نظام الأسد يهدد حمص: تسليم المنشقين.. أو الاجتياح..واستمرار القتل والمظاهرات عشية بدء الإضراب العام

تاريخ الإضافة الإثنين 12 كانون الأول 2011 - 5:04 ص    عدد الزيارات 3036    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

نظام الأسد يهدد حمص: تسليم المنشقين.. أو الاجتياح
استمرار القتل.. والاجتماع الوزاري العربي بنهاية الأسبوع > فرنسا تدعو المجتمع الدولي للتعبئة لحماية السوريين
بغداد: حمزة مصطفى بيروت: ليال أبو رحال
انضمت فرنسا أمس إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في التحذير من هجوم وشيك على مدينة حمص السورية، التي أصبحت رمزا للثورة السورية، ودعت المجتمع الدولي للتعبئة لحماية السوريين, بينما أبلغت مصادر دبلوماسية مطلعة على ملف الأزمة السورية في المنطقة «الشرق الأوسط» بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي قالت المعارضة إنه حشد نحو 10 آلاف جندي حول المدينة، وجه إنذارا لحمص، التي تضم عددا كبيرا من جنود الجيش السوري المنشقين، بتسليمهم أو اقتحام المدينة، الامر الذي يهدد بحدوث مجزرة. جاء ذلك، بينما شهد أمس تضاربا حول اجتماع وزاري عربي كان مقررا أمس في الدوحة، حول بروتوكول المراقبين العرب، فقالت مصادر إنه تم تأجيله، بينما قالت مصادر أخرى إنه لم يكن مقررا أصلا. وذكرت مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط»، أن الاجتماعات الوزارية الخاصة بسوريا ستعقد يوم 16 أو 17 الشهر الحالي، ونفت المصادر أن يكون أي اجتماع خاص بسوريا قد انعقد بالدوحة. وأفادت المصادر بأنها بانتظار رد وزير الخارجية السوري وليد المعلم على الرسالة التي بعث بها الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي يوم 5 الحالي، والتي تدعو الحكومة السورية للتوقيع على البروتوكول بمقر الأمانة العامة للجامعة، وأن هذا لا يمكن تغييره إلا بقرار آخر من مجلس الجامعة، وأن تنفيذ الحكومة السورية للحل العربي سيؤدي إلى الحفاظ على سوريا وأمنها واستقرارها.
جاءت هذه التطورات في وقت استمر فيه النظام السوري باستهداف معارضيه، وقتل 12 مدنيا أمس برصاص قوات الأمن في مناطق سورية عدة، كما أعلنت «لجان التنسيق المحلية» في البلاد أن عدد القتلى الذين سقطوا خلال النصف الثاني من الشهر الماضي، وتمكنت من توثيق أسمائهم، بلغ 421 قتيلا.
الأمن السوري يطلق النار على المشيعين ويقتل 12 شخصا.. وفرنسا تحذر من هجوم عسكري على حمص
41 قتيلا سقطوا يوم الجمعة.. واستمرار القتل والمظاهرات عشية بدء الإضراب العام
لندن: «الشرق الأوسط»
قتل 12 مدنيا أمس برصاص قوات الأمن السورية في مناطق سورية عدة، في الوقت الذي تزايدت فيه التحذيرات الدولية من مغبة شن هجوم على مدينة حمص التي تحولت إلى نقطة الثقل الأساسية في الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأعربت فرنسا أمس عن «القلق العميق» إزاء احتمال حصول هجوم عسكري على مدينة حمص في وسط سوريا، ووجهت «تحذيرا إلى الحكومة السورية»، محملة إياها مسؤولية أي عمل قد يستهدف السكان في هذه المدينة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن فرنسا «تعرب عن القلق العميق إزاء المعلومات التي تشير إلى استعداد قوات الأمن السورية لشن هجوم عسكري على مدينة حمص». وأضاف أن فرنسا «إذ تذكر بإدانتها لاستخدام العنف والأساليب العسكرية التي يقع المدنيون ضحيتها، توجه تحذيرا إلى الحكومة السورية وتحمل السلطات السورية مسؤولية كل الأعمال التي قد تستهدف السكان، وتداعيات عملية من هذا النوع على مدينة حمص». كما دعا المتحدث أيضا «مجمل المجتمع الدولي إلى التعبئة لإنقاذ الشعب السوري». وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا أعربتا أول من أمس عن القلق إزاء تدهور الوضع في حمص ودعتا دمشق إلى «سحب قواتها على الفور» من هذه المدينة. كما حذر المجلس الوطني السوري المعارض أول من أمس من حصول «مجزرة» في مدينة حمص.
وجاء ذلك في وقت أفادت فيه حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوات الأمن قتلت 41 مدنيا بينهم سبعة أطفال، خلال مظاهرات الجمعة ضد النظام، خصوصا قرب دمشق وحمص (وسط). وأفاد المرصد السوري بأن 12 شخصا آخرين قتلوا أمس، منهم ثلاثة مدنيين قتلوا في حمص برصاص أطلقته قوات الأمن عليهم من حواجز مقامة في المدينة، كما قتل شخصان في محافظة درعا جنوب البلاد.
وأضاف المرصد أن قوات الأمن السورية أطلقت النار على مشاركين في موكب تشييع في معرة النعمان بمحافظة إدلب (شمال غربي) مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص. كما أطلقت قوات الأمن النار «من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في بلدة شيزر وقرى مجاورة لها في ريف حماه مما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة ثمانية آخرين بجروح».
وقال المرصد إن ثلاثة شبان من مدينة حرستا «استشهدوا تحت التعذيب» وكانت «الأجهزة الأمنية قد اعتقلتهم قبل ثلاثة أسابيع». كما تحدث المرصد عن حملة مداهمات نفذتها قوات الأمن السورية في بلدة هجين بدير الزور، قال إنها «ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف وأسفرت عن اعتقال 13 مواطنا».
ويأتي استمرار العنف في سوريا عشية بدء إضراب عام دعا له الناشطون، تمهيدا لإعلان عصيان مدني. وكتب الناشطون على الإنترنت «ندعو الموظفين والعمال في جميع مؤسسات الدولة داخل سوريا وخارجها إلى الإضراب»، موضحين أن هذا الإضراب «خطوة باتجاه العصيان المدني (...) لقطع الإمكانات المالية للنظام التي يستخدمها في قتل أطفالنا». وأوضحت لجان التنسيق المحلية أن خطوات أخرى ستلي الإضراب مثل قطع الطرقات واعتصامات وإضرابات في وسائل النقل وغيرها.
ورد أمس الجمهور الموالي للسلطات السورية على دعوات المعارضة المطالبة بالحرية والديمقراطية وإضراب اليوم بعدم الإغلاق والعمل على مدار الأسبوع. وبدأت «الموالاة» أمس بحملة مضادة في إذاعات «إف إم» المحلية شبه الرسمية ونشرت شعارات كتبت على اللافتات في بعض الطرقات وعلى الإنترنت ردا على المعارضة التي دعت لعصيان مدني واعتباره يوم «إضراب عام».
وأرسلت «موالاة السلطة» التي تسمي نفسها «حركة سوريا الوطن» أمس رسائل قصيرة عبر الجوال مفادها «هي سوريتنا عشقنا وبلدنا، لن نغلق، سنعمل يدا بيد من الأحد إلى الأحد وسنبني البلد».
مقتل «طبيب الثورة» إبراهيم نائل عثمان على الحدود التركية خلال هربه من سوريا
تنقل باسم خالد الحكيم.. وقال لـ «الشرق الأوسط» في وقت سابق: نحمل أرواحنا على أيدينا
بيروت: ليال أبو رحال
أعلنت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا مساء أمس عن مقتل الطبيب إبراهيم ناهل عثمان، مؤسس تنسيقية أطباء دمشق والناطق باسمها، وذلك بعد «إطلاق النار عليه من قبل قوات المخابرات الجوية على الحدود التركية». وكان عثمان، المتحدر من مدينة حماه، من أبرز الأطباء الذين عملوا بشكل سري على إسعاف الجرحى والمصابين في المظاهرات. وأطلقت «لجان التنسيق المحلية» على عثمان، المعروف إعلاميا باسم «خالد الحكيم»، لقب «طبيب الثورة».
وكان عثمان لخص لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق، عمله وزملائه في تنسيقية أطباء دمشق بالقول: «تنسيقية الأطباء تعمل على التدخل في الأرياف والبلدات السورية التي تشهد تحركات شعبية ومواجهات، والأطباء يدخلون بطرق ملتوية وبالسر من أجل إسعاف الجرحى». وأضاف، في مقابلة أجرتها معه «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من دمشق، ونشرت بتاريخ 7 سبتمبر (أيلول) الماضي: «ارتأت مجموعة من الأطباء تجهيز مشاف ميدانية صغيرة داخل مبنى أو في سيارة أو حافلة صغيرة أو دكان ما، بعد الحصار الذي فرض على البلدات والمدن السورية، وهذه المشافي إن لم تكن مجهزة كما هي الحال في الدول المتقدمة بطاقم طبي واختصاصيي تخدير وغرفة عمليات، إلا أنها تسد الحاجة في الإسعافات الأولية والجراحات الصغرى والإجراءات التي قد تنقذ حياة المصابين من وقف نزف أو معالجة كسور في الصدر..».
وأشار عثمان في المقابلة عينها إلى أن «أطباء سوريا منقسمون اليوم إلى 3 فئات: فئة تضم أطباء مؤيدين للنظام وغير مستعدين لأي تعاون أو تعاطف، لا بل إننا نحذر من التعاطي معهم، وفئة ثانية تقدم مساعدات عن بعد من أدوية وخيطان تقطيب ومعدات بسيطة، إضافة إلى فئة ثالثة تضم أطباء يحملون أرواحهم على أيديهم وينزلون إلى المظاهرات غير آبهين بالخطر المحدق بهم، يبحثون عن مكان آمن يضعون عدتهم الطبية فيه».
ووصفت صفحة «الثورة السورية» على «فيس بوك» عثمان بأنه «بطل من أبطال الثورة ورمز من رموزها، وهو شهيد المهنة الإنسانية»، ولفتت إلى أنه «شارك في إنشاء الكثير من المشافي الميدانية في دمشق وريفها، وأوقف دوامه في اختصاص الدراسات العليا في جامعة دمشق في الجراحة العظمية من أجل التفرغ لعلاج جرحى المظاهرات، إلى أن اعتقل زملاؤه وأصبح مطلوبا بشدة من قبل رجال الأمن، مما اضطره للهرب من البلد فأراد السفر إلى تركيا». وأشارت إلى أنه «على الحدود السورية التركية وفي قرية خربة الجوز تحديدا، قامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي عليه وسقط شهيدا»، خاتمة بالقول: «هكذا أنت يا بلدي: أطباؤك إما معتقلون أو جرحى أو هاربون».
توثيق مقتل 421 سوريا سقطوا في النصف الثاني من نوفمبر.. أغلبهم في حمص
تقرير دوري لـ«لجان التنسيق المحلية»: لا يمضي يوم من دون «انتهاكات» جسيمة لحقوق الإنسان
بيروت: ليال أبو رحال
أعلنت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أن عدد القتلى الذين سقطوا خلال الفصل الثاني من الشهر الفائت، وتمكنت من توثيق أسمائهم، بلغ 421 قتيلا، بينهم 104 عسكريين قضوا في «اشتباكات بعد انشقاقهم، أو بعمليات إعدام ميداني لرفضهم إطلاق النار على المتظاهرين».
وأفادت، في التقرير الدوري الذي تصدره كل 15 يوما حول «انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا في الفترة الممتدة بين 16 و30 نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت، بأن من بين القتلى 34 طفلا (25 ذكرا و9 إناث)، إضافة إلى 26 قتيلا ماتوا تحت التعذيب»، ليرتفع بذلك العدد الكلي للقتلى منذ بداية التحركات الشعبية وحتى نهاية الشهر الفائت إلى 4722 شهيدا، وفق إحصاء لجان التنسيق المحلية، في وقت تقدر فيه الأمم المتحدة حصيلة الأحداث السورية بـ4000 قتيل سقطوا خلال قرابة 9 أشهر.
