أخبار لبنان..إنقلاب شاحنة لحزب الله في الكحالة يؤجج التوتر مع الضاحية..الجيش ينجح بـ«ضبط الوضع» بعد سقوط قتيلين من الحزب والأهالي وشعارات ضد إيران..شاحنة أسلحة لـ«حزب الله» تهز أمن لبنان..مقتل قيادي من «القوات» في جنوب لبنان يضاعف التحذيرات من تداعيات سياسية.. لقاءات «القوات» و«المردة» لا تنتج تقارباً في الملفّ الرئاسي..قآني يزور نصرالله للمرة الثانية خلال أسبوع..أنباء عن تقاطع "الحزب" و"التيار" رئاسياً وناجي البستاني بدلاً من فرنجية..

تاريخ الإضافة الخميس 10 آب 2023 - 4:08 ص    عدد الزيارات 882    التعليقات 0    القسم محلية

        


إنقلاب شاحنة لحزب الله في الكحالة يؤجج التوتر مع الضاحية....

الجيش ينجح بـ«ضبط الوضع» بعد سقوط قتيلين من الحزب والأهالي وشعارات ضد إيران

اللواء...فرض حادث الكحالة، المتمثل بتبادل اطلاق النار بين شبان مسلحين من البلدة، وعناصر حزبية، على خلفية الشاحنة التي انقلبت على الطريق باتجاه بيروت، قبل ان يتدخل الجيش اللبناني للحفاظ على التهدئة في المنطقة، نفسه بنداً على جدول المتابعة بين القيادات الحزبية والسياسية والامنية والعسكرية لتطويق الحادث، نظراً لحساسية المنطقة، بالتزامن مع حوادث متفرقة في غير منطقة، بدءاً من الالتباسات التي اثيرت حول المسؤول القواتي في عين ابل عند الحدود الجنوبية، الياس الحصروني، بعد تداعيات الوضع الامني المتوتر، على خلفية اشتباكات مخيم عين الحلوة. ووسط خواء داخلي، وانقطاع التواصل بين الرئاستين الثانية والثالثة، وترسخ الشغور في الرئاسة الاولي، ارتفعت نسبة المخاوف من دخول البلد موسم التوترات التي جرى الترويج لها، مع بدء مغادرة مئات ألوف السياح من لبنانيين واجانب البلد في الاسبوع الاخير من آب الجاري. وليلاً، علمت «اللواء» ان الرئيس ميقاتي غادر بيروت امس، من دون ان توضح الجهات المقربة من السراي الوجهة التي قصدها، لكن يرجح ان تكون لندن، وربما يعرّج على روما وباريس في طريق العودة. ومع ذلك، بقي الرئيس ميقاتي على اتصال مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، وتم الاتفاق على الاسراع بالتحقيقات وكشف الملابسات مع خطوات لضبط الوضع، داعياً للابتعاد عن الانفعالات وانتظار نتيجة التحقيقات الجارية.

الحزب يتبنَّى و«القوات» ترد

وقرابة العاشرة ليلاً، اصدرت العلاقات الاعلامية في حزب الله بياناً، قالت فيه ان شاحنة الكحالة هي لحزب الله، وآتية من البقاع الى بيروت، وقد انقلبت في الكحالة. واشار البيان الى ان عددا من المسلحين من الميليشيات الموجودة في المنطقة، قاموا بالاعتداء على افراد الشاحنة في محاولة للسيطرة عليها، «وقاموا برمي الحجارة ثم اطلاق النار في محاولة للسيطرة عليها». واشار البيان الى سقوط «شهيد كان مولجا بحماية الشاحنة، وان وحدة من الجيش اللبناني، منعت هؤلاء المسلحين من الاقتراب من الشاحنة او السيطرة عليها». وأصدر اهالي الكحالة بياناً، قدم رواية اخرى، اذ تحدث عن ان مسلحين اطلقوا النار على اهالي الكحالة، مما ادى الى مقتل شاب، واتخذنا قراراً بإبقاء قطع الطريق بالاتجاهين. ورأت منطقة عالية في «القوات اللبنانية» ان مرة جديدة يدفع اللبنانيون ثمن التفلت الامني وانتشار السلاح غير الشرعي، مطالبة الجيش اللبناني بتوقيف مطلقي النار واحتجاز الشاحنة واجراء التحقيقات، ومنع اي مظهر من مظاهر التفلت الميليشياوي. وتجمهر اهالي الكحالة رافضين رفع الشاحنة من الارض، لكن الجيش تمكن من البدء باخراج الصناديق الخشبية، ونقلها من المكان بشاحنات تابعة له. ثم رفع الشاحنة، وبدأ بتفريغ حمولتها، في حين طالب نواب وقياديون حزبيون بابقاء الطريق الدولية بين البقاع وبيروت مقطوعة. وسقط نتيجة الحادث عنصر لحزب الله هو احمد علي قصاص، في حين ان الشاب الذي قتل في الكحالة هو فادي يوسف بجاني من مناصري «التيار الوطني الحر». وبقي الاهالي في الشارع الى ساعات الصباح، على وقع قرع اجراس الكنائس، وتوجيه الحملات باتجاه حزب الله والجيش اللبناني، والمطالبة بتحقيق شفاف لجلاء ما حصل، واتخاذ الاجراءات القانونية والقضائية، في وقت لم ترفع الشاحنة من مكان سقوطها. واستقدم الجيش جرافة لسحب شاحنة حزب الله، لكن الاهالي حاولوا منعه من اخراجها، مما أدى الى اشتباك بالايدي معه. وقبيل منتصف الليل، تجمع مواطنون امام الكنيسة، ورفعوا يافطات تحمل عنوان: المقاومة ضد الاحتلال الايراني، فيما كشف النائب نزيه متى (من القوات اللبنانية) عن ان سحب الشاحنة وتفريغ الحمولة لفتح تحقيق في ما حدث. وعلى الارض، ارتفعت المخاوف من انفجار الوضع بين مناطق في الجبل والضاحية الجنوبية، على خلفية ما حدث في الكحالة.

أزمة الرواتب

على صعيد حياتي، وقبل سفره، انشغل الرئيس ميقاتي بموضوع تأمين الرواتب لموظفي القطاع العام. فعقد اجتماعاً مع وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف خليل، حضره حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري. وردا على سؤال عما يقال عن دفع الرواتب للقطاع العام هذا الشهر بالليرة اللبنانية قال: سنقوم بجهدنا ليتقاضى الموظفون رواتبهم كالمعتاد مثل السابق». وذكرت معلومات خاصة بـ «اللواء» ان الاجتماع كان ايجابيا ومنتجاً لجهة التوافق على التواصل الدائم والتعاون المشترك، وان تكون مصلحة الدولة هي الاساس. وجرى البحث بدقة في موضوع سبل تفعيل الجباية من قبل الدولة بما يكفل استقرار النقد وعدم المس بالاحتياطي الإلزامي وفقاً للقواعد والشروط التي سبقوحددها منصوري في مؤتمره الصحافي. وعلى هذا ستعقد لقاءات اخرى بعد عودة الرئيس ميقاتي من السفرحيث عُلِم انه غادر بيروت امس. وفي السياق، أعلن الأمين العام لجمعية المصارف فادي خلف أن «المساس بتوظيفات المصارف لدى مصرف لبنان لم ولن يكون الحل، لا بل سيفاقم الأزمة عوض حلِّها. وقال: على الجميع الاقتناع بأن سعر الصرف لا يمكن إلا أن يعكس واقع الاقتصاد، وكلّ التعويل اليوم على الحاكم الجديد الدكتور وسيم منصوري، آملين أن ينجح في إخراجنا من النفق المظلم. كلام خلف جاء في افتتاحية التقرير الشهري لجمعية مصارف لبنان حول التطورات النقدية والمصرفية والمالية والاقتصادية في آب 2023، بعنوان «وعد الحاكم دين، الاحتياطي لن يُمَسّْ». وفي الحراك السياسي والرئاسي، إستقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، في كليمنصو، النائب فيصل كرامي، على رأس وفد ضم: علاء جليلاتي، زياد شهاب الدين، حمدي درنيقة وعثمان مجذوب، بحضور النائب فيصل الصايغ، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب. وخلال اللقاء، تم عرض «الأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية، لا سيما الاستحقاق الرئاسي، والأهمية القصوى لضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، مع التمسك بتطبيق اتفاق الطائف ومندرجاته». وعلمت «اللواء» ان زيارة كرامي كانت لتهنئة جنبلاط بإنتخابه رئيسا للحزب، وانه جرى التركيز خلال اللقاء على اهمية الاسراع في انتخاب رئيس للبلاد للخروج من الازمات القائمة، وعلى ضرورة التفاهم والحوار والتوافق على هذا الموضوع بين كل القوى السياسية. كما تطرق البحث الى اوضاع البلد عامة وبخاصة لجهة اهمية اعادة تسييرمرافق الدولة لتتمكن من مواكبة متطلبات المؤسسات الرسمية والناس. ثم استقبل النائب جنبلاط وفدا من لقاء «التوازن الوطني»، ضم: صلاح سلام، المهندس الدكتور مازن شربجي، عبدالله عبدالله، الدكتور أيمن مجذوب، المهندس جهاد الشعار، المهندس رامز بيضون، المهندس أحمد الشعار، المحامي أحمد الجمل، والمحامي صائب مطرجي، بحضور النائب الصايغ، ناصر وحرب، وكان بحث في مختلف التطورات السياسية.

أبي المنى في الديمان

وفي الديمان، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس، شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى على رأس وفد من المجلس المذهبي ومشيخة العقل، حيث تم «عرض سبل معالجة الأوضاع الروحية والوطنية المشتركة، ومساهمة الأوقاف المارونية والدرزية وغيرها في بلورة قوة اقتصادية لتثبيت ابناء الجبل في قراهم وطمأنة الشباب الى مستقبلهم. كما تم عرض التحضيرات لزيارة البطريرك الراعي إلى الجبل والمقررة في الثامن من أيلول المقبل بمناسبة الذكرى ٢٢ للمصالحة المارونية والدرزية في الجبل، وتم تبادل مجموعة من الكتب المتعلقة بالطائفتين المارونية والدرزية».

