الاتحاد البرلماني العربي يتجه لتجميد عضوية سوريا ونقل مقره من دمشق

سوريا: حراك دبلوماسي.. والسعودية تدعو إلى العودة لمجلس الأمن

تاريخ الإضافة الأربعاء 7 آذار 2012 - 4:35 ص    عدد الزيارات 2413    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

سوريا: حراك دبلوماسي.. والسعودية تدعو إلى العودة لمجلس الأمن
الاشتباكات بين قوات الأمن والجيش الحر تتوسع لتشمل دمشق ودرعا.. واستمرار المظاهرات في جامعة حلب * أنان والقدوة إلى دمشق
بيروت: بولا أسطيح وكارولين عاكوم واشنطن: محمد علي صالح ـ الرياض: «الشرق الأوسط»
استمر أمس الحراك الدبلوماسي العربي والدولي لوقف المجازر في سوريا، وجدد مجلس الوزراء السعودي تأكيد الرياض على دعوة مجلس الأمن الدولي إلى «ممارسة دوره القانوني، وتحمل مسؤولياته الأخلاقية، بالمبادرة إلى الدعوة لوقف العنف في سوريا، ووضع حد لإراقة دماء الشعب السوري الشقيق، والعمل على إيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى المدنيين المتضررين».
من جهة أخرى، أعلن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن موافقة دمشق على استقبال كوفي أنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية، في دمشق، وأنه من المنتظر أن يتوجه إلى هناك يوم 10 مارس (آذار) برفقة نائبه الدكتور ناصر القدوة، وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق. وبينما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إلى لقاء سيعقد بين روسيا ووزراء الخارجية العرب، على هامش اجتماعهم في القاهرة في 10 مارس لبحث الأزمة السورية، أكد السفير الصيني في القاهرة أنه سوف يشارك في الاجتماعات.
وبينما حظرت وزارة الخزانة الأميركية أمس على الأميركيين التعامل مع محطات الإذاعة والتلفزيون المملوكة للدولة في سوريا، قائلة إنها تدعم قمع الحكومة السورية لشعبها، حظرت كندا جميع التعاملات مع مصرف سوريا المركزي و7 وزراء في إطار حملة لوقف قمع الاحتجاجات في سوريا. كما أعلنت شركة الطيران الفرنسية «إير فرانس» أمس عن إلغاء رحلتها إلى العاصمة السورية ذهابا وإيابا.
وميدانيا، توسعت دائرة الاشتباكات بين قوات الأمن و«الجيش السوري الحر» لتشمل دمشق ودرعا، وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 13 قتيلا بنيران القوات السورية حتى مساء أمس، فيما فرقت قوات الأمن مظاهرة طلابية في جامعة حلب، واعتقلت 3 من المتظاهرين.
الاشتباكات تتوسع بين قوات الأمن و«الجيش الحر» لتشمل دمشق ودرعا

