أخبار وتقارير..تصاعد العنف في إفريقيا الوسطى عشية إختيار البرلمان رئيساً إنتقالياً.... تركيا: تحذير من «طمس أدلة واتهامات» لإنقاذ الحكومة

ردود فعل متباينة إزاء خطط أوباما لإصلاح برامج التجسس..محكمة لاهاي «تثلج» القلوب «المحروقة»..عرب وكرد يأملون فتح نافذة العودة إلى دمشق...بين الاساءة الى كيري وصواريخ حماس يبقى غور الأردن مشكلة اساسية...صواريخ "حزب الله" من "كريات شمونة" إلى عرسال... مجزرة دموية وطائفية من مرابض "المقاومة"!....بعد أن حرّض على تدمير المفاعل الذري العراقي شارون يرسم لإسرائيل استراتيجية الأمن النووي

تاريخ الإضافة الإثنين 20 كانون الثاني 2014 - 7:30 ص    عدد الزيارات 2367    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

بعد أن حرّض على تدمير المفاعل الذري العراقي شارون يرسم لإسرائيل استراتيجية الأمن النووي
الحياة...سليم نصار ** كاتب وصحافي لبناني
لم تعرف إسرائيل، في شتى مراحل تكوينها، شخصية سياسية أو عسكرية استطاعت أن تشغل الرأي العام طوال ستين سنة، مثلما شغلته مغامرات أرييل شارون.
صحيح أنه كان المنافس الأول لموشيه دايان في استخدام أساليب غير إنسانية ضد الفلسطينيين... ولكن الصحيح أيضاً أن كليهما شرب من معين عصابة «الهاغانا» بهدف تحقيق حلم تيودور هيرتزل، مؤسس الصهيونية.
وذكر دايان أن عينه اليسرى قد أطفأتها رصاصة عربي أثناء تعرضه لكمين قرب حيفا سنة 1941... كذلك كان شارون يتباهى بالعصبة التي تلف جبهته بعد أن أصيب في حرب 1973 بشظية في رأسه. ورفض في حينه تلقي العلاج ليواصل معركة عبور قناة السويس.
يروي موشيه دايان في مذكراته أنه كرس نشاطه العسكري قبل سنة 1947 من أجل تسهيل عمليات تسلل المستوطنين القادمين من روسيا وأوكرانيا والأوروبيتين، الشرقية والغربية. في حين ركز شارون ممارساته على تذليل العقبات التي تحول دون تثبيت حدود آمنة لدولة اليهود. لهذا قرر الانسحاب من غزة لأن مستوطناتها القليلة لا تستحق التضحيات... ولأن صديقه شمعون بيريز نصحه بضرورة فصل إسرائيل عن القنبلة البشرية الموقوتة، غزة.
ومن الأحداث التي سجلها شارون في مذكراته كفاجعة عائلية، حادث وفاة نجله الأكبر غور (11 سنة). وقد حدث ذلك عقب احتفاله بالانتصار العسكري المدوي الذي شارك في صنعه خلال حرب 1967. ولكن تلك الفرحة لم تكتمل بدليل أن نجله غافل الحضور، وراح يلعب برشاش والده عندما انطلقت رصاصة من المخزن لتصيبه في الصدر.
وحمل شارون ابنه وركض إلى أقرب مستوصف لعل المعالجة تنقذ حياته. وكتب عن تلك اللحظات العصيبة في مذكراته يقول: «لقد رأيت في حياتي أنهاراً من الدم، فلم أرتعب أو أجزع... بيد أن الدم الذي صبغ يدي من جرح غور حفر صورة مؤلمة في ذاكرتي عجزتُ عن محوها».
بعد أقل من ست سنوات، توفيت زوجته الأولى -والدة غور- بحادث سيارة بينما كانت متوجهة إلى المستشفى الذي تعمل فيه.
وبما أن انشغال شارون بقضايا الأمن والقتال حرمه من نعمة الحب، لذلك وجد من الملائم أن يتزوج شقيقة زوجته المتوفاة. وفي سنة ألفين ماتت زوجته الثانية ليلي بمرض السرطان. ثم أصيب هو بعد ست سنوات بجلطة دماغية أدخلته في غيبوبة طويلة.
حرص شارون في مذكراته على استعادة وصية والدته فيرا التي هربت من روسيا فور اندلاع الثورة الشيوعية. وهو يذكر أنها أهدته خنجراً في عيد ميلاده الـ 13، ولما سألها عن الغاية من اختيار هذه الهدية قادته الى آخر الكيبوتز، شمالي تل أبيب، ثم أشارت الى القرى العربية وقالت: «هناك يسكن الذين يخططون لقتلك وقتلنا جميعاً. لذلك عليك أن تبادرهم فوراً باستخدام الخنجر قبل أن ينجحوا في القضاء عليك».
ويعترف شارون إن وصية والدته شكلت في حياته قاعدة أساسية تؤكد أهمية استعمال سلاح القتل بدلاً من سلاح الحوار والسلام.
وفي ضوء تلك الوصية كتب شارون في صحيفة «هآرتس» مقالة جاء فيها: «أن حرب الاستقلال سنة 1948 لم تكن أكثر من فصل واحد في كتاب لم تنته فصوله بعد. والنهاية تُحسَم عندما يعترف العرب بحق الشعب اليهودي في إنشاء دولة خاصة به في الشرق الأوسط. وأي حل لا يأخذ في الاعتبار هذه الحقيقة فإننا نرفضه ونعمل على تدمير الجهة التي تروِّج له».
وبحسب هذه المقاييس، استخدم شارون وزملاؤه وحشية الانتقام الذي لا يعرف الحدود. وقد تمت تصفية قادة منظمة التحرير الفلسطينية بطريقة مشابهة للعقوبة القصوى.
ومع أن الصحف كشفت عن الكثير من الجرائم التي تبناها شارون في حياته، إلا أنها أهملت دوره الأساسي في تدمير مفاعل تموز العراقي (7 حزيران- يونيو 1981). كما أهملت التوصية التي وضعها شارون كنهج استراتيجي ملزِم لمنع أي دولة شرق أوسطية من امتلاك السلاح النووي الذي تحتفظ إسرائيل بمئتي رأس منه.
قبل اتخاذ قرار نهائي بضرورة تدمير المفاعل النووي العراقي، طلب رئيس الوزراء مناحيم بيغن، من المجلس الأمني المصغر، إطلاعه على المخاطر المتأتية عن هذا الإنجاز الاستراتيجي الخارق. وقد وضع المجلس على مكتبه المعلومات التالية: أولاً - لعب العراق دوراً عسكرياً مهماً خلال الحروب الثلاث التي خاضتها إسرائيل مع الدول العربية. والدليل أن بغداد وافقت على مقررات الجامعة العربية لشن معارك دفاعية في حرب 1948 وحرب 1967. كما أرسلت قواتها إلى الجبهة الشرقية لمساندة السوريين في حرب 1973. وبخلاف سائر الدول العربية، فإن العراق رفض الانصياع لأي قرار يتعلق بوقف إطلاق النار أو الموافقة على هدنة موقتة. لهذا تعتبر بغداد موقفها الثابت إعلاناً لحل حرب دائمة من الناحيتين العملية والقانونية.
ثانياً - بسبب تمويل العراق لمختلف المجموعات الفلسطينية، فإن إسرائيل تخشى انتقال السلاح الفتاك إلى منظمات الرفض. خصوصاً أن الولايات المتحدة صنفت العراق دولة غير ملتزمة بشرعية القرارات الدولية. لهذا السبب وضعتها على قائمة الدول التي تخضع للحظر والمراقبة. كذلك منعت سنة 1975 شركة «بوينغ» من بيعها طائرات تجارية.
ثالثاً - منذ الانقلاب الدموي الذي قام به عبدالكريم قاسم سنة 1958 والنظام العراقي يهدد جاراته بقوة التطرف والسلبية. وعندما استتب الحكم لصدام حسين نهاية سنة 1970 باشر في شن حملات التهديد ضد حزب البعث في سورية، وضد أكراد كردستان. وفي خريف سنة 1980 غزا إيران، الأمر الذي دفع طهران إلى شن غارة غير ناجحة على المفاعل العراقي في 30 أيلول (سبتمبر) 1980.
في ضوء هذه الخلفية السياسية، عقد مناحيم بيغن جلسة استثنائية لأعضاء حكومته، وذلك بغرض البحث عن الخيارات المتاحة. وقد طلب من رئاسة الأركان وقادة «الموساد» الاشتراك في المناقشات. وبعد جدل طويل حول مستقبل مفاعل «تموز» العراقي، حسم أرييل شارون، وزير الزراعة في حينه، النقاش بإلقاء كلمة قصيرة قال فيها: «لو أن الاستخبارات البريطانية نجحت سنة 1939 في اغتيال أدولف هتلر، لكانت الأسرة الدولية حافظت على سلامة ملايين البشر ممن حصدتهم حرب النازيين وحلفائهم. ونحن، في هذه المقارنة، نطمح إلى تعطيل سلاح الإبادة الذي يهدد صدام حسين باستخدامه ضد إسرائيل».
وتوقف شارون فجأة ليأخذ في كلمته موقف المشكك ويكمل قائلاً: من المؤكد أن الدول قد تتساءل عن أسباب احتفاظنا بمفاعل «ديمونا» في حين نخطط لتدمير مفاعل دولة أخرى. حسناً... سمعت الجواب من ديفيد بن غوريون الذي أخبرني أنه علق خريطة الشرق الأوسط في غرفة نومه، وكانت هواجس الوضع الأمني لدولة إسرائيل تؤرقه دائماً، وكثيراً ما سُمِع يردد أمام صديقه إسحق نافون عبارات القلق الدائم: إن مساحة إسرائيل لا تزيد على عشرة آلاف و480 ميلاً مربعاً. بينما تزيد مساحة العراق على 280 ألف ميل مربع. لذلك قرر امتلاك القنبلة الذرية بمساعدة فرنسا وإيطاليا، كنوع من التعويض الأمني لتعديل فارق توازن المساحات. وقد اشترط في استراتيجية الدفاع منع أي دولة شرق أوسطية من امتلاك السلاح النووي.
وهكذا اتُّخِذ قرار تدمير مفاعل تموز! بعد ظهر السابع من حزيران (يونيو) 1981 التقط القمر الصناعي الأميركي إشارات تؤكد وجود أجسام سريعة أشبه شيء بالأجسام التي تظهر في فيلم «حرب النجوم». وكانت تلك الأجسام مطلية باللون الأصفر كنوع من التمويه أثناء مرورها فوق الصحارى. وفجأة، ظهرت على شاشات التلفزيون الخارجي في البنتاغون صورة مضخمة لسرب مؤلف من ست عشرة طائرة حربية من نوع «اف-16» تتقدمها طائرة من نوع «اف-15».
وفي تمام الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر، أطلت مدخنة المفاعل النووي العراقي الى جانب القبة المطلية باللونين الأخضر والأبيض بغرض التضليل وسط الأشجار السامقة. ولما استدارت الطائرة «اف-15» فوق المبنى، كان ذلك بمثابة الإشارة الى تفريغ القنابل داخل المدخنة. وبما أن الوقت المحدد للعملية لا يستغرق أكثر من دقيقتين فوق بغداد، لذلك أفرغ الطيارون الـ 16 حمولتهم من القنابل في المدخنة الضخمة... ثم تواروا بطائراتهم عن الأنظار.
قائد تلك العملية اختارته «الموساد» بسبب خبرته الطويلة في سلاح الجو الإسرائيلي. وكان هو أول مَن اتصل بالقيادة في تل أبيب ليعلمها بنجاح العملية. وعلى الفور اتصل وزير الخارجية بالإدارة الأميركية ليبلغها باختصار شديد عن تدمير المفاعل النووي العراقي.
الصحف الفرنسية في حينه قللت من أهمية العملية ومن كفاءة الطيارين الإسرائيليين، مدعية أن جاسوساً أجنبياً كان يعمل في المصنع هو الذي وضع متفجرات ممغنطة استُخدِمَت لجذب قنابل الطائرات الى مركز معين.
المهم، أن إسرائيل قضت على فكرة القنبلة النووية العربية... في حين أكمل جورج بوش الابن بإزالة فكرة استمرار حزب البعث في حكم العراق. وقد ساعد هذان العاملان على نشر الفوضى، وشرذمة العراق الموحد.
أثناء تشييع شارون، يوم الإثنين الماضي، ألقى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن كلمة تحدث فيها عن الارتباط الوثيق بين الدولتين، مؤكداً أن واشنطن ستظل وفية لتعهداتها.
من جهة أخرى، أشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو بـ «المقاتل» شارون، متعهداً أمام الجمهور بالحفاظ على نهجه حيال أمن إسرائيل. وأكد في خطابه أن بلاده ستطبق كل الوسائل الممكنة لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي،
وكان بهذا التلميح يشير إلى خيار الحرب ضد إيران، سواء شاركت فيه الولايات المتحدة أم رفضت.
وبما أن الرئيس باراك اوباما يعمل جاهداً لإنهاء ولايته الثانية من دون حروب، فان القيادة الإيرانية ستحترم مشيئته وتؤجل الإعلان عن صنع قنبلة نووية إلى حين انتخاب رئيس أميركي جديد. ومعنى هذا أن إيران تكون قد استفادت من الانفتاح السياسي على واشنطن، بهدف تخفيض العقوبات وتليين مواقف الكونغرس وإحياء عقودها التجارية السابقة مع الدول الأوروبية والعربية.
يروي إيلي أفيدار، المستشار السياسي لشارون، أنه رافق معلمه إلى الولايات المتحدة، عندما كان وزيراً للخارجية. وحدث أثناء زيارته للأمم المتحدة واجتماعه بالأمين العام أن رفع كوفي أنان أمام وجهه نص الـ «فاكس» الذي أرسله رئيس وزراء لبنان، وفيه يحتج على اختراق الطائرات الحربية الإسرائيلية للأجواء اللبنانية وإيقاظ الأطفال عند منتصف الليل.
وحاول شارون التبرؤ من مسؤولية إرسال الطائرات، وقال إنه يأوي إلى فراشه الساعة التاسعة ليلاً. وفهم أنان روح النكتة، وطلب من شارون التأخر في النوم، لعله يساعد أطفال لبنان على النوم.
الأسبوع الماضي، ذهب أرييل شارون في غيبوبة النوم الأبدي.
ومع هذا كله فان أطفال لبنان حرموا من النوم الهنيء، لأن طائرات إسرائيل ظلت تخترق الأجواء في الليل والنهار...
 
