تركيا تعترف بصعوبة العودة إلى اتفاقية ممر الحبوب..
تركيا تعترف بصعوبة العودة إلى اتفاقية ممر الحبوب..
الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.. اعترفت تركيا بوجود صعوبات في استئناف العمل باتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود. وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن بلاده تقود حراكاً دبلوماسياً مكثفاً من أجل إعادة إحياء الاتفاقية الموقعة في إسطنبول في 22 يونيو (حزيران) 2022، بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة تركيا ورعاية الأمم المتحدة. وأضاف فيدان -في تصريحات بختام مشاركته في أعمال الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة نشرت الاثنين- أن الجانبين الروسي والأوكراني ينظران إلى اتفاقية الحبوب، بوصفها جزءاً من الجهود والأنشطة الحربية العامة، أكثر من كونها إطاراً يساهم في الأمن الغذائي العالمي. وأوضح أنه «بطبيعة الحال، هذه المسألة زادت من صعوبة مهمة تركيا في الفترة الأخيرة». وكانت روسيا قد علَّقت مشاركتها في اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، ورفضت تمديدها في 17 يوليو (تموز) الماضي، مع تأكيد إمكانية عودتها للاتفاقية إذا تم تنفيذ الشق الخاص بالحبوب والمنتجات الزراعية والأسمدة الروسية، ووصولها إلى الأسواق أسوة بالشق الخاص بأوكرانيا. وسمحت الاتفاقية بخروج 33 مليون طن من الحبوب من مواني أوكرانيا منذ بدء العمل بها في مطلع أغسطس (آب) 2022، وحتى توقف العمل بها. ولا تزال تركيا تواصل جهودها مع كل من روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، في مسعى لاستئناف العمل بالاتفاقية. وبحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المسألة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في سوتشي في جنوب روسيا، في وقت سابق من الشهر الحالي. وقال إردوغان إن بوتين أبلغه أنه لا يمانع عودة بلاده للعمل بالاتفاقية على الفور، إذا قبل الغرب بتنفيذ الشق الخاص بها في الاتفاقية، وتم تقديم ضمانات لأمن السفن، ودمج البنك الزراعي الروسي في نظام التحويلات الدولي (سويفت). وبحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، السبت، مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، المستجدات في أوكرانيا واتفاقية الحبوب، على هامش اجتماعات الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت وزارة الخارجية التركية إن فيدان وغوتيريش بحثا في آخر المستجدات في أوكرانيا، ومبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود. وعبَّر بيان صدر عن مكتب المتحدث باسم غوتيريش، عن تقدير الأمين العام للتعاون الوثيق بين الأمم المتحدة وتركيا، وجهودها لمعالجة الآثار العالمية للحرب في أوكرانيا، بما في ذلك جهودها في مبادرة شحن الحبوب. وتسعى أوكرانيا إلى إقامة طريق بديل للممر الآمن للحبوب بالبحر الأسود. وأعلنت كييف أنها عرضت على تركيا خطتها لإقامة ممر بديل عبر المياه الإقليمية في البحر الأسود، بحيث يجري النقل من خلال رومانيا وبلغاريا؛ لكن تركيا لم ترد على المقترح، وحذرت من أن أي طريق آخر غير الممر الآمن للحبوب لن يكون آمناً. وتبادلت موسكو وكييف التهديدات باستهداف السفن المتجهة إلى المواني الأوكرانية أو الروسية، وأعلنت أوكرانيا في أغسطس الماضي فتح «ممر إنساني» مؤقت لشحن الحبوب من موانيها، مؤكدة أنها قادرة على حمايته. ووصلت سفينتان تحملان قمحاً أوكرانياً إلى إسطنبول عبر البحر الأسود، يومي الأحد والخميس الماضيين، في تحدٍّ لتهديد روسيا بضرب أي سفن تنطلق من أوكرانيا بعد توقف العمل باتفاقية الحبوب. وقال السفير الأوكراني في أنقرة، فاسيل بودنار، إن روسيا «حاولت وقف مبادرة الحبوب في البحر الأسود؛ لكننا الآن نواصل شحن الحبوب، لنظهر أن العالم لم ينسَنا وأننا لم ننسَ العالم».
