مراقب «إخوان سوريا»: مؤتمر جنيف لن ينعقد.. قذائف الهاون تمطر دمشق.. وأغلب أحيائها تغرق في الظلام والحكومة تفتح باب التطوع لـ«المغاوير»..

الثوار مصمّمون على الصمود في القلمون ودعوة رسمية من موسكو للجربا....المعارضة «تتسلح» بخطة انتقالية استعداداً لـ «جنيف 2»... و«مركز كارتر» يقدم ثلاثة سيناريوهات... مقتل 4 قياديين جدد من "حزب الله" في سوريا...بعد قضم القلمون... "حزب الله" في نقاط حدودية!

تاريخ الإضافة الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2013 - 6:44 ص    عدد الزيارات 1829    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

القلمون صامدة وقارة لم تسقط: "الحرّ" أمسك باتوستراد دمشق-حمص...والنظام يسعى لنصر إعلاميّ
 المصدر : خاص موقع 14 آذار...طارق نجم
أشهر عدة من التهويل المستمر، وأيامٌ بلياليها الطويلة من القصف المجنون، كلها لم تثن همة المقاتلين التابعين للجيش السوري الحر في مدينة القلمون وما حولها من القرى والدساكر. هذه هي الحالة التي نقلها الناشطون من قلب مدينة القلمون السورية المقابلة لعرسال اللبنانية. ففي ظل فشل هجمات الجيش الأسدي، ارتفعت معنويات الجيش الحرّ خصوصاً بعد السيطرة على مستودعات الذخيرة والأسلحة الضخمة التابعة للنظام في مهين (تبعد 20 كلم عن القلمون) والتي تم نقل محتوياتها بالإضافة إلى وجود مقاتلين في القلمون وما حولها يتمتعون بالخبرة اللازمة التي اكتسبوها بمدينة القصير، في وقت قدم بعضهم من حمص، بالإضافة الى آخرين جاءوا من الغوطة الشرقية، وهم ينتمون الى عدة جهات تقاتل النظام وأبرزها تنظيم "جيش الإسلام".
وتشير المصادر المتابعة أنّ حسم معركة القلمون (تبعد 50 كلم عن دمشق) يعتبر غاية استراتيجية من قبل النظام، لأنّه سيسهل سقوط حزام واسع من المناطق التابعة للمعارضة في الغوطتين الشرقية والغربية للعاصمة والتي بدأت تنوء بسبب ذلك. ولكن هذا السعي لن يكون بالأمر اليسير خصوصاً بعد وضع خطط قتالية من قبل المقاتلين المعارضين لتفادي الأخطاء التي حصلت في مدن أخرى كالقصير والسفيرة، حيث من المقرر أن تخاض الاشتباكات خارج القلمون وفي الضواحي والاطراف ونقل المعركة إلى أبعد قدر ممكن من المدينة، كي لا يتمّ تركيز القصف عليها وضربها بالعمق وجعل سقوطها أمراً حتمياً بعد إجبار من يقاتل دفاعاً عنها على الانسحاب.
معركة القلمون التي بدأت منذ 4 أيام انطلاقاً من بلدة الحميرة، إنتقلت إلى بلدة قارة (شمال جبال القلمون) وسط اشتباكات وقصف طال كل من الزبداني، يبرود، النبك، وسائر المنطقة المحيطة.
وتكذيباً للإعلام الملفق الذي ينشره النظام عبر ابواقه في لبنان وسوريا، فإنّ تفاصيل المجريات الميدانية البارحة تشير إلى أنّ قوات النظام لم تستطع الاقتراب من المدينة قيد أنملة، مع محاولات من قبلها للعمل على ضرب حصار خانق عليها لعزلها عن ما حولها، مع تأكيد المركز الإعلامي في القلمون بوجود عناصر من حزب الله على الجبهة الشمالية من المدينة يؤازرون قوات النظام، ويعدّون العدة لمحاولة إقتحام المدينة.
وبحسب المعارضة السورية، فإنّ قوات الأسد أبلغت المدنيين، منذ صباح السبت، أنها بصدد اقتحام المدينة للقبض على المطلوبين ورفع رايتها في الساحة الرئيسية لبلدة قارة المتاخمة للقلمون.
ومع رفض مقاتلي جيش الحرّ الانسحاب، تجدد القصف العنيف لمدافع الفوزديكا والراجمات الصاروخية والدبابات من على طول الطريق الدولي شرقي البلدة. وفي الوقت عينه، لم توفر الطائرات الحربية المساجد والجوامع في المدينة، وكذلك مرابض اللواء 18 التابع لجيش بشار الأسد من جرد هريرة وجملا وهابيل، ومن تلة الـ23 باتجاه جبال قارة والجراجير. هذا الوضع دفع بالآلاف من المدنيين للنزوح مع العلم أنّ هناك ما يقارب 40 ألف لاجىء من الأهالي في حمص بالقلمون كانوا قد توجهوا لها هرباً من الجحيم في بلداتهم الأصلية.
ومنذ ظهر السبت، حاولت جنود النظام الالتفاف على المدينة لمحاصرتها، والتقدم من شمال قارة بحماية عدد من العربات المدرعة والشيلكا، مع تقدم مواز للدبابات من الطرفين الجنوبي والشمالي وصل تعدادها 30 دبابة ولكن تمّ التصدي لهم حيث سقط عدد من الجنود بين قتلى وجرحى بالإضافة الى عربة شيلكا ودبابتين طراز ت 72.
وبعد التصدي الذي ووجهت به قوات النظام والخسائر التي منيت منها، قام الجيش الحر والجماعات بإستهداف اللواء 18 عبر قصفه بقذائف الهاون من عيار 120 ملم، فيما تمّ اطلاق هجوم معاكس أمسك بنتيجته المقاتلون المعارضون بأتوستراد دمشق-حمص الدولي، قاطعين الطريق الى العاصمة، وحارمين النظام من التواصل مع قواته وامدادها بالعتاد اللازم. ويفيد قادمون من قلب القلمون، أنّ الطبيعة الجغرافية الجبلية القاسية للمنطقة تلعب دوراً مهماً في المعركة ويظهر هذا من خلال اعتماد النظام القصف المدفعي الثقيل عن بعد والغارات الجوية بطائرات الميغ 29، مع ضخ إعلامي غايته بث الخوف والرعب والوصول الى "نصر" على شاشات التلفزة وفي الإعلام ليس إلاّ، بعد اقتراب موسم الثلوج واختباره لصعوبة المعركة على أرض الواقع في القلمون.
 
