حصار غزة: خسارة 120 ألف وظيفة وانعدام الأمن الغذائي لـ75% من السكان

تاريخ الإضافة الأربعاء 26 آب 2009 - 8:29 ص    عدد الزيارات 4249    التعليقات 0    القسم عربية

        


غزة ـ ميسرة شعبان

قال تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في القدس: "إن الحصار الإسرائيلي على غزة أفقد الغزيين 120 ألف وظيفة، فيما انعدم الأمن الغذائي لدى 75% من السكان".
وقدم المكتب الأممي تقريرا رصد خلاله الآثار الإنسانية الوخيمة "للحصار الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة خلال آب (أغسطس)".
وأظهر التقرير تفصيلا للتدهور السريع لسبل العيش والأمن الغذائي والتعليم والصحة والمأوى والطاقة والمياه والصرف الصحي داخل القطاع.
وذكر التقرير أن "الحصار تسبب في احتجاز 1.5 مليون شخص في واحدة من أكثر مناطق الأرض كثافة سكانية مما تسبب في أزمة كرامة إنسانية مطولة كانت لها عواقب إنسانية وخيمة".
وكانت "إسرائيل" أغلقت كل المعابر الحدودية لغزة إثر سيطرة "حماس" على السلطة في القطاع في حزيران (يونيو) 2007، وفرضت قيودا على الصادرات والواردات بالإضافة إلى حظر السفر من وإلى القطاع.
وأشار التقرير إلى أن الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي استمر طيلة 22 يوما وانتهى في 18 كانون الثاني (يناير) 2009 بالإضافة إلى الانقسام الداخلي زادا من تفاقم معاناة سكان القطاع.
ولفت إلى أن "إسرائيل" تعترض على استعمال كلمة "الحصار" وتؤكد على أن سياستها تركز على ضمان حصول سكان غزة على المساعدات الإنسانية.
غير أن المحامي شرحبيل الزعيم، الذي يعمل مستشارا قانونيا لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، يوضح أن العقوبات في العادة "يوافق عليها ويفرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أما الحصار فهو عندما يقوم كيان معين بإغلاق حدود كيان آخر، وهو عمل خارج عن القانون الدولي".
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تم إغلاق معبر المنطار بين "إسرائيل" وغزة، وهو أفضل المعابر التجارية تجهيزا، منذ يونيو 2007 باستثناء حزام ناقل يقتصر على تمرير الحبوب فقط.
ولا يتم فتح معبر كرم أبو سالم إلا بشكل محدود جدا أمام بعض البضائع المصرحة لستة أيام في الأسبوع، في حين يتم فتح معبر رفح على الحدود مع مصر لأغراض معينة فقط.
أما معبر "نحال عوز" فلا يفتح سوى جزئيا خمسة أيام في الأسبوع لتمرير أنواع محدودة من الوقود في حين يفتح حاجز بيت حانون ستة أيام في الأسبوع لعبور عمال الإغاثة الدوليين والحالات الطبية والإنسانية.
ويشير التقرير إلى أن "غياب الواردات الرئيسية بما فيها المواد الأولية مقرونا بحظر الصادرات قد تسببا في تدهور النشاط الاقتصادي للقطاع الخاص وأدى إلى فقدان حوالي 120 ألف وظيفة".
أضاف أن حوالي 75 بالمائة من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم الفقر وتدمير المناطق الزراعية.
وذكر بأن إجراءات التفتيش المطولة على المعابر الحدودية تتسبب هي الأخرى في تأخير دخول العديد من المواد الحيوية مؤدية إلى فساد الكثير منها.
ووفقا للتقرير، فإن هناك حاليا حوالي 1.700 حاوية تجارية محملة ببضائع مستوردة تنتظر في مخازن "إسرائيل" والضفة الغربية مما يتسبب في خسائر تقدر بحوالي 10 مليون دولار.
الى ذلك، أكدت وكالة الأنباء الإنسانية "إيرين" أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة يتسبب بضرر كبير للأمهات ومواليدهن الأطفال.
وقال تقرير صدر عن الوكالة: "يولد نحو 1200 طفل شهرياً يعانون من قصور البنية التحتية وعدم توفر المعدات الضرورية وعدم كفاية موظفي المستشفيات كلها عوامل تساهم في تدهور الرعاية الطبية للأمهات والمواليد الجدد في غزة.
وشدد مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بالضفة الغربية وقطاع غزة طوني لورانس على أن الحصار يؤثر على إمكانية توفير المعدات الطبية، وعلى الظروف الصحية العامة في أجنحة الولادة، ويزيد من عزلة موظفي القطاع الصحي ما يجعل من الصعب مراعاة المقاييس والممارسات الدولية في هذا المجال.
وأوضح أنه لا يسمح للأمهات بالبقاء في مستشفى غزة سوى لساعتين بعد الولادة بسبب عدم توفر الأسرة الكافية، لافتاً الى ضرورة البقاء في المستشفى لمدة ست ساعات على الأقل بعد الولادة لاستكمال فحوصات ما بعد الوضع.
وقالت صفاء أحمد (21 عاماً) والتي أنجبت هذا الأسبوع في المستشفى، إنها اضطرت لمغادرته بعد ساعتين من الولادة "لوجود سبع إلى ثمان نساء في الغرفة الواحدة".
وأضافت أن زوجها اضطر للبحث عن البروستين وأدوية تخفيف الدم في الصيدليات خارج المستشفى خلال عملية الولادة نفسها.
وأشار التقرير أن المريضات يشكين من ندرة هذه الأدوية في المستشفى وهي أدوية إن توفرت في المستشفى فإنها تكون مشمولة بالتأمين الصحي، ولكن إذا اضطرت المريضة للحصول عليها من الصيدليات في الخارج فإنه يتوجب عليها أن تدفع قيمتها من مالها الخاص.
وأكدت المسؤولة بمكتب منظمة الصحة العالمية بغزة لبنى الشريف أن معلومات موظفي المستشفى قديمة للغاية بالمقارنة مع المقاييس الدولية للرعاية الصحية الملائمة للأم والجنين، وذلك بسبب العزلة المفروضة عليهم نتيجة استمرار إغلاق المعابر.
وأضافت أن هناك نقصاً في قطع غيار الحاضنات وأجهزة مراقبة الأجنة بالإضافة إلى مشاكل الحد من العدوى الناتجة عن نقص أحواض الغسيل والصابون ومناشف اليدين.
 


المصدر: جريدة المستقبل

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,043,267

عدد الزوار: 6,749,194

المتواجدون الآن: 86