بعد الهجوم على مقر للمخابرات بريف دمشق

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»... تستمر القوات السورية في حملاتها الأمنية الواسعة في مختلف أنحاء البلاد، فمن حمص التي تتعرض مناطقها لأعنف هجوم مع فرار المئات إلى الحدود اللبنانية، انتقالا إلى درعا التي شهدت قتالا عنيفا ليل الأحد الاثنين بين القوات النظامية والجيش الحر، والذي أعلن عن شن هجمات على حواجز الجيش في المدينة.. فيما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 13 قتيلا بنيران القوات السورية حتى مساء أمس.
في هذا الوقت، أعلن ناشطون أن الجيش السوري الحر كثف هجماته على أهداف موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في جنوب سوريا وشمالها وشرقها في الأيام القليلة الماضية لتخفيف الضغط عن مدينة حمص المحاصرة. وأعلن «السوري الحر» أنه هاجم ليل الأحد الاثنين مقرا للمخابرات في مدينة حرستا بريف دمشق، فيما اندلعت اشتباكات مع الجيش السوري في عدة مناطق من البلاد.. وبث ناشطون صورا على الإنترنت قالوا إنها تظهر جانبا من الهجوم الذي جرى في عملية مشتركة لعناصر الجيش الحر بكل من دمشق وريفها. وقال ناشطون ليل أول من أمس الأحد إن الجيش الحر هاجم مقر المخابرات الجوية في حرستا والواقع عند مدخل مدينة دمشق، وإن الهجوم تم بعملية مشتركة ومن أربعة محاور، حيث تم قصف المقر بعشر قذائف من أسلحة متوسطة. وقال أحد الناشطين من درعا إن الجيش السوري الحر هاجم عدة نقاط تفتيش وتحصينات في الشوارع في وقت واحد، وإن الدبابات ترد بإطلاق قذائف مضادة للطائرات على الأحياء السكنية، كما يقوم قناصة الجيش بإطلاق النار على أي شيء يتحرك. وأضاف الناشطون أن عددا من عناصر الأمن قتلوا في العملية، كما بثوا فيديو يظهر المقر الأمني أثناء الليل ويسمع فيه صوت إطلاق القذائف.. وبدورها أكدت تنسيقية حرستا «استهداف مبنى المخابرات الجوية بحرستا بـ7 قذائف هاون و3 قذائف آربي جي»، وذلك رغم الجدار الإسمنتي الذي تمت تعليته حول المقر مؤخرا، وقالت التنسيقية إن الهجوم جاء ردا على «احتلال المدينة منذ أربعين يوما وقطع الاتصالات عنها والحملات الأمنية الشرسة بحرستا والريف».
يشار إلى أن ناشطين يتهمون جهاز المخابرات الجوية بتولي عمليات قمع الاحتجاجات في ريف دمشق، ويضم مقره في حرستا معتقلين بارزين وناشطين وسجناء سياسيين.. كما يشك معارضون في أن «العمليات العسكرية تدار في هذا المقر بمساعدة خبراء إيرانيين وروس».
ووصلت إلى حرستا صباح أمس تعزيزات عسكرية، لتضاف إلى القوات المنتشرة ضمن المدينة منذ ما يزيد عن الشهر. وقد شهدت الحواجز الموجودة ضمن المدينة وتلك المحيطة بها تشديدا كبيرا في تفتيش السيارات والمارة منذ ساعات الصباح الباكر، مع تنفيذ العديد من عمليات الدهم والاعتقال التي طالت عددا من شباب المدينة، ترافق كل ذلك مع إطلاق نار متفرق بين الحين والآخر من جهات متعددة من المدينة.
وفي هذا السياق، أكد ناشطون أن قتالا عنيفا اندلع ليل الأحد الاثنين بين قوات مدرعة من الجيش والجيش الحر في درعا، وأضافوا أن قوات الأمن اقتحمت منطقة يبرود في ريف دمشق بأرتال من الدبابات، وأن انفجارات دوّت في أنحاء متفرقة منها.
وأشار الناشطون إلى تعرُض مناطق عدة في إدلب ودرعا وحي القابون في دمشق لحملات دهم واعتقال. وتحدثوا عن اشتباكات بين الجيش السوري والجيش الحر في محيط جوبر بدمشق وحي الجورة بدير الزور.
وبالأمس، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل سوريين في درعا (جنوب سوريا)، فيما تجدد القصف العنيف على مدينة الرستن في ريف حمص (وسط)، وأوضح المرصد «أنَّ آليات للقوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة جددت قصفها عليها»، مؤكدا أن «القوات النظامية السورية تواصل منذ صباح الأمس حملة مداهمات واعتقالات في حي جوبر المجاور لحي بابا عمرو في حمص الذي سيطرت عليه قبل أيام».
وفي ريف دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت مدينة يبرود صباح يوم أمس». وأشارت لجان التنسيق المحلية في بيان إلى أن «عملية الاقتحام ترافقت مع قصف على المدينة التي تبعد نحو أربعين كيلومترا عن العاصمة، وإلى انقطاع تام للاتصالات».
وأوضح الناطق باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي لوكالة الصحافة الفرنسية أن «قوة عسكرية كبيرة اقتحمت مدينة يبرود من كل الجهات»، مشيرا إلى وجود «الكثير من المجندين في المدينة الذين تخلفوا عن الالتحاق بالخدمة، وعسكريين في الجيش لجأوا إليها بعد الانشقاق لأنها كانت تعد آمنة نسبيا». وفي مضايا القريبة من الزبداني أعلن عن مقتل ثمانية أشخاص، ستة منهم من عائلة عفلق.. وقال ناشطون إنه تمت تصفيتهم على أيدي قوات الأمن بعد اعتقالهم أثناء الحملة الأخيرة التي شنتها قوات الأمن في المدينة مؤخرا.
وبالتزامن، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن التزام أهالي دوما (ريف دمشق) بالإضراب العام الذي شمل جميع المحال التجارية في المدينة مترافقا مع إغلاق بعض الطرقات من قبل المتظاهرين وسط استنفار امني في جميع الحواجز المحيطة بالمدينة.. وقال ناشطون إن الإضراب العام استمر لليوم الثاني احتجاجا على احتجاز جثامين تسعة أشخاص قتلوا برصاص الأمن أثناء تفريق مظاهرات خرجت يوم الجمعة الماضية.
وفي مدينة الهامة تم تشييع امرأة قتلت في منزلها برصاص قوات الأمن أثناء اقتحام لمدينة الهامة مساء الأحد وإطلاق النار بشكل عشوائي. وفي حي وادي المشاريع بتدمر قامت قوات الأمن والشبيحة بمداهمة المنازل مع حملة اعتقالات واسعة، مع ضرب وإهانة المعتقلين أمام الأهالي.
ومن حمص، أوضح الناشط أبو يزن الحمصي أن «المداهمات استهدفت بالأمس حي السلطانية»، لافتا إلى أن «عائلات من بابا عمرو تقيم حاليا في هذين الحيين». وإذ أشار إلى أن «كل شاب فوق 14 عاما مرشح للاعتقال»، قال الحمصي: «إن أحدا من الذين اعتقلوا خلال الأيام الماضية لم يخرج بعد»، لافتا إلى أن «قوات النظام التي دخلت بابا عمرو تعمل على فتح الطرق وتنظيفها، بعد أن تسبب انهيار أبنية ومنازل نتيجة القصف على مدى شهر تقريبا إلى محو معالم الشوارع».
وفي الإطار عينه، ذكر ناشطون أن الأمن السوري يشن حملة اعتقالات واسعة في حي بابا عمرو بحمص، وأضافوا أنهم يقومون بحرائق مفتعلة في هذا الحي للتغطية على «الجرائم» التي تقوم بها هذه القوات في الحي.
من جانب آخر ما يزال ريف محافظة حماه ملتهبا، حيث تمت محاصرة بلدة حلفايا من جميع الجهات بعد تعرضها للقصف العنيف لأربعة أيام متواصلة، من قبل الجيش النظامي. ويوم أمس قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة اقتحمت البلدة وقسمتها إلى قطاعات مع تفتيشها بدقة في حملة مداهمات واعتقالات شرسة، ترافقت مع عمليات نهب وحرق للمنازل.. حيث تم حرق ما لا يقل عن أربعة منازل حتى نهار يوم أمس.
كما انسحبت قوات الجيش إلى منطقة الجلمة ومن ثم إلى قرية تل ملح حيث نصبت الحواجز على الطرقات في ريف حماه، وقبل انسحاب الجيش أمطر سماء مدينة كرناز بقذائف مدفعية مخلفا أضرارا مادية، بينما عاشت بلدة قسطون ليلة أول أمس تحت إطلاق نار كثيف من الرشاشات بشكل عشوائي، مما أدى إلى إصابة العديد من منازل المدنيين وسقوط عدد من الجرحى. وفي مدينة الرستن استمر القصف بشكل متقطع، وقتل شخص هناك مع طفلة جراء القصف المدفعي.
عائلة «شيخ المعتقلين» بسوريا تعلن عن خطوات تصعيدية.. وابنته تقول: سنتوجه للقضاء الدولي