وأشار تقرير لجان التنسيق إلى أنه من بين 4722 قتيلا سقطوا منذ بدء الانتفاضة السورية، 841 عسكريا، و258 طفلا و59 طفلة، كما قضى 224 شخصا تحت التعذيب، مع الإشارة إلى أن الشهر الحالي يشهد منذ بدايته ارتفاعا في عدد القتلى الذين يسقطون يوميا، وتحديدا في مدينة حمص، التي تتخوف المعارضة السورية من تخطيط النظام السوري للقيام بعمل عسكري ضدها.
واعتبرت لجان التنسيق أنه «لا يمضي يوم من دون ارتكاب النظام السوري لشتى أنواع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مختلف مدن سوريا ومناطقها»، لافتة إلى أنه إذا كان النظام السوري لطالما عُرف بأنه من بين الأسوأ في سجلات حقوق الإنسان في العالم، فإن طبيعة تلك الانتهاكات من حيث الشدة والتكرار اتخذت منحى آخر منذ بداية الثورة السورية في مارس (آذار) الماضي، مما دفع بمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى اعتبار ما يرتكبه بمثابة «جرائم بحق الإنسانية».
وتستند لجان التنسيق المحلية في تقاريرها هذه على ما تقوم به من توثيق لـ«الانتهاكات» في الفترة المرصودة، معتمدة في اختياراتها على «شدة الانتهاك وفداحة نتائجه من جهة، وعلى التنوع الجغرافي من جهة أخرى».
وفي إطار أبرز الانتهاكات في مدينة حمص، يورد التقرير مقتل الطفل معتصم عبد الكريم برغوث (5 سنوات) داخل منزله في حي باب عمرو نتيجة إصابته برصاصة قناص عبر النافذة، ووفاة فرزات يحيى جربان، المعروف بقيامه بتصوير المظاهرات منذ بداية الانتفاضة، تحت التعذيب في 20 نوفمبر؛ حيث اقتلعت عيناه وشوه وجهه، وذلك بعد يوم على اعتقاله، فضلا عن مقتل المواطن السعودي حسين الخالدي الذي كان بزيارة لأخواله منذ عيد الأضحى في حمص البياضة.
وبينما بلغ عدد الذين سقطوا في مدينة حمص وأريافها خلال هذه الفترة 204 قتلى، سقط 19 قتيلا في درعا، و69 قتيلا في مدينة حماه وأريافها، و53 قتيلا في مدينة إدلب وأريافها، بينما بلغ العدد الكلي للقتلى في مناطق دمشق وريفها خلال هذه الفترة 33 شهيدا، قضى أكثر من نصفهم في مدينة رنكوس وحدها. وفي دير الزور، سقط 18 شهيدا.
وتظهر مقاطع فيديو عدة مرفقة بالتقرير القصف العشوائي الذي تتعرض له الكثير من الأحياء في المدن السورية التي يخرج أبناؤها للتظاهر، فضلا عن صور تظهر جثثا لمتظاهرين وناشطين قُتلوا تحت التعذيب، وآثار الكدمات واضحة على أجسادهم.
آلاف السوريين يلجأون إلى ليبيا هربا من القتل
صحيفة «الـتلغراف»: باصات يومية تصل محملة بعائلات سورية.. وأعدادهم قاربت الـ4 آلاف
بنغازي - لندن: «الشرق الأوسط»
لجأ الآلاف من السوريين الهاربين من العنف في بلادهم، إلى ليبيا التي لا تزال تتعافى من الحرب الأهلية فيها التي اندلعت بين مؤيدي ومناهضي العقيد الليبي السابق معمر القذافي، بحسب صحيفة الـ«تلغراف» البريطانية أمس.
وذكرت الصحافية أن باصات مليئة بعائلات سوريا تصل يوميا من سوريا إلى بنغازي، في شرق ليبيا. وقال الدكتور محمد جمال، وهو زعيم سوري محلي في بنغازي، لـ«تلغراف»: «هناك ما يصل إلى 4 آلاف عائلة سورية طلبت اللجوء في ليبيا في الأسابيع الأخيرة الماضية، والأرقام تتزايد يوميا». وأضاف: «الباصات تصل مليئة وتعود فارغة. في الماضي، كان هناك باصان أسبوعيا، اليوم هناك باصان يوميا».
وتستغرق الرحلة بالباص 4 أيام ونصف اليوم من السفر، وتمر عبر الأردن مرورا بقناة السويس عبر مصر ومن ثم وصولا إلى بنغازي. ونقلت الصحيفة عن اللاجئين السوريين أنهم يفضلون تحمل مشقة هذه الرحلة على اللجوء إلى البلدان الحدودية التي لا يشعرون فيها بالأمان. ويخشى اللاجئون من العبور إلى لبنان خوفا من الملاحقات الأمنية من مؤيدي النظام السوري، ومن العبور إلى الأردن وتركيا خوفا من المخابرات السورية. وقال أحد اللاجئين الذي رغم انتقاله إلى ليبيا لا يزال يخشى من إعطاء اسمه خوفا على حياته: «ليبيا حرة الآن. ليست هناك شرطة سرية تراقب تحركاتك».
وتهرب معظم العائلات من مدينة حمص خصوصا التي تتعرض لعملية عسكرية وأمنية شديدة منذ أيام، إضافة إلى مناطق أخرى من البلاد. وقال أحمد، وهو اسم مستعار، للصحيفة، إنه وصل قبل 4 أيام من حمص إلى بنغازي. ووصف أحمد معاناة عائلته قبل هروبهما، وقال إنه هو وزوجته، وبناته الأربع وابنه الذي يبلغ من العمر سنتين، كانوا يعيشون في شارع يقع بين منطقتين سنية وأخرى علوية. وروى كيف أنه طوال 3 أشهر، كانت العائلة تشاهد التوتر بين المنطقتين يكبر، ومع تصاعد الاعتداءات الطائفية، بات الخروج من المنزل شديد الخطورة. وقال: «الوضع سيئ جدا في حمص بين السنة والعلويين. جميعهم يتقاتلون الآن. عصابات شيعية تستولي على سيارات ثم تشعلها ومن ثم تلقي اللوم على العلويين. والقوات الأمنية تشجعهم على ذلل». وأضاف: «إنها حرب. كانت هناك 6 دبابات في شرع بيتي. أحيانا، لم يكن باستطاعتنا الخروج (من المنزل) لأيام بسبب القتال. كنت أنتظر حتى هدوء (المعارك) للخروج للتزود بالحاجات، أو عندما يصبح القتال في الشارع المحاذي سيئا لدرجة أنه يشتت الانتباه».
وأشار أحمد إلى أنه قرر مغادرة البلاد عندما قتل عمه بقذيفة أثناء خروجه لشراء الخبز. وقال: «انتظرنا أكثر من شهر للحصول على جوازات سفر، وكان علينا أن ندفع رشى لمكتب الهجرة... تقريبا كل الذين تحدثت معهم في حمص، يذكرون أنهم يريدون المغادرة. تركنا منزلنا وسيارتنا وكل شيء».
قبل سقوط القذافي، كان آلاف السوريين يعملون في ليبيا. ويقدر الهلال الأحمر الليبي عدد السوريين الذين كانوا موجودين في البلد في بداية الثورة بـ12 ألف شخص. وقال زياد الدريسي، منسق شؤون اللاجئين لدى الهلال الأحمر الليبي: «الكثيرون غادروا ولكنهم يعودون الآن ويجلبون معهم عائلاتهم».
وقال الكثير من اللاجئين لـ«تلغراف»، إنهم يمكثون لدى أقاربهم أو معارفهم. وقال رجل وهو يحمل أمتعته من الباص: «لقد عملت في ليبيا طوال 20 عاما، العديد من الناس الذين كنت أعرفهم منذ ذلك الوقت، قد ماتوا من كبر السن أو قتلوا في الحرب الليبية، ولكن لا يزال لدي بعض الأصدقاء».
وأشار جمال، منسق شؤون الجالية السورية، إنه استعمل أموالا تبرع بها متعاطفون ليبيون وسوريون يعيشون في ليبيا، لاستئجار شقق لإيواء العديد من العائلات. ولكن مع تصاعد الأعداد، يصبح ذلك صعبا. وقال جمال: «خلال الأيام العشرة الماضية، ونحن نجد صعوبة في العثور على أماكن لإيوائهم».
وقالت الحكومة الليبية الجديدة، التي كانت الشهر الماضي أول من يعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض، إنها مستعدة لإيواء اللاجئين السوريين. وقد أمن الهلال الأحمر الليبي، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ملاجئ مؤقتة في مخيم بنغازي للاجئين الذي آوى نحو 12 ألف لاجئ من الحرب الليبية. وقال إبراهيم العصفور، مدير المخيم: «لدينا 26 عائلة سوريا سيتم إرسالهم إلى هنا، ونتوقع المزيد».
الأمن السوري يعتقل عضوا في المجلس الوطني المعارض
محمد الوزير كان يعمل تحت اسم حركي لتجنب الملاحقة
بيروت: كارولين عاكوم
أعلن المجلس الوطني السوري أن أحد أعضائه، محمد خير الوزير، المعروف باسمه الحركي (تحسين أبو زياد)، وهو ممثل للحراك الثوري في كتلة الثوار الشباب في المجلس، انضم إلى الناشطين الذين اعتقلتهم السلطات السورية منذ انطلاق الثورة السورية في منتصف مارس (آذار) الماضي.
وقال المجلس إن محمد خير الوزير تم اعتقاله يوم 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من أمام مبنى الهجرة والجوازات في حي «ركن الدين» بدمشق، بـ«أسلوب غير إنساني» من أمام أعين زوجته وأطفاله الثلاثة، وهو يعتبر من الناشطين السياسيين الفاعلين على أرض الثورة السورية في بلدته دوما في ريف دمشق، حيث كان «يعمل على دعم الثورة السورية عبر تنسيقية دوما، من خلال عمله كناشط حقوقي، وكان يقوم برصد التجاوزات التي تحصل من قبل شبيحة النظام والأجهزة الأمنية».
والوزير (34 عاما) يعمل مدرسا، وهو ناشط حقوقي في منظمة «عدالة» للدفاع عن حقوق الإنسان، وكان قد أفرج عنه في شهر أبريل (نيسان) الماضي، بعدما تم اعتقاله لمدة ثلاث سنوات في سجن صيدنايا، على خلفية عمله المعارض.
وعن كيفية ملاحقته ومن ثم اعتقاله، قال ياسر النجار، عضو المجلس الوطني السوري وعضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة، إنه قد تكون المخابرات السورية عملت على رصد تحركات الوزير بعد عملية بحث طويلة عنه، نظرا إلى أن تحركاته كانت منذ الإفراج عنه تحت اسمه الحركي، وكان متواريا عن الأنظار، لكن يبدو أنه ومنذ اكتشافه لهذا الأمر قام النظام باعتقاله، وقد تمكن من ذلك في إدارة الهجرة والجوازات.
ولفت النجار إلى أن المعلومات المتوفرة إلى الآن هي أن الوزير معتقل في سراديب الأمن السورية في «فرع فلسطين» في منطقة مزة في دمشق. وأكد أن هناك محاولات كثيرة قام بها أعضاء الحراك الثوري لإطلاق سراحه، من خلال الاتصال بالمنظمات الإنسانية الدولية، لكن لم يتم التوصل إلى نتيجة ولم يتلقوا أي إجابة.
وأصدر مكتب الحراك الثوري في المجلس الوطني السوري بيانا أشار فيه إلى أن النظام السوري يقوم، ومنذ بداية الثورة السورية، باعتقال الناشطين وتعذيبهم بكل الطرق الهمجية واللاإنسانية، وقد خرج عدد كبير منهم من غياهب سجون النظام شهداء، كالشهيد الطفل حمزة الخطيب وتامر الشرعي وغيرهم. أما من خرج منهم أحياء فهم يعانون من إصابات وعاهات جسدية. والكثير من الذين خرجوا أحياء لا يخلون من إصابات وعاهات جسدية، وأضاف البيان: «حرصا منا على حياته وحياة كل المعتقلين السوريين من التعذيب أو القتل أو التصفية، فإننا نطالب النظام السوري بالإفراج الفوري عن الوزير وعن جميع المعتقلين، ونحمل النظام مسؤولية الحفاظ على حياته وحياة كل المعتقلين السوريين، وندعو اللجنة الوزارية العربية والمنظمات الدولية ووزراء الخارجية في دول العالم بالمطالبة بالإفراج عنه وعن جميع المعتقلين السورين فورا، واتخاذ خطوات واضحة تدين الاعتقال الممنهج الذي تستخدمه العصابات الأسدية ضد المواطنين الأبرياء».
العلويون في تركيا يدافعون عن الأسد ويخشون سقوط نظامه
الأحد, 11 ديسيمبر ..2011 ..جريدة الحياة
 

