سليمان يثير مع كيري أوضاع معلولا: محاسبة مرتكبي الكيماوي بلا تدخل عسكري....اجتماع أمني خليجي لاتخاذ إجراءات ضد المنتسبين إلى "حزب الله"....بري يرفض رهن لبنان بالتطورات السورية...لهذه الأسباب طلب الرئيس سليمان لقاء النائب محمد رعد...

" تفعيل شرطة البلديات للمؤازرة في حماية الاستقرار" وشربل: نرفض الأمن الذاتي والحواجز منوطة بالأجهزة...."المفوضية الأوروبية": 58 مليون يورو للبنان لمواجهة التدفق الكبير للاجئين من سوريا

تاريخ الإضافة الجمعة 13 أيلول 2013 - 7:55 ص    عدد الزيارات 2022    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

سليمان يثير مع كيري أوضاع معلولا: محاسبة مرتكبي الكيماوي بلا تدخل عسكري
بيروت – «الحياة»
أبلغ الرئيس اللبناني ميشال سليمان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ضرورة «محاسبة المرتكبين في استعمال السلاح الكيماوي في سورية من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بعيداً من أي تدخل عسكري أجنبي في سورية، وإيجاد حل سياسي للنزاع الدائر».
جاء ذلك خلال اتصال أجراه كيري ليل أول من أمس بالرئيس سليمان، تناولا خلاله الأزمة الناتجة من استعمال السلاح الكيماوي وموقف الإدارة الأميركية والمساعي الديبلوماسية الجارية في هذا الشأن.
وأفاد المكتب الإعلامي الرئاسي أن سليمان شدد على أهمية حماية المدنيين الى أي طائفة انتموا، وأشار الى المخاطر المحيطة بالأماكن الدينية، وبخاصة بلدتي معلولا وبلودان وغيرهما.
وإذ تطرق سليمان مع كيري الى أهمية مساهمة الولايات المتحدة في إنجاح أعمال «مجموعة الدعم الدولية للبنان» التي ستُعقد في نيويورك في 25 الجاري لمساندة اقتصاد لبنان، فإن الاهتمام بحماية البلدات المسيحية في سورية كان مدار اهتمام القوى السياسية، لا سيما المسيحية، خلال الأيام الماضية في لبنان.
وكان وضع المسيحيين في سورية وفي بلدة معلولا مدار بحث بين البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الذي زاره على رأس وفد من الكتلة. وحمّل الأخير النظام مسؤولية تهجير واستهداف المسيحيين والسوريين على مختلف انتماءاتهم، فيما شدد السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبكين على أن «هموم بلاده تأمين حقوق المسيحيين في المنطقة وضمانها في أي تسوية في سورية»، داعياً الى تطبيع الوضع في معلولا.
وفي الشأن السياسي الداخلي بحث السنيورة مع البطريرك الراعي أيضاً الجهود من أجل تأليف الحكومة الجديدة، وأكد له أن «المستقبل» كان ما زال يبحث في صيغة لتأليف الحكومة طرحها الرئيس سليمان بأن تكون من 8+8+8، حين رفضها «حزب الله» مصراً على الحصول على الثلث الضامن فيها (أي 9 وزراء له ولحلفائه). واتفق الراعي والسنيورة على وجوب الإسراع في تأليف الحكومة وأبلغ الثاني الأول أن «الكرة الآن في ملعب الرئيس سليمان والرئيس المكلف تمام سلام لتأليف حكومة إما تكون وفق اقتراح رئيس الجمهورية (8+8+8) أو من غير الحزبيين، «وعندها نكتشف من يعطل تأليف الحكومة».
وفي سياق الأزمة الداخلية، أعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس نيته تزخيم المبادرة التي أعلن عنها قبل 12 يوماً.
وقال بري في تصريح له بصفته رئيساً لكتلة «التنمية والتحرير» النيابية: «تأكيداً لما أعلنته في ذكرى تغييب الإمام الصدر ورفيقيه حول خريطة طريق لحوار بين اللبنانيين يعيد بعض الأمل لكل شرائحهم في الوفاق والسير قدماً الى الأمام بدلاً من الفراغ الذي ننحدر صوبه، فإن الكتلة كلفت لجنة من الزملاء ميشال موسى، ياسين جابر وعلي بزي لإجراء الاتصالات بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والاجتماع مع كل الكتل النيابية، لعل وعسى نتقي الله في أنفسنا وفي أهلنا ويروننا حول طاولة الحوار في القصر الجمهوري قريباً».
وكان بري اقترح انعقاد هيئة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية للبحث في 6 نقاط أولها شكل الحكومة وبيانها الوزاري، إضافة الى التداخل اللبناني مع الأزمة السورية والوضع الاقتصادي، والاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان.
ونقل نواب عن بري في لقائه الأسبوعي معهم انزعاجه من سوء تفسير مبادرته (الانتقادات لتجاوزها صلاحيات سليمان وسلام في تأليف الحكومة). ورفض أن يربط أي من الفريقين في البلد أو أن يرهن موقفه بتطورات الأزمة السورية. وشدد على مشاركة المكونات السياسية كافة في الحكومة، معتبراً أن ذلك ليس منّة من أحد.
وعلى الصعيد الأمني، أكد وزير الداخلية مروان شربل بعد ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي أن الدولة عازمة على منع أي اعتداء على أي سفارة على الأراضي اللبنانية. ورد على الانتقادات التي صدرت ضد إجراءات الأمن الذاتي في بعض المناطق، في اشارة الى «حزب الله»، لا سيما اعتماد بعض الجهات الشرطة البلدية، بالقول: «إذا كان سكان البلدة يتعاطفون مع حزب معين سينتخبون رئيساً للمجلس البلدي وأعضاء ينتمون الى هذا الحزب، فمن أين تأتي عناصر الشرطة البلدية وحراسها؟». ورأى أن الشكوى من تسلل عناصر حزبية الى الشرطة غير منطقية.
 
ألمانيا تختار «الضعفاء» من السوريين لايوائهم
الحياة..بيروت - أمندا برادعي
«ابني الذي لا يتجاوز عمره 22 سنة، معوق جسدياً منذ ولادته، وقدرته على التحرك محدودة ولا يمكنه إطعام نفسه. عندما هربنا من الحسكة (سورية) العام الماضي إلى لبنان، لم نكن قادرين على أخذ كرسيه المتحرك معنا في الباص. حملته بين ذراعي حتى وصلنا»، يقول أدهم الذي ينتظر في مطار رفيق الحريري الدولي (بيروت) مغادراً إلى ألمانيا للجوء موقت.
أدهم الجالس في قاعة المطار وإلى جانبه زوجته، يتمنى عندما يصل إلى ألمانيا أن يستطيع الحصول على عمل، «لأؤمن لابني كرسياً جديداً لكي يكون قادراً على التحرك باستقلالية كما يريد، وبحسب قدرته». وأدهم واحد من 107 نازحين سوريين إلى لبنان، ضحك لهم القدر أخيراً، إذ اختارتهم السفارة الألمانية كدفعة أولى من بين 5 آلاف نازح تقرر استقبالهم في ألمانيا.
بدا النازحون فرحين وهم يحملون تأشيرات الدخول إلى البلد الأوروبي المضيف. ويتهيأون لمرحلة أفضل وعدتهم بها المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع المنظمة العليا لشؤون اللاجئين والحكومة اللبنانية، كما يقولون. ومن لا يحمل جواز سفر سورياً، أمنّت له المنظمة العليا وثيقة قانونية بالتعاون مع السفارة الألمانية تسمح له بمغادرة لبنان.
وكانت ألمانيا، وبعد جدال داخلي، قررت استقبال الخمسة آلاف نازح إلى لبنان وفق شروط وأسس محددة، في إطار اتفاق مع حكومة لبنان. ويجري نقل النازحين إلى ألمانيا على دفعات تنظمها المنظمة الدولية للهجرة خلال 12 شهراً المقبلة، وفق ما قاله لـ«الحياة» السفير الألماني كريستيان غلاكس.
ويستضيف لبنان أكثر من 600 ألف نازح سوري وفق أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ومليوني نازح وفق تقديرات الأمن العام. ويعتبر غلاكس أن «ألمانيا تعد بهذا العدد المعلن عنه من بين الدول الرائدة في أوروبا في مجال استقبال اللاجئين السوريين كما تعد ثاني أكبر مانح للمساعدات المالية لحل مشاكل اللاجئين بعد الولايات المتحدة»، مناشداً الدول كافة «القيام بهذه الخطوة». ويوضح أن «الناحية الإنسانية تشكل الأساس لدى الحكومة الألمانية في هذا المجال»، مذكراً بأن بلاده استضافت نازحين من العراق وغيره.
ويلفت غلاكس إلى «أننا اخترنا المواطنين بحسب حالاتهم المرضية والصحية؛ والمشروع مخصص بالدرجة الأولى للفئات الضعيفة والمعرّضة كالأطفال والنساء وللمعرضين لخطر الملاحقة»، مضيفاً أنه «يشمل الأفراد والعائلات التي لديها أقارب أو ارتباطات سابقة في ألمانيا». ويقول: «خصص جزء صغير من المشروع للمهنيين من ذوي الخبرات التي يمكن الإفادة منها في عملية إعادة إعمار سورية».
ويضيف: «سيتلقون الدعم الشامل الذي يتضمن المساعدة في الإيجار والحصول على الخدمات الصحية والاجتماعية. وبالنسبة لتأمين التعليم للأولاد فالأولوية هي للعدد الأكبر من اللاجئين الذين يحضرون الدورة الثقافية». وإذ يجزم غلاكس بأن «معيار اختيار ألمانيا للنازحين سيكون إنسانياً بامتياز، ويشكل المسيحيون بين 10 و15 في المئة من اللاجئين المختارين»، إلى أن الحكومة الألمانية تنوي استضافة اللاجئين على أراضيها لمدة سنتين كلجوء موقت «واستناداً إلى تطور الأوضاع في سورية ستناقش الحكومة الألمانية هذا الأمر».
ولا تمنع فرحة النازحين بإيجاد أفق جديد ولو موقت، بعضهم من طرح أسئلة تحمل بعض القلق، بشأن الإقامة في بلد لم يزوروه سابقاً، فيما بعضهم الآخر يبدو غير مبال بسبل العيش هناك «طالما أننا سنكون في أمان».
ويوضح مكتب المنظمة الدولية للهجرة في بيروت أنه «بعد الوصول إلى مدينة هانوفر سوف يسافر اللاجئون إلى مركز استقبال في فريدلند لمدة ستة أسابيع يشاركون خلالها في دورة ثقافية موسعة وشاملة قبل الاستقرار في مناطق متعددة من ألمانيا للانخراط في المجتمع الألماني». ويشير إلى أنه «سيتم إدخال اللاجئين تحت إدارة المكتب الفيديرالي الألماني للهجرة واللاجئين؛ والمرافقة الطبية من المنظمة تواكب اللاجئين خلال الرحلة لمساعدة اللاجئين ذوي الحاجات الخاصة».
وتأتي الخطوة الألمانية استجابة لنداء وجهته منظمات إلى دول أوروبية وخليجية لاستضافة سوريين للتخفيف عن لبنان. ويؤكد غلاكس أن «250 نازحاً استطاعوا الوصول إلى ألمانيا على متن رحلات قاموا بتنظيمها بأنفسهم.
 