عميد منشق لـ«الشرق الأوسط»: العيسمي في شقة تابعة للمخابرات العسكرية

بيروت: بولا أسطيح.. أعلنت ابنة نائب الرئيس السوري الأسبق المعارض شبلي العيسمي، الذي اختطف منذ أكثر من 9 أشهر من منطقة عالية في جبل لبنان، أنها وعائلتها «قرروا اتخاذ خطوات تصعيدية حتى يتم إطلاق سراحه سالما»، لافتة إلى أنه «سيتم التوجه للقضاء الدولي لأن عملية اختطافه من لبنان باتجاه سوريا تندرج في إطار الإرهاب الدولي».
وأشارت رجاء شرف الدين إلى أنه «بعدما تم استنفاد كل الجهود الرسمية اللبنانية وحتى الدبلوماسية منها بعد لقاءات مع السفراء الروسي والأميركي والصيني والبريطاني وغيرهم في بيروت من دون التوصل إلى أي نتيجة، تقرر اللجوء للقضاء الدولي»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لم تصل إلينا أخبار عن الوالد منذ 4 أشهر وآخر المعلومات كانت تتحدث عن أنه ما زال على قيد الحياة ولكن حالته الصحية كانت تتدهور».
وأوضحت شرف الدين أنه «تم التوسط لدى الجمعيات الإنسانية وجمعيات حقوق الإنسان من صليب أحمر وغيرها وصولا إلى جنيف، حيث ستنطلق الدعوى القضائية الدولية»، مذكرة بأن «شبلي العيسمي هو أكبر المعتقلين في السجون السورية لذلك بات يطلق عليه تسمية (شيخ المعتقلين)».
من جهته، كشف العميد المنشق عن المخابرات الجوية السورية حسام عواك، لـ«الشرق الأوسط»، عن أنه «بعدما تم اختطاف العيسمي من منطقة عالية في مايو (أيار) الماضي على يد مجموعة لبنانية، اقتيد إلى مفرزة الزبداني ونقل بعدها إلى فرع فلسطين 235 (المخابرات العسكرية السورية) الواقع بين المزة وكفرسوسة عند فندق (الكرلتون)»، موضحا أنه «يحتجز حاليا في شقة مشددة الحراسة تابعة للفرع نفسه». وأشار العميد عواك إلى أن «سبب احتجازه هو رفضه إعطاء تصريحات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد»، كاشفا عن أن «أكثر من مسؤول سوري محتجز حاليا في شقق مماثلة وتحت الإقامة الجبرية».
وقد أطلق الناشطون السوريون عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تسمية «ثلاثاء الوفاء لشبلي العيسمي شيخ المعتقلين» تذكيرا بعملية اختطاف أكبر المعتقلين السوريين سنا (88 عاما). وتوجهت «عائلة العيسمي» في بيان إلى «شرفاء أمتنا العربية، وإلى شعبنا المناضل في سبيل حريته، وإلى أبناء بني معروف في لبنان وسوريا والأردن والوطن العربي كافة»، مشددة على أن «اختطاف الرمز العربي الكبير شبلي العيسمي، من قلب جبل لبنان ومن بين أهله، يشكل إهانة كبيرة للشرفاء من أبناء وطنه ورفاقه ومحبيه في كل من لبنان وسوريا والأردن وجميع الأقطار العربية»، وقالت «ما كان سكوتنا خلال الأشهر التسعة الماضية إلا لفسح المجال أمام الجهود الدبلوماسية والسياسية عبر القنوات المحلية والدولية، ولكن مع الأسف لم تسفر عن أي نتيجة فعالة»، كاشفة عن أنها «بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية حتى يتم إطلاق سراحه سالما».
وطالبت عائلة العيسمي «بشدة وبإصرار المسؤولين في الدولة اللبنانية السياسيين والأمنيين بتحمل مسؤولياتهم، والتدخل لدى النظام السوري لإطلاق سراحه فورا»، داعية «الشرفاء والمخلصين من أهلنا وإخوتنا في جبل العرب بسوريا ولبنان والأردن إلى التحرك الميداني للضغط على النظام السوري لفك أسره فورا».
وكان السفير السوري لدى لبنان، علي عبد الكريم، نفى الاتهامات حول تورط السفارة السورية بخطف معارضين سوريين في لبنان ومنهم العيسمي، معتبرا أنها اتهامات «من دون أي دليل وتشكل إضرارا كبيرا بالتنسيق بين البلدين وضرورة التكامل في العمل الأمني بينهما».
يذكر أن العيسمي كان قد اختطف في مايو الماضي من مدينة عالية بجبل لبنان، وهو أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي أواسط أربعينات القرن الماضي، شغل منصب نائب الرئيس السوري خلال حكم أمين الحافظ. كما شغل العيسمي منصب نائب الأمين العام للحزب لفترة طويلة خلال مكوثه في العراق بعد أن منع من دخول وطنه سوريا منذ ستينات القرن الماضي.
نزوح جماعي من سوريا إلى لبنان هربا من اقتحام الفرقة الرابعة لمدينة القصير

