قدري جميل: لم أنسق حراكي مع الروس.. ولقاءاتي الخارجية جاءت بصفتي معارضا....محللون يرون بأن روسيا تريد الإبقاء على النظام السوري واستبدال جميل بالأسد وخبير يعد إقالته نتيجة لبداية تسوية أميركية ـ روسية..«جنيف - 2» نحو التأجيل بعد شروط الأسد والخلافات على تمثيل المعارضة

الأسد يشن على السوريين حرب "الجوع حتى الركوع"...خفايا أسطول إيران الذي يغذّي نظام الأسد

تاريخ الإضافة الجمعة 1 تشرين الثاني 2013 - 6:17 ص    عدد الزيارات 2134    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

خفايا أسطول إيران الذي يغذّي نظام الأسد
مايكل ويس، "فورين بوليسي"
النهار...ترجمة نسرين ناضر
لا يخفى على أحد أن النظام الإيراني يرى في الحرب الدائرة في سوريا مسألة تعنيه على المستوى الداخلي أكثر من شأن متعلق بسياسته الخارجية. ففيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يقوم بتدريب وتمويل مجموعة من الميليشيات المذهبية الشيعية والعلوية في سوريا لخوض حربٍ لم يتمكّن الجيش السوري النظامي والمجموعات شبه العسكرية التقليدية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد من الفوز بها بمفردها. ولولا التدخل العسكري المباشر من "حزب الله" المدعوم من إيران في القصير وحمص هذا العام، لبقيت هاتان المنطقتان تحت سيطرة الثوّار. ولعل خير دليل على الأهمية التي ترتديها سوريا بالنسبة إلى إيران هي العبارة الشهيرة التي وصف فيها مهدي طائب، المؤتمن على أسرار المرشد الأعلى علي خامنئي، سوريا بأنها "المحافظة الـ35" في إيران، معتبراً أن خسارة سوريا تعني سقوط الجمهورية الإسلامية.
إلا أنه ظهرت وثائق في الآونة الأخيرة تُبيِّن أن إيران تشحن نفطاً خاماً خفيفاً إلى سوريا بموجب شروط يمكن القول بأنها تقود عملياً إلى تصدير النفط مجاناً إلى دمشق. بصريح العبارة، يُبدّد النظام الإيراني موارده الطبيعية في حين أن شعبه يعاني من آثار العقوبات الدولية المفروضة على برنامجه النووي.
تشير مجموعة من الأدلة التي حصلت عليها مجلة "فورين بوليسي"، إلى أن إيران "باعت" نحو 4 ملايين برميل من النفط الخام الخفيف إلى سوريا على امتداد عام تقريباً، وبأسعار مخفّضة بنسبة 10 في المئة منذ أيار الماضي على الأقل، عندما كان سعر برميل النفط عالمياً عند حدود 98 دولاراً. ويبدو أن السعر المخفَّض - نحو 88 دولاراً للبرميل من دون رسوم النقل - يُسدّده نظام الأسد بواسطة خط ائتماني طويل الأمد مخصّص لاستيراد مصادر الطاقة، منحته طهران لدمشق قبل بضعة أشهر، بقيمة 3.6 مليارات دولار، لمساعدتها على التصدّي للتداعيات الاقتصادية المترتّبة عن الحرب الأهلية المستمرّة منذ نحو ثلاث سنوات. لكن في الواقع، قد لا يتمكّن الأسد أبداً من إعادة تسديد القرض، وغالب الظن أن الإيرانيين لا يتوقّعون منه تسديده، نظراً إلى أنهم يعتبرون أن بقاءه مرتبط ارتباطاً وثيقاً ببقائهم. إذاً لا يكتفي الإيرانيون ببيع الأسد النفط بأسعار مخفَّضة، بل يقومون بتعويمه بالمال كي يشتريه بهذا السعر المخفَّض.
وقد أوردت "رويترز" أن هذا الخط الائتماني يندرج في إطار صفقة "تتيح لإيران حيازة أسهم في استثمارات في سوريا"، ما يعني أن الاستثمار الإيراني في مؤسسات الدولة السورية يذهب على الأرجح أبعد من بناء الميليشيات وتعزيز الأجهزة الأمنية المتهاوية. فقد كتبت صحيفة "تشرين" السورية الموالية للنظام السوري، في أيار الماضي أن أديب ميالة، حاكم المصرف المركزي السوري، أقرّ لأول مرة بأن قيمة القروض الميسَّرة التي منحتها إيران لسوريا تصل في الواقع إلى 7 مليارات دولار. وهذا المبلغ يتيح لدمشق تسديد كلفة كل شيء، من الطاقة مروراً بالسلع الزراعية وصولاً إلى الأقمشة.
يقول ديفيد باتريكاراكوس، مؤلّف "إيران النووية: ولادة دولة ذرّية": "يعاني الإيرانيون الأمرّين بسبب العقوبات، والمسؤولون يهدرون المال - وهو مال لا يملكونه في الواقع - عبر إعطائه لحزب الله والأسد. كما أن تعويم قطاع الطاقة السوري ينم عن غباء في السياسة، لأن التهديد الأكبر الذي يواجهه الملالي مصدره الشعب الإيراني أكثر منه سقوط الأسد".
وأكثر من ذلك، تهدر إيران أموالاً إضافية من أجل استنباط وسائل متطوّرة للتهرّب من نظام العقوبات الدولية، مثل تسجيل شركات أجنبية وهمية وتبديل الأعلام التي ترفعها ناقلات النفط التابعة لها. ولعل أبرزها السفنية "تور 2" التي تشتهر بتبديل أعلامها ومالكيها لنقل النفط حول العالم، انطلاقاً من إيران وسواها من الدول المارقة. فقد عمدت "تور 2" إلى تغيير أعلامها ومالكيها في غضون 24 ساعة في آذار 2012 بعد الإبحار من مرفأ طرطوس إلى بانياس لاستخراج النفط الخام السوري بهدف تصديره إلى سوق خاضعة لقيود قانونية.
وقد خلص تقرير نشرته "المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية"، التي تربطها شراكة مع "لجنة خبراء الأمم المتحدة حول إيران"، في كانون الثاني الماضي، إلى أنه "حتى تاريخه، سُجِّل أكثر من مئة تغيير في الأسماء في مراكب على صلة بصناعة الشحن البحري الإيرانية"، بما يعطّل الجهود الهادفة إلى فرض تطبيق العقوبات. حتى إن إيران عمدت في إحدى الحالات إلى إنشاء شركة في جزيرة مجهولة الاسم في المحيط الهادئ لمدّة 20 يوماً فقط بهدف إتمام صفقة شحن واحدة.
قال لي خبير في العقوبات على إيران طلب عدم ذكر اسمه، إن المراقِبين يتعقّبون معظم السفن التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكنهم قد يُحجمون عن افتعال مشكلة بسبب بعض الحساسيات الجيوسياسية (المحادثات النووية الجارية ضمن مجموعة 5+1، مبادرة من أجل السلام في سوريا، إلخ.)، أو بسبب الإدراك بأن سياسة عدم التسامح في تطبيق العقوبات لا تلقى ترحيباً من الجميع.
 
دان تزامن قصف يبرود وتكسير التنظيم لتمثال العذراء
الائتلاف السوري: الأسد وداعش وجهان لإرهاب واحد
إيلاف
أكد الائتلاف السوري المعارض أن تنظيم داعش ونظام بشار الأسد نموذجان لإرهاب واحد، منددًا بتعرض يبرود لقصف نظامي بالتزامن مع انتشار فيديو لعنصر من داعش يحطم تمثالًا للعذراء فيها.
إيلاف من بيروت: يبدو أن الشعب السوري بمعارضته المعتدلة، التي قامت ضد الارهاب والظلم والقهر، الذي رزحت تحته أربعة قرون ونيف، واقع الآن بين مطرقة النظام القمعي الثقيلة وسندان داعش الارهابية، التي يظهر أنها أثقل حتى من قمع النظام، لأنها تستهدف النسيج الاجتماعي السوري التعددي، الذي تحاول المعارضة المسلحة الحفاظ عليه.
تنديد الائتلاف
أكد الائتلاف الوطني السوري المعارض أن تنظيم داعش، أو دولة العراق والشام الإسلامية، ونظام الرئيس السوري بشار الأسد نموذجان لإرهاب واحد، وذلك في إطار تنديده بتعرض مدينة يبرود المجاورة للعاصمة دمشق لقصف نظامي بالتزامن مع انتشار فيديو لعنصر من داعش يحطم تمثالًا للعذراء.
وقال بيان الائتلاف الوطني السوري: "تعرضت مدينة يبرود ظهر الثلاثاء لقصف عنيف شنته قوات النظام، طال واحدة من أقدم كنائسها، بعد أن تسبب في دمار أصاب منازل المدينة، وخلف أضرارًا مادية كبيرة، وتصادف هذا القصف مع نشر مقطع فيديو فيه إساءة للمقدسات الدينية من قبل أحد عناصر تنظيم دولة العراق والشام، المعروف إعلاميا بداعش".
مصادفة متوقعة
وأضاف الائتلاف في بيانه: "تكشف هذه المصادفة غير المتوقعة النقاب عن عقلية واحدة، تستهتر بمقدسات الآخرين وحياة المدنيين، وتكاد تؤكد العلاقة العضوية بين هذا التنظيم الإرهابي وبين النظام الأسدي".
ورأى الائتلاف أن اعتداءات النظام والتنظيم تكررت على الأماكن المقدسة بشكل متواز، "ويكاد يكون منسقًا بشكل كبير، بهدف التغطية على مجازر النظام من جانب وتشويه صورة الثورة السورية من جانب آخر"، مضيفا أنه ينظر إلى إرهاب دولة يمارسه نظام الأسد، يرافقه إرهاب عصابات تنفذه دولة العراق والشام.
وعلق الائتلاف على الفيديو الخاص بتحطيم تمثال العذراء في يبرود بتأكيد إدانته الكاملة لأي سلوك يسيء إلى حرمة الأديان والمقدسات، أياً تكن هوية فاعله. وقال إن هذا الفعل يصب في إطار تكريس سياسة النظام وأنصاره، فيستفيد من حالة الفوضى التي زرعها بنفسه لارتكاب أعمال تخريبية ينسبها للثورة.
 