السنيورة للراعي: حكومة 3×8 رفضها «حزب الله» فيما كنا نناقشها
بيروت - «الحياة»
توافق البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة «لأن من غير الجائز أن يبقى البلد من دون حكومة ومكشوفاً سياسياً في وقت تهدده الأخطار التي أخذت تؤثر سلباً على الوضعين الاقتصادي ولقمة عيش اللبنانيين».
وأكد الراعي والسنيورة تمسكهما بـ «إعلان بعبدا» الذي صدر عن المشاركين في طاولة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وأبديا تخوفهما من عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وما يترتب عليها من فراغ في سدة الرئاسة الأولى.
وشارك السنيورة الراعي مخاوفه على المسيحيين في سورية في ضوء الاعتداءات التي استهدفت الكنائس والأديرة في بلدة معلولا، كما شاركه قلقه على مصير المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي اللذين اختطفا في المنطقة الحدودية التركية - السورية.
ونقل النواب الذين شاركوا في اللقاء عن السنيورة قوله إن المعلومات المتوافرة لديه تشير الى ان جهات سورية مرتبطة بالنظام تقف وراء اختطافهما. كما نقلوا عنه قوله إن التهجير يستهدف السوريين على مختلف انتماءاتهم وطوائفهم، وإن ما ارتكبه النظام في مدينة حمص وريفها «لدليل على انه يتحمل مسؤولية ما يحصل في هذه المنطقة التي أصبحت شبه مدمرة». ولفت السنيورة، وفق نواب من كتلة «المستقبل» شاركوا في اللقاء، إلى أن الإرهاب يستهدف الاعتدال خصوصاً في الطائفة السنية، وان «الذين يغذون هذه الظاهرة المرفوضة هم الذين يواصلون حملاتهم على أهل الاعتدال في لبنان».
وأوضحت مصادر مواكبة لأجواء اللقاء أن الراعي كان مستمعاً في معظم الأحيان، وسأل عما إذا كان إمكان تأليف حكومة لا يزال قائماً، كما سأل عن الأسباب التي دفعت «قوى 14 آذار» الى رفض تشكيل حكومة من ثلاث ثمانيات لا سيما أنه قرأ تصريحاً لوزير الصحة علي حسن خليل يقول فيه «إنكم أنتم من عطلتم تشكيل الحكومة».
ونفى السنيورة الاتهام، وقال إن رئيس الجمهورية هو الذي طرح تشكيل حكومة من ثلاث ثمانيات، «وكنا نتداول في هذا الأمر ولم نقل نعم أو لا لأننا كنا ما زلنا نتشاور في داخل 14 آذار، وقبل أن نحدد موقفنا فوجئنا برفض حزب الله هذه الصيغة، على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد».
وأكد السنيورة للراعي أن «حزب الله» يصر على أن تتمثل قوى 8 آذار بأكثرية الثلث الضامن وهو حاول الوصول إليها من خلال مطالبته بتسمية «وزير ملك» على أن يؤخذ برأيه في الاسم المقترح».
ولم يعترض على مبادرة رئيس الجمهورية بالتعاون مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام إلى السير في حكومة من 3 ثمانيات «وعندها سيكون لكل حادث حديث ونكتشف من يعطل تأليف الحكومة». حتى أن النواب لفتوا نظر الراعي الى قول زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية في مقابلة تلفزيونية أجريت معه أخيراً، أن «لا مصلحة بالإسراع في تأليف الحكومة لأن الحكومة الحالية تقف إلى جانبنا». وأكدوا «أننا أصحاب مصلحة في تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد».
وكان الراعي استقبل السنيورة في بكركي على رأس وفد من نواب «المستقبل» ضم عاطف مجدلاني، أحمد فتفت، هادي حبيش، نبيل دي فريج، خضر حبيب اضافة الى الوزير السابق محمد شطح مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
وأعقب اللقاء غداء عمل شارك فيه المطرانان سمير مظلوم وبولس صياح.
وقال السنيورة بعد اللقاء ان البحث تركز على «أهمية تأليف حكومة تستطيع ان تحمل اللبنانيين الى موعد الانتخابات الرئاسية، وأجرينا جولة أفق لأهمية المسارعة في تأليف حكومة تستطيع ان تعالج قضايا اللبنانيين الدائمة ويترافق مع تأليفها البدء بعملية حوار تعالج القضايا التي هناك انقسام حولها». وأكد ان «الكرة الآن في ملعب سليمان وسلام لإيجاد الوسيلة التي يصار فيها الى تأليف حكومة تستطيع إما ان تكون حسب اقتراح رئيس الجمهورية او ان تكون حكومة من غير الحزبيين وتتولى ادارة البلد».
 
 تشكيل الحكومة اللبنانية أمام محاولة جديدة «تحاصرها» السقوف التفاوضية
بيروت - «الراي»
تنفّس لبنان الصعداء بعد انحسار «ضجيج» الضربة الاميركية المعلّقة على الاقتراح الروسي بشأن الكيماوي السوري، فعاود ادارة «محرّكات» ملفاته الداخلية ولا سيما تشكيل الحكومة من دون ان تزيح أنظاره عن الحدَث السوري المتنقّل بين عواصم القرار والذي من شأن المنحى الذي سيتخذه، سواء بالاكتفاء بديبلوماسية «العصا الغليظة» او العودة الى خيار الضربة العسكرية ان يرتّب تداعيات على الواقع اللبناني.
وتقاسم المشهد اللبناني امس عنوانا الأزمة السورية والمحاولة المتجددة لكسر الجمود في تشكيل الحكومة. اذ سُجل في الشأن الاول اتصال بالغ الدلالات تلقاه الرئيس اللبناني ميشال سليمان من وزير الخارجية الاميركي جون كيري تخلله بحث آخر مستجدات الملف السوري واهمية انجاح الولايات المتحدة أعمال «مجموعة الدعم الدولية للبنان» التي تنعقد في 25 ايلول الجاري «لدعم استقرار لبنان واقتصاده ومؤسساته وجيشه والجهد القائم لمواجهة العبء المتزايد جراء النزوح من سورية».
وبحسب بيان صدر عن «القصر» اللبناني فان المناقشات مع كيري تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة المستويات وفي شتى المجالات، وتطور الاوضاع في المنطقة ولا سيما منها الازمة الناتجة من استعمال السلاح الكيماوي ومواقف الادارة الاميركية منها والمساعي الديبلوماسية الجارية في هذا المجال.
وكرر سليمان للوزير كيري موقفه المدين لاستعمال هذا السلاح وضرورة محاسبة المرتكبين من الامم المتحدة ومجلس الامن بعيدا من اي تدخل عسكري اجنبي، وايجاد حل سياسي للنزاع الدائر في سورية.
كذلك لفت رئيس الجمهورية وزير الخارجية الاميركي الى أهمية حماية المدنيين في النزاعات المسلحة الى أي طائفة انتموا والمحافظة على حقوق جميع المكونات الحضارية التي تتشكل منها المجتمعات، ولا سيما المسيحيين مشيرا بالتحديد الى المخاطر المحيطة بالأماكن الدينية وبنوع خاص ببلدتي معلولا وبلودان وغيرهما من البلدات، داعياً الى درس السبل المناسبة الكفيلة بتوفير مثل هذا الامان في اطار القانون الدولي وحدوده.
وفي الملف الحكومي الذي يراوح منذ نحو ستة اشهر في حلقة مفرغة من الشروط والشروط المضادة بين فريقيْ الصراع في لبنان اي 14 و8 آذار، فان «التقاط الأنفاس» الذي أتاحته المبادرة الروسية حول الكيماوي السوري سمح بانزال هذا الموضوع «عن رفّ الانتظار» من دون ان يعني ذلك وجود مؤشرات جدية الى امكان تحقيق تقدّم على هذا الصعيد.
وفرض تراجُع أسهم الحل العسكري في سورية لمصلحة اعطاء فرصة للحل الديبلوماسي الذي قد يمر باختبارات عدة، على القوى اللبنانية معاودة تحريك خطوط الاتصال حول الحكومة الجديدة علّ المرحلة «الرمادية» في سورية بين الحرب واللاحرب تتيح تحقيق اختراق في جدار الأزمة المستحكمة ولو اقتضى الامر التوصل الى حل لمعضلة «الثلث المعطل» في الحكومة وفق صيغة «رمادية» اي «ثلث معطل مقنّع».
وتشير معلومات في بيروت الى ان المحاولة التي كان أجراها سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام لتسويق حكومة سياسية تضم «حزب الله» وفق توزيع ثلاث ثمانيات (8 وزراء لكل من 14 و 8 آذار والوسطيين اي سليمان وسلام والنائب وليد جنبلاط) والتي كان أجهضها رفض «حزب الله» التنازل عن الثلث المعطل، تشهد محاولة متجددة لاحيائها وفق صيغة «خلاقة» يتم التداول بها وتقوم على ان يُمنح فريقا 8 و14 آذار الثلث المعطل بطريقة ضمنية اي ان يكون لكل منهما وزير «وديعة» من حصة الوسطيين ويكون لهؤلاء كلمة في اختياره، علماً ان جنبلاط كان اقترح بعد رفض «حزب الله» معادلة الثلاث ثمانيات حكومة على قاعدة 9 - 9 - 6 اي تسعة وزراء لكل من طرفيْ الصراع الا ان قوى 14 آذار رفضتها.
وبرز مؤشران امس عكسا استمرار تمترس الطرفين حول رؤيتهما ورسْمهما سقوفاً عالية للتفاوض وهما:
> عودة رئيس البرلمان نبيه بري الى الحديث عن خريطة طريقه التي أطلقها في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر اي الدعوة الى حوار يكون البند الاول فيه تشكيل الحكومة وبيانها الوزاري وهي المبادرة التي كانت رفضتها 14 آذار سريعاً.
وواكب بري تعويم مبادرته بالردّ على ما قيل عن قبول البعض في 14 آذار بمشاركة «حزب الله» في الحكومة: «لا احد يربحنا جميلا باشراك الحزب وهو ليس في حاجة الى صدقة من احد. الحكومة لن تتشكل من دون الحزب، وهذا الامر يسري على المستقبل والاشتراكي وسائر مكونات الوطن. لا يبيعنا احد من كيسنا».
> تقديم رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة اول اشارة ضمنية الى موافقة تيار المستقبل على حكومة جامعة تضم «حزب الله» وفق صيغة ثلاث ثمانيات اذ اعلن بعد زيارته امس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على رأس وفد من الكتلة «ان الفكرة التي تقدم بها الرئيس سليمان والرئيس سلام أجهضها موقف «حزب الله»، واضعاً معادلة اما حكومة بلا ثلث معطلّ او العودة الى حكومة غير سياسية باعلانه ان «الكرة في ملعب فخامة الرئيس والرئيس المكلف من أجل التوصل الى تشكيل حكومة حسب اقتراح فخامته أو العودة الى حكومة من غير الحزبيين لا يتمثل فيها أي فريق».
 
