تدخّل سلام يبعد «كارثة النفايات» .. وسوكلين تتنصّل...الحكومة: تأخير لوجستي ولا تراجع في التأليف/ سلام يمهد للولادة بـ "حل أزمة النفايات"

مداولات في باريس حول الحكومة: ينبغي شراء الوقت وانتخاب الرئيس....«8 و14» أمام 3 أيام لتسويق الإتفاق الحكومي في صفوفهما والإيجابيات تُسرِّع الحكومة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 21 كانون الثاني 2014 - 7:12 ص    عدد الزيارات 1771    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحكومة: تأخير لوجستي ولا تراجع في التأليف/ سلام يمهد للولادة بـ "حل أزمة النفايات"
النهار...
ما بين تدوير الزوايا وتدوير النفايات، تمضي الامور في اتجاه الحلول الداخلية مع ترقب اشارات ايجابية في عدد من الملفات الاقليمية، فلا تراجع في التأليف وانما بعض التأخير اللوجستي في عملية ولادة الحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام الذي أطل البارحة رئيساً ممارساً لصلاحيات لم ينلها بعد بحكم القانون، اذ رأس اجتماعا لحل قضية النفايات التي كادت تطمر الشوارع اثر اقفال طريق مطمر الناعمة، وأكد أمام وفد من بلديات القرى المحيطة بالناعمة أنه "سيعمد فور تسلمه السلطة التنفيذية إلى إنشاء هيئة طوارىء لمعالجة الموضوع في أسرع ما يمكن". وهكذا باشرت شركة "سوكلين" منذ التاسعة ليلا اعادة جمع النفايات.
اما سياسياً، فالمشاورات في شأن الحكومة الجديدة تنتظر حلحلة بعض العقد التي لم تبلغ مرحلة التعطيل كما اكدت لـ"النهار" مصادر متابعة لعملية التشكيل. لكن الساعات الثماني والاربعين المقبلة لن تشهد الولادة، اذ اخذ كل من فريقي 8 و14 اذار مهلة ثلاثة ايام لتسوية أمور "البيت الداخلي".
سليمان
ومع اصرار كل فريق على موقفه وشروطه، توزعت الرسائل الايجابية في أكثر من اتجاه، وخصوصا حيال الكلام الاخير للرئيس سعد الحريري، اذ رأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن "الموقف المتقدم والمسؤول الذي اعلنه الرئيس الحريري أسس لمناخ ايجابي على المستوى الوطني، واعطى دفعاً عملياً جدياً لمسار تشكيل الحكومة". ونقل عن سليمان قوله "ان الموقف الشجاع للحريري في توقيت حساس له وللعائلة ولجمهوره يستلزم التشجيع والتقدير وليس مضاعفة لائحة الشروط والمطالب والشعارات". وشدد الرئيس الذي تلقى سلسلة اتصالات من شخصيات في 14 و8 اذار والوسيط الاشتراكي لاطلاعه على المشاورات داخل كل فريق، على ضرورة عدم المماطلة واستهلاك المهل التي تقترب من الخط الاحمر للاستحقاقات الدستورية الاخرى.
كذلك اعتبر الرئيس نبيه بري ان "الحريري يتعامل مع المرحلة بحكمة وزعامة حقيقية ومسؤولية". فيما صرح رئيس "جبهة النضال الوطني " النائب وليد جنبلاط لـ " النهار" "بأن كلام الحريري ايجابي ويفتح آفاقاً وانفراجاً واسعاً في تأليف الحكومة".
وأبلغ وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل ابوفاعور "النهار" ان جنبلاط أجرى أمس جولة اتصالات لمواكبة الجهود لتأليف الحكومة شملت الرئيس سليمان والرئيس بري والرئيس المكلف والرئيس الحريري تناولت آخر التطورات. وأضاف: "إن الامور تسير في المسار الايجابي بعد الموقف الشجاع للرئيس الحريري".
"المستقبل"
وقال مصدر في "تيار المستقبل" لـ "النهار" إن ما اعلنه رئيس التيار سعد الحريري عن تأليف الحكومة يعتبر "تطوراً كبيراً في اطار اعلان النيات "وهو ما سيوضح مساء اليوم في المقابلة التي ستجريها قناة "المستقبل" التلفزيونية معه، اذ سيعبر عن وجهة نظره بأن لبنان عند "مفترق خطير".
في غضون ذلك، تكثفت الاتصالات امس بين مكونات 14 آذار وأفاد المصدر أن الاجوبة التي طلبتها هذه القوى في شأن البيان الوزاري عن "اعلان بعبدا" بدل ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة لم تصل بعد. أما عن اعتماد المداورة في توزيع الحقائب فقد تبلغت القوى جواب الرئيس بري وحده في حين تنتظر موقف كل من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر".
وعلمت "النهار" ان منسق الامانة العامة لقوى 14 اذار فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية سيلتقيان اليوم في باريس الرئيس الحريري، قبيل اطلالته التلفزيونية مساء.
وقالت مصادر مطلعة في قوى 14 آذار لـ"النهار" ان المساعي تتقدم للإتفاق على النقطة العالقة داخل التحالف السيادي في شأن الإتفاق سلفاً على مضمون البيان الوزاري وتضمينه "إعلان بعبدا" في الشق السياسي وحذف أي كلام على ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، أو ترك هذه المسألة لما بعد تأليف الإعلان لتعالجها اللجنة الوزارية المختصة، على ألا يقبل وزراء قوى 14 آذار بأي تراجع في هذا المجال مهما كلف الأمر، حتى لو أوصل إلى استقالة الحكومة.
ويقول من يؤيدون السير في عملية التأليف إنها بالأسلوب المعتمد تسقط ما بات يشبه العرف، بعدم وجود ثلث معطل فيها، وكذلك بالمداورة والمبادلة بين الوزارات، فلماذا المخاطرة بإدخال عرف جديد يقضي بالتفاهم على البيان الوزاري قبل تأليف الحكومة؟ لكنهم يبدون تفهماً لوجهة النظر التي يعبر عنها خصوصا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
"حزب الله"
في الجهة المقابلة قالت مصادر مواكبة لمواقف "حزب الله" لـ "النهار" إن ما أدلى به أمس النائب محمد رعد ليس جديداً، فالحزب منذ تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011 أيد تفاوض ميقاتي مع الطرف الاخر للمشاركة في الحكومة بثلث معطّل. وعند تسمية سلام رئيسا مكلفاً كان الحزب مع تأليف حكومة سياسية جامعة ولم يقل يوماً إنه لا يريد حكومة بل قال إنه يرفض قيام حكومة أمر واقع، وهو يعلم ان سلام من مكونات 14 آذار. ولفت الى ان الحزب لم يحدد يوماً سقفاً لمواقفه في شأن البيان الوزاري ولم يتخذ موقفا متشدداً إلاّ عندما كانت تصدر تبريرات للتفجيرات تحت ستار انتقاد دور الحزب في سوريا.
"التيار الوطني الحر"
وعلى خط الرابية، علمت "النهار" ان موفداً من "حزب الله" يرجح انه مسؤول وحدة الارتباط وفيق صفا، أجرى حواراً أول من أمس مع "تكتل التغيير والاصلاح" على ان تستكمل المحادثات اليوم في موضوعي البيان الوزاري وتوزيع الحقائب، وهو ما يجعل موقف 8 آذار من تأليف الحكومة رهن ما سينتهي اليه هذا الحوار .
وفهم من مصادر مواكبة ان موضوع المداورة في توزيع الحقائب يخضع لحوار بين "حزب الله" والعماد ميشال عون بحيث يؤخذ في الاعتبار ان نقل حقيبة الطاقة من "التيار" يجب ان يوازيه اعطاء التيار حقيبة بوزن الطاقة، وهذا ما يدور عليه البحث الان. وتوقعت المصادر ان يبدأ العد العكسي لولادة الحكومة اذا ما تحلحلت الامور ابتداء من بعد ظهر غد الثلثاء. واسترعى الانتباه أمس موقف للوزير جبران باسيل قال فيه إن على المسيحيين ان يكونوا ممثلين بالحكومة بكل الحقائب ومنها السيادية، وهو ما اعتبر موافقة ضمنية على المشاركة في انتظار الاجابة عن بعض الاسئلة.
الاسماء والحقائب
وعن الحقائب والاسماء، أفادت مصادر متابعة انه لم يتفق عليها بعد، كما ان المرحلة الاولى للبحث تبدأ بتوزيع الحقائب على الافرقاء قبل الدخول في لعبة الاسماء. وقالت إن بعضها قد يكون صحيحاً اذا كان الاطراف يصرون على مرشحين محددين. وثمة اختلاف على وزارة الداخلية بين الرئيس تمام سلام وقوى 14 اذار، ويصر احد الاحزاب داخل قوى 14 اذار على المطالبة بحقيبة التربية، فيما يعترض آخر على جعل الاشغال من حصة "التيار الوطني الحر". كما ثمة جدل حول حقيبة الخارجية. وينتظر فريق 8 اذار موقف العماد عون قبل البحث في الحقائب.
طرابلس
والمسار الايجابي للحكومة لم ينعكس على الشارع الطرابلسي الذي عوض ان ترتاح اجواؤه، توترت الاوضاع مجدداً بوتيرة عالية على جبهة التبانة - جبل محسن، وسقط 20 مصاباً توفيت منهم امرأة متأثرة بجروحها. وترددت معلومات أمس مفادها أن الحزب العربي الديموقراطي بدأ نصب راجمات كورية الصنع من نوع "اس اس 300" ومدافع 220. لكن مصدراً امنياً لم يؤكد هذه المعلومات، إلا أنه حذر من انه اذا لم تتم السيطرة على الوضع في غضون 24 ساعة، فان المدينة معرضة للتحول ساحة صراع حقيقية وستستحيل السيطرة عليها وضبط الوضع فيها.
 