هل يقود وفد الداخل نظاماً ومعارضة لـ(جنيف 2)؟
إيلاف ترصد تداعيات إقالة قدري جميل
نصر المجالي
 تتواصل التكهنات حول السبب الحقيقي لإقالة قدري جميل من منصبه، وفي الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن الموضوع ليس إلا مكافأة لنائب رئيس الوزراء السوري ستتضح تفاصيلها لاحقاً، اعتبر آخرون أن موضوع الإقالة مرتبط بإجتماعات عقدها جميل مع مسؤولين أميركيين.
رغم الغموض الذي أحاط بإقالة نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل، فإن تسريبات رشحت أن تكون للقرار علاقة بتحضيرات مؤتمر (جنيف2).
وكانت حكومة بشار الأسد بررت قرار الإقالة المفاجىء بـ"غياب جميل عن مقر عمله دون إذن مسبق وعدم متابعته لواجباته كنائب لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في ظل الظروف الصعبة، فضلاً عن قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة".
 وبينما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي لقاء قدري جميل يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول مع روبرت فورد السفير السابق لدى سوريا في جنيف، فإنها رفضت التعليق على قرار الإقالة.
وقالت بساكي إن فورد كان أكد خلال اللقاء ضرورة الحل السلمي للنزاع في سوريا، وتنحي الرئيس بشار الأسد وحاشيته المقربة عن السلطة. وربما تلقي تصريحات بساكي الضوء على السبب الحقيقي الذي قد يكون وراء إعفاء جميل من منصبه.
 يذكر أن قدري جميل شيوعي مخضرم نال الدكتوراه من جامعة موسكو وشغل منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التجارة الدولية وحماية المستهلك.
والمسؤول المقال عضو في ما يصفه الرئيس بشار الاسد "بالمعارضة الوطنية"، وهي احزاب سياسية تعتبر نفسها منافسة للرئيس، لكن لم تنضم للانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ سنتين ونصف السنة.
ولاحظ دبلوماسي غربي أن تصريحات بساكي تتماشى مع تصريحات كان أطلقها وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر، الصديق المقرب لجميل، وعضو جبهة التغيير والتحرير تفيد بأن "واشنطن تفكر جديًا بفتح قنوات اتصال مع دمشق"، وإن كان حيدر اشار إلى أن البحث في هذا الموضوع يبقى سابقاً لأوانه طالما لم يتوقف الدعم الأميركي للمعارضة.
 عقوبة أم مكافأة؟
ورغم الغموض الذي رافق إقالة قدري جميل، فإن مصادر خبيرة بموقف وتفكير حكومة الرئيس بشار الأسد رأت أن "الإقالة قد تكون عقوبة في الشكل تتلوها مكافأة في المضمون لجميل".
وفي مقال للكاتب السوري (السرياني) المعارض سعيد لحدو في (الحوار المتمدن) فإنه قال إن قدري جميل كان كُلِّف بمهمة تقديم نفسه كمعارض للنظام، وقام بلقاء السفير الأميركي في جنيف في 26 تشرين الأول لأخذ مباركة أميركا لاعتماده في وفد المعارضة الذي سيفاوض النظام.
 وأضاف لحدو: ولكن عندما فاجأه فورد بملاحظة أنه كيف يمكن أن يكون معارضاً في الوقت الذي مازال يحتل منصب نائب رئيس الوزراء. وهنا تفتقت عبقرية النظام وبدأ بتنفيذ الخطة (ب)، وذلك بتنفيذ عقوبة الإقالة لقدري (وربما بدري قد تكون أصح) شكلاً ليحتل الآن رسمياً موقع المعارض، وفي الآن ذاته يتم إعداده بعد إسقاط حجة فورد ليحتل وكمعارض هذه المرة منصب رئيس الوزراء للحكومة الانتقالية التي لم تحبل بها بعد كل تحركات الإبراهيمي معززة بكل ما أراده لها من دعم الروس والأميركيين على السواء.
 رسالة للكرملين
وتزامناً مع تداعيات الإقالة، قال تقرير صحفي نشر في لندن إن اقالة جميل دليل على تشدد موقف الاسد مع اقتراب عقد مؤتمر السلام الدولي. وتقول صحيفة (ديلي تلغراف) إن جميل كان ينظر إليه على أنه الوزير المقرب من روسيا، وإن اقالته قد ينظر إليها على أنها رسالة الى الكرملين.
 وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من أن روسيا حليفة للأسد، توجد تقارير عن أن روسيا تأمل في استبدال الاسد برئيس آخر اكثر طواعية يمكنه تقديمه كـ (رئيس توافقي).
وكان قرار الإقالة جاء مفاجئًا لجميل الذي أكد على الفور لـ (أنباء موسكو) عدم علمه مسبقاً به: " أنا لم تصلني أي ورقة رسمية من الحكومة السورية. أنا موظف حكومي، وأول مرة في حياتي يحصل معي مثل هذا الموقف، فأنا متعلم أن الأوامر والقرارات يجب أن تأتي مكتوبة، وحتى الآن لم يأتِني شيء"، وأضاف:"الإعلام بالنسبة لي ليس مصدراً في هذه الأمور".
 عودة لدمشق
وحول الأسباب التي يمكن أن تكون قد وقفت وراء قرار الإقالة برأيه، قال:"هذا السؤال يجب أن يرد عليه صاحب العلاقة الذي وضع الاستقالة وليس أنا".
وأكد جميل أنه " سيعود قريبًا إلى دمشق "لأنني عضو مجلس الشعب. وسأعود بعد أن أنهي عملي هنا في موسكو".
 وكان جميل وهو احد اركان معارضة الداخل أعلن في وقت سابق أنه التقى للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية ممثلين لوزارة الخارجية الأميركية في جنيف.
وأضاف جميل في تصريحات صحفية أن "23 تشرين الثاني يبقى موعداً واقعيًا لعقد مؤتمر جنيف - 2"، مشيرًا إلى "ضرورة إطلاق أعمال المؤتمر بمشاركة القوى المستعدة لذلك، وترك الباب مفتوحًا لغيرها من القوى".
 وإلى ذلك، قال تقرير لـ(رويترز) يشار إلى أن جميل بحث مع السفير فورد مؤتمر (جنيف 2) المقترح الذي يهدف الى اطلاق مفاوضات بين حكومة الاسد والمعارضة الساعية للاطاحة به.
ونقلت عن مسؤول شرق أوسطي الذي طلب عدم نشر اسمه قوله إن جميل "التقى مع فورد عقب اجتماعه مع مسؤولين روس في موسكو. كان الاجتماع طويلاً لكن بلا طائل."
 وأضاف: "قدم جميل ما اعتبره فورد في ما يبدو مقترحات غير قابلة للتنفيذ في ما يتعلق بمحادثات جنيف. حاول ايضاً دون جدوى كسب الدعم الاميركي لضمه الى صف المعارضة في محادثات جنيف".
ويشار في الختام إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تحرصان على بدء محادثات السلام السورية، لكنّ مقاتلي المعارضة يريدون ضمانات على المعارضة يريدون ضمانات على أنه سيتم إبعاد الأسد في حين ترفض حكومة الاسد أي شروط مسبقة قبل المحادثات.
 
