المعارضة تتهم النظام باستعمال غاز السارين قرب دمشق....تسهيلات ائتمانية إيرانية بقيمة سبعة بلايين دولار.....مقاتلون من ميليشيات شيعية عراقية يتفاخرون بقتالهم مع الأسد.. الاتحاد الأوروبي يقرر رفع الحظر على الاسلحة للمعارضين السوريين

"حزب الله" محاصَر في القصير ومقاتلوه يستغيثون...."المرصد السوري" يحصي 141 قتيلاً لـ"حزب الله" بينهم 97 في القصير منذ بدء الهجوم عليها.....طهران تتحدث عن إجراءات لحماية البقاع و"العتبات المقدسة" وتهدد بفتح "جبهة الجولان"...قيادي بارز في «حزب الله» لـ «الراي»: سنكون حاضرين في القصير ... وما بعد بعد القصير...«إخوان» الأردن: قصف القصير بما تعرضت له الضاحية الجنوبية....الحلبي أكد لـ «الراي» احتجاز 40 سورياً في ضاحية بيروت الجنوبية

تاريخ الإضافة الأربعاء 29 أيار 2013 - 5:45 ص    عدد الزيارات 2057    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«حزب الله» يشارك في معارك دمشق وأدلة فرنسية على استخدام «الكيماوي»
البحر الميت (الأردن) – راغدة درغام؛ بروكسيل - نورالدين الفريضي؛ الرياض - حياة الغامدي
لندن، اسطنبول، باريس، بروكسيل - «الحياة»، رويترز، ا ف ب - وسع مقاتلو «حزب الله» نطاق عملياتهم العسكرية لمساندة قوات النظام السوري، ووصلت مشاركتهم الى ريف دمشق ومناطق مختلفة في الاراضي السورية مع استمرار القتال في مدينة القصير، في وقت عاد الى الواجهة ملف استخدام النظام للسلاح الكيماوي، مع اعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان «فرضيات استخدام هذا السلاح تزداد قوة». وجاء كلام فابيوس قبل لقائه مساء امس في باريس نظيريه الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف للتحضير لمؤتمر «جنيف - 2».
وفي حديث الى «الحياة»، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن روسيا ترحب بمشاركة إسرائيل في «جنيف - 2». ونقل عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه «لم يرفض» مشاركة إيران في المؤتمر. وقال غاتيلوف إن دور الحكومة الانتقالية وصلاحياتها وموقع الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية وما بعدها أمور يقررها السوريون أنفسهم من خلال الحوار. واضاف أن واشنطن تراجعت عن شرطها المسبق بضرورة تنحي الأسد أولاً قبل البدء في عملية الانتقال السياسي، وقال ان روسيا «على الخط نفسه مع الولايات المتحدة» في مسألة انخراط طرفي النزاع في سورية في الحوار و»الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية».
وأكد وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير، أن استخدام القوة والتدخل الخارجي في القضية السورية سيزيدها تعقيداً ويؤدي إلى حرب أهلية. وأضاف: «نسعى إلى حل سلمي توافقي، ونأمل من الأطراف الأخرى خصوصاً النظام في سورية، أن يعي أن أي تدخلات أجنبية خارجية ليست في مصلحة القضية السورية وبالتالي يجب أن يكون الحل سلمياً توافقياً وأن تُؤخذ بعين الاعتبار المطالب المشروعة للمعارضة في سورية».
ودعا فابيوس خلال اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسيل الى الحفاظ على وحدة الموقف الأوروبية لأن انقسام الدول الأعضاء «سيضعف دور اوروبا في مؤتمر جنيف». وأوضح في نهاية الجلسة الصباحية التي ظلت خلالها مواقف دول الاتحاد متباعدة، أنه يجب «أن يتمكن مقاتلو المعارضة من الحصول على امكانات عسكرية لتقوية صمودهم... وإذا تم تزويدهم بالسلاح يجب أن تتم مراقبتهم». ودافع وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ عن ضرورة رفع الحظر، قائلا: «معظم دول العالم لا تعطي المقاتلين المعتدلين في المعارضة الوسائل للدفاع عن انفسهم، ما يؤدي الى زيادة التطرف وتشدد الناس. ووصلنا الى حد (التساؤل) الى اي مدى بامكاننا الاستمرار في هذا الوضع».
وقطع فابيوس مشاركته في اجتماع بروكسيل وعاد إلى باريس للقاء كيري ولافروف على عشاء عمل. وقال: «يجب أن يكون الحل سياسيا» من خلال مؤتمر جنيف «ويجب أن تكون المعارضة ممثلة وأن يضم المؤتمر ممثلين عن النظام والدول المعنية وأن يقود إلى حل سياسي». ورأى فابيوس وجوب استبعاد ايران بسبب دورها السلبي في الأزمة السورية اذ «تزود النظام السوري بالسلاح والمقاتلين. كما اكد حزب الله من ناحيته إرساله مقاتلين. ونريد تفادي الخلط بين الأزمة السورية ومشكلة الملف النووي الايراني».
وقال فابيوس ان فرنسا تتشاور مع شركائها بخصوص طريقة الاستجابة للادلة المتزايدة على استخدام اسلحة كيماوية في سورية. واضاف: «ثمة أدلة واضحة متزايدة على استخدام اسلحة كيماوية على نطاق محلي. لا بد من التحقق من كل ذلك ونحن نفعل ذلك مع شركائنا».
ونشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية امس تحقيقا تضمن شهادات لمصابين بالسلاح الكيماوي قرب دمشق. وجاءت فيه روايات لشهود عن تنفيذ قوات الأسد هجمات بأسلحة كيماوية خلال المواجهات مع قوات المعارضة في ضاحية جوبر الملاصقة لدمشق في نيسان (ابريل) الماضي، وكانت مجلة «باري ماتش» الفرنسية نشرت تحقيقاً في وقت سابق تحدث عن استخدام الجيش السوري غازات سامة.
من جهة اخرى اكد المتحدث باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد صالح في اسطنبول امس وجود تقارير ان «حزب الله» وسع عملياته لتتجاوز حدود بلدة القصير الى داخل العاصمة السورية. واوضح صالح: «لدينا ايضا شيء خطر جدا بدأ يحدث، اذ بدأت ميليشيات حزب الله التحرك الى الريف في دمشق. هذا تطور جديد لم نكن نتوقعه لاننا نعرف ان ميليشيا حزب الله موجودة بالفعل في القصير وتحارب هناك. يبدو لي ان ميليشيا حزب الله متورطة تماما في سورية وهذا يؤكد تقارير المخابرات التي تلقيناها من الكثير من الدول الحليفة». وافادت قناة «العربية» ان الحزب ارسل عناصره الى مدينة طرطوس على الساحل السوري. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس ان عدد عناصر «حزب الله» الذين قتلوا خلال الاشهر الفائتة في ريفي دمشق وحمص ارتفع الى 141، بينهم 79 مقاتلا قتلوا خلال الفترة الممتدة بين 19 الشهر الجاري ويوم امس.
وفيما بثت شبكة «سي ان ان» ان السناتور الجمهوري جون ماكين دخل إلى سورية والتقى معارضين، اتهمت المعارضة القوات النظامية باستخدام اسلحة كيماوية في منطقة حرستا قرب دمشق، وقالت ان خمسة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب نحو 200 بعد التعرض لغاز الأعصاب (السارين) وفقا لتقارير وردت مساء اول امس. وقال الناطق باسم «الائتلاف» امس: «في الليلة الماضية بدأنا الحصول على تقارير حول استخدم كميات بسيطة من غاز السارين في ريف دمشق
وتواصلت جهود دول غربية وعربية مع قادة «الائتلاف الوطني» امس للوصول الى قرار في شأن توسيعه واضافة قوى ديموقراطية وعلمانية اليه بعدما فشلت جهود ضم 25 عضواً اضافياً الى هيئته العامة نتيجة فوز ثمانية اشخاص فقط في التصويت، الامر الذي قابلته كتلة نائب رئيس «الائتلاف» رياض سيف بالتلويح بالانسحاب من التكتل المعارض.
 