انطاكية (تركيا)- أ ف ب - في مدينة انطاكية التركية الصغيرة الواقعة عند تخوم سورية، لا تحظى مواقف انقرة ضد نظام دمشق بالإجماع، فالعلويون الذين يشكلون مجموعة كبيرة في المدينة يدافعون عن الرئيس بشار الاسد، وهو علوي، ويخشون سقوط نظامه.

وقال علي يرال رئيس «جمعية اهل البيت» للعلويين في انطاكية: «نعلم جيداً انه لا يوجد قمع في سورية. بالتأكيد هناك بعض المشاكل الصغيرة (...) لكن يجب اعطاء الوقت لنظام الرئيس بشار الاسد لينفذ الاصلاحات الديموقراطية».

واضاف: «إن ملايين الناس ينزلون الى الشارع لدعم اصلاحاته. لكن بعض التلفزيونات، وخصوصاً (قناة) الجزيرة، تسعى بكل قواها لطمس هذا الامر وتُظهر، على عكس ذلك، 200 او 300 عنصر من منظمة ارهابية دموية يتظاهرون».

والعلويون مسلمون اقرب الى الشيعة، ويقدر عددهم بحوالى مليوني شخص في سورية حيث يحظون بتمثيل قوي في صفوف الجيش وحزب البعث الحاكم.

وفي تركيا يقدر عدد العلويين الناطقين بالعربية بمئات الآلاف، يعيشون خصوصاً في محافظة انطاكية، ويقيمون علاقات وثيقة مع الجانب الآخر من الحدود. وينبغي عدم الخلط بينهم وبين العلويين في الاناضول الناطقين بالتركية والكردية.

وقالت سهيلة كوتشاك، الممثلة في المسرح البلدي في انطاكية، التي كانت فرقتها الاولى التي تعد مسرحية بالعربية في تركيا ولعبت مرات عدة في سورية: «ان كل شيء هادئ في المدن (السورية). وفي اللاذقية (شمال غرب) لا شي يحدث. الناس الذين يأتون الينا يقولون انهم يعيشون كالمعتاد».

واضافت الفنانة العلوية: «أين تقع الحوادث؟ في مناطق نائية حيث الناس جهلة وحيث ينفعلون بسهولة، ففي اماكن كهذه يقاتلون ويتقاتلون».

ويرى يوسف متلو، وهو صاحب مطعم، ان مثيري الاضطرابات هم حركة «الاخوان المسلمين» المحظورة في سورية، والتي قمعها الجيش بعنف في 1980 في جسر الشغور (شمال غرب) بالقرب من الحدود التركية، ثم في 1982 في مدينة حماة (وسط).

