في مواجهة المغرب.. لماذا تدعم الجزائر جبهة البوليساريو؟....

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2020 - 3:33 ص    عدد الزيارات 1749    التعليقات 0

        

في مواجهة المغرب.. لماذا تدعم الجزائر جبهة البوليساريو؟....

الحرة....مصطفى هاشم – واشنطن... عادت أزمة الصحراء الغربية إلى الواجهة بما تحمله من خلافات بين المغرب والجزائر، بعد التوتر الذي شهده معبر الكركرات الحدودي، إثر عملية عسكرية قامت بها الرباط لـ"تأمين المعبر" الذي يقع في منطقة عازلة على حدود موريتانيا. خلاف المغرب والجزائر حول النزاع الدائر في الصحراء الغربية ينذر بمزيد من التأزم في العلاقات بين البلدين الجارين. فالجزائر تعترف بالـ"جمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد في الصحراء، في حين تقترح الرباط منح الصحراويين حكما ذاتيا تحت سيادتها. ويقول سعيد صديقي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة سيدي محمد بن عبدالله في المغرب لـ"موقع الحرة": "لاحظنا تصعيدا إعلاميا من الجانبين في الفترة الأخيرة وبالتالي أي تأزم في الوضع الميداني في الصحراء الغربية سينعكس على العلاقات المغربية الجزائرية".

"حالة الحرب"

ويسيطر المغرب على 80 في المئة من مساحة الصحراء الغربية الممتدة على مساحة 266 ألف كيلومتر مربع، ويتعامل معها مثلما يتعامل مع باقي جهات المملكة الأخرى. وأعلنت جبهة البوليساريو "حالة الحرب"، الجمعة، ردا على عملية عسكرية قام بها المغرب لإعادة فتح معبر الكركرات الحدودي في المنطقة العازلة باتجاه موريتانيا. وذلك بعد "عرقلة" المرور منه من طرف أعضاء في بوليساريو لثلاثة أسابيع، بحسب الرباط. واعتبرت الجبهة أن هذه العملية "أنهت" اتفاق وقف إطلاق النار المعمول به منذ 1991 برعاية الأمم المتحدة بعد نزاع مسلح استمر منذ 1975، في حين تؤكد المملكة "تشبثها بقوة" بالحفاظ على الاتفاق. ويرى رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، سعيد العياشي، في حديثه مع "موقع الحرة" أن "حالة الحرب كانت منتظرة بعد الخروقات التي ارتكبها المغرب سواء بخرق وقف إطلاق النار أو نهب ثروات الصحراويين أو انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة والتباطؤ في تعيين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من طرف المغرب، في الوقت الذي ضاعت فيه ثقة الصحراويين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن". في المقابل يعبر صديقي عن خشيته من "أن تكون هناك جهة معينة في الدولة الجزائرية تريد زيادة توتر الأوضاع في الصحراء الغربية، من أجل استغلالها داخليا خاصة في ظل وضع هش في الجزائر ملمحا إلى أنه "ربما يكون هناك تغيير قادم يخطط له".

الجزائر هي الدولة التي أعلن منها قيام "الجمهورية العربية الصحراوية" في عام 1976.

ويقول العياشي إن موقف الجزائر فيما يخص طبيعة نزاع الصحراء الغربية مبني على نقطتين، "أنه منذ ثورة نوفمبر فإن الجزائريين تربوا على عقيدة رفض كل حالة استعمار من أي جهة كانت، ولهذا كانت الجزائر بجانب العديد من الحركات التحررية في العالم، ودعمت ومولت 17 حركة تحررية إفريقية وغير إفريقية، ولذلك نرى أن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي". ويضيف "أن النقطة الثانية تكمن في أن القانون الدولي واضح بشكل صريح كما هو مدون في الأمم المتحدة منذ 1923 بأن الصحراء الغربية إقليم غير محكوم ذاتيا، والأقاليم غير المحكومة ذاتيا تستحق حسب ميثاق الاستفادة من تنظيم استفتاء تقرير المصير، وهو ما تطلبه الجزائر". ويتابع "من حق الصحراويين أن يختاروا أن يعيشوا مستقلين أحرارا في أرض أجدادهم أو الانضمام إلى المغرب، وهذا قرارهم، وبالتالي لا عدوانية ولا كراهية من جانبنا تجاه المغرب ولا كذلك تخلي عن مبادئنا ضد احتلال المغرب للصحراء الغربية". لكن صديقي يرى أن الجزائر دائما تنظر إلى المغرب بأنه تهديد وأن الخلاف بين البلدين يعود إلى عقود مضت منذ السنوات التي تلت استقلالهما، "وعندما ظهرت مشكلة في الصحراء الغربية وجدت فيها الجزائر فرصة لإضعاف المغرب وأيضا لقطع ارتباطها بإفريقيا جنوب الصحراء، ولا يرتبط الأمر بالقيم لأن العلاقات الدولية لا تربطها القيم". وأوضح صديقي أنه "بعد استقلال الجزائر كان المغرب يطالب باسترجاع جميع الأراضي التي اقتطعتها فرنسا منه وألحقتها بالجزائر في مرحلة الاستعمار، فكان هذا سببا كبيرا أدى إلى نشوب حرب الرمال في 1963 ومنذ هذا الوقت حدث هذا الشرخ النفسي بين البلدين".