 
صواريخ "حزب الله" من "كريات شمونة" إلى عرسال... مجزرة دموية وطائفية من مرابض "المقاومة"!
 المصدر : خاص موقع 14 آذار...خالد موسى
تزامناً مع بدء أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من عاصمة العدالة لاهاي، حدثان أمنيان حصلا في الساحة الداخلية، أراد منها صانعوها أن يصرفوا الأنظار عن المحكمة. الأول كان في بلدة الهرمل البقاعية، بتفجير ارهابي آثم استهدف مركز سرايا الهرمل، فيماً الثاني كان أكثر آلماً وحزناً على بلدة عرسال، أول من أمس والتي إستهدفت بعشرات الصواريخ من مرابض مدفعية "حزب الله" في القاع واللبوة والوديان المشرفة على عرسال والذي يسيطر عليها "حزب الله" في تلك المنطقة وفق ما قال الأهالي. هذه الصواريخ التي تحولت وجهتها من كريات شمونة وتل أبيب وحيفا الى عاصمة المقاومة عرسال، التي دفعت ثمناً باهظاً بسقوط 9 شهداء نتيجة القصف خمسة منهم أطفال من عائلة واحدة وطفل آخر كان يلهو معهم في باحة المنزل، لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات.
مجزرة دموية جديدة تدفعها بلدة عرسال التي تختلط دماء أطفالها اليوم مع دماء السوريين التي تحتضنهم منذ بدء الثورة السورية وحتى اليوم والذين فاقت أعدادهم ضعف عدد سكان البلدة الذين قدموا كل ما يملكون في سبيل تأمين حماية إخوانهم اللاجئين السوريين. وربما يكون هذا الأمر سبباً إضافياً لقصف عرسال من قبل مرابض مدفعية حزب الله في المنطقة التي تدك يومياً القرى السورية في القلمون والريف الدمشقي.
بيان الجيش اللبناني الذي صدر حول الحادثة والذي اعتبر أن "الصواريخ أتت من الجانب السوري وليس الجانب اللبناني"، لم يقنع فعاليات البلدة الذين رأوا بأم أعينهم كيف بدأت الصواريخ تنهمر على قريتهم من مرابض مدفعية "حزب الله"، وأصدروا بياناً اعتبروا فيه أن " "حزب الله" فعلها أخيراً ، وهذا ما لم نستغربه، فهذه هي حقيقة "حزب الله"، بقديسيه ممن تنشر سيرهم الذاتية في لاهاي الآن، وبأيامه المجيدة التي شهدنا في عرسال واحداً منها اليوم، مع سقوط دماء أطفالنا الزكية".
الحجيري : "حزب الله" قصف عرسال كـ"فشة خلق" رداً على معارك القلمون
رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، وفي حديث خاص لموقع "14 آذار"، كشف عن أن "الوضع في بلدة متشنج جداً وأهالي الأطفال في حال يرثى لها كما كل أهالي البلدة التي يلف منازلها الحزن والأسى على فقدان هؤلاء الأطفال والشهداء"، لافتاً الى أن "نتيجة المعارك التي يخوضها حزب الله في القصير والقلمون دك حزب الله عرسال كـ"فشة خلق ". ورأى أن "لا علاقة للقصف بإيصال رسالة مع بدء عمل المحكمة ولا علاقة له أيضاً بتفجير الهرمل الإرهابي، والسبب الأساسي المعارك التي تدور في القلمون والقصير وغيرها من القرى المتاخمة لعرسال"، متوجهاً الى الذين يسقون الإفتراءات ضد عرسال وأهلها:" ماذا يفعل أكثر من 11 حاجزا للجيش على مداخل البلدة وفي داخلها ولا سيما أن الجيش يطوق البلدة بأكملها، فكيف تكون السيارات المفخخة إذاً تمر من عرسال؟!".
وقال الحجيري إن "بيان قيادة الجيش لم يوضح حقيقة ما جرى في البلدة، فالحدود السورية تبعد عنا حوالي الـ50 كلم ولا يمكن أن تصل الصواريخ السورية الى داخل البلدة، والصواريخ التى أطلقت على البلدة أتت من مرابض مدفعية حزب الله في القاع ورأس بعلبك والهرمل التي تطل على عرسال"، مطالباً الجيش اللبناني والقوى الشرعية بـ"وضع حد لهذه الإعتداءات المتكررة، فهم المسؤولون عنا وعرسال جزء من الدولة اللبنانية".
الجراح : مجزرة بشعة في عرسال وللجنة تحقيق توضح الحقيقة
من جهته، وصف عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح، في حديث خاص لموقعنا، ما تعرضت له بلدة عرسال بـ "المجزرة الدموية البشعة ارتكبت في حق أهالي عرسال وأدت الى عدد من الضحايا والمؤسف أن الأمر الذي أعطى بعد كبير لهذه الجريمة أن ستة أطفال خمسة أشقاء من عائلة واحدة استشهدوا"، لافتاً الى أن "هذه الجريمة مدانة وتدفع باتجاه الفتنة الطائفية والمذهبية والتوتر وعدم الإستقرار، لكن من المفترض أن يتبين للرأي العام اللبناني من يقف وراء هذه الجريمة ومن يقصف الأطفال ويستهدف أهالي عرسال فليس مقبولا أبداً أن تمر هذه الحادثة ونجهل الفاعل".
واعتبر الجراح أنه "من الواضح أن الأهالي متأكدون جداً من مصادر النيران وأنها جاءت من الجانب اللبناني ومن مرابض مدفعية وأماكن يتواجد فيها حزب الله"، داعياً الى "تشكيل لجنة تحقيق تظهر حقيقة ما جرى وتوضح للرأي العام حقيقة مصادر النيران ومن أين أتت".
 