الجيش اللبناني اشتبك مع مسلحين حاولوا التسلل مع النازحين وأوقف 6 منهم

جريدة الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب .. عاد الوضع الأمني على الحدود اللبنانية - السورية إلى الواجهة، مع دخول نحو ثلاثة آلاف نازح سوري جديد إلى لبنان عبر بلدة القاع في منطقة البقاع، هربا من العملية العسكرية الواسعة التي ينفذها الجيش السوري في مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية.
وأعلن مصدر في الجيش اللبناني أن «تدفق الكم الهائل من النازحين من سوريا إلى لبنان سبب بعض الإرباك والازدحام على الحدود، بسبب التدقيق في هويات الوافدين». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «حركة نزوح كبيرة وغير مسبوقة حصلت أول من أمس من مدينة القصير باتجاه لبنان، بسبب العملية العسكرية الواسعة التي تنفذها الفرقة الرابعة في الجيش السوري (التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد) في المدينة، ولدى محاولة عدد من المسلحين السوريين الدخول إلى لبنان بين النازحين، طاردهم الجيش اللبناني محاولا مصادرة الأسلحة التي لديهم، وخلال المطاردة حصل إطلاق نار، ما أدى إلى إصابة جندي لبناني وتوقيف المطاردين الذين يفوق عددهم 30 شخصا، لكن أطلق سراح معظمهم وبقي ستة منهم قيد التوقيف، وتم ضبط أسلحتهم واقتيادهم إلى التحقيق».
وأوضح المصدر أن «كل الذين تمكنوا من الوصول إلى الأراضي اللبنانية جرى احتضانهم وتقديم المساعدات الأولية لهم من قبل الجيش اللبناني والأهالي بوصفهم نازحين مدنيين»، لافتا إلى أن «الوضع على الحدود هادئ وطبيعي وليس هناك أي توتر».
في هذا الوقت سارعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى التدخل لمواكبة الأوضاع المستجدة، وأعلنت الناطقة باسم المفوضية دانا سليمان، أن «فرق المفوضية بدأت عملها على الأرض لجهة إحصاء عدد النازحين وتقديم المساعدات التي يحتاجونها». وأكدت سليمان لـ«الشرق الأوسط» أن «المفوضية لم تنته بعد من الإحصاء الدقيق للذين نزحوا أول من أمس عبر البقاع، لكن معلومات السلطات اللبنانية تفيد بأن عددهم يفوق الألفي شخص معظمهم من العائلات». وقالت: «أغلبية هؤلاء يقيمون الآن عند أقاربهم وأصدقائهم في البقاع، لا سيما في بلدات عرسال والفاكهة ومشاريع القاع، ونحن مع شركائنا ما زلنا في مرحلة التقييم».
وأضافت سليمان: «سبق لنا أن وضعنا خطة طوارئ مع شركائنا من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، مثل اليونيسيف وبعض الجمعيات الأخرى، للتعامل مع مثل هذه الحالة، والآن بدأنا تطبيق هذه الخطة وباشرنا توزيع المساعدات العينية والغذائية لهؤلاء النازحين، مثل الطعام والماء، وحليب الأطفال، والفرش والحرامات، والأدوية للمصابين بأمراض مزمنة، وأدوات تنظيف وغيرها، وستستكمل باقي الحاجيات تباعا».
إلى ذلك أكد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، أن نحو «ألفي شخص فروا من القصف والعمليات العسكرية في عدد من مناطق محافظة حمص، وقدموا إلى لبنان عبر منطقة مشاريع القاع الحدودية، حيث يوجد معبر رسمي وطرق فرعية غير شرعية». وذكّر بأن «غالبية هؤلاء عادوا إلى بلادهم بعد تراجع أعمال العنف، فيما بقي نحو 15 عائلة في لبنان». كذلك أعلن أمس عن نقل أربعة جرحى سوريين إلى لبنان، وأدخلوا إلى مستشفى شتورا لتلقي العلاج.
شباب «سوريا الحرة» ينشئون قاعدة بيانات «شهداء الثورة»

الجيش الحر يتعهد بتكفلهم ورعاية أسرهم

جريدة الشرق الاوسط.... بيروت: يوسف دياب.... أنشأ شباب «سوريا الحرة» في الداخل السوري وفي الخارج «قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي الـ«فيس بوك»، التي تحصي أعداد الشهداء منذ بدء الثورة منتصف مارس (آذار) 2011 وحتى الآن. وتكشف هذه القاعدة العدد الإجمالي للضحايا الذي يبلغ 10027 حتى الثالث من الشهر الحالي، وهم 9431 ذكرا و596 أنثى بينهم 710 أطفال.
وتفصّل قاعدة البيانات هؤلاء، سواء المدنيين أو جنود الجيش الحر، بحسب أعمارهم والمحافظات التي سقطوا فيها والمدن وحتى الأحياء، وعدد الشهداء في كل يوم وأسبوع وشهر، وإحصاء الأسماء بحسب العائلات، وذلك بالاستناد إلى الإحصاءات الدقيقة للجان التنسيق المحلية ولجنة شهداء الثورة، واللافت في هذه القاعدة التي تخضع لتحديث يومي، أنها تتضمن الصور ومقاطع الفيديو لمعظم الشهداء من أجل إثبات مصداقيتها في هذا الموضوع، فضلا عن صور المجازر التي شهدتها كل المحافظات السورية.
إلى ذلك، كشف مصدر قيادي في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن قيادة الجيش الحر «قررت اعتبار شهداء ومعاقي الثورة السورية من المدنيين هم من شهداء ومعاقي الجيش السوري، لهم كافة حقوق الشهيد والمعاق العسكري برتبة ضابط مع الالتزام برعاية القاصرين من أولادهم»، مؤكدا أن «دولا خليجية أبلغت (الجيش الحر) استعدادها التام لإعادة بناء مساكن المواطنين المتضررة»، مشيرا إلى أنه «بعد سقوط نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، سنعمل سريعا على تضميد جراح أهلنا وإعادة بناء ما تهدم على صعيد البشر والحجر، وسنكون في سباق مع الزمن من أجل بناء سوريا الجديدة، التي ستكون على قدر أمانة دماء الشهداء وأنين الجرحى والمعوقين وعذابات الأسرى في معتقلات هذا النظام».
وفي سياق متصل، أكد عضو المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري محمد السرميني، أن «هناك اتصالات يجريها مسؤولون في (الجيش السوري) مع الداخل من شأنها زيادة الانشقاق عن الجيش النظامي»، مشيرا إلى أن «هناك عملا جديا وتواصلا مع ناشطين في الداخل، وتحركات أكثر على الأرض من أجل إنقاذ الشعب السوري من هذا النظام». وقال «إننا نعمل على خطين متوازيين، الأول هو الخط السياسي الدولي من خلال تواصلنا مع الدول الصديقة وخاصة دول الخليج، والأمر الآخر العمل على الأرض من خلال دعم الجيش السوري الحرّ».
العربي: أنان في سوريا السبت وتعيين وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق نائبا له

