فرنجية لـ «الراي»: جنبلاط مطالب بموقف أخلاقي يشرح فيه ما يريده لجمهور «14 مارس» وشهدائه

تاريخ الإضافة الثلاثاء 4 آب 2009 - 7:04 ص    عدد الزيارات 4017    التعليقات 0    القسم محلية

        


بيروت - من وسام أبو حرفوش|
... ربما يكون سمير فرنجية من اكثر الذين «يفهمون» وليد جنبلاط، فـ «البيكان» تربطهما علاقة «سياسية» قديمة ومتواصلة رغم «صعودها وهبوطها»، تعود الى ايام «اليسار» الذي «نحرته» الحرب ومنزلقاتها، علاقة صارت اكثر حيوية في المراحل التي سبقت «انتفاضة» الاستقلال يوم توحد المسلمون والمسيحيون في معارضة ضد استمرار الوصاية السورية على لبنان.
فمن مصالحة الجبل في اغسطس 2001 الى «لقاء البريستول» الشهر كاطار للمعارضة ومن ثم انتفاضة 14 مارس، كان سمير فرنجية ووليد جنبلاط جنباً الى جنب، فرنجية كان احد «مهندسي» التحول الذي افضى الى «انتفاضة الاستقلال» وجنبلاط كان رأس الحربة بلا منازع، ... لكن ماذا عن الحركة الجديدة لجنبلاط وخياراته التي توحي باعادة تموضعه خارج تحالف «14 مارس»؟ اي «اسباب موجبة لها»؟ وماذا عن «خلط الاوراق» التي قد تؤدي اليه؟
«الراي» طرحت هذه الاسئلة على النائب السابق والعضو البارز في «14 مارس» فرنجية وجاء معه الحوار على النحو الآتي:

