشرق الأوسط.
 

 

«الشبيحة» ... «المسخ الذي يهدد حياة صانعيه»: لمنطقة عازلة حول معقل ساحلي آمن للعلويين
الحياة..بيروت - رويترز - قد تظهر المذابح الطائفية في سورية الميليشيات التي تدعمها السلطات في صورة «المسخ» الذي سينفر الحلفاء ويدفع بالتدخل الخارجي وتمزيق أوصال البلاد الأمر الذي سيُسرع بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ومع تعبير واشنطن ليل أمس عن القلق في شأن «مذبحة محتملة» في الحفة، قال محللون إنهم لا يرون منطقاً عسكرياً قوياً يدفع الحكومة السورية لارتكاب أعمال القتل السابقة لعشرات المدنيين السنّة في هجومين على قريتين أخريين في شمال غربي البلاد، الأمر الذي ألهب المشاعر ضد الاسد في الخارج وبين من يؤيدونه من الغالبية السنية في سورية.
وقال البعض إن مسلحين ممن يعرفون باسم «الشبيحة» من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد والتي تسلحها النخبة في دمشق، ربما تشن حملة لطرد السنة لإقامة منطقة عازلة حول معقل آمن للعلويين على الساحل الشمالي. ويزيد الأمر من خطر تفكك سورية، على غرار ما حدث في الاتحاد السوفياتي السابق، مما سيُحدث هزة في صدوع الأعراق والطوائف في منطقة الشرق الأوسط.
وقال سياسي مسيحي شهير في لبنان، والذي استمرت فيه إراقة الدماء لاسباب طائفية لمدة 15 عاما حتى عام 1990: «هذه المذابح نوع من التطهير العرقي... إنهم يطهرون مناطقهم مثلما حدث في البوسنة».
وتصاعدت وتيرة العنف الطائفي منذ شهور، حيث قتل مدنيون من السنة والعلويين أو شردوا من منازلهم. لكن المذابح في الحولة والقبير القريبتين من مدينتي حمص وحماة زادت من الضغوط على حلفاء الأسد في الخارج للتخلي عنه، كما عززت مخاوف إراقة دماء في سورية، على غرار ما حدث في العراق.
وقال فواز جرجس من كلية الاقتصاد في لندن، إن «الشبيحة» أصبحوا الآن «المسخ الذي يهدد حياة صانعيه»، وذلك بعد إثارة نفور الطبقات الوسطى من السنة في المدن التي كانت تؤيد الأسد وترى فيه حماية للنظام في مواجهة الفوضى وكذلك استياء الغرب وغضب الدول العربية السنية من رعاة العلويين الشيعة، مثل إيران.
وقال السياسي اللبناني إن محاولة إيجاد معقل للعلويين على الساحل الغربي لسورية، وهو معقل الطائفة العلوية، قد يكون هو التفسير الوحيد لقتل 78 من السنة في القبير بعد قتل 108 أشخاص في الحولة. وألقت جماعات معنية بحقوق الإنسان باللائمة في المذبحتين على ميليشيا علوية، ارتكبتهما في أعقاب قصف بالمدفعية، مما يؤكد وجود شكل من أشكال الموافقة على ما حدث في الأوساط الرسمية.
وأضاف السياسي اللبناني، الذي رفض ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع: «هذا هو التفسير الوحيد لهذه المذابح التي تأتي رغم رد الفعل الدولي».
وقال: «من الناحية العسكرية ليست هناك انتصارات مهمة يحققها النظام. يظهر الأمر أنهم دخلوا المرحلة النهائية، وهي البدء بتنظيم صفوفهم في مناطقهم».
وقال بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الاوسط في بيروت، إن حاشية الأسد «ربما تخلي «منطقةَ تقهقرٍ» لها في معقل العلويين لتفر إليها إذا لم تتمكن -على رغم تفوقها الكبير في القوة- من الاحتفاظ بالسيطرة على كامل أرجاء سورية». وأضاف: «إن القادة العلويين الذين أثاروا مخاوف بين الأقلية بأنها ستواجه انتقاماً قوياً من السنة إذا تمت الإطاحة بالأسد، يُعِدّون بالطبع لخطة بديلة... إذا اضطروا للذهاب إلى هناك فقد يفعلون ذلك».
وقال السياسي اللبناني، وهو على دراية بشكل الحرب الأهلية التي عانى منها لبنان، إن تكرار الأساليب نفسها، مثل قتل النساء والاطفال بدا أن الهدف منه هو نشر الخوف على نطاق أوسع بين السنة الذين يعيشون في مناطق قريبة من المناطق ذات الغالبية العلوية.
وأضاف: «بدأت الصورة في التشكل بعد تكرار المذابح... وقعت المذبحة الأولى، فلِمَ الثانية؟ ولماذا حرق المنازل؟ ولماذا القرى؟».
وقال سالم إن «حكومة الأسد لن تتراجع بسهولة... أنها تقاتل من أجل البلد بأكملها، لكنها لا تعرف إذا كانت ستنجح، لقد دخلت في مقامرة».
ويعيش الكثير من العلويين الذين يمثلون 12 في المئة من السكان في سورية ويصل عددهم إلى 2.5 مليون شخص، في المنطقة بين الحدود اللبنانية والتركية، بما في ذلك ميناء اللاذقية السوري الرئيسي. وكانت المنطقة في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين منفصلة وتحت الحكم الفرنسي وبقيت لوقت طويل منطقة ريفية فقيرة يسيطر عليها مالكو أراض وتجار من السنة، وعلا شأن الكثير من العلويين منذ وصول الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والد بشار إلى السلطة عام 1970.
وظهر الشبيحة على الساحة في سورية في الثمانينيات وكانوا يديرون تجارة غير مشروعة حتى يزيدوا من ثراء أقارب الأسد. وعلى رغم انضمام السنة إلى الشبيحة أيضاً، فإن هذه الجماعات أصبحت تضم علويين بالأساس منذ أن اتخذ الصراع في سورية والذي بدأ قبل 15 شهراً منحى طائفياً.
وقال جرجس، أستاذ سياسة الشرق الأوسط في كلية الاقتصاد في لندن، إن النظام خلق الشبيحة وحرّكهم وسلّحهم وأصبحوا الآن يمثلون كابوساً سيدمر أركان النظام نفسه بشكل أساسي.
وأجبرت قسوة العنف في سورية، والتي أصبح السوريون يطلعون عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الطبقة الوسطى وطبقة التجار السنة في مدينتي دمشق وحلب على تغيير مواقفها بعدما اتسمت بالسلبية.
 