جريمة عين إبل

الى ذلك، انشغل لبنان امس بمقتل عضو المجلس المركزي في القوات اللبنانية ومنسق منطقة بنت جبيل في القوات سابقا الياس الحصروني (70 سنة الملقب بالحنتوش) قبل نحو اسبوع، حيث تبين بعد دفنه الاحد الماضي ونتيجة انتشار فيلم فيديو عن كيفية حصول الجريمة مساء يوم حصولها، انه تعرض للخطف من قبل اشخاص على متن سيارتين وتم قتله والقاء جثته في احد الاحراج قرب الطريق ليظهر الموت على انه نتيجة حادث سير ادى الى انقلاب سيارته ووفاته. وافيد ان تقرير الطبيب الشرعي أظهر ان حصروني قُتل خنقًا وضُرب بالمسدس على رأسه وعند القفص الصدري ما أدى الى كسر ضلوعه وخرقها للرئة ثم تم رمي الجثة قرب موقع السيارة. وقد لاقت الجريمة اصداء واسعة سياسية وشعبية، وانهالت الاتهامات المبطنة والتحليلات حول خلفياتها قبل ظهور نتائج التحقيق. لكن قال شقيق الضحية مارون الحصروني: لا نتّهم اي جهة على أمل أن يظهر التحقيق من هو الفاعل.واضاف في حديث لقناة «الجديد»: أنّه «لا يعتقد ان لما حصل طابع سياسي وهناك من يريد أن يصطاد بالماء العكر».

أنباء عن تقاطع "الحزب" و"التيار" رئاسياً وناجي البستاني بدلاً من فرنجية

الأمن الفالت... إغتيال جنوباً وحادث خطير على كوع الكحّالة

نداء الوطن...من أقصى الجنوب الى وسط الجبل علق لبنان أمس على كوع فلتان أمني على غاربه. فبعد ساعات على كشف المعلومات عن جريمة قتل عضو المجلس المركزي في «القوات اللبنانية» الياس الحصروني في عين ابل قضاء بنت جبيل، انقلبت شاحنة «حزب الله» المحملة أسلحة آتية من البقاع والمتوجهة الى الضاحية عند كوع الكحالة في قضاء عاليه. وإذا كانت جريمة الجنوب ذهب ضحيتها الحصروني، فإن تداعيات شاحنة «الحزب» أسفرت عن سقوط قتيلين ومواجهات بين أهالي البلدة وعناصر أمنية تابعة لـ»الحزب» ظهرت بالصورة والصوت تطلق نيران أسلحتها الرشاشة في اتجاه الأهالي. البداية من كوع الكحالة الذي ارتبط اسمه بمراحل سابقة من الحرب اللبنانية في سبعينات القرن الماضي. وبحسب مصدرين أمنيين أبلغا «رويترز»، أنّ اشتباكات وقعت عصر أمس بين عناصر من «حزب الله» وأهالي منطقة الكحالة إثر انقلاب شاحنة، وذلك بعدما طوّقت مجموعة من أهالي البلدة شاحنة منقلبة تحمل أسلحة لـ»الحزب»، وأطلق عناصر المواكبة النار في اتجاه المواطنين. وأفادت لاحقاً معلومات أمنية أنّ الحصيلة « هي قتيلان: الأول من الكحالة يدعى فادي بجاني، والثاني من الطرف الآخر، بالإضافة إلى إصابة ثالثة». وبحسب مصادر إعلامية، فقد أصيب أحد عناصر «حزب الله «بجروح خطرة في حادثة الشاحنة. وبعدما تفاقم الموقف ووصول تعزيزات الجيش في موكب ضم 12 شاحنة انسحبت عناصر «الحزب» الأمنية وأقلت معها في سيارات رباعية الدفع سائق الشاحنة نحو بيروت. في هذه الاثناء، قرعت الكنائس في الكحالة أجراسها فيما احتشد الأهالي لمنع رفع الشاحنة قبل معرفة نوعيّة حمولتها. من ناحيته أرسل الجيش تعزيزات أمنية الى مكان انقلاب الشاحنة التي تحمل لوحة عمومية ومغطاة بشادر، للعمل أولاً على فتح الطريق التي تشكل الشريان الرئيسي بين بيروت والبقاع، لكن تجمهر الأهالي ورد فعل العناصر الامنية الحزبية عقّدا الموقف، خصوصاً بعد سقوط ضحايا. وطوال ساعات عمل الجيش على إفراغ حمولة شاحنة الاسلحة ونقلها الى شاحنات تابعة له. على الصعيد الرسمي، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزاف عون ملابسات شاحنة منطقة الكحالة. وصدر عن منطقة عاليه في «القوات اللبنانية» بيان جاء فيه:»مرة جديدة يدفع اللبنانيون ثمن التفلت الأمني وانتشار السلاح غير الشرعي، وهذه المرة كانت الكحالة الأبيّة مسرحاً لاستعراض فائض القوة وإطلاق النار المباشر في اتجاه المدنيين». في المقابل، أصدرت العلاقات الإعلامية في «الحزب» بياناً جاء فيه: «أثناء قدوم شاحنة لحزب الله من البقاع الى بيروت انقلبت في منطقة الكحالة وفي‏ما كان الإخوة المعنيون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ‏ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها الى مقصدها، تجمع عدد من المسلحين من ‏الميليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على افراد الشاحنة ما أسفر عن ‏إصابة أحد الاخوة المولجين حماية الشاحنة وتم نقله بحال الخطر الى المستشفى ‏حيث استشهد لاحقاً». ومن كوع الكحالة الى عين ابل. فقد كشفت تسجيلات كاميرات المراقبة في البلدة الجنوبية الحدودية، أنّ موت الحصروني لم يكن نتيجة حادث سير، كما قيل سابقاً، بل بفعل جريمة موصوفة. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن» فإن «الوقائع المتصلة بالجريمة تشير الى عملية انتقامية تضمّنت كميناً وخطفاً وقتلاً، ثم محاولة إخفاء الجريمة بما يوحي أنها حادث سير عادي، لكن الكاميرات كشفت الوقائع الكاملة. وهناك مجموعة نفذت الجريمة وهي فعلت ذلك انطلاقاً من تمتعها بحرية الحركة في المنطقة وهي منظمة تنتمي الى جهة قادرة على القيام بهكذا عمل». ودعت المصادر الى «انتظار الساعات الـ48 المقبلة لكي تبيّن التحقيقات الملابسات وهوية منفذي الجريمة». ومن الفلتان الامني، الى فلتان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي الأخير، وفيه أنّ «التيار»، يحضّر مع «حزب الله» لتقاطع رئاسي جديد «يتطلب وقتاً»، كما أفادت مصادر «الحزب» الاعلامية. بحسب معلومات «نداء الوطن»، فإن الوزير السابق ناجي البستاني الذي جرى تداول اسمه سابقاً كمرشح لفريق الممانعة لرئاسة الجمهورية، عاد اسمه الى بساط البحث بين «التيار» و»الحزب» بدلاً من مرشح الممانعة الحالي سليمان فرنجية. ومن المعروف أنّ المحامي البستاني من المؤيدين لفريق الممانعة، وهو توكل سابقاً عن العميد ريمون عازار أحد الضباط الأربعة الذين أوقفهم التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005.

