خاص: اعتزال الحريري بالنسبة لاهل السنة والجماعة: يوم تحرر وانطلاق.. وليس احباط ....

خاص: اعتزال الحريري بالنسبة لاهل السنة والجماعة: يوم تحرر وانطلاق.. وليس احباط ....

خاص موقع ..... checklebanon>> ....

حسان القطب - مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..

كل ما يشاع عن ان ضغوطاً عربية ودولية او ان نصائح قد وجهت الى سعد الحريري للاعتزال هي غير صحيحة... اعتزال سعد الحريري او الانكفاء كما يحب البعض ان يسميه، لم يكن مفاجيء على الاطلاق، بل كان متوقعاً بسبب الخيارات غير الموضوعية، نتيجة السياسات الخاطئة التي انتهجها سعد الحريري، والتي ادت الى فقدان الثقة بادارته وهبوط شعبيته على الساحة اللبنانية وخاصةً على الساحة السنية، وكذلك خسارة تحالفات اساسية (القوات اللبنانية) على سبيل المثال، وتخليه عن التحالف مع النائب والوزير السابق بطرس حرب، وعلاقته غير المستقرة مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.. وتغييب الرئيس السنيورة عن المشهد السياسي بطلب من النائبة بهية الحريري..

كما ان ابتعاده عن الساحة اللبنانية لمدة سنوات في مرحلة ما بعد اسقاط حكومته الاولى بذريعة التهديد الامني، تركت الساحة اللبنانية والسنية في حالة عدم توازن.. ثم كرر ممارسته هذه عقب اعتذاره عن تاليف الحكومة وتوجهه لدولة الامارات تاركاً مواطنيه دون مرجعية سياسية او متابعة لهمومهم المعيشية والامنية والمالية في مرحلة من اصعب المراحل التي مر بها لبنان ولا يزال..

وهنا لا يمكن تجاهل تأثير خياره الرئاسي، غير المستقر، اذ بعد ان اعلن ترشيحه وتأييده للدكتور سمير جعجع، نقل تاييده وبشكل غير متوقع الى سليمان فرنجية احد رموز قوى الثامن من آذار، ثم لم يجد صعوبة في تغيير موقفه ونقل تأييده الى الرئيس الحالي ميشال عون، بعد جلسات ماراتونية بين مدير مكتبه نادر الحريري، وجبران باسيل، تحت رعاية حزب الله ومتابعة وفيق صفا..؟؟؟ وكرس هذا التحالف وهذه التسوية خلال الانتخابات النيابية عام 2018.. وسبق ذلك قبوله وموافقته على قانون انتخابي هجين غير مقبول وطنياً..؟؟

لم يفهم سعد الحريري حساسية الساحة السنية تجاه هذه القوى السياسية، ولم يأخذ بعين الاعتبار ردة فعلها، واستمر في مسيرة التفاهم والتحالف، ضاربا عرض الحائط كافة المداخلات والتدخلات والمراجعات التي تحذره من هذا الخيار... فأين موقفه من كتاب الابراء المستحيل.. واين ردة فعله على عبارة ميشال عون الشهيرة,.. تذكرة سفر باتجاه واحد.. عقب اقالة حكومته...وكيف يتفاهم مع من يرفض اتفاق الطائف ويتهم الحكومات المتعاقبة بالفساد والمقصود هنا والده الشهيد رفيق الحريري.. ثم بالغ في ممارساته غير المنطقية بترشيح مجموعة من المغمورين من عدم ذوي الخبرة السياسية لدخول البرلمان النيابي، مما اضعف الحضور السني، في الندوة البرلمانية.. كما اضعف قدرة فريقه على مواجهة كتلة حزب الله والتيار الوطني، الذين حافظوا على مستوى حضورهم من ناحية المستوى والكفاءة...؟؟؟

ثم تبين لاحقاً ان التسوية الرئاسية كان من اهم شروطها ابعاد صقور تيار المستقبل عن الندوة البرلمانية...؟؟ وهذا ما جرى بالفعل.. ثم اضاف الحريري المزيد من الاخطاء على مسيرته باغلاق مؤسسات خدماتية واجتماعية ومستوصفات طبية.. والمؤسسات الاعلامية التابعة له.. من صحيفة الى تلفزيون..وشركته (سعودي اوجيه) في المملكة السعودية..مما ادى الى مزيد من الهبوط في مستوى علاقاته مع جمهوره.. ومن يفشل في ادارة شركة وحماية مصالح الموظفين... كيف ينجح في ادارة شؤون وطن ومؤسسات وحماية شعب ..؟؟