وقال متلو، وهو علوي ايضاً وينظر بتعاطف الى اللاجئين السوريين المقدر عددهم بحوالى 7500 في محافظة انطاكية، والى رواياتهم المريعة عن العمليات التي يقوم بها الجيش السوري: «هل يتعلق الامر بالجيش او بحزب الاخوان المسلمين؟ في كل الاحوال، فإن اولئك الذين يتسببون بحوادث هم من الاخوان المسلمين».

وهذا الرجل غير مقتنع هو الآخر بدعوات انقرة الى استقالة الاسد وفرض عقوبات اقتصادية لإرغام النظام السوري على وقف قمع حركات المعارضة الذي اوقع اكثر من اربعة آلاف قتيل خلال تسعة اشهر، وفق الامم المتحدة، بعد ان كانت العلاقات بين البلدين في احسن حالاتها قبل سنة.

لكن متلو يخشى خصوصاً من اي ربط للمجموعة العلوية بالنظام، وقال: «بصفتي علوياً جرحني بعمق (...) ان يقوم مسؤول في الجمهورية التركية بالتمييز الطائفي»، مندداً بتصريحات لنائب رئيس حزب العدالة والتنمية (الاسلامي المحافظ) الحاكم حسين تشيليك، اكد فيها مطلع ايلول (سبتمبر) على دور العلويين في اجهزة الحكم السوري.

ويلفت علي يرال الى ان هذا الربط يخفي وراءه تهديداً بأعمال انتقامية من المجموعة في سورية وغيرها. واضاف: «في حال الاطاحة بالاسد، من المؤكد ان العلويين سيتعرضون لمجزرة. وبعد ذلك سيكون حزب الله اللبناني الهدف، ثم العراق، ثم ايران، وسيمتد ذلك الى تركيا والمملكة العربية السعودية...».

 
انتخابات الادارة المحلية في سورية غداً: 42 ألف مرشح يتنافسون على 17 ألف مقعد
الأحد, 11 ديسيمبر 2011
دمشق - «الحياة»

يتنافس غداً (الاثنين) 42889 مرشحاً على 17588 مقعداً في المجالس المحلية في الانتخابات المحلية التي تجرى بموجب قانون الانتخابات الجديد في ظل قانون الادارة المحلية الذي اقر اخيراً لتعزيز مبدأ اللامركزية.

واعتبرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان انتخابات المجالس المحلية «أول تطبيق عملي للمرسوم التشريعي الخاص بقانون الانتخابات العامة الذي يشكل حجر الأساس لتنظيم انتخاب أعضاء مجلس الشعب والمجالس المحلية فى سورية وضمان سلامة العملية الانتخابية وحق المرشحين في مراقبتها»، مشيرة الى ان المرسوم «راعى جملة من الإجراءات التي من شأنها تطوير العملية الانتخابية سواء لجهة الإشراف العام عليها والجزاءات القانونية المفروضة على العابثين بها وذلك من خلال دمج قانوني انتخابات مجلس الشعب والمجالس المحلية بقانون واحد ونقل سلطة الإشراف عليها في شكل كامل من السلطة الإدارية إلى السلطة القضائية لضمان نزاهة الانتخابات».

وكان المرسوم سمح للأكراد ممنوحي الجنسية بالترشح الى الانتخابات، اضافة الى السماح للأحزاب المرخصة بتقديم مرشحيها الى هذه الانتخابات «سواء عبر لوائح جماعية أو في شكل إفرادي».

وجرى تشكيل اللجنة العليا للانتخابات من خمسة قضاة من مستشاري محكمة النقض التي شكلت بدورها لجاناً فرعية فى المحافظات يرأسها قاض بمرتبة مستشار فى الاستئناف وعضوان آخران من القضاة. وأفادت «سانا» بأن تشكيل اللجنة العليا للانتخابات المقبلة من قضاة «يؤكد استقلالية اللجنة وعدم تبعيتها للسلطة التنفيذية في ما يتعلق بالانتخابات ونتائجها».

وكانت وزارة الإدارة المحلية اتخذت قرارات عدة تتعلق بقانوني الادارة المحلية والانتخابات تتضمن إحداث عدد من المدن والبلدات والبلديات حيث أصبح عدد الوحدات الإدارية 154 مدينة و 502 بلدة و 681 بلدية ليصبح العدد الإجمالي 1337 وحدة إدارية، بينما كان العدد السابق لا يتجاوز 639 حيث تم دمج 925 بلدية درجة رابعة إلى وحدات إدارية جديدة.

ويبلغ عدد المراكز الانتخابية 9849 مركزاً وفقاً لإحصاءات وزارة الإدارة المحلية.

وقال وزير الادارة المحلية المهندس عمر غلاونجي إنه «سيتم استخدام الحبر السري للمرة الأولى فى انتخابات الدورة الحالية لمجالس الإدارة المحلية والذي وزعته وزارة الداخلية»، لافتاً الى ان عملية الانتخاب ستتم بموجب البطاقة الشخصية.

وأوضح مسؤول في وزارة الداخلية أن عدد البطاقات الشخصية الممنوحة في سورية وصل إلى 15.4 مليون بطاقة، في حين يصل عدد القيود المسجلة للذين أتموا الثامنة 14.4 مليون، بينهم 8569 لا يحق لهم الاقتراع.

الى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين السوري جهاد مقدسي ان قناة «اي بي سي» الاميركية «شوّهت مضمون» مقابلة اجرتها باربرا وولترز مع الرئيس بشار الاسد بـ «اقتطاع اجزاء منها في شكل يتماهى» بين ما بث وتصريحات الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر.

وأضاف في مؤتمر صحافي عقده مساء اول امس انه «من حق كل قناة أن تقوم بمونتاج، لكن شرط ألا يؤدي إلى تشويه المضمون وخصوصاً مع رئيس دولة وفي بلد مثل سورية»، لافتاً الى ان تونر «لجأ الى ضرب المقابلة قبل بثها عبر القول إن الرئيس الأسد لا يتحمل مسؤولية ما يحدث لضرب موضوع له علاقة بكرامة السوريين وهو الجيش العربي السوري البطل» وتابع: «لجأوا أولاً الى استهداف سورية اقتصادياً وسياسياً وديبلوماسياً وطائفياً. وبما أن ذلك لم ولن ينجح اعتبروا أن الجيش السوري البطل هو الرمق الأخير وحاولوا تصويره بأنه يعمل لوحده».

وعرض مقدسي للصحافيين مقاطع ما بث في «اي بي سي» وما سجل اصلاً، حيث جرت عملية مونتاج لـ «تشويه مضمونها باللعب على ثلاثة محاور أساسية هي: الجيش العربي السوري ومحور الانقطاع عن الواقع واللاعقلانية ومحور الأمم المتحدة».

ولفت مقدسي إلى أن القناة «اعتمدت الحرب بالصور حيث اكتفت بعرض صور تظاهرات معارضة فقط إلى جانب الرئيس الأسد خلال بث المقابلة من دون نشر أي صور أخرى تحقق التوازن. كما لم تأخذ كل كلام الرئيس الأسد عن أعداد المدنيين الذين قتلوا وكيف قتلوا بل تم التركيز على كلمة البعد عن الواقع واللاعقلانية».

وزاد: «إن اللاعقلاني والمجنون هو من يجر جيشه إلى حروب عبثية، كما في أفغانستان والعراق حيث قتل أكثر من ستة آلاف جندي أميركي، إضافة إلى قتل عدد كبير من العراقيين ونزوح عدد آخر بسبب واحة الديمقراطية في العراق. كما أن اللاعقلانية هي من يصرف ترليونات الدولارات من جيوب دافع الضرائب الأميركي خلال الأزمة الاقتصادية الطاحنة في أميركا كي يدفعها لحليف غير طبيعي في منطقة الشرق الأوسط، وعندما يطلب من هذا الحليف تجميد مستوطنات غير شرعية لستة أيام فقط يرفض ذلك»، موضحاً ان الأجزاء التي اقتطعتها القناة «كانت على مبدأ ولا تقربوا الصلاة».

ورداً على سؤال عن تصريحات وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الأخيرة في شأن وساطة مع سورية، قال مقدسي: «سمعت بهذا التصريح عبر الإعلام ولم يردنا أي شيء. ونشكر أياً كان على النيات الحسنة من حيث المبدأ».

وعن موقف الرئيس الأسد مما يجري من عنف وموقف سورية من الأمم المتحدة الآن، قال مقدسي ان «الرئيس الأسد والحكومة السورية يشعران بالحزن والأسى جراء حقيقة استمرار العنف في سورية» وأضاف ان «الرئيس الأسد ليس شخصاً يشخص المشكلة فقط ويتخذ القرار بل إنه قائد وصانع للقرار ويجب أن يعمل على إيجاد حلول ومخارج للبلاد تتناسب مع خصوصيتها وليس بما يتناسب مع القوى المجاورة والإقليمية والدولية». وتابع ان الاسد «وعد بالمحاسبة. وهناك تعليمات واضحة بعدم استخدام الذخيرة الحية، ونحن نرى أن المخرج هو حل سوري بامتياز عبر الحوار. ونناشد العالم الخارجي وأشقاءنا في العالم العربي مساعدة سورية من خلال مساعيهم الحميدة بوقف التحريض وتدفق الأسلحة وإرسال هواتف الثريا ووقف الضغط وفرض العقوبات على سورية لأن كل ذلك لا يساعد».