«8 و14» أمام 3 أيام لتسويق الإتفاق الحكومي في صفوفهما والإيجابيات تُسرِّع الحكومة
الجمهورية..
إذا سارت الأمور وفق ما اتّفق عليه، فإنّ الحكومة ستولد هذا الأسبوع. فالأفرقاء اتّفقوا على حجم الحكومة (8+8+8) والمداورة الشاملة في توزيع حقائبها الوزارية ومناقشة بيانها الوزاري بعد تأليفها، وأخذ كلّ منهم فترة ثلاثة أيّام لتسويق هذا الاتفاق بين مكوّناته وتذليل أيّ اعتراضات عليه، ثمّ إبلاغ المعنيين المباشرين باستعداده لصدور مراسيم التأليف. ففريق 8 آذار يعمل على تذليل اعتراضات «التيّار الوطني الحر»، فيما فريق 14 آذار يعمل على تذليل عقدة مشاركة «القوات اللبنانية».
وهذا الاتفاق، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي لـ"الجمهورية" التوصّل إليه، مشيراً الى انّه كان من ضمنه ايضاً أن يأخذ كلّ من فريقي 8 و14 آذار فترة ثلاثة أيام لتذليل أيّ إعتراضات لدى أيّ من مكوّناته على هذا الاتفاق. وقال: "ينبغي ان تؤلّف الحكومة خلال اسبوع إذا لم يطرأ ما يعوق ولادتها".
وأشار بري إلى أنّ تأليف الحكومة ليس مرتبطاً بانعقاد مؤتمر جنيف ـ 2 الخاص بالأزمة السورية ، وأنّ وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور سيسافر غداً الثلثاء الى جنيف لتمثيل لبنان في هذا المؤتمر.
وأشاد بري بموقف الرئيس سعد الحريري الذي أكّد فيه استعداده للمشاركة في الحكومة الى جانب حزب الله في اعتباره حزباً سياسياً، وقال "إنّ هذا الموقف يستحق التقدير والاحترام الكبيرين لأنّه موقف زعامة وليس موقف رئاسة، فالرجل يُعلن هذا الموقف في ذكرى أليمة هي استشهاد والده، وهو موقف يرفع الناس الى مستواه، فالرئاسة هي ان ينزل الرئيس الى جانب الناس، بينما الزعامة هي ان يرفع الزعيم الناس الى مستواه.
ولم يربط بري موقف الحريري بأيّ خلفيات إقليمية، واعتبره "موقفاً مسؤولاً يتوخّى مصلحة لبنان". ولفت الى انّ الحريري وافق على تأخير النقاش في البيان الوزاري الى ما بعد تأليف الحكومة.
وسليمان يشيد أيضاً
وقد تقاطع بري في هذا الموقف مع موقف آخر لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قدّر فيه عالياً ما اعلنه الحريري من لاهاي في شكله وتوقيته ومضمونه والموقع الذي أُطلق منه. وقال سليمان امام زوّاره "إنّ مواقف الحريري الأخيرة ومدى استعداده للمشاركة في حكومة إئتلافية مع بقية مكوّنات لبنان رفع من رصيده الوطني عالياً".
ونقل زوّار سليمان لـ"الجمهورية" عنه قوله: " بهذا المنطق المتعالي على الجروح والمآسي الشخصية نحصّن الوطن، فالرئيس الحريري أطلق هذه المواقف الوطنية العالية من الموقع حيث يحاكم قتلة والده، فجعلته موضع تقدير عالٍ، خصوصاً عندما أثبت أنّ القيادة مسؤولية كبرى، وأكّد ذلك بتخطّيه كلّ المعطيات الحسّاسة العائلية منها، وتلك التي تعني جمهورة وحلفاءه، ليقفز الى ما هو أعلى وأسمى".
وأضاف: "إنّ الحريري أثبت بمواقفه هذه انّه في موقع وطنيّ مميّز، فمن يتجاوز مأساته الشخصية لمصلحة الوطن يجعله في الموقع المتقدّم والمسؤول لفهمه حاجة البلاد الى مثل هذه المواقف المعتدلة التي تحصّن الوطن وتدفع الى البحث عن من يلاقيه الى حيث ننجح في تجاوز المراحل الصعبة التي يعيشها الوطن ولننقذه من تردّدات ما يجري في محيطه الذي يغلي ونقلِه الى ما هو أفضل وبأقلّ الخسائر الممكنة".
ولفت سليمان"الى انّ البلد يحتاج اليوم الى اصوات تعزّز الإعتدال، وهي دعوة موجهة الى جميع الأطراف، التي تتوافق معه لتحتضن هذه المواقف وتدعمها بكل ما يؤمّن صلابتها، والتي تعارضه، لكي تلاقيه في منتصف الطريق بتنازلات مشابهة لعبور الإستحقاقات الدستورية الكبرى التي نعيشها اليوم، بدءاً من السعي الى حكومة جامعة لا تستثني أحداً وتؤمّن الشراكة الوطنية في مرحلة هي الأدقّ والأخطر في تاريخ البلاد، وصولاً إلى الإستحقاق الرئاسي الذي علينا عبوره بما يؤمن حماية المؤسّسات الدستورية في البلاد وانتظام الحياة السياسية والوطنية وتحمي العيش المشترك".
وكان موقف الحريري هذا أضفى ايجابية ملحوظة على خط التأليف، علماً أنّ موقفه، على أهميته، أعاد خلط الأوراق السياسية مجدّداً، خصوصاً داخل فريق 14 آذار. فيما يكثّف فريق 8 آذار حراكه لتذليل إعتراضات يبديها رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون.
وفي هذا السياق تترقّب الأوساط السياسية اليوم موقفين: الأوّل يعلنه سليمان امام السلك الديبلوماسي قبل ظهر اليوم، والثاني يعلنه الحريري مساء عبر شاشة "المستقبل".
وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" إنّ سليمان سيتناول العناوين الأساسية التي تتّصل بالوضع في الجنوب في ضوء القرار 1701، وسيشدّد على التزامات لبنان واحترامه القرارات الدولية التي وفّرت الحماية والحصانة له، والإصرار على ما تقرّر في مؤتمر نيويورك الشهير من اجل لبنان وملفّ النازحين السوريين وتعويضه الخسائر التي مُني بها وصولاً الى "إعلان بعبدا" والإستراتيجية الدفاعية الوطنية، وصولا الى الإستحقاقات الدستورية المتصلة بتأليف الحكومة والتحضير للإستحقاق الرئاسي.
في ملعب «8 آذار»
وفي التطورات المحيطة بالملف الحكومي، قالت مصادر تواكب الحركة السياسية لـ "الجمهورية" إنّ الكرة باتت في ملعب 8 آذار بعدما ثُبّتت المواقف على مستوى 14 آذار على النحو الذي رست عليه الموافقة على المشاركة في حكومة متوازنة وجامعة وفق صيغة 8+8+8 خالية من ايّ "وزير ملك" او "قطبة مخفية"، وهذا ما ثبته الوسيط الإشتراكي لمختلف الأطراف بعدما توسّعت الإتصالات التي أجراها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط شخصيا، أو تلك التي نقلها موفدون في أكثر من إتجاه.
واضافت: "إنّ النقاش في الساعات الماضية انتقل على مستوى الداخل في قوى 8 آذار بعدما جرى ترتيب البيت الداخلي في قوى 14 آذار، وبات واضحاً انه لن يكون هناك ايّ إشكال في صفوفها، سواء شاركت "القوات اللبنانية" في الحكومة ام لا.
خليل وصفا في الرابية
وعُلم أنّ "حزب الله" طلب مهلة حتى غد لترتيب "البيت الداخلي"، وسيزور وفد منه عون خلال الساعات المقبلة للبحث معه في ما يبديه من إعتراضات، إذ إنّه ما زال يرفض المداورة في توزيع الحقائب، ويتمسّك بوزارتي الطاقة والاتصالات إذا لم يُعطَ وزارتان توازيهما في الحجم والاهمّية، وقيل أنّه أُعطي وزارة الاشغال العامة والنقل، وأنه يطالب بوزارة خدماتية أُخرى.
وكشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ"الجمهورية" انّ عون التقى ليل السبت – الأحد بعيداً من الإعلام كلّاً من المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل ومسؤول التنسيق والإرتباط في الحزب الحاج وفيق صفا وتركّز البحث على التشكيلة الحكومية وحصّة عون فيها، حيث اقترحا عليه تسمية من يراه ممثّلاً له في اربعة حقائب وزارية، فلم يعطِ جواباً نهائيّا وقاطعاً، لكنّه طلب بعض التوضيحات حول بعض المفاصل الأساسية وسبل تطبيق "المداورة الشاملة" في الحقائب، ما يتطلب مزيداً من الإتصالات.
وعلمت "الجمهورية" أنّ عون عدل بعد ظهر أمس عن إعلان موقف سلبي من الملف الحكومي عبر قناة "أو تي في"، واستأخراتّخاذ أيّ موقف نهائي الى ما بعد الاجتماع الاسبوعي لتكتّل "التغيير والإصلاح" غداً الثلثاء.
الحريري
وفي انتظار ما سيعلنه الحريري مساء اليوم، علمت "الجمهورية" أنّ منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية توجّها إلى باريس للقائه قبل إطلالته التلفزيونية، وذلك في سياق توحيد القراءة السياسية داخل 14 آذار في قضية التأليف على قاعدة تحديد أصول الشراكة التي يجب أن تعود لنصوص مرجعية من اتفاق الطائف والقرارات الدولية إلى "إعلان بعبدا"، لأنّ التفلّت من هذه النصوص يؤدّي إلى إفساد الشراكة ويُدخل لبنان في المجهول، فضلاً عن تقدير موقف الحريري الذي أراد أن يحوّل انطلاق أعمال المحكمة مناسبة للمصالحة لا الثأر، كذلك تبريد الأجواء السياسية ترسيخاً لمناخات الإعتدال في اللحظة التي "تغلي" فيها المنطقة.
موقف «الكتائب»
وإلى ذلك، أعلن حزب الكتائب أنّه لن يقبل بأيّ حكومة، "بل بحكومة قادرة على تحمّل المسؤولية وجامعة"، وقال رئيس الحزب أمين الجميّل: "عندما يُعرض الأمر علينا، فموقفنا إيجابي، إنّما هذا لا يعني أنّ دورنا انحسر، فيدنا ممدودة ونريد حكومة قادرة وشراكة حقيقية، ونتحمّل بعضنا مع بعض المسؤولية لمواجهة الإستحقاقات الخارجية والداخلية.
واعتبر" أنّ الحكومة محدّدة بالوقت وبالصلاحيات ولمهمات مختصرة للتحضير للانتخابات الرئاسية، من هنا فإنّ المرحلة محدّدة لهذا الهدف بالذات، ولا يهمّنا ان ينتصر هذا الفريق على ذاك، إنّما يهمنا ان ينتصر لبنان وتتحقّق الاستحقاقات بأقلّ ضرر وبنجاح".
... و«القوات»
أمّا موقف "القوات اللبنانية" فلم يتبدّل، وقد عبّر عنه النائب فادي كرم بقوله لـ"الجمهورية": "إنّ القوات مصرّة على عدم المشاركة في ايّ حكومة إلّا بناءً على الشروط السياسية وليس الشكلية، وهنا لا نتحدّث عن حصص ومداورة، ما يعنينا هو المبدأ السياسي للحكومة المبني على الاعتراف بـ"إعلان بعبدا" وإيجاد مخرج لثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة"، ونرفض تدوير الزوايا هنا واللعب على الكلام، بل نريد وضوحاً كاملا لنرتاح جميعاً ونرسم سياسة واضحة جديدة للوطن".
وعن إعلان "حزب الله" انّه سيقابل الإيجابية بإيجابية، قال كرم: "يمكن أن تكون الإيجابية التي يفكّر بها مغايرة للإيجابية التي نفكّر بها نحن، فإذا كانت إيجابيته أنّه وافق على صيغة 8 + 8 + 8 والمداورة والثلث المعطّل المغلّف وغير المغلّف، فالأمر لا يعنينا. ما يعنينا هو التغيير في استراتيجيته حيال الوطن، واعترافه بـ"إعلان بعبدا" وعودته من سوريا وتسليم حماية الحدود اللبنانية لقيادة الجيش".
وأكّد كرم "وجود تفاهم كامل بين الدكتور سمير جعجع والحريري على ان لا تضحّي 14 آذار بنضالاتها وتحافظ على موقفها السياسي"، وقال: "نعتقد أنّ 14 آذار بكلّ اطرافها لن تشارك في الحكومة، ودعوني استطرد وأقول: حتى ولو وصلت الأمور في مكان معيّن أنّه بناءً على ضغوط وتمنّيات إقليمية على تيار "المستقبل" بالمشاركة، ستبقى 14 آذار على نضالاتها وإن كان هناك تمايز في الموقف، وتبقى "القوات اللبنانية" خارج الحكومة".
وردّاً على سؤال، قال كرم: "إنّ خسارة المسيحيّين تكمن في استمرار الوضع الحالي، ومن بقاء لبنان تحت رحمة الوضع الذي يفرضه الحزب وشروطه وسياسة تغطية استراتيجيته.
هذا ما يضرّ المسيحيين، وهذا ما هو ضدّ مصلحتهم ومصلحة لبنان. من هذا المنطلق، ليس عن عناد ترفض "القوات" المشاركة في حكومة قبل الاتّفاق على سياستها، وواضح جدّاً أنّ كلّ مفاوضات الطرف المسيحي في 8 آذار مبنية على حصص وبعض المواقع التي تؤمّن له مكاسب، أمّا نحن فموقفنا مبدئيّ، والرأي العام المسيحي بأكثريته الساحقة ميّال الى إيجاد حلّ جذري، فكفى حلولاً ترقيعية".
«التيار الوطني»
وفي انتظار جلاء الغموض في موقف عون الحقيقي، شدّد وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل على أهمّية التمثيل المسيحي، وقال: "إذا نادينا بالوفاق فهو ليس لمَحوِنا، وإذا أردنا التوفيق بين المتخاصمين في لبنان فذلك ليس ليتّفقوا على حسابنا وليلغونا عندما يتّفقون". وشدّد على "أنّنا يجب أن نكون موجودين وممثلين بالحقائب السيادية والحقائب الخدماتية والحقائب العادية، وعلى هذا الأساس يكون لنا دورنا".
«حزب الله»
وتظهّر موقف "حزب الله" من خلال مواقف عدد من مسؤوليه وقياديّيه أمس والتي أعلنت أنّها "ستقابل الإيجابية بالإيجابية وستردّ على التحيّة، إن لم يكن بأحسن منها فبمثلها"، وقالت:" سنتنازل بما لا يُضيّع استراتيجتنا وخيارنا".
وقال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد: "إنّنا لا نريد الآن أن نناقش في مضمون البيان الوزاري ومفرداته لأنّ ما لدينا من إقتناعات لا تزلزلها الصواعق، وربّما لديهم إصرار على إقتناعاتهم يريدون أن يطرحوها أثناء النقاش في البيان الوزاري".
وأكّد انفتاح الحزب وحلفائه، وقال: "إذا كان الهدف هو العبور بالبلد بأمان حتى لا تغرقه الأزمة الراهنة، فنحن منفتحون على ذلك"، موضحاً "أنّ الأمر قد يتطلّب تنازلات من الفريقين". وأضاف: "إنّنا سنتنازل بما لا يضيّع استراتيجيتنا وخيارنا".
وضع طرابلس
بعيداً عن المشهد السياسي، ظلّ الأمن المهتزّ في طرابلس في صدارة المتابعة، مع بقاء المدينة تحت رحمة المسلحين. واشتدّت عصر امس وتيرة الإشتباكات على مختلف المحاور بين جبل محسن وباب التبانة، وردّ الجيش على مصادر النيران. وقد حصدت اعمال القنص قتيلين و24 جريحاً حتى مساء امس، بينهم عسكريّان وعنصر من الأمن العام.
واتّهمت أوساط طرابلسية "مجموعات مؤيّدة للرئيس نجيب ميقاتي" بتحريك الاشتباكات "على خلفية محاولة عرقلة تأليف الحكومة"، وردّاً على الايجابية التي أبداها الحريري في ملاقاة سليمان والرئيس المكلف تمام سلام في هذا المجال.
وقالت "إنّ هذا التحريك الأمني المفتعل أرفق بقيام المؤيدين لميقاتي بشنّ حملات على صفحات التواصل الاجتماعي تستهدف الحريري واللواء أشرف ريفي، الذي روّج انصار ميقاتي أنه يقف وراء الاشتباكات، في حين حرص ريفي على التأكيد أنّ من بدأ الاشتباكات هم جماعة 8 آذار، وأنّ هذه المعركة ضد مصلحة طرابلس التي تؤمن بخيار الدولة، قاصداً بذلك انصار ميقاتي المدعومين منه. ولم تستبعد الاوساط الطرابلسية "أن تكون جهة عربية على علاقة سيئة بالسعودية، وراء التحريض على الاشتباكات في طرابلس".
ردّ ميقاتي
وسخرت مصادر ميقاتي من هذه الاتهامات وأكّدت لـ"الجمهورية" أنّها "باطلة ولا أساس لها من الصحة، لأنّ ميقاتي ليس لديه مسلّحون ولا يحرّك مجموعات مسلحة"، وقالت: "إنّ هذه الاتهامات هي محاولات باطلة لحرف الأنظار عن مسائل أخرى".
 