 
بعد قضم القلمون... "حزب الله" في نقاط حدودية!
المصدر : خاص موقع 14 آذار.. مارون حبش
تشارك وسائل الإعلام في صناعة معركة "القلمون"، وكما العادة تتركز الأنظار على منطقة معينة ويصرف النظر عن المعارك الاخرى التي تدور في سوريا وتنتهي بحسم لمقاتلي المعارضة. وفي الخلاصة الأولية انه مجرد التركيز على معركة ما لم تكن في الحسبان، وعلى معركة حضر لها الإعلام قبل حصولها على الأرض، فذلك يعني أن هناك من يريد صرف الأنظار عن احداث عديدة.
حتى الساعة لا معركة حقيقية تشابه القصير او تلكلخ أو الخالدية، انما هي سياسة قضم للقلمون بدأت من بلدة قارة وعلى الأرجح ستكمل طريقها للسيطرة على هذه المنطقة بأكملها، بهدف تأمين طرق الامداد واضعاف فرص قيام معركة دمشق، بل حماية للعاصمة من جانب يعتبره النظام خاصرة ضعيفة، أما بالنسبة إلى "حزب الله" فاضافة إلى طمعه بالسيطرة على قرى سورية حدودية، وانشاء الفاصل الممانع بين سوريا ولبنان، فيضع عينه على عرسال ويريد الانتقام منها بأي ثمن، بسبب دعمها للثورة السورية واحتضانها للاجئين السوريين، ورغم طمعه بدخولها إلا انه يعلم تماماً أن الأمر أكثر من مستحيل، فها هي معركة القلمون اتت لتساعده في تحقيق مآربه وبالتالي استغلالها نظراً لتلاصقها عرسال، ولعل أول أهدافه، كسب نقاط تمركز قريبة من عرسال الضيعة، وقد تكون في جرود عرسال لمحاصرتها.
المعركة حتى الساعة، وبعد الاشتباكات في قارة، دخل بسببها أكثر من 10 ألاف لاجىء إلى عرسال، وباتت تحوي هذه المنطقة حوالي 100 ألف لاجىء فيما عدد سكانها 60 ألف، وهي من الوسائل التي يستخدمها ايضا "حزب الله" للضغط على الأهالي وحثهم على طرد السوريين للعودة إلى قراهم، حيث تنتظرهم آلة القتل السورية.
تدخل "حزب الله" هذه المرة ليس كما السابق، لأن مشاركته في معركة القلمون الملاصقة لعرسال ستجذب المعركة إلى الداخل اللبناني، وقد يحول المعركة إلى صراع مذهبي، فالمنطق يقول أن أي قرية تتعرض للاعتداء ولا تقف إلى جانبها الدولة وقوتها الأمنية فتقوم بالدفاع عن نفسها، وبالتالي سيحول "حزب الله" عرسالإلى منطقة منكوبة أمنياً، ولهذا هل ينفع أن يكون هذا الحزب في حكومة همها الأول تسيير شؤون اللبنانيين والحفاظ على أمنهم؟
وفي الوقت الذي ينشغل فيه لبنان بالمعركة "الغامضة" حتى اللحظة، هناك استحقاقات لبنانية يريد "حزب الله" ان يشغل اللبنانيين عنها، وأهمها تشكيل الحكومة والوصول إلى الفراغ الرئاسي والابقاء على حكومة تصريف الأعمال، وعدم العودة إلى المحكمة الدولية والمتهمين الخمسة، ودعمه لرفعت عيد وحزبه بالسلاح في طرابلس... وغيرها من الملفات التي يتحمل مسؤوليتها "حزب الله" فكيف لحزب يدّعي انه مقاومة .. مشاكله مع الداخل اللبنانيأكثر من إسرائيل؟
إنها خلاصة معلومات لمعركة لن تقدم ولن تؤخر بالنسبة إلى الأزمة السورية سوى القليل، لأنها ضمن حرب، إلا أن الأثر الأكبر سيكون على لبنان أكان لقرب المعركة من جهة أو لمشاركة "حزب الله" فيها من جهة ثانية، والتي ستنتهي بانتشار عناصر الحزب على طول الحدود كحرس لها يدخل ويخرج ما يريد وتصبح الجمهورية وحدودها بيد "حزب الله".
 
مقتل 4 قياديين جدد من "حزب الله" في سوريا
المستقبل..
وفي تطور ميداني يعكس عمق مأزق "حزب الله" في المستنقع السوري، ذكرت معلومات أمنية لـ"المستقبل"، أن "أربعة من أبرز القادة الميدانيين في "حزب الله"، قتلوا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية، في معارك مع الجيش السوري الحرّ داخل الاراضي السورية وهم: حسن محمد مرعي الملقب ابو ربيع من منطقة النبطية، وحسن نعمة الملقب باقر من بلدة محرونة التابعة لقضاء صور، وأكرم صادق حوراني من عين بعال شرق صور"، وقالت المعلومات: "إن اي اعلان لموعد تشييع هؤلاء لم يحدد بعد، فيما شيع الحزب في بلدة لبايا في البقاع الغربي، علي شبيب محمود الملقب ابو تراب بحضور مسؤولين وقادة في الحزب". علماً أن الحزب فقد في الايام العشرة الماضية قرابة السبعة من عناصره داخل الاراضي السورية جرى تشييع معظمهم في منطقة النبطية.
 
لماذا امتنعت إسرائيل عن مهاجمة نصر الله خلال ظهوره أخيراً... رغم تهديدها باستهدافه؟
 خاص - «الراي»
شكل الخروج العلني وغير المعهود للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مرتين متتاليتين، في 13 سبتمبر (التاسع من محرم) لمدة 61 دقيقة، وفي يوم عاشوراء لـ 18 دقيقة، حدَثاً بذاته، اختلط فيه الامني بالسياسي، والسياسي بالتعبوي.
بعد حرب يوليو العام 2006 مع اسرائيل، نادرة هي المرات التي خرج بها نصرالله على الملأ، وغالباً ما كانت تقتصر إطلالاته المباشرة على جمهوره على دقائق معدودة، فما الذي تغيّر وجعل زعيم «حزب الله» مُطْمئناً الى ظهوره العلني على النحو الذي جرى؟ وتالياً ماذا قصـــــد نصــــرالله من هذا المـــشهد «المنبري»؟
مصادر خبيرة في سلوك «حزب الله» وعقله قالت لـ «الراي» ان «مَن دقق في الظهور العلني والمباشر لنصرالله، لا سيما في المرة الثانية، لا بد انه لاحظ ان الامين العام لحزب الله وقف خلف منبر لا مانع له او حاجب زجاجياً كالذي تعوّد السياسيون اللبنانيون استخدامه في المهرجانات الشعبية، إضافة الى كوب ماء ومكان لأوراق تضمّنت العناوين التي اراد تناولها».
وتوقّفت هذه المصادر امام «الرواية الاسرائيلية» عن السبب الذي حال دون تعرض تل ابيب لنصرالله خلال خروجه الاخير على الملأ، وهي التي كانت توعّدت بقتله بعد حرب الـ 2006، لافتة الى ان «العذر الاسرائيلي جاء أقبح من الذنب حين بررت تل ابيب عدم انقضاضها على نصرالله بأن حزب الله نجح في التشويش على الاجهزة الالكترونية الاسرائيلية والرادارات اثناء إلقاء امينه العام خطبته التي استغرقت 18 دقيقة، في حين قالت ان طائراتها تحتاج لـ 21 دقيقة للتأهب والاقلاع والانقضاض».
واذا صحت هذه التبريرات، في تقدير المصادر عينها، فإن ذلك يعني ان «حزب الله يستطيع الانتصار إلكترونياً في اي حرب مقبلة مع اسرائيل، عبر جعل طائراتها إما ترتطم بعضها ببعض او تعجز عن الاقلاع لأنها تصبح عمياء من دون رادارات. وهو ما يُعتبر في العلم العسكري تعطيلاً لمركز القيادة والتحكم وإفساحاً امام إنهاء الحرب لمصلحة حزب الله في يومها الاول»، متسائلة: «اذا كانت الطائرات الاسرائيلية تحتاج لـ 21 دقيقة للوصول الى الضاحية الجنوبية، فلماذا لم يُسمع هديرها خلال الـ 18 دقيقة من خطاب نصرالله، فوق صور او صيدا؟ ولماذا لم ترسل تل ابيب تلك الطائرات في إطلالة نصرالله في 13 الجاري عندما امضى 61 دقيقة على المنبر؟».
وخارج سياق الرواية الاسرائيلية وتبريراتها، كشفت هذه المصادر الخبيرة في عقل «حزب الله» وسلوكه عن ان «نصرالله يعيش في حال من الدفاع السلبي، ولذا لا وجود في بيئته الأمنية لأي أجهزة خلوية وهي تتميز بصمت لاسلكي ومن دون اي إشارات إلكترونية، كما انه يعيش ويتنقل ضمن إجراءات خفية بعيداً كلياً عن الدفاع الايجابي».
وفي رأي هذه المصادر ان «اسرائيل لم تكن في وارد التعرض للأمين العام لحزب الله لأنها تحاذر الدخول في اتون جهنمي اذا حاولت القضاء عليه، ولهذا الامر أسباب عدة من بينها:
أولاً: ان الولايات المتحدة ليست في صدد الدخول في اي حرب او تغطية حرب اسرائيلية لاعتبارات محض اميركية داخلية من جهة، ولعدم رغبتها في رؤية كرة النار تتدحرج في الشرق الاوسط.
ثانياً: ان الولايـــــات المتحدة بلغت مرحلة متقدمة في حوارها مع ايران حول ملف طهران النووي.
ورغم إعلان اسرائيل عن رغبتها في إفـــــشال التقارب الاميركي - الايراني، الا انها لن تجازف في دفع المنطقة نحو حرب تدرك ان واشنطن لن تقف فيها الى جانبها هذه المرة.
ثالثاً: ان حزب الله وضمن حركته التكتيكية اليومية غالباً ما يسمح لاسرائيل برؤية جانب من جهوزيته على الارض لتأخذ علماً بمدى استعداده، رغم مشاركته في الحرب الدائرة في سورية».
وحاولت المصادر عينها قراءة الدوافع الحقيقية التي جعلت نصرالله يخرج بالطريقة التي خرج بها، فقالت ان «زعيم حزب الله بدا انه غير مكترث في الدرجة الاولى بالخطر الاسرائيلي، رغم تهديدات تل ابيب بعزمها على قتله. وإن كان لم يُسقِط هذا الامر من الحسبان، فإن السبب الرئيسي لحركته الظاهرة على الارض كان إصراره على القول لبيئته الحاضنة، التي دعاها للنزول الى الشارع للمشاركة في احياء ذكرى عاشوراء، ها انا بينكم رغم تهديدات التكفيريين».
ولم تستبعد تلك المصادر ان «يكون نصرالله أراد ضمنياً القول ايضاً لجمهوره ان دخول حزب الله الى سورية أراحنا وخفف الخطر علينا في لبنان أكثر مما زاده»، ملاحِظةً ان «وجوده المباشر امام الناس لمرتين متتاليتين أراده دعماً نفسياً لبيئته ومقاومته في مواجهة تهديدات التكفيريين».
 