شاحنة أسلحة لـ«حزب الله» تهز أمن لبنان

قتيلان في اشتباك تلا انقلابها في قرية مسيحية شرق بيروت

بيروت: «الشرق الأوسط».. أشعلت شاحنة يُشتبه بأنها تنقل أسلحة لـ«حزب الله» انقلبت في منطقة الكحالة في جبل لبنان، اليوم (الأربعاء)، توتراً أسفر عن مقتل شخصين في تبادل لاطلاق النار، أحدهما من المنطقة حاول وأصدقاء له اعتراض الشاحنة والكشف عن محتوياتها، والثاني من «حزب الله»، حسبما أفادت وسائل إعلام لبنانية، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويفرض طوقاً أمنياً في المنطقة. وانقلبت الشاحنة على كوع الكحالة، وهي منطقة جبلية تبعد عن بيروت نحو 10 كيلومترات إلى الشرق، أثناء نزولها من طريق البقاع. وقال شهود عيان إن أهالي المنطقة اشتبهوا بالشاحنة المغطاة بشادر، وتحمل صناديق خشبية مقفلة. ولفتوا إلى أن عناصر أمنية حزبية كانت على مقربة من الشاحنة تمنع الاقتراب منها. وأشار شهور العيان إلى أنه عندما اقترب أهالي المنطقة، تدخل شبان آخرون كانوا يواكبون الشاحنة، وأطلقوا النيران باتجاه الشبان لمنعهم من التقدم باتجاهها، مما أنتج توتراً سرعان ما انزلق إلى اطلاق نار بين الطرفين. وقال مصدران أمنيان لوكالة «رويترز» إن شخصين قتلا اليوم في اشتباكات بين عناصر من «حزب الله» وسكان بلدة الكحالة التي تسكنها أغلبية مسيحية، اندلعت بعد أن حاصر سكان شاحنة انقلبت. وأضاف المصدران أن الاشتباكات وقعت بالقرب من بلدة الكحالة الجبلية. وقال مصدر إن الجيش اللبناني طوق الشاحنة التي لم يُعرف محتواها. وتدخل الجيش اللبناني على الفور، ومنع السكان من الاقتراب من الشاحنة، فيما تحدثت معلومات عن إنسحاب عناصر «حزب الله» من المحلة. ووسط توتر وغضب الاهالي الذي قتل منهم شخص، دقت أجراس الكنائس، وتداعى السكان إلى المنطقة لمنع الرافعة من انتشال الشاحنة قبل التعرف إلى محتوياتها. ولاحقاً، رفع الجيش اللبناني الشاحنة بآلية تابعة له، فيما رفض الأهالي فتح الطريق في الكحالة وسط توتر في المنطقة. وقال الاهالي في بيان: «مسلّحون أطلقوا النار على أهالي الكحالة ما أدى إلى مقتل شاب»، وأضافوا أنه على ضوء ذلك «اتخذنا قراراً بإبقاء قطع الطريق بالاتجاهين». وطالبوا الدولة اللبنانية «بالقيام بواجباتها وهم شبه مؤكدين بأن الشاحنة تابعة لحزب الله». وقال «حزب الله» في بيان صادر عن العلاقات الاعلامية فيه أنه «أثناء قدوم شاحنة لحزب الله من البقاع إلى بيروت انقبلت في منطقة الكحالة وفي ما كان الأخوة المعنيون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها إلى مقصدها، تجمع عدد من المسلحين من المليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على افراد الشاحنة في محاولة للسيطرة عليها، حيث بدأوا برمي الحجارة اولا ثم باطلاق النار مما اسفر عن إصابة أحد الاخوة المولجين بحماية الشاحنة وتم نقله بحال الخطر إلى المستشفى حيث استشهد لاحقاً». وأضاف البيان: «حصل تبادل لاطلاق النار مع المسلحين المعتدين، في هذه الاثناء تدخلت قوة من الجيش اللبناني ومنعت هؤلاء المسلحين من الاقتراب من الشاحنة أو السيطرة عليها. ولا تزال الاتصالات جارية حتى الآن لمعالجة الاشكال القائم». رسمياً، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزيف عون ملابسات الحادثة التي حصلت مساء اليوم في منطقة الكحالة.وطلب رئيس الحكومة الاسراع في التحقيقات الجارية لكشف الملابسات الكاملة لما حصل بالتوازي مع اتخاذ الاجراءات الميدانية المطلوبة لضبط الوضع.ودعا رئيس الحكومة الجميع إلى التحلي بالحكمة والهدوء وعدم الانجرار وراء الانفعالات وانتظار نتيجة التحقيقات الجارية. وأكد ان الجيش مستمر في جهوده لاعادة ضبط الوضع ومنع تطور الامور بشكل سلبي.واثارت الحادثة ردود فعل مستنكرة. وقال النائب غياث يزبك: «اذا كانت جريمة اغتيال الياس الحصروني تحتاج إلى تحقيق لكشف المجرمين، فمن اطلقوا النار بدم بارد على ابن الكحالة وروّعوا اهلها لا يحتاجون إلى تحقيق لكشف انتمائهم .. المعادلة الآن، ان لم تَسقط الدويلة سقط لبنان». وقال النائب مارك ضو في تغريدة: «نتوقع فورا تحرك من الأجهزة الأمنية باعتقال كل من أطلق رصاص ضد الأهالي في الكحالة وليس حماية سلاح غير شرعي». وأضاف: «على القضاء فتح تحقيق ونشر كل من له علاقة بشاحنة السلاح وتوقيفهم فورا. حياة الناس وقراهم ليست مستباحة للميليشيات وتجار السلاح».

مقتل قيادي من «القوات» في جنوب لبنان يضاعف التحذيرات من تداعيات سياسية ومذهبية

فيديو يظهر اختطافه قبل مقتله... وجعجع يطالب السلطات بكشف المتورطين

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... رفعت جريمة قتل قيادي في حزب «القوات اللبنانية» في جنوب لبنان، الدعوات لكشف هوية الفاعلين، «نظراً لدقّة الوضع» في المنطقة المختلطة طائفياً التي وقع فيها الاغتيال حيث يتمتع «حزب الله» بنفوذ واسع، «ونظراً للنتائج التي يُمكن أن تترتّب عن هذه الجريمة في حال لم يتمّ الكشف عن الفاعلين»، وفق ما قال رئيس حزب «القوات» سمير جعجع. وبعد ستة أيام على الإعلان عن وفاة عضو المجلس المركزي في «القوات اللبنانية» والمنسق السابق لمنطقة بنت جبيل في «القوات» إلياس الحصروني (72 عاماً)، في حادث سيارة في بلدته عين إبل القريبة من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان، تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مأخوذ من كاميرات المراقبة في البلدة، يظهر اعتراض سيارته من قبل سيارتين، قبل أن يتم اقتياد سيارته إلى منطقة نائية توصل إلى قريتين محيطتين بالبلدة، ويعثر عليه جثة هامدة.

تنوع مذهبي وسياسي

وعين إبل، هي واحدة من أربع قرى يسكنها مسيحيون في قضاء بنت جبيل بجنوب لبنان على مقربة من الحدود مع إسرائيل (عين إبل - دبل - القوزح - رميش)، وتحيط بها قرى تسكنها أغلبية شيعية. ويتمتع «حزب الله» بنفوذ واسع في تلك المنطقة الحدودية. وقالت مصادر من عين إبل لـ«الشرق الأوسط» إن جثة حصروني «لم تُعثر عليها آثار تعنيف ودماء، وهو ما استبعد فرضية القتل في البداية»، لكن ما أثار الشكوك هو «خروجه المفاجئ من منزله في تلك الليلة من غير إبلاغ عائلته بوجهته، على غير عادته»، لافتة إلى أن الرجل كان محبوباً في بلدته، ومتعاوناً وخدوماً. وقالت المصادر إن ما ظهر في الفيديو «يثبت أن حصروني استُدرج إلى مقتله، ويثبت أن ما تعرض له بمثابة اغتيال مدبّر». ويظهر مقطع الفيديو المتداول سيارتين تعترضان سيارة حصروني، ثم يخرج من السيارتين شبان يخرجونه من سيارته، وقاد أحدهم السيارة التي بقي موجوداً فيها إلى جهة مجهولة. وتقدمت العائلة على الفور بدعوى ضد مجهول، ووضعت الأمر بعهدة القضاء اللبناني. وفيما قالت قناة «الجديد» إن تقرير الطبيب الشرعي أثبت أن حصروني قُتل خنقاً وضُرب بالمسدس على رأسه وعند القفص الصدري، ما أدى إلى كسر ضلوعه وخرق الرئة، قال شقيق الضحية، إلياس حصروني إن تقرير الطبيب الشرعي أثبت أنه توفي نتيجة كسور في عظام القفص الصدري ضغطت على الرئتين، مما أدى إلى تعطيل الأكسجين، وبالتالي توقف القلب. وبينما أعادت القوى الأمنية اللبنانية فتح ملف التحقيقات مرة أخرى تحت إشراف القضاء، رفعت الجريمة مستوى التحذيرات من تداعياتها السياسية والطائفية في تلك المنطقة، وسط غليان في البلدة، وتوتر حاد على مواقع التواصل الاجتماعي، خوفاً من أن يكون للجريمة طابع سياسي أو مذهبي يؤثر على العيش المشترك في تلك المنطقة. وقال أهالي عين إبل في بيان: «اليوم تبيّن الخيط الأبيض من الأسود، وتبيّن معه أن آلة القتل ويد الغدر هي التي امتدت على بطلٍ من بلاد الأرز، هو إلياس الحصروني، وأنه لم يسقط بحادث سير، ولا قضاء وقدر، بل سقط بعملية معدّة ومدبّرة سلفاً، أراد من خلالها القتلة أن يبتكروا أسلوباً جديداً بعيداً من الشُّبهات، وهو الإيحاء أن حادث سير أودى بحياة المسؤول القواتي إلياس الحصروني». وكان شقيق حصروني حذراً في تصريح لقناة «الجديد» التلفزيونية حيث أكد «أننا نسير وراء القضاء»، وأضاف «لا نتهم أي أحد. نحن نعيش في المنطقة سوياً باتفاق بين كل الطوائف والأحزاب»، لافتاً إلى أن شقيقه «معروف في المنطقة، ويقدم خدمات، وكل الطوائف تحبه»، مضيفاً «لا أظن أن هناك طابعاً سياسياً للجريمة. فعلاقاته مع الجميع كانت جيدة، وصدمنا لأنه لا مشاكل له مع أحد». كما أكد داني الحصروني إلياس الحصروني، وجود معطيات جديدة حول كيفية وفاة والده، بعد أن كانت بعض المعلومات قد تحدثت عن أن التحقيقات الأولية رجحت تعرضه لعملية قتل. وشدد على أننا «لا نريد أن نتهم أي جهة مسبقاً قبل انتهاء التحقيقات»، لافتاً إلى أن هذه المعطيات لم يكن على علم بها إلا شخصان، لكن لم يتم الكشف عنها إلا صباح أول من أمس لكن انتشرت مساء أمس، موضحاً أن السبب على ما يبدو يعود إلى القلق من حصول أي ردة فعل.

جعجع

غير أن هذا التريث لا ينفي الهواجس من تداعيات سياسية ومذهبية للجريمة كثفت الدعوات للكشف عنها، وقال رئيس حزب «القوات» سمير جعجع في بيان: «تبيّن في اليومين الماضيين، أنّ وفاة رفيقنا إلياس الحصروني في عين إبل، لم تكن نتيجة حادث سير كما ظهر في المعلومات الأوّليّة»، إذ «تبيّن ومن خلال كاميرات المراقبة الخاصّة في المنازل المجاورة لمكان الحادث، أنّ كميناً محكماً مكوّناً أقلّه من سيارتين قد أُقيم لرفيقنا إلياس، وعند مروره خُطف من قبل أفراد الكمين الذين يقُدّر عددهم بين ستة وتسعة أشخاص، إلى مكانٍ آخر حيث قتلوه». وقال جعجع إنّ «هذه المعطيات الجديدة أصبحت بحوزة الأجهزة الأمنية وخاصة مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي»، مضيفاً «المطلوب كشف هويّة الفاعلين بأقصى سرعة ممكنة، نظراً لدقّة الوضع في عين إبل والقرى المجاورة، ونظراً للنتائج التي يُمكن أن تترتّب عن هذه الجريمة في حال لم يتمّ الكشف عن الفاعلين». تبيّن في اليومين الماضيين، أنّ وفاة رفيقنا الياس الحصروني في عين ابل، لم تكن نتيجة حادث سير كما ظهر في المعلومات الأوّليّة.إذ تبيّن ومن خلال كاميرات المراقبة الخاصّة في المنازل المجاورة لمكان الحادث، أنّ كميناً محكماً مكوّناً أقلّه من سيارتين قد أُقيم لرفيقنا الياس، وعند مروره... وسبق جعجع بيان من بلدية عين إبل، التي طالبت القوى الأمنية «التي أصبح بحوزتها الدليل القاطع على عملية الاختطاف»، بأن «تقوم وبأسرع ما يمكن بالكشف عن قتلة الحصروني وإنزال أشد العقوبات بهم حفاظاً على أمن المنطقة».