بين الاساءة الى كيري وصواريخ حماس يبقى غور الأردن مشكلة اساسية
الحياة..القدس المحتلة - آمال شحادة
كانت الصواريخ الفلسطينية التي سقطت أخيراً في بلدات الجنوب، الرصاصة التي اطلقها الاسرائيليون امام وزير الخارجية، جون كيري، لإقناعه بأن الموقف الاسرائيلي تجاه الشروط المطروحة لاتفاق سلام مع الفلسطينيين هو الاصح. فهذه الصواريخ جاءت لتعزز الموقف الاسرائيلي، الذي يشهد نقاشاً عاصفاً في مفاوضات السلام، حول الوجود العسكري في غور الاردن. فقد اسرع وزير العلاقات الدولية، يوفال شطاينتس، ليعلن ان اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل يؤكد ضرورة الانتشار العسكري من غزة، الى جانب التجمعات السكنية وعلى امتداد منطقة غور الأردن. وتم تأكيد اهمية غور الاردن في الزيارة المفاجئة التي قام بها نتانياهو الى الاردن لمقابلة الملك عبدالله الثاني، وجعل غور الاردن موضوعاً مركزياً، اذ حاول إقناعه بأن انتشار قوات اسرائيلية في هذه المنطقة هو مصلحة اردنية – اسرائيلية مشتركة.
وطرح غور الاردن ليس صدفة، اذ تبين ان غضب وزير الدفاع، موشيه يعالون، على كيري، ووصفه بـ «المهووس» جاء في اعقاب لقاء عقدته شخصيات اميركية من طاقم موفد السلام الخاص، مارتين انديك، مع ضباط اسرائيليين في الجيش بهدف تجنيدهم لدعم الانسحاب الاسرائيلي من غور الاردن، وهو امر استفز يعالون، كوزير للدفاع، وأثار غضبه.
ووفق المعلومات التي روّج لها الاسرائيليون، فإن الاميركيين حاولوا تجنيد قائد المنطقة الوسطى سابقاً، افي مزراحي، في اطار مجموعة يقودها جنرال الاحتياط غادي شمني، الذي يقدم الاستشارة الامنية لمجموعة التخطيط التي تعمل بقيادة الجنرال الاميركي جون الين.
الولايات المتحدة قامت بهذه الخطوات لقناعتها بأنها ستكون قادرة على حل الترتيبات الامنية عبر وسائل تكنولوجية، وهو امر يرفضه يعالون وغيره من الامنيين الاسرائيليين الذين يعتقدون انه لا يمكن أية منظومة الكترونية وطائرات من دون طيار ان تسيطر على الحدود الطويلة لغور الأردن ومنع التسلل الجماعي، كما يحدث بين سيناء وغزة او بين سورية والعراق ولبنان، وفق هؤلاء الامنيين.
يعالون، وعلى رغم ما احدثته تصريحاته من غضب اميركي، كان اول من خشي من موقف يعرقل الدعم الامني لإسرائيل، وأن يتحول الى شخص سيئ تنبذه الولايات المتحدة وتقاطعه، كما سبق وتصرفت مع وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان، حتى جاء إقرار صفقة طائرات «اوسبري» الاميركية في البنتاغون، لتبعث الارتياح في اسرائيل، لكنهم يدركون تماماً ان الصفقة لا تعني انتهاء الازمة، وهو ما استدعى توجيه جهات عدة نصائح الى الحكومة الاسرائيلية ويعالون لبذل الجهود واتخاذ خطوات سريعة وحاسمة لمنع فقدان اسرائيل آخر حلفائها في الغرب. بين الخبراء الذين قدموا هذه النصائح، الخبير في معهد فايتسمان، اري شبيط، الذي حذر من الاستهانة بالقوات العربية، مشيراً الى انها اليوم لم تعد تلك التي شهدناها عام 1948، والتي هددت اسرائيل عامي 1956 و1967، وهاجمتها في 1973. لكن مع هذا، فإن تهديدها العسكري لم ينته وهناك تنظيمات محيطة بإسرائيل قدراتها العسكرية تتعزز في شكل كامل، وعليه اضاف يقول: «كان على وزير الدفاع عندما ينظر الى الشرق الاوسط ان يدرك ان وضع اسرائيل اليوم، من الناحية العسكرية، ليس افضل مما كان عليه».
ويتحدث الخبير الاسرائيلي عن ضرورة اتخاذ خطوات لمنع ازمة مع واشنطن، انطلاقاً من ان اسرائيل تواجه اليوم تهديدين، النووي الايراني وتهديد التنظيمات المسلحة، وقال: «اسرائيل اليوم في وضع لا تحسد عليه تجاه الملف الايراني، فأي عمل تجاه ايران قد يسبب حريقاً من نوع ما، كما الاستسلام الخطير لإيران قد يشعل سلسلة حرائق من نوع آخر، وفي مقابل ذلك قد يتحدى «حزب الله» اللبناني، والقاعدة السورية وحماس الفلسطينية والجهاد العالمي اسرائيل بمواجهات شديدة غير متكافئة». وعليه، يؤكد شبيط، ضرورة استمرار التفوق التكنولوجي لاسرائيل، الذي تحظى به بدعم اميركي، ويقول: «إن التفوق التكنولوجي يمنح اسرائيل قوة عسكرية كبيرة تستطيع أن تواجه هذه الأخطار. لكن اسرائيل تستطيع أن تستعمل قوتها العسكرية التكنولوجية اذا كانت تُرى فقط دولة عادلة تدافع عن نفسها بصورة اخلاقية».
ومن النصائح التي قدمت ليعالون ورئيس حكومته، التحذير من خطر ثالث يتمثل في كسر ما وصفه الاسرائيليون بـ «الجليد الدقيق للشرعية الذي تخطو فوقه اسرائيل»، وهو الـخطر من عزلة دولية واسعة وفقـدان الـغرب، ما يضع اسرائيل في ضـائقة كبـيرة، حتى وإن كـان وضـعـها في منطـقة الـشرق الاوسـط، افـضـل. ويقول شبـيط رداً على تصريحات شطايـنتس وزيارة نتانياهو الى الاردن وتصريـحات يعالون تجاه كيري: «ان التحدي الاستـراتيجي الذي تتحتم على وزير الدفاع مواجهته يختلف عن كل ما واجهه أقرانه سابقاً، فالمشكلة هذه المرة ليـسـت قوة العرب وإنما فقدان الغرب. فوضـع اسـرائيل في العالم سـيئ جداً، واذا كان يمكنها حل قضاياها مع جيرانها، فإنها ستنتهي اذا فقدت حلفاءها في العالم. ويعتبر شبيط ان الخارجية الاميركية اهم من غور الاردن، وواشنطن حيوية اكثر من الترتيبات الامنية المطلوبة، وبالذات يتحتم على اسرائيل التعامل باحترام مع كيري وشكره على مبادرته والقول «نعم» لها، «اذا كانت اسرائيل تريد قطع الشوط الطويل لضمان قوتها ومستقبلها».
والواضح في اعقاب ازمة يعالون – كيري ونصائح الخبراء، ان في اسرائيل شبه إجماع على ان يعالون عبّر بطريقة سوقية عن حقيقة الموقف الاسرائيلي من كيري، ويبدو ان الأميركيين يدركون ذلك ووراء الكواليس يتحدثون عن جحود اسرائيلي. لكنهم في الموضوع الأمني لا يترددون في دعم اسرائيل، وهو ما تبين من إقرار صفقة طائرات اوسبري في البنتاغون، التي يبني عليها الجيش الاسرائيلي كثيراً في هجوم محتمل على ايران وأهداف اخرى.
 