قوات النظام تحاول اقتحام قارة في القلمون بعد غارات جوية كثيفة عليها
الرأي..بيروت - ا ف ب - شنت طائرات حربية سورية غارات كثيفة على مدينة قارة في منطقة القلمون شمال دمشق التي يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان نزوح السوريين الى بلدة عرسال اللبنانية الواقعة قبالة قارة استمر.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن «منذ الصباح (امس)، تعرضت مدينة قارة لغارات جوية. وكان الطيران قصفها (اول من امس) بكثافة. وحاولت القوات النظامية اقتحامها وطرد الكتائب المقاتلة منها».
الا انه اشار الى ان مقاتلي المعارضة داخل المدينة اكدوا تصميمهم على الصمود.
في المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر اليوم ان «الجيش زلزل جبال القلمون، وأطبق الطوق حول الإرهابيين في قارة». واشارت الى ان «تحرك الجيش ياتي لفرض سيطرته على قارة بعد نداءات من الأهالي عن وجود عشرات الإرهابيين» فيها.
ومنذ الجمعة الماضي، شهدت المعارك بين القوات النظامية مدعومة من «حزب الله» ومقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، تصعيدا في منطقة القلمون، لا سيما على طريق حمص - دمشق القريبة من قارة. واستمرت هذه المعارك خلال الليلة قبل الماضية موقعة خسائر في صفوف الطرفين.
وافاد المرصد السوري عن تقدم طفيف لقوات النظام لجهة الطريق الدولي، من دون ان تتمكن من دخول قارة. وتعتبر منطقة القلمون التي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منها استراتيجية كونها تتصل بالحدود اللبنانية، وتشكل قاعدة خلفية اساسية لمقاتلي المعارضة لمحاصرة العاصمة.
وبالنسبة الى النظام، فان هذه المنطقة اساسية لتامين طريق حمص دمشق وابقائها مفتوحة. كما توجد في المنطقة مستودعات اسلحة ومراكز الوية وكتائب عسكرية عديدة للجيش السوري.
ومنذ اسابيع، يتخوف خبراء من حصول معركة كبيرة في القلمون ذات الطبيعة الجبلية. الا ان مصدرا امنيا في دمشق اشار الى ان المواجهات في قارة ناتجة «عن عمليات يقوم بها الجيش السوري لمطاردة بعض الفلول الهاربة من مهين» في ريف حمص الجنوبي الشرقي.
وتبعد مهين 20 كيلومترا شرق قارة. وكان مقاتلو المعارضة استولوا خلال الاسبوع الماضي على جزء من مستودعات اسلحة موجودة على اطرافها ومناطق محيطة، لكن قوات النظام استعادتها الجمعة بعد معارك طاحنة.
ونزح هربا من العنف في القلمون، الاف السوريين منذ الجمعة الى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية مع سورية.
واعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية السبت ان «منطقة البقاع، وتحديداً بلدة عرسال، شهدت تدفّق عدد كبير من العائلات السورية النازحة التي بلغ عددها نحو 1200، معظمها من مناطق القلمون وريف حمص».
واضافت ان الوزارة «أطلقت حالة طوارئ على مستوى أجهزتها كافة، وعلى مستوى مختلف المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في ملف» النازحين، «لتقديم كل الحاجات الأساسية للعائلات الوافدة».
وقال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري امس ان «النزوح متواصل»، مشيرا الى انه لا يملك احصاء عن الاعداد الجديدة بعد.
واضاف ان بعض النازحين «ينامون في سياراتهم»، وانهم «يحتاجون الى مأوى والى كل شيء».
ويصل النازحون عبر ممرات جبلية غير قانونية كانت تستخدم قبل الحرب لتهريب سلع على اختلافها.
وتساقطت منذ الصباح قذائف هاون بغزارة على احياء في وسط مدينة دمشق، تسببت بمقتل شخصين واصابة آخرين بجروح.
وقال عبد الرحمن «توالى سقوط قذائف الهاون على احياء عدة ابرزها القصاع والزبلطاني وشارع بغداد وساحة العباسيين غيرها...». واشار المرصد الى مقتل رجل اثر «سقوط قذيفتين بالقرب من ركن أبو عطاف في منطقة الدويلعة»، وآخر في قذيفة على منطقة القصاع. كما اصيب مواطنون بجروح نتيجة قذائف اخرى شملت شارع الملك فيصل وشارع بغداد وسوق الهال.
 
الجربا «مهتم» بزيارة موسكو وسينسّق مع الروس لتحديد موعدها
بيروت - ا ف ب - أبدى رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا موافقة مبدئية على زيارة موسكو بعد تلقيه دعوة لذلك من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على ان يتم البحث في تحديد موعد لها، بحسب ما افاد مسؤول في الائتلاف وكالة فرانس برس.
وحددت الدعوة الرسمية الموجهة الى الائتلاف موعدا للزيارة بين 18 و21 نوفمبر، ما يعني انها كانت ستتزامن مع زيارة وفد حكومي سوري الى روسيا. الا ان رئيس الائتلاف قال انه لم يتمكن من الغاء «ارتباطات سابقة» في هذا التاريخ، مطالبا بارجاء الموعد.
وقال مستشار الجربا لشؤون الرئاسة منذر اقبيق لوكالة «فرانس برس»: «تلقى الرئيس احمد الجربا دعوة من الوزير سيرغي لافروف للقيام بزيارة رسمية الى موسكو واجراء محادثات».
واضاف ان الجربا «شكر السيد لافروف على دعوته وعبر عن اهتمام بالغ لدى الائتلاف باجراء محادثات مع المسؤولين الروس واقامة علاقات معهم، وبزيارة موسكو. الا انه عبر عن اسفه لعدم تمكنه من الغاء ارتباطات سابقة وزيارات كان التزم بها في الموعد المحدد للزيارة، وهو بين 18 و21 نوفمبر».
واشار اقبيق الى انه «سيتم التنسيق بين الجانبين لتحديد موعد جديد للزيارة».
ويبدأ وفد مؤلف من مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومسؤول الشؤون الاوروبية في وزارة الخارجية السورية احمد عرنوس، اليوم محادثات في موسكو تحضيرا لمؤتمر «جنيف -2».
ووافقت الحكومة السورية على المشاركة في مؤتمر جنيف «من دون شروط مسبقة»، بحسب الاعلان الرسمي، بينما اعلنت المعارضة السورية انها ستشارك على ان ينتهي المؤتمر باقرار عملية انتقالية تلحظ رحيل الرئيس السوري بشار الاسد.
 