وزاد مقدسي: «نحن نريد من الآخرين أن يساندوا تقويم سورية للوضع ولا نريد منهم دعم المواجهات المسلحة فيها. ونحن مستعدون للتعاون وأعتقد أننا سنجد مخرجاً مشرفاً من هذه الأزمة للجميع. والمطلوب من المعارضة أن تؤمن بالحوار لأن سورية لم تعد هي الطرف الذي لا يؤمن بالحوار. ونحن نريد أن يتم إقناع هؤلاء الموجودين في الخارج بأن يؤمنوا بالحوار، ولا توجد محرمات على الإطلاق».

 
رئيس البرلمان العربي لـ«الحياة»: نأسف لاستمرار الجامعة في سياسة «المُهَل» لسورية
الأحد, 11 ديسيمبر 2011
 

طالب رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي بمواقف عربية فاعلة، خصوصاً من الجامعة العربية إزاء الملف السوري، مبدياً أسفه من استمرار سياسة المُهَل التي تنتهجها، داعياً إياها إلى الأخذ بسياسة الحسم مع النظام السوري، ومؤملاً أن يكون هناك موقف عربي حازم يتخذ إجراءات قوية ضد النظام السوري.

وناشد الدقباسي في حديثه لـ«الحياة» المؤسسات الدولية أن تتخذ إجراءات أكثر أهمية لحماية الشعب السوري من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها حالياً، وإلى محاسبة القتلة الذين تعدوا على كرامة وحريات وآدمية الإنسان السوري. وعلّق الدقباسي على العمل الخليجي المشترك في حلحلة الأزمات العربية بالقول: «من دون مبالغة، نعتقد أن هذا المكان في جدة شهد اجتماعات كثيرة، ويشهد على أن المواقف الخليجية دائماً كانت دافعة باتجاه السلام والأمن العربي والعالمي، ونحن فخورون بأن كل المبادرات العربية الأخيرة لحفظ سلامة وأمن العالم العربي، كانت منطلقاتها خليجية، سواء في ليبيا أو دارفور أو اليمن، ونعتقد أن التجربة الخليجية جديرة بالاهتمام والمتابعة».

وقال رئيس البرلمان العربي «نحن داعمون لأي جهد يؤدي الغرض والنتيجة في سورية، ونقول للجامعة العربية أمامكم خيارات عدة، وأفكار متعددة، وأقول للمعارضة السورية كفى تفككاً، عليكم أن توحدوا الصف لمصلحة الشعب السوري، وغير مقبول أن يبقى الموقف العربي متفرجاً، وأن يكون ضحية لسياسية التسويف والمماطلة التي يمارسها النظام السوري».

ورأى أن تأخر الجامعة العربية في حسم كثير من القضايا أدى إلى تشجيع النظام السوري على مزيد من القتل، «وهو ما يحملنا مسؤولية بألا نكون متفرجين على ما يحدث».

وأضاف: «كمواطن خليجي أفخر بأن بلادنا كانت انطلاقة حل أزمات اليمن وليبيا وسورية، لكن الخليج لا يملك عصا سحرية، فهو يريد تعاوناً عربياً ودولياً، ويريد تقديراً لجهوده، لأن مصالحه تعرضت للخطر، وتعرض قادته إلى هجمات إعلامية كانت ثمناً لجهودهم المباركة التي نطالبهم بمزيد منها».

وقال الدقباسي: «إن الحل للأزمة السورية يبدأ بموقف موحد ومتجانس وقوي للمعارضة السورية، يحترم تضحيات الشعب في الداخل، وموقف قوي وحازم وواضح من الجامعة العربية والدول الإقليمية، خصوصاً تركيا، إضافة إلى الموقف الدولي».

وساق رئيس البرلمان العربي الذي نقل مقره أخيراً من دمشق إلى القاهرة احتجاجاً على ممارسات النظام السوري، نداء للبرلمانيين الروس والصينيين بأن يحثوا حكوماتهم على أن لا يعرقلوا الجهود الدولية الرامية للمحافظة على سورية، وأضاف: «نحن قلقون من حرب أهلية في سورية، والتدخل الأجنبي، لكن ذلك لا يعني أن نستسلم لآلة القتل التي توجه لصدور المدنيين».

وفيما يخص مقترح البرلمان الخليجي الموحد، قال الدقباسي إنه «لم يعد مقبولاً تهميش الرأي الشعبي، نحن مطالبون بتعزيزه، ووجود منظمات تدفع للمصلحة العامة، والشعوب الخليجية واعية ومتماسكة، والبيت الخليجي متضامن عبر الطبيعة باللغة والهموم والنهج، وهو يقود القطار العربي، والسعودية ذخر للعرب والمسلمين، كما أن المجموعة الخليجية هي الأقوى والأكثر تقديراً عالمياً والأكثر إمكانية، وهو يحملها مسؤولية أكبر للوصول إلى غايات وأهداف تحترم آدمية الإنسان العربي وتحقق غاياته وطموحه، وتخلق مشاريع عربية تخدمه»، مطالباً بالمحافظة على الكيان العربي من العبثين الإسرائيلي والإيراني، والدفع باتجاه الأمن القومي العربي، واحترام حقوق الإنسان وحريات الإنسان العربي».

 
 
