قراءة في مشهد وتداعيات الحرب على غزة...

تاريخ الإضافة الخميس 13 أيار 2021 - 12:04 م    عدد الزيارات 1079    التعليقات 0

        

قراءة في مشهد وتداعيات الحرب على غزة...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب...

الحرب التي اندلعت على غزة وامتدت الى مختلف الاراضي الفلسطينية المحتلة، منذ ايام قليلة ماضية لم تكن مفاجئة، اذ ان تسلسل الاحداث والممارسات والتصرفات والوقائع التي سبقت اندلاع موجة العنف هذه، كانت تؤشر الى ان اجواء الحرب قد تعاظمت بوادرها، صحيح ان هذه الاشتباكات لن تصل الى مستوى الحرب المفتوحة التي تنتهي بغالب ومغلوب، ومنتصر ومهزوم، ولكن موجة القصف المتبادل هذه من حيث عنفها وغزارتها وحجمها وانتشارها واتساع رقعتها، لا بد من قراءة نتائجها وتداعياتها ودلالاتها للاستفادة منها في المرحلة المقبلة او لاعادة قراءة بعض المواقف الاقليمية والدولية:

  • الازمة السياسية الاسرائيلية، والمستمرة منذ اكثر من عامين قادت اسرائيل الى اربعة انتخابات، لم تؤد الى استقرار سياسي فكان لا بد من عمل امني وعسكري يعيد خلط الاوراق الانتخابيةعلى الساحة الاسرئيلية.. ولكن مغمسة بالدم الفلسطيني والعربي..
  • إن التطرف الاسرائيلي غير الرسمي الذي برز بوضوح في عملية اضطهاد الشعب الفلسطيني وتمثل في العمل على اخراج المواطنين الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، إنما يؤكد ان حالة التطرف التي تقود المنطقة الى مواجهات وصراعات وحروب هي حالة راسخة في المجتمع الاسرائيلي الذي لا يقيم وزناً او احتراماً لحقوق الانسان في الحياة والسكن، والسلام والوئام.. والتعايش بين المكونات والاعراق والاديان..
  • إن عملية استهداف دور ورمزية وقدسية المسجد الاقصى والمصلين في المسجد، اصبح عملاً ممجوجاً ومتكرراً من قبل المستوطين اليهود، وهذا امر غير مقبول ويدل على عدم فهم واحترام الثقافة الدينية كما رمزية الاماكن المقدسة بالنسبة اللمسلمين عامة والفلسطينيين بشكلٍ خاص.. وحجم ردة الفعل في حال تفاقم الاستهداف..
  • إن تدخل الشرطة الاسرائيلية بطلبٍ من الحكومة الاسرائيلية، لحماية ورعاية ما يقوم به المستوطنون، يؤكد ان حالة التطرف في المجتمع الاسرائيلي لها رعاية رسمية، وبالتالي فإن الحكومة الاسرائيلية هي الراعي الرسمي، لحالة التطرف التي لا يتم الاضاءة عليها اقليمياً ودولياً وحتى محلياً مع الاسف..
  • إن عملية التطبيع مع اسرائيل والتي قامت بها دول عربية عديدة لم تؤت ثمارها في جنوح الكيان الاسرائيلي الى تعديل نهجه ومساره وانخراطه بجدية اكبر في عملية السلام التي يتم الحديث عنها باستمرار، من قبل الادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي وروسيا والدول الراعية لعملية السلام في الشرق الاوسط.
  • ان ما ترتكبه اسرائيل من ممارسات غير مقبولة ومرفوضة يجعل الدول العربية التي انخرطت في عملية التطبيع او على الاقل التفكير في الانخراط به امر يجب اعادة النظر فيه ...؟؟
  • إن السلطة الفلسطينية هي الاكثر احراجاً وقلقاً وتردداً وارباكاً في تحديد الكيفية الصحيحة والمناسبة للتعاطي مع الادارة الاسرائيلية التي ترعى التطرف اليهودي وتحمي ممارساته وتغطي تطرفه وارهابه..
  • إن المواجهات المسلحة الاخيرة مع اتساع رقعة انتشارها، وحجم تأثيرها الامني والاقتصادي وتداعياتها السياسية يجب ان تكون دافعاً لاعادة النظر في المواقف السياسية والنهج المتبع من قبل القوى الفلسطينية سواء في السلطة الفلسطينية او في تحالف الفصائل وعلى راسها حركة حماس، وخاصةً في ساحة غزة التي تتحمل عبء المواجهة وكلفة الحرب وخسائرها بشرياً ومادياً، وكذلك دورها البارز في حماية المشروع الوطني الفلسطيني.. في الخارج كما في الداخل..
  • إن الوحدة الفلسطينية اصبحت على المحك ومطلوبة بالحاح اكثر من اي وقتٍ مضى لمواجهة الاطماع والممارسات الاسرائيلية سواء من المتطرفية او من الحكومات الاسرائيلية التي تحمي وترعى التطرف الاسرائيلي بوضوح...
  • إن الفصائل الفلسطينية وخاصةً حركة حماس، تتحمل عبء المواجهة سياسياً وعسكرياً.. مع غياب كامل للدعم الخارجي اللهم الا التاييد الاعلامي وبيانات التنديد والاستنكار وخاصةً من قبل محور الممانعة ..
  • لقد كشفت الحرب الحالية، ان التأييد الذي يقدمه محور ايران، انما هو تاييده استعراضي، في لبنان سارت مظاهرات رمزية بطلب من حزب الله في مناطق لبنانية مختلفة، وخاصة في المدن السنية تحت عناوين وشعارات ايرانية للدلالة على التاييد لكن الاعلامي فقط.. لاغير.. جبهة الجنوب هادئة، ولا داعي للقلق او الهلع...؟؟ على جانبي الحدود..؟؟؟
  • في اليمن الخاضع بعضها لسلطة الانقلابي عبد الملك الحوثي.. صدر بيان التأييد والتضامن مع الفصائل الفلسطينية.. وشعار الموت لاميريكا واسرائيل واليهود.. والتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي تطلقه هذه الميليشيا الانقلابية تمت ترجمته بقصفٍ على دولة عربية وليس على من اطلقت الشعارات في وجههم...حيث تم مساء، الأربعاء، اعتراض وتدمير 8 طائرات بدون طيار و 3 صواريخ بالستية أطلقت باتجاه السعودية...
  • في سوريا، تم الحديث كثيراً وعلى لسان ادوات ايران في الاعلام وحتى من بعض السياسيين عن تحضيرات لعقد لقاءات تحضيرية لمواجهة العدوان، ترجمه وزير خارجية ايران، خلال زيارته سوريا، جواد ظريف بطلب فتح قنصلية ايرانية في مدينة حلب بهدف تشييعها وتغيير ديموغرافيتها، فالاولوية الايرانية هي تغيير ديموغرافية المنطقة وليس مواجهة اسرائيل وتحرير فلسطين...
  • فصائل الحشد الشعبي العراقي، الخاضعة لايران، اصدرت بيانات التاييد والدعم الاعلامي... ولكن اين يمكن ان يصرف مضمون البيانات على ساحة الصراعات والمواجهة...