جعجع لـ «الراي»: الاقتراح الروسي يفضي لحصيلة تماثل... الضربة
بيروت - من وسام أبو حرفوش وليندا عازار
أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان الاقتراح الروسي حول الكيماوي السوري «ما زال نظرياً رغم مسارعة السوريين الى الترحيب به في موقف لا يمكن الركون إليه نتيجة عدم صدقية النظام في سورية»، معتبراً «ان هذا الاقتراح اذا سلك طريقه الى التنفيذ فسيؤدي الى حصيلة لا بأس بها من النتائج التي كانت ستفضي اليها الضربة العسكرية»، ولافتاً الى انه «لا يمكن التقليل من أهمية دفْع النظام السوري الى التخلي عن اسلحته الكيماوية، واذا جرى توافق دولي في مجلس الامن على إلزام النظام السوري بتسليم الكيماوي وتدميره وانصياع (الرئيس بشار) الاسد، فسيكون الامر انتصاراً كبيراً للمعارضة السورية، لانه قد يكون كافياً لتغيير موازين القوى في سورية لمصلحة المعارضة».
واذا اشار في حديث الى «الراي» الى ان كل ما يحدث في الملف السوري «يعكس قناعة اميركية - روسية بانه حان وقت إنهاء الأزمة السورية وفق معادلة تقضي برحيل الاسد»، اعتبر في الشان اللبناني ان لا إمكان حالياً إلا لحكومة من خارج 8 و 14 آذار «وأطالب سليمان وسلام بتأليفها دون تأخير»، ملاحظاً انه «رغم مظاهر الانفلاش العسكري وصولاً الى سورية فان وضع «حزب الله» سياسياً يتقلص وهو اصبح في مرحلة استنزاف مستمر والمطلوب من 14 الصمود على موقفها».
وفي ما يأتي نص الحديث مع جعجع الذي جزم «عندما اريد اعلان ترشحي لرئاسة الجمهورية افعل ذلك مباشرة وهذا امر لا يستدعي الخجل اطلاقاً»:
• عندما أريد إعلان ترشحي لرئاسة الجمهورية أفعل ذلك مباشرة وهذا أمر لا يستدعي الخجل إطلاقاً
• إذا جرى توافق في مجلس الأمن على إلزام الأسد بتسليم «الكيماوي» وتدميره فسيكون الأمر انتصاراً كبيراً للمعارضة السورية
• معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» أصبحت من الماضي
• رغم مظاهر «الانفلاش» العسكري وصولاً إلى سورية فإن وضع «حزب الله» سياسياً يتقلص
• «حزب الله» أصبح في مرحلة استنزاف مستمر والمطلوب من «14 آذار» الصمود على موقفها
• لا إمكان حالياً إلا لحكومة من خارج «8 و 14 آذار» وأطالب سليمان وسلام بتأليفها دون تأخير
• برزت قراءتان حيال المبادرة الروسية حول الكيماوي السوري، واحدة اعتبرت ما جرى انتصاراً لديبلوماسية القوة التي اضطرت الاسد للاعتراف بوجود الكيماوي والاستعداد لتسليمه، وثانية رأت ان بوتين وفّر لأوباما المتردّد والمربك سلّم النزول عن الشجرة... ما رأيك بهاتين القراءتين؟
- دعونا نضع هذا التطور في نصابه الصحيح، فحتى الآن ما زال الاقتراح الروسي نظرياً رغم مسارعة السوريين الى الترحيب به وهو موقف لا يمكن الركون إليه نتيجة عدم صدقية النظام في سورية قديماً وحديثاً، إضافة الى ان المشروع الفرنسي الذي قُدم الى مجلس الامن تحت البند السابع يخضع للكثير من الأخذ والرد بين الدول الخمس الكبرى، الامر الذي يعني ان ما من شيء محسوم على هذا المستوى.
أما في تقديري الشخصي، فإن الاقتراح الروسي جدي وهو لم يأت بهدف إيجاد مخرج للرئيس أوباما، واذا سلك طريقه الى التنفيذ فسيكون امراً مهماً ويؤدي الى حصيلة لا بأس بها من النتائج التي كانت ستفضي اليها الضربة العسكرية. فلا يمكن التقليل من اهمية دفْع النظام السوري الى التخلي عن اسلحته الكيماوية، ولن يكون ممكناً المراوغة في هذا الشأن مع الاميركيين والبريطانيين والفرنسيين رغم اعتقادنا ان النظام السوري سيحاول المماطلة واللف والدوران والتمييع وما شابه.
اذا جرى توافق دولي في مجلس الامن على إلزام النظام السوري بتسليم الكيماوي وتدميره وانصياع الاسد، فسيكون الامر انتصاراً كبيراً للمعارضة السورية، لانه قد يكون كافياً لتغيير موازين القوى في سورية، أولاً من الناحية المعنوية، فالنظام الذي كان رئيسه (حافظ الاسد) يرفض الاجتماع برئيس الولايات المتحدة (بيل كلينتون) الا في منتصف المسافة (في جنيف) سيفتح مخازنه أمام المفتشين الدوليين ايذاناً بتدمير أسلحته الكيماوية امام عينيه، وثانياً لان السلاح الكيماوي كان يشكل عامل قوة للنظام الذي استخدمه بين 5 و 15 مرة، وإن بعيار خفيف، على غير ما كان عليه الامر اخيراً في الغوطة حيث تسبب بمقتل اكثر من 1400 شخص. فبين الناحية المعنوية والناحية العملية سيعاد ترسيم موازين القوى لمصلحة المعارضة.
• ثمة مَن تحدث عن تفاهم بين موسكو وواشنطن حول المبادرة الروسية تم خلال لقاء أوباما - بوتين في قمة العشرين... هل تعتقد ان في الامر ما يؤشر الى تفاهم أبعد قد يفتح الطريق نحو جنيف - 2؟
- في تقديري ان الاقتراح الروسي جاء نتيجة جدية الضربة الاميركية، لأنه في حال حصلت الضربة كان يمكن ان تؤدي الى تغيير لا رجوع عنه في موازين القوى، ولهذا السبب جاء الاقتراح الروسي وبخلاف ما يعتقده البعض. فالاقتراح الذي قُدم الى الكونغرس الاميركي لا يتحدث عن ضربة لأيام بل لشهرين قابلة للتمدد الى شهر ثالث، وتالياً فان الضربة كانت جدية ولو محدودة، فتغيير الوضع في سورية لم يكن يحتاج الى اكثر من ذلك، وهذا يعني ان ضعف النظام في سورية من جهة وامكان انهياره تحت وطأة الضربة العسكرية من جهة اخرى دفع الروس الى تقديم اقتراحهم.
• بغض النظر عن الدينامية العسكرية المرتبطة بالاشراف على الكيماوي السوري وتدميره، هل تعتقد اننا امام صفقة اميركية - روسية يمكن ان تشكل خريطة طريق لحل سياسي عبر جنيف - 2 ام ان ما يجري الآن يحدث بمعزل عن ذلك؟
- كل ما يحدث الآن، سواء لجهة الضربة العسكرية المفترضة او لجهة اقتراح تسليم الكيماوي وتدميره او اي شيء آخر، يعكس قناعة اميركية - روسية بانه حان الوقت لإنهاء الأزمة السورية وفق معادلة بدهية تقضي برحيل الاسد وجماعته عن السلطة، وذهاب بعض مَن في النظام والمعارضة الحقيقية، وليس الطارئين على المعارضة كـ «جبهة النصرة» وسواها، الى جنيف - 2 للتفاوض برعاية دولية تفضي الى خريطة طريق يصار الى تنفيذها برعاية وقوة دوليتين.
وفي تقديري انه اذا استمرت الأزمة السورية ستة ايام او ستة اشهر اضافية او اكثر فالحل أصبح معروفاً، ومَن يعارضه حتى الآن هو الأسد، وتالياً فان الاقتناع يتزايد بضرورة رحيله إفساحاً امام هذا الحل. فالضربة العسكرية لم تكن محض عقابية لاستخدام الاسد السلاح الكيماوي بل لفرض وقائع جديدة تدفعه الى الرحيل وتالياً إزاحة العقبة في وجه إنهاء الازمة عبر جنيف - 2.
• ما الذي يدفع الروس - حلفاء الاسد - للسير في هذا الاتجاه؟
- لان الوضع يمكن ان يؤدي الى أسوأ مما هو عليه الآن. فنظام الاسد غير قابل للاستمرار بخلاف كل المظاهر ورغم دعمه البالغ الكلفة من ايران لاعتبارات اكثر من استراتيجية تحول دون تخليها عنه. اما الروس، فمن مصلحتهم التوصل الى تسوية قبل انهيار نظام الاسد ولحفظ مكانة لهم في البديل عنه. فالاحداث على الارض ليست في مصلحة استمرار النظام، اضافة الى ان الاقتراح الروسي ينطوي على اعتراف ضمني باستخدام الاسد الاسلحة الكيماوية، وتالياً فان الروس يدركون ان الاسد بات ورقة محروقة ومن مصلحتهم المشاركة في قيام النظام البديل عبر جنيف - 2.
• ثمة من يرى ان تردد اوباما وافتراق البريطانيين عنه والمزاج الغربي المعارض للضربة العسكرية ارسى ملامح نظام اقليمي وحتى عالمي جديد بموازين مختلفة، علامته الفارقة تراجُع مكانة الولايات المتحدة وحلفائها لمصلحة المحور الروسي - الايراني... ما رأيك بهذا الاستنتاج؟
- لست موافقاً على هذه المقاربة. اذا كان ما يحدث الآن سببه عقيدة اوباما في السياسة الخارجية، فان توجهاته لم تصمد في ولايته الثانية وهو اضطر للبحث عن طريق آخر، فها هو ينشط في اجراء مشاورات في الداخل ومع الخارج لتأمين الحشد لخياره في استخدام القوة، واكبر دليل هو ان الروس سارعوا للاعتراف بوجود اسلحة كيماوية لدى الاسد وقدموا اقتراحاً بنزعها وتدميرها، اضافة الى انهم سارعوا مع اعلان الادارة الاميركية عزمها على توجيه ضربة عسكرية لنظام الاسد، الى القول ان لا دخل لنا، اضافة الى ان الايرانيين التزموا الصمت في البداية وفي عز التحضير للضربة، قبل ان ترتفع اصوات التهديد مع إدراكهم حصول تفاهم على التسوية. فعندما «يكشّر الغرب عن أنيابه بروق الاخرين».
• بعض القراءات لما يحدث يعتبر ان الاقتراح في شأن الكيماوي وإخراجه من المعادلة يشكل تخلياً اميركياً عن المعارضة السورية خدمة لامن اسرائيل... الا تعتقد ذلك؟
- اولاً المعارضة السورية ليست بيد اميركا بل هي معارضة لها حلفاء في العالم العربي على رأسهم المملكة العربية السعودية، الامارات، قطر والكويت وغيرها، اضافة الى تركيا. ثانياً ان الكيماوي السوري لم يشكل يوماً تهديداً لاسرائيل بدليل عدم استخدامه في اوقات الحشرة كحرب يوليو 2006 واجتياح الـ 1982 لمناطق من لبنان، فهو لم يُستخدم يوماً ضد اسرائيل بل استُخدم ضد الشعب السوري وكان هناك 1400 قتيل في خمس دقائق... كيماوي الاسد لا يشكل خطراً على اسرائيل بل على الديموقراطية.
• هل تعتقد ان ايران ستكون شريكة في تسوية بهذه المواصفات؟
- ايران لا تشارك في اي تسوية ستؤدي الى رحيل الاسد، لكنها لن تستطيع مقاومة موازين القوى، خصوصاً اذا كان الروس جزءاً من هذه التسوية.
• ايران اسم حرَكي لمشروع اقليمي له استراتيجياته وتحالفاته. هل تعتقد ان ايران ستتحمل خسارة سورية؟ وألا تخشون ان تحاول التعويض عن خسارة سورية بوضع اليد على لبنان؟
- وضع اليد على لبنان غير ممكن. وحتى في ظل الواقع الحالي الذي تُعتبر فيه السلطات الشرعية هي الحلقة الاضعف، نجد ان رئيس الجمهورية ثابت في تمسكه بـ «اعلان بعبدا» رغم إطلاق الصواريخ على بعبدا، ومجلس النواب مواقفه وتوازناته معروفة، من دون اغفال مواقف احزاب وتجمعات سياسية فاعلة مدعومة برأي عام عريض وهي ضد السلاح غير الشرعي. وحتى الكنيسة المارونية والبطريرك (مار بشارة بطرس الراعي) تقف علناً ضد السلاح غير الشرعي.
• ولكن «حزب الله» في الواقع يمسك بالوضع اللبناني وهو يمنع تشكيل الحكومة ويرجح ان يمنع انتخابات رئاسة الجمهورية؟
- حتى اشعار آخر. و«حزب الله» ممسك بالوضع على الارض في مناطقه.
• ولكن استراتيجياً «حزب الله» يوظّف الواقع اللبناني في مشروعه الاقليمي ويعمل، باعتباره رأس حربة لهذا المشروع، على صنع وقائع للمحور الذي ينتمي اليه تفضي الى انتصارات يعود ويتلقى نتائجها في الداخل اللبناني؟
- في الظاهر قد يبدو الامر كذلك. ولكن «حزب الله» يقاتل تارة في سورية وطوراً ضد اسرائيل تبعاً لما يتناسب مع الاستراتيجية الايرانية في المنطقة، ولكنه لم يستطع يوماً ان يأخذ لبنان معه. ويجب عدم اغفال ان الامر البدهي الذي كاد ان يصبح من المسلمات في البيانات الوزارية، اي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، هذا الامر اصبح من الماضي ومستحيل المنال. وتالياً اذا قارنا وضع «حزب الله» اليوم قياساً بما كان عليه قبل عام، نجد ان واقعه متأخر سياسياً وان كان تمدّد عسكرياً كثيراً ووصل الى سورية. والى جانب انتهاء معادلة «جيش وشعب ومقاومة» فان الحزب بات على لائحة الارهاب الاوروبية من دون اغفال حال العداء او عدم القبول له في دول الخليج العربي. اذاً في السياسة ورغم مظاهر الانفلاش العسكري فان وضع «حزب الله» يتقلص. وحتى في موضوع الامن الذاتي، فان الحواجز غير الشرعية التي يقيمها الحزب ستعود باكبر الخسائر عليه، فهو يُستنزف يومياً تجاه كل مواطن لبناني، وحتى تجاه المواطنين الشيعة بالذات. ومجمل هذه الوقائع تشير الى ان «حزب الله» اصبح في مرحلة استنزاف مستمر، والمطلوب من قوى 14 آذار وكل الاحرار في لبنان ان يبقوا صامدين على موقفهم.
• بانتظار ماذا؟
- بانتظار ان يُستكمل استنزاف «حزب الله» علماً انه هو مَن يتولى استنزاف نفسه. ومن جهة اخرى علينا الثبات على موقفنا من الحكومة الجديدة فتكون من خارج 8 و 14 آذار.
• ولكن ثمة من يرى ان الاهتراء في الواقع اللبناني مرده الى غياب المظلة الدولية التي رعته منذ 2005 وحتى 2011، ما جعل البلد في حال من انعدام الوزن الداخلي بانتظار تبلور موازين القوى الجديدة في المنطقة.
- هذا من جهة. ولكن يجب عدم اغفال امكانات الحلول الداخلية. والواقع اننا في طريقنا الى القعر، ولو لم يكن «حزب الله» يحظى بغطاء من بعض الاطراف اللبنانيين مثل «التيار الوطني الحر» لما كان يمكن ان يكون له هذا التأثير في البلد. وفي رأيي انه بعمل سياسي واع وهادئ يمكن الوصول الى اعادة بناء دولة فعلية وبمجرد حصول ذلك يصبح «حزب الله» حزباً مسلحاً خارج اي شرعية وموجوداً خلافاً للقانون.
• من الواضح اننا امام مرحلة من شد الحبال في الملف السوري، اي ضربة مؤجلة على ايقاع تسوية محتملة. في هذا الوقت لبنان بعد نحو ستة اشهر امام استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية حيث المرشح الاوفر حظاً حتى الان هو الفراغ، فيما مضى 6 اشهر ولم يتم تشكيل حكومة جديدة... كيف ستلاقي «14 آذار» هذين الاستحقاقين؟
- في ما خص الحكومة، ما زلت متمسكاً برأيي. وقد فضّل الرئيسان سليمان وسلام اخذ وقتهما قليلاً علّهما ينجحان في خيار كانا يفكران فيه، ولكن الواقع أظهر ان الأمر لم يفض الى نتيجة. وتالياً ارى ان لا إمكان حالياً إلا لحكومة من خارج 8 و 14 آذار، لان البلد لا يحتمل في المرحلة الراهنة حكومة تحمل بذور انفجارها من الداخل نظراً الى حجم التشنجات القائمة بين 8 و 14 آذار نتيجة ما يحصل في سورية وتداعياته لبنانياً خصوصاً في مشهد انفجار الضاحية الذي قابله انفجار في طرابلس، وهذا بصرف النظر عن كل الكلام عن «يد واحدة» في الانفجارين الذي لا اراه مقنعاً حتى اثبات العكس.
ومن هنا اكرر ان الحل بحكومة من خارج 8 و 14 آذار، وبامكان الرئيس سليمان والرئيس سلام ان ينتظرا الى ما يشاءان، ولكن في رأيي لن تنجح الا مثل هذه الحكومة التي أعتبر ان الوقت حان لتأليفها، وأطالب بتشكيلها من دون تأخير.
• ولكن الرئيس سليمان مع حكومة جامعة؟
- تذكروا خطابه في عيد الجيش حين قال انه مع حكومة جامعة ولكن اذا لم تتشكل فيجب الذهاب الى حكومة الممكن، وفي رأيي حكومة من خارج 8 و 14 آذار هي الممكن.
• ولكن هل مثل هذه الحكومة قابلة للحياة ومَن يمنحها الثقة؟
- -عندها لتتحمل كل كتلة نيابية مسؤوليتها. فلنقم بخطوة تلو الاخرى. اولاً لتتشكل الحكومة، وليقُم رئيسا الجمهورية والحكومة المكلف بما عليهما ومَن لا يمنح الحكومة الثقة ليتحمل مسؤوليته.
• «حزب الله» سأل «14 آذار «انتَ مين لتضع فيتو على مشاركتنا في الحكومة»؟
- 14 آذار لم تضع «فيتو» على احد. نحن نطرح رأينا في الحكومة التي نريدها من خارج 8 و 14 آذار فيما «حزب الله» يريدها سياسية يحصل فيها على الثلث المعطل لقاء منحنا الثلث المعطل. ونحن لا نريد الثلث المعطل ولا نريده ان يحصل عليه لاننا نبحث عن حكومة تعمل.
• هل صحيح ان «تيار المستقبل» وافق على مبدأ حكومة وفق صيغة ثلاث ثمانيات تضم «حزب الله»؟
- اذا كان هذا صحيحاً فلماذا لم تتشكل الحكومة؟ اكرر ان طرحنا واضح ومن دون الدخول في المزيد من التفاصيل. 14 آذار تعتبر، ورغم وجود اطراف فيها ربما لهم رأي مغاير قليلاً، ان الوقت الراهن غير مناسب لحكومة تضم 8 و 14 آذار وتنتقل الى داخلها كل التشنجات.
• في لحظة انتظار الحسم بالملف السوري الا تخشون ان يستغل «حزب الله» حال الفراغ المؤسساتي لملئها بعملٍ يقلب الطاولة على الارض ويجركم الى تسوية وفق موازين ليست لمصلحتكم؟
- بالنسبة الينا كـ «قوات لبنانية» وأعتقد ان هذا موقف غالبية قوى 14 آذار، ليس وارداً بالنسبة الينا تكرار تجربة اتفاق الدوحة الذي نعتبره خطأ كبيراً، وتالياً من غير الوارد الدخول في اي مساومات تحت اي ضغط. ومن جهة اخرى هناك حد ادنى من الدولة لا يزال قائماً بما يتيح تجميد الوضع اللبناني على ما نراه اليوم. وما يفترضه السؤال يعني ان «حزب الله» يريد تدمير هذا الحد الادنى من الدولة، وعندها لكل حادث حديث، ولكنني لا ارى هذا الامر ممكناً، لان رئيس الجمهورية ورئيسي الحكومة المكلف والمستقيل وقائد الجيش وسائر المؤسسات، هؤلاء جميعاً لن يقبلوا بان يدمر «حزب الله» الدولة. واي 7 مايو جديد يعني فعلياً تدمير ما تبقى من الدولة، وعندها لكل حادث حديث.
• هل من «خريطة طريق» معينة لملاقاة الاشهر الستة المقبلة التي ستتوَّج باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية؟
- في ظل المتغيرات التي نشهدها، فإن ستة أشهر هي فترة طويلة، ولا يمكن التكهن من الآن كيف سيكون عليه واقع الحال حينها. وما يمكن قوله منذ الآن ان لدينا تصميماً كاملاً هذه المرة على ان تكون الانتخابات الرئاسية جدية وان يتم التعاطي مع انتخاب رئيس الجمهورية بخلاف ما كان يحصل في الاعوام الـ23 الماضية. ونريد ان يجري التعامل مع الانتخابات الرئاسية على غرار ما يحصل مع انتخاب رئيس مجلس النواب ومع تسمية رئيس الحكومة، اي انه لم يعد جائزاً التعاطي مع موقع رئاسة الجمهورية وكأنه لزوم ما لا يلزم. ونعتبر ان في هذا الامر مصلحة وطنية لكل اللبنانيين وليس للمسيحيين وحدهم، كما ان ذلك يساعد على تعزيز مسيرة بناء الدولة. وتالياً الاكيد ان قرارنا هو خوض الانتخابات الرئاسية بشكل جدي جداً بعيداً عن منطق الاستسهال والبحث عن توافقات وتسويات مع هذا الطرف الداخلي او ذاك تحت عنوان تأمين الثلثين (في البرلمان) فيصار الى اختيار رئيس «من قريبه» لتطوى الانتخابات الرئاسية ويعود الصراع الكبير على رئاستي البرلمان والحكومة. هذا لن نقبل به، والصراع الكبير يشمل رئاسة الجمهورية كما رئاستي مجلس النواب والحكومة. وهذا العنوان العريض الذي حددته 14 آذار، اما كيف ومتى ومَن؟ فهذا يتحدد تبعاً لمقتضيات المرحلة.
• في قداس شهداء «المقاومة اللبنانية» حددتم دفتر شروط بمواصفات رئيس الجمهورية العتيد وبينها ان يحمل مبادئ «ثورة الارز»... بداية ما ردّك على من اعتبر انك اعلنت في هذا الخطاب ترشحك لرئاسة الجمهورية؟
- عندما اريد اعلان ترشحي لرئاسة الجمهورية افعل ذلك مباشرة وهذا امر لا يستدعي الخجل اطلاقاً. وتالياً لم يكن خطابي وكلامي اعلان ترشح بل ما اردُته من الخطاب وضع انتخابات رئاسة الجمهورية في اطارها الحقيقي. اي اننا نريد رئيساً قوياً يحمل مبادئ «ثورة الأرز».
• هناك فارق بين الرغبات والتوازنات. ففي ظل خريطة القوى الحالية في مجلس النواب، من الواضح تماماً ان هناك حاجة لتأمين نصاب دستوري سياسي للاتيان برئيس للجمهورية، وهذا ما يؤدي حكماً الى توافقات هشة أحياناً، علماً ان هذه الموازين هي التي تعطّل حتى الآن تشكيل الحكومة؟
- دعونا لا نستبق الامور، نحن وضعنا الاطار الحقيقي للانتخابات الرئاسية، ولنترك التفاصيل لوقتها.
• هل موقفكم منسق مع حلفائكم في 14 آذار؟ اذ ثمة من يخشى ان يتكرر بالفتح المبكر لانتخابات الرئاسة ما حصل ابان المناقشات حول قانون الانتخابات «التي لم تجر» فتثار «حساسيات» انتم بغنى عنها؟
- اذكّر هنا بان اول من فتح معركة رئاسة الجمهورية قبل نحو عامين كان الرئيس سعد الحريري.
• الذي رشحكم لرئاسة الجمهورية؟
- اكثر من مرة. وتالياً على العكس، هناك اجماع تام لدى 14 آذار على ان رئيس الجمهورية يجب ان يحمل المواصفات وان يُنتخب في السياق الذي اشرتُ اليه. ولا خلاف ابداً حول هذه النقطة. اما بالنسبة الى الاسماء فلم نصل بعد الى هذه المرحلة وما زلنا في الاطار السياسي لهذا الاستحقاق حيث يوجد توافق تام على عنوانه الاساسي.
• هل تعتقد ان الرئيس سعد الحريري ما زال يرشحك لانتخابات رئاسة الجمهورية؟
- (يضحك) هذا السؤال ينبغي توجيهه الى الرئيس الحريري.
• طرحتم معادلة ان المسيحيين لن يقبلوا بتخييرهم بين «الجزمة البعثية» و«السوط الطالباني» فكلاهما مرفوض. وفي ضوء ما قيل عما حصل في معلولا هل تكفي هذه المعادلة لطمأنة مسيحيي سورية والشرق الذين يرى الوزير جبران باسيل ان هناك مشروعاً لتهجيرهم؟
- ان تكون هناك مجموعات متطرفة في الشرق وتستهدف المسيحيين فهذا امر معروف، اما الكلام عن مشروع لدى اهل الشرق الاوسط لتهجير المسيحيين فهذا كلام آخر. وأكبر اساءة للمسيحيين في رأيي ان نساهم في الترويج لهذه الدعاية المغرضة عن خطة لتهجير المسيحيين. فالواقع ان ثمة فوضويين واصوليين وتكفيريين «فالتين» هنا وهناك وهؤلاء يهجرون المسيحيين وايضاً المسلمين حين يتسنى لهم ذلك. والجميع يفترض ان يتوحدوا ضد هذه المجموعات التكفيرية والتصدي لها، ولكن للأسف فان كل الذين يطرحون قضية معلولا لا يفعلون ذلك محبة بالمسيحيين، والا كان ينبغي ان يكونوا اول مَن يحمل السلاح، اقله سلاح الموقف، بوجه نظام مجرم يفتك بشعبه بعدما فتك بالمسيحيين في لبنان.
وما هو محسوم اننا لا نقبل بأي شكل ان يتم المسّ حتى بحبة تراب من معلولا فكيف بأي انتهاك للمقدسات او قتل او اعتداء فيها، علماً ان لا معلومات مؤكدة حتى الساعة عن حقيقة ما جرى في معلولا وحجمه في ظل عدم القدرة على التحقق من صدقية تقارير تم بثها ثم ناقضتها بالكامل تقارير اخرى اشارت الى ان شبيحة النظام هم من ارتكبوا ما قيل عنه، من دون اغفال ان بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي كما الام بيلاجي صياح رئيسة دير مار تقلا في معلولا نفيا وقوع تعديات في البلدة بل تبادل اطلاق نار وقصف، وهذا يطول كل المدن السورية.
ومن هنا اكرر الدعوة الى المتباكين الذين ينصّبون انفسهم حماة مسيحيي الشرق، ان يستغلوا حسن علاقتهم بالنظام السوري (اذ لا تزال بهذه القوة القانونية) لحضه على طلب حماية دولية لهذه البلدة. الا ان هؤلاء المتباكين لا يريدون الا الاستثمار السياسي لمسألة التكفيريين في اطار التسويق وتبرير بقاء نظام الاسد. والمؤسف ان الذين يتحدثون بهذا المنطق، من صغارهم الى كبارهم، يلحقون الضرر الاكبر بالمسيحيين، واليوم (الثلاثاء) جاء على لسان «كبارهم» ان الرئيس نيكولا ساركوزي سبق ان اعلن ان لا مكان للمسيحيين في الشرق الاوسط. وهذا كذب. وحينها وبعدما تم التداول بهذا الكلام اعلامياً صدر تكذيب رسمي من الاليزيه ثم الكي دورسيه.
 