اعتقالات بالجملة تطال مثقفين وإعلاميين وسينمائيين سوريين وشكوى من عدم قانونية مدة احتجازهم
محامي الدفاع لـ «الشرق الأوسط»: التهم جاهزة دائما.. وجهات أمنية تعتبر نفسها أعلى من القانون
بيروت: ليال أبو رحال
يشكل الفنانون والمثقفون السوريون، الذين لم يترددوا في التعبير عن آرائهم حيال الأحداث التي تشهدها سوريا منذ منتصف شهر مارس (آذار) الفائت، «فريسة» سهلة للقوى الأمنية السورية التي بدورها لا تتردد في اعتقالهم متى وجدت الفرصة الملائمة.
وعلى الرغم من أن أماكن سكنهم وعملهم معروفة، فإن عملية توقيفهم تبقى خاضعة لمزاج الرقيب الأمني، إذ تم اعتقال أكثر من ناشط ومخرج ومثقف لدى محاولتهم السفر للمشاركة في مؤتمرات حقوقية أو إعلامية، مع العلم بأن معظمهم يقصد دائرة الجوازات والسفر للتأكد من أنه لا شيء يمنع سفره، لكنه يفاجأ بتوقيفه أثناء وصوله إلى المطار أو إلى الحدود.
وفي حين أن محاكمة البعض منهم تحصل سريعا، فإن البعض الآخر يعاني من طول مدة احتجازه لدى الفروع الأمنية قبل أن يحال ملفه إلى المحكمة بتهم يصفها المستشار القانوني لـ«المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» خليل معتوق لـ«الشرق الأوسط» بأنها «تهم جاهزة إلى درجة باتت فيها أشبه بـ(الكليشيهات) على غرار (النيل من هيبة الدولة)، و(نشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة)، و(الانتساب لمجموعة محظورة من أجل قلب النظام)، و(التظاهر)، و(الانتساب إلى جمعية ذات طابع دولي)».
ويؤكد معتوق، وهو محام وناشط حقوقي يتطوع للدفاع عن العشرات من «معتقلي الرأي والضمير» في سوريا، منهم على سبيل المثال عامر عثمان وعامر مطر (صحافيان)، وريم غزي ونضال حسن (مخرجان)، وغيفارا نمر (مصورة ومنتجة)، وكمال شيخو (ناشط وصحافي)، وشادي أبو الفخر (منتج)، أنه «لا نص قانونيا يجيز اعتقال المثقفين والناشطين، أو يبرر التهم التي توجه إليهم»، وقال «هناك (حلّة) من أي قانون، حيث إن فروع الأمن يمكن أن تعتقلهم متى شاءت في أي مكان، في ظل عدم الالتزام بأصول المحاكمات والقانون السوري إلا في حالات نادرة».
وتطرق معتوق إلى حالة المخرج السينمائي فراس فياض، الذي «بعد أن تأكد من دائرة الجوازات والسفر أنه لا شيء يمنع سفره، توجه إلى المطار للسفر، وإذ بإحدى الجهات الأمنية التي تعتبر نفسها أعلى من القانون تعتقله، وحتى الآن لا نعرف شيئا عنه ولا عن وضعه القانوني». ويتابع «كذلك الحال بالنسبة للمدونة والناشطة رزان غزاوي التي كانت متوجهة إلى عمان للمشاركة في مؤتمر إعلامي، وإذ بها يتم توقيفها على الحدود السورية - الأردنية، على الرغم من أنهم يعرفون مكان عملها وإقامتها، وما نعرفه حتى اللحظة عنها أنها محتجزة لدى جهة أمنية ولم يحل ملفها إلى القضاء بعد».
ولا يخلو توقيف هؤلاء المثقفين والفنانين من مضايقات يتعرضون لها على أكثر من مستوى، كما يوضح معتوق، الذي لم ينف بدوره تعرضه لضغوط واستدعاءات وإزعاج متكرر من قبل القوى الأمنية. ولفت إلى أنه «بعد توقيف المخرج نضال حسن على سبيل المثال تم إبقاؤه لمدة شهر كامل في أحد الفروع الأمنية، وتم حلق شعره بالكامل، ومن بعدها نقل إلى سجن عدرا».
وفي الإطار عينه، أكد معتوق أن ثمة قرارات صدرت عن القضاء السوري ويشهد لها، خصوصا في حالتي كمال شيخو ومازن عدي، حيث أسقط القضاء التهم الموجهة إليهما بعدما لم يجد ما يؤكد صدقيتها، لافتا إلى أنه «تم الحكم على شيخو بشهرين، فيما سبق الحكم عليه توقيفه لمدة 8 أشهر».
وأعرب «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» عن بالغ قلقه الشديد لازدياد الانتهاكات الواقعة على الصحافيين والمدونين والعاملين في المجال الإعلامي في سوريا، لافتا إلى رصده «أكثر من 120 واقعة انتهاك موثقة لديه منذ بداية العام حتى الآن، الأمر الذي يعتبر انتهاكا صارخا لقرار مجلس الأمن رقم 1738 لعام 2006، والداعي إلى ضرورة اعتبار الصحافيين أشخاصا مدنيين يجب احترامهم وحمايتهم في مناطق النزاع المسلح، وهو القرار الموافق لمجموعة اتفاقيات ومعاهدات دولية أخرى أكدت على ضرورة حماية الصحافيين في حال النزاع المسلح».
وبدوره، يشدد معتوق على أن «حالات التوقيف كلها مخالفة للدستور السوري وللاتفاقيات والمواثيق الدولية التي وقعتها سوريا، لأن كل ما يقومون به هو التعبير عن رأيهم»، وأشار إلى أن «النص القانوني نفسه يشير إلى أنه في حال تفريق مظاهرة يتم إنذار المتظاهرين أولا، وإذا لم يستجيبوا يعاد إنذارهم ثانية، ثم يرشون بالماء ثالثة، ومن ثم يجيز اعتقالهم». وأبدى أسفه لكون «ما يحصل مغاير كليا، إذ تتم الدعوة لمظاهرة عند الساعة الخامسة، فتحضر القوى الأمنية وتعتقل الموجودين في مكان الاعتصام عند الرابعة والنصف، أي قبل بدء المظاهرة»، مشددا على «المطالبة بسيادة القانون حتى في ظل الظروف التي تشهدها سوريا في الوقت الراهن».
تجدر الإشارة إلى أن الصحافي عامر مطر مثل أمام قاضي التحقيق الرابع في دمشق، يوم الخميس الفائت، بعد أن قرر قاضي التحقيق العسكري الخامس التخلي عن الدعوى إلى القضاء العادي، حيث قامت النيابة العامة بتحريك الدعوى عليه بتهمة «نشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة». وأكد خلال استجوابه أنه «تعرض للجبر والشدة وأن كل أقواله أمام فرع الأمن لا صحة لها».
وبعد أن وجهت النيابة العامة للمخرجة ريم غزي تهم «الانتساب إلى جمعية سرية والنيل من هيبة الدولة ونشر أنباء كاذبة والحض على التظاهر والاشتراك فيه»، أنكرت غزي أمام قاضي التحقيق الثاني في دمشق في الخامس من الشهر الحالي جميع التهم المنسوبة إليها، وتم إيداعها سجن النساء في عدرا.
وفي اليوم نفسه، تم استجواب المخرج السينمائي نضال حسن أمام قاضي التحقيق الخامس في دمشق، وتم اتهامه بـ «نشر أنباء كاذبة في الخارج» وتهمة «تحقير رئيس الدولة»، وتم إيداعه سجن عدرا المركزي.
كذلك، اعتقلت سلطات الهجرة والجوازات يوم الخميس الفائت في مطار دمشق الدولي المصورة والمنتجة السينمائية غيفارا نمر أثناء توجهها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لحضور مهرجان دبي السينمائي، حيث كانت ضمن مجموعة من الفنانين والإعلاميين السوريين الذين تمت دعوتهم لحضور المهرجان. وهذا الاعتقال هو الثاني لنمر بعد اعتقالها أثناء مشاركتها في «مظاهرة المثقفين» في حي الميدان.
العراق يحث النظام السوري على قبول المبادرة العربية.. وزيباري: البديل تدويل الأزمة
اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب في القاهرة نهاية الأسبوع الحالي بعد إلغاء اجتماع الدوحة
القاهرة: صلاح جمعة لندن - بغداد: «الشرق الأوسط»
حث العراق أمس النظام السوري على قبول المبادرة العربية لحل الأزمة السورية، وقال هوشيار زيباري، وزير الخارجية العراقي، إن لجوء الجامعة العربية إلى العراق لحلحلة الأزمة السورية جاء بعد وصول مبادرة الجامعة إلى «طريق مسدود»، مؤكدا أن العراق سيحاول إقناع القيادة السورية بقبول المبادرة قبل فوات الأوان، لأن البديل سيكون تدويل الأزمة.
وشجع زيباري القيادة السورية على قبول وتنفيذ المبادرة العربية، قائلا إن «مثل هذا التصرف سيكون مفيدا للسوريين، وخصوصا مع عدم وجود تبلور لموقف دولي، وبعكسه فإن بدايات السنة المقبلة ستكون حاسمة للقضية السورية». وقال زيباري في لقاء مع قناة تلفزيون «العراقية» الرسمية «المبادرة العربية تجاه سوريا وصلت إلى طريق مسدود... وإلى مداها النهائي».
وزار نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، العراق يوم الخميس والتقى رئيس الحكومة والقيادات العراقية. وقال العربي إن زيارته هي للبحث في إمكانية أن تقوم الحكومة العراقية باستثمار علاقتها مع سوريا لدعم وإنجاح مبادرة الجامعة العربية. وقال زيباري في المقابلة إن العراق لديه علاقات طيبة مع القيادة السورية واتصالات مع أطراف من المعارضة السورية تساعده على القيام بمثل هذا الدور. وأشار إلى أن العراق سيقوم «باتصالات حقيقية» مع المعارضة لحثهم على قبول اتفاق سلمي يفضي إلى حل الأزمة السورية، كما قال إن العراق سيحاول إقناع القيادة السورية بضرورة إنهاء العنف والبدء بإجراءات إصلاحات.
ورفض زيباري تسمية قوى المعارضة التي لدى العراق اتصالات معها، لكنه قال إنها من الداخل والخارج وإنها «قيادات حقيقية». وأضاف «الاتصالات موجودة، لكننا سننفتح عليها أكثر... وردودهم إيجابية».
وكان العراق تحفظ على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا مؤخرا. وصوت العراق أيضا ضد قرار الجامعة بتعليق المشاركة السورية في اجتماعات الجامعة. وتتضمن خطة السلام العربية إرسال مراقبين عرب إلى سوريا، وانسحاب القوات الحكومية من المدن، ورغم تأكيد زيباري أن الموقف في سوريا «خطير»، فإنه قال إن فرصة حل الأزمة في سوريا بشكل سلمي ما زالت قائمة. وقال زيباري إن على القيادة السورية أن تستغل عدم تبلور موقف غربي حتى الآن وأن تقبل بالمبادرة العربية «لأن البديل سيكون التدويل». وتوقع زيباري أن تكون «بدايات السنة المقبلة حاسمة» للأزمة السورية.