غينادي غاتيلوف لـ «الحياة»: لإيران دور مهم في سورية
الحياة....البحر الميت (الأردن) – راغدة درغام
أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على ضرورة التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية، مشيراً الى أن دور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية وما بعدها أمر يقرره السوريون في حوار سياسي. ونفى غاتيلوف أن تكون روسيا دعت الأسد لينتقل الى أراضيها وحض الدول التي تعتبر أن على الأسد التنحي أن تبادر الى دعوته للانتقال إليها.
وقال غاتيلوف إن لإيران دوراً مهماً في سورية و «علينا أن نستخدمه في الاتجاه الصحيح لدعم الحل السياسي» واعتبر أن المملكة العربية السعودية وقطر ستخطئان إن قررتا عدم المشاركة في المؤتمر الدولي الخاص بسورية.
وشدد على ضرورة عدم تدخل أي طرف خارجي في القتال الدائر في سورية، لكنه رفض دعوة «حزب الله» أو إيران الى سحب مقاتليهما من سورية. وأكد أن بلاده تواصل إرسال الأسلحة الى سورية «بناء على عقود تسلح قديمة، لكنها أسلحة دفاعية صرف لا تستخدم في حرب أهلية كمضادات الطائرات».
وقال عن تسمية المؤتمر الدولي باسم «جنيف - 2»: «كنا عقدنا مؤتمر جنيف (العام الماضي) وحصلنا منه على بيان جنيف، وكل الأسس التي تضمنها بيان جنيف يجب أن نواصل التحرك فيها قدماً. ونعتقد أن اسم المؤتمر الدولي سيعكس بموضوعية أكبر طبيعة المؤتمر لجهة المشاركين فيه وأهدافه. ما نتطلع اليه قدماً هو أن نبحث في كيفية تطبيق بيان جنيف لأننا نعتبره أساس الحل السياسي».
وعن الحكومة الانتقالية، قال: «نعتقد بتشكيل جسم حكومي انتقالي وهو إحدى النقاط التي تضمنها بيان جنيف». وعما اذا كان «الجسم الانتقالي» مع أو من دون بشار الأسد، قال: «نحن في الموقف نفسه الذي كنا عليه سابقاً ونريد أن يقرر الجسم الانتقالي في مستقبل البلاد وفي النظام السياسي لسورية وكل ما يتعلق بها من قضايا». وأكد ان روسيا ضد أي شروط مسبقة. وأعلن ان بلاده مع سلطات كاملة للجسم الانتقالي، وقال: «لكنها مسألة يجب أن يبت فيها السوريون أنفسهم».
وأوضح أن جوهر سلطات الجسم الانتقالي يجب أن يحدده السوريون في سياق الحوار السياسي. النقطة الأهم الآن هي البدء في حوار سياسي بين المعارضة والحكومة ولهذا نحتاج وفوداً من الطرفين، من الحكومة والمعارضة. هذا ما اتفقنا عليه مع الأميركيين. يجب أن نبدأ التحرك الى حل سياسي على أسس بيان جنيف ولهذا نحتاج أن يكون الجانبان منخرطين في الحوار السياسي.
وقال: «إننا في الجانب نفسه مع الأميركيين»، مؤكداً انه لم تكن هناك مقايضة معهم، وقال: «أعتقد أن روسيا والولايات المتحدة متفقتان الآن وتتشاركان الموقف نفسه بأن الحل الوحيد للأزمة السورية هو حل سياسي».
وأشار الى ان روسيا ترى ان موقف الأميركيين هو أن لا دور لبشار الأسد في سورية المستقبل وهم لا يزالون متمسكين بهذا الموقف. وقال: «لكن في الوقت نفسه هم قبلوا أننا يجب أن نبدأ عملية سياسية، وحصيلة هذه العملية السورية يقررها السوريون أنفسهم».
وعما اذا كانت روسيا تعارض الموقف الأميركي في شأن الأسد، قال: «نحن لا نعارضه، لكن عندنا وجهة نظر أخرى وهي أنه يعود للسوريين أنفسهم أن يقرروا وأن الحكومة هي التي ستحدد ممثليها والمعارضة أيضاً».
وعما إذا كان بشار الأسد سيحدد ممثليه وسيعطي السلطات الى نائبه أو موفده، قال: «لا اعرف، الى نائبه أو رئيس الحكومة أو أي شخص يختاره».
وجدد تأكيد موقف بلاده بأنه يعود الى السوريين أن يقرروا الحل. نحن لن نفرض أي حل. «الرئيس (فلاديمير) بوتين ولافروف كررا في مناسبات عدة أن مشكلتنا ليست في موقع بشار الأسد بل في مستقبل سورية وشعبها، وهذا يجب أن يقرره السوريون أنفسهم، ونحن لا نحاول أن نفرضه أو أي شيء آخر».
وعما اذا كان يمكن الأسد أن يبقى في السلطة حتى الانتخابات السنة المقبلة ويمكن أن يترشح ثانية إن أراد، قال: «نحن لم ندعه الى الرحيل. وعلى الدول التي تدعوه الى الرحيل أن تقدم له الدعوة وليس نحن».
وعما اذا كان يمكن تطبيق النموذج اليمني في سورية، قال: «أعتقد أن أي نموذج مطروح يجب أن يناقش في سياق المفاوضات. من الخطأ أن نرسم أي إطار قبل بدء المفاوضات، ونحن ضد أي فرض لأي حل أو قرار على السوريين».
وكرر الموقف من مبيعات الأسلحة الى سورية، وقال: «فسرنا هذا الأمر مراراً، نحن نعطي أسلحة دفاعية لا هجومية ولا يمكن استخدامها في حرب أهلية، كمضادات جوية وأجهزة عسكرية، بناء على عقود وقّعت في الماضي».
وعما اذا كانت روسيا تدعم فتح جبهة الجولان للمقاومة ضد إسرائيل، قال: «ثمة قوة عسكرية للأمم المتحدة هناك، إضافة الى وجود قرار لمجلس الأمن ونحن ندعم كل هذه القرارات بالكامل ونؤمن بأن قوة حفظ السلام يجب أن تكون هناك».
وعن الموقف من «حزب الله» الذي يقاتل في القصير، قال: «نحن ضد أي تدخل خارجي في الأزمة السورية». وأشار الى انه يؤمن بأن أي تدخل خارجي في الأزمة سيزيدها اشتعالاًَ، بغض النظر إن كان التدخل من «حزب الله» أو أي دولة أو طرف آخر. وقال: «نحن نعتقد أنه غير منتج للعملية السياسية وهذا لا يستثني أي تدخل خارجي في الوضع في سورية».
وقال: «ان هناك دوراً كبيراً لإيران في سورية ونحن اقترحنا أن تشارك إيران ودول أخرى مجاورة في المؤتمر بينها السعودية والأردن ولبنان وكل أولئك الذين يمكن أن يكون لهم تأثير في الحل السياسي».
وشدد على «ان دور إيران مؤثر في سورية وهذا ليس سراً. وأعتقد أننا يمكن أن نستخدم هذا التأثير في الاتجاه الصحيح لتعزيز حل سياسي. إن شاركنا في المؤتمر الدولي الذي نقترحه مع الأميركيين فإننا نعتقد أنها ستكون خطوة إيجابية ومفيدة».
وعما اذا كانت روسيا تؤيد مشاركة إسرائيل، قال: «أهلاً وسهلاً بهم. نحن لا نعارض ذلك».
وعما إذا كان المؤتمر سيكون دولياً إقليمياً وليس حول سورية فقط. وهل سيتغير الموضوع بعيداً عن سورية؟ وكيف يمكن جمع الإيرانيين والإسرائيليين معاً؟ قال: «يعود الأمر اليهم أن يقبلوا الدعوة أو يرفضوها».
وقال: «فهمنا في الاتصالات الأخيرة أن الأمر لم يكن مرفوضاً وهو لم يستبعد هذا الاحتمال. لا أعلم كيف سيكون التطبيق العملي، ولكن على الفور أعلنت بريطانيا وفرنسا أنهما لا تريان أي دور لإيران في المؤتمر. هذه مسألة نقاشية».
وأضاف: «على من يريد فعلاً التوصل الى حل سياسي أن يكون معنا. كل اللاعبين الذين لهم تأثير فعلي ومؤثرين في النزاع في سورية، وإلا لن يكون هناك حل سياسي للوضع».
وأكد أن «نظرة روسيا الى المستجدات الأخيرة في الجانب العسكري تشير الى أن التوازن موجود منذ بعض الوقت، ولكن ليس باستطاعة احد الفوز (عسكرياً)، لا الحكومة ولا المعارضة».
وشدد على ان بعض الدول «ترسل مساعدات عسكرية، والكثير من الأسلحة، الى المعارضة وليس سراً أن مستشارين أميركيين يعملون في الدول المجاورة في تركيا والأردن، وبالتالي في المعنى العسكري هناك دعم كبير. وفي أيدي المعارضة الكثير من الأسلحة الخطيرة.
وعما اذا كان يجب أن يقود الأخضر الإبراهيمي المؤتمر، قال المسؤول الروسي: «يجب أن تقوده الأمم المتحدة. الأخضر الإبراهيمي لا يزال المبعوث الخاص ونحن نعتقد أنه يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تأسيس الخلفية السياسية الضرورية والاتصال الضروري بين الجانبين. هذا جزء من مهمته وعليه أن يفعله».
وأشار الى أن وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف قريبان جداً وبينهما «تناغم» جيد. وقال: «أعتقد أنهما يفهمان بعضهما بعضاً جيداً وأنه إن كان يمكن روسيا وأميركا أن تفعلا شيئاً معاً لأجل سورية فسيكون الأمر جيداً».
وعن الموقف الروسي الذي يراه كثيرون في المنطقة انه يستهدف إبقاء الإرهابيين بعيداً من المدن الروسية، قال: «طبعاً نحن لا نريد أن نرى الإرهاب في بلادنا، ولكن يجب أن ننظر الى المشكلة من زاوية أوسع لأننا ندعم محاربة الإرهاب في كل العالم وهو موقف مبدئي لنا. وأعتقد أنه موقف شركائنا بمن فيهم الأميركيون».
وأعرب عن أمله بأن تكون روسيا والولايات المتحدة معاً في محاربة الإرهاب في كل العالم بما في ذلك سورية.
وعن الموقف الروسي في مجلس الأمن والمتشددين، قال: «بالنسبة الى مجلس الأمن، استخدمنا «الفتيو»، لأن مشروع القرار المقترح آنذاك من شركائنا كان غير متوازن وألقى المسؤولية على جانب واحد، فيما الجميع يعترف الآن بأن الجانبين مسؤولان عن الوضع. حتى بالنسبة الى أمر الأسلحة الكيماوية الذي نوقش أخيراً، حتى بعض الخبراء يقول إن الأسلحة الكيماوية استخدمت من المعارضة ومنهم (العضو في لجنة التقصي حول سورية في الأمم المتحدة) دل بونتي قالت ذلك».
وأكد الاتفاق مع الأميركيين «أن الأسلحة الكيماوية يجب ألا تستخدم في أي مناسبة وأي ظرف». وقال عن الموقف اذا استخدمت: «لا أعلم الآن، لكننا على اتصال وثيق مع الحكومة (السورية) ولدينا تأكيدات وثيقة بأنها لن تستخدم تلك الأسلحة تحت أي ظرف».
وعن التزام استقرار لبنان وتحديداً في ما يتعلق بانخراط «حزب الله» في القتال في سورية، قال: «نحن كما كنا دوماً مع الاستقرار في لبنان، وفي كل اتصالاتنا نكرر موقفنا بأننا قلقون جداً من الوضع بالنسبة الى اللاجئين السوريين، وقدمنا أخيراً مساعدة إنسانية للاجئين».
 
المعارضة تتهم النظام باستعمال غاز السارين قرب دمشق
باريس - ارليت خوري
لندن، بيروت، نيويورك، إسطنبول - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن «قلقه البالغ» حيال تنامي دور «حزب الله» اللبناني في سورية، في وقت أعلن عن ارتفاع عدد قتلى «حزب الله» في الفترة الاخيرة الى 79 عنصراً.
واتهمت المعارضة السورية قوات النظام باستعمال غاز السارين قرب دمشق ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص، فيما نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تحقيقاً تضمن شهادات عن استعمال الجيش النظامي السلاح الكيماوي قرب العاصمة السورية.
وبعد بضع ساعات على سقوط صاروخين في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله» حليف دمشق، دعا الامين العام للامم المتحدة كل الدول والمجموعات الى «التوقف عن دعم العنف داخل سورية»، وفق ما افاد المتحدث باسمه مارتن نيسيركي في بيان. وقال نيسيركي ان بان يبدي «قلقه البالغ حيال مشاركة حزب الله المتزايدة في المعارك في سورية باعترافه هو نفسه، وحيال مخاطر انتشار (الازمة) الى لبنان الذي شهد تصعيداً في التوتر خلال الاسبوع الماضي». وأضاف: «على الجميع في المنطقة ان يتصرفوا بمسؤولية وان يعملوا على خفض حدة الخطاب وتهدئة التوتر في المنطقة».
وأكد نيسيركي ان بان أبدى معارضته لتسليح جميع اطراف النزاع في سورية من قبل دول ومجموعات خارجية. وقال انه «في وقت تجري التحضيرات للمؤتمر الدولي حول سورية يحض الامين العام جميع الدول والمنظمات والمجموعات على التوقف فوراً عن دعم العنف داخل سورية واستخدام نفوذها لتشجيع حل سياسي للمأساة في سورية».
وأضاف بان انه «في غاية الاهمية» منع «انتشار النزاع في شكل خطر خارج الحدود»، مشيراً الى انه على القادة اللبنانيين ان «يلتزموا بشكل صارم» باتفاق قطعوه بالبقاء على الحياد في هذا النزاع و «حماية لبنان من النزاع».
في هذا المجال، قال المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان عدد عناصر «حزب الله» الذين قتلوا خلال الاشهر الفائتة في ريفي دمشق وحمص ارتفع الى 141، بينهم 79 مقاتلاً قتلوا خلال الفترة الممتدة بين 19 الشهر الجاري ويوم امس، علماً أن مصدراً مقرباً من الحزب قال لـ «فرانس برس» اول امس ان عدد قتلى الحزب منذ بدء مشاركته في المعارك في سورية وصل الى 110 عناصر.
وبعدما اعلن المصدر ان الحزب والنظام باتا يسيطران على 80 في المئة من مدينة القصير، وان الطريق بات «آمناً» بين حمص ومدينة بعلبك، المعقل البارز للحزب في شرق لبنان، قال ناشط طلب عدم نشر اسمه إن قوات الرئيس بشار الأسد تسيطر حاليا ًعلى نحو ثلثي بلدة القصير، فيما تحاول تعزيزات لمقاتلي المعارضة من مناطق أخرى في سورية التخفيف من هذا الضغط لكن هجماتهم تراجعت على مشارف البلدة. وذكرت مصادر في المعارضة ان الاشتباكات الضارية أدت إلى قطع الطريق السريع الممتد شمالاً من دمشق إلى مدينة حمص في وسط البلاد.
في غضون ذلك، اتهمت المعارضة قوات النظام باستعمال السلاح الكيماوي في ضاحية حرستا شرق دمشق. وأظهرت لقطات فيديو نشرت على الانترنت من ضاحية حرستا صور عدد من الضحايا يعتقد إصابتهم بسلاح كيماوي.
وفي شريط فيديو آخر بثته المعارضة قال طبيب رفض ذكر اسمه إن هناك عشرات من الجرحى من هجوم آخر بقنبلة غاز كيماوية، وشكا من نقص حاد في العاملين والإمدادات الطبية لعلاج الضحايا.
وفي اسطنبول، اعلن المتحدث باسم «الائتلاف الوطني السوري» خالد الصالح ان خمسة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب نحو 200 بعد التعرض لغاز الأعصاب (السارين) وفقاً لتقارير وردت مساء اول أمس. وقال: «بدأنا الحصول على تقارير حول استخدم كميات بسيطة من غاز السارين في ريف دمشق. ونعرف خمس حالات وفاة مؤكدة على الاقل بسبب الاختناق الناجم عن استخدام غاز السارين. ولدينا اكثر من 200 اصابة في حاجة ماسة للمساعدة».
وفي باريس، نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية في عددها امس تحقيقاً ميدانياً يشير الى لجوء القوات السورية الى استخدام اسلحة كيماوية في مواجهاتها مع قوات المعارضة في ضاحية جوبر الملاصقة لدمشق، ذلك بعد تحقيق نشرته مجلة «باري ماتش» في وقت سابق وافاد باستخدام الجيش السوري لغازات سامة.
وأشار التحقيق الذي اعده الصحافي جان فيليب ريمي والمصور لوران فندرستوكت لصحيفة «لوموند» بعدما امضيا شهرين على الأرض ان الهجمات الكيماوية على جبهة جوبر «لا تشبه شيئاً آخر ولا تقترن بأي شيء محسوس» وانه ما ان يدرك المقاتلون انهم تعرضوا لمواد كيماوية سامة حتى يكون «فات الاوان».
وتابع ان اللجوء الى هذه الغازات لا يقتصر على حي جوبر التي تمثل موقعاً بالغ الأهمية للمعارضة والنظام كونها احد الممرات المؤدية الى العاصمة، بل ان الصحافيين الفرنسيين جمعا عناصر تسمح لهما بالقول انها مستخدمة في اكثر من منطقة.
وذكر ان المقاتلين في المنطقة بدأوا يشعرون بتأثير هذه الغازات خلال شهر نيسان (ابريل) الماضي، وهي تختلف عن الغاز المسيل للدموع المستخدم احياناً في الجبهات، اذ انه مزيج من صنف آخر أكثر قدرة على التسميم.
وأضاف ان هذه الغازات لا تستخدم بكثافة وانما في مناطق محددة ومركزة غالباً ما تكون مواقع مواجهة ضارية مع قوات المعارضة، ومنها مثلاً قطاع «البحرة 1» وهو الأقرب من ساحة العباسيين في دمشق. وتابع ان الهدف من هذا الاستخدام المحدد هو عدم تلويث مساحات كبيرة تحنباً لترك ادلة على اللجوء الى هذه الغازات التي يحمي مقاتلو المعارضة انفسهم منها بما تيسر من قطع من القماش المبلولة بالمياه او اقنعة طبية واحياناً اقنعة واقية من الغاز اذا ما توفر بعضها.
ولفت التحقيق الى ان استخدام هذه الأسلحة تحول الى نوع من الروتين اليومي وتسبب بارتفاع بالغ في عدد المصابين الذين كان فندرستوكت في عدادهم يوم 13 نيسان، اذ انه عانى على مدى اربعة ايام متتالية من اضطرابات في النظر والتنفس.
وتضمن التحقيق شهادات لمصادر طبية تحدثت عن كشفها عن مصابين بالغازات السامة في حمص ودرعا في جنوب البلاد وان عشرات الاصابات كانت تتوافد يومياً على المراكز الطبية الموجودة في الجزء الشرقي من الغوطة، شرق دمشق.
 