ثوار سوريا في حرستا يحيلون مبنى إدارة المركبات أثرا بعد عين
إيلاف
عملية نوعية جديدة للثوار السوريين، هذه المرة في حرستا، حيث تمكن لواء درع العاصمة من نسف مبنى قيادة إدارة المركبات بشكل كامل، ما خلّف عشرات القتلى من جنود الأسد.
إيلاف: قتل أكثر 75 جنديا من القوات الحكومية السورية، الأحد، في تفجيرات نفذها مقاتلون من الجيش الحر في مبنيين للقيادة العامة لإدارة المركبات في حرستا في ريف دمشق.
وأكدت مصادر إعلامية في المعارضة السورية لقناة "سكاي نيوز عربية" أن التفجيرات أسفر عن مقتل 75 عنصرا على الأقل من الجيش، بينهم ضباط وعناصر من حزب الله اللبناني.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين مقاتلي من المعارضة السورية والقوات الحكومية على أطراف مباني إدارة المركبات.
وفي ريف حلب، قتل الجيش الحر نحو 20 عنصرا من لواء أبو الفضل العباس العراقي بعد استهداف تجمع للواء في بلدة العزيزية المتاخمة لمدينة السفيرة بريف حلب الجنوبي.
وبين مقطع مصور بثه لواء يسمي نفسه (درع العاصمة) انهيار مبنى القيادة العامة لإدارة المركبات في حرستا بشكل كامل، مع انفجار مدوّي رافق انهيار المبنى وتحوله إلى أثر بعد عين.
وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان من مكان التفجير، ولم يظهر الفيديو صور جثث لقتلى أو جرحى.
وفي وقت سابق الأحد، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 31 جنديا سوريا على الاقل بينهم اربعة ضباط كبار في تفجير قاعدة للجيش النظامي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس: "قتل 31 من عناصر القوات النظامية بينهم ثلاثة عمداء ولواء اثر تفجير مبنى في ادارة المركبات يقع في ضواحي مدينة حرستا"، لافتا إلى "انهيار المبنى بشكل كامل".
واضاف عبد الرحمن ان "توقيت شن هذا الهجوم له دلالة" وخصوصا ان الجيش النظامي يشن عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على مواقع مسلحي المعارضة في منطقة ريف دمشق.
واوضح استنادا الى معطيات اولية ان القنبلة وضعت "اما داخل المبنى واما في اسفله وتحديدا تحت نفق"، ملمحا بذلك الى ان مقاتلين معارضين تمكنوا من التسلل الى داخل القاعدة العسكرية.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة المركبات تقع في مناطق حرستا وعربين ومديرا في ريف دمشق، وتقدر مساحتها نحو 4 آلاف متر مربع، وتعد من أهم مراكز الصيانة لكافة أنواع المركبات العسكرية للقوات الحكومية.
وتتكون إدارة المركبات من 3 أقسام رئيسية، وهي: قسم الإدارة وفيه مبنيا القيادة الرئيسية، والفرقة العسكرية 446، والمعهد الفني.
 
«الائتلاف» يناقش خطة انتقالية استعداداً لـ «جنيف 2»
لندن، بيروت، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
بدأت قيادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض درس تصوراتها للمرحلة الانتقالية استعداداً للمشاركة في «جنيف 2». كما تدرس في الوقت نفسه دعوة رسمية من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارة موسكو. وعلم ان الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر اعد بعد لقاء مساعديه مع مسؤولين سوريين ومعارضين، مقترحات للحل السياسي وتطبيق بيان جنيف الاول للعام الماضي.
وكان «المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية» برئاسة رضوان زيادة بدأ امس ندوة عن التحول الديموقراطي بناء على دراسة اعتمدتها المعارضة للمرحلة الانتقالية، شارك فيها رئيس «الائتلاف» احمد الجربا ورئيس «المجلس الوطني السوري» جورج صبرا وسلفه برهان غليون ومعارضون آخرون.
ويتضمن البرنامج مشاركة الجربا وغليون وصبرا بجلسة تتناول «مؤتمر جنيف وسيناريوات الثورة السورية» اليوم. وقال زيادة انه اذا قررت المعارضة الذهاب الى مؤتمر «جنيف 2» فإنها ستكون «مسلحة برؤية متكاملة حول المرحلة الانتقالية تتضمن آليات نقل الصلاحيات التنفيذية والتشريعية الى الحكومة الانتقالية» وفق ما جاء في «جنيف 1».
وكانت الدراسة التي اعدت قبل التوصل الى الاتفاق الاميركي - الروسي حول السلاح الكيماوي وقبل زيادة نفوذ المتشددين الاسلاميين، اقترحت ان يكون نظام الحكم برلمانياً وان يكون رئيس الوزراء من الكتلة البرلمانية الأكبر على ان يتمتع رئيس الجمهورية بـ «صلاحيات فخرية مثل استقبال السفراء وتصديق المراسيم التشريعية». كما اقترح التقرير ان يكون دستور العام 1950 «نقطة انطلاق الدستور السوري الحديث، اضافة الى «إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية» وتشكيل «جيش وطني» ونزع السلاح.
وحصلت «الحياة» على تقرير أعده «مركز كارتر» بعنوان «خيارات التحول السياسي وتوضيح بيان جنيف»، اقترح ثلاثة خيارات يتعلق احدها بـ «اصلاح» الدستور الحالي فيما يخص «الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها رئيس الجمهورية بما يتطلب تعريفاً جديداً للفصل بين السلطات. كما ان عدداً من الصلاحيات الحالية للرئيس تتطلب ان تنقل الى الجهاز الحكومي الانتقالي بصلاحيات كاملة» وفق بيان جنيف الأول، او ان يصل ممثلو النظام والمعارضة الى «دستور موقت» ذلك للوصول الى «اقامة هيكلية حكم موقتة تتناول المرحلة الانتقالية».
في غضون ذلك، أفاد منذر أقبيق مستشار الجربا ان لافروف وجه دعوة لرئيس «الائتلاف» لزيارة موسكو بين 18 و21 الشهر الجاري، لافتا الى انه «سيتم التنسيق بين الجانبين لتحديد موعد جديد للزيارة» بعدما تعذر تلبيتها بالموعد المقترح. وقالت مصادر اخرى ان الاتجاه الى ذهاب وفد من رئاسة «الائتلاف» وليس الجربا.
واجرت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد امس محادثات في موسكو تحضيراً لمؤتمر «جنيف 2» الذي يتوقع انعقاده في الشهر المقبل، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر رسمي في دمشق.
ميدانيا، تعرضت مدينة قارة في منطقة القلمون شمال دمشق، التي يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة أمس، لقصف بالطيران الحربي، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها. وفي حلب شمال البلاد، افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» باسقاط الكتائب المقاتلة لطائرتين حربيتين كانتا تشاركان في قصف مناطق عند الأطراف الشرقية لحلب. واعلن وزير الكهرباء السوري عماد خميس ان عملا «تخريبيا» تسبب بعد ظهر الاحد بانقطاع الكهرباء عن دمشق والعديد من المناطق الجنوبية.
 