ناصر القدوة لـ«الشرق الأوسط»: أعرف صعوبة المهمة وسأبذل كل جهدي للقيام بها

القاهرة: صلاح جمعة... أعلن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن موافقة الحكومة السورية على استقبال كوفي أنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية، في دمشق، وأنه من المنتظر أن يتوجه إلى هناك يوم 10 مارس (آذار) الحالي. كما أعلن العربي عن تعيين الدكتور ناصر القدوة، وزير خارجية فلسطين الأسبق، نائبا لأنان، وقال القدوة لـ«الشرق الأوسط»: «أعرف صعوبة المهمة، وأتعهد ببذل كل جهدي لكي أقوم بها».
وأعلن نبيل العربي أن كوفي أنان قد أبلغه بموافقة الحكومة السورية على استقباله في دمشق، موضحا أنه ينتظر أن يتوجه إلى هناك يوم 10 مارس الحالي، وموافقة السلطات السورية على استقبال مفوضة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فاليري آموس، التي سبق أن رفضت استقبالها. وقال العربي في بيان، صدر أمس، عن الجامعة العربية: «يسرني الإعلان عن تعيين الدكتور ناصر القدوة نائبا للسيد كوفي أنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية، وكلي ثقة في أن الدكتور القدوة أهل لهذه المهمة ذات الأهمية البالغة في ظل الظروف الخطيرة الراهنة التي تمر بها سوريا». وأضاف: «لقد تم اختيار القدوة لهذه المهمة بصورة مشتركة بيني وبين السيد بان كي مون، الأمين العام للجامعة العربية، والتشاور مع السيد كوفي أنان».
وقال العربي: «أشكر الدكتور القدوة على قبوله بهذه المهمة، وأتمنى له التوفيق في مساعيه الحميدة كنائب للسيد كوفي أنان، راجيا التوفيق في إنجاز أهداف هذه المهمة المتمثلة في التوصل إلى الوقف الفوري والشامل لجميع أعمال العنف والانتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا، إضافة إلى مساعدة السوريين على التوصل إلى حل سياسي سلمي لهذه الأزمة يفضي إلى تحقيق طموحات الشعب السوري ويحفظ لسوريا وحدتها وأمنها واستقرارها ويبعد عنها مخاطر التدخل الخارجي وسيناريو الفوضى والحرب الأهلية».
وأشار البيان إلى أن تعيين القدوة في هذا المنصب يأتي استنادا إلى قرارات مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في هذا الشأن، وآخرها القرارين المؤرخين في 22 يناير (كانون الثاني)، و12 فبراير (شباط) 2012، بشأن الطلب من الأمين العام للجامعة تسمية مبعوث خاص لمتابعة المبادرة العربية المقترحة لحل الأزمة السورية، وكذلك في إطار متابعة تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوضع في سوريا الصادر بتاريخ 16 فبراير (شباط) الماضي.
من جانبه، قال الدكتور ناصر القدوة: «أنا أتشرف بهذا التكليف وأعرف الصعوبة الكبيرة والأهمية العليا لهذا الأمر، وسأبذل كل جهدي لكي أقوم بالمهمة المطلوبة»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، اتصل به وأبلغه باختياره لهذه المهمة، مؤكدا أنه يقدر هذا للأمين العام للجامعة العربية والأمين السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان.
وقال القدوة إنه يتطلع للعمل مع السيد كوفي أنان والفريق المعاون له، مشيرا إلى أنه تربطه علاقة قوية بأنان عندما كان أمينا عاما للأمم المتحدة، حيث كان القدوة رئيسا للبعثة الفلسطينية الدائمة لدى الأمم المتحدة.
وأضاف القدوة أن أنان رجل قدير للغاية وله باع طويل في العمل الدولي بمجالاته المختلفة، ولديه القدرة للقيام بهذه المهمة الصعبة.
ناصر القدوة

جريدة الشرق الاوسط.... * وزير خارجية فلسطين الأسبق، وهو ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، كما يشغل منصب رئيس مؤسسة عرفات وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح.
ويتمتع القدوة بخبرة سياسية ودبلوماسية كبيرة ومتراكمة تمتد على مدار ستة وثلاثين عاما، حيث انخرط في العمل السياسي والدبلوماسي منذ شبابه المبكر، ومن خلال منصبه كرئيس البعثة الفلسطينية الدائمة لدى الأمم المتحدة، شارك القدوة في الكثير من المؤتمرات الدولية والإقليمية غير الدولية.
وكان القدوة وراء الحملة الدبلوماسية الناجحة في أروقة الأمم المتحدة ضد الجدار العازل الذي تواصل الحكومة الإسرائيلية بناءه فوق الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، حيث توج القدوة نشاطه الحثيث بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2003، باللجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا طلبا لرأيها الاستشاري غير الملزم حول شرعية الجدار الإسرائيلي، وبعد مداولات استمرت قرابة 4 أشهر ونصف الشهر توصل 14 من قضاة المحكمة الـ15 إلى قرار يؤكد عدم شرعية هذا الجدار ويوصي بهدمه وتعويض المتضررين منه من الفلسطينيين، وكان نبيل العربي، الأمين العام الحالي للجامعة العربية، أحد القضاة الـ14 آنذاك.
قمة سعودية ـ قطرية تبحث الوضع الإقليمي
الرياض - «الحياة»
 

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض أمس أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبحث معه مجمل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وموقف البلدين منها، إضافة إلى آفاق التعاون بين الرياض والدوحة وسبل دعمها وتعزيزها في كل المجالات، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.

ونسبت وكالة الأنباء الفرنسية إلى مصادر سعودية «مطّلعة» قولها إن الجانبين السعودي والقطري ناقشا خلال اللقاء «التطورات في سورية، والجهود المبذولة لوقف آلة القتل التي يمارسها النظام السوري منذ آذار (مارس) الماضي، وأدت إلى قتل الآلاف». وأشارت الوكالة إلى ان لقاء خادم الحرمين وأمير قطر يأتي قبيل عقد اجتماعات الدورة الـ137 العادية لجامعة الدول العربية السبت المقبل في القاهرة.

حضر اللقاء من الجانب السعودي كل من وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وأمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، ونائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى قطر أحمد القحطاني.

كما حضره من الجانب القطري كل من الممثل الشخصي لأمير قطر الشيخ جاسم بن حمد، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم، ورئيس المؤسسة القطرية للإعلام الشيخ حمد بن ثامر، ورئيس الديوان الأميري الشيخ عبدالله بن حمد، وسفير قطر لدى المملكة علي آل محمود.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كشف خلال اجتماع عقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أول من أمس في الرياض ان «الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصل بالأسد ثلاث مرات خلال الأزمة التي تمر بها سورية، وقال له أنت تسير في الطريق الخطأ، صحح مسارك، أنت تسير في الطريق الخطأ. إذا لم يكن لديك خطة لتحسين وضع السوريين، اترك الفرصة لكي يقوموا بالواجب». وأضاف: «لقد أسمعت لو ناديت حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي».

وقال وزير الخارجية السعودي: «إن الشعب السوري لا يريد النظام، النظام السوري يصر على البقاء في السلطة بالقوة». وأضاف: «لم أقل شيئاً لم يقله السوريون، هم لا يريدون هذا النظام، إذا كانت رغبة السوريين في التسلّح فليس هناك حق أقوى من حق الدفاع عن النفس، هذا ما يطلبه السوريون. من الصعب أن تمنع شخصاً من أن يدافع عن نفسه».