الإبراهيمي يقدّر دور السعودية في دفع عملية السلام ويأمل مشاركتها في "جنيف2"
الأسد يشن على السوريين حرب "الجوع حتى الركوع"
(ا ف ب، رويترز، "المستقبل")
أكد الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الاخضر الابراهيمي أمس، تقديره لدور المملكة العربية السعودية في إعطاء دفع لعملية السلام في سوريا والمنطقة، آملاً مشاركة الرياض في مؤتمر "جنيف2"، الذي تظلل انعقاده الشهر المقبل شكوك يتناولها لقاء أميركي روسي في المدينة السويسرية الثلاثاء المقبل تحضره الأمم المتحدة.
وفي سوريا يشن بشار الأسد ضد الشعب السوري حملة "الجوع حتى الركوع"، وهي عبارة أطلقها مسؤول أمني سوري على منع دخول الغذاء والدواء للمناطق المحاصرة ومنع الناس من مغادرتها، إلى حد ان بعض الأطفال ماتوا بسبب نقص الغذاء والدواء.
ففي السياسة، برز أمس موقف لافت للموفد الدولي الخاص إلى سوريا الاخضر الابراهيمي على لسان المتحدثة باسمه خولة مطر، التي أكدت رغبة الابراهيمي في ان تشارك المملكة العربية السعودية في مؤتمر جنيف2.
وأوضحت مطر ان الابراهيمي "يقدر دور المملكة في اعطاء دفع لعملية السلام" في سوريا والمنطقة، و"يأمل مشاركتها في مؤتمر جنيف2" المحدد مبدئياً في 23 تشرين الثاني.
وقال الموفد الدولي الذي التقى الأسد في دمشق أمس، ان "الجهود المبذولة من اجل عقد مؤتمر جنيف" تركز على افساح المجال للسوريين أنفسهم "للاتفاق على حل". وأكد الاسد خلال لقائه الابراهيمي ان "اي حل يتم التوصل اليه" للازمة السورية "يجب ان يحظى بقبول السوريين".
وأوردت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الاسد استقبل الابراهيمي والوفد المرافق، "واستمع منه الى عرض حول جولته على عدد من دول المنطقة في اطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي فى جنيف".
وقال الابراهيمي بحسب "سانا"، ان "الجهود المبذولة من اجل عقد مؤتمر جنيف تتركز حول توفير السبل امام السوريين انفسهم للاجتماع والاتفاق على حل الازمة بأسرع وقت ممكن ووضع تصور مبدئي حول مستقبل سوريا".
ولم يخف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خشيته من فشل مؤتمر جنيف2. وقال في مؤتمر صحافي عقده في اثينا حيث يقوم بزيارة "تم التعبير بشكل واضح عن اعتراضات على هذا الاجتماع الروسي - الاميركي (جنيف-2) ليس من اطراف سورية فحسب، بل ايضا من بعض عواصم دول مجاورة او غير مجاورة".
واضاف لافروف "يجب تجنب فشل هذه المبادرة". وتابع ان قلب نظام الاسد بالقوة سيؤدي الى قيام نظام "متطرف" مكانه، سيشكل "خطرا هائلا على الذين يعيشون في سوريا او في المنطقة".
ومن باريس (مراد مراد)، احتل الملفان السوري والايراني اهمية قصوى في لقاءات وزير الخارجية الصيني وانغ يي في باريس امس مع كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس. واتفق البلدان على حرمان المجموعات الارهابية والمتطرفة المقاتلة في سوريا من اي مقعد يمثلها في مفاوضات السلام المزمع عقدها في جنيف، فيما اعربت بكين عن دعمها لعقد جنيف2 في وقت قريب مشددة على ان الحل الوحيد للازمة السورية سيكون سياسيا.
وقال فابيوس "حول جنيف تكلمنا بالطبع. وهناك لقاء في مطلع تشرين الثاني المقبل سيجمع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وسيكون يمثابة تمهيد وتحضير لمؤتمر جنيف2. وفرنسا والصين ستشاركان حتما فيه من اجل ايجاد حل لأن باريس وبكين ترغبان بحل سياسي لهذه الازمة يمر في جنيف 2. وهذا لا يعني اننا لا نعترف بوجود مصاعب معتبرة. والهدف من جنيف2 متطابق مع نتائج جنيف1 وهو تشكيل حكومة انتقالية يتفق عليها طرفا النزاع وتكون لها الصلاحيات والسلطات التنفيذية كاملة. لكن هذا الحل يواجه صعوبات كثيرة، فمن ناحية النظام يعلن موافقته على ارسال وفد الى المفاوضات في جنيف لكنه في الوقت عينه يطلق تصريحات تؤكد رفضه لهدف المؤتمر الا وهو الحكومة الانتقالية. ومن ناحية المعارضة هناك ايضا مصاعب ولا سيما بشأن التمثيل وكيفية الوصول الى هذه الحكومة الانتقالية. والنقطة التي تتفق عليها فرنسا والصين تماما هو انه لن يكون هناك مكان على طاولة المفاوضات لأي ممثل عن المجموعات الارهابية وان يتجه الجميع الى هناك بروحية بناء السلام وايجاد حل سياسي".
وقال مسؤولون عرب وغربيون إن من المستبعد أن تفي القوى الدولية بهدف عقد محادثات للسلام في سوريا في جنيف الشهر القادم مع ظهور خلافات بين واشنطن وموسكو بخصوص تمثيل المعارضة.
وأبلغ المسؤولون "رويترز" أن من المتوقع أيضا أن يساهم فشل الائتلاف الوطني السوري المعارض في اتخاذ موقف واضح من المحادثات في تأجيلها قرابة شهر.
وقال مسؤول يشارك في الاعداد للمحادثات "سيزيد وضوح الصورة عندما تجتمع الولايات المتحدة وروسيا الاسبوع القادم لكن جميع المؤشرات تبين أن من الصعب الوفاء بهدف 23 تشرين الثاني."
ومن المقرر ان يجتمع مبعوثون من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء المقبل في إطار الاعداد للمؤتمر الذي اقترحته واشنطن وموسكو في ايار الماضي.
وقال المسؤول إن من بين نقاط الخلاف الرئيسية دور ائتلاف المعارضة وهي نقطة اشتد الخلاف عليها منذ اجتماع في لندن الاسبوع الماضي بين الدول الغربية والعربية المعارضة للأسد. وأعلن المجتمعون أن محادثات جنيف يجب أن تكون بين وفد واحد للنظام السوري ووفد واحد للمعارضة ينبغي أن تكون القيادة فيه للائتلاف الوطني السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.
وتعتبر روسيا الائتلاف مجرد جزء من المعارضة واقترحت أن تمثل المعارضة بعدة وفود بما في ذلك شخصيات مقيمة في دمشق تقبل بها الحكومة.
وقال مسؤول غربي "استشاط الروس غضبا من الموقف القوي الذي اتخذ في لندن ولأن البيان الختامي استجاب لكثير من مطالب الائتلاف."
وخيم مزيد من الارتباك على الاستعدادات لمحادثات جنيف يوم الثلاثاء نتيجة إقالة نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل بعدما اجتمع مع الدبلوماسي الأميركي روبرت فورد في جنيف السبت. وقال الإعلام الرسمي إن جميل الذي ينتمي لما يصفه الأسد بالمعارضة "الوطنية"، أقيل لمغادرته البلاد دون إذن ولعقده اجتماعات غير مصرح بها.
وقال مسؤول في الشرق الأوسط طلب عدم الكشف عن اسمه "قابل فورد عقب اجتماعه مع مسؤولين روس في موسكو. الاجتماع كان طويلا لكن بلا فائدة." وأضاف "طرح جميل ما اعتبره فورد في ما يبدو اقتراحات عقيمة بخصوص محادثات جنيف. وحاول أيضا دون طائل أن يكسب دعم الولايات المتحدة لضمه إلى وفد المعارضة في محادثات جنيف."
وقال مصدر دبلوماسي آخر إن روسيا أيدت الفكرة، لكن الائتلاف لم يكن ليقبل انضمام قدري إلى جانبه في أي مفاوضات. وأضاف "ستستغرق تسوية الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة وقتا. نتطلع الآن للذهاب إلى جنيف بين 23 من الشهر المقبل وعيد الميلاد."
وأقر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن اجتماع جنيف يواجه اعتراضات من الطرفين في سوريا. لكنه اضاف خلال زيارة لليونان "هناك اتصالات بين روسيا والولايات المتحدة وينبغي ألا نسمح بفشل تلك الجهود."
والخلافات بين روسيا والولايات المتحدة ليست العقبة الوحيدة التي تعترض سبيل عقد المؤتمر، فقد عارض أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني علنا دعوة الالتزام بحضور مؤتمر جنيف قائلا إن الائتلاف لن يشارك إذا كان هناك أي احتمال لبقاء الأسد في السلطة.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن ما زالت تخطط لعقد المؤتمر في تشرين الثاني لكن "الموعد والتفاصيل لن تكون محددة أو نهائية إلى أن تعلنها الأمم المتحدة."
وقال يان إلياسون الأمين العام المساعد للامم المتحدة للصحافيين الأربعاء "سنواصل العمل بدأب من أجل عقد مؤتمر في جنيف ونحن نعمل بشكل مكثف."
واضاف مارتن نسيركي المتحدث باسم الأمم المتحدة "نحن مستمرون في العمل على عقد مؤتمر جنيف2 وسيعقد اجتماع الاسبوع القادم في جنيف لمعرفة ما وصلت إليه تلك الجهود ومواصلة الاستعدادت."
وقال دبلوماسي غربي "لم يحدد موعد رسمي لأنه لا أحد يريد أن يتأجل رسميا. لكن كان من الواضح دوما أن الهدف هو 23 تشرين الثاني. يبدو الآن أنه سيتأجل بحكم الأمر الواقع."
وفي سوريا حيث يشن الأسد ضد السوريين حملة "الجوع حتى الركوع"، قال سكان وأطقم طبية إن هناك من ماتوا جوعاً نتيجة تشديد الحصار حول مناطق قرب العاصمة دمشق.
وعند نقطة تفتيش تابعة للجيش تفصل بين وسط دمشق الذي تسيطر عليه الحكومة وبلدات تقع في الضواحي الشرقية، اقترب فتى نحيل على دراجة من جندي وتوسل إليه حتى يسمح له بدخول منطقة الضواحي الشرقية بكيس خبز وإحدى المواد الغذائية الأساسية.
رفض الجندي، لكن الصبي ظل يتوسل إليه قائلا "رغيف واحد فقط"، صرخ الجندي "أقول لك: ممنوع اللقمة. لست أنا من يضع القواعد. من يضعونها أكبر مني ومنك وهم يراقبوننا الان. عد إلى بيتك". وأخذ الجندي الذي بدا عليه الانزعاج نفساً عميقاً عندما ابتعد الفتى وغاب عن الأنظار.
ويظهر هذا المشهد استخدام الحصار كسلاح في الحرب التي بدأت باحتجاجات تطالب بالديمقراطية في صيف عام 2011 وأخذت تتحول شيئا فشيئا إلى أزمة إنسانية خطيرة. والحكومة هي من تطبق أسلوب الحصار في معظم الأحيان، ونادرا ما يسمح بدخول الغذاء والدواء إلى المناطق المحاصرة كما تفرض قيود على حركة المدنيين منها وإليها.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون سوري محاصرون في مناطق لا تدخلها المساعدات. وذكر تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الشهر الماضي أن أكثر من نصف سكان ريف دمشق ونحو 310 آلاف آخرين محاصرون في محافظة حمص بوسط سوريا.
وعند نقطة تفتيش في وسط دمشق تردد صوت مسؤول أمني يدعى أبو حيدر وهو يقول "هي حملة الجوع حتى الركوع.. هيك نحنا منسميها". ويزداد استخدام أنصار الأسد في دمشق لهذه العبارة.
ولم تعلق الحكومة السورية على ما يتردد عن لجوئها لسياسة التجويع كسلاح في الحرب، وتقول إن "الإرهابيين" يتخذون السكان رهائن، أما عمال الإغاثة فيتحدثون عن منعهم من الدخول. ويستخدم طرفا الصراع في سوريا نقاط التفتيش لتقسيم المناطق ومنع حركة مقاتلي الخصم وأنصاره.
وفرض حصار جزئي أو كلي على بلدات تسيطر عليها المعارضة إلى الشرق والجنوب والغرب من دمشق. وقال أبو حيدر إن الجيش بدأ في حصار بلدتي قدسيا والهامة اللتين تقطع السيارة المسافة إليهما شمالا من وسط دمشق عبر جبل قاسيون في 15 دقيقة. وقال سكان بالبلدتين إنه تم منع كثيرين من مغادرتهما في أول أيام عيد الأضحى لزيارة أقاربهم في أماكن أخرى.
وتتوقف فرص النجاح في عبور نقاط التفتيش على بطاقة الهوية حيث يسمح أحيانا لموظفي القطاع العام وطلاب المدارس بالمرور بينما يؤمر الآباء والأمهات بالبقاء.
ويسمح للبعض بمغادرة البلدتين سيرا على الأقدام. وتحدث سكان عن نزوح محدود لمدنيين خشوا حدوث قصف مدفعي بعد الحصار مثلما حدث في مناطق اخرى كان يتمركز فيها مقاتلو المعارضة.
وتمنع نقطة التفتيش الرئيسية معظم السيارات من دخول البلدتين أو مغادرتهما ويضطر الناس إلى ترك سياراتهم والسير في الطريق السريع لمدة 20 دقيقة وركوب وسائل النقل العام على الجانب الآخر.
ويفتش الجنود السيارات والعابرين لمنع "تهريب" الخبز وحليب الأطفال والدواء إلى المناطق المحاصرة وهي جريمة قد يحكم على مرتكبها بالحبس. وعند نقاط التفتيش تصطف طوابير طويلة من السكان الذين يحاولون العودة إلى ديارهم مما يجبرهم أحيانا على الانتظار لساعات.
ولا يسمح للسيارات بدخول الهامة وهي بلدة ذات أغلبية سنية يدعم الكثير من سكانها الانتفاضة السورية، في حين أن هناك قدرا من الحركة في قدسيا حيث تعيش طوائف مختلفة وعشرات الالاف من السوريين النازحين من أجزاء أخرى في البلاد.
خلال زيارة الصحافي للبلدتين الشرقيتين على مدى يومين الشهر الماضي قدم له سكان ما لديهم من طعام.
وجمع السكان الفواكه والخضروات من البساتين القليلة التي كان لا يزال بإمكانهم الوصول إليها دون مواجهة خطر القصف أو نيران قناصة الحكومة. ودفع ميسورو الحال أموالا لمهربين حتى يجلبوا أكياسا من الدقيق وغيره من المواد الغذائية أو الدواء. لكن لم يكن هناك أي خبز.
وقال أطباء محليون إنهم كثيرا ما يعالجون أناسا أصيبوا بأمراض تنتقل عن طريق الماء وإن القصف الجوي أضر بالبنية التحتية مما أدى إلى اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.
وقال أطباء إنهم يرصدون أعراض سوء التغذية مثل الجفاف وفقدان الوزن الحاد والإسهال وانتفاخ المعدة.
ولا تتمكن المنظمات الدولية من دخول المناطق التي تشهد أعمال عنف إلا فيما ندر. وتحذر جماعات مثل منظمة "انقذوا الأطفال" من أزمة محتملة. وأصدرت المنظمة الشهر الماضي تقريرا جاء فيه أن العنف يحيط بأجزاء من حمص وحلب وإدلب ودمشق أو أنها محاصرة عمدا.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أول من أمس ظهور حالات إصابة بشلل الأطفال في شمال شرقي سوريا بسبب انخفاض معدلات التطعيم نتيجة الحرب.
والوضع جد خطير بالنسبة لسكان المعضمية الواقعة على مشارف العاصمة الجنوبية الغربية والخاضعة لحصار منذ عام والتي عانت هجمات كيميائية وقصفا مستمرا.
ويحيط الجيش بالمعضمية بالكامل على النقيض من الغوطة الشرقية التي شهدت هجمات كيميائية أيضا لكن من الممكن دخولها أحيانا.
وتقول المعارضة إن 12 ألفا يواجهون الجوع والموت في المعضمية وإن نحو 90 في المئة من البلدة دمر ولم يبق فيها من الأطباء سوى النزر اليسير.
وقال سكان عبر "سكايب" إن قصفا جويا شنته القوات الحكومية هذا الشهر أصاب أحد خطي الأنابيب الرئيسيين المتبقيين اللذين يمدان المعضمية بمياه الشرب مما أدى إلى تلويث إمدادات المياه.
وقال السكان إن المهربين كانوا يلقون عادة أجولة معبأة بحليب الأطفال والدواء عند البلدة من سيارات على الطريق السريع. لكن الطريق تحول في تموز ساحة قتال نشطة بين الجيش ومقاتلي المعارضة.
وقال ناشط يدعى قصي زكريا يعيش في البلدة "لم يعد بإمكان أحد أن يهرب لنا شيئا الان". وأضاف أن قناصة الحكومة السورية قتلوا الكثير من المهربين على الطريق السريع. وأضاف "لا يدخل المعضمية الان سوى الرصاص والقذائف ولا تخرج منها سوى أرواح القتلى".
وتفشى الجوع لدرجة أن بعض السكان يقولون إنهم يقتاتون على أوراق الشجر والحشائش.
وقالت فاطمة التي فرت مع زوجها وأولادها الخمسة من المعضمية قبيل حصارها العام الماضي وذهبت إلى وسط دمشق، إن طفلا من أقاربها في الثالثة من عمره مات جوعا في البلدة في اب.
وأرسل أطباء محليون لـ"رويترز" مقاطع فيديو تظهر فيها ست حالات وفاة بسبب سوء التغذية. وكان معظم الضحايا أطفالا. وقال الناشط زكريا إنه يعلم أن 11 امرأة وطفلا ماتوا جوعا هذا الشهر بينهم دعاء الشيخ التي كانت تبلغ من العمر سبع سنوات وكانت وحيدة أبويها. وأضاف أن الأسر تقتات الآن على الزيتون وزيت الزيتون في الوجبات اليومية الثلاث بعد أن نفد ما لديها من أرز وشعير وبرغل.
ومضى قائلا "نجمع ورق العنب أحيانا ونلفه دون حشو ونرش عليه الملح والفلفل ونتخيل أنه يبرق". واليبرق وجبة سورية معروفة عبارة عن ورق عنب محشو بالأرز واللحم المفروم.
ويقول المدنيون في المناطق المحاصرة إنه يتم استهداف المزارعين أثناء جمعهم المحصول في الحقول المفتوحة وإن القصف يسفر أحيانا عن إحراق حقول بأكملها حول دمشق وفي محافظة حمص.
وفي المعضمية يزرع الناس الجرجير بين المباني حتى تكون بعيدة عن الحقول المفتوحة.
ميدانيا تم اجلاء نحو 500 مدني من النساء والاطفال والمسنين من مدينة معضمية الشام الواقعة جنوب غربي دمشق والمحاصرة منذ نحو سنة من قوات النظام، بحسب ما ذكر ناشطون.
وتمت العملية الثلاثاء باشراف الهلال الاحمر السوري وبالتنسيق مع السلطات السورية.
وقال بيان صادر عن المجلس المحلي للمدينة الذي يتولى ادارة شؤونها ان المعارضة وافقت على هذا الاجلاء "على مضض" بسبب الحصار والفشل في ادخال مساعدات وغذاء الى المدينة.
وقتل ستة اشخاص أمس في قصف للقوات النظامية على حي الحجر الاسود في جنوب دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري الذي اوضح ايضا ان قذائف هاون مصدرها المعارضة المسلحة سقطت في منطقة القصاع وشارع بغداد وحي باب توما في دمشق ما تسبب بسقوط جرحى.
وافاد المرصد عن مقتل 11 شخصا بينهم نساء في قرية شلوح العلوية في ريف حمص بعد تعرضها لاقتحام من مجموعات من المعارضة المسلحة وبقائها فيها لبعض الوقت.
وفي حماة في وسط البلاد، قتل اربعة اشخاص هم طفلتان وامراة ورجل "نتيجة قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة اللطامنة صباح اليوم (أمس)"، حسبما قال المرصد..
 
