الشيعة والعقيدة... ومعركة مع مَن يحكم الشام ...نداء إلى قادة الأحزاب المسلمة: التورّط في سوريا يهدد بنقل الفتنة .....عددهم 600 ألف وتحويلاتهم 7 مليارات دولار سنوياً... لبنانيّو الخليج "ذبيحة" حزب الله في سوريا....عائلة السلمان: "زعران" نصرالله وخامنئي قتلوه...المالح لـ «الراي»: الحوثيون عبروا من لبنان للقتال في سورية

انتهاكان للسيادة: إسرائيلي جنوباً وسوري بقاعاً و"اشتباك" بعبدا - عين التينة يحتدم بالواسطة

تاريخ الإضافة الجمعة 14 حزيران 2013 - 5:56 ص    عدد الزيارات 1766    التعليقات 0    القسم محلية

        


انتهاكان للسيادة: إسرائيلي جنوباً وسوري بقاعاً و"اشتباك" بعبدا - عين التينة يحتدم بالواسطة

 

 

السفارة الأميركية: مقاطعة الدستوري تآكل اضافي في ديموقراطية لبنان
 

الموعد المقبل للمجلس الدستوري الثلثاء لن يكون نهاية لعمل المجلس؟
 

اشتباك سياسي بالواسطة بين الرئاستين الاولى والثانية استمرت مفاعيله أمس، واتخذ منحى تصعيديا في غياب أي دور للرئاسة الثالثة والمرشح ايضا للاستمرار طويلا مع ارتفاع منسوب التشدد لدى كل الافرقاء.
في المقابل، توترات أمنية متنقلة، وانتهاك للحدود وللسيادة جنوبا وشمالا وشرقا. وقد تزامن أمس الخرق الاسرائيلي للسياج التقني مسافة 80 مترا في منطقة العباسية، مع اعتداء سوري مسلح على عرسال حيث خرقت طوافة حربية الاجواء اللبنانية وأطلقت صواريخ في اتجاه ساحة البلدة. واتخذت "وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة الاجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على كل خرق مماثل".
وفي موقف لافت اعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان "القصف المتكرر لبلدة عرسال من المروحيات العسكرية السورية يشكل خرقا لسيادة لبنان وحرمة أراضيه، ويعرض أمن المواطنين وسلامتهم للخطر ويتعارض كذلك مع المعاهدات التي ترعى العلاقات بين البلدين ومع المواثيق الدولية، في وقت تسعى الدولة اللبنانية للمحافظة على استقرار لبنان وسلمه الاهلي".
ودعا الرئيس سليمان الى "عدم تكرار مثل هذه الخروقات"، وأكد بعد التشاور مع رئيس حكومة تصريف الاعمال حق لبنان في اتخاذ التدابير الكفيلة بالدفاع عن سيادته وحماية أبنائه وأمنهم وسلامتهم، بما في ذلك تقديم شكوى الى جامعة الدول العربية ومنظمة الامم المتحدة".
وأوضحت أوساط بعبدا لـ"النهار" ان موقف رئيس الجمهورية انما ينطلق من واجبه. واذا كانت هناك احتجاجات او اعتراضات تتعلق بعرسال فانها لا تشكل مبررا لمعالجة الوضع بهذه الطريقة، خصوصا ان بين البلدين وسائل عدة للمعالجة منها اللجنة العسكرية المشتركة. وأفادت أن الشكوى التي لوح بها الرئيس هي من باب الاحتفاظ بحق لبنان. واعتبرت ان كل ما يحصل ليس إلا نتيجة للتورط بشكل او بآخر في الازمة السورية، وهو ثمن الابتعاد عن سياسة النأي بالنفس.
ووصفت مصادر كتلة "المستقبل" قصف المروحية العسكرية السورية عرسال بأنه "تطور خطير ويطرح احتمالات خطيرة جدا أبرزها تهجير عرسال ويفتح جرحا جديدا لا يمكن السكوت عنه". وقالت ان هناك تفاعلات لهذا التطور في الساعات المقبلة من خلال خطوات يجري تدارسها على مستوى 14 آذار وستعلن في حينه.
ونددت وزارة الخارجية الأميركية "بشدة بقصف مروحيات سورية بلدة عرسال" ودعت "الى احترام سيادة لبنان واستقراره واستقلاله".
وليلا صدر بيان عن الجيش السوري أعرب فيه عن احترام سيادة لبنان وحرمة أراضيه، وقال ان طائرة لسلاح الجو استهدفت ارهابيين كانوا يحاولون الفرار في اتجاه لبنان الى عرسال.
وعلمت "النهار" ان الوضع المحيط ببلدة عرسال يزداد خطورة في ظل اتهامات "حزب الله" وأبناء المنطقة لأهالي البلدة بايواء مسلحين ينطلقون من جرود البلدة لاطلاق الصواريخ على الهرمل وبعلبك، ومطالبة الجيش بضبط هذا الوضع، وهو ما ينذر بمضاعفات في العلاقة بين ابناء المنطقة، في ظل تضييق مستمر على عرسال التي باتت تعجز عن توفير الضروريات لنحو 5000 عائلة سورية لجأت اليها.
وليلا سجل سقوط اربعة صواريخ شرق بعلبك مصدرها الجانب السوري اثنان في سرعين وصاروخ في بلدة رياق، وآخر في النبي شيت ولم يفد عن وقوع اصابات.
 

الدستوري بين سليمان وبري

أما سياسياً، فتختصر مقدمة نشرة أخبار محطة "NBN" الموالية للرئيس نبيه بري في مقابل الحديث الذي أدلى به رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان المحسوب على الرئيس ميشال سليمان، واقع سوء العلاقة بين الرجلين.
فقد ورد في مقدمة المحطة: "قرار معلّب أراد رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان فرضه لإبطال التمديد النيابي، نصّب نفسه مقرراً وحضر مطالعة وجهّز حكماً قافزاً فوق مواد النظام الداخلي للمجلس الدستوري.
تصرّف رئيس المجلس الدستوري يذكر بالمحاكم العراقية إبان فترة صدام حسين "أعدموه وباشروا محاكمته"، هل نحن في بلد ديموقراطي أم أصبح لبنان يعيش في عصر "بول بوت" الكمبودي وممارسات "الخمير الحمر"؟".
أما الدكتور عصام سليمان، فرأى أن ما ورد في "ورقة الاعتراض" (التي نشرتها "النهار" أمس) "مجرّد ذريعة لمقاطعة الجلسات والحيلولة دون اتخاذ قرار في شأن الطعنين". وأكد أن "جهات سياسية تعمّدت نشر الورقة الملفّقة"، وأنه سيطلع الرؤساء والرأي العام "على حقيقة ما جرى وليتحمل كل شخص مسؤولياته".
واعتبرت أوساط رئيس الجمهورية أن الحملة على موقفه غير مبررة، وهو لم يستعمل المادة 59 من الدستور بسبب حشرة المهل، بل فضّل التعجيل في العملية وترك المجال للمجلس الدستوري ليقول كلمته. ولفتت الى ان الرئيس ليس هو من طيّر المهل في قانون الستين الذي أرادوا إجراء الانتخابات على أساسه قبل انتهاء ولاية المجلس، وأن فريقاً يتناسى أن ثمة 14 مهلة في القانون طارت. والرئيس يقوم بواجبه ولا يسطو على سلطة غير سلطته، وهو عندما يطبق الدستور لا يُقال عنه إنه يعتدي على سلطة أخرى.
من جهة اخرى، ردّت مصادر في "كتلة المستقبل" على الاتهامات التي وجهتها أوساط الرئيس بري الى الرئيس فؤاد السنيورة في شأن الموقف من اجتماع المجلس الدستوري فقالت لـ"النهار": إن "الكتلة لا تتدخل في عمل المجلس إطلاقاً وكل ما يُقال غير ذلك هو غير صحيح".
وطلبت نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس من المجلس الدستوري تحمّل مسؤولياته، واعتبرتا أن تعطيل النصاب يتنافى ومناقبية القضاء، مع بروز موقف أميركي للسفارة في لبنان بتغريدات عبر "تويتر" جاء فيها إنه "على المجلس الدستوري في لبنان أن ينظر ويحكم في الطعون المقدمة إليه من دون أي تدخل سياسي". وقالت إن "مقاطعة المجلس الدستوري تؤدي الى تآكل إضافي في الديموقراطية وتعكس قلّة احترام لمؤسسات لبنان ولحكم القانون". وبعدما شددت على أن "ديموقراطية لبنان هي ركيزة أساسية للاستقرار"، خلصت الى ان "الجهود لتقويض العملية الديموقراطية تزعزع الاستقرار والثقة العالمية بلبنان".
وتردّد أن الموعد المقبل لاجتماع المجلس الدستوري الثلثاء المقبل ليس نهاية لعمل المجلس في النظر في الطعنين المرفوعين إليه. فإذا لم ينعقد المجلس لفقدان النصاب مجدداً، فإن مهلة الشهر المعطاة له مستمرة منذ بدئها أي بما يتخطى موعد نهاية ولاية مجلس النواب الحالي في 20 حزيران وبدء ولاية المجلس الممدد له.

 

 
علي منتش

الشيعة والعقيدة... ومعركة مع مَن يحكم الشام

 

لا أكثر ولا أقل. هي حرب عقائدية بدأت على الاراضي السورية. "جبهة النصرة" والكتائب الاسلامية وجهاً لوجه في مواجهة "حزب الله". تبدو هذه المعارك الدائرة، بعيداً من تفسيراتها السياسية او حتى الطائفية، حرباً تحركها العقائد الدينية البحتة. من هنا، ربما الاجابة الحاسمة عن سؤال: لماذا يقاتل "حزب الله" في سوريا؟ جواب موجود لدى عناصر الحزب وقواعده الشعبية.
ليس صحيحاً كل ما يشاع عن امتعاض، او تململ، تشهدهما البيئة الحاضنة لـ"حزب الله"، او حتى جمهوره المباشر، بسبب ما يقال عن قتاله في سوريا. الحقيقة في مكان آخر. تكاد قيمة عناصر "حزب الله" الذين يسقطون في سوريا في نظر مجتمعهم، تفوق قيمة "اخوانهم" الذين سقطوا في مواجهة اسرائيل.
الحقيقة في مكان آخر. انها في ما استعاده الشيعة من معتقداتهم، وفي ما يتحدثون به منذ اللحظة الاولى لاندلاع شرارة الاحداث في بلاد الشام. تتكاثر الأقاويل، التي تستند الى خلفيات دينية. يعتبر هؤلاء ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد سيسقط حكماً. وسيحكم رجل يدعى "السفياني"، اي من سلالة بني سفيان. يتحدثون عن ذهاب جيشه لاحقاً الى مكة والعراق. يقولون ان حروباً كثيرة ستنشب بين حاكم سوريا العتيد، والذي سيحكم الاردن أيضاً، ومن يعتقد الشيعة بظهوره في آخر الزمان، الامام المهدي. يتحدث بعض الشيعة عن تفاصيل كثيرة، عن اضعاف دولة اسرائيل، وموت الاسد اثناء حربه معها. يتحدثون عن وصول الجيش الايراني الى القدس، وعن ثورة شعبية في طهران تجبره على العودة. يعتقدون بنشوء دولة قوية في اليمن تساند (الامام المهدي) المنتظر.
يقتنع الشيعة، عفوياً، وخصوصاً جمهور حزب الله ان قتال الحزب الى جانب النظام هو قتال استباقي لما يمكن ان يكون جيش "السفياني".
يرى الشيخ علي كوراني ان ظهور المهدي عقيدة متفق عليها لدى السنة والشيعة، "وحتى لدى الوهابيين"، لكنه يقول انه لا يمكن اعتبار الاحداث الجارية في سوريا من علامات ظهور السفياني، لأن لذلك علامات محددة، "الاولى: زلزال في دمشق يروح ضحيته مئة الف شخص، ثانياً: خسف في حرستا، ثالثاً: تفكك الحجاز، بعد وفاة آخر ملوكها، واختلاف ورثته على السلطة مما يعيد الحكم الى القبائل". وبما ان هذه العلامات الواضحة لم تحدث، فلا يمكن اعتبار احداث سوريا دليلاً على ظهور السفياني. لكن كوراني يرى انه من غير المستبعد ان تكون هذه الاحداث تمهيداً للظهور "اذ انه، في عقيدتنا، يكون حاكم دمشق هو الأصهب، وهو اسم من اسماء الاسد، ويخرج عليه الأبقع، والأبقع هو حليف لمصر، يتقاتلان ولا يستطيع احدهما النصر على حساب الآخر، الى ان يخرج السفياني من درعا وينتصر على الأبقع أولاً، ثم ينتصر على الأصهب ويحكم في الشام".
الأصهب هو الاسد وفق التفسيرات المتداولة في الشارع الشيعي، وما يحدث في درعا هو تمهيد لظهور السفياني وسيطرته على المنطقة ومن ثم اسقاطه الاسد.
يؤكد كوراني ان احداً لا يستطيع ان يعرف موعد ظهور السفياني، "الذي سيحكم ما لا يتجاوز السنة في سوريا والاردن ويكون جزء من الفلسطينيين من اتباعه".
ويكمل حديثه عن المتوقع:  "يطلب من السفياني ارسال فرقة من جيشه الى المدينة المنورة لحفظ الامن، ثم فرقة اخرى الى بعض مناطق العراق المضطربة، فيرسلهما".
في هذه الاثناء يكون ظهور الامام المهدي "فيحصل جيش السفياني على معلومة مفادها ان الامام موجود في مكة، فيتوجه اليه، لكن الارض تخسف بهذا الجيش".
في عقيدة الشيعة، السفياني هو عدوهم وعدو امامهم المنتظر، لكن المعركة، كما فهم من كوراني لا تكون سنية - شيعية، اذ ان اليمن القوية التي ستكوّن أقوى جيوش المهدي، والتي سيقودها وفق العقيدة، اليماني "الذي سيؤيده كل أهل اليمن من سنة وشيعة وغيرهم من الطوائف. وقوات اليماني هي من سيدخل الى الخليج، ومن ثم مع الامام المهدي الى العراق، كما ان دولاً كثيرة ستؤيد المهدي في حركته منها تركيا ومصر".
ينفي كوراني ما يتحدث به الشارع الشيعي عن ان اسرائيل ستزول قبل ظهور الامام المهدي "الامام المهدي هو من يدخل القدس ويسقط اسرائيل. في تلك الفترة يكون الغرب في حال من الضعف ولا يتحرك الا بعد دخول الامام المهدي القدس، فينزل الله النبي عيسى اليهم، فيسعى الى صلح بين الامام والغرب، ويحصل فعلاً صلح لمدة عشر سنين".
قد تكون هذه الامور صحيحة، وقد لا تكون، لكن الأكيد أن هناك من يعتقد أن ما يحدث في بلاد الشام هو مقدمة لظهور من يدعون له "اللهمّ عجّل فرجه"!