عرب وكرد يأملون فتح نافذة العودة إلى دمشق
الحياة..زأربيل (كُردستان العراق) - فاروق حجّي مصطفى
يعتقد بعض الكُرد أو ربّما غالبيّة المتابعين لوضع اللاجئين السوريين بأن الكُرد هم فقط من يتوجهون إلى كردستان العراق، وأن العرب (السوريين) إمّا يلجأون إلى تركيا أو لبنان أو الأردن ومن يفقد الأمل بالعودة من هناك يهاجر إلى أوروبا، في هذا الوقت ستفاجأ بالتواجد الضخم للعرب السوريين أيضاً في الإقليم، لكنّهم ليسوا في مخيمات اللجوء، إنّما يسكنون في أربيل والسليمانيّة ودهوك، ويعملون في الأعمال كموظفين لدى الشركات الخاصة أو يديرون الأعمال.
لم تغب صورة «مقهى الروضة» وحركة مرتاديه حتى في عزِّ أيام الحراك السلمي عن مخيلة النازحين أو اللاجئين السوريين وهم يتجولون في شوارع أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، ولعل اللاجئين العرب (هنا) في الإقليم الكُردي يبحثون أكثر عن أمكنة تشبه أماكن جلوسهم عندما كانوا في دمشق.
ويقول محمد وهو شاب سوري مقيم في أربيل: «لم نستطع نسيان الأيام التي قضيناها في مقاهي الشام، وكيف لنا أن ننسى شارع الحمرا مثلاً، أتستطيع نسيان شوارع الشام ولياليها». ويتابع: «نعم ثمة نقاط تجمع أربيل بالشام، فالأمان الذي نجده هنا يشبه الأمان الذي كنا نعيشه، وأيضاً بعض التقاليد. وإن كان زملائي الكُرد يتأففون منها فأنا أراها تناسبني مثل شعب أربيل المحافظ، ولا أرى فرقاً بيني وبين الشاب الذي تربى في أحضان العائلة في أربيل».
يبدو للزائر الذي يعرف أماكن تواجد العرب السوريين الذين يعيشون في أربيل، بخاصة بعد الثورة كيف أنّ السوريين (كُرداً وعرباً) يتنقلون من مكان إلى مكان ويختارون مقهى أو مطعم أو مول أو حديقة تشبه حدائق الشام.
«شام أو (دمشق) مدينة خالدة، وهي لن تموت بمجرد خروجنا منها، ونأمل العودة كأمل نجاح الثورة، فلا بد من أن نعود يوماً، مثلما ستنجح الثورة يوماً» يقول أحد الشبّان الذي يدعى «أجدر» وهو يعمل في مجال المعلوماتية.
ويقدر بعض السوريين عدد مواطنيهم الذين يتواجدون في كُردستان العراق بين (15 -20) ألفاً، بينما وبحسب التقديرات الأخيرة فإنّ عدد اللاجئين الكُرد يبلغ (225) ألفاً.
 معاناة... أيضاً رغم الأمان
وتعرض ماري عيسى، وهي صحافية معاناتها وتقول: «إنّ الناس إلى حد ما منغلقون على أنفسهم على عكس العائلات التي يكون أحد أفرادها عربياً من العراق، فهم أكثر انفتاحاً على الآخرين والسبب يعود إلى اللغة، وتضيف عيسى: «لكنهم أمينون صادقون بشكل عام ولا يحبون الكذب». وبحسب عيسى فإنّ اللغة «مشكلة أساسية في العلاقات الاجتماعية، أضف إلى أنّ اللغة الكُردية نفسها مختلفة من منطقة لأخرى وهذا يزيد من صعوبة تعلمها». وتتابع: «في المجال الصحافي حاولت أن أعمل لكنّ الأجور منخفضة لدرجة أنها لا تكفيني حتى أجور التنقل والمواصلات».
وتضيف عيسى أنّ بعض السوريين حاولوا إقامة مشاريع صغيرة بعضها نجح وبعضها فشل، كمطعم أبو كمال السوري الذي سرعان ما أُغلق بسبب قلة الإقبال عليه واختياره مكاناً بعيداً عن السوق المركزي.
يقول بيار وهو طبيب يعمل في إحدى المستشفيات الخاصة، وكان يقيم لسنوات طويلة في المساكن الجامعيّة في دمشق: «غالبية السوريين قدموا إلى الإقليم بعد تدهور الأحوال الأمنية في سورية، وبخاصة منذ عام تقريباً». ويتابع: «هذا لا يعني أنّ السوريين لم يكونوا متواجدين هنا لكن ليس بهذا العدد الضخم».
وغالبية العرب السوريين في أربيل، وبخاصة الشباب منهم يلتقون ببعضهم البعض في فاميلي مول –قسم كارفور- في الفترة المسائية من يوم الجمعة، أي في العطلة الأسبوعيّة».
يقول بيار: «أنا هربت عندما أراد البعض أن يمحوا الناس من بلدي»، ويضيف: «هربت من بطش الحرب، ومن فقدان أمل العيش في ظل اختفاء صورة الحراك بعد أن أصبحت لغة السلاح هي الأقوى في كل الميادين».
 «جنيف-2» ليس يوم العودة
يرى حسن عيسى أنّه ربما يبدأ مشوار العودة لدى كل السوريين في الشتات مع انتهاء مؤتمر «جنيف-2»، ويقول عيسى: «يجب أن يُوضع حدٌّ لهذا التدهور، وأنا لم أتوقع أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة، ويجب أن ننتهي من هذه الكذبة التي اسمها الحرب». ويتابع: «أنا أقول كذبة لأننا حتى الآن لم نصدق ما جرى على رغم عدد شهدائنا ومعتقلينا، فما جرى كما لو أنّه شريط سينمائي»، ويضيف: «جنيف-2 سيخلق معطيات جديدة «، فيما يعتقد بيار أنّ جنيف-2 «ليس حلاً سحريّاً وهو لن يضع نهاية لكل شيء»، ويتابع: «إنّما ربما يفتح لنا نافذة أمل بالعودة»، ويتساءل: «هل لدينا خيار آخر غير جنيف-2؟».
 