الإبرهيمي يواجه "وضعاً صعباً للغاية" وإلياسون يضطلع بدور أكبر لجنيف - 2
النهار..نيويورك - علي بردى العواصم - الوكالات
أكد الرئيس السوري بشار الاسد لدى لقائه الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي امس ان "اي حل يتم التوصل اليه" للازمة السورية "يجب ان يحظى بقبول السوريين"، مع تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من فشل مؤتمر جنيف – 2، معتبرا ان السعي الى قلب نظام الاسد بالقوة يحمل في طياته "خطرا هائلا" على سوريا والمنطقة. ولمح ديبلوماسي غربي أمس الى امكان تزخيم الدور الذي يضطلع به نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون في العملية السياسية المرتقبة أملاً في ايجاد تسوية للأزمة السورية من أجل مساعدة الابرهيمي الذي "يواجه وضعاً صعباً للغاية" في التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر جنيف - 2 الشهر المقبل.
وكان الديبلوماسي يتحدث الى مجموعة من الصحافيين شرط عدم ذكر اسمه، فقال إن للأزمة في سوريا أربعة فروع: يتمثل الأول في التعاون "الجيد" بين دمشق ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتفكيك الترسانة السورية. ويتعلق الثاني بوضع "غير جيد على الإطلاق" في ما يخص الوضع الإنساني. وكشف أن وكيلة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة البارونة فاليري آموس اقترحت "تشكيل مجموعة توجيهية من الدول المؤثرة على الأطراف المختلفين" في سوريا لتيسير ايصال المساعدات الإنسانية، موضحاً أن "لا مانع لدى الدول الأوروبية والغربية في أن تكون روسيا وايران وتركيا وغيرها في هذه المجموعة". ويرتبط الثالث بالتحضيرات لعقد مؤتمر جنيف - 2، مشيراً الى "تحديات من الطرفين، فالمعارضة منقسة (ولكن) نأمل في أن تتفق على الحضور... والأسد لديه شروط". ولاحظ أن "الابرهيمي في وضع صعب للغاية"، ولكن "هل هذه هي اللحظة المناسبة كي يتنحى قبل أسابيع ثلاثة من الموعد المحتمل لمؤتمر جنيف؟ من سيتطوع للقيام بهذه المهمة؟". وأعرب عن اعتقاده أن "على الأمين العام أو على الأرجح نائب الأمين العام أن ينخرطا مباشرة في العمل" على اطلاق العملية السياسية. ورجّح "إذا استقال الابرهيمي، أن يتسلم الملف كلياً نائب الأمين العام".
عقدة التمثيل
وفي عمان، استبعد مسؤولون عرب وغربيون أن تفي القوى الدولية بهدف عقد محادثات للسلام في سوريا في جنيف الشهر المقبل مع ظهور خلافات بين واشنطن وموسكو على تمثيل المعارضة. وأبلغ المسؤولون "رويترز" أن من المتوقع أيضاً أن يساهم فشل "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في اتخاذ موقف واضح من المحادثات في تأجيلها قرابة شهر.
وقال مسؤول إن من نقاط الخلاف الرئيسية دور ائتلاف المعارضة وهي نقطة اشتد الخلاف عليها منذ اجتماع مجموعة "اصدقاء الشعب السوري" في لندن الاسبوع الماضي بين الدول الغربية والعربية المعارضة للأسد. وخلص المجتمعون الى أن محادثات جنيف يجب أن تكون بين وفد واحد للنظام السوري ووفد واحد للمعارضة ينبغي أن تكون القيادة فيه للائتلاف الوطني باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.
بيد ان روسيا تعتبر الائتلاف مجرد جزء من المعارضة ولذا اقترحت أن تمثل المعارضة بوفود عدة بمن في ذلك شخصيات مقيمة في دمشق تقبل بها الحكومة.
مشروع سعودي
الى ذلك، علمت "النهار" من مصدر عربي أن السعودية ستقدم اليوم في اللجنة الثالثة للجمعية العمومية للأمم المتحدة مشروع قرار في شأن "وضع حقوق الإنسان في سوريا" على أن يجري التصويت عليه قبل منتصف الشهر المقبل. ويتألف المشروع الذي حصلت "النهار" على نسخة منه من 18 فقرة. وهو يبدأ بـ"التنديد بقوة باستخدام الأسلحة الكيميائية" في سوريا، وخصوصاً في هجوم الغوطة في 21 آب الماضي والذي "تشير التحقيقات بقوة" الى أن الحكومة السورية تقف وراءه. كذلك يندد بـ"الانتهاكات الجسيمة والخطيرة لحقوق الإنسان".
 