 

أمانة 14 آذار: الحكومة فوراً و"حزب الله" إيراني الهُويّة والانتماء

 

وصفت الأمانة العامة لقوى 14 آذار الشهيد هاشم السلمان بأنه "شهيد كل لبنان، لأنه يؤسس بدمائه الزكية لحالة مقاومة ديموقراطية سلمية في وجه ميليشيا "حزب الله" التي تقصّدت توجيه رسائل إلى من يريد الاعتراض على سياساتها،  معتقدة أنها بالقتل والعنف ستتمكّن من إخماد روح الكرامة لدى اللبنانيين"، ولفتت إلى أن "هذه الجريمة المدبّرة والمقصودة وقعت تحت أعين القوى الأمنية اللبنانية والجيش في مسرح الجريمة"
ورأت في البيان الذي أعقب اجتماعها الدوري، وتلاه النائب عمار حوري أن البيان الصادر عن مديرية التوجيه في الجيش "جاء ملتبساً حتى حدود إرادة التغطية على الفاعلين" وتوقفت عند غياب أشرطة تصوير تفاصيل الحادثة عن كل وسائل الإعلام المرئية، سائلة عن "الجهة التي منعت بثّها؟ ولماذا لم نسمع اي تعليق من وسائل الاعلام نفسها على القمع الذي طالها؟"
وتوقفت عند البيان الصادر عن الأمانة العامة لمجلس دول التعاون الخليجي عن "إدانة تدخّل "حزب الله" في الأزمة السورية وما نتج عنه من قتلٍ للمدنيين الأبرياء"، معتبرة "هذا الموقف من الأشقاء العرب هو موقف تضامني وأخلاقي مع الشعب السوري الشقيق الذي يواجه نظاماً قاتلاً. وبالنظر إلى قرار المجلس من اتخاذ إجراءات ضد المنتسبين إلى "حزب الله" في دول المجلس سواء في إقاماتهم أو معاملاتهم المالية والتجارية، تأمل الأمانة العامة لقوى 14 آذار في ألا تُحمَّل العائلات اللبنانية البريئة العاملة في دول المجلس ثمن سياسات حزبٍ، قد يكون لبنانياً شكلاً إنما هو بالتأكيد إيرانيّ الهوية والانتماء والسلوك"
وكررت مطالبتها بتشكيل حكومة تتبع نهج الحياد بين الأفرقاء السياسيين المتنازعين و"اللاحياد" حيال المصلحة الوطنية العليا. إن تسريع إنتاج الحكومة بات مطلباً ملحّاً لدى اللبنانيين نظراَ إلى تعقيدات المرحلة، فالانتظار لم يعد مبرّراً ومقبولا (...)" وتابعت:"في ظلّ الحوادث الأمنية المتنقّلة من بيروت إلى عرسال التي يتم استهدافها من أجل عزلها واستدراجها إلى مواجهة مع محيطها، تناشد الأمانة العامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلّف تمام سلام تشكيل الحكومة فوراً وبدون إبطاء"
وكانت الأمانة العامة استهلّت اجتماعها الدوري بالوقوف دقيقة صمت عن روح الشهيد هاشم السلمان. 

 

 
بعلبك – وسام اسماعيل

مروحية سورية قصفت وسط عرسال والجيش متأهّب للردّ وتشييع علي أحمد الحجيري ومطالبة الهرمل بتسليم القتلة

 

لم يعد خرق الطيران الحربي السوري للحدود اللبنانية من جهة عرسال يقتصر على المناطق الجردية، اذ طاول امس وسط البلدة في اعتداء على عمق الاراضي اللبنانية حيث قصفت عند الأولى و45 دقيقة بعد الظهر مروحية حربية سورية بـ6 صواريخ، ساحة البلدة المزدحمة بالمنازل السكنية المتقاربة جدا بعضها من بعض، وطاول القصف ساحة منازل كل من المواطنين: حسين الحجيري، محمد خالد الحجيري، حسين علي نوح ، محمد علي الحجيري، اولاد احمد عبد الكريم الحجيري، إضافة الى "مركز عرسال الصحي الاجتماعي" في ملك علي خالد الحجيري. وادى القصف الى فجوات في اسقف المنازل مسببا اضراراً مادية. وسقط صاروخ آخر وسط ساحة الجمارك فأحدث حفرة صغيرة.
وسأل عبد الرحمن الحجيري وهو اب لثلاثة اطفال نجوا بعناية الهية عندما سقط صاروخ على غرفة المعيشة في المنزل، عن سبب وجود الجيش اللبناني في البلدة وحدودها من دون ردع المروحيات السورية التي بقيت وقتاً طويلاً تحلق في سماء البلدة قبل ان توجه صواريخها اليها، مطالبا قيادة الجيش ورئيس الجمهورية بحماية الاهالي.
وكان الجيش عمل على اتخاذ الاجراءات اللازمة للرد في حال تكرار الامر. وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً جاء فيه: "عند الساعة 13:50 من بعد ظهر اليوم (أمس)، خرقت طوافة حربية قادمة من الجانب السوري الأجواء اللبنانية في منطقة جرود عرسال، وأطلقت صاروخين من مسافة بعيدة في اتجاه ساحة البلدة، مما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بجروح، إضافة إلى أضرار مادية في الممتلكات.
اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة الإجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على أي خرق مماثل".

 

تشييع
 

في غضون ذلك، شيعت عرسال ظهرا وسط حال من الوجوم ابنها علي احمد الحجيري ("ابو حسين") الذي قتل يوم الثلثاء على ايدي مسلحين في منطقة الهرمل. والقى شقيق المغدور الشيخ مصطفى الحجيري كلمة اتهم فيها "حزب الله" بقتل شقيقه، واكد انه "كان ينقل الحجارة كما كل الناس تعرف، ومن قتل ابا حسين هو حزب الشيطان" كما سماه. كذلك اتهم الاجهزة الامنية التي "لا تعرف الا ان تحاصرنا وهي التي تحمي الشبيحة والقتلة وقطاع الطرق والمجرمين". وأضاف: "قتله الجيش الذي يقف على الطرق ويمنعنا حتى من حمل العصا".
وسأل علماء لبنان وخصوصاً علماء السنّة منهم: "يا من تضعون كما تقولون الاكفان مع العمائم، اين هي الاكفان واين الصدح بكلمة الحق؟ اليوم سنسمع ان كنتم ستسمعوننا كلمة الحق وكلمة انكار الاجرام وقطع الطرق والتشبيح والتحشيش وغير ذلك". واعلن "وقوفه الى جانب اهل الشام وسوريا في سبيل نصرتهم ضد الطاغية ونحن مستعدون لتقديم دمنا ورجالنا ونسائنا فداء لكم".
وأم الصلاة مفتي بعلبك  - الهرمل الشيخ خالد صلح، ثم ووري الجثمان الثرى في جبانة البلدة.
وفي السياق عينه، اصدرت فاعليات البلدة بياناً بعد اجتماع عقد في مقر بلدية عرسال حضره رئيس البلدية علي الحجيري وأعضاؤها ومخاتير البلدة حمـّلوا فيه القوى الأمنية اللبنانية مجتمعةً مسؤولية مقتل الحجيري "لأنها المسؤولة عن حماية المواطنين من إعتداءات شبيحة حزب الله الموجودين ليل نهار على الطرق الدولية ذهاباً وإياباً من دون أي إعتراض من القوى الأمنية وحواجزها"، كذلك حمـّلوا "حزب الله" المسؤولية "لأنه يعمد منذ مدة الى القيام مقام الدولة في البلدات المسيطر عليها مثل مدينة الهرمل حيث يقوم منذ فترة بتوزيع مجموعات أمنية مهمتها حماية مداخل مدينة الهرمل ومخارجها، وغيرها من البلدات". واعتبر المجتمعون "أن الجريمة حصلت على أيدي إحدى مجموعاته المكلفة"، مطالبين أهالي الهرمل بتقديم المجرمين إلى العدالة من دون أي تأخير "حرصاً على وحدة أمن المنطقة ووحدة البلد".

 

 

رئيس «الدستوري» اللبناني: غيابهم ذريعة للتعطيل.. ولا ظرف استثنائيا يمنع إجراء الانتخابات.. عدم اكتمال النصاب القانوني يؤجل مناقشة «طعن التمديد»

بيروت: «الشرق الأوسط» ... تعذر التئام المجلس الدستوري في لبنان أمس، لليوم الثاني على التوالي، بسبب تكرار غياب أعضائه الثلاثة، المحسوبين على رئيس المجلس النيابي نبيه بري (شيعيين) ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط (درزي). ولم يتمكن المجلس، نتيجة عدم اكتمال النصاب القانوني (8 أعضاء من أصل 10) من عقد جلسته لمناقشة الطعن المقدم من الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، في حين أبقى رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان اجتماعات المجلس مفتوحة، على أن يعاود الاجتماع الثلاثاء المقبل.