 
تزايد لجوء السوريين إلى الاردن وليبيا ومصر ولبنان وتركيا
الحياة..القاهرة - محمد الشاذلي
 

ينتظر نحو 800 لاجئ سوري على الحدود الليبية - المصرية عند معبر السلوم السماح لهم بالدخول إلى الأراضي الليبية هرباً من الازمة السياسية والانسانية في بلدهم. وقال شهود إن البعض ينام في الطريق وآخرون في مسجد وبعض النساء في فندق تبرع بعض أهالي السلوم لتأمينهم فيه. وأكد الشهود أن العالقين السوريين على هذه الحال منذ عدة أيام، وأن هناك مرضى ولا يوجد أي أغطية أو أدوية ولا أي نوع من الرعاية الطبية.

وعلمت «الحياة» أن نحو اثنين وأربعين ألف مواطن سوري دخلوا إلى الأراضي الليبية براً عبر منفذ السلوم البري الحدودي مع مصر خلال الفترة ما بين شهري أيلول (سبتمبر) وكانون الأول (ديسمبر) الماضيين فقط. وأكد الممثل الإقليمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالقاهرة السفير محمد الدايري تواجد نحو 800 سوري حالياً في منطقة منفذ السلوم البري، محاولين الدخول إلى الأراضي الليبية، غير أنه لم يتم السماح لهم بالدخول حتى الآن بسبب ضرورة الحصول على تأشيرة دخول إلى ليبيا. وأوضح الدايري أنه على رغم فرض السلطات الليبية منذ كانون الثاني (يناير) الماضي تأشيرة دخول على السوريين، فقد سمحت منذ ذلك الحين وبشكل استثنائي لنحو ألف سوري بدخول الأراضي الليبية من منفذ السلوم البري من دون تأشيرة. وأضاف أن هؤلاء السوريين يأتون براً من سورية إلى الأردن فمصر محاولين الدخول إلى الأراضي الليبية وبينهم أعداد كبيرة كانوا يعملون في ليبيا في السابق وآخرون يسعون للحصول على فرص عمل في الأراضي الليبية. وأشار إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بوسعها تقديم الرعاية لهؤلاء السوريين في حال بقائهم في مصر سواء في القاهرة أو الإسكندرية أما بالنسبة الى وجودهم في السلوم لمحاولة دخول ليبيا من دون تأشيرة، فهذا أمر يخضع للسلطات الليبية والتنسيق معها للحصول على تأشيرات دخول. وأوضح أن هؤلاء السوريين دخلوا مصر في ضوء عدم اشتراط السلطات المصرية حصولهم على تأشيرة دخول إلى أراضيها.

واتفقت حركة الكرامة السورية مع جمعية أبناء الجالية السورية في مصر على إنشاء لجنة إغاثة للاجئين السوريين بمصر الذين وفدوا إليها بسبب الأحداث. وصرَّح أمين الحركة معتز شقلب بأن عدد اللاجئين السوريين في مصر يصل إلى نحو عشرة آلاف لاجئ حتى الآن. وقال إن الجالية السورية في مصر ستقوم بإحياء الذكرى السنوية الأولى للثورة، وذلك يوم الخامس عشر من الشهر الجاري بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات. ودعت الجالية السورية في مصر إلى مليونية الجمعة القادمة من أجل سورية.

وانطلقت في الجامعة أمس فعاليات مؤتمر «الاستجابة الإنسانية وتنسيق العمل التعاوني من أجل الشعب السوري» بالتعاون والتنسيق مع المنتدى الإنساني الدولي بمشاركة عدد كبير من المنظمات، وناشد المؤتمر الحكومة السورية توفير ممرات إنسانية آمنة للمنظمات الإنسانية بما يمكنها من إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين. وأكد الأمين العام للجامعة نبيل العربي في كلمة وجهها للمؤتمر أهمية تضافر الجهود من أجل مساعدة وإغاثة الشعب السوري الذي بات في حاجة لمساعدات عاجلة في ظل الوضع المتأزم الراهن. وقال العربي إن الوضع في سورية متأزم ويخرج عن المقبول بجميع المعايير، لافتاً إلى أن الدول العربية تسعى منذ 13 تموز (يوليو) من العام الماضي إلى مطالبة النظام السوري بوقف العنف والإفراج عن المعتقلين والدخول في إصلاح حقيقي، بينما الجانب السوري يعطي كلمات فيها القبول لكن على الأرض لم يتحقق شيئاً، وهناك أوراق ضغط استخدمت وهناك أفكار طرحتها الجامعة ونحن الآن لدينا اهتمام بصدور قرار من مجلس الأمن بوقف العنف وفتح المجال للمعونات الإنسانية ونأمل أن يتحقق ذلك خلال أسبوع.

واستعرض الرئيس العام للهلال الأحمر الأردني د. محمد الحديد أوضاع النازحين السوريين إلى الأردن، لافتاً إلى أن هناك نحو 78 ألف نازح، من بينهم 20 ألف أوضاعهم متردية، مؤكداً أن الهلال الأحمر الأردني لديه خطط وإمكانات لإقامة مخيم يسع 50 ألف لاجئ وتقديم كل ما يلزم للاجئين. بينما أكد رئيس قسم البرامج الدولية بالهلال الأحمر القطري د. خالد دياب إنه تم إعطاء تفويض من مكتب رئيس الوزراء للهيئة العليا للإغاثة، وهي تغطي مناطق الشمال في لبنان وتقدم الخدمات للنازحين السوريين وكذلك دعم مستشفيات الشمال. وقال إن هناك نحو 50 ألفاً من النازحين السوريين إلى لبنان والهيئة لا تغطي البقاع وهناك نحو 740 أسرة سورية، ولا توجد نية لفتح المخيمات. وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية لديها خطة طوارئ لمساعدة السوريين النازحين للبنان وهناك أعداد كبيرة من الجرحى بينهم. في الوقت الذي استعرض ممثل تركيا أوضاع السوريين النازحين إلى بلاده، لافتاً إلى أن عددهم يصل إلى 11 ألف نازح، وتوفر لهم الحكومة التركية والهلال الأحمر التركي المعونات والمخيمات والمنازل للسكن. وأشارت الأمين العام المساعد للجامعة للشؤون الاجتماعية السفيرة سيما بحوث إلى أن قرار مجلس الجامعة في 12 شباط (فبراير) الماضي بفتح المجال أمام منظمات الإغاثة العربية والدولية وغيرها من المنظمات لتمكينها من إدخال مواد الإغاثة الإنسانية للمواطنين.