«جنيف - 2» نحو التأجيل بعد شروط الأسد والخلافات على تمثيل المعارضة
الحياة...باريس - رندة تقي الدين
دمشق، بيروت، عمّان، نيويورك - أ ف ب، رويترز - ظهرت بوضوح أمس التعقيدات الكبيرة التي تحيط بجهود عقد مؤتمر السلام السوري، إذ أبلغ الرئيس بشار الأسد الموفد الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي بأن أي حل للأزمة التي تعصف ببلاده لا يمكن أن ينجح إلاّ إذا أوقفت دول خارجية دعمها لمن وصفهم بـ «الإرهابيين»، في إشارة إلى فصائل المعارضة السورية. وزاد هذا الموقف، الذي جاء خلال اللقاء الأول الذي يجمع الأسد بالإبراهيمي منذ قرابة السنة، من الشكوك حول إرجاء عقد مؤتمر «جنيف 2»، والذي تم تداول موعده في شكل غير رسمي في 23 تشرين الثاني (نوفمبر).
ونقلت وكالة «رويترز» من عمّان عن مسؤولين عرب وأجانب، أن القوى الدولية لن تتمكن على الأرجح من تحقيق هدفها بعقد مؤتمر السلام السوري الشهر المقبل، نتيجة ظهور خلافات بين موسكو وواشنطن حول «تمثيل المعارضة» فيه. ونسبت إليهم أيضاً أن فشل الائتلاف الوطني السوري المعارض في اتخاذ موقف واضح من محادثات السلام يُتوقع أن يساهم في إرجاء «جنيف - 2» لما يصل إلى شهر تقريباً عن موعده الأصلي غير الرسمي.
وقال مسؤول معني بالتحضير للمحادثات: «ستظهر صورة أوضح عندما تجتمع الولايات المتحدة وروسيا الأسبوع المقبل، ولكن كل المؤشرات يُظهر أن هدف (عقد المؤتمر في) 23 تشرين الثاني سيكون من الصعب تحقيقه».
ويجتمع مسؤولون أميركيون وروس في جنيف الأسبوع المقبل، للتحضير لمؤتمر السلام السوري، وقال مسؤول إن أحد أبرز نقاط الخلاف يتعلق بالدور الذي يمكن أن يلعبه الائتلاف الوطني السوري. وتعتبر موسكو «الائتلاف» واحداً فقط من أطراف المعارضة، داعية إلى حضور وفود متعددة، بينها «معارضة الداخل»، التي يمكن أن تجلس إلى طاولة المفاوضات بوصفها «خصماً» للأسد. وعبّر عن هذا الموقف المعارضُ المقيمُ في دمشق حسن عبدالعظيم، بعد لقائه الإبراهيمي قبل يومين، عندما قال إن المعارضة يجب أن تتمثل ليس بوفد يقوده «الائتلاف» ولكن كجزء من وفد موحد يمثّل «المعارضة الوطنية السورية».
وفي هذا الإطار، علمت «الحياة» من مصادر غربية، أن السفير الأميركي في سورية روبرت فورد، الذي التقى في جنيف الأسبوع الماضي النائب المُقال لرئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل، أكد للأخير أن الولايات المتحدة ملتزمة كلياً نص «جنيف -١»، وأنها أيضاً مصرّة على أنّ لا دور للرئيس بشّار الأسد في المرحلة الانتقالية. وقالت المصادر إن فورد أبلغ جميل أن الإدارة الأميركية تعتبر أن نص «جنيف - ١» يُخرج الأسد من المسار السوري، وأن المعارضة ستتمثل بـ «الائتلاف».
ورأت المصادر الغربية أن لجوء الأسد إلى إقالة قدري جميل أول من أمس، يشير إلى «ضعف وضع النظام»، علماً أن الإعلان الرسمي للإقالة تضمن الإشارة إلى أنه قام بلقاءات غير مصرّح له القيام بها في الخارج، في تأكيد لأن إخراجه من الحكومة يتعلق تحديداً بلقائه السفير فورد والتفاوض مع الأميركيين في خصوص «جنيف - 2».
وقالت المصادر إن وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر كان دُعي أيضاً لحضور الاجتماع مع فورد، لكنه لم يحضر. وغادر جميل جنيف إلى موسكو، حيث هو موجود حالياً، علماً أنه عبّر بعد إقالته عن رغبته في العودة إلى دمشق.
وكان لافتاً أمس تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من احتمال فشل «جنيف - 2»، إذ قال في مؤتمر صحافي في أثينا: «تم التعبير بشكل واضح عن اعتراضات على هذا الاجتماع الروسي -الأميركي، ليس من أطراف سورية فحسب، بل أيضاً من بعض عواصم دول مجاورة أو غير مجاورة». وأضاف: «يجب تجنب فشل هذه المبادرة»، معتبراً أن قلب نظام الأسد بالقوة سيؤدي إلى قيام نظام «متطرف» مكانه سيشكل «خطراً هائلاً على الذين يعيشون في سورية أو في المنطقة».
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الأسد أكد خلال لقائه الإبراهيمي الأربعاء أن «أي حل يتم التوصل إليه» للأزمة السورية «يجب أن يحظى بقبول السوريين»، مجدداً القول إن الشعب السوري هو وحده المخول «رسم مستقبل سورية». وقال الاسد إن «نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الإرهابية والضغط على الدول الراعية لها والتي تقوم بتسهيل دخول الإرهابيين والمرتزقة إلى الأراضي السورية وتقدم لهم المال والسلاح ومختلف أشكال الدعم اللوجستي»، معتبراً أن «هذا الأمر هو الخطوة الأهم لتهيئة الظروف المواتية للحوار ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة منه».
من جهة أخرى، أكدت المتحدثة باسم المبعوث الدولي خولة مطر لوكالة «فرانس برس» الأربعاء، رغبة الإبراهيمي في أن تشارك السعودية في مؤتمر «جنيف-2». وقالت إن الإبراهيمي «يقدّر دور المملكة في إعطاء دفع لعملية السلام» في سورية والمنطقة، و «يأمل بمشاركتها» في مؤتمر السلام السوري.
وفي نيويورك، استعدت المملكة العربية السعودية لطرح مشروع قرار في اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بقضايا حقوق الإنسان، يدين استخدام السلطات السورية الأسلحة الكيماوية ومشاركة «حزب الله» في القتال في سورية. ويدعو مجلس الأمن إلى «اتخاذ الإجراءات لمحاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية». وتشترك في رعاية القرار الذي سيطرح على التصويت امام اللجنة، السعودية والكويت وقطر، ويتوقع أن تنضم الى رعايته دول عربية وأوروبية.
 