محكمة لاهاي «تثلج» القلوب «المحروقة»
الرأي.. بيروت - من آمنة منصور
قرب نادي السان جورج لليخوت، كانت الواجهة البحرية للعاصمة بيروت تعيش يوما روتينيا في الرابع عشر من فبراير العام 2005. حتى تلك الظهيرة الشتوية المشمسة لم تختلف الصورة عن سابقاتها؛ حركة السير اليومية، إيقاع العمل في المؤسسات المحيطة ومارة لم يخلفوا ميعادهم مع منطقة يقصدونها دورياً وآخرون شاءت الصدفة أن تستدرجهم يومها إلى قلب البركان الذي انفجر مع استهداف رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بـ 2 طن من المتفجرات قرابة الواحدة من بعد ظهر ذاك اليوم ليسقط «ابو بهاء» ويكونوا هم «رفاقه» الذين جمعتهم به الأقدار في رحلة طويلة على درب الشهادة.
بعد نحو تسع سنوات على زلزال الرابع عشر من فبراير، تبدلت الصورة بالقرب من السان جورج.. أعمال الترميم أزاحت الركام؛ «رقَّعت» هنا ملامح الدمار، وشُيّد هناك معلم جديد طارئ على جغرافية المكان. لكن وإن تمكنت ورشة الإصلاحات من طرد شبح الموت من ذاك الركن البيروتي النابض بالحياة، فإن أطياف مَن ارتفعت أرواحهم إلى بارئها في ذلك اليوم لم تترك المكان كما لم تهجر يوميات أهلها وأحبائها، الذين تدرّ عليهم الذاكرة صوراً وفيرة من ذاك اليوم المشؤوم الذي عاودت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان «تمثيله» مع انطلاقة المحاكمات الغيابية العلنية في لاهاي.
عائلات 21 ضحية سقطت الى جانب الرئيس الحريري والنائب باسل فليحان، أعادت المحاكمات للمتهَمين من «حزب الله» نكء ذاكرتها التي لم «تبرد» جراحها بعد، ولكن قلوبها وللمرة الاولى منذ تسع سنوات بدأ الدفء يتلمّس طريقه اليها... فالحقيقة وإن تأخرت، والعدالة وإن طال تحقيقها، كفيلتان بإطفاء «جمر» الألم المختبىء خلف عيونٍ لم يجف دمعها.
الحاجة أم محمد غلاييني، مرافق الرئيس الحريري، تتابع ككل اللبنانيين لليوم الثاني على التوالي وقائع الجلسات العلنية. كيف لا وهي فعلا «أم الصبي».. إبنها الوحيد الذي ربته يتيم الوالد منذ عامه الرابع فقدته في لحظة «ملتهبة» لتصبح هي من بعده «يتيمة الأمومة».
في حديثها إلى «الراي» تستجمع الحاجة أم محمد ما يختلجها من ألم، وتفيض عيناها بالدموع، فيخونها لسانها. وتسأل: «ماذا أقول لك يا ابنتي؟!»، متداركة: «الله يأخذ حقهم!». العدالة وحدها ستعزيها وتعزي أبناء محمد، ولذلك هي تريد المحكمة اليوم قبل الغد. فالمحاكمات وإن انطلقت بعد سنوات من الإنتظار ستثلج قلبها عند تحقيق العدالة إنصافاً للشهداء «محمد والرئيس الشهيد رفيق الحريري والجميع».
وعند سؤالها عن إيمانها بالقضاء اللبناني تضحك «أم الشهيد» بمرارةِ جرحها العميق، وتؤكد أنه لو تم تسليم قضية الحريري ورفاقه إلى القضاء اللبناني لما أُحرز أي تقدم، مشددة على عمق إيمانها بالمحكمة الدولية بالقول: «بدنا المحكمة. بدهم يقتلوني يقتلوني، فأنا استعجل المنية للحاق بمحمد في السماء هناك إلى جوار ربه!».
والدة آلاء عصفور، تلك الشابة الجنوبية التي أنهت تعليمها المهني بالهندسة الداخلية واستعجلت الوظيفة في بيروت فعاجلها القدَر بنصيبها من الحديد والنار لتنضمّ إلى قافلة الشهداء، تتمنى هي أيضا أن تلحق بفلذة كبدها بعد أن فرغت الدنيا من زينتها برحيل ابنتها «كعصفور» يحلق في الفضاء البعيد تاركاً الحاجة الجنوبية وحيدة تناجي خالقها لإنهاء وحدتها بموافاة آلاء إلى جواره.
إنطلاقة المحاكمات لم تخرج يوميات والدة آلاء عن روتينها المتشح بالسواد، فهي لا تتابع التلفاز أصلاً إلا في ما ندر. وككل يوم تراها ترفع بكثير من الألم، دعاء مخضباً بالدموع إلى ربها بإظهار حقيقة من أودى بزهرة حياتها بعيداً عن «وضع أي أحد في ذمتها»، قائلة: «نحن لم ننسَ آلاء، توفي زوجي ولا أزال صابرة صامدة ولن أنساها. فمن له أحباب لا يسقطون من ذاكرته ونحن نريد القصاص لمن ارتكب الجريمة لا إتهام هذا وذاك».
والدة آلاء تتحدث بصوت يعتصره الوجع لـ«الراي» عن مساحة الشوق التي تكبر في القلب كل يوم والفراغ القاحل الذي يمتد من أرجاء المنزل إلى كل الدنيا بغياب فقيدتها الغالية، والذي لن يملأه أحد من بعدها سوى مجموعة صور وذكريات.
من جانبها، جومانا زوجة الشهيد جوزيف عون، تغص الكلمات في فمها عند الحديث عن استشهاد زوجها في فبراير 2005 في ذلك الإنفجار ـ الزلزال. هي لا تتابع وقائع الجلسات التي تنقلها القنوات اللبنانية والفضائيات العربية لإنشغالها بالعمل، فتنال مساء من نشرات الأخبار زبدة ما جاء في ساعات البث المباشر.
وتشير لـ«الراي» إلى «أملها في أن تظهر الحقيقة بسرعة وأن تصل المحكمة إلى النتيجة المرجوة»، مؤكدة «أهمية وضع حد للإجرام ومحاكمة المجرمين أياً تكن هويتهم». وإذ لا تنكر بأسى أن «ما فُقد لا يمكن تعويضه»، تلفت إلى أن «عزاءها في أن تكون العدالة عبرة للذين يخططون لهذه الجرائم».
وفي حين تتحدث بلوعة عن قتل الأطفال، تؤكد بحزم «أهمية وضع حد للجرائم، وأن يدرك المجرم أنه سينال عقابه عاجلاً أم آجلاً.. فالناس «مش برغش»!».
على عكس جومانا يتسمّر عبد درويش شقيق الشهيد محمد الدرويش، مرافق الرئيس الحريري، أمام شاشة التلفزيون منصتاً باهتمام لما يشاهده مباشرة من لاهاي حيث والدته التي رافقت وفد ذوي الضحايا إلى المحكمة. ومن أمام شاشة التلفزيون يعبّر لـ«الراي» عن دهشته بهذه التفاصيل اللافتة التي يقدمها الإدعاء، لافتاً إلى أنها تحيي في ذاكرته من جديد وقائع ذاك اليوم. تضمحل السنوات التسع التي مرت، ليشعر كأن ما يعيشه الآن استكمال لذاك اليوم الدموي.
عبد الذي يستشعر في كل يوم عمق الفراق الذي أحدثه الإنفجار في حياته بمقتل أخيه محمد، يأمل إنصاف الشهداء بكشف الحقيقة ومعاقبة الفاعلين. وإذ لا يُسقِط فرضية عدم إلقاء القبض على الجناة، يوضح أن «الحكم عليهم غيابياً يريحنا نفسياً، فأقله نكون عرفنا مَن قتلهم، فضلاً عن أنه سيظهر من خلالهم من هم أعلى منهم وشاركوا بهذه الجريمة».
وبين العدالة والثأر، يؤكد «أننا نريد العدالة دون شك، ولكن اذا لم يتم الإقتصاص من الجناة، لن نترك دم أخي محمد يذهب هدراً». ثم لا يلبث أن يؤكد ثقته بعدالة المحكمة الدولية «100 في المئة».
وبخلاف مَن تقدم من ذوي الشهداء، رفضت ميرا حيدر في اتصال أجرته «الراي» بها التعليق على إنطلاق المحاكمات أو الخوض في أي موضوع يتصل باستشهاد زوجها رواد في الرابع عشر من فبراير 2005، مشيرة بكثير من الوقار والحزن إلى أن «هذا الموضوع شخصي، والمعالج النفسي الذي عالج الأولاد لفترة طويلة من الزمن منع العائلة من الظهور الإعلامي والإدلاء بأي حديث صحافي».
 
ردود فعل متباينة إزاء خطط أوباما لإصلاح برامج التجسس وأوروبا ترحب وتنتظر «الملموس».. ومنظمات حقوقية تصف الإجراءات بالشكلية