الجيش السوري يريد تدمير الحفة وتطهيرها
الحياة....بيروت - رويترز - قال مقاتلون من المعارضة السورية في بلدة الحفة غرب البلاد أمس انهم يكافحون من أجل تهريب مدنيين محاصرين وسط قتال عنيف قوبل بانتقادات دولية. والحفة ذات موقع استراتيجي لقربها من ميناء اللاذقية السوري والحدود التركية، وموقعها قد يهدد التجمعات العلوية.
وقال ثلاثة من المعارضين، خلال اتصالات هاتفية، أن مئات المسلحين الذين انضموا إلى الانتفاضة المستمرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ 15 شهراً يتصدون لهجوم بالدبابات وطائرات الهليكوبتر على بلدتهم الواقعة وسط سلسلة جبال قرب السواحل السورية المطلة على البحر المتوسط.
وعبر المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان عن قلقه على السكان المحاصرين في الحفة وطالب بالسماح فوراً لمراقبي الأمم المتحدة بدخولها. وحذرت الولايات المتحدة من «مذبحة محتملة» بعد تقارير عن وقوع عمليات قتل جماعي في محافظتين قريبتين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال مقاتلون إنهم أبعدوا المدنيين إلى مشارف الحفة مع بدء الحصار المستمر منذ ثمانية أيام لكن هذه المناطق أصبحت الآن في مرمى النيران. وذكروا أن قوات الجيش والميليشيا الموالية للأسد تحاصر المنطقة.
وقال مقاتل عرف نفسه باسم أبو الودود «كل بضعة أيام نتمكن من فتح طريق لإخراج الجرحى ومن ثم استطاعت بعض الأسر الهروب. نحاول إخراج كل الأسر حتى يتمكنوا من الهرب إلى تركيا» على بعد 25 كيلومتراً.
وبدأت الاشتباكات الثلثاء الماضي بين مقاتلي المعارضة وقوات الأمن التي تقيم نقاط تفتيش لتشديد قبضتها على البلدة ذات الموقع الاستراتيجي لقربها من ميناء اللاذقية السوري وأيضاً من الحدود التركية والتي يستخدمها منشقون لتهريب المواطنين والإمدادات.
وتقع بلدة الحفة التي تقطنها غالبية سنية عند سفح جبال ساحلية تتركز فيها الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وتحولت الاشتباكات سريعاً إلى هجوم من جانب قوات الأمن. وطلب أنان دخول مراقبي الأمم المتحدة إلى الحفة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً وله شبكة من النشطين في أنحاء سورية، أن 29 مدنياً و23 من مقاتلي المعارضة و68 جندياً قتلوا منذ بدء القتال في المنطقة في الخامس من حزيران (يونيو).
وأضاف أن عشرات أصيبوا. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن من بين المصابين اثنين من قناة «الإخبارية» التلفزيونية الموالية للحكومة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن القوات السورية عازمة على استعادة السيطرة على البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وتساءل قائلاً: «المسألة هي بأي ثمن؟».
وقال نشطون إن الجيش السوري تكبد خسائر كبيرة بسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة التي يصعب تحريك الدبابات والأسلحة الثقيلة فيها وهو ما يعرض الجنود لهجمات مقاتلي المعارضة.
وقال عبد الودود انه على رغم هذه المكاسب تقف وحدات المعارضة معزولة وتعاني من سوء التنظيم نظراً لقطع خطوط الاتصال في شكل متكرر.
وقال قائد من الجيش السوري الحر متمركز قرب الحدود التركية إن هناك حاجة عاجلة للمساعدات. وأضاف: «الموقف رهيب، فلتنس الأسلحة... الناس يحتاجون إلى الدواء والغذاء. كما تعرف نحن في حالة حرب... الجيش يمكنه دخول الحفة في دقائق إذا أراد لكنه يريد أن يدمرها بدلاً من ذلك».
 
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,343,526

عدد الزوار: 6,987,759

المتواجدون الآن: 60