اغتيال

سياسياً، وصفت جريمة قتل حصروني بأنها اغتيال. وقال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غياث يزبك في تغريدة: «اغتيل الرفيق إلياس الحصروني في المنطقة التي لا يُكشَف فيها مجرم، هكذا تعلّمنا من اغتيال السياديين، وليس آخرهم لقمان سليم. لن نُتعِب الدولة بتحصيل حقوقنا من الدويلة. شهيدنا سقط في معركة العدو فيها معروف ولا يهم مَن ضغط على الزناد. الاغتيال لا يرهبنا، والعدالة نحصّلها من ضمائر الناس». اغتيل الرفيق الياس الحصروني في المنطقة التي لا يُكشَف فيها مجرم،هكذا تعلّمنا من اغتيال السياديين، وليس آخرهم لقمان سليم. لن نُتعِب الدولة بتحصيل حقوقنا من الدويلة، شهيدنا سقط في معركة العدو فيها معروف ولا يهم مَن ضغط على الزناد. الاغتيال لا يرهبنا، والعدالة نحصّلها من ضمائر الناس من جهته، قال رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل عبر منصة «إكس»: «رحم الله المقاوم البطل إلياس الحصروني الذي قضى غدرا في عملية ميليشياوية في بلدته عين إبل التي أحبها وأحبته. لن نستنكر ولن نطالب بمعرفة الحقيقة، فهي واضحة وضوح الشمس في منطقة أمنية معروفة الهوى. بالأمس في المجدل واليوم في عين إبل وغدا في أي منطقة من لبنان! الوطن مخطوف واللبنانيون رهينة ونحن في حالة صمود ومقاومة ولن ينالوا من عزيمتنا».

فنون الفتنة من عين إبل إلى الكحّالة

خصوم المقاومة لا يتعبون... ولا ينتظرون تحقيقات: الفتنة تتجوّل من عين إبل إلى الكحالة

الأخبار .. التوتر السياسي الكبير المتفاقم، معطوفاً على أزمة اقتصادية - اجتماعية، لا يتركان مكاناً لأي مقاربة باردة تجاه أي حدث أمني، سياسياً كان أو جنائياً. فيما تصرّ القوى المنبثقة من فريق 14 آذار، والتي تقود معركة مفتوحة ضد حزب الله، على استغلال كل حادث، واستباق أيّ تحقيقات، لتوجيه الاتهامات السياسية، بمواكبة إعلامية لبنانية وعربية، ليس صعباً التيقّن من أنها تخضع لسلطة السعودية المالية والمعنوية. في السياسة، كان التقدير لدى الجميع بأن البلاد مقبلة على توترات لأسباب لا تتعلق فقط بانسداد الأفق الرئاسي، بل بتعقيدات تواجه المشروع السعودي في المنطقة، ولبنان من ضمنه، وهي تعقيدات تتجاوز عدم قدرة الرياض على تحقيق مكاسب بعد كل حروبها الفاشلة، بل عدم قدرتها على المضي في مصالحات قالت إنها تريدها مع كل خصومها في المنطقة. وفي كل مرة، ينعكس توتر الجانبين السعودي والأميركي ارتفاعاً في سقف تصريحات القوى الحليفة لهما في لبنان، خصوصاً القوات اللبنانية. وهو ما حصل أمس، فور الإعلان عن تطور قضائي في حادثة وفاة أحد عناصر القوات في بلدة عين إبل الحدودية، ومع الإشكال الدموي في منطقة الكحالة، بين شباب من البلدة وفريق حماية تابع للمقاومة كان يتابع معالجة مشكلة واجهت شاحنة تابعة للمقاومة أثناء انتقالها من البقاع إلى بيروت. خلال ساعات النهار، شنّ هذا الفريق حملة عشوائية ضد حزب الله، مستبقاً التحقيقات التي لم تكن قد بدأت في حادثة عين إبل، واتهمت حزب الله بالوقوف خلف وراء مقتل الياس الحصروني في عين إبل قبل أسبوع. ومع حلول ساعات المساء، بدا واضحاً أن الجهوزية كانت قائمة لدى الفريق نفسه لاستغلال أيّ حادثة تقع مثلها يومياً، كانقلاب شاحنة في منطقة الكحالة، ليُطلق عنان حملة عشوائية تجاوزت الحادث إلى رفع سقف التوتير والتحريض ضد حزب الله، وذهب بعيداً في الخطاب الانفصالي. علماً أن القوات والكتائب اللذين تصدّرا الحملة لا يمثلان القوى الأهلية والسياسية المعنية في المنطقة، وأن عائلة القتيل فادي البجاني تربطها علاقات قوية بالتيار الوطني الحر. وكما في كل مرة، لا يمكن كبح جماح هذه القوى إلا من خلال تحقيقات ميدانية سريعة ودقيقة، تخلص إلى نتائج يتم إطلاع الجمهور عليها، لوأد أي فتنة يعمل عليها البعض في لبنان وخارجه.

ماذا حدث في الكحالة؟

بعيداً عن صراخ قنوات «أم تي في» و«أل بي سي» و«الحدث» السعودية، تعرّضت شاحنة تابعة لحزب الله لحادث سير عند «كوع الكحالة» ما أدّى إلى انقلابها، وهو حدث يكاد يكون شبه يومي على هذا المنعطف الخطر. وفيما كان عناصر المواكبة التابعون لحزب الله، والذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، يحاولون معالجة الأمر، بدأت «عواجل» على قناة «أم تي في» تتحدث عن انقلاب شاحنة تابعة لحزب الله في المنطقة، فتجمّع عشرات من شبان البلدة حول الشاحنة وبدأوا برمي عناصر المواكبة بالحجارة، وحاولوا الاستيلاء على الشاحنة ومنع رافعة استُقدمت إلى المكان من رفعها، قبل أن يتعرض عناصر المواكبة لإطلاق نار أدّى إلى مقتل أحمد قصاص، فردّ رفاقه على مطلق النار، ما أدّى إلى مقتل فادي بجاني، وهذا موثّق في مقاطع فيديو انتشرت أمس. وأصدر حزب الله ليلاً بياناً اتّهم فيه «مسلحين من الميليشيات الموجودة في المنطقة» بالمبادرة لإطلاق النار على عناصر الحزب المكلّفين بحماية الشاحنة التي انقلبت، ما أسفر عن استشهاد أحدهم. وجاء في البيان أنه «أثناء قدوم شاحنة تابعة لحزب الله من البقاع إلى بيروت، انقلبت في منطقة الكحالة. وفيما كان الإخوة المعنيون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها إلى مقصدها، تجمّع عدد من المسلحين من الميليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على أفراد الشاحنة في محاولة للسيطرة عليها». واتّهم الحزب المسلحين بـ«رمي الحجارة أولاً، ثم بإطلاق النار، ما أسفر عن إصابة أحد الإخوة المولجين بحماية الشاحنة، وتمّ نقله بحال الخطر إلى المستشفى، حيث استشهد لاحقاً». وأوضح أنه «حصل تبادل لإطلاق النار مع المسلحين المعتدين، في هذه الأثناء تدخّلت قوة من الجيش اللبناني ومنعت المسلحين من الاقتراب من الشاحنة أو السيطرة عليها»، مشيراً إلى أنه مستمرٌّ باتصالاته حتى الآن لـ«معالجة الإشكال القائم». وأقفل أهالي الكحالة ليلاً الطريق الدولي في الاتجاهين، بتحريض من حزبَي القوات والكتائب، فيما انتشرت قوات كبيرة من الجيش في المنطقة. وأفادت قناة «إل بي سي» ليلاً بأنّ «الجيش اللبناني رفع الشاحنة وأفرغ حمولتها في شاحنة تابعة له».