ولاقى تعذر انعقاد المجلس، الذي يعد هيئة دستورية مستقلة ذات صفة قضائية تتولى مراقبة دستورية القوانين والبت في النزاعات والطعون الناشئة عن الانتخابات، استياء القوى السياسية الداعية إلى إجراء الانتخابات، فيما اعتصم عدد من الناشطين أمام مقر المجلس الدستوري، ورفعوا صورة عملاقة تضم أعضاء البرلمان اللبناني، تم رشقها بالبندورة. وحمل المعتصمون لافتات عدة، كتب على إحداها: «اطعنوا بالتمديد، ما تطعنوا بالضهر».
وحذر رئيس المجلس الدستوري أمس من أنه «سيعتبر يوم الخميس المقبل، آخر مهلة لإصدار القرار إذا لم يكتمل النصاب لعقد الجلسة، إلى وضع محضر الجلسة بتفاصيلها ووقائعها كافة، وسيرفعه إلى رؤساء والمجلس النيابي والحكومة ويوزعه على وسائل الإعلام ليكون الرأي العام على بينة من الأمور والاطلاع على حقيقة ما جرى وليتحمل كل شخص مسؤولياته»، مؤكدا «عدم رضوخه لأي ضغط أو محاولة تشويه صورة المجلس الدستوري عموما أو أي من أعضائه الذين يشهد التاريخ لسيرتهم».
وفي حين التزام جنبلاط الصمت أمس، مكتفيا بإصدار تصريح حول «الملفات العالقة يطرح الكثير من علامات الاستفهام»، برز موقف لافت لبري، نقله عنه عدد من النواب الذين التقوه في لقاء الأربعاء الأسبوعي. فاعتبر أن «موقف الأعضاء الثلاثة في المجلس الذين تغيبوا عن الجلسة، ينطلق من الحرص والتزام القانون والدستور، درءا لوقوع الفتنة»، مشيرا إلى أن «المجلس الدستوري عقد 3 جلسات في محاولة لتصويب مسار عمله، إلا أنها أخفقت».
وحذر بري، بحسب النواب، من «محاولات السلطة التنفيذية وضع يدها على السلطة التشريعية »، لافتين إلى أن «أكثر ما يثير قلقه في هذه الأيام خشيته من أن تكون الانتخابات التي يسعى إليها البعض طريقا للفتنة».
ومن شأن تعذر انعقاد المجلس الدستوري واتخاذ قرار في الطعنين المقدمين إليه أن يضع مصداقيته وشرعيته على المحك، باعتبار أنه الهيئة القضائية الأعلى، التي يفترض أن تكون مرجع القوى السياسية كافة، وتكون عصية على الضغوط السياسية. وكان الرئيس اللبناني، بعد دقائق على تقديمه الطعن إلى المجلس الدستوري، قد دعا القوى السياسية إلى أن تسمع لأعضاء المجلس الدستوري بأن يكونوا «ناكري الجميل» لمن عينهم.
وأوضح رئيس المجلس الدستوري أمس أن الأعضاء الثلاثة الذين تغيبوا وهم كل من أحمد تقي الدين، محمد بسام مرتضى وسهيل عبد الصمد قدموا ورقة تضمنت ما حرفيته طلب عقد اجتماع بقادة الأجهزة الأمنية لمعرفة ما إذا كان من ظروف استثنائية تحول دون إجراء الانتخابات أم لا؟». وقال سليمان، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء المركزية الخاصة في لبنان: «قدمنا للأعضاء الثلاثة ردا واضحا تضمن إشارة إلى أن المجلس الدستوري لا يجري تحقيقات، وعندما ينظر في دستورية قانون يستند إلى وقائع، إما الوقائع الأمنية أو الظروف الاستثنائية فيبت فيها إما المجلس الأعلى للدفاع أو مجلس الوزراء».
وأشار إلى أنه «لو أن الظروف القاهرة الحائلة دون إجراء الانتخابات متوافرة لكان المجلس الأعلى طلب إلى مجلس الوزراء إرجاء الانتخابات ولكان مجلس الوزراء أصدر قرارا بذلك، إلا أن الوقائع أمامنا اليوم تناقض هذا المسار». ورأى أنه «لا ظروف استثنائية تحول من دون إجراء الاستحقاق وهو ما استندنا إليه، وليس من واجب المجلس التحقيق في هذه الظروف غير المدرجة ضمن صلاحياته ومهامه». وأبدى أسفه «لعدم التقيد بسر المذاكرة الذي أقسمنا اليمين أمام المجلس الدستوري على احترامه».
وكانت انتقادات طالت رئيس المجلس لناحية أنه لا يحق له أن يعين نفسه مقررا لوضع تقرير أولي عن الطعن، يقدم إلى المجلس الدستوري لدراسته، وفق النظام الداخلي، إذ شدد النائب في كتلة بري علي خريس على أنه «لا يحق قانونيا لرئيس المجلس الدستوري أن يقرر، بل يجب أن يكون المقرر أحد أعضاء المجلس الدستوري»، مستنتجا أن «الجو القائم داخل المجلس الدستوري تشوبه الضغوط». لكن سليمان أكد «الحق المطلق في أن يكون رئيس المجلس مقررا»، وهو ما أكده أيضا وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، وهو عضو سابق في المجلس الدستوري، بقوله إن «رئيس المجلس هو عضو فيه من الناحية القانونية ويحق له أن يكون مقررا في بعض القوانين التي يراها».
وقال سليمان في معرض تبريره لقيامه بصلاحية المقرر إنه «نظرا لحراجة الملف وضيق الوقت والمهلة الزمنية الضاغطة في ضوء انتهاء ولاية المجلس في 20 الحالي ووجوب إصدار القرار قبل انتهاء الولاية أقله بخمسة أيام، أعددت التقرير انطلاقا من المسؤولية الملقاة على عاتقنا ونظرا لدقة الموضوع»، متهما الأعضاء الثلاثة بأنهم اتخذوا من هذه القضية «ذريعة للتغيب وتعطيل عمل المجلس، إذ كان في إمكانهم الحضور وتسجيل اعتراضهم خطيا متضمنا الحيثيات التي بنوا عليها المخالفة مع القرار لنشرها في الجريدة الرسمية».
 
سليمان يلوّح بشكوى في مجلس الأمن والجيش يستعد للرد على أي خرق
بيروت – «الحياة»
أخذت بلدة عرسال البقاعية على الحدود اللبنانية – السورية تحصد نتائج المعارك الضارية التي جرت وتجري في سورية بعد إسقاط الجيش النظامي السوري وقوات «حزب الله» مدينة القصير السورية، خصوصاً أنها تحولت ممراً إجبارياً لقسم لا بأس به من النازحين السوريين والقسم الأكبر من الجرحى الذين أمكن انتقالهم الى لبنان للمعالجة، فعجت منازلها بهؤلاء الجرحى بعد أن امتنعت سيارات الصليب الأحمر اللبناني عن الانتقال إليها لنقل هؤلاء الجرحى، فيما تعرضت ساحتها الرئيسة بعد ظهر أمس لقصف من طوافة سورية، ما أسفر عن سقوط جريحين وإصابة منازل عدة بأضرار نجا سكانها بأعجوبة.
وأجرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصالات شملت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور وقائد الجيش العماد جان قهوجي والأمين العام للمجلس الأعلى اللبنانيالسوري نصري خوري، واعتبر أن «القصف المتكرر على بلدة عرسال من قبل المروحيات العسكرية السورية يشكل خرقاً لسيادة لبنان وحرمة أراضيه ويعرّض أمن المواطنين وسلامتهم للخطر ويتعارض كذلك مع المعاهدات التي ترعى العلاقات بين البلدين ومع المواثيق الدولية، في وقت تسعى الدولة اللبنانية للمحافظة على استقرار لبنان وسلمه الأهلي».
وجاء في نبأ للمكتب الإعلامي الرئاسي، أنه «إذ يدعو رئيس الجمهورية الى عدم تكرار مثل هذه الخروقات، فإنه يؤكد بعد التشاور مع رئيس الحكومة حق لبنان في اتخاذ التدابير الكفيلة بالدفاع عن سيادته وحماية أبنائه وأمنهم وسلامتهم، بما في ذلك تقديم شكوى الى جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة».
وأصدرت قيادة الجيش بياناً بالحادث، مشيرة الى أن «طوافة حربية آتية من الجانب السوري خرقت الأجواء اللبنانية في جرود عرسال وأطلقت صاروخين باتجاه ساحة البلدة»، وأكدت أن «وحدات الجيش اتخذت الإجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على أي خرق مماثل». في حين تحدث سكان البلدة عن تعرضها لستة صواريخ من المروحية.
وأصدر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة بياناً عبّر فيه عن استنكاره ورفضه «للاعتداء الذي نفذه الطيران المروحي للنظام السوري والذي استهدف وسط بلدة عرسال». ورأى أن غارة الطيران السوري على عرسال «تشكل تطوراً خطيراً لا يمكن القبول به أو السكوت عنه وهو يشكل استهدافاً مباشراً وبشكل مقصود لبلدة آمنة وسكان مدنيين لا حماية لهم إلا الدولة اللبنانية، وبالتالي يتطلب إجراءات عاجلة من الدولة اللبنانية، أقلها شكوى لمجلس الأمن والجامعة العربية». وقال السنيورة إن الاعتداء «لن يمر مرور الكرام وهو بحاجة لموقف وطني مسؤول لأن الأمور وصلت الى حدود خطيرة ولبنان ليس دولة سائبة».
وجاءت هذه التطورات بعد أن قتل مسلحون مجهولون مواطناً من عرسال أول من أمس، فيما خطف مسلحون حافلة يقودها أحد مواطني البلدة تقل سوريين، وفي وقت بدأت تحفظات سياسية تظهر بالنسبة الى استقبال الجرحى السوريين من مقاتلي القصير وريفها، خصوصاً أن المنظمات الدولية تعترف بمعالجة المدنيين لا العسكريين. وكانت أوساط معنية قالت إن نقل جرحى القصير الى لبنان تم بعد اتفاق بين قوى سياسية محلية شمل «حزب الله».
وحمّل بيان صدر عن اجتماع عقد في بلدية البلدة أمس، «حزب الله» مسؤولية مقتل المواطن منها، وأشاروا الى «حصار على البلدة من 6 جهات، في وقت يقوم حزب الله باستخدام كل الطرقات من دون أي إزعاج من القوى الأمنية».
في هذا الوقت، استمرت «ملهاة» عدم اكتمال نصاب المجلس الدستوري للبت في الطعن المقدم من الرئيس سليمان ورئيس كتلة «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون بقانون التمديد 17 شهراً للبرلمان اللبناني ولم تُعقد جلسته المقررة أمس، لغياب العضوين الشيعيين فيه والعضو الدرزي، والذي تقول مصادر سياسية متقاطعة إن أسبابه سياسية، للحؤول دون إمكان موافقة أكثرية الـ 7 أعضاء على الطعن، خصوصاً أن النصاب القانوني للمجلس يقتضي حضور 8 أعضاء من أصل 10.
ونقل نواب عن رئيس البرلمان نبيه بري قوله أمس، إن تغيّب الأعضاء الثلاثة عن الجلسة «ينطلق من الحرص على القانون والدستور والتزامهما، درءاً لوقوع الفتنة»، ونسب هؤلاء النواب الذين اجتمعوا ببري في إطار لقاء الأربعاء التقليدي معه، إليه قوله إنه «يخشى أن تكون الانتخابات التي يسعى إليها البعض طريقاً للفتنة». كما حذر من «محاولات السلطة التنفيذية وضع يدها على السلطة التشريعية».
وقالت مصادر نيابية إن الرئيس بري غاضب من الطعن الذي تقدم به الرئيس سليمان والعماد عون بقانون التمديد للبرلمان ويسعى الى القيام بكل ما باستطاعته للحؤول دون العودة عن التمديد، خصوصاً أنه يرى استحالة إجراء الانتخابات في هذه الأجواء.
وإذ دعي المجلس الدستوري الى اجتماع جديد الثلثاء المقبل، لفت صدور موقف عن السفارة الأميركية في بيروت اعتبر أن «مقاطعة» المجلس الدستوري «تؤدي الى تآكل إضافي في الديموقراطية».
 