تدهور أمني كبير في طرابلس وكبّارة يحمّل مسؤوليته للمتضرّرين من تشكيل حكومة جديدة
سليمان: مواقف الحريري شجاعة وتستدعي الابتعاد عن المزايدات
المستقبل..                       
بانتظار ما سيعلنه الرئيس سعد الحريري الليلة عبر قناة "المستقبل" مع الزميلة بولا يعقوبيان، فإن مواقفه الأخيرة التي أطلقها من لاهاي بقيت أمس محطّ ترحيب استثنائي باعتبارها أعطت زخماً لجهود تشكيل حكومة جديدة وأكدت من جديد وضع مصلحة لبنان وأهله في الصدارة.
وعلى النقيض من ذلك، بدت مواقف مسؤولي تيار النائب ميشال عون وخصوصاً الوزير جبران باسيل وكأنها لا تعرف التآخي مع المناخات الايجابية العامة وإنما تنمو (وتستثمر) في المناخات السلبية والمتفجرة.
لكن وفي وقت تعود المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الى الانعقاد اليوم للاستماع الى مطالعات محامي الدفاع عن المتهمين، فإن الوضع الأمني في طرابلس ازداد إشعالاً بعد تصعيد مسلّحي "الحزب العربي الديموقراطي" اعتداءاتهم بشتى أنواع الأسلحة على أحياء باب التبانة وجوارها تحديداً ما رفع عدد القتلى في غضون يومين الى ثلاثة والجرحى الى أكثر من عشرين معظمهم من المدنيين العزّل.
سليمان
واعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "ان اعلان الرئيس الحريري استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله وفي لحظة وجدانية وسياسية حسّاسة بالنسبة إليه وإلى جمهوره، يمثّل موقفاً شجاعاً يتوجب الثناء والتعاطي معه بقدر مماثل من الايجابية والابتعاد عن المزايدات ووضع العقبات والشروط المعرقلة لإنجاز تشكيل حكومة جامعة".
ورأى الرئيس سليمان كما نقل عنه، "ان مبادرة الرئيس الحريري بالفعل بين مساري المحكمة والحكومة يؤكد التلازم بين العدالة المطلوبة لتنقية العلاقات بين المكونات اللبنانية من الشوائب، والاعتدال السياسي الضروري لتحصين العيش المشترك في اطار المؤسسات الدستورية بعيداً عن منطق العزل والانعزال".
وبدورها لاحظت أوساط نيابية قريبة من الرئيس نبيه بري "ان كلام الرئيس الحريري بما يمثل ومن يمثل هو موضع تقدير ويأتي من أجل لبنان ولمصلحته". مشيرة الى "ان كل فريق يقدّم تنازلاً إنما يفعل ذلك ليس لأنه ضعيف بل لحرصه على لبنان. من الرئيس الحريري الى حزب الله الى الرئيس بري".
وأكدت لـ"المستقبل" "ان المواقف الجدية اتخذت من كل الفرقاء، والقرار السياسي بتشكيل الحكومة صدر، والأمور ستقلع وستمشي باتجاه قيام حكومة جامعة. والقطيعة والشرخ اللذان حكما العلاقة بين القوى السياسية سيوضع لهما حد ونحن أمام مرحلة جديدة من التعاون".
ووصفت الأوساط الكلام الذي قاله رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أمس "في سياق "مدّ اليد والرد ايجاباً على الرئيس الحريري".كما رأت فيه تأكيداً "على التزام الجميع التعاون".
واعتبرت ان "لا مشكلة حقيقية مع عون "إذ إن الحكومة ليست آخر الدنيا وقد لا تعمّر طويلاً في حال تم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا تستأهل بالتالي كل هذا الصخب". معتبرة "انهم (جماعة عون) يئنون لكنه أنين لن يؤخر انطلاق قطار تشكيل الحكومة ولن يبقيهم على الرصيف بل سيصعدون إليه".
باسيل
وكان الوزير باسيل عبّر أمس بوضوح عن امتعاضه من الأجواء الايجابية المتنامية. وقال "نحن ان نادينا بالوفاق فذلك ليس لمحونا. والتوفيق بين المتخاصمين لكن ليس ليتفقوا على حسابنا. نحن موجودون(...) بالمناصفة في مجلس النواب وبالرئاسة وبالرئيس القوي وبالحكومة التي تعطي التمثيل الصحيح للناس(...) يجب أن نكون موجودين وممثلين في الحقائب السيادية والخدماتية والعادية".
وأوضح عضو "كتلة الاصلاح والتغيير" النائب ابراهيم كنعان لـ"المستقبل" ان ما قاله باسيل "هو ثوابت نعود الى تأكيدها لأننا نسعى أساساً الى حكومة جامعة. وما حصل الآن هو تجاوب من تيار المستقبل والرئيس الحريري وهذا الأمر يجب أن يُستكمل بطرح متكامل يأخذ في الاعتبار كل ما له علاقة بالأصول والميثاق كي يكون التجاوب مثمراً وتشكل حكومة من ممثلين عن كل الأطراف ويكون عملها صحيحاً وسليماً وفاعلاً".
ورأى "انه يجب الانتقال الآن من التفاوض بين الأطراف الى الحديث مع الرئيس المكلّف لأنه من الناحية الدستورية هو الذي يجري المشاورات". وأشار الى "ان موضوع الحكومة يجب أن لا يكون جزيرة معزولة، بل يفترض أن يتبعها استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية".
ودعا الى "الاقرار بالدور المسيحي في هذا الاستحقاق" وقال "نحن كتيار، لا نقبل بحكومة لتدير الفراغ(...) المطلوب حكومة لشهرين أو ثلاثة تمهّد الطريق لانتخابات الرئاسة ولا يجب بالتالي أن نتخطى معايير هكذا حكومات. والآن دخلنا مرحلة التفاوض الجدّي حول تفاصيل الحكومة في ضوء حصول الإجماع عليها بعد موقف الرئيس الحريري الايجابي الذي يُبنى عليه".
رعد
من جهته أمِلَ النائب رعد خلال احتفال تأبيني في عرمتى في "أن تقوم الحكومة المرتقبة بدور يسهم على الأقل في تنفيس الاحتقان ودفع المخاطر الاستراتيجية عن البلد". وأكد "إن حزب الله منفتح إذا كان الهدف هو العبور بالبلد بأمان حتى لا تغرقه الأزمة الراهنة والأمر يتطلب تنازلات من الفريقين"، لافتاً الى "ان الحزب سيتنازل بما لا يضيع استراتيجيته وخياره".
حوري
واعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري أن الخلاف بين قوى "8 آذار" يجب أن يحل في ما بينهم وأن يخرجوا بموقف موحد في المفاوضات حول تشكيل الحكومة. وقال لـ"المستقبل" إننا "كقوى 14 آذار لدينا سقف واحد كل النقاشات تدور بيننا تحته، وإذا كانت هناك تباينات بيننا حول أي موضوع سياسي، فإن هذا التباين لا يتجاوز هذا السقف الذي هو سقف الوحدة الوطنية. وانطلاقاً من هذا الاعتبار نتوقع أن يكون موقف الفريق الآخر موحداً أيضاً".
أضاف "لكن ما نسمعه عن خلافات بين أركان قوى 8 آذار لا يؤشر الى أنهم سيخرجون بموقف موحد، لكن لا بد من الإشارة الى أنه عندما يكون هناك اتفاق مثلاً على المداورة في الحقائب وتوحيد الرؤية الوطنية، فإن المواقف يجب أن ترقى الى أعلى من التمسك بحقيبة من هنا أو المطالبة بحقيبة أخرى من هناك".
طرابلس
ميدانياً، شهدت محاور القتال التقليدية في طرابلس تصعيداً كبيراً في القتال اعتباراً من ساعات المساء ودارت اشتباكات عنيفة بين جبل محسن والتبانة وعند محور الشعراني الأميركان، بعد أن كان رصاص القنص أدى نهاراً الى مقتل إمرأة وإصابة عدد آخر من سكان التبانة بجروح.
ووضع النائب محمد كبّارة التصعيد في خانة "المتضررين من تشكيل الحكومة". وقال لـ"المستقبل" "هذا مخطط رهيب لإبقاء البلد في مرحلة الفراغ بحيث تبقى الحكومة الحالية مسيطرة على مقوماته". واشار الى "وجود تعبئة في المناطق السنية ضد الرئيس الحريري وهذا من ضمن المؤامرة على الطائفة وعلى طرابلس بحيث يجري تصويرها وكأنها مناطق للفوضى والفلتان والارهاب والتكفير وخارجة عن سلطة الدولة".
وأشار الى "الخطة الأمنية الخاصة بطرابلس والتي تتمتع بغطاء سياسي" وسأل "أين صار تطبيقها ولماذا لا توجد جدّية في ذلك؟".
المحكمة
الى ذلك تستأنف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها اليوم للاستماع "رسمياً" الى محامي الدفاع عن المتهمين، بعد أن عقد اثنان منهم مؤتمراً صحافياً يوم الجمعة الماضي وطرحا فيه إعلامياً مواقف وأسئلة مضادة لما قدمه فريق الادعاء العام، علماً أن يوم بعد غد الأربعاء سيشهد بدء الاستماع الى ثمانية من الشهود في شأن شراء الشاحنة التي استخدمت في التفجير الارهابي في 14 شباط 2005 وقصّة أحمد أبو عدس
 