• هل غادر وليد جنبلاط «14 مارس» ام لم يغادر؟
- لا ادري اذا غادر ام لا، فهو في حال مغادرته لم يؤشر الى المكان الذاهب اليه واذا لم يغادر فهو ايضاً لم يشرح اسباب بقائه. في خطابه يوم الاحد دعا الحزب الاشتراكي للعودة الى الماضي ولكن هذا الماضي لم يعد موجوداً، عبد الناصر مات وياسر عرفات مات والاتحاد السوفياتي سقط، فالعودة الى الماضي اصبحت مستحيلة. كما جاءت اشاراته الى المستقبل غامضة فاذا كان، كما يقول بعض منتقديه، يريد الذهاب الى سورية، فالاخيرة لم تعد سورية التي غادرها وليد جنبلاط منذ اعوام، فهي اليوم سورية التي تفاوض اسرائيل وهي التي تعمل على التمايز عن جبهة الممانعة، وتحاول تطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة، واذا كان كلامه انه يريد الذهاب الى ايران، كما يقول بعض منتقديه، فلم تعد ايران هي نفسها بعد الانتخابات في 12 يونيو 2009 ، وعليه في هذه الحال انتظار ما سيحدث ومعرفة اذا كان الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد سيبقى في سدة الرئاسة ام سيتحول الى كبش محرقة لانقاذ النظام ... بصراحة لا ادري الى اين يذهب وليد جنبلاط؟.
• البعض يعطي جنبلاط «اسباباً تخفيفية» ويربط حركته المستجدة بتداعيات 7 مايو 2008 ...
- يطرح وليد جنبلاط مسألة اساسية وجوهرية وهي اولوية السلم الاهلي على كل ما عداه، هذا امر اساسي ولكن رئيس «اللقاء الديموقراطي» لم يقدم اطروحة مفهومة حول كيفية الحفاظ على هذا السلم الاهلي. هناك تهديد عبر عنه «حزب الله» وبعض اركان المعارضة اكثر من مرة بوضع اللبنانيين بين اما القبول بشروط الحزب او الحرب الاهلية. هذه المعادلة قديمة وسبق ان مارسها السوريون عندما قالوا للبنانيين: اما وجود الجيش السوري في لبنان او عودة الاقتتال. وقبل السوريين وضعت «الجبهة اللبنانية» معادلة مماثلة: السلم الاهلي بشروطنا او التقسيم.
وفي رأيي ان السلم الاهلي مرتبط بتجاوز هذا النوع من المعادلات وليس بالرضوخ اليها، والمطلوب من وليد جنبلاط ان تكون علاقاته المستجدة مع «حزب الله» محكومة ببلورة صيغة تسوية فعلية. والسلم الاهلي يقضي تسوية شاملة لا بمهادنة طرف هو اليوم «حزب الله» والهجوم على اطراف اخرى كانوا حلفاء له. فليس المطلوب الخروج من ازمة مذهبية للدخول في ازمة طائفية.
• وما المطلوب بالتحديد من وليد جنبلاط؟
- تقع على عاتق وليد جنبلاط مسؤولية كبيرة، فهو كان صاحب الدور الرئيسي في اطلاق انتفاضة الاستقلال لا سيما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وهو تالياً مطالب بشرح مواقفه ومناقشتها داخل 14 مارس وخارجها. فالامر الذي لفت انتباهي في الكلام الذي قاله اخيراً هو انه لا يعير وزناً لظاهرة جديدة وحديثة برزت في الاعوام الاخيرة وهي وجود «رأي عام» يتجاوز حدود الطوائف وكان له الدور الاساسي في تأمين الدعم لحركة «14 مارس» وانجازاتها. وآخر ادوار هذا «الراي العام» كانت مساهمته في المعركة الانتخابية الاخيرة رغم كل الشوائب التي برزت نتيجة خلافات احزاب «14 مارس» في ما بينها. فعندما يختزل جنبلاط الانتخابات الاخيرة بصراع العشائر والمذاهب والطوائف في ما بينها، يتناسى امراً مهماً وهو وجود هذا الرأي العام الذي صوّت لـ «14 مارس» رغم الخلافات العشائرية والمذهبية والطائفية، آملاً بدفع حركة 14 مارس الى الامام وليس الى الوراء.
• هل ترى ان جنبلاط ينتقل الى الوسطية؟
- ليس اليوم من «وسطية» في لبنان. فاذا كانت الغاية تكوين تكتل سياسي متمايز عن 14 و 8 مارس يبقى علينا ان ننتظر لنرى اي فريق من «8 مارس» سيغادر موقعه للدخول في الوسطية. وعلينا ان ننتظر ايضاً ما هو مشروع هذه القوة الجديدة الوسطية، فهل هي مع تطبيق اتفاق الطائف ام مع تعديله لجهة ما تردد عن مثالثة وتغيير في الحصص الطائفية كما نسب الى «حزب الله»؟ وهل هي مع تطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701 ام لا؟ وهل هي مع المبادرة العربية للسلام التي شارك في صوغها لبنان ام لا؟ وفي حال كان الطائف والقرارات الدولية والاجماعات العربية تشكل مرجعية هذه القوة الوسطية فما الذي يميزها عن قوى 14 مارس؟
• قيل ان جنبلاط يريد تجاوز التقابل الطائفي الحاصل بين الشيعة والسنّة؟
- هذا امر مطلوب ومشروع وله اولوية على كل ما عداه. ولكن 14 مارس مدّت اليد مرات عدة الى «حزب الله» وحركة «امل» اللذين لم يتجاوبا. وفي المرة الاولى جرى مدّ اليد من المختارة في مارس 2005 في البيان الذي صدر عن المعارضة آنذاك واشار الى ضرورة التعاون مع «امل» و «حزب الله» . ومرة اخرى في الاتفاق الرباعي، ومرة ثالثة في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاولى، ومرة رابعة على طاولة الحوار، ومرة خامسة في البيان الوزاري الذي صدر عقب اقرار المحكمة الدولية في مايو 2007 والذي تضمن دعوة صريحة لتوحيد محطتي التحرير في العام 2000 مع الاستقلال في العام 2005 ... وفي كل مرة قوبلت حركة «14 مارس» بموقف سلبي، فهل يستطيع وليد جنبلاط الحصول على موقف ايجابي اليوم، ام ان الخيار لتجنب هذا الصدام هو بالرضوخ الى الشروط التي وضعها «حزب الله»؟
• اين تضع تالياً كلام وليد جنبلاط؟
- موقعه في «14 مارس» محفوظ نظراً للدور الاساسي الذي لعبه في المرحلة الاستقلالية.
اما في ما يتعلق بخيارات 14 مارس فهو من الذين شاركوا في صوغ هذه المواقف. فاذا كان لديه اليوم اعتراض فما عليه الا ان يعرضه ويناقشه مع كل حلفائه، وشخصياً لا اعرف ما اعتراضاته رغم ما يصدر عنه؟ ولا ادري في واقع الحال ماذا يريد وماذا يراه مناسباً لطي صفحة الصراع؟ الا انني ارى ان عليه واجب اخلاقي تجاه كل الذين ساهموا في حركة «14 مارس» وتجاه الذين استشهدوا في هذه المرحلة وهو واجب اخلاقي بالا يكتفي بنقد الخطوات التي قام بها وتراجع عنها بل ان يصوغ موقفاً مفهوماً من الجميع. وهذه المسؤولية لا يمكن ان يتجاوزها وليد جنبلاط.


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,138,875

عدد الزوار: 6,756,379

المتواجدون الآن: 131