رفض سليمان قتال «حزب الله» في سورية مرده مخاوفه على مصالح لبنانيي الخليج
الحياة...بيروت - وليد شقير
قالت مصادر مؤيدة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان في موقفه الرافض اشتراك «حزب الله» بالقتال في سورية، إن التحرك الذي يقوم به شارحاً توجهات الدولة اللبنانية وتمسكها بالحياد حيال المحاور في المنطقة والنأي بالنفس عن الأزمة السورية ورفض قتال «حزب الله» في القصير وغيرها باعتباره لا يعبر عن الموقف اللبناني، لم يكن فقط بسبب اقتناعه بأن ما يقوم به الحزب يقوض صورة الدولة ويضرب هيبتها، بل إن خلفيته تستند إلى مخاوفه من تأثير ما يقوم به الحزب على مصالح اللبنانيين في دول الخليج العربي، خصوصاً أن هذه الدول لديها موقف حاسم وحازم حيال النظام في سورية وسياسة إيران دعمه بالمال والسلاح والمقاتلين في مواجهة المعارضة.
وأكدت مصادر متعددة لـ «الحياة»، أنه فضلاً عن أن رفض سليمان تدخل «حزب الله» سابقٌ على مساهمة قوات الحزب في إسقاط مدينة القصير السورية، فإن تطور الموقف العربي من هذه المساهمة دفع رئيس الجمهورية إلى المجاهرة أكثر برفضه تدخل الحزب وإلى القيام بالحملة الديبلوماسية عبر استدعائه سفراء الدول ليؤكد موقف لبنان الرسمي، متقصداً إشراك وزير الخارجية عدنان منصور في اللقاءات معهم لإبلاغهم أن أي موقف آخر غير موقفه لا يعبر عن سياسة الدولة اللبنانية، بعدما شكا المسؤولون العرب من تعاطف منصور مع خروج «حزب الله» على هذه السياسة، فسليمان تلقى إشارات ومعلومات عما يدور في كواليس السياسة الخليجية وبعض الدول العربية عن الاتجاه إلى اعتبار الدولة اللبنانية والحكومة مسؤولتين عما يقوم به الحزب، وعن إمكان اتخاذ هذه الدول إجراءات ليس فقط حيال المقيمين الشيعة الذين يمكن أن يكونوا متعاطفين مع الحزب في هذه الدول، بل مع سائر اللبنانيين. وقد تولّت وسائل إعلامية خليجية تظهير هذا الاتجاه، الذي يرى أن ثمن مشاركة الحزب القتالية في تعديل ميزان القوى يجب ألا يدفعه الحزب فقط في علاقته معها، بل الدولة اللبنانية ككل.
وقالت المصادر المؤيدة لموقف سليمان إنه بمواقفه الأخيرة مع السفراء يسعى إلى حماية لبنان واللبنانيين والشيعة من أي إجراءات تتخذ في حق هؤلاء في المرحلة المقبلة. إلاّ أن هذه المصادر تعتبر أن الحزب لن يستجيب لموقف الرئيس، لإدراكها المسبق بأنه يعتمد سياسة تفوق في دوافعها الحسابات اللبنانية - السورية وتأتي في إطار قرار إيران الاستراتيجي على الصعيد الإقليمي. ولهذا السبب، في رأي هذه المصادر لا يقيم الحزب وزناً للحجج التي يسوقها سليمان وغيره من القوى السياسية عن الآثار السلبية لمشاركته في القتال على الداخل اللبناني وعلى العلاقات السنية - الشيعية وعلى المؤسسات اللبنانية التي تجهد للحؤول دون تسرب السلاح والمسلحين عبر الحدود إلى سورية، وتذهب أوساطه القيادية في رد فعلها على موقف رئيس الجمهورية إلى مواصلة اتهامه بالقيام بما يقوم به تنفيذاً لأجندة خارجية غربية وأميركية وعربية ضد الحزب ومحور الممانعة.
ويسوق قادة الحزب حججهم في الرد على سليمان بطرح آخر الحجج كالآتي:
- تأخذ قيادة الحزب على سليمان أنه رد على خطاب الأمين العام السيد حسن نصرالله في 9-5-2013 الذي أعلن فيه الوقوف إلى جانب المقاومة الشعبية في الجولان واستعداده للتنسيق معها، إن في قوله مباشرة بعده إن الدفاع عن لبنان يكون على الأرض اللبنانية فقط، ثم في كلامه أثناء زيارته وزارة الدفاع في 24 أيار (مايو) الذي كرر هذا الموقف وأضاف عليه قوله: «معاني المقاومة أعلى وأسمى من أن تغرق في رمال الفتنة في سورية أو في لبنان، أكان ذلك لدى صديق أو شقيق». وتعتبر قيادة الحزب أن الكلام الأخير للرئيس جاء بعد اتصال الرئيس الأميركي باراك أوباما به في 19 أيار مؤيداً رفضه التدخل اللبناني في سورية، وأن سليمان انتظر 5 أيام بعد الاتصال قبل أن يتخذ الموقف الأخير، لكنه جاء بوحي من هذا الاتصال. وفي المقابل يقول محيط سليمان إنه كان ينوي اتخاذ هذا الموقف قبل اتصال أوباما، وحين جرى الاتصال أخّره بضعة أيام حتى لا يُربط به، وإن قراره زيارة وزارة الدفاع أخذه في 3 أيار.
- أن المتصلين من محيط قيادة الحزب بمحيط الرئيس سليمان لا ينفكون عن العودة إلى دفاتر قديمة في انتقادهم مواقفه، بدءاً باستنكاراته المتتالية الخروق السورية للحدود، والقصف الجوي السوري على الحدود، معتبرين أنه كان يتصرف بناء لإشارات وإيحاءات أميركية وغربية بأن النظام السوري سيسقط، وصولاً إلى تذكيرهم بأن الأميركيين طلبوا من السلطات اللبنانية منذ عام 2011 إقامة مهبط للمروحيات في محيط بلدة عرسال، ويقول المحيطون برئيس الجمهورية إن سليمان رفض هذا الطلب في حينه، وهذه مسألة قديمة، إلا أن قادة الحزب يواصلون اتهامه بتنفيذ أجندة خارجية.
- أن بعض المقربين من الحزب لا ينفكون عن اتهام سليمان بالسعي إلى التمديد في الرئاسة الأولى، وبأنه يسعى لأوراق اعتماد أمام القوى الغربية والعربية وقوى 14 آذار لهذا الهدف، فيما يردد محيط سليمان منذ مدة أن لو صح أنه يسعى إلى التمديد لما أخذ المواقف التي يعلن عنها، ولسعى إلى مراعاة قوى 8 آذار في موقفها من الأزمة السورية، وأنه حسم أمره منذ مدة طويلة في هذا الصدد، وهو يردد أمام محيطه ومستشاريه أنه ينتظر اليوم الذي يخرج فيه من القصر الرئاسي بعد الذي عاناه من عرقلة لعهده، معتبراً أن السنوات المقبلة على لبنان لن تكون أسهل من سنوات العهد.
وتكشف الأوساط المحيطة بالرئيس سليمان أنه أصر على موقفه المبدئي برفض التمديد للبرلمان اللبناني 17 شهراً، وحصره بتمديد تقني، على رغم أن الأسبوع الذي جرى خلاله تصويت المجلس النيابي على قانون التمديد في 31 أيار، شهد محاولة من بعض الأطراف المؤيدة للتمديد والمتحمسة له في قوى 8 آذار، إقناع بعض محيط الرئيس بأن يتخلى عن رفضه لهذا التمديد وقراره الطعن به، مقابل السعي إلى توافق داخلي على سلة أو صفقة تمديد جماعي للنواب وللقيادات الأمنية التي تحال إلى التقاعد في الأسابيع والأشهر المقبلة (رئيس أركان الجيش وقائده والمدير العام لقوى الأمن بالوكالة... إلخ) ورئاسة الجمهورية، إلا أن من نقل هذه الأفكار إلى سليمان جوبه بالرفض.
ويقول بعض محيط سليمان إنه لو افترضنا تخلي سليمان عن رفضه المبدئي للتمديد، فالجميع يدرك أن «حزب الله» يرفض هذا الخيار ومعه حركة «أمل» مراعاة لزعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون، هذا فضلاً عن أن من يفاتح سليمان من أصدقائه بألا يقطع الطريق منذ الآن على التمديد لأن ظروف البلد والمنطقة قد تقتضي اللجوء إلى هذا الخيار، يلقى الرفض الحاسم منه، فيقول: «أنا إنسان عادي وبسيط وكنت سأخرج من قيادة الجيش إلى منزلي فانتخبوني رئيساً وسأترك المنصب لغيري لأن استمراري لن يغيّر شيئاً في مسار الأزمة في البلد».
 
عددهم 600 ألف وتحويلاتهم 7 مليارات دولار سنوياً... لبنانيّو الخليج "ذبيحة" حزب الله في سوريا
المستقبل...
لم تمرّ الإجراءات التي أعلنها مجلس التعاون الخليجي قبل أيام ضد المنتسبين لـ"حزب الله" مرور الكرام، وإنما بدأت بالظهور تداعيات كثيرة في لبنان كما في دول "المجلس"، وسط مخاوف لبنانية متنامية من انعكاسات هذه الإجراءات على نحو 600 ألف لبناني مقيم في دول الخليج، عبّر عنها سياسيون واقتصاديون لـ"المستقبل" عرضوا بالأرقام للنتائج المتوقعة لهذه الإجراءات، وحمّلوا "حزب الله" وحليفه العماد ميشال عون مسؤولية هذه الخطوة، بعد أصوات خليجية إعلامية وشعبية تعالت في اليومين الماضيين داعية إلى أن يدفع لبنان كله "فاتورة" تدخّل "حزب الله" في سوريا.
جاء ذلك بعد الاعلان عن إجراءات "مجلس التعاون" بداية، ومن ثمَّ تأكيد الأمين العام للمجلس الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني للزميلة "الشرق الأوسط" أمس أن التعرّف على منتسبي "حزب الله" سيتمّ "عن طريق إجراءات أمنية تتّبعها كل دولة وفق "تفصيلات ذات خصوصية لكل منها"، من جهة، وإعلان الأمين العام المساعد الدكتور عبد العزيز العويشق من جهة ثانية أن الخطوة الأولى "ستتمثّل برصد التحويلات المالية لحزب الله والنظام السوري والمؤسسات والأفراد.. وينطبق الأمر نفسه على الجهات المتحالفة معهما مثل ميشال عون".
وفي حوار مع قناة "المستقبل" أمس أكد المحلّل السياسي السعودي حسين الشبكشي أن موضوع "حزب الله" بات "يهدّد الأمن الخليجي وأعتقد أننا سنرى ترحيلاً لأي مصلحة تنتمي لحزب الله"، كاشفاً النقاب عن "رأي شعبي صاخب من الخليجيين ضد حزب الله وأن هناك ضغوطاً شعبية من الخليجيين على حكوماتهم للخلاص من هذا الأمر".
حرب
هذه الإجراءات والمناخات المواكبة لها استثارت ردود فعل داخلية واسعة أبرزها للنائب بطرس حرب الذي قال لـ"المستقبل": "لطالما نبّهنا من العواقب الوخيمة الناجمة عن بقاء سلاح غير شرعي بيد حزب الله خارج إطار الدولة، وكنا نخشى من ردود فعل من الخارج إزاء هذا الواقع، كما حذّرنا من أن يكون لبنان جزءاً من صراع المحاور وخصوصاً في سوريا وسط المواجهة الخليجية الايرانية".
أضاف: "إن ولاء حزب الله لمرجعية الولي الفقيه في إيران جعل منه جزءاً متورّطاً في هذه المواجهة وتورّطه الأخير في معركة القصير عبر مواجهته للثورة الشعبية المدعومة من دول الخليج الى جانب النظام المدعوم من إيران، كان من الطبيعي أن يؤدي الى حساسيات وتداعيات سياسية واقتصادية، لذلك لم يكن مفاجئاً موقف مجلس التعاون الخليجي الأخير إزاء حزب الله".
وختم حرب: "من هنا تبدو مخاطر وجود حزب الله في الحكومة اللبنانية مقابل عجز الحكومة عن تبرير تورط جزء منها في حرب سوريا، ما تسبّب بخلق أحد المبرّرات التي تعتبر أن القضية تتجاوز حزب الله الى الحكومة والشعب اللبناني كلّه. لذلك تقع المسؤولية على حزب الله الذي ورّط لبنان بهذا الأمر، والمسؤولية الأكبر تقع على من يغطّي حزب الله كالتيار الوطني الحر المتمسك بالتحالف معه وتغطية نشاطاته العسكرية وقبوله بولاء الحزب لغير لبنان والإبقاء على التحالف معه".
دي فريج
أما عضو كتلة "المستقبل رئيس لجنة الاقتصاد البرلمانية النائب نبيل دي فريج فاستغرب من جهته دفاع النائب ميشال عون، رئيس تكتّل "التغيير والاصلاح"، عن مشاركة حزب الله في القتال الدائر في سوريا وعدم تأثير هذه المشاركة اقتصادياً على لبنان، وقال لـ"المستقبل": "ان موقف مجلس التعاون جاء بعد اكتفاء الدولة اللبنانية بإعلان المواقف والتصريحات فقط ضد مشاركة حزب الله في معارك سوريا، ما جعل دول الخليج تعتبر أن لبنان المسؤول عن تدخل حزب الله خصوصاً أن معركة سوريا طويلة وحزب الله لا يبدو في وارد التراجع". أضاف أن على رئيسي الجمهورية والحكومة اتخاذ مواقف حازمة في هذا الخصوص لخروج حزب الله من سوريا لنضمن استقرارنا الاقتصادي. وأتمنى على السيد حسن نصرالله والنائب عون أن يقرأا جيداً مقال الصحافي حسين الشبكشي (أول من أمس في "الشرق الأوسط") الذي قال أنه يجب على كل لبنان "أن يدفع فاتورة" تدخل حزب الله في سوريا وقرارات مجلس التعاون ليعرف الى أين أخذا لبنان واللبنانيين، خصوصاً أن اللبنانيين المتواجدين في دول الخليج ينتمون الى كل الطوائف اللبنانية. فليفكّر نصرالله وعون بمصلحة لبنان أولاً وليس بمصلحة إيران".
شقير
من جهته، رأى رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير، ان ضرب المصالح اللبنانية في الخليج لا سيما ما يتعلق منها بديمومة عمل اللبنانيين في هذه الدول، يشكل ضربة قاضية للبنان واقتصاده. وقال لـ"المستقبل" "ان اي فريق سياسي يلعب بهذا الموضوع يكون يعمل عن قصد لحصول مجاعة في لبنان".
وإذ اشار الى ان عدد اللبنانيين الذين يعملون في هذه الدول يصل الى حدود 600 ألف، عدا عن اللبنانيين الذين يعملون بجنسيات اخرى، لفت الى ان نحو 85 في المئة من التحويلات الخارجية الى لبنان والبالغة نحو 8 مليارات دولار سنويا هي من اللبنانيين في هذه الدول. كما اشار الى ان نحو 40 في المئة من عدد السياح الذين يأتون الى لبنان هم من الخليجيين، في حين انهم يشكلون نحو 65 في المئة من المردود السياحي. إضافة الى ان الاستثمارات الخليجية تشكل معظم الاستثمارات الخارجية في لبنان.
وقال شقير "نحن نتحدث لمصلحة كل اللبنانيين، لان تضرر اي لبناني يعني ان الاقتصاد الوطني برمته قد تضرر"، لافتا في هذا السياق، الى ان الدول الخليجية تحتضن كل اللبنانيين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وفئاتهم، وهي تخصهم جميعهم ومن دون تمييز بمعاملة خاصة، لذلك اتمنى عليهم جميعا ان يكون ولاؤهم للبنان. كما أدعوهم الى احترام البلد الذي يقيمون فيه واحترام انظمته وقوانينه المرعية الاجراء، والابتعاد كليا عن السياسة التي لا تجلب سوى الويلات".
وختم شقير قائلا "إذا تلقى اللبنانيون العاملون في الخليج ضربة، فهذا يعني ان المجاعة دقت ابواب لبنان".
شمّاس
أما رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شمّاس فأكد أنه "إذا نفّذت الاجراءات المشار إليها فذلك سيقود الى كارثة موصوفة بالنسبة الى لبنان"، آملاً عدم الاقتصاص من أي لبناني لأن لبنان صاحب الرقم القياسي في التحويلات الخارجية مقارنة بالناتج القائم، وهذه النسبة تتجاوز في بعض السنوات 25 بالمائة وهذا يدلّل على هزال الانتاج في الداخل ومدى تعويله على خيرات لبنانيي الخارج، فالتحويلات بحدود 7 مليارات دولار كمعدّل سنوي يأتي جلّها من الخليج العربي، وهو المشغّل الأول للقوى العاملة اللبنانية غير المقيمة، فإذا اهتزّ هذا المورد الحيوي فيستداعى الوضع المالي في لبنان على الصعيد الكلّي (ميزان المدفوعات) والجزئي (عشرات ألوف الأسر المقيمة) وسينهار الوضع الاقتصادي، وهو ينازع أصلاً بسبب المعضلات التي تعانيها القطاعات الانتاجية في الداخل".
وختم شماس: "إذا عاد المبعدون الى لبنان فسيتحوّلون من معيلين للاقتصاد الوطني الى عبء ثقيل عليه. وللتذكير ان دخل اللبنانيين في الخارج على صعيد الفرد يبلغ 4 أو 5 أضعاف دخل اللبنانيين في الداخل، وبذلك تكون نهاية النموذج الاقتصادي الاجتماعي الذي حمى لبنان 50 عاماً".
14 آذار
الى ذلك، توقّفت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أمس أمام البيان الصادر عن الأمانة العامة لمجلس دول التعاون الخليجي حول "إدانة تدخّل "حزب الله" في الأزمة السورية وما نتج عنه من قتلٍ للمدنيين الأبرياء"، واعتبرت أن "هذا الموقف من قبل الأشقاء العرب هو موقف تضامني وأخلاقي مع الشعب السوري الشقيق الذي يواجه نظاماً قاتلاً". وأملت بـ"النظر إلى ما قرّره مجلس التعاون، أن يتم اتخاذ إجراءات ضد المنتسبين إلى "حزب الله" في دول المجلس سواء في إقاماتهم أو معاملاتهم المالية والتجارية، أن لا تُحمَّل العائلات اللبنانية البريئة العاملة في دول المجلس ثمن سياسات حزبٍ قد يكون لبنانياً شكلاً إنما هو بالتأكيد إيرانيّ الهوية والإنتماء والسلوك".
 