تشكيل الحكومة اللبنانية يصطدم بعُقَد داخلية
بيروت - «الراي»
عشية انعقاد مؤتمر «جنيف - 2»، بدا المشهد اللبناني عالقاً بدوره عند مشارف مرحلة شديدة الخطورة والغموض تجعله متأرجحاً بين احتمالات حصول انفراج جزئي مع المساعي الجارية لتشكيل حكومة جديدة والاستهدافات الأمنية المتواصلة عبر التفجيرات والأحداث الامنية المتجولة.
واذ بددت عطلة الاسبوع المنصرم كل التوقعات المفرطة في التفاؤل بولادة هذه الحكومة، بعدما أشاعت بعض الدوائر معلومات عن احتمال تشكيل الحكومة بين يوميْ السبت والاثنين، بدا الجهد المتصاعد للدفع بهذه العملية مرتكزاً بدرجة عالية الى الموقف الذي اعلنه رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الجمعة الماضي من لاهاي حول استعداده للمشاركة في حكومة مع «حزب الله»، وهو الموقف الذي شكل قوة دفع سياسية لهذه الجهود ولكنه لم يكفل بعد تذليل العقبات المتراكمة في الطريق الصعبة الى استكمال عملية تأليف الحكومة.
وقالت أوساط منخرطة في المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة لـ «الراي» امس ان الاسبوع الطالع سيشهد تزخيماً قوياً لهذه المشاورات والجهود ولكن ينبغي عدم التقليل من الصعوبات التي تعترضها والتي بات يتقدمها وضع مشابه لدى كل من فريقيْ 14 اذار و8 اذار على صعيد الاتفاقات الداخلية بين اطراف كل من الفريقين من جهة بالاضافة الى عدم اكتمال التفاهمات بين الفريقين على تفاصيل جوهرية في المشروع الحكومي من جهة اخرى.
ولفتت الاوساط الى ان قوى 14 اذار تخوض نقاشاً داخلياً بين أطرافها منذ اسبوعين اتخذ ذروة تسارعه بعد موقف الحريري على قاعدة اتُفق عليها هي إما المشاركة جماعياً في الحكومة بكل مكونات هذا الفريق وإما عدم تفرد اي طرف في المشاركة.
ويستند هذا النقاش الى شرط لا يبدو فريق 14 اذار في وارد التراجع عنه ويعتبره الخط الاحمر لتنازلاته المحتملة في مشاركة «حزب الله» في الحكومة وهو شطب معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» من البيان الوزاري وإدراج «إعلان بعبدا» (تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية) اساساً للبيان.
وتؤكد الاوساط استناداً الى المعطيات التي تبلّغها مسؤولون كبار في الساعات الاخيرة ان الحريري سيؤكد هذا الشرط علناً في مقابلته التلفزيونية المقررة مساء اليوم كما سيشدد على ان موقفه الايجابي المرن من تشكيل الحكومة لا يعني استعداده للتفريط بذرة من وحدة قوى 14 اذار مما يعني رمي كرة الاستجابة لموقفه في ملعب قوى 8 اذار والوسطاء الذين رحبوا بموقفه ولا سيما منهم الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط.
في المقابل، تخوض قوى 8 اذار نقاشاً آخر متشعب الجوانب ويحتاج الى مزيد من الانتظار ويتمحور خصوصا حول عقبتين: الاولى عدم موافقة الثنائي الشيعي «امل» و»حزب الله» بعد على مبدأ الخوض في البيان الوزاري قبل التشكيل مما يستتبع استمرار الشكوك في امكان تسليم هذا الفريق بشطب المعادلة الثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» واحلال اعلان بعبدا قاعدة اساسية في البيان. ويستقوي هذا الفريق بذلك بموقف مبدئي مماثل يتخذه الرئيس ميشال سليمان وجنبلاط لجهة تأجيل النقاش حول البيان الوزاري وتركه للجنة الوزارية التي ستتشكل تلقائياً بعد ولادة الحكومة لصوغ البيان الوزاري في مهلة شهر. اما العقدة الثانية فتتمثل في طلائع مشكلة إقناع العماد ميشال عون بالمداورة الشاملة في الحقائب الوزارية التي اتُفق عليها بين مختلف الاطراف الاخرين مما يستتبع تالياً تخلي عون عن حقيبتيْ الطاقة والاتصالات اللتين يصر على الاحتفاظ بهما.
وكشفت الاوساط نفسها ان مفارقة برزت اخيراً في معطيات تحدثت عن خلل في التنسيق حصل بين الفريق الشيعي والجانب العوني خلال الاسبوع الماضي. ففي حين ينفي الفريق العوني ان يكون فوتح بموضوع المداورة او بسواه من تفاصيل التشكيلة الحكومية لوجود العماد عون طوال الاسبوع في زيارة لروما التي عاد منها الجمعة الماضي، تلمح أوساط في 8 اذار الى قطبة مخفية غامضة يجري العمل على تذليلها باعتبار ان الوزير جبران باسيل كان اعلن بنفسه انه يشارك في المشاورات الجارية وان فريقه ليس غائباً عنها ولكنه تجنب اتخاذ اي موقف من مسألة التفاصيل ولا سيما المداورة في الحقائب في وقت رددت معطيات ان هناك طرحاً باستثناء حقيبة الطاقة تحديداً من المداورة لم تؤكده او تنفيه الاوساط المنخرطة في الوساطات الجارية.
وتبعاً لهذه الخريطة للمواقف المتشابكة تقول هذه الاوساط ان البُعد الداخلي لمشروع تشكيل الحكومة لن يكون وحده العامل المؤثر في تحديد التوقيت المحتمل للولادة الحكومية او تعثرها. ففي الايام الطالعة ستتحول الانظار بالكامل الى مؤتمر «جنيف - 2» الذي سيلفح بنتائجه، اياً تكن، الوضع المتفجر في سورية وكذلك في كل الدول المحيطة بها وفي مقدمها لبنان مما يعني ان اي حسم للملف الحكومي سينتظر تلقائياً نتائج هذا المؤتمر.
 