وأضاف أن المطلوب الآن من أصدقاء سوريا هو إفهام السوريين أن «تنفيذ هذه المبادرة من مصلحة سوريا وشعبها وأن البديل هو التدويل، والبديل هو خروج الملف خارج إطار مؤسسة الجامعة.. وهذا تطور ليس من مصلحة أحد... لا الدول العربية ولا سوريا». وأشار إلى أن العراق سيقوم «بتشجيع الحكومة السورية على عدم تفويت هذه الفرصة».
وقالت صحيفة «الصباح» الرسمية التي تصدر في بغداد أمس، إن وفد الوساطة العراقي الذي سيتوجه إلى دمشق «منح التفويض الكامل» من قبل الجامعة العربية. وقال مصدر في وزارة الخارجية لـ«رويترز»، طلب عدم نشر اسمه، إن الوفد سيتوجه «قريبا جدا إلى دمشق وإنه يضم مسؤولين دبلوماسيين كبارا».
وكانت الجامعة العربية قد ألغت أمس اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي كان من المفترض أن يعقد يوم أمس في الدوحة لبحث الأزمة السورية. وقال مصدر دبلوماسي في القاهرة إن العربي اقترح في الوقت نفسه عقد الاجتماع في السادس عشر أو السابع عشر من الشهر الحالي في مقر الجامعة بالقاهرة.
وأكد مصدر مسؤول في الجامعة العربية، أنه من المقرر عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية ومجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بكامل هيئته برئاسة قطر نهاية الأسبوع الحالي لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحة السورية.
وقال المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، «إن اجتماع اللجنة سيبحث الرد العربي على الموقف السوري الذي تضمنته رسالة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالموافقة على توقيع اتفاق بعثة مراقبي الجامعة إلى سوريا بشروط». وأضاف «الأمين العام للجامعة العربية رد على خطاب المعلم وأكد له بكل وضوح أنه لا يمكنه إلغاء القرارات التي اتخذها مجلس وزراء الخارجية العرب ولا بد من عرض الأمر على المجلس مرة أخرى لاتخاذ قراره». وتابع المصدر قائلا: «دعونا سوريا مجددا في ردنا عليهم إلى التوقيع على اتفاق بعثة المراقبين».
وكانت وزارة الخارجية السورية ذكرت أول من أمس أن السلطات «تدرس» الرد الذي تلقته من الجامعة العربية على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سوريا. وقال جهاد مقدسي، المتحدث باسم الوزارة، في بيان «تسلمت وزارة الخارجية رد معالي الأمين العام وما زال قيد الدراسة».
وكان النظام السوري أعلن الاثنين الماضي استعداده لتوقيع بروتوكول مراقبي الجامعة العربية الذين سيأتون إلى سوريا للاطلاع ميدانيا على الوضع ومحاولة إنهاء القمع الذي تقول الأمم المتحدة إنه أوقع أكثر من أربعة آلاف قتيل منذ مارس (آذار) 2011. وطلب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رسالة إلى الجامعة العربية نشرت الثلاثاء إلغاء العقوبات التي قررتها الجامعة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) لتوقيع بروتوكول المراقبين. وتشمل العقوبات العربية تجميد المعاملات التجارية مع الحكومة السورية وحساباتها المصرفية في الدول العربية.
في أول إشارة ضمنية ضد النظام السوري.. المالكي يدعو الشعوب إلى إيقاف الحاكم الجلاد
لهجة بغداد الداعمة للنظام السوري تراجعت منذ زيارة بايدن للعراق.. وعشية لقاء المالكي أوباما في واشنطن
بغداد: حمزة مصطفى واشنطن: محمد علي صالح
في أول رد ضمني على الاتهامات التي وجهتها دول وأطراف داخلية وخارجية ضد الحكومة العراقية لجهة وقوفها إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، دعا رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، الشعوب إلى تحمل مسؤولياتها في إيقاف الحاكم الجلاد الذي يمارس القسوة ضد شعبه. وقال المالكي، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان ببغداد أمس: «على شعوب العالم تحمل مسؤولية إيقاف الحاكم الظالم الذي يمارس القسوة ضد شعبه». وأضاف أن «أخطر انتهاك لحقوق الإنسان هو انتهاك دولة لدولة؛ لأنه يريق الدماء ويذبح آلاف الأبرياء، وعلى الشعوب تحمل مسؤولية إيقاف الحاكم الجلاد الذي يمارس القسوة ضد شعبه».
ويعتبر هذا الموقف هو الأول من نوعه الذي يعد تغيرا واضحا في اللهجة الرسمية العراقية، لا سيما على صعيد قسم كبير من قيادات التحالف الوطني. كان أمين عام الجامعة العربية، نبيل العربي، قد اختتم، مؤخرا، زيارة للعراق التقى خلاها المالكي وعددا من كبار القادة العراقيين، تركزت المباحثات فيها على الأزمة السورية التي يراد للعراق أن يلعب دورا فيها انطلاقا من كونه الآن الأقرب إلى نظام الأسد من بين الدول العربية. لكن لهجة المالكي - التي بدت تصالحية مع أطراف المعارضة السورية التي رفض قسم منها دعوته للحوار معها في بغداد - هي جزء من المتغير الذي حصل في الخطاب الإعلامي والسياسي الرسمي العراقي حيال الأزمة السورية عقب زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بغداد الأسبوع الماضي.
جاءت تصريحات المالكي هذه عشية بدئه زيارة إلى واشنطن؛ حيث من المفترض أن يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الاثنين المقبل. ومن المتوقع أن يركز اللقاء على الوضع في سوريا، بهدف إقناع العراقيين بالانضمام إلى الضغوط العربية والأميركية على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وتتسم الجهود الأميركية بالحذر، وذلك خوفا من إغضاب العراقيين مع انسحاب القوات الأميركية من العراق وحرص واشنطن على استمرار علاقات قوية معهم. وقد أشاد بيان البيت الأبيض، يوم الجمعة الماضي، حول اجتماع يوم الاثنين، بجهود القوات الأميركية في العراق. وأشار إلى أن «الرئيس يقدر تضحيات وإنجازات الذين عملوا في العراق، والشعب العراقي، حتى الوصول إلى هذه اللحظة الحاسمة المليئة بالوعود بهدف تأسيس علاقات صداقة دائمة أميركية - عراقية، بينما نحن ننهي الحرب في العراق».
وقال معلقون صحافيون: إن الإشارة إلى «تضحيات الشعب العراقي» القصد منها إرضاء العراقيين بهدف العمل لفتح صفحة جديدة، ولنسيان سنوات الاحتلال الثماني التي قتل خلالها عشرات الآلاف من العراقيين.
وتحدثت الصحافة الأميركية عن أن واشنطن تريد كسب المالكي لتأييد سياستها في سوريا، في الوقت نفسه الذي تريد فيه إقناع المالكي بأن العهد الجديد في علاقات البلدين سيكون على قدم المساواة، وأن نهاية الاحتلال أيضا معناه نهاية الأوامر، وحتى الضغوط.
إلى ذلك، قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، في المؤتمر الصحافي اليومي، في إجابة عن سؤال إذا كانت واشنطن قد وضعت خططا لحماية المدنيين في حمص، قالت نولاند: «نحن قلقون على مصير المدنيين في حمص وفي سوريا كلها». وقالت إن فشل مجلس الأمن، بسبب فيتو كل من روسيا والصين في اتخاذ «قرارات حاسمة وفعالة»، ساعد على «تشجيع النظام السوري ليفعل ما يفعل وما يريد أن يفعل». وقالت إن الولايات المتحدة تواصل اتصالاتها لإعادة القضية إلى مجلس الأمن. وفي الوقت نفسه، تتشاور مع دول أخرى حول «حماية المدنيين وإرسال المراقبين»، خاصة مع تركيا وجامعة الدول العربية.
كانت نولاند قد قالت إن الرئيس الأسد «يتحمل مسؤولية ما تفعل قوات الأمن الحكومية، وعلى الرغم من أنه قال عكس ذلك على شاشات التلفزيون، فأي رئيس ينفي تحمل المسؤولية على شاشات التلفزيون في حين أن قوات الجيش والأمن التابعة له ترتكب أنواعا مروعة من الفظائع ضد شعبه؟». وأضافت: «نحن نحمله كل المسؤولية هنا».
ورفضت الإجابة عن سؤال إذا كان الأسد «مجنونا»؛ لأنه كان قد قال إن أي حاكم يقتل شعبه لا بد أن يكون مجنونا. وقالت نولاند: «لا أريد التحدث عن حالته العقلية. إننا نحمله المسؤولية عن أعمال العنف».
وقالت إن هناك «علامات تدعو للتفاؤل» عن موقف كل من روسيا والصين. وأشارت إلى «تصريحات متزايدة من جانب الروس عن الحاجة إلى وضع حد لأعمال العنف». وأشارت إلى تصريحات لافروف، وزير الخارجية الروسي، أول من أمس، على ضوء اجتماعات حلف شمال الأطلسي، وإلى أن الصينيين «قالوا أشياء مماثلة خلال اجتماعاتنا معهم في بالي (في إندونيسيا، خلال القمة الأميركية الآسيوية) في الأسبوع الماضي».
الإعلام الغربي يتسارع لمقابلة الأسد.. والنظام السوري يختار شخصيات صحافية محددة
بدأها مع أندرو غيليغان ثم هالة جابر وأخيرا باربرا والترز
لندن: «الشرق الأوسط»
انضمت الصحافية الأميركية الشهيرة باربرا والترز، أمس، إلى الصحافيين الأجانب الذين يتسارعون لمقابلة الرئيس السوري بشار الأسد، لتكون أول صحافية أميركية تقابل الرئيس السوري منذ اندلاع الثورة السورية في مارس (آذار) الماضي.