عائلة السلمان: "زعران" نصرالله وخامنئي قتلوه
المستقبل...آمنة منصور
عند دخول فضاء البلدة الجنوبية الساحلية، تزاحمت معالم الأمكنة، لتشي بشيء من الذكريات التي تركها ابن التاسعة والعشرين تحت شجرات الموز وسط البساتين الخضراء. دقائق، وإذا به هاشم السلمان شهيد الموقف الجريء والكلمة الحرة، الذي تربص به الموت بمكر أمام السفارة الإيرانية الاحد المنصرم رفضا لمطالبته بعدم تدخل "حزب الله" بالمذبحة السورية، يسبق ذويه إلى استقبالي عند مدخل منزله الجنوبي. فهو كان هناك بصورته المرتفعة على شرفة المنزل، وبعَلَمْ "الإنتماء اللبناني" الذي يلف السيارة الرباعية الدفع خاصته، التي تحفظ له بعضا من لحظاته الأخيرة.
في اليوم الثالث على استشهاده، كان أهل هاشم والأقارب والمحبون يتقبّلون التعازي، فيما يعلو صوت الآيات القرآنية ليبشر بشهادة عريس عدلون. نشأت السلمان والده، يقف بعزة ليصافح المعزين. هو مفجوع بولده، لكن سقوط فلذة كبده الأصغر على مذبح المبادئ التي أنشأه عليها، لن يجعله إلا فخورا بالتزام إبنه بوصية حب الوطن المقدسة. الرجل الثمانيني ينظر بين الفينة والأخرى إلى عقارب ساعته، تخونه الذاكرة، فيهمّ إلى الإتصال بهاشم للإطمئنان عليه إذ إنه تأخر.. فيدبّ فيه الألم عندما يتذكّر ما أصابه.
الألم نفسه يعتصر قلوب أخوته المتّشحين بالسواد، الذين عاد معظمهم من المهجر بعد وقوع المأساة، فيما والدته عفاها القدر من هذا الوجع بوفاتها وهو في الرابعة من عمره. فادي أحد أخوته يستذكر أخاه الشهيد "الذي أتخمه حليب أمه حباً للوطن وعشقاً للحرية، فيما رسخت فيه طقوس الحياة التي أرساها والده، مبادئ الولاء المطلق للبنان دون غيره وعدم التفريط بالقيم والأخلاق".
"أخي كان مندفعا ومتحمسا، فهو تشرَّب نهج العائلة المعروف من الأساس بالتزامه خط كامل بيك الأسعد" يقول فادي، مشيرا إلى أن "هاشم كان مدافعا عن استقلال لبنان، وكان مناصرا لكلمة الحق ومعارضا للسلاح، لذا اختار عن قناعة هذا الإلتزام بالنهج الأسعدي".
وهاشم، الذي ورث شجاعته عن والده، لطالما تلقى تهديدات ولم يَخَفْ، وهو تحلّى بحس المسؤولية واتسم بحب المبادرة، إذ يجمع أخوته على أنه كان "قائدا" بكل معنى الكلمة، يقود الشباب إلى التظاهرات، تماما كما فعل نهار الأحد في التاسع من حزيران.
يعود فادي بالذاكرة الطرية التي لم تجف دماء هاشم منها بعد إلى ذلك اليوم بأسى، فيقول: "كان هنا في المنزل في عدلون مع أبي وأختي، أعلمهم بنيته المغادرة إلى بيروت بداعي العمل. لم يخبرنا شيئا عن التظاهرة؛ علمت بشأنها عبر التلفاز عندما أنبأنا بأن تظاهرة لحزب "الإنتماء اللبناني" تعرضت لإطلاق نار أمام السفارة الإيرانية. فخابرت هاشم، الذي كنت على يقين أنه على رأس تلك التظاهرة مرة واثنتين وعشر لكنه لم يجب، فهرعت إلى محيط السفارة للإطمئنان عليه فمنعني الجيش من الإقتراب. ثم حاولت مرارا وتكراراً الإتصال به، ليجيبني أخيرا رفيقه الذي أعلمني بوجوده في مستشفى رفيق الحريري الحكومي. هناك وجدت أخي مزرقّ الرأس مضرّجاً بدمائه، قيل لي أنهم يسعفونه لكني عرفت أنه يحتضر".
فادي، الذي يشدد على أن هاشم كان مستهدفا دون غيره، لذا لم يطلق الجناة النار إلا باتجاهه لإردائه لأنه ابن نشأت السلمان، يكشف أن "رتلا من الدراجات النارية يقودها زعران "نصرالله وخامنئي" تبعه إلى المستشفى للإجهاز على هاشم في حال لم تقض عليه الرصاصات والركلات التي انهالوا بها عليه في محيط السفارة". ويستطرد: "من قتل هاشم هو نفسه من قتل الرئيس رفيق الحريري".
ليوم التشييع حكاية أخرى، تعددت فيه الروايات وبقي المصاب واحداً. يستغرب فادي في هذا المجال ما نشرته وسائل الإعلام عن منع آل السلمان من دفن هاشم في جبانة عدلون، فضلا عن رفض تقبل التعازي بوفاته في حسينية البلدة: "لجدي عقار من الأرض قدمه أبي وخالاته كمدفن لعائلتي السلمان والأسعد، فدفنت فيه جدتي وأمي منذ عشرات السنوات وعندما استشهد هاشم كان من الطبيعي دفنه في جبانة العائلة الموجودة في عدلون في منطقة العمرة تحديدا". هذا قبل التشييع. أما بعده، فلأن الرايات الصفراء التي لاحقت هاشم إلى بيروت فاصطادته أعزل أمام سفارة إيران، هي نفسها تنتشر في الجنوب بما فيه عدلون، هجم عدد من المسلحين على مقبرة آل السلمان بعد رحيل الرجال عنها إثر الدفن وحضور نسوة العائلة لتلاوة الفاتحة.. "إلا أنهم لم يرهبونا، وهم افرنقعوا عندما ذهبنا إلى الجبانة" يقول فادي، مشيرا في ما يتعلق بموضوع الحسينية إلى أن عائلته "لا تحضر التعازي في حسينية البلدة منذ زمن، لتجنّب إستغلال التعازي لإلقاء الخطابات السياسية". ويلفت إلى أن "العائلة تقيم التعازي بموتاها في المنزل، تماما كما يتم في التعازي بهاشم اليوم".
وإذ ينفي جملة وتفصيلا ما نسب إلى عائلته من بيانات تحمّل مسؤولية دم أخيه للمستشار العام لحزب "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد، يشدد على "إلتزام العائلة بنهج "أحمد بيك" لأنه يؤمن بخط الحق"، مارا على إدعاءات البعض ممن يجرد هاشم السلمان وعائلته من شيعيتهم، ليشدد على "أننا نحن الشيعة الملتزمون نهج الإمام الحسين، الذي ما استشهد إلا ليكون عبرة للناس للإلتزام بقول الحق، لا للبكاء عليه". ويضيف: "ليس من عقيدة الشيعة قتل شيعي أو أي مسلم، ولا قتل النفس أو تعذيبها. نحن لا نؤمن بالمتاجرة بالدين".
ويزيد: "نحن نؤمن بالكلمة الحرة، ما دافعنا عن أنفسنا يوما إلا بزندنا، فبالعصا في الحالات القصوى حين كانوا يهاجموننا"، مضيفا: "نحن نؤمن بأننا أحرار في قول ما نريد ولو على قطع رؤوسنا، ولا نختبئ فيما نرسل الناس إلى الموت كـ (أمين عام "حزب الله") حسن نصرالله وخامنئي. فإن كان نصرالله يريد مقاتلة إسرائيل فليظهر لمواجهتها". ويوضح أن هاشم لطالما كان إلى جانب المستضعف في وجه الظالم، لافتا إلى أن أخاه "الشهيد لطالما أيد ميشال عون في وجه السوريين، وعندما انقلب الأخير على مبادئه بقي هاشم ثابتا عليها".
حتى الساعة لا معلومات وردت إلى عائلة الشهيد في ما يتعلق بسير التحقيقات، يقول فادي: "لم يتصل بنا أحد لا درك ولا مخابرات ولا جيش، سنتابع الأمر بعد ذكرى مرور اسبوع على شهادة هاشم".
يتدخل نشأت السلمان والد الشهيد بلهجته الجنوبية، ليناشد "تيار المستقبل" متابعة قضية إبنه، لاسيما وأنه يرفع شعار التمثيل الشعبي العريض، سائلاً "لمن أحمّل مسؤولية مقتل إبني.. ما في دولة". ويساوي من قتل هاشم وهو أعزل وتركه يموت دون إفساح المجال لنجدته بمن قتل الشاب في سوريا وأكل قلبه، مشددا على أن "لا تراجع عن قناعاتنا، التي تأتي قبل أي شيء وفي طليعتها الحرية".
الأمر نفسه يؤكده أخوة هاشم، الذين لم يعتادوا رغم معالم الحداد على غيابه بعد، فهم يعتبرون أن قدر أخيهم أن يكون "شهيدا للحق.. شهيد لبنان والحرية"، معاهدين أن دمه لن يذهب هدرا، لأنهم سيواظبون على اعتناق مبادئه التي استشهد من أجلها.
 