قبول الحريري و"حزب الله" يفرج عن حكومة الأمر الواقع السياسية سلام يمارس صلاحيّاته... والبيان الوزاري إلى ما بعد التأليف
النهار...سابين عويس
في حين كان ينتظر ان يؤدي الموقف الجريء للرئيس سعد الحريري لجهة القبول بحكومة إئتلافية تضم "حزب الله"، وتلقف الحزب له بإبداء إيجابيته حيال ذلك، الى تذليل كل العقبات التي تعوق تشكيل الحكومة، وخصوصا أنه تم التعامل مع كلام الحريري على انه الجواب النهائي الذي ينتظره الرئيسان ميشال سليمان وتمام سلام من فريق الرابع عشر من آذار، فإن التفسيرات التي بادر اليها هذا الفريق لهذا الكلام، جاءت لتحبط الآمال بإمكان المضي في التأليف، ولتعيد المسار الى حيث وصل اليه قبل الكلام، بعدما بدا واضحا من تلك التفسيرات أن عقدة البيان الوزاري لا تزال تراوح مكانها ولم يتم يتجاوزها.
أوساط ١٤ آذار لا تزال عند شرطها أن لا حكومة قبل التزام "حزب الله" أمرين: التوافق على البيان الوزاري قبل التأليف، والتزام "إعلان بعبدا وإسقاط ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة منه. اما كلام الحريري عن قبول المشاركة مع "حزب الله" في حكومة سياسية، فليس الا من باب " إبداء حسن النيات" وتسهيل التأليف.
لكن أوساط المصيطبة لا توافق على هذه القراءة. وهي عندما ثمنت كلام الحريري رأت فيه أبعد من "حسن النيات" وانطلقت منه في اتجاه دفع التأليف قدما وليس الوقوف عند عقدة البيان الوزاري. وهي تنظر الى هذه المسألة على أنها من صلاحية الرئيس المكلف وحكومته التي تنحصر فيها مسؤولية الاجتماع وصياغة البيان الوزاري الذي على أساسه تنال ثقة المجلس النيابي. وأي اتفاق مسبق على البيان سيكون تجاوزا للدستور ومخالفة لما نص عليه.
لا يعني هذا أن الرئيس المكلف لا يأخذ الهواجس او الاعتبارات التي تملي على الفريق الآذاري موقفه وطلبه لضمانات تسبق تشكيل الحكومة، بما ان البيان الوزاري هو الذي سيحدد الموقف السياسي للحكومة من النقطة الخلافية التي تشكل جوهر الازمة السياسية، وتقول ان هذا ما دفع الرئيس المكلف الى التنبيه الى ضرورة ايجاد مساحة من الثقة بين القوى المتصارعة، ولكن في الوقت عينه لا يجوز ان تشكل هذه النقطة العقبة في وجه تأليف الحكومة وتفويت الفرصة المتاحة امام تحقيق ذلك، خصوصا ان هذه الفرصة قد لا تتاح مجددا والتنازلات التي امكن تحقيقها من الجانبين يجب الا تضيع ضحية التجاذب القائم.
ماذا يعني هذا الكلام؟ وهل يؤدي الى إطاحة المساعي القائمة لتشكيل الحكومة ولا سيما ان الموقف الصادر عن أركان وقيادات في ١٤ آذار قوبل بموقف صارم لـ"حزب الله" على لسان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد امس مفاده ان لا بحث في البيان الوزاري قبل الحكومة؟
لا شك في ان المواقف المتباينة على ضفتي ٨ و١٤ آذار من مسألة توقيت البيان الوزاري ومضمونه توحي أن التشكيل لا يزال عالقا مكانه ويمحو بطريقه الإيجابية التي عبر عنها الحريري. لكن مصادر سياسية رفيعة مواكبة للتأليف تؤكد المعطيات الآتية:
- ان الرئيس المكلف لم يتبلغ حتى الآن موقفا مباشرا من الحريري او من فريق الرابع عشر من آذار مجتمعاً في مسألة البيان الوزاري، بل عبر النائب وليد جنبلاط الذي نقل الى سلام والى فريق ٨ آذار موافقة الحريري على الحكومة. وفي المعلومات ان هذا الفريق الذي كان ينتظر رد "المستقبل" و١٤ آذار ابلغ مساء الجمعة الماضي بالموافقة، وطلب بناء على الضوء الاخضر الذي نقله موقف جنبلاط، مهلة للتشاور مع حليفه المسيحي للبحث في مسألة الحقائب وخصوصا ان المبدأ الذي وافق عليه "حزب الله" يتطلب إقناع العماد ميشال عون بالتخلي عن حقيبتي الطاقة والاتصالات.
- ان رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سيتحركان انطلاقا مما تبلغاه من الموفدين المولجين التفاوض وليس بموجب المواقف الصادرة في الاعلام.
- لا موقف موحداً علنياً رسمياً لقوى ١٤ آذار يمكن الاعتماد عليه مرتكزاً للمفاوضات الجارية.
- التخوف من ان يؤدي الموقف المسيحي الرافض للمشاركة في الحكومة قبل تبني "اعلان بعبدا" الى بقاء هذا الفريق خارج إطار التفاوض، وتاليا خارج الحكومة.
- تمسك الرئيس المكلف بحقه في ممارسة صلاحياته التي يمليها عليه الدستور في ما يتعلق بالبيان الوزاري لحكومته.
- ان امتناع الحريري عن التطرق الى عقدة البيان الوزاري يرمي الى إفساح المجال امام تذليل العقبات من امام قيام الحكومة، وليس تعقيدها وهو أعطى إشارة الضوء الاخضر وليس العكس.
- ان فريق ١٤ آذار يعي ان تمسكه بالتزام "حزب الله" "اعلان بعبدا" في بيان وزاري يتفق عليه قبل تشكيل الحكومة، لا يشكل ضماناً كافياً لعدم انقلاب الحزب على هذا الالتزام بعد التأليف وبالتالي، لا يحقق له مكسبا حقيقيا. وتجربة "اعلان بعبدا" الصادر عن طاولة الحوار الوطني خير برهان، بدليل ان الحزب تخلف عن ذلك الإجماع بانخراطه في الحرب السورية.
- ان مساحة الثقة المفقودة على ضفتي ٨ و١٤ آذار غير قابلة للانحسار في ظل الانقسام الحاصل، مما يعزز الانطباع أن قيام الحكومة لن يكون كافيا لتنفيس الاحتقان والتشنج وايجاد مساحة، وان محدودة، من الانفراجات التي تريح البلاد في الحد الأدنى وتتيح تسيير شؤونها.
- في المقابل، تعذر تراجع الرئيسين سليمان وسلام عن قرارهما المضي في تشكيل الحكومة نظرا الى ما يرتبه مثل هذا التراجع على الاستحقاق الرئاسي قبل أشهر قليلة من موعده.
امام هذه المعطيات، تؤكد المصادر السياسية البارزة ان تشكيل الحكومة لم يعد خيارا، بل اصبح قرارا نهائيا ولا تراجع عنه. والكرة باتت الآن في ملعب فريق ٨ آذار لإنجاز مشاوراته الداخلية.
وتؤكد المصادر انه بعد نيل سليمان وسلام الضوء الاخضر من الحريري ومن "حزب الله"، وبإحاطة من رئيس المجلس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط تحت مظلة إقليمية أمنها التسهيل الإيراني - السعودي برعاية دولية، باتت ولادة الحكومة مسألة أيام، رهناً بتوزيع جوائز الترضية الوزارية على المتضررين.
وينتظر أن يعطي رئيس الجمهورية في كلمته اليوم امام اعضاء السلك الديبلوماسي إشارات جدية في هذا الاتجاه، فيما بدا من الاجتماع الذي عقد امس بين وزير الداخلية مروان شربل ورؤساء بلديات الشحار في المصيطبة في شأن معالجة مشكلة النفايات، اول الغيث لتجاوز التكليف والتأليف الى بدء سلام بتولي مسؤولياته الحكومية!
 