المعارضة «تتسلح» بخطة انتقالية استعداداً لـ «جنيف 2»... و«مركز كارتر» يقدم ثلاثة سيناريوهات
الحياة...لندن - إبراهيم حميدي
عكف معارضون ومسؤولون في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض على درس خريطة طريق للمرحلة الانتقالية استعداداً للمشاركة في «جنيف 2»، في وقت حصلت «الحياة» على مشروع تسوية اقترحه مركز الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر بعد لقاءات مع مسؤولين سوريين ومعارضين، تضمن ثلاثة سيناريوات لتطبيق بيان جنيف الاول للعام الماضي.
وبدأت في الدوحة امس ندوة ونقاشات مغلقة حول التحول الديموقراطي في سورية بتنظيم «المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية» برئاسة رضوان زيادة بمشاركة رئيس «الائتلاف» احمد الجربا و «المجلس الوطني السوري» جورج صبرا وسلفه برهان غليون وعضو الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» فايز سارة وباحثين ومعارضين. ويتضمن البرنامج مشاركة الجربا وغليون وصبرا وسارة بجلسة تتناول «مؤتمر جنيف وسيناريوات الثورة السورية» اليوم. وقال زيادة انه اذا قررت المعارضة الذهاب الى مؤتمر «جنيف 2» فإنها ستكون «مسلحة برؤية متكاملة حول المرحلة الانتقالية تتضمن آليات نقل الصلاحيات التنفيذية والتشريعية الى الحكومة الانتقالية» وفق ما جاء في «جنيف 1».
وكان «المركز السوري» أعد خطة للمرحلة الانتقالية والتحول الديموقراطي بمشاركة نحو 300 شخصية، اعتمدها «الائتلاف» ورقة اساسية للتفاوض مع ممثلي الحكومة في المرحلة المقبلة. كما أقرت خلال اجتماع العامة لـ «الائتلاف» في إسطنبول الاسبوع الماضي. وتضمن التقرير، الذي ضم 250 صفحة، توصيات ستة فرق عمل تناولت الإصلاح الدستوري وسيادة القانون وهيكلية النظام السياسي وإصلاح نظام الأحزاب والانتخابات وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وبناء جيش وطني حديث والإصلاح الاقتصادي وإعادة الإعمار والعدالة الانتقالية. واقترحت الدراسة ان يكون «نظام الحكم برلمانياً مع ضمان تحقيق التوازن بين السلطات الثلاث في مؤسسات الدولة»، ويكون رئيس الوزراء من الكتلة البرلمانية الأكبر على ان يتمتع رئيس الجمهورية بـ «صلاحيات فخرية مثل استقبال السفراء وتصديق المراسيم التشريعية». كما اقترح التقرير ان يكون دستور العام 1950 «نقطة انطلاق الدستور السوري الحديث، الذي سيتم تعديله وتنقيحه من قبل الجمعية التأسيسية المؤلفة من 290 عضواً منتخباً عبر انتخابات وطنية نزيهة. وسيتم الموافقة على الدستور السوري الجديد من خلال استفتاء وطني». كما تضمن المشروع ان تعلن الحكومة الانتقالية مبادئ دستورية، بحيث تناقش الجمعية التأسيسية دستور 1950 للوصول الى مسودة جديدة تعرض على استفتاء.
واقترح معدو الدراسة آليات لتشجيع الأحزاب الديموقراطية ومسودة لقانون الأحزاب ومعالجة فساد القضاء وتداخل عمل السلطتين التنفيذية والقضائية وتحقيق العدالة الانتقالية، اضافة الى «إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وتطهيرها من المسؤولين الفاسدين» على ان تتم اعادة هيكلة الأجهزة والاكتفاء بجهازين للأمن في البلاد. يُسمى الأول جهاز الأمن الوطني ويكون رئيسه عضواً في مجلس الأمن الوطني الذي يترأسه رئيس الوزراء، اضافة الى تأسيس جهاز للاستخبارات الخارجية يتبع للأمن الوطني. كما أكد المشروع على بناء جيش وطني و «نزع السلاح من كل الجماعات المسلحة وإعادة دمج عناصرها في المجتمع السوري». وقال زيادة ان «خطة التحول الديموقراطي البناء لبناء مؤسسات جديدة للدولة السورية تقوم على عقد اجتماعي جديد وليس على فكرة العصبية القبلية أو الطائفية».
في غضون ذلك، حصلت «الحياة» على تقرير أعده «مركز كارتر» بعنوان «خيارات التحول السياسي وتوضيح بيان جنيف» جاء في 45 صفحة بعد لقاءات مع مسؤولين سوريين في دمشق وبيروت ومعارضين ومستقلين ومسؤولين اوروبيين واميركيين. واقترح المركز ثلاثة خيارات في «المرحلة الانتقالية المبكرة» يتعلق اولها بـ «اصلاح» الدستور الحالي الصادر العام الماضي والقوانين الاخرى ذات العلاقة بما «يسمح لعناصر بيان جنيف الاول من المضي قدماً» في التنفيذ ما يتطلب اجراء «تغييرات دستورية وقانونية جوهرية وذات معزى» في اربعة امور اساسية تتعلق بـ «الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها رئيس الجمهورية بما يتطلب تعريفاً جديداً للفصل بين السلطات. كما ان عدداً من الصلاحيات الحالية للرئيس تتطلب ان تنقل الى الجهاز الحكومي الانتقالي بصلاحيات كاملة (وفق بيان جنيف الأول)». وشدد على اعطاء «اهتمام خاص للاصلاح القضائي و «تغيير» قوانين الاعلام والاحزاب السياسية والانتخابات، اضافة الى ان «عدداً من المراسيم التي تعطي صلاحيات جوهرية للاجهزة الامنية والمحاكم الخاصة يجب ان تلغى».
وتابع التقرير في مقترحاته ان الخيار الثاني، يتعلق بإقدام الاطراف السورية في مؤتمر «جنيف 2» على الوصول الى «دستور موقت» خلال المرحلة الانتقالية بما يتضمن مبادئ عامة وآليات حكم لمنع «اي تناقض» بين الدستور القائم والموقت، بحيث يكون الهدف من ذلك «اقامة هيكلية حكم موقتة تتناول المرحلة الانتقالية فقط» مع ضمان عدم استغلال السلطة وإلغاء عدد من القوانين.
أما الخيار الثالث، وفق التقرير، فإنه يمكن ان يكون كما اقترحت المعارضة بالعودة الى دستور العام 1950 باعتباره «الاكثر ديموقراطية». وأشار «مركز كارتر» الى انه عندما يلتقي وفدا النظام والمعارضة في جنيف فإنهما سيبدآن من «نقطة الصفر» اذ ان ممثلي الحكومة سيصرون على «اكثر تغييرات محدودة في النظام القائم، فيما ستصر المعارضة على القطيعة مع الوضع الراهن. وخلال المفاوضات فإن الحل سيكون في الوسط بما يتضمن سلة من اصلاح الدستور القائم والقوانين الحالية مع تأسيس مؤسسات انتقالية وربما ترتيبات دستورية موقتة».
 
باريس تُفرج تدرجياً عن حسابات النظام لتمويل الغذاء
لندن، أبو ظبي - «الحياة»، رويترز
قال المدير العام لـ «المؤسسة العامة للتجارة الخارجية» الحكومية السورية طارق الطويل إنه يجري الإفراج تدرجياً عن حسابات مصرفية مجمدة للحكومة السورية في الخارج من أجل شراء أغذية.
وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غربية أخرى فرضت عقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد لقيامها بقمع احتجاجات في البلاد، لكن تلك العقوبات لا تتضمن امدادات الغذاء. وقال الطويل عبر الهاتف إن اتحاد المصارف العربية والفرنسية (يوباف) في فرنسا وافق على الإفراج عن أموال لمشتريات الغذاء. وأضاف: «بنك يوباف في فرنسا متعاون للغاية».
وكانت الحكومة الفرنسية وافقت في ايلول (سبتمبر) الماضي على استخدام أصول مصرفية سورية مجمدة لتمويل واردات غذاء الى سورية في إطار برنامج للاتحاد الأوروبي يسمح باستخدام مثل تلك الأموال لأغراض إنسانية.
الى ذلك، أفاد موقع «روسيا اليوم» امس ان طائرة روسية وصلت إلى اللاذقية غرب سورية، حاملة 44 طناً من الأدوية للإسعافات الأولية سلمتها وزارة الصحة الروسية الى الحكومة السورية. وقال الناطق باسم وزارة الصحة الروسية أوليغ سالاغاي إن «الشحنة تحتوي على نحو 100 صنف من الأدوية والمنتجات الطبية، بينها مخفضات الحرارة ومسكنات ومضادات التشنج ومواد التضميد، أي كل ما هو ضروري لتقديم الإسعافات الأولية». واستغرقت عملية تفريغ الشحنة نحو ثلاث ساعات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اوعز الى وزارة الصحة الروسية بإرسال أدوية وأجهزة ومواد طبية إلى سورية، بعد اتصال هاتفي اجراه مع الرئيس الاسد منتصف الاسبوع الماضي.
الى ذلك، أفاد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ان «نشاطات العمل الإغاثي الإنساني للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري توقفت في شكل كامل في مناطق الغوطة الشرقية والغوطة الغربية في ريف دمشق وفي كامل محافظة درعا في الجنوب، وتحولت كل المشاريع الإغاثية للمنظمتين نحو المناطق الرازحة تحت احتلال النظام» السوري. وأشار الى ان المنظمات الإغاثية السورية الأهلية والدولية «لم تتمكن من الدخول إلى منطقة (الغوطة الشرقية) منذ أشهر، وأن الحالة الإنسانية تزداد سوءاً مع مرور الوقت بسبب عدم تمكن المتطوعين من نقل أو علاج الجرحى، بالإضافة الى النقص الحاد في المواد الغذائية الذي يزيد نسبة تعرض الشرائح الأكثر ضعفاً كالنساء والأطفال للأمراض الوبائية».
وطالب «الائتلاف» منظمات الإغاثة الدولية بإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى «المناطق المحاصرة في دمشق ودرعا وحمص وغيرها من المدن السورية»، مذكراً بأن الجرحى «يموتون بسبب نقص المعدات والكوادر الطبية في تلك المدن».
 