«14 آذار» تحاول «استلحاق» المناخ الخليجي في الردّ على تورط «حزب الله» في سورية
بيروت - «الراي»
كثّفت قوى 14 آذار مشاوراتها لمواكبة التطورات المتسارعة على خط ارتدادات انخراط «حزب الله» في النزاع السوري على لبنان في ضوء ارتفاع منسوب الاحتقان الداخلي، وقراءتها خوض الحزب غمار هذه «المغامرة» بكامل ثقله ومن دون اي «قفازات» في سياق معادلة ان «مَن يربح في سورية يربح لبنان»، مع ما يرتّبه ذلك من ضرورة ان تفكّر هذه القوى في سبل انتزاع اوراق رابحة في الوضع الداخلي تتيح لها ان تبقى لاعباً فاعلاً بعد مرحلة من ضياع البوصلة ابان مناقشات قانون الانتخاب بدت معها 14 آذار منفصلة عن الواقع وغارقة «حتى أذنيها» في معارك بين مكوناتها جُرت اليها وأبعدتها عن المشهد الاستراتيجي وتحولاته وتداعيتها المصيرية.
وما حتّم على 14 آذار ايضاً تكثيف حِراكها هو انها بدت كأنها تسير «بسرعة متأخرة» عن المزاج العربي ولا سيما الخليجي إزاء انغماس «حزب الله» في الحرب السورية والذي عبّر عن نفسه على مستويين: الاول سياسي من خلال قرار دول مجلس التعاون الخليجي اتخاذ اجراءات «ضد المنتسبين للحزب في اقاماتهم او معاملاتهم المالية والتجارية» ومطالبة الحكومة اللبنانية بتحمل مسؤوليتها ازاء «سلوك الحزب وممارساته غير القانونية في سورية والمنطقة» وهي الخطوة غير المسبوقة التي استكملت دعوة هذه الدول الاسبوع الماضي مواطنيها لعدم السفر إلى لبنان. والمستوى الثاني شعبي عبر التظاهرات التي بدأت تحصل امام السفارات اللبنانية في دول خليجية تنديداً بسلوك «حزب الله».
وفي موازاة بحث 14 آذار في سبل إقامة «جدران صدّ» امام «حزب الله» لعدم إكمال عملية الإطباق على السلطة وعلى البلاد، اصبحت شبه جاهزة المذكرة التي سترفع الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ضد «حزب الله» ودوره في سورية، والمطالبة بنشر الجيش اللبناني عند الحدود السورية - اللبنانية أو توسيع ولاية القرار 1701 ليشمل تلك المنطقة.
وفي حين أقر الاجتماع الذي عقده أركان 14 آذار مساء اول من امس في «بيت الوسط» حيث منزل الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري هذه المذكرة مبدئياً، عكس الموقف العالي النبرة للرئيس فؤاد السنيورة كما الأمانة العامة لـ 14 آذار ان هذه القوى رسمت على الأقل «سقفاً واحداً» لخطابها بانتظار ان تكتمل عملية لملمة الصفوف واستجماع «خطط المواجهة».
وقد اعتبر السنيورة أن «حزب الله دخل سورية لقتل السوريين وتحقيق انتصارات وهمية، لكن ما يحصل هو هزيمة ساحقة بالنسبة له»، داعياً اياه الى «الإنسحاب من المستنقع الذي اوقع نفسه فيه والكف عن قتل الشعب السوري».
واذ اعتبر أن «تورط حزب الله في القتال داخل سورية مخالف للدستور والعيش المشترك وسياسة النأي بالنفس التي اعلنتها الحكومة اللبنانية وخلافاً لاعلان بعبدا والاعراف الدولية والعربية والقرار الدولي 1701»، وقال: «بدل ان يفكر حزب الله أنه ليس وحيداً في البلد ولا يستطيع ان يأخذه الى حيث يريد من دون ان يتشاور مع اشقائه في الوطن، دخل بالآلاف الى سورية (...)»، مضيفاً: «سقطت القصير وهي مدينة عربية في 5 يونيو. في نفس اليوم الذي كانت فيه هزيمة العرب في العام 1967 كانت هزيمتنا ايضاً على يد حزب الله في سورية وهزيمة فكرة العروبة والاخوة العربية، فمن المعيب ان يتباهى احدهم بأنه يقتل اخاه العربي».
وشدد على أن «حزب الله لا يقامر بمستقبله فحسب بل يقامر بمصلحة كل اللبنانيين ولقمة عيشهم خصوصاً ان كل مواطن عربي أصبح يشعر بأن حزب الله، بالطريقة التي يتصرف بها، يستهدفه ويستهدف أمنه».
وقال: «لم أر في حياتي أناساً يضعون أرجلهم في صحن أكلهم وطعامهم»، وسأل: «لماذا نبعث بأشخاص من حزب الله الى نيجيريا؟ هل نحارب اسرائيل من خلال اشخاص يذهبون للقتال في سورية؟ هل طريق القدس تمر في القصير؟».
وأكد ان «المطلوب الآن احتواء هذا الغضب العربي الكبير الجامح حماية لأنفسهم ولأشقائهم في الوطن وحماية لهذا العدد الكبير من اللبنانيين الذين هاجروا الى الخارج ألا نغامر بهم ونعرضهم للخطر وألا نقامر بأرزاقهم»، مضيفا: «كأننا نقول لكل العرب والدول الاخرى بأن ينتبهوا لان هؤلاء اللبنانيين الموجودين على اراضي هذه الدول للعمل ولقمة العيش هم مشروع مشكلة لهذه الدول».
اما الامانة العامة لـ 14 آذار فدانت «الجريمة المدبرة» التي قضى فيها الناشط الشيعي هاشم السلمان المناهض لـ «حزب الله» امام السفارة الايرانية في بيروت، واصفة الاخير بانه «شهيد كل لبنان، فهو يؤسس بدمائه الزكية لحالة مقاومة ديموقراطية سلمية في وجه ميليشيا حزب الله التي تقصّدت توجيه رسائل إلى من يريد الاعتراض على سياساتها»، معتبرة ان «البيان الصادر عن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني جاء ملتبساً حتى حدود إرادة التغطية على الفاعلين».
وتوقّفت 14 آذار أمام البيان الصادر عن الأمانة العامة لمجلس دول التعاون الخليجي حول «إدانة تدخّل حزب الله في الأزمة السورية وما نتج عنه من قتلٍ للمدنيين الأبرياء»، معتبرة أن «هذا الموقف من قبل الأشقاء العرب هو موقف تضامني وأخلاقي مع الشعب السوري الشقيق الذي يواجه نظاماً قاتلاً»، مضيفة: «بالنظر إلى ما قرّره مجلس التعاون من اتخاذ إجراءات ضد المنتسبين إلى حزب الله، نأمل ألا تُحمَّل العائلات اللبنانية البريئة العاملة في دول المجلس ثمن سياسات حزبٍ قد يكون لبنانياً شكلاً إنما هو بالتأكيد إيرانيّ الهوية والانتماء والسلوك».
 
الجيش اللبناني «اتخذ إجراءات» للرد الفوري بعد غارة سورية على عرسال
  بيروت - «الراي»
مرة جديدة يرتسم مشهد لبنان وكأنه «بلاد ما بين الناريْن»، اي قصف المعارضة السوري لمناطق نفوذ «حزب الله» ولا سيما في الهرمل وبعلبك واستهداف جيش النظام السوري لبلدات حدودية مؤيدة للثورة وخصوصاً عرسال التي لا تزال تشكّل «رئة» للجيش السوري الحر في شريط القرى التي لا يزال يسيطر عليها والمحاذية لسلسلة جبال لبنان الشرقية.
وغداة قصف الهرمل من المعارضة السورية بعشرة صواريخ، استُهدفت عرسال امس بغارة نفذتها مروحية سورية ألقت عدداً من الصواريخ في البلدة السنية المحاطة بـ «بحر شيعي» ما ادى الى جرح شخص (محمد البريدي) وسبب حال هلع في صفوف السكان وآلاف النازحين السوريين إليها. وفي حين اشارت تقارير الى ستة صواريخ سقطت في عرسال، أعلنت قيادة الجيش اللبناني ان «طوافة حربية آتية من الجانب السوري خرقت الأجواء اللبنانية في منطقة جرود عرسال، حيث أطلقت صاروخين من مسافة بعيدة باتجاه ساحة البلدة، ما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بجروح، إضافة إلى أضرار مادية في الممتلكات».
وأكدت قيادة الجيش ان وحداتها «المنتشرة في المنطقة اتخذت الإجراءات الدفاعية اللازمة للرد الفوري على أي خرق مماثل»، وهي اول اشارة من نوعها الى ان المؤسسة العسكرية ستتولى مقابلة القصف السوري «بالنار».
وتزامن هذا التطور مع حال الغصب التي عاشتها عرسال مع تشييع ابنها علي الحجيري الذي قضى اول من امس في جرود الهرمل وافادت روايات بانه قتل نتيجة قصف المعارضة السورية على الهرمل بينما اتّهم اهالي البلدة «حزب الله» بالوقوف وراء قتله.
وترافق وداع الحجيري، مع مظاهر احتقان كبير، في حين أكد الشيخ مصطفى الحجيري ان شقيقه علي «قُتل بعدما أنزل من البيك آب الذي كان يقوده وينقل فيه الحجارة اذ أُطلق عليه الرصاص ثم فجّروه».
وما فاقم حال التوتر في عرسال التقارير التي اشارت الى خطف باص يقوده أحد أبناء البلدة وكان يقلّ نازحين سوريين ما عزز الخشية من صِدام بين هذه المنطقة وجوارها الذي تختلف معه في السياسة والانتماء المذهبي.
 
منصور: لبنان لم يخرج يوماً رسمياًعن سياسة «النأي بالنفس»
بيروت ـ «الراي»
ردّ وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال اللبنانية عدنان منصور على مَن يصفونه بانه «وزير خارجية حزب الله وسورية» فاعتبر ان هذا الكلام «فيه تجن كبير»، لافتاً الى ان «لبنان الرسمي يرفض التدخل في سورية من اي جهة كانت وهو لم يخرج يوماً عن سياسة النأي بالنفس»، وملاحظاً «اننا نشهد في لبنان منذ سنتين تسللاً لمسلحين وتهريباً للسلاح الى سورية، اضافة الى الذين قتلوا في تلكلخ وهم من شمال لبنان لكن هذا لا يعني ان الدولة توافق على هذه الامور».
واذ أكد ان «وزير الخارجية يعبّر عن سياسة الدولة اللبنانية ونحن لم نخرج عن سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الدولة في شأن الازمة السورية»، اشار الى ان ما قاله «في اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير هو ما قاله حزب الله نفسه عن تدخله في القصير وليس ما قاله لبنان». وسأل: «هل يمكن القول ان الدولة اللبنانية مسؤولة عن المجموعات التي ذهبت للقتال في تلكلخ في سورية؟».
ويذكر ان منصور كان برر في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة تدخل «حزب الله» بالصراع في القصير بانه في اطار الدفاع عن لبنانيين موجودين في الريف وبتدخل اكثر من 40 دولة في هذا الصراع.
 