إن الحرب الحالية على غزة، سوف تنتهي بتسوية سياسية، وسوف تضع الحرب اوزارها، نتيجة حالة الصمود والاصرار على المواجهة وحماية المشروع الوطني الفلسطيني، ولكن الشعب الفلسطيني هو من يقاوم ويدفع ثمن المواجهة، ويحقق انجازاته بمفرده وبجهوده وتضحياته، وكل من يتحدث عن دورٍ له في تقديم خبرات ودعم عسكري، وتطوير تقنيات عسكرية وتعزيز الامكانيات التي اظهرت فعاليتها رغم التباين في حجم الآلة العسكرية مع جيش الاحتلال، انما يحاول ان يتبنى شيئاً لا علاقة له به، ويحاول الاستيلاء على تضحيات شعب يواجه الاحتلال ومشروعه منذ اكثر من قرن... في الداخل الفلسطيني كما في دول الشتات..

ومخيمات الفلسطينيين في سوريا شاهدة على عمليات الاستهداف والتهجير، تماماً كما عانى الشعب السوري طوال سنوات وما زال يعاني من عمليات مماثلة لما تعرض له الشعب الفلسطيني على يد الميليشيات الطائفية المذهبية... وحتى منذ ايام يطالب النظام السوري والفصائل التابعة لايران بتهجير مجموعة من شباب درعا الى شمال سوريا... حيث يتجمع اكثر من ثلاثة ملايين مواطن سوري تم تهجيرهم من دمشق ومحيطها ومختلف المدن السورية وريف سوريا الى جانب الملايين من النازحين واللاجئين خارج سوريا...

من يرفض تهجير الشعب الفلسطيني واستهدافه واخراجه من منازله في حي الشيخ جراح، لا يمكن الا ان يكون الى جانب كل شعب عربي وخاصةً الشعب السوري وهو يعاني من ممارسات الميليشيات الطائفية التي تقوم بعمل مماثل ونهج مشابه لما تقوم به مجموعات التطرف الاسرائيلية.....

ان معاناتنا واحدة ووجعنا وآلمنا واحد ولا نقبل ان يحاول احد من جهابذة اختلاق الشعارت والعناوين والمصطلحات التمييز بين شعب وآخر وبين مكون وآخر او بين بلدٍ وبلد... نحن امة وسنبقى امة متضامنة ومتعاونة ومتكاتفة لمواجهة التحديات الاسرائيلية منها والايرانية..؟؟

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,246,668

عدد الزوار: 6,942,015

المتواجدون الآن: 131