طرابلس: قتيلة و21 جريحاً في الجولة الـ 19 "العدّاد" لا يتوقف في ظلّ انكفاء "الإطفائيين"
النهار..
تواصلت الاشتباكات العنيفة بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن يومي السبت والاحد الماضيين، وبلغت ذروتها مساء امس مع غياب اي بارقة أمل توحي بحل الازمة، أو حتى وقف الجولة التاسعة عشرة على الاقل، في ظل عدم انصياع المقاتلين على الجبهتين لاوامر الجيش ولنداءات قادة الرأي في المدينة.
بقي عدّاد الجرحى شغالا طوال ساعات يوم أمس، وبلغ في أولى ساعات المساء 21 جريحا بينهم 3 عسكريين من قوى الجيش المنتشرة في المنطقة، هم العسكريون م.ع، ع.ق، وس.ق. وأصيب عنصر من الأمن العام هو م. ا. في حين قضت عبير الكيال التي كانت من بين الجرحى الذين كانوا في حالة حرجة، وقد عرف منهم أيضاً جهاد حيدر.
وعرف من الجرحى:حسن تامر، مصطفى ضناوي، علي زعيتر، شادي الحسن، سعد مشحاوي، محمد حسن، وليد الحموي، احمد ناصر، يحيى عوض، حمدي البقار، يحيى صالح، محمد خضر، فراس عبد العزيز، محمد الخالد، وكامل يامن.
وسقط معظم الجرحى برصاص القنص الذي بقي مستمراً حتى ساعة متأخرة من ليل امس، في حين كانت تسمع بين الحين والآخر رشقات الاعيرة النارية في طرابلس.
وكانت الاشتباكات تجددت مساء السبت بعد اجواء متوترة جدا من الاحتقان الناتج من إمعان بعض المسلحين في استهداف المارة من ابناء جبل محسن في عمليات تصفية حسابات، والتي كان آخرها مقتل شخص من آل عاصي قريب من رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ اسد عاصي باطلاق النار عليه في شارع سوريا، وهو ما فجّر الاحتقان واندلاع الاشتباكات على كل المحاور، ولاسيما محاور الملولة، بعل الدراويش، ستاركو، طلعة العمري، محيط جامع الناصري، سوق القمح، حارة البرانية، مشروع الحريري، البقار والأميركان، وطالت عمليات القنص كل هدف متحرك، ولاسيما على الطريق الدولية التي تربط طرابلس بعكار.
وردّت وحدات من الجيش على مصادر النيران، مستعملة القنابل المضيئة لتحديد مواقع القناصين والمسلحين، بعدما قطع اوتوستراد طرابلس الدولي في التبانة نتيجة أعمال القنص.
وكانت قوة من الجيش أعادت فتح الاوتوستراد الذي يربط طرابلس بعكار والحدود السورية، بعدما قطعها شبان في البداوي احتجاجا على قيام الجيش بتوقيف 3 أشخاص في المنطقة، بعدما شهدت المنطقة ازدحام سير خانقاً، وتم تحويل السير في اتجاه جبل البداوي، مجدليا، وابو سمرا.
وتخلل عملية فتح الطريق اطلاق نار في الهواء ادى الى تفريق المحتجين.
ونصب الجيش حاجزا ثابتا عند مفترق المنكوبين في البداوي، واتخذ مواقع جديدة له في محيط جسر المشاة في المدينة.
 
"أمل": لا أحد يمكنه إقصاء أحد وقدرنا أن نعيش على خط البراكين
النهار..
رأى النائب علي بزي خلال تمثيله رئيس مجلس النواب في احتفال توقيع كتاب "الرقابة على الانتخابات النيابية في لبنان" للدكتور محمد ابرهيم صالح في دير المخلص في جون ان "قدرنا في لبنان أن نعيش دائماً وأبداً على خط الزلازل والبراكين، ولم نعش في يوم من الايام في جزيرة معزولة لا تؤثر سلباً ولا ايجاباً. قدرنا في هذه الايام أن نحسن التقاط المتغيرات والتحولات لا أن نراهن عليها على الاطلاق، بل على الاقل أن نحسن التقاط هذه التحولات والمتغيرات لنقرأ جميعاً في كتاب واحد كيف نصون بلدنا ومصالح شعبنا ووطننا وأمتنا؟ هناك جهد بذل في الفترة الاخيرة من أجل مقاربة الاستحقاقات المقبلة، ومنها استحقاق الحكومة واستحقاق رئاسة الجمهورية. في لبنان ليس في استطاعة أحد على الاطلاق، كبيراً كان أم صغيراً، أن يأخذ دور الآخرين ويقرر عنهم، ولا أحد يمكنه الاقصاء والعزل أو الاستئثار بأي شيء (...)".
¶ دعا المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في الجنوب النائب هاني قبيسي الى "لم الشمل على الساحة لدرء الفتن والاخطار المحدقة بلبنان حيث يسعى البعض لزرع الفتن والشقاق بين أبناء الوطن الواحد. في هذه الايام نرى أن الفتنة تمتد وتتسع قتلاً وتخريباً في جسد الأمة العربية بما يتنافى مع المبادئ الاسلامية ومع رسالة محمد، وما أحوجنا الى اجتراح المواقف لانقاذ لبنان من الفتنة والقتال الداخلي الذي لا نراه إلاّ لمصلحة العدو الاسرائيلي".
 
"حزب الله": أفق التصعيد أقفل والمطلوب حكومة سياسية جامعة
النهار..
قال وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية محمد فنيش: "عندما تقوم المجموعات التكفيرية بوضع سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية او في الهرمل، أو عندما تقوم بعملية اغتيال وتستهدف قرى من مناطق مختلفة على الاراضي اللبنانية، فيأتي من يقول ان هناك مسؤولية لحزب الله وللمقاومة في ذلك، فهذا بالحد الادنى تغطية لأعمال هذه الجماعات التي بات مشروعها يشكل خطراً أمنياً على مختلف الاراضي".
ولفت في احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في الجنوب الى ان "بيان الجيش الذي صدر أخيراً يوضح ان الذي قصف عرسال وراس بعلبك والفاكهة ووضع السيارة المفخخة في الهرمل وقبلها في الضاحية الجنوبية وعلى مدخل السفارة الايرانية هو من خارج لبنان". وطالب القوى السياسية بأن "تواجه هذا الخطر بمسؤولية، فليس مسموحاً اعتماد خطاب سياسي يؤجج العصبيات او اطلاق الاتهامات جزافاً بدون اي دليل او إثبات، إنما المطلوب ان يكون هناك تعاون بين الجميع لكي يبحثوا عما يجمع لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الوطن كله لا منطقة او جماعة او حزباً دون آخر".
وأمل ان "تستمر الإيجابيات التي تسود اليوم لكي نتقدم خطوة في اتجاه إنهاء الملف الحكومي من خلال تشكيل حكومة جامعة قادرة تمثل مختلف الافرقاء، ليستطيع لبنان ان يواجه التحديات، سواء كانت أمنية او سياسية او اجتماعية، أو كل ما يعانيه المواطنون، على أن يكون هذا الامر مقدمة لمواجهة الاستحقاق الرئاسي وإعادة العمل للمجلس النيابي، فمسؤولية القوى السياسية أن تبحث عما يمكّن المؤسسات الدستورية من تأدية واجبها في إدارة شؤون البلد ومواجهة المخاطر".
¶ رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، في احتفال تأبيني في الجنوب ان "أفق التصعيد السياسي بات مقفلاً، وهو لا يفضي الى نتيجة سوى انه يطيل امد المعاناة لدى اللبنانيين ويؤجل الحلول التي ينتظرها الجميع على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم، فهم تعبوا من الأوضاع المتردية أمنياً واقتصادياً، وملوا السجالات السياسية المتكررة التي لا طائل منها، ويريدون الأمن والاستقرار اللذين لن يتحققا الا بالوفاق او التفاهم او التهدئة، وهذا كله سيكون متعذراً من غير حكومة سياسية جامعة".
واعتبر ان "كل خطاب سياسي يمتلىء بالكراهية والحقد والتعبئة والغرائزية والاتهامات الخطيرة هو مشكلة لأصحابه قبل الآخرين".
 
باسيل: التوفيق بين المتخاصمين لا ليتّفقوا على حسابنا ويلغونا
النهار..
شدد وزير الطاقة والمياه جبران باسيل خلال وضع الحجر الأساس لمشروع بناء محطة شمسية على مجرى نهر بيروت على "أننا لا نستطيع بناء بلد عندما تضيع الsنماذج والمعايير الصحيحة لمصلحة النماذج السيئة باعتبارات سياسية خاطئة"، لافتا إلى أن "الروح التي يجب أن تكون في لبنان لا يمكن أن تكون إلا روحاً وطنية وفاقية تخص الجميع، الروح الوطنية التي ننادي بها ونتمنى على أساسها جمع كل الناس".
وقال: "إذا نادينا بالوفاق فهو ليس لمحونا، وإذا أردنا التوفيق بين المتخاصمين في لبنان فذلك ليس ليتفقوا على حسابنا وليلغونا عندما يتفقون"، اذ إننا موجودون بمسيحيتنا ووطنيتنا في لبنان، ووجودنا نعبّر عنه بالمناصفة في مجلس النواب، وبالرئاسة بالرئيس القوي،وبالحكومة بتمثيل صحيح للناس الذين اختارهم الشعب اللبناني، والمسيحيون من هذا الشعب". وشدد على "أننا يجب أن نكون موجودين وممثلين بالحقائب السيادية والخدماتية والحقائب العادية، وعلى هذا الاساس يكون لنا دورنا، وأن دورنا ووجودنا متلاصقان، وروحنا المسيحية هي روح وئام ووفاق لا يستطيع أحد خنقها أو خنق الحياة الموجودة فينا".
 