المالح لـ «الراي»: الحوثيون عبروا من لبنان للقتال في سورية
  بيروت - من ريتا فرج
اعتبر رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح أن «ايران تقود حرباً طائفية في سورية»، مؤكداً «انتشار الحرس الثوري الايراني بكثافة داخل سورية الى جانب حزب الله والحوثيين القادمين من اليمن والميليشيات الشيعية العراقية».
ورأى المالح في اتصال مع «الراي» أن الرئيس السوري بشار الأسد «والعصابة الحاكمة جزء من هذه الحرب الطائفية بعدما سحبت طهران البساط من تحت أقدامه لتصفية حسابات تاريخية»، مشيراً الى أن «الحكومة اللبنانية وحزب الله شركاء في الجرائم التي ترتكب ضد الشعب السوري ويطالهم القانون الدولي»، ومشدداً على أن «دعم الحزب للنظام على هذا المستوى العسكري غير مسبوق وخطوة لحرق المنطقة كلها وليس سورية فحسب». وأضاف: «حزب الله لم ينتصر في القصير ومَن انتصر هم الثوار الذين انسحبوا تكتيكياً من أجل حماية المدنيين»، متسائلاً «ضد مَن يعلن حزب الله انتصاره؟ وهل انتصر على المسلمين؟».
واذ كشف أن «الحوثيين دخلوا الى سورية من طريق لبنان وقد رافقهم عناصر من حزب الله وهم يقاتلون في كل مكان»، لفت الى أن معركة القصير «كشفت القناع عن حزب الله وايران التي تقود حرباً طائفية قذرة ضد العرب والمسلمين»، مضيفاً «أطماع التوسع الايراني ليس لها علاقة بالدين وايران تحارب بالشيعة العرب من أجل أهدافها القومية الفارسية لاعادة مملكة فارس».
ورداً على الحراك الاوروبي والاميركي في شأن تسليح المعارضة العسكرية إثر معارك القصير قال: «تلقينا وعوداً كثيرة ونحن لا نعول إلاّ على شعبنا وعلى الله»، معتبراً أن «عدم التصدي للمشروع الصفوي سيؤثر في دول المنطقة وفي طليعتها السعودية ودول الخليج»، ومشدداً على أن «تهاون بعض العرب تجاه الثورة السورية سينعكس على المنطقة بشكل دراماتيكي».
وعمّا إذا كان النظام السوري يهدف الى حسم المعركة عسكرياً بغية تحسين شروط التفاوض في مؤتمر «جنيف - 2» قال: «هذا ما تحاول موسكو فعله وقد سبق لها مطالبة النظام بالحسم العسكري قبل العملية السياسية وهذا لم يحدث».
وأشار الى أن «مؤتمر جنيف - 2 لن يعقد بسبب الخلاف الاميركي - الروسي»، لافتاً الى أن «الائتلاف الوطني لم يتلق أي دعوة للمشاركة ولن نذهب الى هذا المؤتمر في حال تمّ عقده ورحى الحرب الطائفية تهدد الشعب السوري والمنطقة كلها».
وحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «نتائج الجرائم المرتكبة في سورية»، مؤكداً أنه «يقود روسيا ضمن ذهنية المخابرات الفاشية الستالينية التي قتلت 15 مليون انسان حتى تقام الدولة الشيوعية»، مشيراً الى أن الائتلاف «لا يقبل الاملاءات من أحد لا من روسيا ولا من الولايات المتحدة»، وذلك رداً على كلام بوتين الأخير الذي قال إن «الائتلاف المعارض، الذي ينفق الرعاة الخارجيون عليه مبالغ طائلة، ليس فقط غير مستعد للمفاوضات، بل لا يستطيع أن يقرر من يمثله».

 

 
حاصبيا – سعيد معلاوي

ضباط اسرائيليون تجاوزوا السياج التقني وجرافة ترفع ساترا في العباسية

 

تقدمت جرافة اسرائيلية كبيرة قرابة الثالثة بعد ظهر امس من موقع الضهرة في اتجاه "الخط الازرق" على محور العباسية – الغجر بمواكبة ثلاث دبابات "ميركافا"، الى البوابة الموصدة، وعمل جنود على فتحها ودخل عبرها تسعة ضباط اسرائيليين الى المنطقة المتنازع عليها على هذا المحور وهم يحملون خرائط عسكرية. وبعدما جالوا لأكثر من نصف ساعة في المكان، عادوا الى الجانب الآخر من السياج التقني، فيما باشرت الجرافة رفع ساتر ترابي على بعد حوالى 20 مترا فقط من هذا السياج، وسط انتشار عسكري اسرائيلي.
هذا "التحرش" استفز قوتي الجيش المتمركزة في العباسية، وكذلك "اليونيفيل" فوزعا عناصرهما قبالة القوة الاسرائيلية، واستمر الوضع على توتره حتى المساء، عندما توقفت الاعمال الاسرائيلية وتراجعت القوة الاسرائيلية الى موقع الضهرة. وكان جنود اسرائيليون أطلقوا فجرا من موقعهم في رويسة السماقة نيران الرشاشات المختلفة، على محيط بركة كفرشوبا وبوابة حسن لأكثر من 15 دقيقة.
الى ذلك، سجلت حركة لافتة للدوريات المؤللة في الجانب الآخر من الحدود خصوصا على محور المطلة – الغجر – العباسية وصولا الى مزارع شبعا، في ظل تحليق للطيران الحربي فوق أكثر من منطقة لبنانية.
في اليرزة، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش ان 3 طائرات استطلاع للعدو الاسرائيلي خرقت أول من أمس الاجواء اللبنانية.

 

جعجع انتقد تهاون السلطات وسلوك "حزب الله":  أدعو سليمان وسلام إلى تشكيل حكومة لبنانية فعلية

 

انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع تصرف السلطات في قضية قتل الناشط هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانية محذراً من التسيّب الأمني، وحمل على سياسات "حزب الله" مكرراً الدعوة إلى تأليف حكومة من دونه.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في معراب بعد ظهر أمس إن قتل السلمان "عملية تكفيرية بامتياز وفريق 8 آذار هم جماعة "الهجرة والتكفير". وأضاف: يخيفون الرأي العام من التكفيريين وجبهة النصرة في سوريا، التي نحن ضدها، لكنهم عملياً يتصرفون مثل"هجرة وتكفير". لا يمكن الدولة ان تبقى متفرجة والمطلوب إجراء تحقيق جدي لسوق الفاعلين الى العدالة"، داعياً قائد الجيش العماد جان قهوجي، وثقتي كبيرة به، الى فتح تحقيق والاشراف عليه شخصياً خصوصا انها حصلت امام عناصر امنية، لتحديد المسؤوليات".
"اللبناني قلق على امنه المباشر" قال جعجع محذّراً من الانفلات الأمني، واضاف أن "قتل المواطن علي أحمد الحجيري على طريق الهرمل جريمة يجدر التوقف عندها ملياً"، محملاً المسؤولية للسياسيين "باعتبار أن هذا الحادث يخلق احقاداً بين اللبنانيين، فعليهم مسؤوليات جسام ولا يمكن التهاون في ظل هذه الظروف. لا يستطيع المسؤولون تكرار ما حصل في العام 1975".
وأسف "لعدم التئام المجلس الدستوري للمرة الثانية على التوالي بفعل تدخلات سياسية الأمر الذي عرّضه للشلل . نحن دائماً نؤيد انعقاد جلسة للمجلس وقلنا منذ اللحظة الاولى اننا مع قراره اياً يكن". وانتقد "البعض الذي يتباكى على حسن سير المؤسسات"، سائلاً "اين كان هذا البعض حين أُقفل المجلس النيابي ووقع الفراغ في رئاسة الجمهورية؟".
وفي تلميح إلى موقف النائب الجنرال ميشال عون قال: "بعضهم يظن أن في إمكانه الفوز بالانتخابات في هذه الظروف المتأزمة. حساباته إما الفوز على اساس قانون الـستين أو الادعاء أن هذا القانون مجحف (...)
وتناول القصف السوري على عرسال والهرمل ووادي خالد والحدود الشمالية - الشرقية، منتقداً "من يدعو الجيش الى التحرك والرد بالمثل على مصادر القصف في ظل غياب القوانين التي تحميه. وقال: "لا يمكن إدخال الجيش في عملية مبتورة والا كان ذلك استنزافاً له ولدوره. والجيش ليس في موقع تصفية الحسابات التي يرتبها حزب الله او غيره على اللبنانيين".
ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام الى "تشكيل حكومة الدولة اللبنانية الفعلية. ان ضبط الانفلات الأمني يكون بتشكيل الحكومة ممن يريدون مصلحة الدولة اللبنانية وليس أي مصلحة دولية اخرى والامر في غاية الإلحاح".
وناشد المعنيين "نشر الجيش بمؤازرة القوة الدولية على الحدود لحفظها، وحين تكون الحدود مضبوطة، يرد الجيش كما يجب عند اطلاق أي رصاصة على الارض اللبنانية".
ورداً على سؤال، جزم بعدم امكان مشاركة "حزب الله" في أي حكومة لأن "اهتماماته أبعد من لبنان، وقد بدا جلياً في خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الاخير أنه غير مؤمن بالدولة كلياً".
وعن احتمال سير مفعول التمديد في حال عدم إلتئام المجلس الدستوري الاسبوع المقبل، ابدى أمله في "أن يتمكن المجلس من الاجتماع، ولكن إذا لم يلتئم، فالتمديد سيكون ساري المفعول بدءاً من 20 حزيران الجاري".

 

نداء إلى قادة الأحزاب المسلمة: التورّط في سوريا يهدد بنقل الفتنة

 

وجه عدد من الكتّاب والمثقفين والنقابيين "نداء الى قادة الأحزاب المسلمة في لبنان لحماية وحدة المجتمع التعددي وأمنه" جاء فيه:
"تتشارك عوام الطوائف اللبنانية ونخبها العيش في القرى والمناطق والمدن كما في الأسواق والمدارس والادارات. وقد أيقنت بعد مواجهات داخلية – خارجية مريرة ومكلفة، على امتداد عقود طويلة، ان خيار الوطنية اللبنانية المحصنة بنظام علماني برلماني هو الخيار الذي يحترم خصائص ثقافات الطوائف وشعائرها، ويمثل النظام الاكثر ملاءمة للارتقاء بتعدديتها الى مصاف الرسالة في المشرق وخارجه. لكن الكثير من القادة السياسيين المتصارعين على التمثيل المتوارث لطوائفهم، اعتمدوا ترسيخ الولاء العصبوي لزعاماتهم بديلاً من الولاء للدولة، وعلى تحالفات خارجية قادت الى حروب داخلية لطالما هددت الكيان السياسي اللبناني.
واليوم تتحول الاحزاب المسلمة السنية والشيعية عن ادارة المواجهات الداخلية على الاراضي اللبنانية الى المشاركة في مواجهات حلفائها خارج لبنان، وخصوصاً في الصراع المشتعل اليوم على الاراضي السورية، غير آبهة بما ترتبه هذه المشاركة من صدامات داخل الوطن.
لهذا فإن الموقعين أدناه:
¶ يرون أن التحالفات الخارجية للاحزاب صاحبة القرار في الطوائف الاسلامية باتت تهدد وحدة الكيان وحرق مقوماته كوطن ودولة أولاً، وكملاذ للجماعات اللبنانية كافة تفاخر بالانتماء اليه الاجيال اللبنانية المقيمة والمغتربة.
¶ ويحملون هؤلاء القادة وكتلهم البرلمانية سواء كانت في الحكم أو في المعارضة المسؤولية عما يترتب على تورطهم في الحرب على الأراضي السورية من خلال إمدادها بالمال والسلاح والمقاتلين ومساهمتهم في خلق الاجواء الملائمة لنقل الفتنة المدمرة لأسس الدولة ولمؤسساتها الدستورية والأمنية.
¶ إن الموقعين أدناه يناشدون زملاءهم الباحثين والمثقفين المتحررين من الارتهانات الخارجية التوحد في مواجهة ما يترتب على هذه الارتهانات من تهديد للمواثيق الوطنية المحصنة لتعددية المجتمع اللبناني".
ووقع النداء: سليمان تقي الدين، وجيه كوثراني، أحمد بعلبكي، نوّاف كبارة، عصام خليفة، أحمد بعلبكي، زياد محيو، أنطوان سيف، محمد مكداشي، محمد شيّا، زهير حطب، فاديا كيوان، مارلين نصر، عصام الجوهري، علي الحسيني.

 

أبو فاعور رداً على عون: موجب إدخال الجرحى السوريين إنساني

 

تعليقاً على ما أعلنه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون في موضوع النازحين السوريين إلى لبنان والجرحى الذين استقبلوا في المستشفيات اللبنانية، قال وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور: "إنّ الموجب الذي تمّ على أساسه استقبال الجرحى السوريين من القصير في لبنان، هو الموجب الإنساني والأخلاقي الذي لي ملء الشرف في أن أُدان على أساسه، وهو الموجب ذاته الذي أتمنى على الجميع أن يعي أهميّته وأن يلتزمه إزاء شعب سوريا في ما يتعرّض له من مقتلة على يد النظام السوري ودول وأطراف أخرى".
وأوضح أن "كلفة علاج هؤلاء الجرحى لا تقع على عاتق الدولة بعدما أبلغت منظمات دولية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استعدادها لتغطية نفقات العلاج".
ولفت الى أن "قضية النازحين من الدقّة والخطورة بمكان بحيث آمل من الجميع أن يقاربها بمنطق المسؤولية الوطنية، لا بمنطق المبارزة الإعلامية وتسجيل النقاط، وهو ما تيُقظنا له كطرف سياسي وعملنا على أساسه، وقدّمنا اقتراحاً بمجموعة خطوات سميناها سيادية تخفّف حجم الأخطار، لكنّها للأسف رُفضت من أطراف في مجلس الوزراء في مقدّمهم التيار الوطني الحر، وللاعتبارات الإعلامية والسياسية والانتخابية التي نأمل يقظة أصحابها على مخاطرها قبل فوات الأوان".