 
الصليب الاحمر: الصراع قد يستمر لشهور... وفجوة بين ما تقوله السلطات والوضع على الارض
جنيف، لندن - «الحياة»
 

أعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس عن خشيتها من ان يستمر الصراع في سورية «شهوراً». وعبر المدير العام للمنظمة ايف داكور عن قلقه على مصير المدنيين الذين لا يزالون محاصرين في درجات الحرارة التي تصل الى حد التجمد في حي بابا عمرو ويحتاجون الى طعام ومياه ورعاية طبية،

وقال داكور في مقابلة مع هيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية: «نحن ممنوعون حالياً من جانب الجيش والحكومة السورية (من دخول بابا عمرو)... نأمل ان ندخل بابا عمرو اليوم (امس) علينا ان نكون ثابتين وألا نستسلم. المفاوضات تجرى على الارض في حمص مع القادة العسكرييين وأيضاً في دمشق». لكنه اضاف ان هناك فجوة بين «حقيقة القتال» والوضع الذي تصفه السلطات في العاصمة لوكالة الاغاثة المستقلة.

وقال في اشارة الى بابا عمرو: «الوضع بالغ الصعوبة والاحوال الجوية مأسوية. الجو بارد جداً وهناك قتال وأشخاص لا يمكنهم الحصول على الغذاء او المياه وفوق كل ذلك مشكلة إجلاء الجرحى».

وسُئل داكور عن التقارير التي تحدثت عن عمليات اعدام ارتكبت في بابا عمرو وعما اذا كان يمكن مقارنة ذلك بالمذبحة التي ارتكبت في منطقة سربرنيتشا البوسنية في منتصف التسعينات من القرن الماضي، فقال: «أحرص دائماً على ألا اخلط الاوضاع، فمن الصعب دائماً مقارنة الدول والاوضاع. لكن صحيح ان ما شاهدناه اليوم في سورية يقلقنا جميعاً اشد القلق».

وأضاف، «مبعث قلقنا بالطبع متصل بما يمكنكم سماعه ورؤيته في حمص، لكن فوق كل ذلك له علاقة بحقيقة مفادها هو انني للأسف اخشى ان نواجه صراعاً او لنقل وضعاً للقتال يجازف بالاستمرار شهوراً عدة، بل ربما اطول من ذلك... والسكان المدنيون هم الذين يدفعون الثمن فعلياً». ولا يزال الصليب الاحمر يعمل على اقرار هدنة ساعتين يوماً للمساعدات الانسانية.

وقال داكور: «ساعتان ليستا فترة طويلة جداً لكنهما ضروريتان للسكان لكي يحصلوا ببساطة على الدواء الذي يحتاجونه لكي ينقذوا الجرحى ويساعدوهم. حمص ليست المكان الوحيد المعرّض للخطر، فهناك اماكن اخرى في سورية تواجه مشكلات».

وبسبب العمليات الامنية الواسعة النطاق في حمص وغيرها من المدن، يتخوف بعض الخبراء من حرب شاملة على غرار حرب البوسنة علاوة على المزيد من عسكرة الصراع الذي بدأ كانتفاضة مدنية استلهمت أحداثها من ثورتي مصر وتونس.

وقالت سارة ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الاوسط في منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الانسان ان الاستخدام المتواصل للقوة ضد بابا عمرو «وتسوية الحي بالارض على سكانه» لن ينهيا الانتفاضة على الارجح، بل في الاغلب سيزيدان المجتمع السوري تشدداً.

وقال بيتر هارلينغ المتخصص في الشأن السوري في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات: «تتوقع أن يستعيد النظام حياً صغيراً مثل بابا عمرو بعد أسابيع عدة من القصف العنيف... هذه ليست نقطة تحول في الثورة... انه تطور آخر. المتمردون سيحاولون الحصول على أسلحة أثقل ومساعدة من الخارج». وتابع: «لنأخذ بابا عمرو على سبيل المثال... ماذا فعل النظام للمدنيين هناك... لم يبذل اي جهد جاد لحماية الناس. عاقبهم جماعياً وهذا سيزيد الناس تشدداً».

فرنسا تنفي اعتقال جنود لها على الأراضي السورية
باريس - «الحياة»

نفت باريس أمس ما تردد حول اعتقال حوالى مئة جندي فرنسي من قبل القوات السورية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن «هذه المعلومات تفتقر لأي أساس».

أضاف فاليرو أن «مسألة إرسال جنود فرنسيين إلى سورية لم تطرح في أي وقت من الأوقات».

وذكر أن قرار إغلاق السفارة الفرنسية في دمشق بات قيد التطبيق وإن السفير الفرنسي في سورية أيريك شوفالييه سيعود إلى باريس قريباً جداً.