الثوار مصمّمون على الصمود في القلمون ودعوة رسمية من موسكو للجربا
تفجير بريف دمشق يودي بلواء و3 عمداء للنظام
المستقبل..(ا ف ب، رويترز، روسيا اليوم)
قتل العشرات من قوات النظام وحلفائه بينهم عدد من كبار الضباط في تفجير ضخم دمر أمس مبنى في إدارة المركبات في ضواحي مدينة حرستا، مع استمرار قوات المعارضة بالصمود في معركة القلمون التي يستعمل فيها النظام السوري والميليشيات المقاتلة معه أشرس الأسلحة، حيث تتعرض مدينة قارة خصوصاً لقصف متواصل بالطيران الحربي مع صد الثوار محاولات اقتحامها.
سياسياً، أبدى رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا موافقة مبدئية على زيارة موسكو بعد تلقي الائتلاف المعارض دعوة رسمية من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
فقد ذكر المرصد السوري أمس أن 31 جندياً سورياً على الاقل بينهم اربعة ضباط كبار قتلوا في تفجير قاعدة لجيش النظام في ريف دمشق.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "قتل 31 من عناصر قوات النظام بينهم ثلاثة عمداء ولواء اثر تفجير مبنى في ادارة المركبات يقع في ضواحي مدينة حرستا"، لافتاً الى "انهيار المبنى بشكل كامل". وأضاف أن "توقيت شن هذا الهجوم له دلالة"، وخصوصا ان جيش النظام يشن عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على مواقع مسلحي المعارضة في منطقة ريف دمشق.
وأوضح استناداً الى معطيات اولية ان القنبلة وضعت "إما داخل المبنى وإما في اسفله وتحديداً تحت نفق"، ملمحاً بذلك الى ان مقاتلين معارضين تمكنوا من التسلل الى داخل القاعدة العسكرية.
وفي ريف دمشق كذلك، تتعرض مدينة قارة في منطقة القلمون شمال العاصمة حيث يتحصن عدد كبير من الثوار لقصف متواصل بالطيران الحربي، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها، بحسب ما افاد المرصد السوري.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن أمس "منذ الصباح، تتعرض مدينة قارة لغارات جوية. وكان الطيران قصفها امس بكثافة. وتحاول قوات النظام اقتحامها وطرد الكتائب المقاتلة منها". الا انه اشار الى ان الثوار داخل المدينة يؤكدون تصميمهم على الصمود.
ومنذ الجمعة، شهدت المعارك بين قوات النظام مدعومة من "حزب الله" والثوار، تصعيدا في منطقة القلمون، لا سيما على طريق حمص ـ دمشق القريبة من قارة. واستمرت هذه المعارك خلال الليلة قبل الماضية موقعة خسائر في صفوف الطرفين.
وافاد المرصد السوري عن تقدم طفيف لقوات النظام لجهة الطريق الدولي، من دون ان تتمكن من دخول قارة.
وتعتبر منطقة القلمون التي يسيطر الثوار على اجزاء واسعة منها استراتيجية وتشكل قاعدة خلفية اساسية لمقاتلي المعارضة لمحاصرة العاصمة.
وبالنسبة الى النظام، فان هذه المنطقة اساسية لتأمين طريق حمص دمشق وابقائها مفتوحة. كما توجد في المنطقة مستودعات اسلحة ومراكز الوية وكتائب عسكرية عديدة للجيش السوري.
ومنذ اسابيع، يتخوف خبراء من حصول معركة كبيرة في القلمون ذات الطبيعة الجبلية. الا ان مصدرا امنيا في دمشق اشار الى ان المواجهات في قارة ناتجة "عن عمليات يقوم بها الجيش السوري لمطاردة بعض الفلول الهاربة من مهين" في ريف حمص الجنوبي الشرقي.
وتبعد مهين 20 كيلومترا شرق قارة. وكان مقاتلو المعارضة استولوا خلال الاسبوع الماضي على جزء من مستودعات اسلحة موجودة على اطرافها ومناطق محيطة، لكن قوات النظام استعادتها الجمعة بعد معارك طاحنة.
وفي دمشق، اعلن وزير الكهرباء السوري عماد خميس ان عملا "تخريبيا" ارتكبته مجموعات "ارهابية" تسبب بعد ظهر امس بانقطاع الكهرباء عن العاصمة دمشق والعديد من المناطق الجنوبية.
وقال خميس، كما نقل عنه تلفزيون النظام ان التيار الكهربائي انقطع عن مناطق في جنوب البلاد، فيما تحدث سكان في دمشق بدورهم عن انقطاع التيار.
وقال سكان في منطقتي المزة وجرمانا عند اطراف دمشق مساء أمس ان التيار الكهربائي انقطع عن منازلهم منذ اكثر من اربع ساعات.
سياسياً، ابدى رئيس الائتلاف الوطني السوري موافقة مبدئية على زيارة موسكو بعد تلقيه دعوة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على ان يتم البحث في تحديد موعد لها، بحسب ما افاد مسؤول في الائتلاف.
وحددت الدعوة الرسمية الموجهة الى الائتلاف موعدا للزيارة بين 18 و21 تشرين الثاني، ما يعني انها كانت ستتزامن مع زيارة وفد حكومي سوري الى روسيا. الا ان رئيس الائتلاف قال انه لم يتمكن من الغاء "ارتباطات سابقة" في هذا التاريخ، مطالبا بارجاء الموعد.
وقال منذر اقبيق مستشار الجربا لشؤون الرئاسة، "تلقى الرئيس احمد الجربا دعوة من الوزير سيرغي لافروف للقيام بزيارة رسمية الى موسكو واجراء محادثات". واضاف ان الجربا "شكر لافروف على دعوته وعبر عن اهتمام بالغ لدى الائتلاف باجراء محادثات مع المسؤولين الروس واقامة علاقات معهم، وبزيارة موسكو. الا انه عبر عن اسفه لعدم تمكنه من الغاء ارتباطات سابقة وزيارات كان التزم بها في الموعد المحدد للزيارة، وهو بين 18 و21 تشرين الثاني". واشار اقبيق الى انه "سيتم التنسيق بين الجانبين لتحديد موعد جديد للزيارة".
وبحث وزير الخارجي الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي أمس، التحضيرات لمؤتمر جنيف2 لتسوية الأزمة السورية، كما تطرق الجانبان إلى قضايا أخرى خلال المكالمة الهاتفية التي كانت بمبادرة من الجانب الأميركي.
ويبدأ وفد مؤلف من مستشارة بشار الأسد بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد الاثنين محادثات في موسكو تحضيراً لمؤتمر جنيف 2 الذي يتوقع انعقاده في كانون الاول، وفق ما ذكر مصدر رسمي في دمشق الخميس الماضي..
 
قذائف الهاون تمطر دمشق.. وأغلب أحيائها تغرق في الظلام والحكومة تفتح باب التطوع لـ«المغاوير».. وتضاعف أعداد النازحين إلى عرسال