... وفي عين ابل؟

جنوباً، عثر مختار بلدة حانين (قضاء بنت جبيل) ليل الأربعاء الماضي، الثاني من آب الجاري، على القيادي السابق في القوات اللبنانية الياس حصروني (76 عاماً)، من بلدة عين إبل والملقّب بـ«الحنتوش»، ميتاً داخل سيارته التي انفجرت الوسائد الهوائية (airbag)، في ما بدا أنه حادث اصطدام على طريق عين إبل - حانين. وأفاد الطبيب الشرعي الذي عاين الجثة بأنّ الوفاة ناجمة عن اختناق جراء إصابة قوية تلقّاها أدّت إلى كسر ضلوعه وإصابة رئتيه، ما تسبّب بوفاته. الأحد الماضي دُفن «الحنتوش» الذي خدم سابقاً في جيش العميل أنطوان لحد مسؤولاً عن التموين اللوجيستي في مركز الـ 17، وسُجن ستة أشهر بعد التحرير في عام 2000. الإثنين الماضي، تقدّم نجل الحصروني بشكوى إلى فصيلة بنت جبيل اتّهم فيها مجهولين بقتل والده، وسلّم الفصيلة مقطع فيديو التقطته كاميرات مراقبة في منزل مجاور قريب. وتظهر في الفيديو غير الواضح صورة سيارة من نوع هوندا CRV تعترض سيارة حصروني. وبناءً على الفيديو وادّعاء العائلة، أُعيد فتح التحقيق بإشارة المحامي العام الاستئنافي المناوب في النبطية القاضي عباس جحا الذي أعطى إشارته باستخراج الجثة لتشريحها من قبل لجنة أطباء شرعيين. وأشار إلى تكليف فرع المعلومات بإجراء التحقيقات اللازمة بعدما كانت الفصيلة قد فتحت تحقيقاً واستمعت إلى إفادة شاهدة ادّعت أنّها رأت السيارات المشتبه فيها. كما استُمع إلى إفادة صاحب المنزل الذي صوّرت كاميرات المراقبة فيه الحركة المشبوهة للسيارات. وبحسب برقية الفصيلة، يذكر القائم بالتحقيق أنّ كاميرات المراقبة المثبتة في أحد المنازل الكائنة على طريق عام عين إبل - حانين، التقطت ليل الثاني من آب في تمام التاسعة والربع اعتراض سيارة رباعية الدفع، تلحقها سيارة من نوع هوندا CRV، طريق سيارة حصروني بشكل أعاق سيره وقطع الطريق عليه ليترجّل منها أشخاص صعدوا مع الضحية في سيارته قبل أن تغادر السيارات الثلاث باتجاه مكان حصول الحادث في بلدة حانين. أما الشاهدة التي أفادت المحقّقين بأنّه صودف مرورها أثناء إيصالها صديقتها، فذكرت أنّها رأت السيارة ودوّنت رقم لوحتها من دون الرمز، مدّعية أنّها شاهدت في داخلها شخصين ملتحيين يرتديان قبعتين. وذكرت أنّ السيارة أقلعت لدى مرورها، ما أثار ريبتها ودفعها لتسجيل رقم لوحة التسجيل.

مواكبة اعلامية تحريضية بلمسات سعودية تصدرتها القوات اللبنانية والكتائب

وطلب جحا إيداع فرع المعلومات نسخة عن التحقيق وهاتف الضحية لدى الفرع الفني في «المعلومات». ويُركز التحقيق على البحث عن مسار السيارات المشتبه فيها، ولا سيما أنّ المعلومات الأمنية تُشير إلى وجود أربع سيارات، وليس اثنتين، أرقام لوحاتها لا قيود لها. وقالت مصادر متابعة للتحقيقات إنّ المحققين أمام عدة فرضيات إذا ثبت حصول عملية القتل على اعتبار أنّ الدلائل الأولى كانت تُرجّح فرضية الوفاة جراء الحادث. ويُطرح من بين هذه الفرضيات أن تكون هناك دوافع مادية أو خلافات مالية باعتبار أنّ حنتوش يدير كازينو في المنطقة. ولا يستبعد المحققون فرضية حصول الجريمة بدافع الانتقام كونه كان عميلاً سابقاً لصالح العدو الإسرائيلي. ترافق ذلك مع حملة ممنهجة من ماكينة إعلامية سارعت إلى توجيه اتهام إلى حزب الله بالجريمة، فيما نفى شقيق حصروني في مقابلة تلفزيونية أن تكون لمقتل شقيقه خلفيات سياسية لكونه على علاقة جيدة مع الجميع، واضعاً ما يجري في سياق «الاصطياد في الماء العكر».

لبنان: لقاءات «القوات» و«المردة» لا تنتج تقارباً في الملفّ الرئاسي

هدفها تنظيم خلافات المناصرين والسجالات على وسائل التواصل

الشرق الاوسط...بيروت: يوسف دياب... الخلاف المستحكم بين حزب «القوات اللبنانية» وتيّار «المردة»، خصوصاً في الملفّ الرئاسي، لم يحُل دون فتح قنوات التواصل بين الطرفين لتسوية خلافات جمهورهما على الأرض، أو الاتفاق على بعض الملفات السياسية ومشاريع القوانين التي تتقاطع فيها المصلحة المشتركة. ضخّ الروح في شرايين العلاقات الذي أفصح عنه مؤخراً عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب ملحم رياشي ليس حديث العهد، بل يعود لأشهر بعيدة؛ إذ كشف رياشي لـ«الشرق الأوسط»، عن أن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أوكل إليه مهمّة التواصل مع قيادة تيار «المردة»، وأوضح أن «اللقاءات تحصل بشكل دوري وشهرياً بينه وبين النائب طوني فرنجية (نجل المرشح الرئاسي سليمان فرنجية)، وهذا التواصل بدأ قبل الإعلان عن ترشّح فرنجية للرئاسة»، مؤكداً أن «اللقاءات دورية، لكن الاتصالات لا تنقطع وتحصل عند الضرورة، لا سيما لتسوية العلاقات على الأرض بين المحازبين والمناصرين، خصوصاً في المناطق التي يتواجد فيها مناصرو الفريقين»، مشيراً إلى أن «التدخّل يحصل عندما يحتدم السجال بين المؤيدين لكل طرف على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تجري تسوية الاختلافات لمنع الحض على الكراهية بين الطرفين». ولا تخلو لقاءات الطرفين من ملامسة القضايا السياسية التي يختلفان حولها ويحاذران التعمّق في حال تخطّى التباين الهوامش المسموح بها، وقال رياشي: إن «النقاشات مع فرنجية تلامس بعض الأحيان الملفات السياسية، لكن نتعاطى فيها كلاعبي الشطرنج؛ إذ يعطي كل طرف ملاحظاته على لعب الآخر، دون المسّ بقواعد اللعبة». ورأى أن الأمور السياسية ليست مقفلة، وممكن التقاطع على قضايا محددة بحيث نتفق على بعض الأمور وأحياناً يكون الاختلاف أعمق». ولا يخفي رياشي قوّة الخلاف السياسي. ويختم بالقول: «هم أخصام في السياسة، لكن العلاقات الاجتماعية قائمة ونحرص عليها، كما أن نواب الكتلتين كثيراً ما يتفقون على مشاريع قوانين تهمّ اللبنانيين بشكل عام». وكان لقاء تاريخي جمع جعجع وفرنجية في بكركي برعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، بحضور قيادات من الحزبين، وصدر إثره بيان مشترك أعلن أن «زمن العداوات والخصومات بين (القوات اللبنانية) و(المردة) قد ولى، وحلّ مكانه زمن التفاهم والحوار وطي صفحة أليمة والاتعاظ من دروس الماضي وأخطائه وخطاياه منعاً لتكرارها». وشددا على أن «الاختلاف السياسي لا يمنع التلاقي حول القضايا الوطنية والإنسانية والاجتماعية والإنمائية، مع السعي الدائم لتضييق مساحة الاختلاف السياسي، وتمسّك كل طرف بقناعاته وثوابته، وعدم تقييد الخيارات والتوجهات السياسية، بل تخطي مرحلة أليمة، ووضع أسس حوار مستمر تطلعاً إلى أفق مستقبلي مفتوح». ومنذ ذلك التاريخ لم يحصل أي لقاء ثنائي بين جعجع وفرنجية، وظلّ التباعد قائماً، خصوصاً أن كلاً منهما يتمسّك بخيارات سياسية تتعارض مع الآخر، وعدّ القيادي في تيّار «المردة» النائب السابق كريم الراسي، أن «المنطق يفرض تواصل (المردة) مع (القوات اللبنانية) لتسوية أي خلاف قد يقع على الأرض». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخلاف السياسي بين الحزبين كبير جداً؛ إذ إن كل فريق يسير باتجاه معاكس، فنحن ثابتون على موقفنا، أما هم فيتحركون حسب المصالح والأهواء، وإذا أرادوا التقارب معنا على الملفّ الرئاسي أهلاً وسهلاً». ولا يحول التقارب المستجدّ دون توجيه رسائل سياسية لاذعة، حيث شدد الراسي على أن «القوات اللبنانية اعتادت على تغيير مواقفها في السياسة، وتفاهم معراب (بين القوات والتيار الوطني الحر) خير شاهد على ذلك، فعندما اتفقوا مع ميشال عون تخطّوا الحرب والدماء التي سالت بينهما، ثم عادوا ودفعوا ثمن خياراتهم الخاطئة». وعدّ أن «مصلحة القوات اللبنانية والمسيحيين وكلّ اللبنانيين تفرض عليهم التقارب مع (المردة) في الملفّ الرئاسي، وإذا بدّلوا موقفهم لجهة تأييد سليمان فرنجية، هم الرابحون وكذلك المسيحيون وكلّ الوطن». وذكّر بأن «سليمان فرنجية ثابت على مواقفه، ولا ينقلب على ما يتعهّد به». ورغم انسداد الأفق بين الطرفين بفعل الافتراق على الخيارات السياسية والوطنية، لا يجد الراسي أن الأفق مقفل، ويرى أن «التقارب وارد فكل شيء قابل للتبدّل في لبنان، سواء على صعيد الحوارات الداخلية التي قد تستأنف في أي وقت، أو على صعيد المتغيّرات الإقليمية والدولية التي يتأثر بها لبنان».