اجتماع أمني خليجي لاتخاذ إجراءات ضد المنتسبين إلى "حزب الله"
سليمان يصرّ على محاسبة مستخدم الكيميائي في سوريا
المستقبل...                      
فيما لا يزال الاهتمام السياسي الداخلي منصباً على متابعة ما سيؤول إليه الحراك الديبلوماسي الدولي حول الأزمة السورية، حضر هذا الموضوع في الاتصال الذي تلقاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من وزير الخارجية الأميركي جون كيري حيث كرّر سليمان "موقفه المدين لاستعمال السلاح الكيميائي وضرورة محاسبة المرتكبين في الامم المتحدة ومجلس الامن بعيدا من أي تدخل عسكري اجنبي". وفي وقت حضر فيه الموضوع الحكومي في اللقاء الذي عقد في الصرح البطريركي في بكركي بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الذي رمى كرة التأليف في ملعب الرئيس سليمان ورئيس الحكومة المكلّف تمام سلام، معيداً التذكير بأن "حزب الله" هو الذي "أجهض فكرة تشكيل الحكومة الجامعة"، إلا أن الحركة الخجولة للرئيس المكلف توحي أن ملف التأليف مؤجل حتى اشعار آخر.
وفي معلومات لـ "المستقبل" فإن "حزب الله" لا يزال مصراً على أن "يكون له الثلث المعطل في أي حكومة تتشكّل وأن يرتكز البيان الوزاري على ثلاثية الشعب، الجيش والمقاومة". وقدّ تعزّز هذا الموقف من خلال تصريح مسائي لعضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض الذي قال "لا يمكن لأي حكومة ان تتشكل إلا بمشاركة المكونات كافة، ومشاركة حزب الله حق طبيعي وليس منة من أحد".
ومع أن هذين الشرطين غير مقبولين من فريق "14 آذار"، كما أنهما يعاكسان توجهات رئيس الجمهورية والرئيس المكلف باعتبار أنهما يسعيان إلى تشكيل حكومة جامعة من دون شروط وترك المواضيع الخلافية لطاولة الحوار، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن أنه يتجه إلى "تزخيم مبادرته الحوارية"، وستكون الخطوة الأولى في هذا الإطار، تشكيل وفد من النواب ميشال موسى، ياسين جابر وعلي بزّي للتواصل مع الفرقاء كافة لشرحها بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيسي الحكومة وصولاً الى الكتل النيابية. وعلمت "المستقبل" أن الوفد الذي يضم النواب ياسين جابر وعلي بزي سيجدد موقف بري بالتأكيد "على وجوب مشاركة المكونات السياسية اللبنانية في الحكومة الجديدة معتبراً أن ذلك ليس منة من احد".
مجلس التعاون الخليجي
إلى ذلك، يناقش وكلاء وزارات الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع الأحد المقبل في الرياض إجراءات ضد المنتسبين إلى "حزب الله" الذين يعملون في دول المجلس الست. واستناداً للأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني فإن "الاجتماع يأتي بناء على توجيهات وزراء الداخلية في دول المجلس لتدارس سبل تنفيذ قرار دول المجلس باتخاذ إجراءات ضد المنتسبين إلى حزب الله في دول المجلس، سواء في إقاماتهم أو معاملاتهم المالية والتجارية"، وأن وكلاء الوزارات "سيتدارسون الآليات المناسبة لتنفيذ القرار المشار إليه بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى بما فيها وزارات التجارة ومؤسسات النقد والبنوك المركزية بدول المجلس".
سليمان
وخلال الاتصال الذي تم بين الرئيس سليمان ووزير الخارجية الأميركية، تم "البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة المستويات وفي شتى المجالات، وتطور الاوضاع في المنطقة ولا سيما منها الازمة الناتجة عن استعمال السلاح الكيميائي، ومواقف الادارة الاميركية منها والمساعي الديبلوماسية الجارية في هذا المجال".
وتطرق الرئيس سليمان مع الوزير كيري الى "أهمية مساهمة الولايات المتحدة بإنجاح اعمال "مجموعة الدعم الدولية للبنان"، التي ستبدأ في 25 ايلول الجاري لدعم استقرار لبنان واقتصاده ومؤسساته وجيشه، والجهد القائم لمواجهة العبء المتزايد جراء النزوح من سوريا".
وقالت مصادر بعبدا لـ "المستقبل" إن "تراجع حصول الضربة خفّف حدة الاحتقان الداخلي، وأعاد النقاش الى ضرورة تشكيل حكومة جامعة تتصدى للاستحقاقات الداهمة، وبالتالي فالحديث الجاري حاليا هو تشكيل حكومة مصغّرة بين 14 و18 وزيراً على أن تكون ولادتها خلال الأسبوعين المقبلين على الاكثر، وقبل سفر رئيس الجمهورية الى الامم المتحدة في الـ25 الشهر الجاري للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية، وبالتالي فرئيس الجمهورية يشارك في اتصالاته مع الاطراف الداخليين لمساعدة الرئيس المكلف على إنجاز تشكيلته، أما زيارة رئيس الجمهورية المرتقبة الى السعودية فلا تزال قائمة ويجري حالياً ترتيب المواعيد للزيارة بين بعبدا والرياض".
السنيورة
ومن الصرح البطريركي في بكركي، أكّد الرئيس السنيورة أن "إعلان بعبدا تم التوافق عليه بإجماع الحاضرين بعد مناقشته ورؤيته من دون أي اعتراض من أحد"، مشدداً على "تأليف حكومة تستطيع أن تحمي اللبنانيين، من تداعيات ما تتعرض له المنطقة العربية من تحديات كبرى".
وقال إن اللقاء "كان مناسبة لإجراء جولة أفق كاملة والمسارعة الى تأليف حكومة تستطيع أن تعالج قضايا اللبنانيين الدائمة، على أن يتزامن تأليفها مع البدء بعملية حوار بين اللبنانيين تعالج القضايا التي ينبغي أن يصار الى طرحها داخل هيئة الحوار، والتي هناك انقسام لدى اللبنانيين بشأنها. ولكن من جهة اخرى، نحن نعلم واللبنانيون يعلمون ان هناك مسائل كبرى تتعلق بالاوضاع الامنية والاوضاع المعيشية للبنانيين وكيفية ادارة الدولة في هذه الفترة، بحيث يصار الى اتقاء التحديات والمخاطر الكبرى الآتية من الداخل والخارج ايضاً"، مضيفاً "تمنينا على فخامة الرئيس والرئيس المكلف المسارعة الى تأليف الحكومة التي تستطيع ان تتصدى لهذه المجموعة الكبرى من المشكلات".
وأوضح أن "الفكرة التي تقدم بها فخامة الرئيس والرئيس المكلف، أجهضها الموقف الذي صدر عن حزب الله، وكنا نتوقع اتخاذ موقف ايجابي في هذا الصدد، وهذا ما لم يحصل. ونحن الآن نعتقد أن الكرة في ملعب فخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلف، من أجل إيجاد الوسيلة التي يصار من خلالها الى تأليف حكومة، تكون بحسب الاقتراح الذي تقدم به فخامة الرئيس، أو أن تعود الى الفكرة التي كانت مطروحة في الماضي، وهي حكومة من غير الحزبيين، تتولى إدارة البلاد بحيث لا يكون هناك فريق ممثل وفريق غير ممثل، لأن جميع الأفرقاء غير ممثلين في هذه الحكومة، ولكن يمحضونها ثقتهم ويساعدونها من أجل أن تبحر سفينة إدارة الدولة بطريقة صحيحة".
وحول اللقاء، أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أن "التفاهم حول العديد من المسائل الداخلية بدا واضحاً في اللقاء مع غبطة البطريرك، وتلاقينا حول ضرورة المسارعة في تأليف الحكومة العتيدة نظراً للأخطار التي تحيط بنا من كل حدب وصوب".
وقال فتفت لـ "المستقبل" إن البطريرك "يقدّر الخطوة التي بادرنا إلى تقديمها من حيث قبولنا بمبدأ قيام حكومة على قاعدة 8-8-8، ويعتبر أن الفريق الآخر لم يلاق هذه الخطوة بإيجابية، كما اتفقنا على ضرورة الاحتكام إلى إعلان بعبدا خصوصاً لناحية تحييد لبنان عن الأزمات والصراعات الدولية والإقليمية".
"14 آذار"
إلى ذلك، أكدت الأمانة العامة لقوى "14 أذار، أن "حزب الله يستغل الظروف الأمنية، التي أسهم في التسبب بها، من خلال تجاوزه إعلان بعبدا، بهدف وضع اليد على الدولة، واستباحة الحريات"، معلنة رفضها "كل أشكال الأمن الذاتي التي يمارسها "حزب الله"، وكل الذرائع ليبرر دورياته وانتشاره المسلح في الشوارع والأحياء والقرى والبلدات اللبنانية".
وشددت الأمانة العامة على "عدم تعريض لبنان لمواجهات أو مغامرات قد تؤدي إلى تدميره، ورفض تحكم حزب الله بقرار الحرب والسلم"، مشيرة الى أن "لبنان لا يتحمل أن يكون ضحية تجاذبات لعبة الأمم الدائرة في المنطقة، ولا أن يكون صندوق بريد، بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وإيران من جهة أخرى".
المختارة
وكان لبنان الرسمي والشعبي ودّع اميرة مي أرسلان جنبلاط، والدة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ، في مأتم مهيب وحاشد أقيم في قصر المختارة. وتقبّل جنبلاط ونجلاه تيمور واصلان، والنائب طلال ارسلان، تعازي المشاركين في المأتم قبل إقامة الصلاة التي أمّها شيخ عقل الموحدّين الدروز نعيم حسن، وتولى الصلاة الشيخ جميل العطّار، ليوارى الجثمان في الثرى إلى جانب ضريح الزعيم الراحل كمال جنبلاط.
وتلقى جنبلاط اتصالات تعزية عدة ابرزها من البطريرك الماروني بشارة الراعي، وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، الامير تركي بن عبد العزيز، الامير مقرن بن عبد العزيز، حازم الشهابي نجل العماد الراحل حكمت الشهابي، السفير الروسي الكسندر زاسبكين، السفير الاردني زيد زريقان، والسفير السابق زياد المجالي، علي بك غندور، والسفير عباس زكي. كما تلقى برقيات تعزية من رئيس اللجنة الوطنية للتواصل عوني خنيفس، وباسم ميثاق العرب الدروز سعيد نفاع، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة ومن وزير الخارجية الاميركي جون كيري.
 