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا ... تبادلت القوات النظامية ومقاتلو المعارضة القصف العنيف، أمس، في دمشق وريفها، حيث كثفت القوات الحكومية من قصفها على مدينة قارة في جبال القلمون تمهيدا لاقتحامها، فيما وسع مقاتلو المعارضة من دائرة استهدافهم لأحياء مدينة دمشق التي أمطروها بقذائف الهاون. وتزامن التصعيد في دمشق، مع تحذير الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من أن يسعى النظام وحلفاؤه «لإجهاض انعقاد أي مؤتمر يسعى لإيجاد حل سياسي في سوريا».
وفي محاولة لتجاوز عقبة النقص بالمقاتلين، أعلنت قيادة الجيش السوري عن فتح باب التطوع لحاملي شهادة التعليم الأساسي وما فوق في القوات الخاصة «مغاوير»، على أن تكون مدة العقد سنتين غير قابلة للتجديد إلا لمن يرغب.
وشهدت معظم أحياء دمشق، أمس، انقطاع التيار الكهربائي مساء. وقال وزير الكهرباء السوري عماد خميس إن انقطاع الكهرباء عن المنطقة الجنوبية من البلاد سببه «تخريب المجموعات الإرهابية المسلحة لخطوط التوتر العالي المغذية للمنطقة». وتعد هذه المرة الثالثة خلال أقل من عام التي تغرق فيها مناطق جنوب سوريا بالظلام، والمرة الثالثة التي يكرر فيها وزير الكهرباء ذكر الأسباب ذاتها دون أي تعديل بالصياغة.
ميدانيا، أفاد ناشطون سوريون بتعرض مدينة قارة في منطقة القلمون، لقصف عنيف بالطائرات الحربية، في محاولة لاقتحامها، بعيد انطلاق معركة استعادة السيطرة على مدن القلمون الاستراتيجية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المدينة «قُصفت لليوم الثاني على التوالي بالطائرات الحربية في محاولة لطرد الكتائب المقاتلة منها»، لافتا إلى أن «مقاتلي المعارضة داخل المدينة يؤكدون تصميمهم على الصمود». وأشار المرصد إلى أن القوات الحكومية «أحرزت تقدما طفيفا لجهة الطريق الدولية من غير اقتحام المدينة».
في هذا الوقت، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بأن مدينة قارة «تعرضت لقصف بصواريخ أرض - أرض، بلغ عددها ثمانية صواريخ»، فيما أعلنت قناة «الميادين» مقتل قائد عمليات الجيش الحر في قارة سليم بركات.
ومع اشتداد المعارك في المدينة، تضاعف عدد النازحين السوريين إلى بلدة عرسال (شرق لبنان) الحدودية مع سوريا، وتخطى عدد اللاجئين السوريين الذين دخلوا إلى الأراضي اللبنانية في اليومين الأخيرين حاجز الـ16 ألفا. ويصل النازحون عبر ممرات جبلية غير قانونية كانت تستخدم قبل الحرب لتهريب سلع على اختلافها.
في غضون ذلك، شهدت العاصمة السورية أمس أعنف موجة من التساقط العشوائي لقذائف الهاون التي تركزت على الأحياء الشرقية، راح ضحيتها أكثر من ستة مدنيين وعشرات الإصابات بينهم أطفال وتلاميذ مدارس، فيما انقطع التيار الكهربائي مساء عن معظم أحياء دمشق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتساقط قذائف هاون بغزارة على أحياء في وسط مدينة دمشق، مشيرا إلى أن القصف «استهدف أحياء عدة أبرزها القصاع والزبلطاني وشارع بغداد وساحة العباسيين».
وأشار سكان في حي باب توما إلى سقوط قذيفة هاون على باص نقل داخلي في ساحة الحي مما أسفر عن مقتل ثلاث مدنيين وإصابة عشرة بينهم أطفال، كما سقطت قذيفة هاون في حي العدوي وعدد آخر من القذائف من الساعة التاسعة من صباح أمس إلى ساعات ما بعد الظهر، إلا أن أعنفها كان على منطقة الزبلطاني وساحة العباسيين، وتحديدا شارع فارس خوري عند مدخل نفق العباسيين، وأصابت سيارة عسكرية أدت إلى مقتل عسكري وإصابة السائق بجروح.
وسقطت قذيفة أخرى عند كنيسة سيدة دمشق في حي القصور القريب من ساحة العباسيين، مما أدى إلى مقتل مدنيين، كما سقطت قذيفة على سطح مدرسة «لبابة الهلالية» في «شارع الملك فيصل» أدت إلى مقتل معلمة وإصابة عدد من التلاميذ، تبعها سقوط قذيفة هاون أخرى على المستوصف التابع للمدرسة.
إلى ذلك، أعلن الائتلاف الوطني السوري اختطاف أكثر من 60 شخصا في بلدة كوكب بريف حماه الشمالي، السبت، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكد الناشطون أن اختطاف هؤلاء جرى خلال عملية اقتحام وسلب ونهب نفذتها قوات النظام على البلدة، مدعومة بعناصر وميليشيات من قرى معان والزغبة والمبطن والطليسية، كما وثق مراسلون في المكان مجزرة ارتكبتها تلك القوات بحق ثمانية مدنيين، سبعة منهم من عائلة واحدة، خلال العملية نفسها. وقال الائتلاف في بيان، إن مصير المفقودين لا يزال مجهولا، في ظل مخاوف على حياتهم، خصوصا بعد مجزرة يوم الجمعة الماضية في قرية وادي المولى بريف حمص التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 27 شخصا، معظمهم ينحدرون من عائلة واحدة، وأغلبهم من النساء والأطفال.
في المقابل، أفاد ناشطون باقتحام ملثمين مركز شركة «MTN» للاتصالات في مدينة حلب، واختطاف سبعة أشخاص، بينهم رئيس مجلس الحي في حي الشعّار. وطالبت هيئات مدنية السلطات المدنية والعسكرية المعارضة في المنطقة أن تتحمل مسؤولياتها تجاه المختطفين وتسعى للإفراج عنهم.
 
مراقب «إخوان سوريا»: مؤتمر جنيف لن ينعقد.. وإذا انعقد فلن يصل لنتيجة والشقفة قال لـ «الشرق الأوسط» إنه لا يمكن مواجهة محور إيران إلا بمحور تقوده السعودية