بروكسل: عبد الله مصطفى - واشنطن: «الشرق الأوسط» ..
تباينت ردود الفعل الأميركية والخارجية إزاء الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أول من أمس في مجال العمل الاستخباراتي. فقد رحب الاتحاد الأوروبي عموما بهذه الإصلاحات، وقال إنه لا يزال يتوقع أعمالا ملموسة، بينما وصفت منظمات حقوقية الإجراءات المعلن عنها بالشكلية.
وكان الرئيس أوباما أعلن أول من أمس عزمه تقليص صلاحيات وكالة الأمن القومي، مدخلا إصلاحات على عملية جمع البيانات الهاتفية من دون الذهاب إلى حد وقفها، ومتعهدا بعدم التجسس على قادة الدول الصديقة. وقال في خطاب استمر قرابة الساعة ألقاه في مقر وزارة العدل في واشنطن «نظرا إلى الصلاحيات الفريدة للحكومة (الأميركية)، لا يكفي لقادتها القول ثقوا بنا، نحن لا نسيء استخدام البيانات التي نجمعها». ومنذ بدء مستشار المعلوماتية السابق في وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن اللاجئ في روسيا، تسريبه التدريجي لوثائق سرية أميركية تكشف حجم برامج التجسس خصوصا جمع البيانات الإلكترونية، وجد البيت الأبيض نفسه في موقع الدفاع، سواء في مواجهة المدافعين عن الحق في الخصوصية في الولايات المتحدة أو للقادة الأجانب الذين هالهم قيام الاستخبارات الأميركية بالتجسس عليهم.
وأكد أوباما الحريص على إعادة الثقة في إدارته أن «المنتقدين محقون بالقول إنه من دون ضوابط مناسبة، فإن هذا النوع من البرامج يمكن استخدامه للحصول على مزيد من المعلومات الاستخبارية عن حياتنا الخاصة، والإفساح في المجال أمام برامج لجمع معلومات أكثر حميمية». وأضاف الرئيس الأميركي «أعتقد أنه يجب اعتماد مقاربة جديدة. هذا هو السبب الذي أعطي من أجله الأمر بعملية انتقالية تضع حدا لجمع البيانات بموجب البند 215» من قانون «باتريوت آكت» الخاص بمكافحة الإرهاب والذي تم تبنيه بعيد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وبموجب هذا القانون، تقدم الشبكات الأميركية المشغلة للهاتف لوكالة الأمن القومي البيانات الوصفية لمجمل الاتصالات في الولايات المتحدة. ويمكن مقارنة هذه البيانات الوصفية بما يمكن إيجاده على أي فاتورة هاتفية: رقم الشخص المتصل به ومدة الاتصال وتاريخ إجرائه. إلا أنها لا تشكل اسم المشترك ولا تسجيلا بمضمون الاتصالات. إلا أن الرئيس الأميركي أكد أن «التمكن من التدقيق في الاتصالات الهاتفية للتثبت من وجود شبكة ما أو عدمه أمر جوهري»، وبالتالي فإن جمع المعلومات سيستمر «من دون حيازة الحكومة على هذه البيانات الوصفية» في المستقبل. وكلف أوباما الاستخبارات ووزير العدل بتحضير إصلاح يتماشى مع هذه الضوابط، من دون الإشارة إلى هوية الجهة التي عليها حيازة هذه المعلومات. وأبدت شركات الاتصالات في السابق ترددا بهذا الشأن.
ورحب الاتحاد الأوروبي على لسان نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيفيان ريدينغ بهذه الإصلاحات التي تعد خطوة في الاتجاه السليم، لكنها شددت على أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يتوقع أعمالا ملموسة من أوباما. كما ذكرت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية بيا هانسن في البيان أن تصريحات أوباما تثبت أن المخاوف المشروعة التي عبر عنها الاتحاد الأوروبي وجدت «آذانا صاغية»، وأن الحوار المكثف عبر الأطلسي حول هذه المخاوف حقيقي ولاحت نتائجه في الأفق. وفي برلين أشادت الحكومة بأن «حماية المعلومات وحقوق الأفراد سيتم احترامها بشكل أكبر في المستقبل لا سيما في ما يتعلق بالمواطنين غير الأميركيين».
وجدد أوباما التأكيد على أن أعمال سنودن ألحقت ضررا بأمن الولايات المتحدة، وسيتطلب تبيان حجم تبعات هذه التسريبات «سنوات». وشدد الرئيس الأميركي على أن «الدفاع عن أمتنا يعتمد بجزء منه على ولاء الأشخاص الذين ائتمناهم على أسرار بلدنا»، مشيرا إلى أنه لا يريد «التوقف طويلا عند دوافع أو أعمال» المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية اللاجئ حاليا في روسيا. وأضاف الرئيس الأميركي «إذا ما كان هناك شخص معارض لسياسة الحكومة بإمكانه تسلم (هذه الأسرار) لنشر معلومات سرية، فهذا يعني أننا لن نستطيع يوما توفير الأمن لشعبنا أو قيادة سياسة خارجية».
وأشارت منظمات مدافعة عن الحق في الخصوصية إلى ما اعتبرته قصورا في هذه التدابير. وقالت «الجمعية الوطنية للمحامين الجنائيين» إنه «لا شيء مما أدلى به الرئيس يشير إلى أن جمع هذه (البيانات الوصفية) سيتوقف». كما ذكرت منظمة العفو الدولية أن «ما يمكن فهمه من هذا الخطاب أن الحق في الحياة الخاصة يبقى مهددا بشكل خطر». وبدوره، أشار «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية» الذي يتمتع بنفوذ كبير، إلى أن قرار عدم وقف عمليات جمع وتخزين بيانات جميع الأميركيين لا يزال أمرا مقلقا».
أما مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج فذكر في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الإخبارية أنه «من المحرج لرئيس دولة التحدث بهذه الطريقة على مدى 45 دقيقة من دون قول أي شيء تقريبا. مع الأسف، اليوم نرى القليل من الإصلاحات الملموسة». كذلك أبدى السيناتور عن ولاية كنتاكي ريان بول، المعروف بدفاعه عن الحريات الفردية، أسفه لهذا الإصلاح الذي وصفه بالشكلي، والذي يمكن للدولة من خلاله أن تستمر في التجسس على الأميركيين. وقال «يجب ألا يتوقع الأميركيون أن يثقوا في الثعلب لمراقبة الدجاج».
 
حملة إردوغان تمتد إلى قطاع المصارف والاتصالات والتلفزيون الرسمي وإبعاد رؤساء هيئة المراقبة الإلكترونية وعدد من كبار المحررين .. وتوقع إقالات أخرى في المستقبل

أنقرة: «الشرق الأوسط» .. امتدت حملة السلطات التركية على أجهزة الدولة لتشمل الهيئتين المنظمتين لقطاع البنوك والاتصالات والتلفزيون الرسمي إذ أقالت عشرات المسؤولين التنفيذيين في خطوة تعكس على ما يبدو اتساع نطاق الإجراءات التي يتخذها رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان ردا على تحقيق في قضية فساد.
وكانت السلطات نقلت بالفعل آلافا من ضباط الشرطة ونحو 20 ممثلا للادعاء من مناصبهم وأقالت بعض مسؤولي التلفزيون الرسمي ردا على التحقيق في الفساد الذي صار أكبر تحد يواجهه إردوغان منذ توليه السلطة قبل 11 عاما.
ويفحص المحققون فيما يبدو مزاعم فساد بأحد البنوك الحكومية ورشى تتعلق بتجارة الذهب مع إيران ومشروعات عقارية كبرى ولكن لم تعلن التفاصيل الكاملة للاتهامات.
ويقول رئيس الوزراء التركي، إن «التحقيقات التي بدأت قبل شهر مصحوبة باعتقال شخصيات بارزة من بينها نجله بلال وأبناء ثلاثة من وزرائه جاءت في إطار محاولة انقلاب قضائي». ويقول معارضوه إنهم يخشون أن تؤدي الحملة على أجهزة الدولة إلى تقويض استقلال القضاء والشرطة والإعلام.
ونفى إردوغان أول من أمس نفيا قاطعا الاتهامات التي وجهت إلى نجله الأكبر بلال في إطار فضيحة الفساد التي تهز الحكومة التركية.
وقال إردوغان في خطاب ألقاه في إسطنبول «شنت المعارضة في الآونة الأخيرة حملة تشهير ضد أبنائي. لتكن الأمور واضحة: لو كان أحد أبنائي متورطا في مثل هذه القضية، لكنت تبرأت منه على الفور»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب الصحافة التركية فإن نجل إردوغان الأكبر بلال، هو ضمن لائحة من 30 رجل أعمال ونائبا استهدفتهم مذكرة توقيف أصدرها النائب العام في إسطنبول لكن الشرطة القضائية رفضت تنفيذها.
ويشتبه في قيام بلال أردوغان (34 عاما) باستغلال النفوذ من خلال مؤسسة تربوية يترأسها هي المؤسسة التركية لخدمة الشباب والتربية، بحسب ما أوردت الصحف التركية. وأكد وزير العدل التركي بكير بوزداغ الجمعة من جانبه عدم صدور أي مذكرة توقيف ضد نجل رئيس الوزراء.
وقال الوزير «أريد التأكيد بأنه لم تصدر أي مذكرة توقيف ولا أمر اعتقال ضد بلال أردوغان» مضيفا أن «المعلومات التي أشارت إلى أنه قد يكون غادر البلاد أو مختفيا لا تمت للواقع بأي صلة».
وقال أكين أنور الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية بجامعة قدير هاس في إسطنبول «هذا أمر يشبه مسح بيانات جهاز كومبيوتر وإعادة تشغيله من جديد. إنهم يغيرون النظام بأكمله ويغيرون أشخاصا في مواقع مختلفة لحماية الحكومة».
وقالت وسائل إعلام تركية أمس، إن «من بين عشرات المسؤولين الذين شملتهم حركة الإقالات الأخيرة نائب رئيس هيئة التنظيم والإشراف على الأعمال المصرفية التركية (بي دي دي كيه) ورئيسي إدارتين»، حسبما ذكرت «رويترز.» وأقيل أيضا خمسة رؤساء إدارات في هيئة الاتصالات التركية (تي إي بي) التي تتولى المراقبة الإلكترونية وتنظيم قطاع الاتصالات إلى جانب نحو 10 أشخاص فصلوا من قناة «تي آر تي» التلفزيونية التركية الرسمية ومن بينهم رؤساء إدارات وعدد من كبار المحررين. وقال مسؤول حكومي، إن «الإقالات جاءت من أجل مصلحة الشعب وقد يكون هناك المزيد منها».
وأضاف «نعكف الآن على هذه المسألة وإذا رصدنا حالات تتعارض مع مصلحة الشعب فقد ينظر في إجراء المزيد من الإقالات».
وأثارت لقطات أظهرت آلات لعد النقود وتقارير عن أموال مخبأة في منازل أشخاص على صلة بالتحقيق في الفساد ضجة بين المواطنين الأتراك.
وقال أنور، إن «الهدف من الحملة على هيئة الاتصالات قد يكمن في الحيلولة دون نشر المزيد من الصور والمقاطع المصورة على الإنترنت بتشديد قبضة الحكومة».
ولمح إردوغان إلى أن التحقيق في الفساد الذي أدى إلى استقالة ثلاثة وزراء واحتجاز رجال أعمال مقربين من الحكومة هو محاولة لتقويض حكمه من جانب رجل الدين فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي يتمتع بنفوذ في جهازي الشرطة والقضاء. وكانت الحكومة نقلت الأسبوع الماضي 20 ممثل ادعاء بارزا من مناصبهم في تكثيف لحملتها على القضاء.
ويعتقد أن كثيرا ممن أقيلوا على صلة بحركة (خدمة) التي يتزعمها غولن المقيم في الولايات المتحدة، وتقول إن «أتباعها يزيدون على المليون وتدير مدارس ومؤسسات خيرية في أنحاء تركيا». ويقول محامو غولن إن «رجل الدين لا صلة له بتحقيقات الفساد فيما يقول أنصاره إنهم يتعرضون لعمليات ملاحقة».
وفي خطوة منفصلة نددت بها المعارضة ووصفتها بأنها محاولة لاستهدافها صادرت السلطات التركية أموال مصطفى صاري غل مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض لمنصب رئيس بلدية إسطنبول.
وقال صندوق ضمان ودائع التوفير (تي إم إس إف) الحكومي إنه «صادر أصول صاري غل بعد عدم سداده هو وشركاء له قرضا يرجع تاريخه إلى عام 1998». ونفى صاري غل أن عليه ديونا معلقة واصفا هذه الخطوة بأنها «استفزاز».
وأضاف «لم أتلق خطابا واحدا من صندوق ضمان ودائع التوفير منذ 16 عاما، أولئك الذين فقدوا الثقة في الشعب وشنوا علي هذا الهجوم السياسي سيتلقون الرد في صندوق الاقتراع يوم 30 مارس (آذار)» في إشارة إلى الانتخابات المحلية.
ويظل إردوغان أكثر السياسيين شعبية في البلاد التي حقق فيها طفرة اقتصادية وانتشل فيها ملايين الأشخاص من الفقر.
ولم يتضح بعد مدى تأثير الأزمة على حظوظ إردوغان السياسية قبل الانتخابات المحلية المقررة في مارس (آذار). وفي العام الماضي خرجت مظاهرات حاشدة إلى الشوارع شارك فيها أتراك يتهمون رئيس الوزراء بالاستبداد ولكن هذه الاحتجاجات لم يكن لها تأثير يذكر على شعبية إردوغان بين أنصاره المحافظين.
وعبرت سبع منظمات غير حكومية مهمة الجمعة عن قلقها لتنضم بذلك إلى أوساط الأعمال في التعبير عن الأسف لكون هذه الاتهامات بالفساد التي تستهدف الحكومة تهدد الديمقراطية. وقالت المنظمات غير الحكومية السبع في مؤتمر صحافي، إن «مزاعم الفساد ووجود دولة داخل الدولة التي تلوث المناخ، تهدد السلم الاجتماعي والاستقرار وتشكل خطرا على سلمنا الداخلي».
 