 
كلّف لجنة نيابية عرض مبادرته على الأفرقاء
بري يرفض رهن لبنان بالتطورات السورية
المستقبل...                      
نقل النواب بعد "لقاء الأربعاء" أمس، عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن الأخير "يتجه الى تزخيم مبادرته التي أطلقها في ذكرى تغييب الإمام الصدر ورفيقيه والتي يعتبرها خارطة طريق". واشاروا الى أنه "شكّل لجنة نيابية للتواصل مع الأفرقاء كافة لشرح هذه المبادرة". وأبدى انزعاجه من "الذين تعاطوا بسوء تفسير عن قصد خصوصاً لبعض بنود المبادرة"، رافضاً أن "يربط أي من الفريقين السياسيين في لبنان أو أن يرهن موقفه بتطورات الأزمة السورية".
وجدد التأكيد على "وجوب مشاركة المكونات السياسية اللبنانية في الحكومة الجديدة"، معتبراً أن "ذلك ليس منّة من أحد". وقال بري بحسب ما نقل عنه النواب: "تأكيداً على ما أعلنته في ذكرى تغييب الإمام الصدر ورفيقيه في 31 آب حول خارطة طريق لحوار بين اللبنانيين يعيد بعض الأمل لكل شرائحهم في الوفاق والسير قدماً الى الأمام بدلاً من الفراغ الذي ننحدر صوبه، فإن كتلة التنمية والتحرير التي لي شرف رئاستها كلفت لجنة من الزملاء: ميشال موسى، ياسين جابر، وعلي بزي لإجراء الإتصالات بدءاً من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيسي الحكومة والإجتماع مع كل الكتل النيابية لعل وعسى أن نتقي الله في أنفسنا وفي أهلنا، ويروننا حول طاولة الحوار في القصر الجمهوري قريباً".
وفي نشاطه، استقبل بري في إطار لقاء الأربعاء الأسبوعي، النواب: أسطفان الدويهي، ميشال موسى، علي بزي، هاني قبيسي، علي المقداد، نوار الساحلي، مروان فارس، غازي زعيتر، حسن فضل الله، علي فياض، بلال فرحات، قاسم هاشم، علي خريس، ياسين جابر وعبد المجيد صالح. والتقى سفير المانيا الجديد كريستيان غلاكس في زيارة تعارف، وكانت مناسبة لعرض التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة بحضور المستشار الإعلامي علي حمدان. وكان بري، قد استقبل وفداً من أهالي مخطوفي أعزاز.
 