إسطنبول: وائل عصام ... وسط حي الفاتح المحافظ، ذي الأجواء العثمانية في مدينة إسطنبول، يقيم المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا رياض الشقفة، حيث التقته «الشرق الأوسط»، في مكتبه المتواضع هناك، الذي يقع على مقربة من جامع السلطان محمد الفاتح، الذي يذكّر بأمجاد خلافة عثمانية إسلامية، يرنو إليها الإخوان المسلمون، وإن اختلفت التسميات.
واستبعد المهندس الشقفة، ابن حماه التي شهدت مجزرة الإخوان المسلمين عام 1982 على أيدي قوات الرئيس الراحل حافظ الأسد، أن يعقد مؤتمر «جنيف 2» للسلام الخاص بسوريا، الذي تأجل الإعلان عن عقده مرات عدة. وأكد رفضه قبول أن يكون الرئيس الحالي بشار الأسد جزءا من مستقبل سوريا. وحذر من الدور الإيراني في المنطقة، وقال إنه لا يمكن مواجهة محور إيران إلا بمحور عربي تقوده السعودية.
ونفى وجود خلافات داخل تنظيم الإخوان في سوريا، وأكد إيمانه بالتعددية السياسية والقيم الحضارية من حقوق المرأة واحترام الآخر، وأشاد بتجربة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وقال إنه نجح، لأنه اتبع سياسة «التدرج» في معالجة الأمور.
وإلى نص الحوار:
* مؤتمر «جنيف 2» حديث الجميع الآن، ألا تعتقدون أن المطالبة برحيل بشار الأسد كشرط مسبق لم تعد ممكنة، في ظل تعنت المحور الإيراني الداعم للأسد، وتقاربه الأخير مع الإدارة الأميركية؟
- نحن لن نخضع لأي ضغط دولي في موضوع استمرار بشار الأسد تحديدا، وهو شرط مسبق لأي حوار. يمكننا محاورة المدنيين من النظام، وليس من تلطخت أيديهم بالدماء، لكن لن نقبل أن يكون الأسد ونظامه الأمني جزءا من مستقبل سوريا.
* لكن من الواضح من بيان الائتلاف السوري المعارض، الذي أنتم جزء أساسي منه، أنه لم يعد يركز في أولوياته على رحيل الأسد كشرط مسبق، واستبدل به ثلاث أولويات هي فتح ممرات إنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين، وثالثا، تشكيل «حكومة انتقالية» قد تفضي إلى انتخابات يترشح فيها الأسد مرة أخرى عام 2014.
- هذا مرفوض. لا انتخابات بمشاركة الأسد، والبديل سيكون استمرار الثورة. فحتى لو وافق الائتلاف، فإن الشعب السوري سيرفض هذا الاتفاق. نحن لن ننفرد بأي اتفاق، ولا يجوز للائتلاف بأن ينفرد باتفاق بعيدا عن المجموعات المسلحة والثوار.
* لكن ألا تعتقد أنكم في الثورة السورية لا تملكون الأوراق الكافية لإجبار النظام على التنازل في «جنيف 2» مع التقدم العسكري اللافت للنظام على الأرض، وفشل الغرب والولايات المتحدة في ممارسة أي ضغط حقيقي عليه؟
- المجتمع الدولي يبحث عن بديل يرضى عنه. الغرب يخاف من البديل الإسلامي، ولا يريد الإسلاميين، وهذا ما يؤخر دعم الثورة السورية. وهو ما سيمنع أيضا الوصول لتسوية سياسية في «جنيف2». وأقول لك بصراحة: أنا لا أعتقد أن مؤتمر «جنيف 2» سينعقد، وإذا انعقد فلن يصل لنتيجة.
* ما هو في رأيك سبب تأخر انتصار الثورة السورية؟ وهل تعتقد أن الحلف العربي غير قادر حتى الآن على مواجهة إيران وحلفها؟
- موقف إيران عدائي وطائفي. المشروع الشيعي- الإيراني بحاجة إلى مشروع سني مقابل، والسعودية مؤهلة لقيادة المشروع السني.
لم نكن نتمنى أن تصل الأمور إلى هذا التصنيف. بالأصل نحن ضد الطائفية، لكنهم هم من بدأوا في ذلك، ووقفوا في مواجهة كل الشعوب العربية المطالبة بحريتها في الربيع العربي. الحلف العربي المواجه لإيران يملك إمكانات كبيرة، لكنه بحاجة إلى مزيد من التنسيق والترابط للوقوف أمام المشروع الإيراني. ولا أقول إن المشروع السني يجب أن يكون إخوانيا؛ السنّة يجب أن يتكاتفوا بغض النظر عن خلافاتهم ليواجهوا هذا التحدي التاريخي.
* ولكنكم تدعمون مشروع الإخوان المسلمين فقط.. في مصر مثلا؟
- ليس فقط لأنهم «إخوان». موقفنا في مصر هو أننا ضد الانقلاب على الديمقراطية، لأن الاستبداد هو طريق الفشل وتخلف الأمة. الديمقراطية هي سبب النهوض. تجربة أوروبا أثبتت ذلك؛ تقاتلوا لسنوات، وذهب ضحية ذلك مئات الآلاف، واتفقوا في النهاية على أنه ليس لهم مخرج إلا بالديمقراطية. وهكذا لم تتقدم أوروبا إلا بالديمقراطية.
* في مصر يقول خصوم «الإخوان» إن الديمقراطية ليست فقط انتخابات؟
- وهي ليست انقلابات أيضا. الديمقراطية هي حكم الأغلبية فقط، أما موضوع القيم الديمقراطية، فقد اخترعها من خسر الانتخابات لتخويفنا من الديمقراطية، العلمانيون المعادون للإسلاميين، لأن لكل مجتمع قيمه الخاصة. حكم «الإخوان» في مصر لعام واحد لا يكفي للحكم عليهم بعد 40 عاما من الفساد والاستبداد. يجب أن يعطوا فرصة ليُجدد لهم أو ليُرفضوا. و(الرئيس المصري المخلوع محمد) مرسي لم يفشل، ولكنه لم يُعطَ الفرصة. أصلا الأجهزة الأمنية وأجهزة الدولة لم تكن موالية لمرسي، لذلك فإن أخونة الدولة لم تكن واقعا، بالعكس هم متهمون الآن بعسكرة الدولة.
* لكن أيضا بعض التجارب الإسلامية في الحكم لم تكن مشجعة..
- نحن نؤمن بالتعددية السياسية والقيم الحضارية، من حقوق المرأة واحترام الآخر. ولكن الدول الغربية تقدس الديمقراطية لشعوبها فقط، وتدعم الديكتاتوريات في البلدان العربية والإسلامية.
* ماذا عن العلمانية؟ هل عندكم مشكلة معها؟
- نحن مع إرادة الشعب. إذا اختار الشعب العلمانية، فالمؤكد أننا لن نعمل انقلابا! الديمقراطية هي الحل الوحيد.
* لكنكم تعرفون أن كثيرا من التيارات الإسلامية السلفية لا تؤمن بالديمقراطية بل وتعتبرها كفرا؟
- بعض المتطرفين من الإسلاميين يكفروننا، بسبب تأييدنا للديمقراطية. نحن مع الديمقراطية، وأنا أقول دائما إننا أصحاب فكر ودعوة، إذا أحسنا عرض أفكارنا، فسيختارها الناس. أنا تناقشت مع بعض الرافضين للديمقراطية، هم يريدون فرض الشريعة بالقوة، ونحن نريدها بالدعوة.. نحن مختلفون بالوسائل.
لو كنا سنصوغ دستورا، فسأختار أن يتضمن الشريعة. لكن لو كان معظم الشعب السوري لا يريد تطبيق الشريعة هل نفرضها بالقوة، أم بالدعوة؟ نحن بحاجة لدراسة متأنية للإسلام، من يريد العمل بالسياسة فعليه التمعن بالنصوص والسيرة النبوية. أنا أعتبر الرسول أكبر سياسي بالتاريخ. أنا أدعو لمراجعات في فهم الشريعة والإسلام بوعي.
* هل تصل هذه المراجعات لنموذج إسلامي حديث، كنموذج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي يطبق العلمانية والاقتصاد الرأسمالي؟
- أردوغان نجح بسبب الفهم الحقيقي لوضع تركيا. هو يفهم التركيبة التركية جيدا. التدرج في معالجة الأمور هي سياسة أردوغان؛ كانت إحدى المشكلات مثلا قضية الحجاب، والآن نجح في إدخال المحجبات للبرلمان. ونحن في سوريا سنتعامل حسب الواقع، فالفقه هو تطبيق النصوص على الواقع، لذلك سنرى الواقع في سوريا ونطبق. نحن لن نفرض الحجاب مثلا على النساء، نحن مع الحريات الشخصية. نحن نريد الحرية لشعبنا.. نحن مع قرار الأكثرية.
* لكن لا تزال كثير من الدول تتخوف من أجندتكم الخفية. ما زال يُنظر إليكم كجزء من مشروع كبير يهدف للسيطرة على السلطة، وبعض الدول في الخليج تنظر لكم بشكل سلبي.
- أولا، نحن لا نتدخل في شؤون الدول الداخلية، نتمنى من دول الخليج أن تعي خطورة المشروع الإيراني، وأن تتفهم مدى ضرورة نبذ الخلافات والعمل على توحيد أهل السنّة في مشروع وحلف قوي ضد المشروع الطائفي الإيراني. والسعودية خصوصا بإمكاناتها ومكانتها الدينية مؤهلة لقيادة هذا المشروع السني المواجه لإيران.
* بخصوص موقفكم الدولي من قضية فلسطين، هل تؤمنون بالسلام مع إسرائيل وبالتسوية السلمية؟
- إسرائيل دولة معتدية، ومن حقنا أن نسترد أراضينا السورية المحتلة. أما الفلسطينيون فهم يديرون صراعهم حسب مصلحة الشعب الفلسطيني. وأما بخصوص الحل السلمي مع إسرائيل فهذا يقرره البرلمان السوري المنتخب، الذي يمثل الشعب السوري، وليس نحن.
* ننتقل للحديث عن وضع تنظيمكم في الداخل، لاحظت خلال وجودي في حلب أن وجود الإخوان ضعيف. لديكم حضور ضمن النخب، لكن نفوذكم محدود شعبيا، لماذا؟
- غيابنا عن الساحة منذ عام 1980 أثر كثيرا علينا. كل أعضائنا كانوا محكومين بالمادة 49 (الإعدام لمن ينتمي للإخوان) وهذا أحد الأسباب التي أدت لهجرة «الإخوان». لذلك أوقفنا التنظيم خلال تلك الفترة.
وحافظ الأسد ترك جمعيات إسلامية تعمل مثل جمعية كفتارو وصالح فرفور. وترك لها هامشا من الحرية ليقول إنه ضد «الإخوان»، وليس ضد الإسلام. ولكن بشار وجد أن هذه الجمعيات أصبح انتشارها كبيرا، فاعتقل ابن الشيخ صالح فرفور، واعتقل ابن كفتارو. واتضح أن الأسد ضد الإسلام وليس ضد الإخوان. مع أن هذه الجمعيات لا تعمل بالسياسة.
* وماذا عن حضوركم ضمن الفصائل المسلحة؟ قيل إن لديكم علاقات بلواء التوحيد، وإن كتائب الدروع تابعة لكم؟
- لواء التوحيد تربطنا به علاقة طيبة، ولكننا لم نقدم له دعما. فكرهم معتدل وصقور الشام أيضا. أما «الدروع»، فليسوا إخوانا، لكنهم قريبون منا ومن فكرنا. قدمنا لهم دعما محدودا ومتواضعا، لأننا لا نتلقى الدعم من الخارج أو من الدول الداعمة. كل دعمنا هو من كوادرنا الداخلية، لذلك هو دعم متواضع قياسا بالدعم الذي تقدمه بعض الدول.
نعترف بضعف دورنا في العمل العسكري، وذلك لضعف الدعم الذي نتلقاه كإخوان مسلمين. لا توجد دول تدعمنا أبدا.
وبالنسبة للفصائل المسلحة، فعلاقتنا بمعظمها طيبة، وإذا استثنينا «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، فإنه يمكن التحاور مع أغلب الفصائل. وبالفعل التقينا وتحاورنا مع كثيرين، مثل «صقور الشام والتوحيد» وحتى «أحرار الشام» التقينا مع قيادتهم قبل فترة، وتناقشنا، وكان حوارا إيجابيا. اتفقنا، في معظم الأمور لكن هناك خلافات في نقاط أخرى.
* نسمع عن خلافات داخل تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا، عن صراع بين جناح حلب يقوده نائب مراقب «الإخوان» علي صدر الدين البيانوني، وجناح آخر يقوده رياض الشقفة ابن حماه؟
- غير صحيح. العلاقة مع البيانوني جيدة جدا. نحن قيادة واحدة، ولا توجد مناطقية في تنظيمنا أو صراع بين حلب وحماه. بالعكس، قد يكون الخلاف أحيانا في وجهات النظر داخل الحمويين أنفسهم. قد توجد اختلافات في وجهات النظر، ولكننا نتخذ القرارات بالأكثرية. نحن ديمقراطيون داخليا أيضا. والقيادة موحدة ومتفاهمة. ما المشكلة إذا كان هناك جناحان لكن برأس واحد؟! الجناحان يساعدان على الطيران.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,148,604

عدد الزوار: 7,057,132

المتواجدون الآن: 79