حرب "حماس" ضد "جند أنصار الله" في غزة.. بعد البيان الاول لإعلان "الإمارة الإسلامية"

تاريخ الإضافة الثلاثاء 18 آب 2009 - 4:24 م    عدد الزيارات 4695    التعليقات 0    القسم عربية

        


محمد الضيقة ، الثلاثاء 18 آب 2009
\"\"
 

نهاية الاسبوع الماضي شهد قطاع غزة معركة قاسية بين جماعة "جند أنصار الله" و"حركة حماس" ادت إلى مقتل العشرات واصابة المئات بالجروح، هذا الصدام كان من الممكن ان يكون "طبيعياً" لو حصل بين حركتي "فتح" و"حماس" لإعتبارات باتت معروفة بسبب الإنقلاب الذي نفذته "حماس" ضد السلطة في القطاع، الاّ ان ما حصل بين فصيلين اسلاميين سيكون امراً خطيراً لأنه كشف عن وجود مجموعات سلفية في القطاع  الامر الذي قد يدفع القوى الدولية والإقليمية واسرائيل على توظيف هذه المسألة من أجل تمديد الحصار على غزة إلى ماشاءالله.

مصادر أمنية فلسطينية تابعة للسلطة كانت تعمل في قطاع غزة قبل الإنقلاب أكدت وجود مثل هذه المجموعات السلفية "التي كانت أجهزة الامن الرسمية تراقبها، وتعمل دون تمددها في الشارع الغزاوي"، وأضافت هذه المصادر ان "مجموعة جند انصارالله، لم يكن يتجاوز عددها العشرات الا انه وبعد سيطرة حماس ارتفع عددها إلى الالاف عكس ما تحاول حماس ترويجه من انها عددها لا يتجاوز المئات"، موضحة ان "مجموعة عبد اللطيف موسى كانت تعرف باسم "جلجلت" وهو الاسم الشائع والدارج في اوساط الغزيين، وبدأت نشاطها قبل ثلاثة اعوام تقريباً لكن وتيرتها ازدادت واتسع فريق مناصريها شيئاً فشيئاً بعد  إمساك حماس بمقاليد الأمور في القطاع".

وتضيف المصادر نفسها أن "هذه المجموعات هي التي تبنت المسؤولية مباشرة عن معظم تفجير مقاهي الانترنت والاعراس فالقطاع وهي كما يبدو استفادت  في الفترة الاخيرة من نمو مجموعات  فلسطينية ذات عقيدة تتماشى مع روح (الجهاد العالمي) بحيث يستند ارتباطها بتنظيم القاعدة وتستند عقيدتها على مقومات جهادية وسلفية تتمحور حول العودة إلى التراث الإسلامي والسعي لإنشاء امارة اسلامية بواسطة حرب جهادية".

هذا وتشير المصادر الأمنية الفلسطينية إلى أن "بروز انصار جند الله إلى العلن كان عندما نفذت عملية عسكية قبل شهر ضد دورية اسرائيلية شرق غزة، استُخدمت فيها للمرة الاولى الخيول المفخخة الامر الذي ادى إلى التفاف عدد كبير من الشباب اليافعين حولها الذين يتحمسون لفكرة تطبيق الشريعة ليس اكثر الاّ ان الامر الثابت راهنًا أن انصار جند الله  وقيادة هذه المجموعات السلفية قريبة بشكل كبير من انصار تنظيم "القاعدة" لكن حتى الان ليسوا جزءاً منه ولم يبايعوا مشايخها في الخارج"، ومن هنا، تؤكد المصادر، أن "هذه المجموعات ستعمل في المستقبل على تنفيذ عمل عسكري كبير حتى يعلنوا انضمامهم إلى تنظيم القاعدة بقيادة اسامة بن لادن"، وفي هذا السياق لم تستبعد المصادر الامنية الفلسطينية "وجود مقاتلين في صفوف هذه المجموعات من جنسيات عربية اسلامية تمكنوا من التسلل إلى قطاع غزة مستفيدين من المظلة الامنية التي فرضتها حركة حماس".

إلاّ أن هذه المصادر التي تطرح سلسلة أسئلة حول كيفية دخول هذه العناصر إلى غزة، تؤكد أنه "على الرغم من أن هذه المجوعات تنظر إلى أن حركة حماس حركة وطنية سياسية تسعى إلى استلام السلطة اكثر من كونها حركة اسلامية تسعى إلى تطبيق الشريعة، إلاّ ان هناك تيارًا داخل حماس يوصف بالمتشدد قد يكون سهل دخول المقاتلين العرب وأمن غطاء لهذه المجموعات للعمل إلى أن تضخّم حجمها، حيث بات من الصعب القضاء عليها".

إلى ذلك، تشير المصادر الأمنية الفلسطينية إلى أن "ما قامت به حماس ضد مجموعة  جند انصار الله وتمكنها من قتل شيخها عبد اللطيف موسى المعروف بأبي نور المقدسي ومجموعة من اركانه، لن يكون كافياً لتبرئة ساحتها من هذه المجموعات، وان ما فعلته ضدهم قد فتح أزمة في قطاع غزة لن تنتهي قريباً بإعتبار أن الخطاب الإسلامي الديني لهذه المجموعات يجد صدىً وقبولاً من أوساط عديدة في قواعد حماس  التنظيمية"، وهذا يعني، بحسب هذه المصادر، ان "حماس فتحت على نفسها باباً لن تتمكن من اغلاقه بسهولة خصوصاً ان هذه المجموعات  تتبني مسألة الجهاد ضد الاحتلال الاسرائيلي وهي لن تكون قادرة على استئصالها، وقد تخسر في مواجهتها، لأن افكار عناصرها بدأت تستقطب مئات الفلسطينيين الساعين إلى تنفيذ الشريعة الإسلامية. وهو أمر لا قدرة لحماس على مواجهته، وهي التي لم تتمكن من مواجهته سابقاً عندما كانت تعتقل بعض افراد هذه المجموعات وتعود لإطلاقهم لأنها لم تجد مبرراً لإبقائهم في السجن طالما أن حجتهم انهم يريدون مقاتلة الاحتلال الاسرئيلي".

وتختم المصادر الأمنية الفلسطينية بالإشارة إلى أن "ما قامت به حركة حماس في غزة ضد هذه المجموعات لن يساهم في الحد من توسعها، بل على العكس فإن ما حصل يعتبر البيان الاول لإعلان إمارة إسلامية وهذا الامر سيشكل بداية لأزمة جديدة في قطاع غزة تضاف إلى الازمة القائمة بين حماس وفتح".


المصدر: موقع لبنان الأن

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,044,715

عدد الزوار: 6,749,384

المتواجدون الآن: 105