" تفعيل شرطة البلديات للمؤازرة في حماية الاستقرار" وشربل: نرفض الأمن الذاتي والحواجز منوطة بالأجهزة
المستقبل...                      
أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل رفض الدولة اللبنانية الأمن الذاتي، مؤكداً أن إقامة الحواجز وتسيير الدوريات والقيام بأعمال التفتيش منوطة فقط بالأجهزة الأمنية والعسكرية وليس بأي حزب أو فئة. وأوضح أن "ما نقوم به من إجراءات لتفعيل شرطة البلديات وحراسها لا يعني على الإطلاق أمناً ذاتياً، بل مؤازرة القوى الأمنية والعسكرية في حماية الاستقرار ومواجهة تحديات المرحلة الراهنة". وشدد على عدم التعرض لأي سفارة، مشيراً الى أن "أمن السفارات هو من أمن لبنان".
رأس شربل، في مكتبه في الوزارة أمس، اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي، في حضور كل من الأعضاء الدائمين: النائب العام لدى محكمة التمييز بالإنابة القاضي سمير حمود، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص، محافظ الشمال ومحافظ مدينة بيروت بالتكليف ناصيف قالوش، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل، نائب رئيس الأركان للعمليات في الجيش العميد الركن علي حمود، أمين سر مجلس الأمن الداخلي المركزي العميد الياس الخوري، وبمشاركة المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة.
استهل شربل الاجتماع بالإشارة الى أن "مجلس الأمن المركزي سيتطرق الى موضوعين، الأول يتعلق بدرس سحب عناصر قوى الأمن الداخلي الإضافية المكلفة مرافقة الشخصيات وحمايتها، إذ سيتم تشكيل لجنة متخصصة تتولى خلال مهلة 15 يوماً درس ملف كل الشخصيات السياسية والقضاة والقضاة المتقاعدين والضباط وغيرهم على حدة ليصار في ضوئه الى استرداد عناصر الأجهزة التابعة للوزارة، وخصوصاً أن حماية الشخصيات لا تعود الى قوى الأمن الداخلي بل الى جهاز أمن الدولة التابع لرئاسة الحكومة"، موضحاً أن "قرار معالجة موضوع مرافقة الشخصيات يعود الى التقديرات التي ستضعها اللجنة التي سيتم تأليفها بناء على طلب مجلس الدفاع الأعلى".
ولفت الى أن "الموضوع الثاني الذي سيتطرق اليه الأمن المركزي يتصل بحماية مقار البعثات الديبلوماسية، وأن الدولة اللبنانية عازمة على منع أي اعتداء على أي سفارة على الأراضي اللبنانية، ولا سيما أن أمن هذه السفارات هو من أمن لبنان وسمعته، ولذلك ستعالج الأجهزة الأمنية والعسكرية هذه المسألة، آخذة في الاعتبار بعض السفارات التي قد تكون عرضة للمخاطر أكثر من غيرها، من خلال اتخاذ كل التدابير والإجراءات الكفيلة بمنع تنفيذ المخططات التي قد تستهدفها".
وأثار شربل موضوع الأمن الذاتي من خارج جدول أعمال مجلس الأمن المركزي، والذي طرح ربطاً مع خطة تفعيل دور شرطة البلديات وحراسها، فأكد أن "الدولة اللبنانية ترفض موضوع الأمن الذاتي، وأن إقامة الحواجز وتسيير الدوريات والقيام بأعمال التفتيش منوطة فقط بالأجهزة الأمنية والعسكرية وليس بأي حزب أو فئة". وذكر بأنه "في مطلع الستينات كانت الدولة تمنع على المنخرطين في الأحزاب دخول المدرسة الحربية، الى أن تغير هذا المفهوم وسمحت لكل مواطن ينتمي الى حزب لبناني مرخص له بدخول المدرسة الحربية وفق القوانين المرعية الإجراء، وفي نهاية الحرب طلبت الدولة من كل عناصر الميليشيات الدخول الى الأجهزة العسكرية والأمنية ضمن خطة "الاستيعاب"".
وسأل: "إذا كان سكان البلدة ينتمون أو يتعاطفون مع حزب معين سينتخبون رئيساً وأعضاء ينتمون الى الحزب نفسه، فمن أين نأتي بعناصر شرطة البلدية وحراسها؟ هل نعينهم من سويسرا؟ خصوصاً أن القوانين اللبنانية لا تمنع أي عنصر حزبي من القيام بواجبه"، موضحاً أن "ما نقوم به من إجراءات لتفعيل شرطة البلديات وحراسها لا يعني على الإطلاق أمناً ذاتياً، بل مؤازرة القوى الأمنية والعسكرية في حماية الاستقرار ومواجهة تحديات المرحلة الراهنة، بحيث كل مواطن يجب أن يكون خفيراً. والإجراءات التطبيقية التي قام بها الجيش اللبناني في هذا الشأن للإبلاغ عن كل جسم مشتبه به هي خير دليل على الحس الوطني العام في حماية الاستقرار".
أضاف: "إن الشكوى من إمكان تسلل عناصر حزبية الى صفوف الشرطة غير منطقية، لكن طلبت الى البلديات الحصول على سجلات عدلية لكل الراغبين في الانخراط في شرطة البلديات، سواء كان حزبياً أو غير حزبي، وذلك وفق القوانين"، مذكراً بأن "رئيس البلدية والأعضاء والشرطة والمخاتير يتمتعون بصفة الضباط العدليين المساعدين للنيابة العامة".
وكشف أن "هناك 46 موقوفاً في سجن رومية بجرم الخطف، ألقى الجيش والمعلومات في قوى الأمن الداخلي والأمن العام القبض عليهم، والأجهزة تقوم بواجباتها وتقمع الجرائم الفردية بنسبة 90 في المئة، في أقل من 48 ساعة"، مشيراً الى أن "دور شرطة البلديات مؤازرة القوى الأمنية والعسكرية وفق القوانين، وأن بلدية بيروت تضم 700 عنصر يمكنهم القيام بأعمال الحراسة ومنع السرقات وتنظيم السير". ونوه ببعض البلديات "التي تمكن حراسها من تسليم عصابات الى مخافر قوى الأمن، مثل كفرشيما وضهور الشوير والمكلس.
وشدد من ناحية أخرى على أن "ملف مخطوفي اعزاز قيد المتابعة والمعالجة، وكذلك ملف خطف الطيارين التركيين، والدولة التركية تقوم بواجب المساعدة على هذا الصعيد"..
 