السيناتور الاميركي ماكين يلتقي الثوار في سورية ويبحث ملفي التسليح وحزب الله
الحياة..واشنطن - جويس كرم
علمت "الحياة" من مصادر ثقة أن السيناتور الأميركي جون ماكين الذي دخل الى سورية واجتمع مع الثوار، أبدى اهتماما كبيرا بدور ايران وحزب الله في المعارك على الأرض والتقى بثلاث مجموعات من المعارضة العسكرية، بعضهم جاء من مدينة القصير. وأكدت المصادر أن المعارضة أعطت ضمانات بشأن التسليح وطالبت بضربات جوية على أهداف عسكرية للنظام.
 
وأحدثت زيارة ماكين خضة في الوسط السياسي والاعلامي الأميركي كونه السيناتور الجمهوري الأقوى حضورا في مجلس الشيوخ والصوت الأكثر انتقادا لسياسات ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما ولعدم تسليحها المعارضة حتى الآن. وعلمت "الحياة" من مصادر ثقة أن الزيارة التي تم الإعداد لها منذ أسابيع تزامنت مع توجه ماكين الى الأردن ومشاركته بالمنتدى الاقتصادي العالمي.
 
وأكدت المصادر لـ"الحياة" أن ماكين دخل من الحدود الشمالية وعبرَ مسافة 1500 متر داخل الحدود، والتقى بـ١٨ عنصر من قيادات الجيش الحر الى جانب رئيس المجلس العسكري الأعلى سليم ادريس.
 
وأفادت المصادر أن ماكين عقد ثلاثة اجتماعات مع قيادات أتت من مناطق "حلب وحمص والقصير وإدلب" وأن السيناتور الجمهوري ركز في أسئلته على دور ايران وحزب الله على الأرض في سورية، وأيضا سأل عن تنظيم القاعدة، بدورهم ركز الثوار على موضوع التسليح وأعطوا بحسب المصادر "ضمانات بألا يقع السلاح في الأيدي الخطأ"، وشددوا على أهمية تسليح الجيش الحر لتفادي نمو نفوذ المتطرفين.
 
وقال ادريس لموقع "ديلي بيست" أنه طالب ماكين بـ"فرض حظر جوي وضرب أهداف عسكرية محددة للنظام ومقاتلي حزب الله في سورية".
 
وستزيد زيارة ماكين الضغوط على الادارة للتحرك بشكل أقوى في سورية، وتتزامن أيضا مع درس الكونغرس مشروع قانون لتسليح المعارضة.
 
تسهيلات ائتمانية إيرانية بقيمة سبعة بلايين دولار
الحياة...دمشق، طهران - أ ف ب
أعلن حاكم المصرف المركزي السوري أديب ميالة أن إيران تقدم تسهيلات ائتمانية تصل قيمتها إلى سبعة بلايين دولار لبلاده الغارقة في نزاع دام منذ اكثر من عامين.
وقال ميالة إن ايران تواصل «دعم سورية لجهة تقديم خط ائتماني لتمويل استيراد السلع بقيمة بليون دولار قابل للزيادة فور استنفاده، وخط ائتماني آخر بقيمة ثلاثة بلايين دولار لتمويل احتياجات سورية من النفط والمشتقات النفطية»، وفق ما نقلت عنه صحيفة «تشرين» الرسمية.
ولفت ميالة إلى «السعي للانتهاء من كل الإجراءات الخاصة، بتقديم قرض ميسر من الجانب الإيراني لسورية بقيمة ثلاثة بلايين دولار أخرى».
ووقعت دمشق وطهران التي تعد ابرز الحلفاء الإقليميين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، اتفاقاً لفتح خط ائتماني في كانون الثاني (يناير) الماضي، يتيح لسورية الاقتراض من ايران حتى سقف بليون دولار بفوائد ميسرة، وذلك خلال زيارة أجراها رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي للعاصمة الإيرانية.
وترجح معلومات غير مؤكدة رسمياً، أن تكون طهران وفرت سراً العديد من المساعدات المالية لدمشق التي تعاني من انخفاض حاد من احتياطها بالعملات الأجنبية منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الرئيس الأسد منتصف آذار (مارس) 2011.
ونقلت «تشرين» عن ميالة تأكيده «استمرار المصرف (المركزي) في التدخل في سوق القطع الأجنبي، بهدف حماية الليرة السورية من تلاعب المضاربين وتأمين القطع الأجنبي لتمويل كل المستوردات واحتياجات المواطنين، من السلع واحتياجات القطاع الصناعي من المواد الأولية المستوردة ومستلزمات الإنتاج».
وفقدت الليرة السورية اكثر من ثلثي قيمتها منذ بدء الأزمة، وارتفع سعر صرف الدولار من 50 ليرة سورية إلى نحو 150 ليرة.
الى ذلك، تستضيف إيران، غداً الأربعاء «مؤتمراً دولياً» بهدف التوصل إلى «تسوية سياسية» للنزاع في سورية، كما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي التقي فيه وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس مساء أمس في باريس نظيريه الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لمحاولة المضي قدماً في الإعداد لمؤتمر دولي للسلام أطلق عليه «جنيف 2».
وترفض فرنسا مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 في حين ترغب موسكو، الداعمة لنظام بشار الأسد، في مشاركة هذا الداعم الثاني الكبير للنظام السوري، وأيضاً المملكة العربية السعودية معتبرة أن هاتين الدولتين عنصران فاعلان في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان «ينتظر مشاركة أكثر من 40 بلداً إضافة إلى ممثل للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان» في مؤتمر طهران. وكان أنان الوسيط السابق للأمم المتحدة والجامعة العربية في النزاع الذي أوقع، بحسب منظمة غير حكومية، أكثر من 94 ألف قتيل منذ آذار (مارس) 2011.
ولم يكشف عبد اللهيان اسم الدول أو مستوى الوفود التي ستشارك في هذا المؤتمر الذي أطلق عليه «التسوية السياسية والاستقرار الإقليمي».
وقال لقناة «العالم» التلفزيونية الإيرانية «ما سنفعله في طهران وما ستفعله الأطراف الدولية في جنيف 2 يجب أن يتيح توفير الظروف ليتمكن السوريون من تحديد مستقبل بلدهم».
وأوضح أن الهدف من مؤتمر طهران هو «تمهيد الطريق لإنهاء العنف والمساعدة في تنظيم انتخابات تحت إشراف دولي».
وسبق أن استضافت طهران اجتماع «الحوار الوطني السوري» في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. وجمع هذا اللقاء نحو 200 من ممثلي الحكومة وتيارات سياسية ودينية أو قومية مختلفة في سورية حسب وسائل الإعلام الإيرانية التي أشارت إلى حضور حركات «معارضة» صغيرة تعمل سراً أو غير معروفة.
على صعيد آخر، رفضت ايران الاتهامات الفرنسية لقواتها بمساعدة النظام السوري في مواجهة مسلحي المعارضة مشددة على أنها تؤيد حلاً سياسياً للأزمة في سورية.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أن «فرنسا تسعى إلى التستر على تدخلها في الشؤون السورية الذي أدى إلى خسائر بشرية ومالية».
وجاءت تصريحاته بعدما جدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأحد اتهام ايران بعرقلة الحل السياسي للأزمة السورية.
 