القضاء اللبناني يفشل في العثور على رياض سلامة لإبلاغه بجلسة استجوابه

بيروت: «الشرق الأوسط».. فشلت السلطات اللبنانية في تبليغ الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة، بجلسة استجوابه التي كانت مزمعة الأربعاء، ما اضطر القضاء لإرجاء الجلسة أمام الهيئة الاتهامية إلى 29 أغسطس (آب) الحالي. وكان قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا عقد يوم الأربعاء الماضي الجلسة الثالثة لاستجواب سلامة وقرر تركه رهن التحقيق، على أن يستدعيه مجدداً بعد الانتهاء من استجواب شقيقه رجا سلامة ومساعدته ماريان الحويك وعدة شهود، إلّا أن رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر التي ادعت على سلامة بوصفها ممثلة للدولة اللبنانية، استأنفت قرار قاضي التحقيق أمام الهيئة الاتهامية وطلبت فسخه وإصدار مذكرة توقيف بحق سلامة، وقد قبلت الهيئة التي ترأستها القاضية ميراي ملاك الاستئناف، واستدعت حاكم المركزي السابق إلى جلسة استجواب يوم الأربعاء في 9 أغسطس للنظر بأساس الاستئناف واتخاذ القرار المناسب بشأنه. لكن السلطات اللبنانية لم تعثر على سلامة لتبليغه بموعد الجلسة. وتسلّمت الهيئة الاتهامية برقيّة جوابيّة من قوى الأمن الداخلي بعدم العثور عليه، وعليه عادت أوراق تبليغ سلامة إلى الهيئة الاتهامية في بيروت لتعذّر تبليغه بقرارها للمثول أمامها في الجلسة المقرّرة الأربعاء أمام الهيئة المناوبة برئاسة القاضي سامي صدقي. وبدلاً من سلامة، حضر الجلسة أمام القاضي سامي صدقي القاضية هيلانة إسكندر والوكيل القانوني لسلامة. وكان تأجيل الجلسة متوقعاً، إذ تعذّر على الوكيلة القانونية لهيئة القضايا في وزارة العدل تحديد مكان إقامة سلامة لتبليغه بمذكرة استدعائه، ما يعني أن اضطرت الهيئة إلى تأجيل الجلسة إلى موعد آخر.

رئيس «الكتائب» يتهم الحكومة والبرلمان بالتخلي عن قضية المفقودين اللبنانيين في سوريا

سامي الجميل استقبل وفداً من «جمعية المعتقلين اللبنانيين السياسيين في السجون السورية»

بيروت: «الشرق الأوسط»... حمّل رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل الدولة اللبنانية المسؤولية المباشرة عن عدم القيام بأي خطوة من شأنها المساهمة في إحقاق الحق في قضية المعتقلين والمخفيين قسراً في السجون السورية والقيام بواجبها تجاه العائلات التي فقدت أقرباء لها ولا تعرف شيئاً عن مصيرهم منذ عشرات السنين، معتبراً أن المسؤولية المباشرة في هذه القضية تقع على عاتق رئيسي الحكومة ومجلس النواب و«هما المعنيان بالمطالبة بحقوق اللبنانيين ولا يمكنهما التمييز بين لبناني وآخر». واستقبل الجميل وفداً من «جمعية المعتقلين اللبنانيين السياسيين في السجون السورية»، ترأسه علي أبو دهن، وطلب الوفد من رئيس «الكتائب» التوقيع على مشروع قرار سترفعه الجمعية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لإجراء تعديل على القرار الصادر عن الأمم المتحدة الذي ينصّ على إنشاء مؤسّسة مستقلّة تحت رعاية المنظمة الدولية للتعامل مع قضية المفقودين والمخفيّين قسراً في سوريا، والذي امتنع لبنان عن التوقيع عليه. ويقضي التعديل الذي تطالب به الجمعية بإدراج قضية جميع المعتقلين والمفقودين من كلّ الجنسيات منذ ما قبل عام 2011 بما يسمح بضم المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية إلى القرار. وأكد الجميل بعد اللقاء أن «بيت الكتائب هو بيت هذه القضية ونحملها منذ عشرات السنين ونذكر كل رفاقنا المخفيين والمعتقلين، وعلى رأسهم عضو المكتب السياسي الكتائبي الرفيق بطرس خوند الذي فقدناه منذ 30 عاماً وما زلنا بانتظار أن تصل إلينا أخبار عنه». وأضاف: «من المعيب أن تكون الدولة اللبنانية قد تخلت عن هذه القضية وكأن المخفيين والمعتقلين في سوريا ليسوا لبنانيين وليسوا من مسؤوليتها»، معتبراً أنه «من المؤسف ألا تتلقف الفرصة التي يشكلها القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقصي الحقائق وتسارع إلى السعي لأن تشمل المعتقلين والمخفيين اللبنانيين وأن تصوت مع القرار لأنها معنية به مباشرة». وإذ أشار رئيس «الكتائب» إلى أنه وقع على المشروع المحضر من الجمعية، أكد «القيام بكل ما بوسعنا مع كل الأصدقاء النواب لتقديم كل الدعم في هذه القضية، وجمع أكبر عدد من التواقيع مع التشديد على الوقوف إلى جانب كل تحرك تقوم به الجمعية على الصعيدين الداخلي والدولي».

اغتيال مسؤول قواتي في الجنوب بمكمنٍ «ضبطتْه» كاميرات مراقبة ومخاوف من تداعيات

الأمن المهتزّ يُسابِق الرئاسة «الممنوعة» في لبنان

التحقيقات الأولية أشارت إلى أن حصروني توفي في حادث سير لكن مقطع فيديو أظهر شبهات حول «اغتيال مدبر»