 
"المفوضية الأوروبية": 58 مليون يورو للبنان  لمواجهة التدفق الكبير للاجئين من سوريا
المستقبل..
أعلنت المفوضية الأوروبية في بيان أمس، انها "اعتمدت تمويلاً جديداً بقيمة 58 مليون يورو لدعم لبنان. وتهدف هذه المساعدة المالية الجديدة إلى التخفيف من وقع التدفق الكبير للاجئين من سوريا، وسوف تلبي الاحتياجات المتوسطة والطويلة الأمد للاجئين من سوريا والجماعات اللبنانية المستضيفة، لا سيما من خلال دعم الخدمات الخاصة بالأطفال والتعليم وعبر تعزيز البنية التحتية الأساسية والتعافي الاقتصادي في البلاد".
وأشارت المفوضية الى ان "هذا الدعم يتضمن أموالاً من حزمة المساعدات الشاملة التي أعلن عنها أخيراً والتي قضت بتخصيص 400 مليون يورو إضافية لمواجهة تداعيات الأزمة السورية".
آشتون
وقالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين آشتون: "كما أشرت في فيلنيوس خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، فإن الاتحاد الأوروبي ملتزم بحل سياسي سيؤدي إلى قيام سوريا موحدة وتضم الجميع وديمقراطية. في الوقت نفسه، سوف يستمر الاتحاد الأوروبي، بصفته الجهة المانحة الأكبر للمساعدات، في المحافظة على التزامه بتقديم المساعدة لمن هم بحاجة نتيجة النزاع السوري. ويندرج التدبير الخاص بلبنان اليوم في إطار هذا الجهد".
فوليه
من جهته، قال المفوض الأوروبي لشؤون التوسع والسياسة الأوروبية للجوار ستيفان فوليه: "هذا الدعم الجديد هو جزء من ردنا الشامل لتلبية الاحتياجات الملحة في لبنان الناتجة من الأزمة في سوريا، وسوف نستمر في دعم شركائنا خلال هذه الفترة الصعبة. ويتأثر الأطفال بصورة خاصة بالأزمة، ومن خلال ضمان ارتيادهم المدارس والحضانات إلى جانب جيرانهم اللبنانيين، نحاول ولو قليلاً إعادة الحياة اليومية للأطفال إلى طبيعتها".
وأوضح انه "سوف يجري تخصيص الجزء الأكبر من المبلغ (40 مليون يورو) بشكل رئيسي من خلال وكالات الأمم المتحدة (المفوضية السامية لشؤون اللاجئين واليونيسف والأونروا) بهدف تحسين: الرعاية ما قبل المدرسية للأطفال السوريين واللبنانيين، حصول الأطفال السوريين واللبنانيين الذين هم في سن المدرسة على تعليم ذي جودة، فرص التعلم للمراهقين والشباب. أما الجزء الآخر من التمويل (18 مليون يورو) فسيخصص لتمويل مبادرات لصالح الجماعات المستضيفة اللبنانية على غرار تحسين البنية التحتية المحلية (التزود بالمياه والصرف الصحي وإدارة النفايات الصلبة)، دعم الاقتصاد المحلي، ومبادرات استحداث الدخل، واستحداث الوظائف والدعم الاجتماعي المكثف (الوقاية من النزاعات ودعم الفئات الضعيفة)".
وأشار الى ان "مبلغ 58 مليون يورو سيشكل إضافة كبيرة على المساعدة المالية من المفوضية الأوروبية للبنان لمواجهة تداعيات الأزمة السورية، مما يرفع المبالغ الإجمالية له والمخصصة للمساعدة الإنسانية وغير الإنسانية إلى 235 مليون يورو".
720 ألف سوري و 85 ألف فلسطيني
ولفت البيان الى ان "الاتحاد الأوروبي يشكل بمؤسساته ودوله الأعضاء الجهة المانحة الأكبر للمساعدات لمواجهة تداعيات الأزمة السورية في سوريا وبلدان الجوار. ويشكل الالتزام المعلن عنه اليوم جزءاً من الخطوات الملموسة التي لحظها التقرير المشترك الأخير الذي أرسلته المفوضية الأوروبية إلى البرلمان والمجلس الأوروبيين واللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية ولجنة شؤون المناطق والذي حمل عنوان "نحو مقاربة شاملة للاتحاد الأوروبي لمواجهة تداعيات الأزمة السورية" بتاريخ 24 حزيران 2013. وتشكل حزمة المساعدات مساهمة مهمة من الاتحاد الأوروبي لمعالجة تداعيات الأزمة الإنسانية في سوريا والأردن ولبنان مع توفير 250 مليون يورو و150 مليون يورو إضافية تبقى رهن التنمية وإرساء الاستقرار. ومن أصل مبلغ 150 مليون يورو مخصصة لتلبية احتياجات التنمية، سوف يحصل لبنان على 40 مليون يورو للتعامل مع الأزمة السورية فيه (جزء من التمويل المعلن عنه اليوم)، بالإضافة إلى 60 مليون يورو للأردن و50 مليوناً لسوريا".
وأشار الى انه "رغم أن لبنان هو أصغر البلدان المجاورة لسوريا، فإنه يستضيف العدد الأكبر من اللاجئين منها. فحتى أيلول الجاري، بلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين أو الذين ينتظرون التسجيل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 720 ألف لاجئ. بالإضافة إلى ذلك، تسجل حوالى 85 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا لدى وكالة الأونروا في لبنان، فيما يتوقع أن يصل عدد اللبنانيين العائدين من سوريا إلى لبنان إلى حوالى 49 ألفاً مع نهاية السنة الجارية. وبما أن بعض اللاجئين يترددون في التسجيل وأن بعضهم الآخر ما زال يعتمد على موارده الخاصة، فإن العدد الفعلي للاجئين السوريين أعلى بالتأكيد من الرقم المذكور أعلاه".
وذكر انه "من المتوقع أن تستمر أعداد اللاجئين من سوريا في الارتفاع. فمنذ شهر حزيران الماضي، توقعت مفوضية اللاجئين والحكومة اللبنانية وصول عدد اللاجئين الذين سيحتاجون إلى المساعدة إلى مليون (مسجلين لدى المفوضية) مع نهاية السنة الجارية. في الوقت عينه، تم بلوغ سقف التقديرات الأولية للأونروا بوصول عدد اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى 80 ألفاً خلال الفترة الزمنية عينها بعد 7 أشهر فقط من بداية السنة"..
 