 تركيا: تحذير من «طمس أدلة واتهامات» لإنقاذ الحكومة
الحياة..إسطنبول - يوسف الشريف
اختلطت الأوراق وتبدّلت الأدوار في تركيا نتيجة النزاع المتواصل بين الحكومة وجماعة رجل الدين فتح الله غولن، إذ كشفت صحيفة «زمان» الذراع الإعلامي الأقوى للجماعة، وثيقة سرية للاستخبارات التركية تصنّف الجماعة كأكبر خطر على الدولة وتأمر بتعقب كل مؤسساتها، إضافة إلى الجماعات الإسلامية في تركيا وخارجها.
وأوردت الصحيفة «أن حكومة رجب طيب أردوغان لن تكتفي بإقالة حوالى 7 آلاف موظف تعتبرهم من جماعة غولن من مؤسسات الدولة، وإنما ستشن حرباً شعواء على كل مواطن ينتمي إلى أي جماعة إسلامية على علاقة بغولن، وستمتد الحرب إلى خارج تركيا».
وبذلك اختلطت الأوراق والأدوار تماماً في الحرب بين الطرفين، إذ أشارت الصحيفة إلى مفارقة مهمة، وهي أن جماعة غولن كانت مطاردة من جانب المؤسسة العسكرية وباتت مطاردة من حزب ذي جذور إسلامية، كان بدوره مطارداً من جانب المؤسسة العسكرية.
وفي تفاصيل تطور قضية الفساد الأخيرة، اتهم وكيل النيابة معمّر أكاش الذي أبعد من التحقيق في ملف الفساد الذي طاول الحكومة، المحققين الجدد الذين عينتهم الحكومة بكشف أسرار التحقيق وإخفاء أدلة وإزالتها.
وتقدّم أكاش ببلاغ لدى النائب العام ضد قائد شرطة إسطنبول الجديد الذي رفض أوامره السابقة باعتقال 41 مشبوهاً، فيما كشفت صحف تركية أن المحققين الجدد غيّروا في بلاغ الاتهام واستبدلوا أمر الضبط والإحضار لهذه المجموعة إلى استدعاء للشهادة، مع حذف اسم بلال أردوغان نجل رئيس الوزراء من القائمة.
وانضمت المعارضة إلى المحقق أكاش، إذ اعتبر كمال كيليجدار أوغلو زعيم حزب «الشعب الجمهوري» أن رئيس الوزراء خرج عن صمته للتعليق على الاتهامات الموجهة إلى نجله بلال بعدما تأكّد من طمس الأدلة والاتهامات ضده، من خلال إبدال المحققين الممسكين بملف التحقيق وقيادات الأمن والشرطة المسؤولة عن جمع الأدلة.
وكان أردوغان أعلن في اجتماع عام أنه مستعد للتبرؤ من نجله إذا ثبتت عليه أي تهمة. في المقابل، سرّبت صحيفة «طرف» صوراً جديدة لاجتماعات بين بلال أردوغان ورجال أعمال متهمين في القضية. وأوردت أن هذه الصور كانت بين الأدلة التي جمعت لملف القضية. كما سرّبت صحيفة «سوزجو» المعارضة بعض تفاصيل التهم لكل من الوزراء الأربعة المستقيلين. وذكرت أن حجم الرشاوى التي تلقوها تقدّر بمئات ملايين الدولارات، وفق ما ورد في ملف القضية، متهمة الحكومة بعرقلة التحقيق مع الوزراء من خلال تأخير طلب النيابة العامة الاستماع إلى إفاداتهم بعد إذن البرلمان.
وفي إطار استمرار حرب التسريبات بين الحكومة وجماعة غولن، يزداد الضغط على الاستخبارات التركية بعد تسريبها وثيقة رسمية تتضمن خطة مقترحة لاغتيال قيادات كردية من حزب العمال الكردستاني قتلت خلال عام 2012 في حادثة اغتيال غامضة. ونفت الاستخبارات أي علاقة لها بالقضية لكنها لم تنف صحة الوثيقة المسرّبة ورفضت التعليق عليها.
إلى ذلك، شملت حملة السلطات التركية على أجهزة الدولة الهيئتين المنظمتين لقطاع المصارف والاتصالات والتلفزيون الرسمي (رويترز)، ومن المقالين أخيراً نائب رئيس هيئة التنظيم والإشراف على الأعمال المصرفية التركية (بي. دي. دي. كيه.) ورئيسا إدارتين، إلى خمسة رؤساء إدارات في هيئة الاتصالات التركية (تي. آي. بي.) التي تتولى المراقبة الإلكترونية وتنظيم قطاع الاتصالات، وحوالى 10 أشخاص فصلوا من قناة «تي. آر. تي.» الرسمية بعضهم رؤساء إدارات ومحررون كبار.
وأعلن مسؤول حكومي إن الإقالات جاءت من أجل «مصلحة الشعب» وقد يكون هناك مزيد منها.
وتزامن ذلك (أ ف ب)، مع إعلان السلطات التركية مصادرة أرصدة مصطفى ساري غول المرشح إلى الانتخابات البلدية في إسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري».
وأوردت صحيفة «حرييت» أن صندوق تأمين مودعات الادخار لجأ إلى هذا التدبير بعدما تمنّع ساري غول و9 دائنين آخرين عن سداد قرض بقيمة 3.5 مليون دولار أعطي في عام 1998. وندد ساري غول بالإجراء واعتبره «استفزازاً».
 