"المرصد السوري" يحصي 141 قتيلاً لـ"حزب الله" بينهم 97 في القصير منذ بدء الهجوم عليها
قصف بـ"الكيميائي" لقوات الأسد على دمشق وريفها يوقع عشرات القتلى والمصابين
المستقبل....(أحرار برس، أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ)
قصفت قوات بشار الأسد صباح أمس أحياء ومناطق عدة في العاصمة السورية دمشق بالقنابل الكيماوية السامة؛ ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المدنيين.
وذكرت "لجان التنسيق المحلية" أن أكثر من 6 أشخاص قتلوا وأصيب 72 آخرون جراء قصف قوات الأسد مدينة حرستا بريف دمشق بالقنابل الكيميائية، فيما تم تسجيل حالات الاختناق بالمواد الكيميائية في حي القابون في دمشق.
كما قالت شبكة شام إن قوات الأسد قصفت بالغازات السامة حي جوبر في دمشق وتم تسجيل عدد من حالات الاختناق وسط أنباء عن وصول الروائح السامة إلى بعض المناطق داخل العاصمة مع انتشار حالات الاختناق بين المدنيين.
وأفاد ناشطون أن رائحة الغازات الكيماوية وصلت إلى وسط العاصمة مثل منطقة القصور والعباسيين والعدوي.
وفي سياق متصل، أفاد ناشطون سوريون أن الجيش الأسدي وزع أقنعة واقية على أفراد وعناصر من قواته في عدد من المناطق في دمشق، وذلك قبل أن يؤكد المركز الإعلامي السوري استخدام السلاح الكيماوي في حرستا والقابون في حرستا بريف دمشق والقابون وجوبر في دمشق.
ووفقاً لموقع "العربية.نت" الإلكتروني، فقد أكد نشطاء أن عدداً لا بأس به من الحالات وصل مشافي "الفرنسي والعباسيين" في قلب دمشق، على الرغم من أن بعض تلك الحالات كانت مصابة بحالة نفسيةً، ولكن الحالات الأخرى كانت اختناقات وضيقاً بالتنفس جراء استنشاقهم للغاز.
وكان نشطاء وسكان في مناطق عدة من دمشق وريفها أرسلوا تحذيرات ونداءات استغاثة لما لا يقلّ عن ثلاثة أيام تتمحور حول انتشار رائحة غريبة حول دمشق، ولما لم يكن هناك أي استجابة لا من المجتمع الدولي ولا العربي فإن النظام على ما يبدو استخدم الكيماوي في العاصمة.
ونشر ناشطون فيديوات تبيّن عشرات الإصابات في حرستا في ريف دمشق وجوبر والقابون في دمشق.
وناشد السوريون المنظمات الدولية الإنسانية والمجتمع الدولي إيقاف إبادة السوريين، خصوصاً أن وصول الكيميائية إلى دمشق يعني أنه ما من محرمات لدى نظام الأسد أبداً، وأن العاصمة ليست ببعيدة عن استخدام جميع أنواع الأسلحة بما فيها الغازات السامة.
وقال طبيب يعمل في حرستا، أجريت معه مقابلة في فيديو آخر إن لديهم عشرات من الجرحى من هجوم آخر بقنبلة غاز كيميائية وإن هناك الكثير من الناس يرقدون على الأرض فحسب ولا يوجد من يعالجهم.
وتأكيداً لاستخدام السلاح الكيميائي، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن القوات الموالية للأسد استخدمت الأسلحة الكيميائية مراراً ضد مقاتلي المعارضة في دمشق وذلك وفقاً لروايات شهود.
وقال المراسل فيليب ريمي إنه كان مع زميله "شاهدين لأيام عدة متتالية" على استعمال متفجرات كيميائية وانعكاساتها على مقاتلي المعارضة في حي جوبر في شرق دمشق.
ولاحظ المصور لوران فان در ستوك في 13 نيسان كيف أن المقاتلين "بداوا يسعلون ثم يضعون أقنعة واقية من الغاز بدون تسرع على ما يبدو لأنهم في الحقيقة قد تعرضوا لذلك من قبل وكيف جلس بعضهم القرفصاء وهم يختنقون ويتقيؤون".
وكتبت الصحيفة "يواجهون بسرعة صعوبة في التنفس وأحياناً في الحالات القصوى يتقيأون أو يفقدون الوعي. ويجب إجلاء المقاتلين الأكثر تأثراً قبل أن يختنقوا". وأضافت "شهد صحافيون من لوموند هذا على مدى أيام عدة متتالية في هذه المنطقة على مشارف دمشق التي دخلها مقاتلو المعارضة في كانون الثاني".
وكتبت الصحيفة "خلال شهرين أمضاهما (الصحافيان) على مشارف العاصمة السورية واجهنا حالات مشابهة في منطقة أكبر. وتظهر حدتها وزيادة وتيرة استخدامها وأسلوب استخدام هذه الأسلحة أن ما يتم إطلاقه ليس مجرد الغاز المسيل للدموع الذي يستخدم على كل الجبهات وإنما منتجات من فئة أخرى أكثر سمية بكثير".
وأمس تصاعدت حدة القتال في أنحاء بلدة القصير. وتمكن الثوار من تدمير حاجز عسكري لقوات الأسد على طريق القصير بسيارة مفخخة؛ ما أدى إلى مقتل 10 عناصر من شبيحة الأسد بينهم ضابط.
وقالت "تنسيقية الثورة السورية في حمص" إن "أحد المقاتلين قام بنسف حاجز عسكري لقوات الأسد اعترض طريق قافلة للثوار كانت متجهة إلى مدينة القصير بريف حمص؛ ما أدى إلى مقتل 9 جنود وضابط برتبة نقيب، بالإضافة إلى تدمير آليات عسكرية عدة بالحاجز".
كما أفاد ناشطون سوريون أن مدينة تلبيسة بريف حمص تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون من كتيبة الهندسة في المشرفة وحاجز ملوك.
وفي القصير أيضاً، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام إن الصحافية يارا عباس التي تعمل لحساب قناة "الإخبارية" التلفزيونية الموالية لنظام الأسد، قتلت قرب مطار الضبعة في القصير.
وقال التلفزيون السوري إن "إرهابيين" استهدفوا يارا عباس وهي في منتصف العشرينات من العمر. ويستخدم إعلام الأسد تعبير "الإرهابيين" في الإشارة الى مقاتلي المعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدداً من أفراد طاقمها التلفزيوني أصيب في الهجوم.
وكانت يارا عباس وجهاً مألوفا لمشاهدي التلفزيون التابع للنظام. وتكررت تغطيتها للأخبار خلال مرافقة قوات الأسد خلال الصراع الذي بدأ منذ عامين. وفي آخر تغطياتها في القصير وصفت المقاتلين في المدينة بأنهم إرهابيون وأن قوات النظام تعمل على طردهم من المدينة.
في القصير أيضاً، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه قتل 79 عنصراً من "حزب الله" في معارك مدينة القصير منذ الأحد الماضي، ما يرفع عدد قتلى الحزب في سوريا الى 141 مقاتلاً. وفي حين لم يقدم الحزب حصيلة لعدد قتلاه في سوريا، أفاد مصدر مقرب منه وكالة "فرانس برس" الأحد أن الحزب فقد 110 عناصر خلال الأشهر الماضية.
وقال المرصد السوري أمس إن "عدد عناصر حزب الله اللبناني الذين قتلوا خلال الأشهر الفائتة في ريفي دمشق وحمص ارتفع الى 141، بينهم 79 مقاتلاً قتلوا خلال الفترة الممتدة بين فجر 19 أيار الى فجر (أول من) أمس الأحد"، في إشارة الى تاريخ بدء اقتحام مدينة القصير.
وأشار المرصد الى أن عشرين عنصراً من الحزب قتلوا في النصف الأول من الشهر الجاري في ريف القصير "بينهم عشرة من اللبنانيين المقيمين داخل الأراضي السورية"، في إشارة الى قرى حدودية سورية يقيم فيها لبنانيون شيعة.
وأوضح المرصد أن 42 مقاتلا قتلوا في الأشهر الماضية في ريفي القصير ودمشق، بينهم أربعة الأسبوع الماضي قرب العاصمة السورية.
وكان مصدر مقرب من الحزب أفاد" فرانس برس" أن 22 عنصراً قتلوا في المعارك في مدينة القصير ومحيطها السبت.
وفي اليوم نفسه، أكد الأمين العام للحزب حسن نصرالله في خطاب عبر شاشة عملاقة استمرار الحزب في القتال داخل سوريا، واعداً أنصاره "بالنصر" في المعركة. وقال إن "سوريا هي ظهر المقاومة وهي سند المقاومة، والمقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي ويكشف ظهرها أو يكسر سندها".
وبسبب تصاعد القتال، قال القائم بأعمال السفارة المصرية في سوريا علاء عبدالعزيز إن "السفارة ستنظم اعتباراً من (اليوم) الثلاثاء فوجاً جديداً من رحلات الجسرين البري والجوي لإجلاء المواطنين المصريين الراغبين في مغادرة سوريا والعودة إلى مصر".
وأضاف عبدالعزيز في تصريح أمس أن "هذه المجموعة تضم 60 مواطناً، يغادر 28 منهم براً إلى لبنان ومنها إلى القاهرة جواً، بينما يغادر الباقون جواً من دمشق إلى القاهرة مباشرة".
 
طهران تتحدث عن إجراءات لحماية البقاع و"العتبات المقدسة" وتهدد بفتح "جبهة الجولان"
"واشنطن بوست": إيران تعبئ شيعة العراق للقتال إلى جانب الأسد
المستقبل...(أ ش أ، أ ف ب، يو بي أي)
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الصادرة أمس أن مركزا لتعبئة الشيعة العراقيين لقتال المعارضين السوريين يقع في إيران، التي تسعى "بحسب اعتقاد محللين واستخباراتيين إلى الحفاظ على نفوذها الإقليمي من خلال تمويل وتسليح شبكة المتمردين الشيعة بالمنطقة لدعم الحكومة السورية". وفيما نفى متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية التدخل عسكريا في سوريا، إلا أن مساعداً لوزير الخارجية هدد بفتح "جبهة الجولان" وتحدث عن إجراءات تتخذ لحماية البقاع اللبناني و"العتبات المقدسة" في سوريا.
وقالت الصحيفة الأميركية إن مسألة انخراط شيعة العراق في الحرب الدائرة في سوريا كانت محاطة بسرية حتى وقت قريب، غير أن الدلائل التي ظهرت مؤخرا كشفت حقيقة قتال العراقيين الشيعة إلى جانب قوات بشار الأسد.
وأضافت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الألكتروني، إن اللقاءات التي اجريت مؤخرا مع عدد من المسلحين والمحللين ومسؤولي الحكومات العربية وسكان المدن الشيعية في العراق كشفت اتجاها يعد جزءا من صراع اقليمي يشارك فيه المقاتلون العراقيون "من أجل محاربة مقاتلي تنظيم القاعدة السنيين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "إلى جانب المقاتلين التابعين لـ"حزب الله" اللبناني الشيعي وقوات الأمن الإيرانية، تدفق مقاتلون مؤيدون للأسد بشكل كبير من العراق بعد أن تدربوا على أيدي جماعات مدعومة من إيران".
ورأت الصحيفة أن "دور المقاتلين الشيعة العراقيين في سوريا يثير في حقيقة الأمر أسئلة عديدة حول امكانية تواطؤ الحكومة العراقية في الأمر، خصوصاً بعد أن تعرضت لانتقادات كبيرة من جانب الولايات المتحدة الأميركية بسبب السماح لإيران باستخدام المجال الجوي العراقي لنقل جنود وأسلحة إلى دمشق".
وأفادت الصحيفة بأن "بعض المسؤولين العراقيين حذروا من إحياء الحرب الطائفية في العراق مجددا في حال سقط النظام السوري وانتصرت السنة، فيما قال النائب الشيعي في البرلمان العراقي سامي العسكري إن الحكومة العراقية تغض الطرف عن تدفق المقاتلين الشيعة إلى سوريا".
وأوضحت "واشنطن بوست" أنه "على الرغم من عدم تأكد المحللين وزعماء الميليشيات الشيعية من العدد المحدد للمقاتلين الشيعة العراقيين الذين ذهبوا إلى سوريا، أفاد آخرون أن العدد ربما وصل إلى مائتي فرد وأنه في زيادة مطردة".
وكشف سكان المناطق الشيعية في جنوب العراق أنه "تمت تعبئة المقاتلين خلال اجتماعات حضروها مع زعماء الأحزاب الشيعية والميليشيات المسلحة قبل أن يغادروا البلاد".
وعلى الرغم من كل الدلائل، نفى المتحدث باسم وزارة النقل العراقية كريم النوري أي دعم تقدمه بلاده للحكومة السورية أو المعارضة وقال "إننا لن نسمح بأن تكون العراق جزءا من الصراع الدائر في سوريا".
وفي سياق متصل، رفضت ايران الاتهامات الفرنسية لقواتها بمساعدة النظام السوري في مواجهة مسلحي المعارضة مشددة على انها تؤيد حلا سياسيا للازمة في سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي، كما نقلت عنه وسائل الاعلام الايرانية أمس، ان "فرنسا تسعى الى التستر على تدخلها في الشؤون السورية الذي ادى الى خسائر بشرية ومالية".
وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني أول من أمس بعدما جدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد اتهام ايران بعرقلة الحل السياسي للازمة السورية.
وقال فابيوس "نلاحظ للاسف يوما بعد يوم ان قوات ايران تشارك بقوة الى جانب بشار الاسد. وهذه ليست بالطريقة الجيدة للتوجه نحو السلام" في سوريا.
وتتهم دول غربية وعربية، إيران بتقديم دعم بالاسلحة والقوات للجيش السوري. وتنفي ايران هذه الاتهامات.
وتعتبر طهران العديد من مجموعات المعارضة السورية بانها "ارهابية" لكنها تدعو الى محادثات لتشكيل لجنة مصالحة وطنية لانهاء النزاع.
وجدد فابيوس في هذا الاطار تحفظ فرنسا على مشاركة ايران في مؤتمر سلام يعقد الشهر المقبل في جنيف وقال، "حيث ان ايران لا ترغب في حل سياسي (في سوريا) فان مشاركة هذا البلد من شأنها عرقلة الحل السياسي اكثر من تشجيعه".
وحذر مسؤول ايراني أمس من ان سوريا قد تفتح جبهة جديدة ضد اسرائيل في الجولان اذا لم يتم وقف تدفق السلاح والمسلحين اليها، وقال ان اجراءات تتخذ لحماية العتبات الشيعية المقدسة في دمشق.
ونقل تلفزيون "العالم" الايراني عن مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان قوله ان سوريا يمكن ان تفتح جبهة جديدة ضد كيان الاحتلال في الجولان المحتل اذا لم يتم ضبط الحدود من قبل الدول المجاورة ومنع تهريب السلاح والمقاتلين الى الاراضي السورية عبرها.
وأضاف ان القضية الاخرى التي تهم ايران هي حماية البقاع والمقامات والمراقد المقدسة في سوريا مثل مرقد السيدة زينب ومرقد السيدة رقية وغيرها من المقامات التي تهم المسلمين وخاصة الشيعة في العالم مشيرا الى ان ايران تولي اهتماماً خاصاً بهذا الأمر.
وقال "لا يمكن القبول بان تدخل البحرين قوات بلد مدججة بمئات الدبابات والمدافع والجنود بذريعة حماية المنشآت العامة"، وذلك في اشارة الى دخول قوات درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي الى البحرين، "لكن العتبات المقدسة في سوريا تتعرض لهجمات الإرهابيين ويبقى عالم التشيع متفرجا".
وأشار إلى "اجراءات يتم اتخاذها لحماية هذه المراقد والعتبات المقدسة والمهمة على صعيد العالم الاسلامي والتشيع".
ووصف المرحلة الحالية في الازمة السورية بانها "مصيرية جداً".
وقال إن "إيران تدعم الشعب والنظام والمعارضة الوطنية التي تؤمن بالحل السياسي وتدعمه". وأضاف ان "الموقف الايراني لم ولن يتغير في الدفاع عن سوريا، وحزب الله يتبع استراتيجية مماثلة".
 