تركيا تؤكد أنها لن تدع مجالاً أو أرضية للتنظيمات الإرهابية على حدودها
تصعيد جديد ضد «قسد»... وترحيل السوريين المخالفين من إسطنبول إلى ولاياتهم الأصلية
الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق... أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن بلاده لن تترك مجالاً لأي تنظيم إرهابي للعمل بحرية على أراضي سوريا وتهديد أمن تركيا. وقال فيدان إن تركيا لن تدع أي مجال أو أرضية لجميع التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك «حزب العمال الكردستاني» وذراعه في سوريا «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، و«داعش»، و«كذلك الدوائر التي تصنع مخططات إمبريالية في منطقتنا من خلال هذه الأدوات». وأضاف فيدان، في تصريحات في ختام مشاركته في اجتماعات الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة ليل الأحد - الاثنين، أن الملف السوري لا يزال يحافظ على مكانه في الأجندة الدولية، مشيراً إلى استمرار الأزمة التي تنتج الاضطرابات في هذا البلد. ولفت إلى أنه عقد في هذا الإطار اجتماعاً مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف، والإيراني حسين أمير عبداللهيان، ضمن مسار أستانا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمناقشة الوضع في سوريا. وأضاف أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن شارك أيضاً في الاجتماع الذي تناول قضايا مواصلة المساعدات الإنسانية وإحياء العملية السياسية وانتهاك وقف إطلاق النار والمشاكل الأمنية التي تحدثها التنظيمات الإرهابية، لا سيما «العمال الكردستاني - الوحدات الكردية» و«داعش». في الوقت ذاته، عاودت القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري»، الموالي لأنقرة، الاثنين، القصف بالمدفعية الثقيلة قرى تسيطر عليها قوات «قسد» في ريف تل تمر شمال غربي الحسكة، من نقاط تمركزها ضمن ما يعرف بمنطقة نبع السلام شرق رأس العين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن القصف تسبب في تدمير عدد من المنازل في المناطق التي طالها القصف، وخروج محطة تحويل كهرباء عن الخدمة؛ ما أدى إلى انقطاع التغذية الكهربائية عن منطقة تل تمر والتجمعات والقرى المحيطة بها. وردت قوات «مجلس تل تمر العسكري»، التابعة لـ«قسد»، على القصف بصاروخ موجه استهدف قاعدة عسكرية تركية في قرية عريشة بريف الحسكة، ضمن منطقة نبع السلام الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية.
سوريو إسطنبول
على صعيد آخر، انتهت المهلة التي منحتها السلطات التركية للاجئين السوريين الذين انتقلوا إلى ولاية إسطنبول من غير حاملي بطاقة الحماية المؤقتة الصادرة عن الولاية، وأصبحوا ملزمين بالعودة إلى الولايات التي يحملون بطاقاتها، باستثناء من كانوا يقيمون بالولايات الإحدى عشرة المتضررة من كارثة زلزالي 6 فبراير (شباط) الماضي. وطلبت إدارة الهجرة من السوريين من حملة بطاقة الحماية المؤقتة الصادرة من ولايات أخرى المغادرة إلى أماكن إقامتهم الأصلية، مشددة على أن المهلة غير قابلة للتمديد. وكانت إدارة الهجرة في ولاية إسطنبول طالبت المخالفين لشروط الإقامة حسب الولايات، في يوليو (تموز) الماضي بالعودة إلى ولاياتهم المسجلين عليها في موعد أقصاه 24 سبتمبر (أيلول)، وسمحت لمن انتقلوا من الولايات المتضررة من الزلزال بالبقاء إلى حين إشعار آخر. وحذّرت دائرة الهجرة في بيانها الأول المخالفين في إسطنبول بالترحيل إلى شمال سوريا على الفور حال عدم المغادرة بحلول الموعد المحدد، لكنها عدلت عن مسألة الترحيل بعد تعدد الشكاوى من المنظمات الحقوقية. وبدأت السلطات التركية ابتداءً من الاثنين، حملة تدقيق على هويات السوريين وضبط المخالفين وإعادتهم إلى الولايات المسجلين فيها.