 
لهذه الأسباب طلب الرئيس سليمان لقاء النائب محمد رعد...
الجمهورية..
حول اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أمس الأول، قالت مصادر مطلعة على التحضيرات التي رافقته وما انتجه لـ"الجمهورية" ان سليمان هو من رغب بهذا اللقاء بهدف التشاور في كل الأوضاع المحيطة بالأزمة السورية وما ادت اليه المفاوضات الجارية والتي عكست تأجيلاً، أو ربما إلغاء للخيار العسكري، وما شهدته اروقة قمة العشرين وصولاً الى التفاهم الجديد المبني على الأفكار المتبادلة بين موسكو وواشنطن بشأن السلاح الكيماوي.
 وأكدت المصادر انّ اللقاء لم يتناول الملف الحكومي بقدر ما شكّل متابعة للنقاش في انعكاسات الأزمة السورية على لبنان ودور حزب الله فيها وسبل مواجهة اي ترددات سلبية يمكن ان تنعكس على الوضع في لبنان من اية جهة امنية او إجتماعية او سياسية.
 وعبّرت المصادر عن ارتياحها للأجواء التي عكسها اللقاء، خصوصاً في ما يتصل بتجنيب الساحة اللبنانية اي ترددات. وجدّد سليمان خلال اللقاء إصراره على النأي بلبنان قدر الإمكان مؤكداً انه خصص مختلف اتصالاته الدولية والإقليمية لتجنيب الساحة اللبنانية مثل هذه التداعيات، متمنياً على الحزب ان يلاقيه بخطوات مماثلة لمصلحة لبنان اولاً وأخيراً.

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

مصر: مسلحو سيناء ينفذون عمليات «نوعية» ضد الجيش....لجنة الدستور ترفض «الدولة الدينية» وتتجه لحظر الأحزاب الإسلامية....وزير الأوقاف يمنع غير الأزهريين من صعود المنابر... ويلغي 65 «معهداً»....نوبيون يبدأون جمع 4 ملايين توقيع لحملة «السيسي رئيساً لمصر» وبحث محاكمة مرسي علانية بتهم منها التحريض على العنف

التالي

إسرائيل: سنهاجم بمفردنا اذا تلاعب الأسد و نقل أسلحة كيماوية إلى «حزب الله»...."بشار الكيماوي" يضرب مجدداً في حي جوبر الدمشقي....الأسد يعلن شروطه لتنفيذ المبادرة الروسية ...باريس ولندن تطالبان موسكو بمهل زمنية لتنفيذ مبادرتها وبوتين يحذر: ضربة عسكرية قد تقضي على النظام الدولي

Iran: Death of a President….....

 الأربعاء 22 أيار 2024 - 11:01 ص

Iran: Death of a President…..... A helicopter crash on 19 May killed Iranian President Ebrahim Ra… تتمة »

عدد الزيارات: 157,531,567

عدد الزوار: 7,071,180

المتواجدون الآن: 72