الأسد للإبراهيمي: مستقبل سورية يرسمه السوريون وحدهم
الرأي.. دمشق - من جانبلات شكاي
أعلن الرئيس بشار الأسد رفضه لكل السيناريوهات التي توضع للتدخل في رسم مستقبل سورية وخصوصا في ما يتعلق بالحوار الذي يمكن أن ينطلق في مؤتمر «جنيف - 2» والنتائج التي ستتمخض عنه.
وقال الأسد خلال استقباله المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في دمشق أمس إن «الشعب السوري هو الجهة الوحيدة المخولة رسم مستقبل سورية»، مشددا على أن «أي حل يتم التوصل إليه أو الاتفاق حوله يجب أن يحظى بقبول السوريين ويعكس رغباتهم بعيدا عن أي تدخلات خارجية».
وشدد الأسد على أن «وقف دعم الإرهابيين والضغط على الدول الراعية لهم هو الخطوة الأهم لتهيئة الظروف المواتية للحوار ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة منه».
وواصل الإبراهيمي أمس جدول زيارته لليوم الثالث إلى دمشق، حيث استقبل في مقر إقامته بفندق شيراتون دمشق السفير الإيراني محمد رضا شيباني الذي خرج بعد اللقاء ليعلن أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستحضر جنيف - 2 كطرف أساسي».
ثم توجه الإبراهيمي إلى القصر الرئاسي حيث اجتمع بالأسد بحضور وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان.
واعتبر الابراهيمي خلال لقائه الأسد أن «الجهود المبذولة لعقد جنيف - 2 تتركز حول توفير السبل أمام السوريين أنفسهم للاجتماع والاتفاق على حل للازمة بأسرع وقت ممكن ووضع تصور مبدئي حول مستقبل سورية».
والتقى الإبراهيمي أيضا شخصيات كردية من الأحزاب المعارضة، وقال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة حسن عبد العظيم لـ «الراي» إن وفدا من الهيئة الكردية العليا هو الذي التقت الإبراهيمي».
وأوضح عبد العظيم أن الأكراد سيشاركون في «جنيف - 2» بوفد مستقل يمثل الهيئة الكردية العليا وفي حال لم يتم ذلك فإن حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يشكل نصف الهيئة الكردية العليا سيشارك ضمن وفد هيئة التنسيق في جنيف 2، والتي سلمنا الإبراهيمي عنها 10 أسماء.
ونفى عبد العظيم أن يكون قد طلب من الإبراهيمي لقاء قيادات المعارضة المسلحة في سورية كما ذكرت بعد المصادر الإعلامية وقال: «شرحنا له حالة الحصار الخانق ومنع دخول المواد الغذائية إلى الغوطتين الغربية والشرقية ونريد حلا للمسألة وطلبنا من الإبراهيمي التدخل في هذا الموضوع وربما حل هذه المسألة قد يكون مقدمة لإجراء أنواع من الهدنات»، واصفا اللقاء الذي جمع لساعة ونصف الساعة بين الإبراهيمي ووفد هيئة التنسيق بأنه كان ناجحا جدا.
وكان متوقعا أن ينهي الإبراهيمي زيارته إلى دمشق أمس بعد لقائه الأسد بحسب تقارير صحافية، لكن أوساطا مقربة منه كشفت أن الزيارة مستمرة ولم يتم الإعلان عن موعد انتهائها بعد، على أن يعقد مؤتمرا صحافيا يتحدث فيه عن نتائج زيارته إلى سورية وجولته على عدد من دول المنطقة، وستتم دعوة الصحافيين إليها قبل 48 ساعة من موعدها، وهو ما لم يتم حتى يوم أمس.
كما أعرب الإبراهيمي عن أمله في مشاركة السعودية في «جنيف 2» بحسب ما نقلته عنه المتحدثة باسمه خولة مطر التي أوضحت أن الإبراهيمي «يقدر دور المملكة العربية السعودية في إعطاء دفع لمسيرة السلام» في سورية والمنطقة، و»يأمل بمشاركتها في مؤتمر جنيف 2».
ونفت مطر صحة ما نقل عن الإبراهيمي في الصحافة اللبنانية أمس عن أنه انتقد «الدور السعودي المعرقل للتسوية السياسية» وقالت أن الإبراهيمي «لا يكن للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين إلا كل التقدير والاحترام، وما نقل على لسانه حول الدور السعودي غير صحيح».
وكان المعلم قد اعلن اول من امس أن سورية ستشارك في «جنيف - 2»، وقال خلال استقباله الإبراهيمي إن هذه المشاركة تأتي «انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي، وأن الحوار في جنيف سيكون بين السوريين وبقيادة سورية».
أقيل لخرقه بروتوكولاً يحصر اللقاءات مع الأميركيين بـ 3 أو 4 أشخاص
الموالاة بعد المعارضة تطلق حملة «تخوين» لقدري جميل
دمشق – "الراي"
بعد الحملات التي كان يتعرض لها من المعارضة بمن فيهم نشطاء الداخل لموافقته على العمل ضمن الحكومة السورية، بدأت صفحات الموالاة على «فيسبوك» ومواقع الانترنت المحسوبة عليهم، حملة «تخوين» واسعة على نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل بعد أن أعفاه الرئيس بشار الأسد من مهامه قبل يومين بينما كان يقوم بزيارة إلى موسكو التي وصلها قادما من جنيف.
والتقى جميل في جنيف مع السفير الأميركي في سورية روبرت فورد، وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي الثلاثاء أن جميل التقى فورد قبل 3 أيام، وأوضحت: «نحن نعقد لقاءات مع الكثير من السوريين الذين يمثلون كافة القوى السياسية، ولا ننوي الكشف عن القائمة الكاملة، ولكن يجب الإشارة إلى أننا نلتقي مع السوريين ونحافظ على اتصال مباشر بالنظام في دمشق».
واعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن مسألة إعفاء جميل هي «مسألة إجرائية بالدرجة الأولى وقانونية»، وقال لـ «التلفزيون السوري» إن «اللقاءات التي أجراها جميل عندما سافر إلى خارج سورية لم تندرج على الإطلاق في ما هو متفق عليه في سياسة الحكومة»، موضحا أن جميل «مارس نشاطا سياسيا خارج سورية ينسجم مع انتمائه الحزبي ورؤيته السياسية ولا ينسجم مع وجوده عضوا في التشكيلة الحكومية والأمر لا يتعدى ذلك».
وبحسب أوساط مراقبة في دمشق فإن جميل كسر بروتوكولا معروفا للجميع في سورية يقوم على حصر الاتصالات الرسمية العلنية منها وغير العلنية بجهات وشخصيات محددة.
وأوضحت المصادر لـ «الراي» أن «دمشق حرصت دوما في معاملتها مع واشنطن على الندية وعدم فتح المجال أمام سفارتها للتدخل بالشؤون السورية الداخلية، الأمر الذي كسره آخر سفراء واشنطن روبرت فورد حيث نشط قبل إغلاق السفارة مع بداية الأزمة، بعقد لقاءات مع رموز المعارضة السورية وزيارة المدن الساخنة حينها وخصوصا منها مدينة حماه».
وبينت المصادر أن العادة جرت بحصر اللقاءات الرسمية مع المسؤولين الاميركيين على 3 أو 4 شخصيات في القصر الرئاسي ووزارة الخارجية، إضافة إلى قنوات أمنية محصورة جدا تم خلالها التنسيق بين البلدين في محاربة الإرهاب وخصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر.
وتدهورت العلاقات الثنائية بشكل كبير على خلفية إعلان واشنطن صراحة أن الرئيس الأسد قد فقد شرعيته ومطالبتها بتنحيه، إضافة إلى الدعم المعلن للمعارضة بما فيها المسلحة.
ورأت المصادر أن اللقاء الذي جمع بين قدري جميل وروبرت فورد كسر كل تلك الثوابت، رغم إعلان الأول أن اللقاء تم بصفته الحزبية المعارضة وكعضو قيادة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وليس بصفته الحكومية كنائب لرئيس الوزراء.
وكان جميل قد قال من موسكو عقب إعلان قرار إعفائه: «لا أستغرب ذلك كثيرا»، موضحا أن «المهمة الأساسية التي لا يعلى عليها هي مهمة إيقاف نزيف الدم السوري»، وقال: «كنا معارضة قبل أن ندخل الحكومة، وبقينا كذلك ونحن في الحكومة، وسنبقى معارضة بعد الخروج من الحكومة».
 
المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر تثمنان دعم السعودية للاجئين السوريين
الرياض - «الحياة»
ثمّن أمين المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر الدكتور عبدالله الهزاع الدعم الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في مسيرة العمل الإنساني والخيري والإغاثي والعلاجي في العالم، ومن ذلك المساعدات الكبيرة التي تقدمها إلى اللاجئين السوريين.
وأوضح الهزاع في الرياض أمس، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية، أن المنظمة «أطلقت نداءً طارئاً لمساعدة النازحين السوريين قبل دخول فصل الشتاء، تحت عنوان الاستجابة الإنسانية لمساعدة متضرري الأزمة السورية»، مؤكداً أن «الإحصاءات تُشير إلى أن حوالى 4.5 مليون نازح في داخل سورية، 4.1 في المئة منهم يعيش في مخيمات عشوائية، وأن نحو 7 ملايين شخص نصفهم من الأطفال بحاجة إلى مساعدة غذائية وعلاجية».
وقال أمين المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر: «إن هناك نقصاً شديداً وحاداً في المواد الطبية والأدوية، إضافة إلى وجود ثلاثة ملايين و750 ألف لاجئ سوري نزحوا إلى دول الجوار، منهم مليون ونصف المليون لاجئ في لبنان، و1.3 مليون لاجئ في الأردن، و600 ألف لاجئ في تركيا، بينما توزع حوالى 350 ألف لاجئ في العراق ومصر وشمال أفريقيا»، مشدداً على «الحاجة الماسة إلى الأدوية وبرامج الدعم النفسي، والإعاشة والصرف الصحي، والتدفئة».
 
في جنوب دمشق يطهون القطط ويزرعون الخضراوات في الصحون اللاقطة وارتفاع الوفيات بين الأطفال في المناطق التي يحاصرها النظام

لندن: «الشرق الأوسط» ... كل نداءات الاستغاثة التي أطلقها ويطلقها السوريون لم تنجح في فك الحصار المفروض على المناطق المحاصرة في ريف دمشق، وما زال السكان العالقون في عدة مناطق أحياء جنوب العاصمة وفي الغوطة الشرقية يعانون من الجوع الشديد، وكل يوم تسجل حالات وفيات بين الأطفال نتيجة سوء التغذية.
ويوم أمس توفيت طفلة مخيم اليرموك عاشت ليومين فقط، لعدم وجود حاضنة أطفال وعدم توفر الدواء والحليب. كما نشرت صورة لطفل في مشفى ميداني في بلدة يلدا لطفل عمره خمس سنوات يعاني من سوء تغذية شديد إذ بدا كهيكل عظمي. وبحسب ناشطون في مخيم اليرموك بجنوب دمشق فإن قوات النظام صعدت حملتها «الجوع أو الركوع» في تلك المناطق بهدف إخضاع السكان في تلك المناطق لتسليم أبنائهم من الملتحقين بكتائب «الجيش السوري الحر» المعارض.
ومع تفاقم الجوع يعلق جنود النظام ربطات خبز على الحواجز على مدخل مخيم اليرموك على مرأى من السكان العابرين بهدف «الاستفزاز والإهانة»، بحسب شهود عيان. ويقول ناشط فلسطيني سوري في صفوف «الثوار السوريين»: «في الأسبوع الماضي سمح أحد الحواجز لبعض سكان المخيم بالخروج إلى حي الزاهرة لشراء الخبز، وسمحوا لكل عائلة بشراء رابطة خبز واحدة، وعند عودتهم أخذوا منهم الخبز وكوموه على الرصيف، واشترطوا على كل شخص كي يسمح له بإدخال الرابطة التي اشتراها أن يعوي كالكلب أمام الحاجز». ويتابع الناشط: «وقف الجميع وكان معظمهم نساء وشيوخ مذهولين أمام هذا الإذلال والإهانة، وقبل أحد الواقفين وكان شيخا مسنا بالشرط وراح يصدر صوت عواء مجروح مشوب بالبكاء وبعد أن انتهى قال الجندي لرفيقه اعط الخبز لهذا الكلب». ويشير الناشط إلى أن الرجل المسن الذي قبل بالإهانة كان ينتظره في المنزل خمسة أطفال من أحفاده يتمتهم الحرب.
وبث مكتب جنوب دمشق الإعلام أول صور لعملية طهو قطط مذبوحة في المخيم، ويظهر فيها رجل يضع قطة سلخ جلدها في طنجرة على موقد حطب، ويراقبها خلال سلقها. وفي صور أخرى تظهر عملية الذبح.
وكان أئمة جوامع ومشايخ في مخيم اليرموك وأحياء جنوب دمشق أصدروا فتوى بجواز أكل المحاصرين لحوم القطط والكلاب والحمير للحفاظ على حياتهم.
وتقول ناديا، 40 عاما، وتعيش في حي شرق دمشق، إن «قريبة لها خرجت من المخيم مع أطفالها، وكانت بحالة نفسية وصحية غاية في السوء، فقد أخبرتها أنها اضطرت وأطفالها لأكل لحم قطة، بعد أيام من الجوع لم تعد خلالها تتمكن من الوقوف على قدميها». وتضيف ناديا أن «حالة قريبتها النفسية كانت مضطربة وعدوانية، وكلما تذكرت ذلك تغرق بنوبة بكاء».
ومع تواصل الحصار وانعدام المواد الغذائية والخضار، يسعى السكان المحاصرون للزراعة على أسطح منازلهم، في منطقة عشوائيات تفتقر إلى مساحة خضراء. وفي فيديو بثه مكتب جنوب دمشق الإعلامي يقول أحد السكان إنه نزح إلى المخيم من منطقة البويضة التي اجتاحتها قوات النظام أخيرا، وبما أن الكهرباء مقطوعة بشكل دائم ولا حاجة لصحن (دش) التقاط البث الفضائي، حول تلك الصحون إلى أحواض زراعية، ملأها بالتراب على سطح المنزل وزرعها ببذور السبانخ والسلق والكزبرة والبقدونس وغيرها من حشائش وخضار ويسقيها بما يتيسر له من مياه. كما تحدث عن صعوبة الحصول على بذور للمزروعات إلا أن تهريبها إلى داخل المخيم أسهل بكثير من إدخال الخضراوات والمواد الغذائية.
وتسبب الحصار الخانق والتجويع المتعمد بوقوع عدة حوادث تسمم بسبب الإقبال على أكل أي شيء لسد الرمق، حيث ذكر سكان في المخيم أن أحد الأشخاص عثر الشهر الماضي في منزل مدمر بحي التضامن على قمح إلا أن لونه لم يكن طبيعيا ومع ذلك أخذه وطحنه مع العدس وصنع منه خبزا لعائلته المكونة من ستة أشخاص، الأب والأم وثلاثة شبان، زوجة أحدهم كانت حاملا في الشهر الرابع، وبعد ساعات قليلة ظهرت على الجميع أعراض التسمم، وتبين لاحقا أن القمح كان ملوثا بمادة شديدة السمية. ولا يزال جميع أفراد العائلة بحالة صحية سيئة، وأحدهم بحالة موت سريري، وتشرف عليهم الهيئات الطبية الموجودة في المنطقة مع عدم توفر علاجات للحالات السمية. وما زال أقرباؤهم ينتظرون السماح لهم بالخروج إلى مراكز طبية متخصصة في العاصمة.
وكانت عدة هيئات ومنظمات أطلقت نداءات لإنقاذ الأطفال والشيوخ العالقين في المناطق المحاصرة، في الغوطة الشرقية وداريا والأحياء الجنوبية دون أي جدوى، حيث سمح لعشرات العائلات بالخروج من المعضمية منذ أسبوعين بعد أن مات أكثر من 10 أطفال. ولكن بعد خروجهم فرض حصار خانق على بلدة قدسيا التي لجأت إليها معظم العائلات الخارجة من المعضمية. وتعاني قدسيا ذا الكثافة السكانية العالية والهادئة نسبيا من شح في معظم المواد الغذائية لا سيما الطحين والسميد المادتان اللتان تحظر قوات النظام إدخالهما إلى المناطق المحاصرة بأي كمية كانت.
 