"حق تقرير المصير"

وترعى الأمم المتحدة منذ عقود جهودا لإيجاد حل سياسي ينهي النزاع حول الصحراء الغربية، لكن المفاوضات التي تشارك فيها أيضا الجزائر وموريتانيا توقفت منذ 2019 بعد استئنافها في 2018. ويقول صديقي إن "المغرب ليس لديه مشكلة في حق تقرير المصير كمبدأ من مبادئ القانون الدولي، مشيرا إلى أن اقتراح المغرب إعطاء الحكم الذاتي للصحراء الغربية يندرج ضمن هذا المفهوم". ويتركز التصعيد الجديد في منطقة الكركرات، وهي نقطة عبور بين الصحراء الغربية وموريتانيا، في منطقة منزوعة السلاح تراقبها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وتقول البوليساريو إن المعبر، وهو الطريق الرئيسي للمغرب إلى غرب إفريقيا، غير قانوني وإن أنصارها أغلقوه منذ 21 أكتوبر. وأرسل المغرب قوات الجمعة لإعادة فتح الطريق أمام حركة المرور وبناء جدار رملي جديد لمنع مقاتلي البوليساريو أو أنصارها المدنيين من العودة إلى هناك، ونجح بالفعل في إعادة فتح المعبر بحسب مصادر جكومية مغربية وموريتانية. ويمتد ما يسمى بـ"الجدار الدفاعي" على حوالى 2700 كيلومتر، ويفصل منذ نهاية الثمانينيات القوات المغربية عن مقاتلي البوليساريو، وتحيط به المنطقة العازلة وعرضها خمسة كيلومترات من الجهتين. وشنت جبهة البوليساريو، بدعم من الجزائر المجاورة، حرب عصابات إلى أن توسطت الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار في عام 1991. وسيطر المغرب على نحو أربعة أخماس الإقليم. وتضمنت الهدنة الوعد بإجراء استفتاء لكن ذلك لم يحدث بسبب خلافات حول كيفية تنفيذها ومن سيسمح له بالتصويت.

هل يتأزم الخلاف بين المغرب والجزائر بسبب البوليساريو؟

يرى صديقي أن العلاقة الوطيدة بين الجزائر وجبهة البوليساريو وخاصة أنها الداعمة الأساسية للأخيرة، ستنعكس سلبا على العلاقات مع المغرب. لكنه يرى أن "هذا التأثير سيظل محدودا لأن العلاقات بين البلدين في وضعية غير طبيعية منذ سنوات، لكن لن يؤدي هذا إلى وقوع حرب". وأضاف أن "جميع الأطراف ليس من مصلحتها ان يحدث هناك أي توتر عسكري في الميدان، أي أنه سيظل خلاف سياسي". وفيما يرى العياشي أن العلاقات بين البلدين متأزمة بالفعل متهما المغرب بأنه السبب في ذلك. ويقول "الحدود مغلقة بسبب قرار مغربي في عام 1994 عندما حدثت اعتداءات في فندق في مراكش، فحملت السلطات المغربية المسؤولية للدولة الجزائرية وطردوا جزائريين من المغرب وأغلقوا الحدود وفرضوا التأشيرات، فقامت الجزائر بالمعاملة بالمثل".

تصعيد في الصحراء الغربية

والاثنين، قال الجيش المغربي إنه أطلق النار "ردا على استفزازات" مقاتلي جبهة البوليساريو، "دون إحداث أي أضرار بشرية أو مادية بصفوف القوات المسلحة الملكية". وفي المقابل، أكدت جبهة البوليساريو، الاثنين أن انتهاء "الحرب" في الصحراء الغربية التي تشهد توترا منذ أيام، مرتبط بـ"نهاية الاحتلال" المغربي للمستعمرة الإسبانية سابقا. وقال وزير خارجية الجمهورية العربية الصحراوية، التي أعلنت البوليساريو قيامها في الجزائر منذ 1976، محمد سالم ولد السالك، "الحرب بالكاد بدأت كنتيجة للاعتداء المغربي في الكركرات"، لإعادة فتح هذا المعبر الحدودي في المنطقة العازلة جنوب الصحراء الغربية باتجاه موريتانيا. واتهم المغرب باستخدام طريق الكركرات "لنهب الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي". من جانبه، يقول صديقي إن "طبيعة حرب العصابات التي كانت تقوم بها جبهة البوليساريو لم يعد الآن ناجعا لأن المغرب يملك من الأسلحة التي يمكن أن تتغلب بسهولة على تحركات هذه الجبهة". وأكد صديقي أنه ليس من مصلحة الطرفين أن يدخلا في حرب طويلة ومباشرة، مشيرا إلى أن المغرب من جانبه سيكتفي بالرد المتناسب مع تحركات الجبهة.

 

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,144,625

عدد الزوار: 6,756,908

المتواجدون الآن: 129