| بيروت - «الراي» |

- حوار باسيل و«حزب الله»... خفايا وآفاق

يزداد الارتيابُ في بيروت من أن الأسابيعَ القليلة المقبلة الفاصلة عن موعد عودة الموفد الفرنسي جان - ايف لودريان إلى لبنان، ستشهد ارتساماً لمسارٍ تسخيني، وإن مُدَوْزَنٍ، للوضع الداخلي بالتوازي مع «المسْرَب» الوحيد المفتوح والذي يمكن أن يشكّل مدخلاً لتبديل الموازين في الأزمة الرئاسية عبر «انقلابٍ أبيض» قد يتيحه أي «ارتدادٍ» من رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في اتجاه دعْم مرشح «الممانعة» سليمان فرنجية بموجب مقايضةٍ ظاهِرها «من رأسيْن» (اللامركزية الإدارية والمالية والصندوق الائتماني) وباطنها بحال حصلت ضماناتٌ حول الأحجام في العهد المقبل و«كعكة السلطة». وبعد الإشارة السلبية التي أطلّت من مخيم عين الحلوة الذي لا شيء يشي بأنه طوى بالكامل صفحة التوتير المتعدّد الفتيل، وفيما لم يجفّ بعد حبر التحذيرات الخليجية التي طغى عليها البُعد الأمني إلى جانب تعبيراتها عن المخاوف المتعاظمة من الاهتراء المتمادي في الواقع السياسي بتشظياته على كل المستويات، جاءت جريمة «التصفية المنظّمة» لمسؤولٍ سابق في «القوات اللبنانية» في منطقة عين ابل الجنوبية لتُعَمِّق القلقَ من «مكمنٍ» يُنصب لمجمل الوضع اللبناني في لحظة استعادة المنطقة مناخاتِ تَدافُع خشن، وانتقالِ «مجموعة الخمس» حول لبنان (تضم الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر) في مقاربتها للأزمة الرئاسية إلى مرحلةٍ أقرب إلى «يا أبيض يا أسود» وفق ما عبّر عنه بيانها الأخير عقب اجتماع الدوحة. وإذ كانت التحرياتُ على أشدّها بعد ما أوردتْه قناة «الحدث» عن وصول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قاآني إلى بيروت في توقيت إقليمي يتّسم بالتصعيد، تَقاسَمَ المشهد الداخلي اغتيال الياس حصروني في عين ابل، المنطقة ذات الغالبية المسيحية في محيط محكوم بوهج نفوذ «حزب الله»، وآفاق الحوار بين الحزب و«التيار الحر» ولا سيما في ضوء ما أعلنه باسيل (الثلاثاء) عن «أنّ اتفاقاً أولياً عُقد مع«حزب الله» في ما يتعلّق بملف رئاسة الجمهورية» ويقوم على تسهيل مسار اسم توافقي مقابل مطالب وصفها بـ «الوطنية» في غمْز من عنوانيْ اللا مركزية الإدارية والمالية والصندوق الائتماني. وبينما كانت جريمة عين ابل تحظى بعنايةٍ سياسية وأمنية عالية ولا سيما في ضوء ما تكشّف عنها بعد 6 أيام من العثور على حصروني جثةً في أحد أحراج عين ابل، من أن الوفاة لم تنجم عن حادث سير كما ساد الاعتقاد بدايةً بل عن مكمن مُحْكَم ضُبط «بكاميرات مراقبة» وتَشاركت فيه سياراتٌ، اثنتان منها نفّذتا «مهمة التصفية» وأخرى تولت «الإسناد» بتحضير المسرح وحماية أطرافه، فإن تدقيقاً موازياً كان يَجْري في مجريات حوار التيار الحر - «حزب الله» وحقيقة أنه اقترب من الخروج من الدائرة الرمادية إلى تَوافُقٍ ما. وفي الوقت الذي تعالت الأصوات التي تخوّفت من أن يكون حصروني (منسق منطقة بنت جبيل السابق في القوات اللبنانية) بمثابة لقمان سليم آخر (في إشارة إلى الناشط السياسي المعارض لحزب الله الذي اغتيل بمكمن في الجنوب (فبراير 2021) مع إشاراتٍ من نواب وأحزاب معارِضة (مثل الكتائب) غمزت من حصول الجريمة في «منطقة أمنية معروفة» واضعة إياها برسم «الدويلة» وصولاً لتحذير رئيس «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع من «دقّة الوضع في عين ابل والقرى المجاورة» و«النتائج التي يُمكن أن تترتّب على هذه الجريمة في حال لم يتمّ كشف الفاعلين»، لم يخفتْ صدى الحركة على خط باسيل – «حزب الله» ولا التدقيق في آفاقها رئاسياً. وإذا كان التيار والحزب، وفق أوساط مطلعة، استفادا من مناخاتِ التحرك الفرنسي بعد تعيين لودريان كي ينفخا بعض الحرارة في العلاقة الباردة بينهما في ضوء «تَقاطُع» هواجسهما وأهدافهما حيال أن يكون الحوار مستمراً وقائماً على وتيرة ثابتة، إلا أن الطرفين يعرفان في الوقت نفسه حدود المناورة بينهما، وهما واثقان من أن كلاً منهما غير قادر على تقديم تنازلات حالياً، قبل اتضاح آفاق تحرك مجموعة الخمس وما بعد سبتمبر المنتظَر، ناهيك عن إدراكهما لحجم الاختلافات وفقدان عامل الثقة بينهما الذي يحتاج إلى وقت لإعادة تزخيمه. وليس خافياً أن طرفيْ الحوار أتيا إليه وخلْف كل منهما حلفاء وخصوم لا ينظرون الى تنشيطه بعين الرضى. وأول هؤلاء شريك «حزب الله» في الثنائية الشيعية الرئيس نبيه بري، كما المعارضة التي ابدت فوراً نقزتها من انفتاح باسيل مجدداً على الحزب من مقايضة رئاسية محتملة معه. ويسابق حوار التيار – الحزب موعد عودة لودريان إلى بيروت الشهر المقبل لإطلاق مرحلة ثالثة من حركته، بعد جولته الأولى الاستكشافية ( يونيو) وجولته الثانية (يوليو) التي كانت بمثابة اعتراف بخطورة الوضع وانتفاء القدرة على تقديم حل نهائي. وبين الجولتين كان بيان اللجنة الخماسية الذي وَضَعَ بعض الحروف على نقاط الأزمة اللبنانية، ونقض الافتراضات بأن الدول الخمس المُشارِكة في لقاء الدوحة سلّمت مبكراً باتجاهات الحل الرئاسي وفق ما يشتهيه الثنائي الشيعي. في هذه المرحلة كان باسيل يحاول ان يلتقط الفرصة لتثبيت معادلة جديدة بعد التقاطع مع المعارضة على اسم المرشح جهاد ازعور. وتقوم هذه المعادلة على إقناع المعارضة باستحالة الاستمرار باسم أزعور، للانتقال الجدي الى طرح اسم مرشح رئاسي ثالث. وهنا بدأ الكلام عن انعطافة باسيل نحو اسم مرشّح الثنائي سليمان فرنجية. وما قام به رئيس «التيار الحر» في مناورته أنه في البداية لم ينفِ مطلقاً ما تم تداوله عن احتمال «تقاطعه» مع الثنائي على اسم فرنجية. ولباسيل، وفق الأوساط المطلعة، باع طويل في المراوغة السياسية، بحيث يُجْري اختبارات سياسية عبر نواب لصيقين به، عبر طرح أفكار وتسريبات لجس النبض السياسي من ورائها. وهو بذلك يحاول إحراج، أو ابتزاز، مَن تقاطع معهم، و«القوات اللبنانية» تحديداً من أجل الوصول الى تفاهم مسبق حول اسم الشخصية الثالثة التي يمكن ان ترسو عليها التسوية. لكن باسيل، بحسب هؤلاء، أدرك ولو متأخراً حجم الانعكاس السلبي لمناورته على قاعدته الشعبية والمسيحية تحديداً، فحاول مجدداً إظهار الهدف منها عبر تحديد أولوياتها، وفتْح باب حواري جانبي مع المعارضة للوصول إلى صيغة وسطية مجدداً من دون أن يتراجع «رسمياً» عن أزعور. وباسيل الذي قدّم اقتراحاته الخاصة باللامركزية الادارية والمالية والصندوق الائتماني، مزيناً حسناتهما للبنانيين، يعرف حجم هذين العنوانين وحدود الرهان على تحقيقهما، وأنهما لا يشكلان بالنسبة الى القضية السياسية الكبرى ومحورها رئاسة الجمهورية، إنجازاً بالمعنى الفعلي، في حال كان «الثمن» وصول خصمه الشمالي الى سدة الرئاسة. ومن بين نواب التيار الذين عارضوا ترشيح ازعور، لم يكن الخيار بين الأخير وفرنجية، بقدر ما كان الخيار عدم الموافقة على أزعور. فبعض نواب التيار وشخصياته أقرب الى اختيار اسم قائد الجيش العماد جوزف عون في حال رست التسوية الخارجية عليه. وهم بذلك يحاولون إيجاد خط بياني واضح لسياسة التيار الرئاسية. فهؤلاء ليسوا بعيدين عن العلاقة مع حزب الله، لكنهم في الوقت نفسه لا يحبذون مجيء فرنجية، ومن هنا كان حوار باسيل معهم كذلك على قاعدة التوصل إلى حل وسطي، فلا يتضاعف الخلاف داخل التيار، بعد ما جرى في جلسة 14 يونيو الماضي، وفي المقابل يحظى المعارضون بمباركة باسيل ومن خلفه الرئيس السابق ميشال عون لوضع عناوين سياسية على الطاولة للحوار حولها. وبما أن أي حوار يحتاج إلى طرفين أو أكثر، فإن باسيل يريد إبقاء الواجهة السياسية للتيار عاملةً على خط تحريك المياه الراكدة مع كل القوى السياسية، ما خلا بري كما هو ظاهر حتى الآن. وإذا كان رئيس «التيار الحر» يحتاج الى تنشيط علاقته مع حزب الله فإنه يعرف أن حليفه السياسي راغب في تخفيف التشنجات الداخلية في مواجهة العواصف الخارجية وفشل مبادرة باريس التي لم تعد ميالة الى فتح خط حواري ساخن مع الضاحية الجنوبية بعد سيل الانتقادات الداخلية ضدها. وبذلك يسعى باسيل الى طمأنة الحزب استراتيجياً، لكنه في الوقت نفسه يأمل في الحصول منه على سقف منخفض حول اسم مرشّح التسوية. ذلك أن الجميع باتوا على ثقة بعد بيان الدوحة من ان الضغط الرئاسي لن يثمر مرشحاً لمصلحة حزب الله وأن أي تسوية كبرى يظلّلها الخارج ستكون لمصلحة مرشح ثالث يريد باسيل بأي ثمن أن يكون شريكاً في تسميته وليس مجرد الموافقة عليه. لكن الجميع يدركون كذلك أن أوان التسوية لم يحن بعد، وأن حوار سبتمبر، أياً كان شكله، لن يكون المخرج لانتخابات الرئاسة التي تتهيأ لدخول عام الشغور الثاني بعد شهرين ونيف.

... هكذا انقلب مقتل حصروني من حادث سير إلى اغتيال

- دعوات لمعاودة فتْح ملف مقتل قواتييْن «بحوادث غامضة أيضاً» في الجنوب

شكلت الوقائع التي تكشفت عنها جريمة اغتيال مسؤول «القوات اللبنانية» سابقاً في منطقة بنت جبيل الياس حصروني مصدر قلق من المنحى الذي يُخشى أن ينزلق إليه لبنان في ضوء تَزايُد مَظاهر التفلت الأمني. فبعد 7 أيام من العثور على حصروني جثة في أحد الأحراج قرب سيارته التي جرى الاعتقاد أنها تدهورتْ، و3 أيام على مواراته بدأت تظهر معطياتٌ صادمة حيال حقيقة ما جرى ليل 2 اغسطس وقد تم التوصل إليها جراء ارتيابٍ من عائلة المغدور انطلق من جغرافية ما زُعم أنه حادث. وبتدقيق عائلة الضحية في تسجيلات كاميرا مراقبة تعود لأحد المنازل في عين ابل تبيّن أنه عند الساعة التاسعة و16 دقيقة توقفت سيارة نوع جيب داكن أمام سيارة حصروني بشكل أعاق استكمال سيره ولحقت بها سيارة جيب هوندا crv لونها رصاصي لتقفل الطريق بالكامل أمام سيارة الضحية ويترجل منها أشخاص صعدوا إلى سيارة المغدور، قبل أن تغادر السيارات الثلاث وكان فيها بين 6 و9 أشخاص باتجاه مكان الحادث على تخوم البلدة. وبحسب «وكالة الأنباء المركزية» فإن شهود عيان أفادوا أنه قبل وقوع الحادث رصدوا خلال سلوكهم الطريق التي كَمن فيها المسلحون لحصروني سيارة هوندا crv لون رصاصي وسجلوا رقم اللوحة كونها كانت مريبة وبداخلها شخصان ملتحيان ويرتديان قبعات «كاسكيت». وخلال عودتهم باتجاه عين إبل شاهدوا سيارة جيب هيونداي لون داكن متوقفة إلى جانب الطريق وما لبثت أن أقلعت عند وصول «الهوندا» ما أثار فضول المارة فسجلوا رقم السيارة أيضاً من دون الرمز. ووفق المعلومات فإن أرقام لوحات السيارتين مزورة، وأن ما أثار نقزة الأهل الطلب من القوى الأمنية رفْع سيارة حصروني فوراً من المكان الذي سقطت فيه تحت الطريق، وهو ما اعترض على حصوله شبان من البلدة قبل أن يحضر المحقق الجنائي، وهو ما جرى صباح اليوم التالي للحادث حيث اكتفى المحقق بالتقاط بعض الصور من دون رفْع أي بصمات. علماً أن تقرير الطبيب الشرعي كان أفاد أن الوفاة ناتجة عن اختراق الأضلع الممزقة لصدر الضحية ربما بسبب انفتاح كيس الهواء في السيارة. ومع عرض التسجيلات أمام الأجهزة الأمنية، اتخذت التحقيقات منحى آخر في ضوء ما شكلتْه من دليل على أن وفاة حصروني كانت بفعل جريمة نفّذها محترفون تردّد أن سيارات أخرى واكبتهم عند مفارق عين إبل حيث جرى إبطاء حركة السير ريثما يكون منفّذو المكمن أنجزوا مهمتهم، وسط معلومات أوردها تلفزيون «الجديد» عن أن «تقرير الطبيب الشرعي أظهر ان الياس حصروني قُتل خنقاً وضُرب بالمسدس على رأسه وعند القفص الصدري ما أدى الى كسر ضلوعه وخرقها للرئة، ثم تم رمي الجثة قرب موقع السيارة». وفي ضوء هذه المعطيات، أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في بيان أنه «تبيّن في اليومين الماضيين، أنّ وفاة رفيقنا الياس الحصروني في عين ابل، لم تكن نتيجة حادث سير كما ظهر في المعلومات الأوّليّة، إذ اتضح ومن خلال كاميرات المراقبة الخاصّة في المنازل المجاورة لمكان الحادث، أنّ كميناً محكماً مكوّناً أقلّه من سيارتين قد أُقيم لرفيقنا الياس، وعند مروره خُطف من أفراد الكمين الذين يقُدّر عددهم بين ستة وتسعة أشخاص، إلى مكانٍ آخر حيث قتلوه». وقال «إنّ هذه المعطيات الجديدة أصبحت بحوزة الأجهزة الأمنية وخصوصاً مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي. لذلك، المطلوب كشف هويّة الفاعلين بأقصى سرعة ممكنة، نظراً لدقّة الوضع في عين ابل والقرى المجاورة، ونظراً للنتائج التي يُمكن أن تترتّب على هذه الجريمة في حال لم يتمّ الكشف عن الفاعلين». وكتب نائب «القوات اللبنانية» غياث يزبك عبر منصة «اكس»: «اغتيل الرفيق الياس الحصروني في المنطقة التي لا يُكشَف فيها مجرم، هكذا تعلّمنا من اغتيال السياديين، وليس آخرهم لقمان سليم. لن نُتعِب الدولة بتحصيل حقوقنا من الدويلة. شهيدنا سقط في معركة العدو فيها معروف ولا يهم مَن ضغط على الزناد. الاغتيال لا يرهبنا، والعدالة نحصّلها من ضمائر الناس». ودان رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل مقتل حصروني «المقاوم البطل الذي قضى غدراً في عملية ميليشيوية في بلدته عين ابل»، وقال: «لن نستنكر ولن نطالب بمعرفة الحقيقة، فهي واضحة وضوح الشمس في منطقة أمنية معروفة الهوى. الوطن مخطوف واللبنانيون رهينة ونحن في حالة صمود ومقاومة ولن ينالوا من عزيمتنا». كذلك صدر عن أهالي بلدة عين ابل بيان جاء فيه «اليوم تبيّن الخيط الأبيض من الأسود ومعه أن آلة القتل ويد الغدر هي التي امتدت على بطلٍ من بلاد الأرز، هو الياس حصروني، وأنه لم يسقط بحادث سير ولا قضاءً وقدراً، بل بعملية معدّة ومدبّرة سلفاً أراد من خلالها القتلة أن يبتكروا أسلوباً جديداً بعيداً من الشُبهات، وهو الإيحاء أن حادث سير أودى بحياة المسؤول القواتي الياس حصروني». وكشف البيان «أن اغتيال الرفيق حصروني سيُعيد فتح ملف الرفيقين روجيه صافي ونخله عطا اللذين سقطا أيضاً على أرض الجنوب، وبحوادث غامضة أيضاً»، وأضاف: «إنها الحقيقة المُرة، وهي أن مَن يُفترض بهم أن يكونوا شركاء فعليين في لبنان، ها هم يُمارسون دور الشركاء الفعليين للأعداء، فلا يُجيدون سوى القتل والتصفية والغدر والاغتيال. نعم، مَن اغتال كل قادة 14 مارس وصولاً الى المفكّر لقمان سليم، وليس انتهاءً بالبطل الياس حصروني، ليس العدو الإسرائيلي ولا الجيش الأحمر الياباني، إنما أعداء الداخل، الذين لا يفقهون إلا لغة القتل والصواريخ والمئة ألف مقاتل»...