توافق روسي ـ أميركي على منع معركة القلمون.. والنظام يحضر لها وحزب الله حشد 15 ألفا من مقاتليه لحسمها قبل الشتاء

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: ثائر عباس.. ينظر الكثير من الدبلوماسيين والسياسيين المهتمين بالشأن السوري إلى معركة جبال القلمون التي كثر الحديث عنها خلال الأشهر الماضية على أنها مؤشر لاتجاه الحل السلمي للأزمة السورية، وأنها مفتاح انعقاد مؤتمر «جنيف2» الذي يسعى الأميركيون والروس لحشد التأييد له وسط معلومات عن تباين بين الحليفين (الروسي والنظام) حول المعركة بسبب تأثيرها المحتمل على حظوظ انعقاد المؤتمر.
وجبال القلمون تقع عند الخط الفاصل بين لبنان وسوريا، وهي السفح الشرقي لسلسة جبال لبنان الشرقية الحدودية مع سوريا، وتقع غرب دمشق، وتصل ريف العاصمة بمدينة حمص عبر الأوتوستراد الدولي الذي يربط العاصمة بوسطها. وتمتد على طول الحدود اللبنانية، بمسافة 110 كيلومترات، ويصل عمقها داخل الأراضي السورية في منطقة ريف دمشق إلى 40 كيلومترا، حيث ترتبط مع لبنان عند نقطة بلدة عرسال المعروفة بدعمها القوي للمعارضة السورية التي تنشط في جرود عرسال. وتسيطر قوات المعارضة على مساحة واسعة من المنطقة، أهمها يبرود والزبداني وقارة وفليطا والمشيرفة وراس العين والمعرة وعسال الورد، كما تسيطر على مزارع رنكوس وأجزاء من ريف النبك. وأهم الفصائل المعارضة فيه هي ألوية «جيش الإسلام»، و«أسود السنة في القلمون»، و«جبهة النصرة»، و«ألوية الصحابة في رنكوس».
ويقول دبلوماسي غربي في بيروت إن حصول معركة القلمون معناه عدم انعقاد المؤتمر، وهو ما يدركه الروس والأميركيون ويسعون لمنعه. وبالفعل، فقد صارح السفير الأميركي الجديد في بيروت ديفيد هيل شخصيات لبنانية التقاها مؤخرا بأن مساعي تبذل لمنع نشوب هذه المعركة، قائلا: «نحن وأصدقاؤنا الروس نعمل ما في وسعنا لمنع هذه المعركة لمخاطرها على (جنيف2)، بالإضافة إلى مخاطرها الشديدة على الواقع اللبناني لجهة ارتدادات هذه المعركة الأمنية والعسكرية على لبنان». أما السفير الروسي في بيروت ألسكندر زاسبكين فقد تحدث بالصيغة نفسها أمام سياسيين آخرين التقاهم الأسبوع الماضي، وإن كان كلامه اختلف عن الكلام الأميركي لجهة عدم تكلمه نيابة عن الأميركيين كما فعل هيل، مشيرا إلى أن بلاده تسعى لمنع حصول المعركة. ويتابع الدبلوماسيون الغربيون بدقة تطورات الموقف في القلمون، خصوصا لجهة مشاركة حزب الله في هذه المعركة، إذ يكشف الدبلوماسي نفسه أن المعلومات تقول إن الحزب حشد نحو 15 ألف مقاتل من أجل المعركة، وإنه يستعد مع النظام السوري لخوضها – وحسمها – قبل الشتاء باعتبار أن المنطقة التي ستخاض فيها المعركة جبلية، ولن يكون الطقس البارد جدا عاملا مساعدا للمهاجمين.
إضافة إلى الحزب، يعتقد الدبلوماسي الغربي أن النظام نفسه يريد هذه المعركة بشدة، لأنه «لا يريد انعقاد المؤتمر، فهو يعتقد أنه تجاوز مرحلة الخطر، وليس مستعدا بالتالي لتقديم أية تنازلات في مؤتمر جنيف، وهي تنازلات حتمية، مهما اختلف تقييم هذه التنازلات. أما «الجماعات الجهادية» فهي بدورها تريد المعركة لأنها ترفض الحل السلمي وتعتقد أن بإمكانها ضرب النظام والحزب في هذه المعركة.
ويشير الدبلوماسي إلى أن الحزب يدفع بقوة باتجاه هذه المعركة، وهو يسعى من خلال تركيزه المتواصل على الجماعات الجهادية ودورها في المعركة إلى تهيئة الأرضية الشعبية لتدخله هناك، لأن التوقعات تشير إلى «معركة مكلفة» بشريا. ويعتبر أن ما يتردد على ألسنة قيادات الحزب، وآخرها تصريح لأحد قيادته عن «أننا عرفنا من يفخخ السيارات ويرسلها إلى مناطقنا وسنلقنه درسا لن ينساه» تقع في هذا الإطار، خصوصا أن التسريبات الإعلامية التي ظهرت بعد إعلان اكتشاف سيارة مفخخة في الضاحية كلها ركزت على أن السيارة المفخخة أتت من يبرود في جبال القلمون، مما سيعطي الحزب دافعا لإعلان مشاركته في الحرب «دفاعا عن الضاحية».
لكن خوض هذه المعركة قد يعقد الأمور في لبنان، حيث يتوقع أن تشهد الحدود دفعة كبيرة من النزوح هربا من المعارك، إضافة إلى أن المعارضين قد ينقلون المعركة إلى الأراضي اللبنانية انتقاما من الحزب، ما قد ينجم عنه موجة تفجيرات جديدة تضرب المناطق المعروفة بولائها للحزب كما يحذر الدبلوماسي الغربي، مشيرا إلى أن على لبنان أن يسعى بشدة لمنع حصول هذه المعركة لأن «لديه ما يكفيه من المشكلات، وهو في غنى عن المزيد».
ويبدو أن الأميركيين و«أصدقاءهم» الروس جادون في السعي لمنع حصول المعركة، ويظهر ذلك من خلال الكلام المتناقض عن هذه المعركة التي كثر الحديث عنها، لكنها لم تبدأ بعد، بما يؤشر إلى حجم الضغوط التي تمارس في هذا الإطار.
 