 بيلاي تصف مستوى انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا بـ "المروّع"
"اليونيسيف": 20 ألف محاصر في القصير معظمهم أطفال
المستقبل....(أحرار برس، أ ف ب)
عبرت منظمة اليونيسيف عن "قلقها البالغ" بشأن سلامة المدنيين في مدينة القصير، وتخشى من أن يكون آلاف الأطفال والنساء عالقين في البلدة بسبب العنف، في الوقت الذي يدخل القتال يومه السادس، فيما وصفت المسؤولة عن مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي مستوى انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا بـ"المروع".
وقالت المنظمة المعنية برعاية الأطفال حول العالم في بيان إنه "يعتقد أن ما بين 12 و20 ألف شخص، معظمهم من الأطفال، ما زالوا داخل المدينة"، من مجموع سكان بلغ 30 ألف نسمة بحسب البيان.
وأضاف البيان أنه "خلال الأيام القليلة الماضية فرت مئات الأسر إلى لبنان ومناطق مختلفة داخل سوريا"، 500 أسرة فرت إلى حسياء بريف حمص، وانضمت إلى 1144 عائلة فرت من البلدة خلال الشهر الماضي.
ووصف البيان الوضع في حسياء بأنه "بائس للغاية" بسبب الطقس البارد ليلاً، وازدحام المهجرين في مبانٍ غير مكتملة أو في خيام بمدرستين داخل حسياء.
وقدرت المنظمة العاملة في أكثر من 190 بلداً حول العالم، أن 4,25 ملايين سوري شردوا داخل بلدهم، فيما لجأ نحو 1,5 مليون الى دول الجوار.
ويؤكد الناشط الحمصي البارز هادي العبد الله أن 40 ألفاً من المدنيين محاصرون في القصير وباتوا عرضة لهجمات "حزب الله" التي تهدف إلى تدمير المدينة بالكامل.
وفي جنيف أعلنت نافي بيلاي أمس أن مستوى انتهاكات حقوق الإنسان في الحرب في سوريا أصبح "مروعاً". وقالت لديبلوماسيين لدى افتتاحها إحدى الدورات الأربع السنوية لمجلس حقوق الإنسان "إننا نواجه كارثة إنسانية وسياسية واجتماعية وما يلوح في الأفق هو فعلا كابوس".
وحذرت من أن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا "بلغت أبعاداً مروعة" واصفة الوضع في البلاد بأنه "تحدٍ غير مقبول للضمير الإنساني".
وقالت "نشعر بخوف كبير إذ نشهد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وحياة الإنسان من كافة الأطراف" مضيفة "ان المجتمع الدولي عاجز عن الالتزام بأبسط تعهداتنا حيال الضحايا".
وأضافت "يبدو وكأننا بالكاد يمكننا أن نصرخ في الظلام ونحصي القتلى" معلقة على النزاع المستمر منذ 26 شهراً والذي أسفر عن مصرع أكثر من 94 ألف شخص ولجوء 1,5 مليون سوري الى الدول المجاورة.
وذكرت بيلاي أن النظام يستخدم "قوة غير متكافئة ومن دون تمييز في المناطق السكنية" بما في ذلك تقارير عن استهداف مباشر للمدارس والمستشفيات. كما أشارت أيضاً الى "انتهاكات لحقوق الإنسان" من قبل مقاتلي المعارضة بما في ذلك إعدامات تعسفية ومعلومات عن إرغام نساء وفتيات على الزواج من مقاتلين.
كما ذكرت بيلاي بالمعارك المستمرة للسيطرة على مدينة القصير مع تقارير عن سقوط مئات القتلى والجرحى وعن وجود المئات المدنيين فيها.
وعلى الرغم من الوضع الميؤس منه قالت بيلاي إن هناك مجالاً لتحرك الأسرة الدولية، داعية مجلس الأمن الدولي الى إحالة ملف سوريا على محكمة العدل الجنائية في لاهاي. وقالت "لا يمكن أن يفلت المسؤولون عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من العقاب".
ويجري مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان غداً نقاشاً حول "تدهور وضع حقوق الإنسان في سوريا والمجازر الأخيرة في القصير" بناء على طلب عاجل من الولايات المتحدة وتركيا وقطر.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة في جنيف الاين تشامبرلاين دوناهيو للمجلس أمس أن نظام بشار الأسد "تسبب في قتل أو جرح عدد كبير من المدنيين". وقال رئيس المجلس، البولندي ريميغيوز هنزل "لا أرى أي اعتراضات. لقد تقرر إجراء النقاش".
واعتبر مندوب لفنزويلا إن "قرار إجراء هذا النقاش (حول سوريا) لا يتفق مع أي منطق... لا سيما وأننا سنجري خلال أيام (في الثالث من حزيران) حواراً مع لجنة التحقيق حول سوريا". وأضاف "لكن فنزويلا لن تعارض إجراء هذا النقاش"، مشدداً على أهمية الحوار والتعاون.
ويأتي تنظيم هذا النقاش بصورة عاجلة على خلفية الجهود الديبلوماسية الكثيفة لعقد مؤتمر دولي في حزيران المقبل تحت اسم جنيف 2 لايجاد حل سياسي للنزاع.
 
قيادي بارز في «حزب الله» لـ «الراي»: سنكون حاضرين في القصير ... وما بعد بعد القصير
 خاص - «الراي»
أبلغ قيادي بارز في «حزب الله» الى «الراي» ان المعارضة السورية تعمل على كسب اوراق ضاغطة على الارض مع التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر «جنيف - 2». وقال: «المعارضة ومسلحوها يشنون هجوماً كبيراً في مدينة حلب للسيطرة على مدينة الزهراء الشيعية والمحاصرة منذ نحو عامين»، رابطاً هذا التطور بـ «محاولة انتزاع ورقة ضاغطة مقابل مدينة القصير»، ومشيراً الى انه «شتان بين القصير وريفها كموقع استراتيجي وبين مدينة الزهراء في حلب».
وتوعد القيادي البارز بان «حزب الله سيكون حاضراً في القصير وما بعد القصير وما بعد بعد القصير»، كاشفاً عن «ان مقاتلي الحزب شنوا ليل الاحد الاثنين هجوماً على محيط مدينة السيدة زينب، التي كانت تعتبر خط تماس، واستطاعوا التوغل نحو الف متر من خلال السيطرة على مبانٍ تشكل مصدر نيران ضد الوافدين من الزوار».
وعزا القيادي البارز في «حزب الله» سبب ما وصفه بـ «تراخي جبهة المسلحين في السيدة زينب، الى انسحاب اعداد كبيرة من هؤلاء في اتجاه مدينة القصير لدعم المسلحين هناك»، مشيراً الى «ان اعداداً كبيرة من المسلحين استطاعوا الدخول في منطقة قريبة من مطار الضبعة لنجدة المسلحين المحاصرين في الداخل، الا ان القوات السورية اقفلت فجراً المنافذ حتى في الحي الشمالي من مدينة القصير وان العملية مستمرة من دون اي سقف زمني وسط جهد مدفعي ودعم ناري بلغ اوجه في مدينة القصير ومحيطها».
 
زيادة لـ «الراي»: جلال الدين خانجي أفضل المرشحين لرئاسة «الائتلاف»
الرأي.. بيروت - من ريتا فرج
انتقد مدير مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري رضوان زيادة « حال المراوحة السياسية لدى الائتلاف الوطني السوري الذي استغرق أكثر من أربعة أيام من النقاش حول التوسعة»، مؤكداً أن «الائتلاف أمام تحديات كبرى سواء ما يتعلق في تدخل حزب الله في القصير أو الموقف من مؤتمر جنيف 2، أو ما يجري في الغوطة الشرقية من استخدام الغازات السامة».
وأكد زيادة الذي شارك في اجتماعات الائتلاف في اسطنبول في اتصال مع «الراي» أن «النقاش بشأن التوسعة خلال الجلسات كان يدور حول عدم وجود الكوادر النسائية في شكل كاف وحول تمثيل الأقليات»، موضحاً «أن هذا النقاش تحول الى خلاف حول هوية الائتلاف وقراراته الوطنية «، ومشدداً على أن «التخبط الذي يمر به المعارضون بشأن التوسعة ودخول أعضاء جدد يؤكد تماماً فشل الائتلاف في الاستجابة الى تحديات الثورة والتطلعات التي ينظر اليها السوريون لأي مؤسسة سياسية في المستقبل قادرة على الاستجابة للتحديات السياسية الكبرى التي تمر بها سورية».
ولفت زيادة الى «أن الشخصيات «الثمانية التي تمكنت من الانضمام الى عضوية الائتلاف نالت اكثرية الثلثين وهم ميشال كيلو وفرح الاتاسي وجمال سليمان واحمد ابو الخير شكري وعالية منصور وانور بدر وايمن الاسود ونورا الأمير، ولم تستطع 14 شخصية أخرى الحصول على الأصوات الكافية»، دون أن ينفي «وجود تخوف لدى كتلة الاخوان المسلمين من اتساع قاعدة اليساريين والعلمانيين في الائتلاف»، ومؤكداً «وجود ضغوط اقليمية مستمرة ومباشرة على الائتلاف بغية إدخال عناصر جديدة».
واعتبر أن «تدخل بعض الدول أصاب الائتلاف بشلل حقيقي، خصوصاً أن هذه الدول غير قادرة على التوافق بسبب أجنداتها المختلفة ما ينعكس بشكل سلبي علينا ويؤدي الى عدم قدرة المعارضة على تخطي هذه الحساسيات الاقليمية بدل النظر فقط الى مصلحة سورية الكبرى».
ورداً على سؤال عن الأسباب التي تمنع الائتلاف من اتخاذ موقف واضح في شأن المشاركة في جنيف - 2 بعدما، رأى زيادة أن «ثمة العديد من الاسئلة الى تحتاج الى توضيح من القائمين على المؤتمر قبل اتخاذ قرار في المشاركة»، مشيراً الى أن «الائتلاف لديه تساؤلات حول النتائج التي سيسفر عنها موقع (الرئيس السوري بشار) الاسد في المرحلة الانتقالية وما هي الآليات التنفيذية التي يجب أن يتخذها المجتمع الدولي من أجل إلزامه بمقرارات هذا المؤتمر».
وعمّا إذا كان لدى الائتلاف توجه أولي للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، لفت الى أنه « من الصعب الاجابة على هذا الموضوع ونحتاج الى مزيد من النقاشات وقد يتم تعليق النقاش حتى تتضح الصورة حول طبيعة المؤتمر وخارطته السياسية».
وأعلن أن اجتماعات الائتلاف مستمرة الى «حين اتخاذ القرارات بشأن الحكومة الانتقالية وانتخاب الرئيس».
وحول الشخصية المعارضة التي يمكن أن تصل الى سدة رئاسة الائتلاف اشار زيادة الى أن «جلال الدين خانجي ممثل المجالس المحلية في حلب يتمتع بالمواصفات المطلوبة وهو من أفضل المرشحين».
 