 

بري: تغيّب اعضاء المجلس الدستوري ينطلق من الحفاظ على الدستور ومنع الفتنة

 

دافع رئيس مجلس النواب نبيه بري عن تغيب الاعضاء الثلاثة في المجلس الدستوري عن اجتماعات المجلس، معتبرا ان " هذا الموقف ينطلق من الحفاظ على الدستور".
تميّز "لقاء الاربعاء النيابي" بموقف بري الذي شرح امام النواب في عين التينة الملابسات التي تحيط بعدم اكتمال نصاب المجلس الدستوري، فأعاد التركيز على الاوضاع الامنية، وذهب الى ابعد من ذلك حين تخوّف من ان "تكون الانتخابات التي يسعى اليها البعض طريقا للفتنة".
بداية، توقف بري طويلا عند المداخلات السياسية المتعلقة بعمل المجلس الدستوري، حتى قبل صدور التمديد وقبل ورود الطعن بالقانون. ونقل النواب عنه أن "موقف الاعضاء الثلاثة في المجلس الذين تغيبوا عن الجلسة، ينطلق من الحرص والتزام القانون والدستور، درءا لوقوع الفتنة".    
وأشار الى أن "المجلس الدستوري عقد ثلاث جلسات في محاولة لتصويب مسار عمله، إلا أنها أخفقت. وأكثر ما يثير القلق في هذه الأيام أن تكون الانتخابات التي يسعى اليها البعض طريقا للفتنة".     وحذّر ايضا من "محاولات السلطة التنفيذية وضع يدها على السلطة الاشتراعية".
وفي عين التينة، التقى بري الأمين العام لـ"حركة النضال اللبناني العربي" النائب السابق فيصل الداود، فالنائبين السابقين جهاد الصمد ونادر سكر.
كذلك، اتصل بري برئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ اسد عاصي معزيا بوفاة شقيقه.    

 


 
أ ش أ

الكويت: الإجراءات ضد "حزب الله" لن تؤثر على اللبنانيين المقيمين

 

أكدت مصادر أمنية كويتية أن توصية دول مجلس التعاون الخليجي باتخاذ اجراءات ضد منتسبي "حزب الله" اللبناني باقاماتهم ومعاملاتهم المالية لن تؤثر بأي شكل من الاشكال على المقيمين اللبنانيين في البلاد الذين لا ينتمون الى "حزب الله".
وشددت المصادر، في تصريح لصحيفة "الراي" الكويتية، على ان هذه التوصية موجهة ضد من يمارس نشاطات مشبوهة، سواء كانت سياسية أو حزبية أو مالية لمصلحة الحزب، الامر الذي يخالف قوانين البلاد التي تحظر على الوافدين المقيمين ممارسة انشطة سياسية أو أي نشاط يخالف القوانين أو يهدد أمن البلد، مشيرة الى ان هذا الامر معمول به اساساً قبل صدور تلك التوصية ويشمل مختلف الجنسيات.
ونفت ما يشاع عن وجود إجراءات ضد ابناء الجالية اللبنانية، أو أن تكون هناك قرارات لترحيلهم او التشدد معهم، مشيرة الى ان الامر مرتبط فقط بالاشخاص الذين يمارسون انشطة سياسية او حزبية في البلاد تحت أي غطاء، او ان يكون وجود ذلك الشخص مصدر خطر على الامن القومي، فيتم ابعاده حال التأكد من ذلك.
واوضحت المصادر ان هناك نحو 50 الف لبناني يحظون بكل الحقوق والاحترام، وان كان هناك اي اجراءات، فهي تكون بحق من يقوم بفعل يخالف الانظمة المرعية او ممارسة نشاط يهدد أمن البلاد أو الامن القومي.
من ناحية اخرى، انطلق اعتصام احتجاجي على مقربة من السفارة اللبنانية في الكويت مساء الثلثاء بحضور عدد كبير من المواطنين الذين نددوا بتدخل ميليشيات "حزب الله" في سوريا وتسببها بسفك الدماء وسط رفعهم لافتات وشعارات للتنديد بتدخل الحزب في سوريا.
وكانت قوى سياسية وشعبية قد دعت الى إقامة اعتصام أمام السفارة اللبنانية بعد صلاة العشاء من أجل ايصال رسالة احتجاج على تدخل "حزب الله" في سوريا ومساندته للنظام السوري بقتل السوريين من اهالي القصير في مجازر متعددة خلال الاسبوعين الماضيين.

 

 
هيثم العجم

الأزمة السورية إنعكست سلباً على سبل عيش المزارعين اللبنانيين وفق "الفاو".. الحويك لـ "النهار": تضارب الاسعار بين الانتاجين المحلي والسوري سيدمر القطاع

 

أرخت الأزمة السورية أثارا سلبية على حياة المزارعين اللبنانيين القاطنين في المناطق الريفية المجاورة لسوريا، وفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، اذ رأت ان الموارد شحيحة والتنافس عليها كبير، "وإذا لم يقدم المجتمع الدولي المزيد من الدعم للمزارعين، سيكون على هؤلاء التخلي عن أراضيهم وبيع ماشيتهم"، معتبرة ان الارتفاع في أسعار العلف والادوية الزراعية بالتوازي مع تراجع التجارة عبر الحدود، "ترغم المزارعين، أصحاب الحيازات الصغيرة على أن يصبحوا عاطلين عن العمل".

تعدّت الأزمة المناطق المتاخمة لسوريا لتشمل كل لبنان، فتخطت قطاع تربية المواشي الى المنتجات الزراعية. ونجم عن الازمة، اقفال الحدود البرية من جراء الحوادث الامنية الخطرة داخل الاراضي السورية، ومنع الشاحنات اللبنانية من دخول الاراضي السورية او عبر الحدود المشتركة (في الشمال والبقاع)، في مقابل منع الشاحنات المحملة مادة المازوت من الوصول اليها. فما هي المنتجات الاكثر تأثرا بالازمة؟ وهل ثمة حلول عاجلة لانقاذ القطاع من الانهيار؟
"ان الازمة السورية وخفض الاستهلاك الداخلي في سوريا من جراء النزوح وتعطل الحياة الاقتصادية، كذلك توقف خطوط التصدير في اتجاه بلدان الخليج ودول الاتحاد الاوروبي، ادى الى اغراق السوق المحلية بالمنتجات السورية التي تفتقد التصريف (الماعز، البيض، الدجاج ، الخضر على انواعها)"، وفق ما أوضح رئيس جمعية المزارعين انطوان الحويك لـ "النهار"، مشيراً الى ان "قطاع البيض والفروج يعاني كارثة بسبب تدفق المنتجات السورية وتهريبها الى لبنان، فوصل سعر كرتونة البيض بالمفرق الى 2500 ليرة، وكيلوغرام الفروج الى 3 الاف ليرة".
أضاف: "أما على صعيد المواشي، فتم ادخال آلاف رؤوس الماعز الى لبنان منذ نحو عامين وحتى اليوم. وفي فترة قصيرة تم ادخال 12 الف راس ماعز، مما ادى الى تدني اسعار لحومها وحليبها، علما ان لبنان يضمّ نحو 400 الف رأس ماعز".
ورأى ان اسعار الجملة من منتجات اللحوم والحليب انخفضت من جراء اغراق السوق المحلية، في حين بقيت اسعار المفرق على ما هي عليه في معظم الاحيان، فافاد التجار من هذا الوضع الجديد، كذلك الصناعيون الذين يمكنهم تخزين هذه المنتجات وبيعها في وقت لاحق".
اما في قطاع الخضر، فكانت المنافسة السورية كارثية على المنتجين اللبنانيين ولا سيما ان وزارة الزراعة لم تسع جدياً الى تجديد الروزنامة الزراعية مع الدول العربية، بحسب الحويك الذي اعتبر أنها الغيت ولم تبادر وزارة الزراعة وفق صلاحياتها الى وضع قيود غير جمركية للحد من تدفق السلع الزراعية ولاسيما مواصفات وقيود نوعية، فغرقت الاسواق بالمنتجات السورية التي تدخل بلا حسيب او رقيب ومن دون اي مراقبة"، مشيرا الى ان لبنان استورد في آذار 2010 نحو  1400 طن من البندورة، في حين انه استورد 4900 في آذار 2013، بمعنى ان الاستيراد من هذه المادة زاد نحو ثلاثة اضعاف.
اما على صعيد الصادرات، اوضح الحويك "فقد تأثرت بصعوبة العبور عبر سوريا، اذ انخفضت هذه الصادرات من 28,095 طناً في نيسان 2012 الى 22,119 في نيسان 2013، في حين تأثرت قطاعات الموز والحمضيات والاكي دنيا والتفاح من هذه الازمة، بالتزامن مع ارتفاع كبير في كلفة الشحن".
وخلص الى ان هذا التضارب في الاسعار بين الانتاجين المحلي والسوري، سيؤدّي الى اخراج الكثير من المزارعين اللبنانيين ومربي الماشية والدواجن من السوق المحلية سيدمر وتالياً القطاع الزراعي، لعدم قدرة المنتجين على تخطي الازمة الناجمة عن المنافسة وغياب اي دعم رسمي لهذه القطاعات التي تعثرت من جراء الازمة.

 

"الفاو" وتقلص التجارة
 

أوردت "الفاو" ان تراجع التجارة الثنائية بين سوريا ولبنان مقرونا بتقلص التجارة عبر
سوريا مع الأسواق المربحة مثل تركيا والخليج، أدى إلى صعوبة كبيرة لدى المزارعين اللبنانيين للمحافظة على لقمة عيشهم.
ولفتت الى أن الكثير من اللاجئين السوريين جلبوا ماشيتهم معهم إلى لبنان، مشيرة الى عبور نحو 12 ألف رأس ماعز جبلي وشامي بدءا من آذار الفائت، "ويزيد العدد الكبير للماشية السورية في لبنان خطر الرعي الجائر في المساحات الخضراء وارتفاع أسعار العلف وانخفاض سعر الماشية بنسبة 60%".
وأوضحت ان المزارعين السوريين واللبنانيين الذين يعيشون في المناطق الحدودية على حد سواء، خسروا إمكان النفاد إلى الإعانات على المدخلات الزراعية التي كانت متوافرة في سوريا قبل الحرب، بما في ذلك العلف والبذور والأسمدة واللقاحات والرعاية الصحية للحيوانات. "وبنتيجة ذلك، باتت مرونة السكان المحليين في جبه الصدمات هشة، مثل الارتفاع المفاجئ في أسعار العلف والمنافسة في الأسواق المحلية في حدها الأدنى، وبات أصحاب الحيازات الصغيرة يكافحون في سبيل حماية سبل عيشهم والمصادر الأساسية للغذاء والتغذية".
 ودعت "الفاو" إلى الدعم الفوري لإعادة إنعاش الأمن الغذائي وسبل العيش المحلية في المناطق اللبنانية الأكثر تأثرا، معتبرة أن إعادة تأهيل قطاع الألبان في لبنان تشكل فرصة مهمة، ولافتة الى ان اللبن ومشتقاته "يُعتبر من المكونات الأساسية في النظام الغذائي اليومي للبنانيين".
وافادت ان الالبان والاجبان التقليدية "تساهمان في الكمية المستهلكة من البروتين والمغذيات الدقيقة. ورغم ذلك، يستورد لبنان نحو 60% من الألبان التي يستهلكها. ومع توافر الدعم الضروري لقطاع الألبان، يمكن لبنان أن يصبح تقريبا في حال اكتفاء ذاتي".
وطالبت بالدعم "لتنفيذ حملة تلقيح وطنية لاحتواء الأمراض الحيوانية العابرة للحدود
وارساء آليات لتحقيق الأمن الغذائي ومكافحة أمراض النباتات على طول الحدود اللبنانية السورية".
في المحصلة، يعاني القطاع الزراعي اهمال المسؤولين المعنيين وغياب استراتيجية زراعية – صناعية تحمي المزارعين من الكوارث الطبيعية، فضلا عن الحوادث الامنية التي تحصل في اكثر من منطقة حدودية، في حين مطلوب عملية انقاذ عاجلة للقطاع من الانهيار ووضع حد لاغراق السوق المحلية بالمنتجات الزراعية والحيوانية الآتية عبر الحدود القريبة.. والبعيدة ايضا.

 


المصدر: جريدة النهار ومصادر اخرى

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,875,152

عدد الزوار: 7,046,608

المتواجدون الآن: 76