 تصاعد العنف في إفريقيا الوسطى عشية إختيار البرلمان رئيساً إنتقالياً
بانغي - أ ف ب
شهدت بلدات في إفريقيا الوسطى أعمال عنف أمس واستغاث سكانها بالقوة الدولية عشية انتخاب رئيس جديد ستوكل اليه مهمة إرساء الإستقرار في البلاد التي تسودها الفوضى منذ 10 شهور.
وأقرّ ضابط في القوة الإفريقية لمساعدة إفريقيا الوسطى (ميسكا) بأن «هناك أعمال عنف في أماكن عدة في بوار (غرب، قرب الحدود مع الكاميرون) وسيبوت (شمال بانغي) وبوالي (شمال غرب). وأضاف أن «الناس في حالة يأس! وسيزداد ذلك كلما اقتربنا من الانتخابات الرئاسية، إن خطوط الإتصال بنا للإستغاثة دائماً مكتظة ونبذل كل جهدنا لكن لا يمكننا أن نضع جندياً في كل منزل».
وينتشر 4400 عنصر من «ميسكا» و1600 جندي فرنسي من عملية «سنغاريس» في محاولة لنشر الأمن في البلاد التي تتخبط في أعمال عنف على خلفية أحقاد دينية منذ أن تولّى متمردو حركة «سيليكا» الحكم في آذار (مارس) الماضي.
لكنهم ينتشرون خصوصاً في بانغي حيث تلقى البرلمان أمس آخر الترشيحات إلى الرئاسة الإنتقالية، على أن ينتخب المجلس الوطني الإنتقالي (البرلمان الانتقالي) الرئيس الإنتقالي الجديد غداً لسدّ الفراغ الذي تركه ميشال جوتوديا، الذي إستقال مكرهاً في 11 كانون الثاني (يناير) بعد أن اتهمه المجتمع الدولي بالعجز عن إحتواء اعمال العنف.
وستنشر اليوم لائحة المرشحين، من بينهم رئيسة بلدية بانغي كاتريسن سمبا بنزا وسيلفان باتاسي وديزيري كولينغبا وهما ابنا الرئيسين السابقين أنج فيليكس باتاسي الذي حكم البلاد من 1993 إلى 2003 وأندري كولينغبا من 1985 إلى 1993.
 صرخات إستغاثة
وقال أحد سكان سيبوت (160 كلم شمال العاصمة): «إنني أطلق صرخة إستغاثة، الرصاص مستمر ونحن مذعورون».
وزاد: «يتصرّف عناصر سيليكا كالأسياد في المدينة وليس هناك أي قوة تحمينا»، مؤكداً أن «معظم السكان لجأوا إلى الأدغال».
وأضاف أن محطة الحافلات والسوق دمرا، واندلعت أعمال العنف أول من أمس وأسفرت عن سقوط 3 قتلى على الأقل «لكن المؤكد أن العدد أكبر في الأحياء».
وأفاد مصدر ديني في بانغي أن كنيسة سيبوت تعرّضت لهجوم من عناصر «سيليكا». كما وقعت حوادث أخرى في بوسمبيلي قرب حدود الكاميرون (غرب) حيث نهبت كنيسة.
وفي بوالي (90 كلم شمال غربي بانغي) لا يزال التوتر سائداً على رغم هجوم شنتــه قوة «سنغاريس» أول من أمس على محور الطرق المؤدي إلى الكاميرون من العاصمة، والذي يعتبر حيوياً لنقل التجهيزات والأغذية.
وقال الكاهن بوريس ويليغال أن «مئات من البويل (الرحل المسلمون) المذعورين لجأوا إلى الكنيسة». وأضاف: «هناك على الأقل 10 جرحى بينهم رضيع عمره 7 أشهر أصيب في وجهه بضربة سيف». وروى كيف أن وحدات «سنغاريس» نزعت أسلحة مقاتلي «سيليكا» ومعظمهم من المسلمين، لكن الميليشيات المسيحية اغتنمت الفرصة للخروج من الأدغال. وذكر أن الميليشيات المسيحية «مناهضي بالاكا قتلوا 3 مسلمين بينهم إمرأة ومسيحي كان عائداً من الحقل».
وكشف أحد السكان أن محلات المسلمين التجارية نهبت. وأكد اللفتنانت كولونيل توماس مولارد مسؤول الإعلام في عملية «سنغاريس» أن «أكثر من مئة عنصر من قوة ميسكا يتحرّكون بين بانغي وبوسمبيلي (150 كلم شمال غرب) من أجل وقف التجاوزات».
 
مصرع 18 بتدافع سبق تشييع رجل دين مسلم في الهند
نيودلهي - وكالات - قُتل 18 شخصاً في تدافع سبق انطلاق مراسم تشييع رجل الدين المسلم محمد برهان الدين في مدينة مومباي في الهند، أمس.
وذكرت وكالة انباء «برس ترست» الهندية، أن «تدافعاً حصل قرب منزل الزعيم الروحي الراحل محمد برهان الدين، فيما كان المئات يحتشدون على الطرقات المجاورة منذ ساعات الفجر الأولى في انتظار القاء نظرة الوداع عليه، ما أدى إلى سقوط 18 قتيلاً و40 جريحاً».
يشار الى أن برهان الدين وهو سلطان طائفة البهرة الداودية، أحد فروع الإسماعيلية، وتوفي إثر اصابته بنوبة قلبية قبل أسبوعين من اتمام عامه الـ103.
يذكر أن حوادث التدافع غالباً ما تحدث في الهند وتؤدي إلى سقوط قتلى، وتعزى عادةً إلى افتقاد الشرطة لأساليب مماثلة للسيطرة على الحشود.
ففي اكتوبر الماضي لقي 115 شخصا حتفهم غرقا او سحقا قرب معبد هندوسي في ولاية ماديا برادش وسط الهند.
 
مقتل 3 في هجوم استهدف زعيم «أهل السنة» في باكستان
إسلام آباد - د ب أ - لقي ثلاثة حتفهم عندما فتح مجهولون النار على سيارة كانت تقل زعيما لتنظيم «أهل السنة والجماعة» في مقاطعة سركودها في باكستان.
ووقع عندما كان نائب زعيم التنظيم في إقليم البنجاب، مولانا عبد الحميد خالد إلى جانب آخرين في طريقهم لحضور جلسة استماع في محكمة لمكافحة الإرهاب في سركودها.
ونصب منفذو الاعتداء كمينا للسيارة ما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة اثنين حالتهما حرجة من بينهما عبدالحميد خالد.
ووصلت الشرطة إلى موقع الحادث وفرضت طوقا أمنيا حول المنطقة لإلقاء القبض على الجناة فيما لا تزال التحقيقات جارية.
... ومتظاهر في تايلند
بانكوك - وكالات - نظم المحتجون المناهضون للحكومة في تايلند مسيرة في بانكوك، أمس، ودخلت مجموعة منهم مجمعا للشرطة ولم يردعهم انفجار قنبلة في اليوم السابق اسفر عن وفاة متظاهر واصابة 35 اخرين.
وأجج انفجار، أول من أمس، التوتر في العاصمة بعد ايام من الهدوء النسبي اوحت بان حركة اغلاق العاصمة الهادفة لارغام رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا على الاستقالة فقدت قوة الدفع.
ولم يتضح من المسؤول عن الهجوم على المحتجين، وحمّل زعيم الحركة الاحتجاجية سوتيب ثوغسوبان الحكومة المسؤولية قائلا ان «الحادثة لن تفت في عضد الآلاف الذي صعدوا حركتهم الاحتجاجية الاسبوع الماضي واغلقوا طرقا رئيسية واحتلوا وزارات».
والحادثة التي وقعت قبل اسبوعين من الانتخابات العامة تعزز احتمال تحرك الجيش لانهاء الازمة التي تضر باقتصاد البلاد.
 
مقتل 4 مسلحين بعملية أمنية في داغستان بشمال القوقاز الروسي
قتل 4 مسلحين في عملية أمنية نفذت، امس، في ضواحي العاصمة الداغستانية محج قلعة.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن المركز الإعلامي لـ"هيئة مكافحة الإرهاب" الروسية، أنه جرى القضاء على 4 مسلحين في بلدة سمندر بضواحي محج قلعة.
وقال المصدر إن العناصر الاربعة قتلوا، بعد محاصرتهم في منزل كانوا مختبئين في داخله، مشيراً إلى أنه تسنى إخراج امرأة مع 3 أطفال من البيت المحاصر نتيجة التفاوض مع المسلحين قبل اقتحامه. (يو بي اي)
 
الفاتيكان أجبر مئات الكهنة المتهمين بالتحرش على ترك الحياة الكهنوتية
كشف الفاتيكان امس انه حمل 400 كاهن على ترك الحياة الكهنوتية في عهد البابا السابق بنديكتوس السادس عشر بعد فضيحة التحرش الجنسي باطفال من قبل افراد في الاكليروس الكاثوليكي.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي "في 2012 كان عددهم 100 وفي 2011 نحو 300".
لكن شبكة الناجين من ضحايا العنف الجنسي على أيدي كهنة تعتبر هذه الاجراءات التأديبية غير كافية.
وقالت في بيان "على البابا ان يحمل كهنة يتسترون على الجرائم الجنسية على ترك الحياة الكهنوتية وليس فقط اولئك الذين يرتكبون هذه التجاوزات".
(اف ب)
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,359,546

عدد الزوار: 7,065,506

المتواجدون الآن: 68