«إخوان» الأردن: قصف القصير بما تعرضت له الضاحية الجنوبية
عمان - «الراي»
طالبت جماعة «الاخوان المسلمين» في الاردن ايران و«حزب الله» بالكف عن التدخل في سورية، محذرة من تحويل الصراع هناك الى حرب طائفية، في الوقت الذي استأنف اللاجئون السوريون تدفقهم على الاردن.
وقال المراقب العام لجماعة الاخوان همام سعيد في تصريح صحافي: «إننا نرى ان ما يفعله حزب الله من اختراق للاراضي السورية ونقل سلاحه ومقاتليه الى القصير يصب باتجاه تحويل القضية السورية باتجاه جعلها حربا طائفية».
وتابع: «انطلق الشعب السوري بثورته يطالب بحريته وكان بعيدا عن كل نزعة طائفية ولكن معركة القصير ستشعل المنطقة كلها لآثارها المدمرة التي ستزرع في مجتمعنا الشامي أحقاداً لا تمحى بعد مئات من السنين».
وأشار سعيد الى أن «ما تتعرض له القصير التي اجتمعت على أهلها صواريخ النظام السوري وحزب الله يذكر بما كانت تتعرض له الضاحية الجنوبية عندما قصفها العدو اليهودي بصواريخه وقذائفه».
وطالب سعيد «حزب الله» بالرجوع الى «تبني المقاومة التي بدأها باتجاه الكيان الصهيوني والا يسخر سلاحه باتجاهات اخرى تنقض كل ما بناه من فكر وعمل في هذا الشأن».
كما حث حكومة ايران على التوقف عن دعم نظام الاسد «الاجرامي» مذكراً اصحاب القرار هناك بان ما يفعلونه يتعارض كلياً مع مبادئ الثورة التي قامت لمواجهة المستكبرين والمستعمرين ولكنها الان تسخر سلاحها ورجالها لقتل المستضعفين والبائسين والمحرومين في سورية.
من ناحية ثانية، استأنف اللاجئون السوريون تدفقهم على الاردن، وبلغ عدد اللاجئين الذين دخلوا مخيم الزعتري صباح امس 192 لاجئا وفق ما اعلنه المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين انمار الحمود.
واكد الحمود في تصريح صحافي عودة تدفق اللاجئين السوريين للمملكة حيث بلغ عدد اللاجئين الذين دخلوا المخيمات 473 لاجئاً خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وكان ناشطون سوريون قد أكدوا أن السلطات الأردنية توقفت عن استقبال اللاجئين السوريين، فيما نفت الحكومة الاردنية وجود أي تغيير على سياستها تجاههم.
 
الحلبي أكد لـ «الراي» احتجاز 40 سورياً في ضاحية بيروت الجنوبية
 بيروت - «الراي»
منذ سقوط صاروخي «غراد» عيار 107 ميلليمترات في الضاحية الجنوبية لبيروت صباح اول من امس، ارتفعت درجة «التحوّط» في المعقل الابرز لـ «حزب الله» خشية ان يكون هذا التطور غير المسبوق مقدّمة لدخول مناطقه «دائرة الخطر» الفعلي باستهدافات ربما تتخذ أشكالاً أخرى كالتفجيرات وسواها في إطار «تشظيات» انخراطه في الصراع العسكري بسورية ولا سيما في القصير.
وفي هذا السياق، تقاطعت المعلومات عند تنفيذ «حزب الله» انتشاراً امنياً في الضاحية الجنوبية استمرّ ليل الاحد، وسط تقارير تحدثت عن ظهور العشرات من عناصر الحزب مزودين اجهزة لاسلكية عند نواصي الشوارع وقرب مداخل المساجد الرئيسية، حيث راحوا يدققون في هويات كل الاشخاص «الغرباء» عن المنطقة.
وترافق ذلك مع تقارير اشارت الى تضييق على العمال السوريين المقيمين في الضاحية الجنوبية ولا سيما في ساعات الليل، والى تعرض عدد من العمال للتوقيف.
واكد رئيس المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الإنسان المحامي نبيل الحلبي الذي يتابع القضايا القانونية للنازحين السوريين، انه خلال فترة بعد ظهر الأحد «حصلت عملية تدقيق في هويات السوريين خصوصاً الحافلات الآتية من منطقة الكولا باتجاه البقاع، حيث جرى إنزال السوريين عند محطة الغبيري وتمّ أخذهم الى ملعب الراية في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية وقد بلغ عدد هؤلاء 40 شاباً وليس لدينا أي فكرة عن أسباب الاحتجاز لكن هؤلاء الشبان تمّ احتجازهم بعد التدقيق في هوياتهم».
وقال الحلبي لـ «الراي»: «نعتقد أن عملية الاستدعاء تمت من أجل التحقيق معهم وهذه المسألة تكررت في السابق، حيث احتجر بعض السوريين من قبل حزب الله وكان الحزب يسألهم عن مكان سكنهم وإذا كانت لهم علاقة مع أحزاب سياسية في لبنان».
وفي موازاة ذلك، أدخل كل من السوريين محمد ابراهيم عزو وفرحة عزو واحمد ابراهيم عزو وامينة عزو إلى مستشفى الريان في بعلبك لاصابتهم بجروح على اثر اطلاق مجهولين النار من سلاح صيد على الخيم العائدة لهم والموجودة على مفرق الطيبة (البقاع).
 
مقاتلون من ميليشيات شيعية عراقية يتفاخرون بقتالهم مع الأسد.. أبو سجاد: نقوم بمهمات خاصة فقط وعندما نستولي على موقع نسلمه للقوات السورية

جريدة الشرق الاوسط... بغداد: أبيغايل هاوسلونر* ... كان المقاتلون العراقيون الذين ظهروا في الفيديو يحملون البنادق الهجومية وقاذفات «آر بي جي» وهم يسيرون على الطريق السريع الذي اصطفت على جانبيه أشجار السرو يبتسمون وهم يسجلون بهواتفهم الجوالة وكاميرات الفيديو مشاعرهم في أعقاب معركة شرسة خاضوها لتأمين مطار حلب من محاولات الثوار السوريين الاستيلاء عليه. صاح أحد قادة هذه المجموعة: «أنتم أبناء العراق وأبناء الإسلام».
بعد أسابيع عرض أبو سجاد، وهو اسم مستعار لقائد الميليشيا العراقية الذي ظهر في الفيديو، متفاخرا، هذا المقطع في بغداد كدليل على الدور المحوري الذي لعبته ميليشيات شيعية في العراق في دعم الرئيس السوري بشار الأسد في الصراع الذي تحول بصورة متزايدة إلى حرب طائفية وإقليمية. بيد أنه لم يتسن التأكد من المكان أو الظروف التي تم تصوير الشريط فيها.
حتى وقت قريب، كانت مشاركة الشيعة العراقيين في الحرب السورية مغلفة بالسرية هنا في العراق، حيث دأبت حكومته على نفي أي مشاركة لها في الصراع. لكن المقابلات الأخيرة مع مقاتلين ومحللين ومسؤولين بحكومات عربية وأبناء المدن الشيعية في العراق، كشفت عن توجه متنام لإعلان هذا الأمر لاعتقاد المقاتلين العراقيين أن مشاركتهم جزء من صراع إقليمي لهزيمة «القاعدة»، وما يقولون إنه جهود واسعة من قبل المنطقة السنية للقضاء على الشيعة.
وإلى جانب المقاتلين المنتمين إلى القوات الأمنية الإيرانية ومقاتلي حزب الله الموالين للأسد يشارك مقاتلون عراقيون ينتمون في غالبيتهم إلى المجموعات المقاتلة المعروفة بتلقيها دعما إيرانيا.
يثير دور المقاتلين الشيعة العراقيين في سوريا تساؤلات حول تواطؤ محتمل من الحكومة العراقية، وهو ما انتقده مسؤولون أميركيون أخيرا بالسماح لإيران باستخدام المجال الجوي العراقي للرحلات التي يزعم أنها تنقل الأسلحة والقوات والإمدادات إلى حكومة الأسد. ويقول مسؤولون عراقيون إنهم وافقوا على طلبات الولايات المتحدة بتفتيش الرحلات الإيرانية. لكن كريم نوري، المتحدث باسم وزارة النقل، قال: «إن عمليات التفتيش العشوائية الأخيرة لم تكشف عن أي شيء غير شرعي».
وأضاف: «نحن لا نؤيد المعارضة أو النظام في سوريا، ولن نجعل العراق جزءا من الحرب هناك». غير أن مسؤولين عراقيين حذروا مرارا وتكرارا من أن سقوط الأسد يمثل كارثة للعراق، فقد صرح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لوكالة «أسوشييتد برس» في فبراير (شباط) أن انتصار الثوار في سوريا من شأنه إحياء حرب طائفية في العراق. بينما قال سامي العسكري، النائب الشيعي المقرب من المالكي، في مقابلة أجريت معه، إن الحكومة «تغض الطرف» عن تدفق المقاتلين الشيعة إلى سوريا، كما هو الحال بالنسبة للسنة العراقيين الذين يساعدون الثورة في سوريا.
ويقول محللون وقادة الميليشيات الشيعية إنه لم يتضح بعد عدد الشيعة العراقيين الذين شاركوا في القتال في سوريا، لكن أبو سجاد يقدر أعدادهم بنحو 200 مقاتل، مشيرا إلى أن الأعداد في تزايد. وقال إن بيان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي أشاد فيه بمقاتلي المعارضة السورية في قتالهم ضد الأسد والإيرانيين، و«جبهة النصرة» التي تعهدت أخيرا بالولاء لـ«القاعدة»، هو ما أثار حمية المقاتلين الشيعة.
وقال أبو سجاد «أصبح من الشائع جدا الآن أن يقول أحدهم (أنا ذاهب إلى سوريا للقتال)، لماذا يقول الظواهري ذلك علنا، بينما نبقيه نحن سرا؟».
وفي مقابلة في بغداد، رفض أبو سجاد وأحد قادة الميليشيا الآخرين، أبو آية، الإفصاح عن كيفية دخولهم إلى سوريا أو الدور الإيراني في العملية. لكنهم قالوا إن بعض عملياتهم ساعدت في ترجيح كفة حكومة الأسد، التي حققت انتصارات على المعارضة في الآونة الأخيرة.
ووصف أبو سجاد مهمته التي امتدت لشهرين في ربيع هذا العام بأنها كانت منظمة للغاية. وقال إنه انضم إلى عشرة من المقاتلين، يتمتعون جميعهم بمهارات قتالية عالية بفضل السنوات التي قضوها في قتال القوات الأميركية في العراق، وإن الجيش السوري زودهم بالأسلحة والمركبات والإمدادات.
وقال: «القوات العراقية تقوم بمهمات خاصة فقط. نحن نقاتل وعندما نحرر مكانا يأتي الجيش السوري ليقيم قاعدة فيه».
وقال الرجلان إنهما ينتميان إلى ميليشيا شيعية لكنهما رفضا التصريح باسمها. لكن شيعة من مدينة الصدر في بغداد يعرفونهما قالوا إنهم أعضاء في جماعة «عصائب أهل الحق» المسؤولة عن الهجمات الأميركية في العام الأخير من الحرب العراقية.
ويقول صحافيون وسكان في بغداد والعديد من المدن الشيعية الأخرى في جنوب العراق، إن الجماعة تقوم بجهود مريبة لتجنيد المقاتلين وإرسالهم للقتال في سوريا.
على الصعيد العلني، يقول قادة الميليشيات والمسؤولون الحكوميون ورجال الدين الشيعة في بغداد وطهران، إن شيعة العراق يقصدون سوريا لسبب وحيد، وهو حماية ضريح السيدة زينب جنوب دمشق. وقال مسعود جزايري، المتحدث باسم هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الإيرانية، لقناة «المنار» الإخبارية اللبنانية الأسبوع الماضي، إنه «تم اتخاذ العديد من التدابير لتشكيل قوات لحماية الأضرحة الشيعية في سوريا».
ويقول ويل فولتون، محلل الشؤون الإيرانية في معهد «إنتربرايز» الأميركي في واشنطن والذي شارك في كتابة تقرير صدر أخيرا عن استراتيجية إيران في سوريا، إن عددا كبيرا من التقارير الإخبارية حول الجثث التي تعود إلى العراق من سوريا وجنازات المقاتلين الشيعة الذين قتلوا هناك تشير إلى أن نشاط شيعة العراق في المعارك يتعدى منطقة السيدة زينب، التي تنخفض فيها حدة القتال.
وقال أبو سجاد وأبو آية إنه كانت هناك معارك بين المسلحين العراقيين والثوار المناهضين للأسد في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك في دمشق وحلب وحمص ومنطقة القصير الاستراتيجية على طول الحدود مع لبنان.
وقال سكان المدن الشيعية الجنوبية إن المقاتلين يتم تجنيدهم في الاجتماعات مع الأحزاب السياسية الشيعية والميليشيات، وإنهم عادة ما يسافرون عبر إيران.
ويقول صحافي في مدينة النجف، طلب عدم ذكر اسمه لتجنب لفت أنظار الميليشيا إليه: «في كل يوم تخرج جنازتان أو ثلاث لأشخاص قتلوا في سوريا. 90 في المائة من هؤلاء قامت جماعة (عصائب أهل الحق) وجماعة (كتائب حزب الله)، المدعومة من إيران، بتجنيدهم».
وأضاف أبو سجاد وأبو آية أنه في كثير من الحالات، كانت وحدات شبه عسكرية متخصصة من المقاتلين الشيعة العراقيين المدربين تدريبا جيدا ومقاتلي حزب الله اللبناني، تقوم بشن هجمات ضد قوات الثوار لأن كتائب الجيش السوري تخشى القيام بها.
وأظهر الرجلان أكثر من اثني عشر شريط فيديو تم تصويرها بهاتف جوال قالا إن أبو سجاد ومقاتليه قاموا بتصويرها خلال المعارك في سوريا. وكانت العديد من أشرطة الفيديو وغيرها قد عرضت على شبكة الإنترنت خلال الشهرين الماضيين تظهر عراقيين يقاتلون في سوريا.
أحد أشرطة الفيديو التي التقطها أبو سجاد تظهر مقاتلين عراقيين يرتدون زيا أخضر يجهزون للهجوم على قوات الثوار في ضاحية جوبر بدمشق، وصاح أبو سجاد مشيرا إلى مجموعة من الرجال في الفيديو: «انظر هذا هو الجيش السوري الحر لا يحرك ساكنا لأنهم خائفون، وهذا أنا».
وقال أبو سجاد إن وحدته تمكنت من تحقيق انتصارات حاسمة على الثوار السوريين، وأسرت جواسيس مشتبها بهم، وأنقذت مطار حلب الاستراتيجي من تهديد القصف.
وأضاف أبو سجاد أن وحدته تمكنت في نهاية مهمته الأولى في جوبر، بمساعدة الاتصالات اللاسلكية العادية مع حزب الله، من التوغل في المناطق التي يسيطر عليها الثوار وقتلت الكثير من الأفراد.
وذكر أنه قبل البدء في تنفيذ الهجوم، قال لقائد الجيش السوري: «الآن سترون ما سيفعله العراقيون». وعندما انتهوا قاموا بتسليم المنطقة إلى الجيش السوري، وانتقل إلى المهمة التالية.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
 