على المستوى الخارجي، ساءت علاقات سعد الحريري مع المملكة العربية السعودية نتيجة خياراته السياسية واحتضانه لمجموعة من الفاسدين مالياً، والعقوبات الاميركية على احد مساعدية من آل العرب.. تؤكد صوابية الموقف السعودي.. وموقف المملكة انعكس على دول مجلس التعاون الخليجي وخاصةً الامارت العربية المتحدة.. ورغم توجه الحريري مرات عدة الى دولة مصر بهدف العمل على رأب الصدع ومعالجة علاقات الجفاء..الا ان هذه الوساطات لم تنجح.. وحاولت فرنسا ايضاَ ولكن دون جدوى.. بناءً على هذا يمكن القول ان سعد الحريري لا يملك الكفاءة والامكانيات لادارة ملف حكومي فكيف بمواجهة مشروع ايران في المنطقة ولبنان بشكلٍ خاص.. مع العلم ان الحريري ومن خلال مساعديه الاقرب دخل في تسويات كثيرة مع حزب الله وحركة امل على حساب جمهوره ومصالح لبنان وعلاقاته العربية والدولية..؟؟؟

اما بخصوص اجراء الانتخابات النيابية فهو امر مطلوب عربياً ودولياً بقوة، ويتعرض لبنان لضغوطات بالغة لاجرائها.. ولكن الواقع اللبناني الحالي حتى ما قبل اعتزال الحريري.. كان يوحي بان اجراء الانتخابات امر صعب بل بالغ الصعوبة نتيجة تخوف الاكثرية النيابية التي يقودها حزب الله من تبدل مزاج الناخب اللبناني وخاصةً المسيحي بعد احداث الطيونة والموقف المتشنج للثنائي الشيعي من قاضي التحقيق العدلي في تداعيات انفجار المرفأ.. ورفض مثول مساعد نبيه بري علي حسن خليل من المثول امام قاضي التحقيق.. كما ان نصرالله كان موقفه عالي النبرة ايضاً وتعطلت الجلسات الحكومية بعد مقاطعة الثنائي الشيعي للحكومة .. لذلك يمكن القول ان اجراء الانتخابات يبقى رهن التساؤل السلبي وليس التفاؤل الايجابي...

اختم بالقول.. واقع اهل السنة اليوم في لبنان بعد اعتزال الحريري.. هو الدخول في مرحلة جديدة، للسعي الى انتاج قيادات سياسية وطنية جديدة... لان اهل السنة لم يكن لهم في يومٍ من الايام زعيم واحد او قيادة واحدة.. وحالة سعد الحريري كانت استثناء بسبب اغتيال والده مما اعتبر استهداف للطائفة فكان الالتفاف حوله ولكنه لم يحسن قراءة الواقع السياسي والالتفاف الجماهيري بشكل صحيح..؟؟

ويمكن اختصار الواقع السني بالقول ان اهل السنة اليوم، هم في حالة تحرر وانطلاق، وليسوا في حالة احباط وانتظار...!! واقع لبنان اليوم مختلف تماماً عما قبل زيارة وزير خارجية الكويت الذي حمل رسالة تتضمن موقف المجتمع العربي والدولي، من الواقع اللبناني، والتي تشير بشكل واضح وصريح الى هيمنة حزب الله على الواقع اللبناني، وربطه لبنان بالمحور الايراني الذي افقر لبنان واضعف اقتصاده بل قاده الى الانهيار المالي وصولاً الى حالة من الفقر المدقع لشريحة كبيرة من اللبنانيين..

يوم 29 كانون الثاني /يناير المقبل يوم مفصلي، لان الرد الرسمي اللبناني، سوف يرسم مستقبل لبنان وطبيعة علاقاته مع العرب والعالم.. وهذه مسؤولية يتحمل مسؤوليتها الرؤوساء الثلاثة الذين يجب ان يفكروا ملياً في طبيعة ومضمون ردهم قبل تقديمه للمجتمعين العربي والدولي في الكويت..؟؟؟

مفترق طرق خطير.. هل يعيد اعتزال سعد الحريري السياسة الحرب الأهلية في لبنان؟