14 آذار: هذه مطالبنا وننتظر جوابكم
النهار..نايلة تويني
 
قال النائب محمد رعد أمس "إننا لا نريد الآن أن نناقش مضمون البيان الوزاري ومفرداته، لأن لدينا قناعات لا تزلزلها الصواعق، وربما لديهم إصرار على قناعاتهم ويريدون أن يطرحوها أثناء النقاش في البيان الوزاري". لا أعلم إذا كان هذا التصريح يشكل جواباً صريحاً وواضحاً ورداً برفض مطلب قوى 14 آذار الاتفاق على مضمون البيان الوزاري قبل إنجاز التأليف، وتحديداً تضمينه مبادئ "إعلان بعبدا" بدل "الثلاثية" الشهيرة التي قُبِل بها على مضض منذ زمن الوصاية وهي "الجيش والشعب والمقاومة". كأن المقاومة ليست من الشعب، وأنها توازي الجيش الوطني في ما يمكن ان تذهب اليه من قرارات الحرب. وقد اختبرنا مراراً مرارة تلك القرارات، عندما ورطت المقاومة البلد كله في حرب لا طائل منها سوى تسويات على طاولات مفاوضات اللاعبين الكبار.
"الثلاثية" صارت من الماضي، أو يجب ان تكون كذلك، ولن تقبلها شرائح واسعة من اللبنانيين الذين يرحبون بمقاومة اسرائيل، لكنهم يرفضون مصادرة اي جهة كانت قرار الدولة. واذا كان النائب رعد يعتبر من التجارب المريرة بقوله "لا يحك جلدك متل ظفرك"، والأكيد ان كل القوى في لبنان توصلت الى هذا الاقتناع، وإن تكن، على مثال الحزب نفسه، عاجزة عن الحسم في كل قرار من دون مراجعة الخارج الذي يوفر لها أشكالاً من الدعم.
ثم ان التنازل " بما لا يضيع استراتيجيتنا وخيارنا" لأمر يحمل على الضحك، لأن التنازل المحدود لدى الحزب، يجب أن يقابله تنازل من نوع آخر لدى الفريق الآخر، والا كان التعطيل المتعمد. ولا أعلم كيف ارتضت قوى 14 آذار أن تقبل برمي الكرة في مرماها، فتظهر عملية تشكيل الحكومة الجديدة عالقة فيه، وان الفريق الاخر أنجز مهمته وهو ينتظر الاجابة الاخيرة والمبادرة منها. انها لعبة اعلامية بامتياز.
التنازل ضروري لمصلحة لبنان، وليس لمصلحة الطرفين المتنازعين، لكن مصلحة لبنان ككل، لا بد ان تنعكس على كل الاطراف وعلى كل المواطنين اللبنانيين، وهذا التنازل ممنوع ان يكون من طرف واحد، وعلى الفريق السيادي ان يعلن بوضوح وعلى الملأ، وليس في الاجتماعات المغلقة: "هذه هي مطالبنا ونحن ننتظر جوابكم". عند ذلك تستقيم الامور في الصالونات، وأيضا في الشارع، ويمكن الحكومة ان ترى النور.
 
مداولات في باريس حول الحكومة: ينبغي شراء الوقت وانتخاب الرئيس
الحياة..باريس - رندة تقي الدين
شهدت العاصمة الفرنسية اتصالات مكثفة بشأن تشكيل الحـــكومة اللبــنانية وانتـــخابات الرئـــاســة بين رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري وقياديين في «تيــــار المــستقبل» والسفير الاميركي في لبنان ديفيد هيـــل الذي زار باريس والتقى الحريري خلال غداء عمل في اول لقاء بينهما منذ ان عيّن هيل سفيراً. والتقى هيل في باريس المدير المعاون لقسم الشرق الاوسط وشمــال افريقيا في الخارجية السفير مارك باريتي، كما التقى النائب مروان حمادة في عشاء عمل منفرد.
وكان التقى ايضاً القائم بالأعمال اللبناني غادي خوري والديبلوماسية رولا نورالدين.
في موضوع تشكيل الحكومة، توقع مصدر مطلع على المحادثات ان يتم تشكيلها خلال الاسبوع الجاري، ولو إن هناك نقاشاً داخل قوى ١٤ آذار بين وجهتي نظر، احداهما تقول ان «حزب الله» وحلفاءه يفتشون عن شرعية ويريدون من ١٤ آذار تغطية بالقبول بحكومة جامعة وينبغي ألا نعطيهم هذه الشرعية وينبغي بأي طريقة رفض هذا العرض، ومن بين هؤلاء الرافضين نواب مستقلون ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
والثانية تقول ان الامور في سورية لم تنته بعد وميزان القوى في لبنان لم يتغير بعد وينبغي الدخول في سياسة شراء الوقت لأن الناس في لبنان تعبوا ومصالح العالم معطلة فينبغي الدخول في حكومة تأخذ البلد الى هذه المرحلة. وهي وفق المصدر وجهة نظر الرئيس الحريري، علماً ان معركته مع «حزب الله» طويلة ولم تنته، فدخوله الى حكومة جامعة هو تحصين لجبهته في هذه المرحلة، خصوصاً انه ينطلق من حكومة كانت كلها لـ «حزب الله». وهذه الرؤية تبناها الحريري والذين يشاركونه الرأي في ١٤ آذار لأن «حزب الله» تخلى عن صيغة 9-9-6 لمصلحة 8-8-8. والبعض يرى ان الضعف في الطرح الاول الذي يرفض المشاركة لا يقدم اي بديل سوى الحكومة الحيادية ورئيس الجمهورية لن يسير بها. ثم إن الأسماء المطروحة في حكومة حيادية ليست من بين الكفاءات المعروفة. ومن المتوقع ألا تشارك «القوات اللبنانية» في الحكومة. والحكومة ستكون شخصيات قوية ومبنية على المداورة. ورأى المصدر ان «حزب الله» غيّر موقفه من الـ 9-9-6 وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري نقل هذا الموقف.
ورأى المصدر ان طاولة الحوار التي انتجت اعلان بعبدا لم يكن سمير جعجع فيها. وأهم ما يجري حالياً ان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لن يدخلا في صفقة على كل حقيبة مع كل فريق سياسي وأن الاثنين سيقدمان تشكيلة عادلة ومتوازنة وهذا ما تم الاتفاق عليه.
وقال مصدر آخر ان مبدأ المداورة يعني ان الحقائب التي كانت للشيعة تصبح للسنّة ويكون للرئيس ثلاثة وزراء: ماروني وأرثوذوكسي وشيعي.
وركزت اتصالات هيل بالمسؤولين الفرنسيين وغيرهم من اللبنانيين ايضاً على ضرورة إجراء المسار الانتخابي للرئاسة وأيضاً على تجنب الفراغ لهذا المنصب في لبنان. ولم يلتق هيل رئيس دائرة الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية السفير جان فرانسوا جيرو الذي كان في زيارة لطهران. وتوقعت المصادر ان يكون تطرق المسؤول الفرنسي مع المسؤولين في ايران الى موضوع سورية ومؤتمر جنيف ولبنان.
 