 
الاتحاد الأوروبي يقرر رفع الحظر على الاسلحة للمعارضين السوريين
إيلاف...أ. ف. ب.   
قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن فشل حكومات الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على مد العمل بحظر السلاح المفروض على سوريا ينهي فعليا الحظر الذي يفرضه الاتحاد على امداد المعارضة السورية بالسلاح.
بروكسل: قرر وزراء الخارجية الاوروبيون مساء الاثنين في بروكسل رفع الحظر المفروض على الاسلحة للمقاتلين السوريين المعارضين، مع استمرار تطبيق بقية العقوبات التي فرضت منذ عامين على النظام السوري.
وينسجم هذا القرار مع رغبة بريطانيا وفرنسا، البلدين الوحيدين في الاتحاد الاوروبي اللذين يطالبان منذ اشهر عدة بامكان تسليح المعارضين السوريين المعتدلين.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اثر الاجتماع منتصف ليل الاثنين الثلاثاء "هذا المساء، قرر الاتحاد الاوروبي وضع حد للحظر على الاسلحة للمعارضة السورية وابقاء العقوبات الاخرى بحق النظام السوري".
واضاف "تلك هي النتيجة التي كانت تامل بها بريطانيا".
واعتبر هيغ "انه القرار السليم" لانه "يوجه رسالة بالغة القوة من اوروبا الى نظام الاسد".
لكن هيغ اكد في المقابل ان بلاده لا تنوي ارسال اسلحة الى المعارضين "على الفور"، موضحا ان رفع الحظر "يتيح لنا امكان القيام بذلك في حال تدهور الوضع".
واتخذ هذا القرار بعد اجتماع استمر لاثنتي عشرة ساعة واستغرق وقتا اطول بكثير مما كان مقررا بسبب "المشاورات الصعبة" بين الوزراء، وفق دبلوماسيين. وابدت دول عدة بينها النمسا وجمهورية تشيكيا رفضها الشديد لرفع الحظر.
واكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان تقديم السلاح "يهدف الى حماية المدنيين" ويخضع لعدد من الشروط، وخصوصا لجهة مراقبة الجهات التي سيسلم لها السلاح بهدف تجنب وصوله الى مجموعات متطرفة.
وسيقوم الاتحاد الاوروبي "بتقييم موقفه قبل الاول من اب/اغسطس"، خصوصا في ضوء نتائج مؤتمر جنيف-2 الذي بادرت الولايات المتحدة وروسيا الى اقتراح تنظيمه.
واوضحت اشتون انه تم تمديد بقية العقوبات بحق النظام السوري لاثني عشر شهرا، علما بانها تستهدف شخصيات وكيانات في النظام وتلحظ ايضا سلسلة تدابير تجارية ومالية.
 