لقاء والترز مع الأسد، الذي بثته قناة «إي بي سي» الأميركية، يأتي في وقت يحاول النظام السوري أن يؤثر على الرأي العام الخارجي، وخاصة الغربي، في وقت تزداد فيه الضغوط عليه. وبالإضافة إلى أهمية تصريحات الرئيس السوري، فإن الصحافيين أنفسهم الذين يختارهم مكتب الرئيس السوري لإجراء المقابلات الصحافية يثيرون الانتباه. فوالترز تعتبر من أهم وأشهر الصحافيين الأميركيين ولها تاريخ طويل في مقابلة الزعماء العرب، وعلى رأسهم مقابلتها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في أول مقابلة تلفزيونية قام بها العاهل السعودي بعد توليه الحكم في السعودية.
وكانت المقابلة التي أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2005 وبثتها قناة «إي بي سي» من أبرز المقابلات التي قامت بها والترز، والتي ما زالت من أبرز الصحافيات في الولايات المتحدة على الرغم من تجاوزها سن الـ82 عاما.
ولكن اسم والترز راج عام 1977 عندما استطاعت أن تقابل الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن، قبل توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل (كامب ديفيد) عام 1978. وكانت تلك المقابلة الأولى المشتركة بين زعيم مصري وإسرائيلي، وبعدها ساعدتها شهرتها على الحصول على فرص مهمة في الصحافة من بينها مقابلة 6 رؤساء أميركيين وشخصيات بارزة مثل رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر.
وتعتبر مقابلة والترز الأخيرة مع الأسد محطة جديدة لها، وقالت في مقابلة معها على قناة «إي بي سي» أمس: «كان بإمكاننا السير في كل مكان، كان بإمكاننا زيارة أي مكان، كان الأشخاص يجلسون يتناولون القهوة.. في دمشق الأمور تسير على ما هي، ولكن عن بعد ساعة الناس يقتلون».
وأصرت «هذا الرجل ليس مثل (العقيد الليبي السابق معمر) القذافي.. هذا الرجل (الأسد) مثقف لدرجة عالية وهادئ جدا.. من المثير قوله إنه لم يقم بأعمال (القتل) بل الحكومة قامت بها».
ويعتمد النظام السوري على الصورة التي تنقلها والترز وغيرها من الصحافيين عن الأسد نفسه، بقدر ما يعتمد على تصريحات الأسد الإعلامية في تلك المقابلات.
ويأتي لقاء والترز بعد أن أجرى الأسد لقاءين مع صحيفتين بريطانيتين الـ«تلغراف» و«صنداي تايمز» وكلتاهما معروفة بميولها اليمينية، خلال الشهرين الماضيين.
أول لقاء كان مع الصحافي المثير للجدل أندرو غيليغان والثاني مع الصحافية البريطانية من أصول لبنانية هالة جابر. والتقى الأسد الثلاثة بشكل منفرد وحرص على الحديث معهم بشكل هادئ في محاولة لنقل صورة إيجابية عن شخصيته.
وغليغان اشتهر عام 2003، وبخاصة لدوره في كشف هوية العالم البريطاني ديفيد كيلي الذي انتحر لاحقا، وكان المصدر الرئيسي في تقرير صحافي شكك في الأسباب وراء خوض بريطانيا والولايات المتحدة الحرب ضد العراق عام 2003، والذي اعتبر أن «الملف» حول قدرة العراق على مهاجمة الغرب خلال 45 دقيقة باستخدام أسلحة دمار شامل كان مبالغا فيه.
وبعد تحقيق علني مطول، وجدت لجنة مستقلة أن غليغان لم يستطع إثبات مقابلته لكيلي، بل إنه اعتمد على مقابلة أجراها العالم مع صحافيين آخرين واعتمدها غليغان، ليكشف عن هويته لاحقا. وأدت تلك القضية إلى استقالة غليغان من هيئة الإذاعة البريطانية الـ«بي بي سي» وسط فضيحة أدت إلى استقالة رئيس الـ«بي بي سي» حينها غين ديفيز والمدير العام غريغ دايك.
وعلى الرغم من الانتقادات الشديدة لغليغان حينها، استطاع أن يعود إلى الإعلام من خلال مجلة «سبيكتيتور» أولا ثم صحافية الـ«تلغراف»، وكلاهما من اللون السياسي اليميني في بريطانيا. وفي مقابلته مع الأسد في 29 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كتب غليغان: «عندما تذهب لمقابلة زعيم عربي، تتوقع قصور شاسعة وكتائب من الحراس ودوائر من التفتيش الأمني المطول والبروتوكول القاتل.. ولكن رئيس سوريا بشار الأسد يختلف كثيرا».
وأضاف أن الأسد استقبله في منزل من طابق واحد «لم تكن هناك عناصر أمن ظاهرة أو حتى سياج.. الرئيس كان في استقبالنا». وخلص غليغان مقاله بالقول: «يبدو، من دمشق على الأقل، المساحة المحدودة حتى الآن للإصلاح الحقيقي وللتغير، ولكن يجب تحقيقه سريعا».
أما جابر، فكانت الصحافية الوحيدة التي قابلت ابنتي الرئيس العراقي السابق صدام حسين، رغد ورنا، بعد إعدامه وقد قامت بإجراء مقابلات مع شخصيات أخرى مثيرة للجدل مثل شاكر العبسي، زعيم مجموعة «فتح الإسلام» المتطرفة في مخيم نهر البارد في لبنان، بالإضافة إلى تغطيتها الموسعة للثورات والاضطرابات في العالم العربي هذا العام، وخاصة من ليبيا، حيث قامت بتغطية واسعة من مدن عدة خلال الثورة الليبية. وكانت جابر قد قابلت سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، في يونيو(حزيران) عام 2010، حين وصفته بـ«مناصر الإصلاح».
وفي مقابلتها مع الأسد التي نشرت يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت جابر إنه «كان من الممكن تصوره رجل أعمال شابا، بل من الصعب التصور أن الشخص المبتسم في البدلة الداكنة الذي استقبل موظفيه بدفء بينما يحمل حقائبه بنفسه وهو يدخل قصر تشرين يعمل أي شيء آخر، ولكنه هو بشار الأسد، الرئيس السوري». وأضافت أن الأسد كان يعلم بمرض زوجها «وسأل بشكل مهموم عن صحته، وقال لي إن أقوي إيماني».
وعلى الرغم من تصورات الصحافيين الثلاثة عن الرئيس السوري خلال الأسابيع الماضية، حرص الثلاثة على التأكيد على مواصلة القمع والقتل في سوريا، حتى وإن لم يقتنع الأسد بتلك التقارير.
ردا على الرد المتعلق بالرد!
طارق الحميد
إذا كان العنوان أعلاه مستفزا، أو غير مفهوم، ولا يبدو متسقا بأي حال من الأحوال، فهذا يعني أنك على دراية، وفهم جيد لموقف الجامعة العربية مما يحدث في سوريا، فمنذ المبادرة العربية المطروحة وأمين الجامعة العربية يتحدث عن ضرورة أن يوقع النظام الأسدي على المبادرة العربية، وعن الرد المتعلق بالرد على الرد!
فالسوريون يُقتَلون كل يوم، بما لا يقل عن خمسين سوريا، وأمين عام الجامعة العربية يتحدث عن الرد على الرد، وضرورة أن يوقع النظام الأسدي على البروتوكول المتعلق بإرسال مراقبين إلى سوريا، فأي عبث أكثر من هذا العبث؟ فإذا كان بشار الأسد ينفي للمرة الثانية، وعبر خارجيته، أو قل صحافه الجديد جهاد المقدسي، حوارا تلفزيونيا مسجلا بالصوت والصورة، فكيف يثق العرب في وعود النظام الأسدي؟ بل وكيف يثق العرب في الأسد حتى لو وقع البروتوكول العربي؟ وكيف يثق العرب في النظام الأسدي أصلا وآلة القتل لم تتوقف حتى اليوم؟ بل وما جدوى إرسال مراقبين ما دامت آلة القتل لم تتوقف في سوريا يوما واحدا، والأدهى من كل ذلك أن الأسد نفسه، وبالصوت والصورة، يقول إن تلك القوات ليست قواته، وإنه لم يعط أوامر بالقتل، والعنف؟ هراء لا يصدق، ومضيعة للوقت ثمنها مزيد من دماء السوريين الأبرياء، خصوصا في حمص.
وإذا كان الأميركيون يقولون للأسد إنه سيكون مسؤولا، وسيحاسب، عن كل قتيل سوري في حمص، التي يحاصرها استعدادا للهجوم المسلح عليها، فإن علينا كعرب أن نقول لأمين الجامعة العربية، وأعضائها الموقرين، إن كل قطرة دم سورية هي في أعناقهم، ليس بما يتوقع حدوثه في حمص، بل ومنذ الإعلان عن المبادرة العربية، ومرورا بكل مهلة أعطيت للأسد. فالقول بأنه ليس بالإمكان أكثر مما تم اتخاذه، وانتظار أن يوقع النظام الأسدي على البروتوكول العربي، ما هو إلا تسويف، وإعطاء فرص لطاغية دمشق للاستمرار في القتل على أمل قمع الثورة السورية. فكل الوقائع تقول إنه لا مصداقية للأسد ونظامه، وجريمة الصمت العربي على القتل اليومي بحق السوريين، والتأخير، بل التخاذل العربي، من شأنهما أن يعقدا الأمور في سوريا أكثر، ويزيدا من معاناة السوريين.
ولذا فإن سير الأحداث في سوريا اليوم قد تجاوز النظر لوعود النظام الأسدي، والرد على رده المتعلق بالرد، كما تجاوزت الأحداث مواقف الجامعة العربية، وحتى سقف المطالبة بالذهاب إلى مجلس الأمن، وبات المطلب الأساسي اليوم هو تكوين جبهة من الراغبين في الدفاع عن الشعب السوري الأعزل، والتحرك من أجل فرض منطقة عازلة، وفرض حظر جوي، وذلك بتوفير الغطاء العربي والدولي، والمالي حتى، لتركيا، ومن شأن ذلك أن يحمي السوريين، ويجعل الأسد يصدر بيانه الصوتي الأول، وبشكل أسرع مما يتخيله البعض، فالأسد هو معمر القذافي، وعليه فيجب أن يتحرك المجتمع الدولي لوقف آلته القاتلة، كما فعل مع العقيد المجنون، ويجب التحرك اليوم، وليس في منتصف الشهر، كما يقول أمين عام الردود المتعلقة بالردود بجامعة الردود العربية!

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,858,307

عدد الزوار: 7,648,076

المتواجدون الآن: 0