تدخّل سلام يبعد «كارثة النفايات» .. وسوكلين تتنصّل
اللواء...الرئيس المكلّف يتوقع التأليف قريباً .. و«امتعاض» لدى الفريق العوني يتظهّر غداً
تدخل الرئيس المكلّف تمام سلام، فتحركت آليات جمع النفايات المتراكمة منذ يومين في شوارع العاصمة والجبل، وأمام المنازل، وبدأت بجمعها من الحاويات ونقلها الى مطمر الناعمة كالمعتاد، في ضوء الوعد الذي تلقاه وفد بلدي بيئي لإيجاد حل دائم للمطمر بعد تأليف الحكومة ونيلها الثقة، حيث ستضع وزارة البيئة مع خبراء ومختصين خطة طوارئ لمعالجة هذا الملف المزمن بين الطمر ومعالجة النفايات الأخرى، وفقاً لما هو معمول به عالمياً.
وشكلت هذه الخطوة، بداية عمل لتحمّل الرئيس المكلّف مسؤولياته قبل تأليف الحكومة، الأمر الذي ترك ارتياحاً واسعاً لدى البيروتيين وسكان العاصمة، وعشرات البلدات في محافظة جبل لبنان، ولا سيما بلدات الغرب الأعلى والشحار وبلدة الناعمة.
وبنتيجة تدخل الرئيس سلام وتفاهمه مع اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار، على «خطة الطوارئ» فتحت الطريق عند مدخل مطمر الناعمة أمام شاحنات شركة «سوكلين» قبيل منتصف الليل بقليل، فيما كان من المفترض فتحها حوالى السابعة مساءً. علماً أن «سوكلين» تنصلت من مسؤوليتها عن أزمة النفايات، معتبرة أن لا علاقة لها بالموضوع، بالرغم من مخالفتها لأصول العقد مع الدولة، فلم يتم طمر العوادم إلا خلال هذه السنة فقط، وبنسبة 80٪ بدل أن تكون بنسبة 10٪ فقط.
وكانت دارة المصيطبة شهدت دينامية اتصالات ملحوظة، سياسية وشعبية، في ضوء الحلحلة المتقدمة، وإزالة العقبات السياسية التي كانت تعترض تأليف حكومة جامعة من جهة وسياسية من جهة ثانية.
ونقل زوار الرئيس المكلف تفاؤلاً ثابتاً بقرب تأليف الحكومة في ضوء موقف الرئيس سعد الحريري القاضي بقبول الاشتراك بحكومة واحدة مع «حزب الله».
ووفقاً لما نقله هؤلاء الزوار عن الرئيس سلام فإن ثوابته لاقت قبولاً في نهاية المطاف على الرغم من التأخير، سواء في ما يتعلق برفض الثلث المعطِّل، إبقاء حق الفيتو في يد رئيسي الجمهورية والحكومة، والتمسك بالمداورة في الحقائب، وإشراك الجميع بتحمّل المسؤولية لحماية البلد.
وقال الرئيس سلام أمام زواره: «بتنا في المراحل النهائية بعدما اجتزنا ثلاثة أرباع الطريق، وذللنا الكثير من العقبات وبتنا في مرحلة البحث في توزيع الحقائب، والتي يتولاها كل فريق مع حلفائه.
وعلمت «اللواء» أن هناك أزمة صامتة داخل فريق 8 آذار، في ضوء مجرى التفاهمات المتصلة بتسمية الرئيس سلام، وما طرأ من تطورات لجهة القبول بمبدأ المداورة من دون التفاهم المسبق مع التيار العوني.
وتسجل أوساط التيار أنه بعد عودة رئيسه النائب ميشال عون الى بيروت، فإن تكتل الاصلاح والتغيير، ينتظر اتصالاً من الرئيس المكلّف يبحث معه الحقائب التي يمكن أن تُسند الى التيار، في ضوء توجه الرئيس سلام بإجراء مداورة شاملة في الحقائب الوزارية، وماذا ستكون حصة التيار وحلفائه المسيحيين إذا أخذت منه حقيبتا الاتصالات والطاقة.
وقالت هذه الأوساط، إن التيار يرغب «لمقاربة بانارامية» للحكومة حقائب وبرنامج سياسي، مع حذر بالغ من أن تكون البديل المقترح لملء الفراغ الرئاسي، لأن التيار العوني يعطي الأولوية للانتخابات الرئاسية على تأليف الحكومة.
وكشف مصدر محايد على اطلاع على ما يدور بين فريق 8 آذار، أن العلاقة متوقفة بين «أمل» والممثلين العونيين الذين جرت الاتصلات معهم، عندما كان عون في روما، وأن الصلة مع الفريق الشيعي ما تزال قائمة عبر حزب الله، قبل زيارة الوزير جبران باسيل لافتتاح محطة كهرباء وبعدها.
وفي انتظار اجتماع تكتل «الاصلاح والتغيير» غداً وتلاوة بيان على لسان رئيسه إزاء مساعي تأليف الحكومة والموقف منها، فإن الوزير باسيل لم يُخفِ «حالة الزغل» التي يعيشها التيار مما وصفه بالتفاهمات الجارية، في إشارة إلى التقارب السياسي حول الاشتراك في الحكومة بين تيّار المستقبل وحزب الله، وذلك من خلال قوله اننا «اذا أردنا التوفيق بين المتخاصمين، فذلك ليس ليتفقوا على حسابنا وليلغونا عندما يتفقون»، مشدداً على ضرورة أن يكون تياره ممثلاً في الحكومة من خلال حقائب سيادية وخدماتية وحقائب عادية، معتبراً انه «على هذا الأساس يكون لنا دور».
وفهم أن اتصالاً جرى بين باسيل والرئيس سلام، وانه سوف يستكمل بلقاء ربما اليوم صباحاً.
وتوقعت مصادر مواكبة لعملية الاتصالات الجارية بشأن تأليف الحكومة، أن يكون الأسبوع الطالع مفصلياً فيما خص هذا الملف، مشيرة إلى أن هناك ضغطاً يمارسه العاملون على خط التأليف في اتجاه عدم التأخير في بت الأمر، وأن تكون الأجوبة النهائية لمشاركة معظم القوى السياسية جاهزة في غضون أيام قليلة، لا سيما وأن الإيجابيات التي رشحت من المعنيين بالملف، توحي بأنه شق طريقه نحو الحل، اما التفاصيل الأساسية فهي متروكة للمزيد من النقاش.
وأكدت المصادر أن المشاورات لا تزال مفتوحة امام تبادل الاقتراحات، في ما خص مسألة توزيع الحقائب، انطلاقاً من وجوب عدم القفز فوق ما تمّ الاتفاق عليه بالنسبة للمداورة، مشيرة إلى أن هذا الأمر متروك للموفدين في نقل الرسائل والاقتراحات، من دون ان يرشح عن أسماء جديدة.
كلمتان لسليمان والحريري
إلى ذلك، سيكون الموضوع الحكومي حاضراً في الكلمة التي سيلقيها رئيس الجمهورية ميشال سليمان امام أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي اليوم في مناسبة تقديمهم التهاني بالعام الجديد، وسيلقي الرئيس سليمان كلمته في حضور الاعلاميين المعتمدين في قصر بعبدا، وانه سيتحدث صراحة عن أهمية قيام حكومة جديدة، من ذكر تفاصيل مسار عملية التأليف، كما انه سيتناول موضوع الاستحقاق الرئاسي، انطلاقاً من ضرورة اجرائه في موعده، وكذلك ستحضر الأزمة السورية وتحييد لبنان عنها.
ومن المقرّر أن يلتقي الرئيس سليمان رئيس الأركان الفرنسي ويتناول معه مسألة المساعدات العسكرية الفرنسية إلى الجيش اللبناني، في إطار الهبة السعودية، وضرورة مضاعفتها، على أن تكون متطورة ليتمكن الجيش من القيام بمهامه.
تزامناً، ستكون للرئيس الحريري إطلالة عبر شاشة تلفزيون «المستقبل» عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، وصفت بأنها مهمة، على اعتبار انها تأتي بعد الموقف السياسي المهم الذي أعلنه الجمعة من موضوع استعداده للدخول في حكومة ائتلافية مع «حزب الله»، وهو الموقف الذي لقي أصداءً ترحيبية واسعة من قبل فريقي الأزمة.
وقد حرصت أوساط تيّار «المستقبل» على القول بأن الصورة النهائية ستتوضح بعد هذه الإطلالة، على اعتبار أن كلام الحريري يوم الجمعة كان بمثابة «اعلان نوايا ايجابي» وأن التعامل معه يجب ان يكون ضمن هذه الحدود، على حدّ تعبير عضو كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق، الذي شدّد أيضاً على أن «اي حكومة ستتشكل يجب أن تكون بالتوافق مع قوى 14 آذار، وعلى صياغة واضحة ومسبقة للبيان الوزاري، مشيراً إلى انه «لا يعتقد بأن الرئيس الحريري يتحدث عن حكومة لا تضم القوى الحليفة في 14 اذار».
ولفتت أوساط «المستقبل» لـ «اللواء» أن المشاورات داخل قوى 14 آذار، ما زالت مستمرة لاتخاذ القرار بموضوع المشاركة، خصوصاً وانها لم تتلق اي أجوبة بصدد موضوع البيان الوزاري، وخاصة «اعلان بعبدا»، كما انها لم تتلق أجوبة بعد على موضوع المداورة من العماد عون.
وتوقع مصدر في 14 آذار مشاركة القوات اللبنانية في الحكومة، بعدما أبدى الرئيس أمين الجميل موافقة مبدئية.
ووصفت الأوساط إعلان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أمس، عن استعداد «حزب الله» لتقديم تنازلات، بأنه ايجابي، لكنها سألت عن المقصود من تعبير «التنازل بما لا يضيع استراتيجيتنا وخيارنا».. مشيرة إلى ان كلا موقفي الرئيس الحريري ورعد يحتاجان إلى بعض الوقت والجهد من أجل اتضاح الصورة أكثر.
المحكمة
في هذه الاجواء، تستأنف المحكمة الخاصة بلبنان محاكمة المتهمين الأربعة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري اليوم الاثنين.
ومن المتوقع أن يُعطي رئيس غرفة الدرجة الأولى ديفيد راي الكلام لكل من أنطوان قرقماز محامي الدفاع عن المتهم الرئيسي مصطفى بدرالدين، بالاضافة إلى محامي الدفاع عن المتهم حسين عنيسي، بعدما انتهت التصاريح التمهيدية للإدعاء ولذوي الضحايا، والتي ركزت على أدوار المتهمين الأربعة، فضلاً عن المتهم الخامس حبيب حسن مرعي، ودور شبكة الاتصالات الهاتفية في كشف التنسيق والتخطيط والتنفيذ بين هؤلاء المتهمين.
وعشية الجلسة الثالثة اليوم، كشف المحامي قرقماز، عبر مقابلة مع محطة «الجديد»، انه سيتولى دحض أدلة المدعي العام التي وصفها بالأدلة الظرفية، والتي لا يمكن الأخذ بها كأدلة قانونية مادية، فضلاً عن دحض ما وصفه «بدليل الهاتف» في إشارة إلى الشبكات الهاتفية التي استخدمت ووزعت على سلسلة من الألوان الحمراء والصفراء والزرقاء والارجوانية.
وكشف قرقماز انه تقدّم بطلب من المحكمة لاستدعاء الشاهد محمّد زهير الصديق والاستماع إلى افادته ومعلوماته حول الجريمة. وجرى سجال بين الرجلين حيث أبدى الصديق استعداده للمثول امام المحكمة عندما يكون المتهم بدرالدين في القفص يواجهه.
طرابلس
اما في طرابلس، فبدا واضحاً من طبيعة التوتر الذي عاد إلى المحاور التقليدية، ولا سيما بين التبانة وجبل محسن، والاشتباكات العنيفة التي حصلت منذ مساء الجمعة، انها بمثابة إطلاق نار على مبادرة الرئيس الحريري بالانفتاح على «حزب الله»، والتي أسست على ما يبدو لجولة جديدة من العنف، يمكن وصفها بالجولة التاسعة عشرة.
وقد أدت هذه الاشتباكات التي كانت تعنف ليلاً، وتهدأ صباحاً، إلى سقوط قتيلين و24 جريحاً، فيما سجل اتساع نطاق الاشتباكات إلى مناطق بعيدة نسبياً عن المحاور التقليدية، بعدما افيد عن سقوط قذائف في منطقة باب الحديد، وسمع أصداء القصف الصاروخي المتبادل في زغرتا ومرياطة.
 
           
 

المصدر: مصادر مختلفة

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,956,675

عدد الزوار: 7,049,421

المتواجدون الآن: 80