محللون يرون بأن روسيا تريد الإبقاء على النظام السوري واستبدال جميل بالأسد وخبير يعد إقالته نتيجة لبداية تسوية أميركية ـ روسية

بيروت: «الشرق الأوسط» .... رغم تأكيد نائب رئيس مجلس الوزراء السوري المقال قدري جميل أن لقاءاته الخارجية لم تكن يوما منسقة مع أي جهة، داخلية أم خارجية، نافيا كذلك تفاوض أحد معه ليكون رجل المرحلة الانتقالية وبديلا عن الرئيس السوري بشار الأسد، فإن معظم الآراء المتوافرة تجمع على أن لهذه الخطوة أبعادها السياسية الإقليمية المرتبطة بمؤتمر «جنيف2»، ومن خلفه التوجهات والتحالفات الدولية المتبدلة.
وفي هذا السياق يرى أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن السوري سامي نادر أن إقالة جميل من منصبه مرتبطة بالمرحلة الانتقالية التي يعد لها من خلال مؤتمر «جنيف2»، المتوقع عقده في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وانطلاقا كذلك من بداية تسوية أميركية - روسية، على أن يدير المرحلة الانتقالية نظام ليس بعيدا كثيرا عن السابق إنما من دون وجود للأسد فيه.
ويعزو نادر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» هذا الأمر إلى أسباب عدة، أبرزها وجود صيغة يتوافق عليها الفريقان الدوليان الأساسيان وتتوافق كذلك مع مقررات اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي عقد قبل أسبوعين في لندن، إضافة إلى التقاء بعض أهداف الفريقين الدوليين الداعمين للمعارضة والنظام، أي روسيا وأميركا، على بعض الأهداف.
ويصر «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» على تنحية الرئيس السوري، كما سبق لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أن قال إنه «لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية»، بينما يستند الفريق الثاني، ولا سيما روسيا التي تعمل انطلاقا من مصالحها في حماية النظام السوري وتركيزها على عدو مشترك وهو المجموعات المتشددة، إلى التمسك بالنظام السوري لكن ليس شرطا برئيسه الأسد.
وانطلاقا من هذا التوجه يجري البحث، وفق نادر، عن أشخاص تطمئن إليهم روسيا، معروفين بعلاقتهم معها، وتستطيع من خلالهم توفر الضمانات الكافية لـ«تغيير شكلي» مفترض، والمحافظة على مصالحها لفترة طويلة الأمد، وهذا ما قد ينطبق على جميل، المعروف بعلاقاته مع روسيا، كما كان قبله الرهان على نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، الذي عمد الأسد إلى استبعاده.
وذكر نادر برد وزارة الخارجية الروسية على مقررات «أصدقاء سوريا»، معتبرة إياه محاولة لإعادة النظر في بيان «جنيف1» وحسم نتائج مؤتمر «جنيف2»، من دون أن تدافع عن الأسد أو عن دوره في المرحلة الانتقالية، واضعا إياها في خانة «القبول باستبعاده»، وهو الأمر الذي يعكس، بحسب نادر، إمكانية التوصل إلى تسوية «أميركية - روسية»، يتم خلالها قبول روسيا باستبدال رأس النظام السوري من دون تغيير جذري في المعادلة القائمة.
وتبقى وفق نادر علامة الاستفهام حول الموقف الإيراني من هذه المسألة، معتبرا أن هذا التوافق المفترض يبقى هو الحل الوحيد في هذه المرحلة وفقا لموازين القوى الحالية إذا أريد التوصل إلى حل في «جنيف2».
ورأى نادر أنه إذا تبين أن إيران لها علاقة بإقالة جميل فهذا يدل على بداية التمايز في المصالح الإيرانية الروسية ومن خلفها علاقة النظام بروسيا، وهذا أمر طبيعي ستبرز نتائجه بشكل أكبر في الفترة المقبلة، إذا تمت التسوية. ويضيف: «كل طرف يعلم أن الطرف الآخر يستعمله لتحقيق مصالحه، إذ كانت إيران تستعمل ورقة الفيتو الروسي، بينما روسيا تستعمل المشاركة العسكرية لإيران من خلال حزب الله في الثورة، وسيأتي الوقت في النهاية لتنكشف كل الأوراق إلى حين أن يتوصل جميع الأفرقاء إلى تسوية، إما قد تكون بالاستغناء عن رأس النظام وإما الإبقاء على صراع طويل الأمد وبالتالي تفتت سوريا».
يذكر أن جميل تبلغ بقرار إعفائه من منصبه أثناء وجوده مباشرة على الهواء في استوديوهات قناة «روسيا اليوم» في موسكو أول من أمس، ووضع البعض خطوة الرئاسة السورية في إطار رسالة استياء من الأسد إلى القيادة الروسية، بعدما تأكد الأسد من الأخضر الإبراهيمي أن موسكو اقترحت على واشنطن تسوية تقضي بانتزاع كل الصلاحيات التنفيذية من الرئاسة السورية في مؤتمر «جنيف2»، كما سبق لـ«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا» أن أعلنت عنه الأحد الماضي، على لسان رئيس المكتب الإعلامي في الهيئة منذر خدام، لناحية أن روسيا تعمل على فرض جميل وحلفائه كجزء من وفد معارضة الداخل إلى «جنيف2».
 
 قدري جميل: لم أنسق حراكي مع الروس.. ولقاءاتي الخارجية جاءت بصفتي معارضا
نائب رئيس الوزراء السوري المقال قال لـ «الشرق الأوسط» إن «شرط تنحي الأسد يقفل باب الحوار»
بيروت: كارولين عاكوم
قال نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية المقال قدري جميل، إن كل المعلومات التي جرى تداولها بشأن إقالته من منصبه، ولا سيما تلك التي ربطت بين استبعاده ولقاءات مع مسؤولين أميركيين، «سطحية ومبتذلة».

ووجه جميل انتقادات لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي أقاله بشكل مفاجئ من منصبه أول من أمس بعد أنباء أفادت بلقائه مع السفير الأميركي الخاص بسوريا روبرت فورد في جنيف السبت الماضي. وقال جميل إن النظام «يريد كل شيء تحت سيطرته وبالتنسيق معه». كما وجه انتقادات ضمنية للائتلاف السوري المعارض، وقال إن سياسته «لا تختلف عن سياسة الحزب الواحد».

وبينما رجح محللون أن إقالة جميل المفاجئة جاءت باعتباره «رجل روسيا»، بسبب علاقته القوية بأصحاب القرار في موسكو، خصوصا أنه يقيم هناك منذ مدة مع عائلته وأنه شيوعي وحاصل على شهادته في الاقتصاد من الاتحاد السوفياتي السابق، واحتمالية ترشيحه من الروس لقيادة المرحلة المقبلة من خلال مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا باعتباره شخصا توافقيا يجمع بين كونه جزءا من الحكومة السورية والمعارضة معا. إلا أن جميل نفى أن يكون «رجل روسيا»، مؤكدا أنه يتعامل مع كل الأطراف المعنية في الأزمة السورية، في إشارة إلى الروس والأميركيين.

وأكد جميل في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه لا صحة لكل ما أشيع كذلك حول الدعم الروسي الذي يتلقاه لتأهيله ليكون رجل المرحلة المقبلة في سوريا بدلا من الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا: «لم يطرح هذا الموضوع علي، كما أنني لا أسمح ببحثه؛ لأنني أعتبره من مهمة طاولة الحوار السورية - السورية في مؤتمر جنيف 2».

وأكد جميل، الذي يرأس حزب الإرادة الشعبية للتغيير والتحرير، أن موقف الجبهة التي يمثلها كان ولا يزال يرفض شرط تنحي الأسد، انطلاقا من أن هذا الأمر «مضر بالمصلحة الوطنية ويقفل الباب أمام أي حوار»، مضيفا: «قبل دخولنا إلى الحكومة وبعد خروجنا منها، موقفنا ثابت لجهة رفض فرض الشروط المسبقة».

وكان جميل، الذي يضع نفسه دائما في خانة المعارضة، تسلم منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في يونيو (حزيران) 2012 ضمن حكومة رياض حجاب (انشق لاحقا)، في خطوة أراد بها الأسد إدخال من يسميهم «المعارضة الوطنية» إلى دائرة الحكم لامتصاص نقمة الاحتجاجات والثورة الشعبية التي اندلعت ضده.

وفيما برر النظام قرار إعفاء جميل من منصبه بـ«تغيبه عن مقر عمله وقيامه بلقاءات في الخارج من دون التنسيق مع الحكومة السورية»، رد جميل على هذا الأمر بالقول: «نحن جبهة سياسية معارضة مستقلة نجري اتصالاتنا منذ البداية من دون تنسيق مع أحد إلا مع أنفسنا؛ لأن أي سياسة لا تتوافق مع هذا المبدأ تفقدنا دورنا المستقل، وهو الأمر الذي لم يقبل به النظام، وهذا دليل واضح ليتأكد من لا يزال يصر على رفضنا كمعارضة أننا في صلب المعارضة ولا نقبل بالتنازل عن مبادئنا».

وواصل جميل انتقاده لنظام الأسد قائلا: «كتركيبتين (نحن والنظام) مختلفتان في السياسة والتوجهات لا يمكن لعلاقتنا أن تستمر، وكانت الفترة التي بقينا فيها معا (سنة و4 أشهر)، خلال وجودنا في الحكومة هي الفترة القصوى».

وأكد جميل عدم حصول أي اتصالات بينه وبين أي جهة أميركية أو روسية بعد فصله من منصبه، كنائب مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، ويضيف ضاحكا: «تلقيت اتصالات تهنئة بخلاصي من أصدقاء في المعارضة، وكذلك من أشخاص محسوبين على النظام».

وفي حين يقول جميل: «أنا غير متشائم» من نتائج «جنيف 2»، يرى أن «هذا الوليد سينجح في إخراج سوريا من أزمتها».

أما فيما يتعلق بالمشاركة في «جنيف 2»، فقال جميل: «لم تحدد طبيعة تمثيلنا لغاية الآن، لكننا نسعى كي تمثل كل أطراف المعارضة على عكس الأطراف الأخرى (قاصدا الائتلاف الوطني السوري المعارض)، التي لا تختلف عن النظام في اتباعها سياسة الحزب القائد، بينما نحن نعمل على معارضة تعددية تمثل سوريا المستقبل، وهدفنا، كمناضلين ثوريين، هو إيقاف نزيف الدم وإنقاذ سوريا مما هي فيه اليوم، بإيجاد المخرج الآمن لهذه الأزمة من خلال المصالحة والحوار، وكل ما هو غير ذلك لا قيمة له بالنسبة إلينا».

وأبدى جميل استغرابه القول بضرورة تمثيل المعارضة في «جنيف 2»، كوفد موحد، معتبرا أن «التعددية مطلوبة والاتصالات مع كل الأطراف المعارضة والنظام مستمرة»، ورأى أن «جنيف 2» بدأ منذ فترة و«كل ما يجري اليوم يدور في فلكه، ونهايته ستكون يوم انعقاده، بالإعلان عن نتائج كل هذه المباحثات».

وتعهد جميل بالعودة إلى سوريا قريبا، وقال: «سأعود إلى دمشق في النصف الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بعدما أنهي أعمالي في موسكو، ولأمارس دوري كنائب في البرلمان وممثل للشعب السوري الذي انتخبني».

 
 

المصدر: مصادر مختلفة

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023....

 الإثنين 27 أيار 2024 - 6:13 م

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.... معهد واشنطن..بواسطة مايكل نايتس Al… تتمة »

عدد الزيارات: 158,349,012

عدد الزوار: 7,098,790

المتواجدون الآن: 179