لبنان: التوتر يسود الجنوب بعد اغتيال مسؤول قواتي

• قآني يزور نصرالله للمرة الثانية خلال أسبوع

الجريدة...منير الربيع ...الأحداث في لبنان على وقع التحذيرات الخليجية من خطورة الوضع الأمني المقلق في لبنان... ساد التوتر بلدة عين إبل الجنوبية المسيحية بعد التأكد، أمس، من أن وفاة القيادي في حزب «القوات» إلياس الحصروني الملقّب بـ «الحنتوش» قبل أيام، لم تكن نتيجة حادث طبيعي، بل لتعرضه لكمين وتم خطفه وقتله، وألقيت جثته في أحد الأحراج. وأعلن رئيس «القوات» سمير جعجع، في بيان، أنه «تبيّن خلال اليومين الماضيين أنّ وفاة الحصروني في عين إبل، لم تكن نتيجة حادث سير كما ظهر في المعلومات الأولية»، مبيناً أن «كاميرات المراقبة الخاصّة بالمنازل المجاورة لمكان الحادث، أظهرت أنّ كميناً محكماً يضم على الأقل سيارتين قد أُقيم له، وعند مروره خطفه ستة أو تسعة أشخاص، إلى مكانٍ آخر حيث قتلوه». ولفت إلى أن «هذه المعطيات الجديدة أصبحت بحوزة الأجهزة الأمنية، خصوصاً مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وفرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي، لذلك، المطلوب كشف هويّة الفاعلين بأقصى سرعة ممكنة، نظراً لدقّة الوضع في عين إبل والقرى المجاورة، ونظراً للنتائج التي يُمكن أن تترتّب عن هذه الجريمة في حال لم يتمّ الكشف عن الفاعلين». وفي إطار الصراع على النفوذ، سُجّل أيضاً اشتباك فريد من نوعه، بين مسؤولين في «حزب الله» و«سرايا المقاومة» التابعة له، مما أدى إلى سقوط قتيل في منطقة وادي الزينة. ووسط هذه الأحداث الأمنية الثقيلة، أفادت قناة «الحدث» أمس، بوصول قائد فيلق القدس في ​الحرس الثوري الإيراني​ ​إسماعيل قآني​ إلى بيروت، والتي تعتبر الزيارة الثانية له خلال أسبوع. في تفاصيل الخبر : مع كل تأزم سياسي تشهده الساحة تتقدم الأحداث في لبنان من شماله إلى جنوبه بضجيج مختلف، وكأنها تأتي في سياق عمدي لإظهار حالة التفلت. المتابعون للملف اللبناني يعتبرون أنه لا يمكن فصل هذه الأحداث عن الأزمة السياسية والاقتصادية القائمة منذ سنوات. وتسجّل الحوادث الأمنية بعد أيام من إصدار دول مجلس التعاون الخليجي تحذيرات لرعاياها من السفر إلى لبنان والحذر حول كيفية التنقل فيه والابتعاد عن مناطق الاشتباكات. في مثل هذه الحالات تتجه تقديرات اللبنانيين إلى احتمال من اثنين، إما أن الأحداث ستقود في النهاية إلى فرض الواقع الأمني حلاً سياسياً يتوجه في النهاية بانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية وحل أزمة الشغور الرئاسي، وإما أنه ستكون مرشحة للاستمرار على وقع التحلل الذي يصيب الدولة ومؤسساتها وبالتالي فإن النتيجة ستكون مزيداً من التدهور والانهيار. وغالباً ما تتخذ الأحداث الأمنية بتداعياتها طابع الانقسام السياسي، على غرار ما حصل في بلدة عين إبل الجنوبية، التي تقع على الشريط الحدودي، إذ شهدت عملية اغتيال لأحد المسؤولين الحزبيين في القوات اللبنانية، وقد حصلت عملية القتل بطريقة مشابهة لعملية قتل الناشط لقمان سليم، أي باستخدام سيارات رباعية الدفع عملت على خطف الرجل ونقله بسيارته إلى منطقة مقفرة وتنفيذ عملية القتل، وهذا يعطي أبعاداً أمنية للعملية، وبلا شك ستكون لها تداعيات سياسية. ولا ينفصل ذلك عن الإشكالات المتكررة التي تشهدها منطقة جرود بلاد جبيل، إثر الخلافات المستمرة بين مجموعات من الطائفة الشيعية، ومجموعات من الطائفة المسيحية، في إطار الصراعات على الأراضي والملكيات، وتسجل بين فترة وأخرى أحداثاً أمنية فيها قطع للطرقات أو محاولات خطف، ما يعزز مبدأ مطالبة فئات لبنانية باللجوء إلى مبدأ الأمن الذاتي. وسط هذه الأحداث الأمنية، سجّل أيضاً اشتباك فريد من نوعه، بين مسؤولين في حزب الله، ومسؤولين في سرايا المقاومة التي في الأساس تابعة للحزب. الاشتباك الذي أدى إلى سقوط قتيل في منطقة وادي الزينة، هو نتيجة صراع على النفوذ بين المسؤولين من الطرفين، لكنه إشارة بارزة على ما ينتج عن واقع السلاح المنفلت في دولة تشهد كل أشكال التحلل المؤسساتي والسياسي والأمني والاقتصادي والمالي والاجتماعي، وهو ما يجعل البلاد كلها ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات السياسية أو المناطقية، وتصفية الحسابات وتبادل الرسائل الإقليمية، كما هو الحال بالنسبة إلى اشتباكات عين الحلوة.



السابق

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..أوكرانيا بين التكتيك والعملانيّة والاستراتيجيّة..أوكرانيا: نسعى لزيادة صادراتنا من الحبوب عبر مخطط بديل..نخبة روسية «تُفلت» من العقوبات الغربية وتعيش «حياة البذخ» في الدول الأوروبية..بولندا تحشد على حدود بيلاروسيا وتتهمها بترتيب موجة هجرة كبرى بدعم روسيا..ميدفيديف يهدد بتكرار هزيمة جورجيا وبوتين يزوّد حراسه بالأسلحة الثقيلة..ترامب يتهم المدعين بمحاولة إسكاته قبل محاكمته..عمران خان يستأنف الحكم بسجنه وإرجاء محتمل للانتخابات الباكستانية..

التالي

أخبار سوريا..قيادات «حزب الله» تجتمع عند الحدود السورية - اللبنانية لبحث «هجوم أميركي»..الأسد يحذر من سيناريو صدام والقذافي ويرفض لقاء أردوغان وفق شروطه..إردوغان: تحقيق الاستقرار في سوريا يسرع عودة اللاجئين ومستعدون للحوار..اغتيال زعيم ميليشيا بدرعا ورد اسمه في قائمة دولية لتجارة المخدرات..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,053,001

عدد الزوار: 7,657,377

المتواجدون الآن: 0