انتفاضة إيران تتفاعل في إقليم كردستان العراق... غضب شعبي وتحفظ رسمي وحزبي..

تاريخ الإضافة السبت 24 أيلول 2022 - 10:00 م    عدد الزيارات 783    التعليقات 0

        

انتفاضة إيران تتفاعل في إقليم كردستان العراق... غضب شعبي وتحفظ رسمي وحزبي..

المصدر: النهار العربي... رستم محمود... بينما تتواصل مختلف أشكال التفاعل والتضامن الشعبي من مواطني إقليم كردستان مع نظرائهم الأكراد في شمال غربي إيران، الذين يخوضون "انتفاضة" وصِداماً شعبياً مع أجهزة الأمن الإيرانية، بعد حادثة مقتل المواطنة الكردية - الإيرانية مهسا أميني على يد عناصر "شرطة الأخلاق" الإيرانية، فإن المؤسسات الرسمية والقوى السياسية في الإقليم تبدو متحفظة في التعبير عن مواقفها مما يجري في المناطق الكردية من إيران، لأسباب تتعلق بالتوازن والعلاقات الحساسة بين إيران وإقليم كردستان. الأحداث الأخيرة أدت إلى سقوط وعشرات القتلى ومئات الجرحى في إيران، تناقلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في إقليم كردستان صورهم، مع الكثير مع عبارات التضامن والتنديد بما يجري بحق الأكراد الإيرانيين. كما استعاد رواد وسائل التواصل سيلاً من الأغاني والصور والفيديوات والذكريات التي تستعيد التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي المشترك بين أكراد البلدين على دفتي الحدود. أكثر أشكال التعبير حضوراً كان التذكير بسنوات السبعينات من القرن المنصرم، حينما اضطر مئات الآلاف من أكراد العراق للجوء إلى إيران، والعيش في مختلف المُدن والبلدات والقرى الكردية هناك، حيث لاقوا مناصرة استثنائية من ذويهم الأكراد وقتذاك، بعدما كانت المواجهات العسكرية بين الأكراد والحكومات المركزية العراقية على أشدها في تلك المرحلة. وارتفعت خلال الأيام الماضية العديد من الدعوات للتحرك الشعبي تضامناً مع أكراد إيران، وتُرجمت اليوم باعتصام لناشطين أمام مقر بعثة الأمم المتحدة في أربيل، حيث رفع المشاركون شعارات متضامنة مع المتظاهرين الإيرانيين.

حذر رسمي وحزبي

يحافظ الجانب الرسمي في إقليم كردستان، وأيضاً الأحزاب السياسية، حتى الآن على نوع من الحذر في التعبير عن موقف واضح، باستثناء المكالمة الهاتفية التي أجراها زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود البارزاني مع عائلة الضحية الإيرانية، والتي أكد عبرها عن تعاطفه التام معهم، مطالباً بـ"تحقيق العدالة". الباحثة والناشطة المدنية الكردية هيام آليان شرحت في حديث لـ"النهار العربي" الأسباب والدواعي التي تراها موضوعية لامتناع الجهات السياسية والمؤسسات الرسمية في إقليم كردستان عن التعبير عن موقف واضح مما يجري في إيران، وقالت إن "السبب الرئيسي هو النفوذ الإيراني الاستثنائي داخل العراق، وتحكّم طهران تقريباً بمختلف الملفات السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية. انطلاقاً من ذلك، ووفق خلل التوازن بين كردستان العراق والنفوذ الإيراني، فإن الإقليم يتجنب الظهور بمظهر الجهة الراغبة بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، لأن ذلك سيدفع الجانب الإيراني لاعتبار الإقليم كجهة تخوض حرباً عرقية ضده، وتالياً استخدام مختلف الأدوات التي يملكها في مواجهة الإقليم، بما في ذلك الأذرع العسكرية الإيرانية داخل العراق". تضيف آليان أن "الأمر الآخر يتعلق بنوعية انتشار هذه الانتفاضة. فمما لا يُمكن إنكاره، هو التعاطف الشعبي الإيراني الهائل مع الفتاة الكردية والمنتفضين في المناطق الكردية من البلاد. فإذا كانت المسألة تحمل طابعاً قومياً ومناطقياً في الأيام الأولى لحدوثها، إلا أنها ما لبثت أن انتشرت في مختلف مناطق إيران، وبالذات في العاصمة طهران وباقي المدن الكبرى، حيث يُجمع المنتفضون على إدانة الحادثة واعتبار الفتاة الكردية رمزاً إيرانياً وطنياً، وهي قيمة مضافة لن تسعى القوى السياسية في إقليم كردستان لتحطيمها، وتحوّل المسألة إلى مجرد مواجهة عرقية وقومية، عبر إعلان التأييد من موقع المناصرة القومية". يشترك إقليم كردستان العراق مع إيران بحدود تتجاوز 500 كيلومتر، في مناطق جبلية عصية للغاية، حيث ينتشر المواطنون الأكراد على طرفي الحدود. كذلك يتبادل الإقليم مع إيران بضائع تقدر قيمتها السنوية بقرابة 10 مليارات دولار، ويعبر الحدود سنوياً أكثر من مليوني زائر على طرفي الحدود. ويضاف إلى ذلك العلاقات الاجتماعية والثقافية المتبادلة، حيث أن مئات الآلاف من السكان تجمعهم أواصر عائلية مع آخرين على الطرف الآخر من الحدود.

حسابات حساسة

لكن مراقبين أشاروا طوال الأيام الماضية إلى حساسية وجود العديد من الأحزاب السياسية الكردية الإيرانية ضمن مناطق إقليم كردستان. فهذه الأحزاب التي تملك أجنحة مسلحة وتخوض مواجهات عسكرية ضد السلطات الإيرانية، يحرص الإقليم على الدوام على تثبيت الهوية السلمية لوجودها ضمن إقليم كردستان، حيث يعيش أفرادها مع عشرات الآلاف من اللاجئين الأكراد الإيرانيين ضمن معسكرات محافظات الإقليم. وأشار مراقبون إلى أن سلطات الإقليم لن تسمح لهذه الأحزاب بالانخراط في الانتفاضة الشعبية في المناطق الكردية في إيران، حتى لا تعطي أي مسوغ للتعامل مع الانتفاضة على أنها أعمال شغب مسلحة أو مدعومة من الخارج. الناشط السياسي الكردي الإيراني بهرام مريواني شرح لـ"النهار العربي" كيف أن القوى السياسية والفاعليات الشعبية والمدنية ضمن أكراد إيران يقدّرون الأوضاع والتوازنات السياسية التي تحدد علاقة إقليم كردستان بالجانب الإيراني، قائلاً أن ثمة ثقة تامة بالمشاعر والمواقف التي يجمع عليها الأكراد في مختلف دول المنطقة. أضاف مريواني: "نفهم غضب بعض الناشطين الأكراد في هذه المنطقة أو تلك، فما يطبق على القوى السياسية الكردية العراقية يكاد أن ينطبق على باقي القوى السياسية الكردية في المنطقة، إذ إن إيران ذات نفوذ ولديها أدوات تستطيع أن تفعل الكثير من الأمور، ولا بد من التعامل مع ذلك بكل روية".

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,395,830

عدد الزوار: 7,026,881

المتواجدون الآن: 80