كيميائي الأسد على حرستا وجبهة جديدة للحزب في دمشق وطرطوس

"حزب الله" محاصَر في القصير ومقاتلوه يستغيثون
المستقبل..فادي الداهوك
يستغيث مقاتل من "حزب الله" عبر جهاز اللاسلكي " تصاوبوا كلّن، تصاوبوا كلن، ابعتلي حدا". يحاول متلقي الاستغاثة تهدئته "يا صاحبي طول بالك، روق شوي فهمني شو القصة، ليك يا خيي زبط أمورك عالرواق وكل شي بينحل، بوعلي مهدي عم تسمعني. بوعلي مهدي".
تسجيل آخر رصده ثوّار القصير، لكن هذه المرّة كان بوعلي مهدي الشخص الذي ورد اسمه في أكثر من تسجيل وهو على ما يبدو أحد قادة عمليات الحزب في القصير، يجيب شخصياً على أحد نداءات مقاتليه الذي ناشده قائلاً "يا بوعلي مهدي أنا محاصر من كل الميلات، والشباب عم يروحوا بين إيديي، عم يزتوا عليي قنابل مش قدران اتحرك، هني مثبتيني ما عم فيي أعمل شي، بدي ردن لورا وأضرب المنطقة ومنرجع منفوت"، فيجيب بوعلي مهدي "يا صاحبي قلي شو بعد فيي أعملك؟، طيب ليك ليك، إذا عطيتك من الشيلكا ع شي محل لوين بدي أعطيك، لأي اتجاه بدي أعطيك لخفف عنّك؟".
إذاً هذا ما يحصل في القصير. مقاتلو الحزب يستغيثون كلّ يوم، والحديث عن انتصار هو محض ادّعاء ووهم، فهم يهاجمون مواقع الثوار، فيُحاصرون، ومن ثمّ تبدأ صيحات الاستغاثة عبر أجهزة اللاسلكي، وهكذا دواليك.
مع تخطي حصيلة الحزب عتبة المئة وعشرة قتلى حسب إحصائيات الناشطين، تمكن الثوار من احتجاز سبع جثث من قتلى الحزب، ما أجبره على البدء بالتفاوض مع الجيش الحر لتسلم الجثث والأسرى، ترافق ذلك مع انخفاض حدّة الاشتباكات المباشرة يوم أمس، واقتصارها على القصف المدفعي والجوي.
وتفيد تقارير ومعلومات عن عرض قدمه الحزب للثوار يبدي فيه استعداده لتقديم مبلغ أربعين ألف دولار وإطلاق سراح أربعين معتقلاً لدى النظام مقابل كل جثّة، إضافة إلى دفع مئتي ألف دولار مقابل كلّ أسير. ولا معلومات مؤكدة حتى الآن حول وجود أسرى أحياء من الحزب في قبضة الجيش الحر.
وخلال اليومين الماضيين تحدث الناشطون عن تسليم جيش النظام آليات ومعدات عسكرية لمقاتلي الحزب، إضافة إلى صواريخ أرض - أرض أطلق الحزب منها عشرة صواريخ سقطت كلها على بيوت المدنيين المحاصرين في المدينة. وترافق القصف مع أربع غارات جوية نفذها الطيران الحربي ليبلغ عدد الشهداء بين المدنيين والجيش الحر خلال يومين أكثر من سبعة وستين شهيداً وعشرات الجرحى.
الاشتباكات في اليومين الماضيين تركّزت في حي بين السكتين حيثُ سُجل تقدّم للحزب استمر ساعات قليلة وتمثّل بسيطرته على أجزاء من الحي بين سكة القطار وسكة النافعة، قبل أن يجبره الجيش الحر على التراجع إلى طريق حمص - بعلبك الواقع ضمن المربع الأمني الذي يسيطر عليه النظام منذ بداية الثورة.
وأفاد ناشطون عن حصول مجزرة ارتكبتها قوات النظام والحزب أثناء تمشيطهم للمنطقة الشرقية من ريف القصير عند طريق العبودية بلغت حصيلتها 25 شهيداً بينهم ثلاثة أطفال، والرقم غير نهائي لتعذر دخول الناشطين إلى تلك المنطقة، وتمّت المجزرة من خلال أسر عدد من المدنيين قامت قوات النظام والحزب بتصفيتهم لاحقاً على مراحل بين مناطق الديابية وربلة.
ومن قلب مطار الضبعة العسكري نفى الجيش الحر الأنباء التي تحدثت عن سيطرة الحزب وقوات النظام على المطار، وبثّت كتائب بابا عمرو من داخل المطار تسجيلاً مصوراً على "يوتيوب" كذّبت فيه تلك الأخبار.
وحول الإنجازات العسكرية، قال الجيش الحر انه على جبهة واحدة من ضمن الجبهات التي تشهد اشتباكات يومية، تمكن من تدمير دبابتين وسيارة "بيك آب" ثُبت عليها الحزب مدفع 23 إضافة لثلاث عربات "بي ام بي".
وبسبب الحصار المفروض على القصير منذ ثمانية أيام، يستمر الوضع الإنساني بالتدهور ليبلغ أخيراً أقصى درجاته بعد النقص الحاد في المواد الغذائية والأدوية التي أدت إلى استشهاد ثلاثة مقاتلين من الجيش الحر متأثرين بجراحهم بعد تعذّر تقديم العلاج لهم، ويخشى الناشطون من أن يؤثر النقص الحاد في المواد الغذائية والإسعافية على المعركة بشكل سلبي وسريع، خصوصاً مع ازدياد أعداد الجرحى نتيجة كثافة القصف البعيد وإغلاق مخارج المدينة بهدف منع أهلها من النزوح.
وأمس تصاعدت حدة القتال في أنحاء بلدة القصير. وتمكن الثوار من تدمير حاجز عسكري لقوات الأسد على طريق القصير بسيارة مفخخة؛ ما أدى إلى مقتل 10 عناصر من شبيحة الأسد بينهم ضابط.
وقالت "تنسيقية الثورة السورية في حمص" إن "أحد المقاتلين قام بنسف حاجز عسكري لقوات الأسد اعترض طريق قافلة للثوار كانت متجهة إلى مدينة القصير بريف حمص؛ ما أدى إلى مقتل 9 جنود وضابط برتبة نقيب، بالإضافة إلى تدمير عدة آليات عسكرية بالحاجز".
وقال المرصد السوري أمس ان "عدد عناصر "حزب الله" الذين قتلوا خلال الاشهر الفائتة في ريفي دمشق وحمص ارتفع الى 141، بينهم 79 مقاتلا قتلوا خلال الفترة الممتدة بين فجر 19 ايار الى فجر (أول من) امس".
وكان مصدر مقرب من الحزب افاد "فرانس برس" الاحد ان عدد قتلى الحزب منذ بدء مشاركته في المعارك داخل سوريا قبل اشهر وصل الى 110 عناصر.
ويجري مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان غدا نقاشا حول "تدهور وضع حقوق الانسان في سوريا والمجازر الاخيرة في القصير" بناء على طلب عاجل من الولايات المتحدة وتركيا وقطر.
وقال مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية السفير جمال محمد الغنيم انه تقرر عقد اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب بالقاهرة يوم 5 حزيران المقبل لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا، وتدخل "حزب الله" في الصراع، وذلك قبل أيام من اجتماع المؤتمر الدولي المقرر عقده في جنيف لإيجاد حل سياسي للازمة لسورية.
وصرح نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلى أن مجلس جامعة الدول العربية سيناقش في اجتماعه غير العادي "تداعيات تدخل حزب الله فيها وبلورة الرؤية العربية قبيل مؤتمر جنيف 2".
وقال أحمد بن حلي في تصريح له أمس "إن الاجتماع الوزاري سيسبقه اجتماع للمندوبين الدائمين في اليوم نفسه للإعداد للاجتماع الوزاري ومناقشة تطورات الأزمة السورية والمخاطر المترتبة على دخول حزب الله على خط الأزمة السورية وتداعيات هذا الموقف".
وأكد أن "مجلس الجامعة العربية سيناقش العواقب الخطيرة لتلك المواقف والأحداث على أمن لبنان واستقراره، حرصاً على مصلحة لبنان العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي".
وأضاف بن حلي أن "الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي انتقد حزب الله وإعلانه الانخراط في القتال الدائر في سوريا، ودعا قيادة حزب الله الى مراجعة مواقفها وعدم التدخل في القتال في سوريا".
وفي تواز مع عمليات الحزب في القصير، شهدت منطقة طرطوس انتشارا لمقاتليه حسبما ذكرت فضائية "العربية"، وكذلك في أطراف الغوطة الشرقية.
وسيطر الحزب على تسع بلدات في منطقة المرج محاولاً دخول الغوطة الشرقية، في وقت يحشد فيه قوات أخرى بالآلاف في مركز تدريبي للمخابرات الجوية في منطقة المصرف الملاصقة لمطار دمشق الدولي استعداداً لمعارك الغوطة الشرقية.
واستهدفت قوات النظام حي جوبر بدمشق وحرستا والبحارية بريف دمشق بالقنابل التي تحمل مواد سامة، ما أدى الى سقوط قتلى وإصابات اختناق بالعشرات، فيما وصلت روائح الغازات السامة إلى حي القابون وانتشرت في شرق التجارة والقصور وسببت ضيقاً بالتنفس وصداعاً قوياً لأهالي الأحياء المذكورة.
وقال المركز الإعلامي السوري إن عدداً من القتلى وأكثر من 70 إصابة سقطوا في حرستا والقابون في ريف دمشق وجوبر بدمشق نتيجة استنشاق غازات سامة.
وأضاف المصدر أن المنطقة تعرضت لقصف بأسلحة لم يتم التعرف على ماهيتها، إلا أن المستشفيات بدأت باستقبال حالات تعاني من الاختناق.
وقالت المعارضة من جانبها إنها غازات كيميائية استهدفت كتائب الجيش الحر المرابطة على جهة أوتوستراد حرستا، حيث تجري معارك طاحنة بين الجانبين.
وذكرت "لجان التنسيق المحلية" أن أكثر من 6 أشخاص قتلوا وأصيب 72 آخرون جراء قصف قوات الأسد مدينة حرستا بريف دمشق بالقنابل الكيميائية، فيما تم تسجيل حالات الاختناق بالمواد الكيميائية في حي القابون في دمشق.
كما قالت شبكة شام إن قوات الأسد قصفت بالغازات السامة حي جوبر في دمشق وتم تسجيل عدد من حالات الاختناق وسط أنباء عن وصول الروائح السامة إلى بعض المناطق داخل العاصمة مع انتشار حالات الاختناق بين المدنيين.
وأفاد ناشطون أن رائحه الغازات الكيماوية وصلت إلى وسط العاصمة مثل منطقة القصور والعباسيين والعدوي.
وفي سياق متصل، أفاد ناشطون سوريون أن الجيش الأسدي وزع أقنعة واقية على أفراد وعناصر من قواته في عدد من المناطق في دمشق، وذلك قبل أن يؤكد المركز الإعلامي السوري استخدام السلاح الكيماوي في حرستا والقابون في حرستا بريف دمشق والقابون وجوبر في دمشق.
ووفقاً لموقع "العربية.نت" الإلكتروني، فقد أكد نشطاء أن عدداً لا بأس به من الحالات وصل مشافي "الفرنسي والعباسيين" في قلب دمشق، على الرغم من أن بعض تلك الحالات كانت مصابة بحالة نفسيةً، ولكن الحالات الأخرى كانت اختناقات وضيقاً بالتنفس جراء استنشاقهم للغاز.
وكان نشطاء وسكان في عدة مناطق من دمشق وريفها أرسلوا تحذيرات ونداءات استغاثة لما لا يقلّ عن ثلاثة أيام تتمحور حول انتشار رائحة غريبة حول دمشق، ولما لم يكن هناك أي استجابة لا من المجتمع الدولي ولا العربي فإن النظام على ما يبدو استخدم الكيماوي في العاصمة.
ونشر ناشطون فيديوهات تبيّن عشرات الإصابات في حرستا في ريف دمشق وجوبر والقابون في دمشق.
وناشد السوريون المنظمات الدولية الإنسانية والمجتمع الدولي إيقاف إبادة السوريين، خصوصاً أن وصول الكيميائية إلى دمشق يعني أنه ما من محرمات لدى نظام الأسد أبداً، وأن العاصمة ليست ببعيدة عن استخدام جميع أنواع الأسلحة بما فيها الغازات السامة.
وقال طبيب يعمل في حرستا، أجريت معه مقابلة في فيديو آخر إن لديهم عشرات من الجرحى من هجوم آخر بقنبلة غاز كيميائية وإن هناك الكثير من الناس يرقدون على الأرض فحسب ولا يوجد من يعالجهم.
وتأكيداً لاستخدام السلاح الكيميائي، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن القوات الموالية للاسد استخدمت الأسلحة الكيميائية مرارا ضد مقاتلي المعارضة في دمشق وذلك وفقا لروايات شهود.
وقال المراسل فيليب ريمي انه كان مع زميله "شاهدين لعدة ايام متتالية" على استعمال متفجرات كيميائية وانعكاساتها على مقاتلي المعارضة في حي جوبر في شرق دمشق.
ولاحظ المصور لوران فان در ستوك في 13 نيسان كيف ان المقاتلين "بداوا يسعلون ثم يضعون اقنعة واقية من الغاز بدون تسرع على ما يبدو لانهم في الحقيقة قد تعرضوا لذلك من قبل وكيف جلس بعضهم القرفصاء وهم يختنقون ويتقيؤون".
وكتبت الصحيفة "يواجهون بسرعة صعوبة في التنفس واحيانا في الحالات القصوى يتقيأون أو يفقدون الوعي. ويجب إجلاء المقاتلين الاكثر تأثرا قبل أن يختنقوا". وأضافت "شهد صحافيون من لوموند هذا على مدى عدة ايام متتالية في هذه المنطقة على مشارف دمشق التي دخلها مقاتلو المعارضة في كانون الثاني".
وكتبت الصحيفة "خلال شهرين أمضاها (الصحافيان) على مشارف العاصمة السورية واجهنا حالات مشابهة في منطقة اكبر. وتظهر حدتها وزيادة وتيرة استخدامها وأسلوب استخدام هذه الاسلحة ان ما يتم إطلاقه ليس مجرد الغاز المسيل للدموع الذي يستخدم على كل الجبهات وإنما منتجات من فئة أخرى اكثر سمية بكثير".
كما أفاد ناشطون سوريون أن مدينة تلبيسة بريف حمص تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون من كتيبة الهندسة في المشرفة وحاجز ملوك.
وأشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بروكسل أمس، الى ان "فرضيات استخدام اسلحة كيميائية تزداد قوة" في سوريا.
واعلن فابيوس لدى خروجه من اجتماع مع نظرائه الاوروبيين "هناك فرضيات تزداد قوة، عن استخدام محدد المواقع لاسلحة كيميائية". واوضح ان هذه المعلومات التي تستند "الى العناصر التي في حوزتنا" تخضع "لعمليات تحقق دقيقة جدا".
واضاف فابيوس قبل العودة الى باريس حيث سيجري محادثات حول سوريا مساء مع نظيريه الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف "نتشاور مع شركائنا لنرى ما هي النتائج الملموسة التي سنستخلصها من ذلك".
وبشأن النقاش حول رفع الحظر الاوروبي المفروض على شحنات الاسلحة الى المسلحين المعارضين، قال فابيوس انه "لم يتم التوصل الى اتفاق" بهذا الصدد بين الوزراء بعيد ظهر أمس. واوضح ان "من الاهمية بمكان ان تتخذ اوروبا موقفا موحدا حيال هذه المسألة".
ومن لندن (مراد مراد)، فشل وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي امس في التوصل الى اتفاق بشأن تعديل رفع الحظر المفروض على ارسال الاسلحة الى سوريا، فقد انقسمت الدول بين معسكرين الاول تقوده بريطانيا وفرنسا ويصر على تسليح الثوار والثاني تقوده النمسا وجمهورية التشيك ويعارض فكرة التسليح بشكل تام. وستستمر المحادثات بين موفدي الدول لدى الاتحاد خلال الايام القليلة المقبلة املا في التوصل الى اتفاق قبل نهاية يوم الجمعة المقبل. واذا لم يكن هناك اتفاق فهذا يعني ان الحظر تنتهي صلاحيته صباح السبت، وبالتالي تصبح كل دولة من الدول الاعضاء في الاتحاد حرة في فرض العقوبات التي تراها مناسبة على النظام وفي الوقت عينه يصبح بإمكان الدول الراغبة في تسليح الثوار القيام بذلك.
وخرج وزير الخارجية النمسوي مايكل سبندليغر ليزف للصحافيين خبر فشل المحادثات الماراثونية "للأسف بعد ساعات طويلة من النقاش لم نتمكن من التوصل الى اتفاق مع بريطانيا وفرنسا".
واللافت في الموقف المناهض للتسليح ان احد الديبلوماسيين التشيك برر موقف بلاده للصحافيين بأن براغ تدعم الخط الذي تريده تل ابيب وهو عدم تسليح الثوار ضد نظام الأسد.
ودعم وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي شارك في الاجتماع الموقف البريطاني الفرنسي بشكل تام مطالبا بضرورة تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه، وتحدث عن الدور الذي يمكن ان تلعبه تركيا في ضمان وصول الاسلحة الاوروبية الى الثوار المعتدلين وليس الى الجماعات الارهابية.
وألمح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الى أن بريطانيا مستعدة لترك العقوبات التي يفرضها الاتحاد تسقط بدلا من أن تتخلى عن مطالبها بتقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية. وقال هيغ إنه إذا لم يتمكن الاتحاد من التوصل الى اتفاق فسيتعين على "كل دولة أن تضمن فرض عقوباته".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد اجتماع مع نظيره الأميركي جون كيري في باريس أمس إن ترتيب مؤتمر السلام الخاص بسوريا "مهمة صعبة".
وقال كيري في المؤتمر الصحافي نفسه إن البلدين ملتزمان مبادئ اجتماع جنيف بشأن سوريا في 2012 والذي دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية بموافقة حكومة بشار الأسد وجماعات المعارضة.
وقال كيري "عبرنا عن مخاوفنا المشتركة بشأن أي استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية وضرورة التوصل إلى الأدلة والتأكد مما حدث في هذا الشأن. ترفض روسيا والولايات المتحدة ذلك بشدة.. إذا كانت قد استخدمت".
 

المصدر: مصادر مختلفة

Iran: Death of a President….....

 الأربعاء 22 أيار 2024 - 11:01 ص

Iran: Death of a President…..... A helicopter crash on 19 May killed Iranian President Ebrahim Ra… تتمة »

عدد الزيارات: 157,949,886

عدد الزوار: 7,085,580

المتواجدون الآن: 93