 
القصير تواجه مصير بابا عمرو... ومشروع قرار أميركي
الحياة..نيويورك - راغدة درغام؛ دمشق، القاهرة، الرياض، بيروت، موسكو - «الحياة»، ا ف ب، رويترز
تتكثف الحركة الديبلوماسية المتصلة بالازمة السورية هذا الاسبوع مع زيارة المبعوث الدولي - العربي كوفي انان المقررة للقاهرة بعد غد (الاربعاء) للقاء الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ومنها ينتقل الى دمشق السبت المقبل. واعلن العربي امس انه تم تعيين وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة مساعدا لانان. كما ينتظر ان يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت لمناقشة الوضع في سورية، فيما يبدو ان دمشق تجاوبت اخيراً مع طلب الامم المتحدة للسماح لفاليري أموس، المسؤولة عن الشؤون الانسانية في المنظمة الدولية لزيارة سورية اعتباراً من بعد غد الاربعاء. وفيما طرحت الولايات المتحدة مشروع قرار جديد واعربت باريس وبرلين من موسكو تغيير موقفها بعد انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا، دعا مجلس الوزراء السعودي الذي عقد جلسته الاسبوعية امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مجدداً مجلس الأمن الى «ممارسة دوره القانوني وتحمل مسؤولياته الاخلاقية بالمبادرة الى الدعوة لوقف العنف في سورية ووضع حد لاراقة دماء الشعب السوري الشقيق والعمل على ايصال المساعدات والإنسانية إلى المدنيين المتضررين»، منوهاً في هذا الصدد بعقد الأمم المتحدة منتدى إنسانياً في جنيف الخميس المقبل لتحديد الحاجات الإنسانية للشعب السوري. وقالت اموس امس ان هدفها، بناء على طلب الأمين العام با كي مون، حث جميع الأطراف على السماح بدخول عمال الاغاثة الانسانية من دون أي معوقات حتى يتمكنوا من إجلاء الجرحى وتقديم الامدادات الضرورية، بينما اشار العربي الى ان انان ربما يلتقي وزراء الخارجية العرب قبل توجهه الى دمشق. واعرب لافروف عن امله في ان يساعد اجتماعه مع الوزراء العرب على الاتفاق على طريقة للمساعدة على انهاء اراقة الدماء في سورية. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة انه لا توجد حاجة لطرح مبادرات جديدة للنقاش في اجتماع القاهرة، مشيرا الى أن الوزراء يمكنهم العمل بمبادرة الجامعة العربية التي تم تبنيها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ومشروع القرار الذي اقترحته روسيا على مجلس الامن. ودعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه بوتين الذي فاز في انتخابات الرئاسة الى «مراجعة السياسة الروسية حيال سورية». واضاف: «اذا تمكنا سريعا من اصدار قرار في مجلس الامن فهذا سيكون تقدما ملحوظا. الامر ليس مستحيلا، وسنعمل عليه في الايام المقبلة». بينما اعرب وزير الخارجية الالماني غيدو ويسترفيلله عن امله في ان يؤدي فوز بوتين الى ان تعيد موسكو النظر في موقفها من الازمة السورية، وأن تقر انها تقف «على الجانب الخاطيء من التاريخ فيما الشعب السوري يناضل من اجل الديموقراطية والحصول على حريته ويحتاج الى دعم المجموعة الدولية.» في هذا الوقت قال ايف داكور المدير العام للصليب الاحمر ان هناك فجوة بين «حقيقة القتال» والوضع الذي تصفه السلطات في العاصمة. ووصف الاوضاع في بابا عمرو بأنها «بالغة الصعوبة والاحوال الجوية مأسوية. الجو بارد جدا وهناك قتال واشخاص لا يمكنهم الحصول على الغذاء او المياه وفوق كل ذلك هناك مشكلة اجلاء الجرحى». وأعرب عن مخاوفه من ان يستمر القتال في سورية «لشهور أو ربما اطول من ذلك... والسكان المدنيون هم الذين سيدفعون الثمن فعليا». ولاحظ أن «حمص ليست المكان الوحيد المعرض للخطر... هناك اماكن اخرى في سورية تواجه مشكلات». واستمر تدفق النازحين من سورية عبر الحدود مع لبنان. وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان اكثر من الفي سوري عبروا الحدود خلال اليومين الماضيين ووصل بعضهم الى بلدة القاع الحدودية في منطقة البقاع اللبناني، وبينهم عائلات مع اطفالها، ولا يحملون سوى اكياساً من البلاستيك حملوا فيها ما تمكنوا من جمعه من حوائجهم الشخصية. وقال هؤلاء انهم فروا من القصف الذي تتعرض له بلدة القصير التي لا تبعد اكثر من 20 كلم عن الحدود اللبنانية. ويأتي ذلك فيما استمر القصف على الرستن في محافظة حمص من قبل القوات الامنية التي تحاصر المدينة. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله لوكالة «فرانس برس» ان «ما يجري في الرستن هو ما جرى في بابا عمرو: حصار وقصف مدفعي ومن راجمات الصواريخ». وذكر ان «عناصر الجيش السوري الحر ما زالوا في الرستن، ولن يستسلموا بسهولة، لان احدا لا يريد ان يكرر ما جرى في بابا عمرو»، مؤكدا حصول عمليات «قتل للشبان واغتصاب لفتيات ونساء، ونهب بيوت». كما انتشرت القوات السورية في انحاء مدينة درعا امس بعد اشتباكات ليل اول من امس. وفي واشنطن حظرت وزارة الخزانة الاميركية امس على الاميركيين التعامل مع محطات الاذاعة والتلفزيون المملوكة للدولة في سورية. وفي نيويورك، طرحت الولايات المتحدة مشروع قرار على التفاوض في شأن سورية في مجلس الأمن في محاولة لترغيب روسيا في الانضمام الى إجماع المجلس، أو اقناعها بعدم الاعتراض على تبني قرار ليكون أول قرار يصدر عن المجلس في شأن سورية بعد محاولتين فاشلتين بسبب الفيتو الروسي الصيني. ويدعو مشروع القرار الذي حصلت «الحياة» على نسخة عنه «الى الوقف الفوري لكل أشكال العنف»، ويحض الحكومة السورية على تطبيق قرار الجامعة العربية الذي دعا الى «إطلاق السجناء ووقف العنف وسحب الجيش من المدن والبلدات وإعادته الى ثكناته، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، ووسائل الإعلام من دون معوقات الى كل المناطق السورية». ويدعو ايضا «العناصر المسلحة في المعارضة السورية الى الامتناع عن العنف فوراً بعد تطبيق السلطات السورية قرار جامعة الدول العربية». ويشدد على الدعم الكامل لدور الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في «تسهيل عملية سياسية انتقالية يقودها السوريون نحو نظام ديومقراطي تعددي يتساوى فيه المواطنون بغض النظر عن انتمائاتهم الإتنية أو معتقداتهم بما في ذلك إطلاق حوار سياسي جدي بين الحكومة السورية وكل أطياف المعارضة السورية». ويستنكر مشروع القرار «تدهور الوضع الإنساني وخصوصاً ارتفاع أعداد المدنيين المتأثرين والافتقار الى الخدمات الطبية وانخفاض الموارد الغذائية وخصوصاً في مناطق القتال». ويطالب السلطات السورية «فوراً بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية الى كل السكان المحتاجين والى التعاون الكامل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الأخرى». ويطلب مشروع القرار من أنان العمل مع الحكومة السورية والأطراف الأخرى في سورية والدول المعنية نحو التطبيق الكامل لهذا القرار ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم تقريراً حول التطبيق كل ١٤ يوماً». وينص مشروع القرر على مراجعة تطبيق القرار بعد تبنيه كل ١٤ يوماً، «وفي حال عدم التقيد النظر في إجراءات أخرى». وبعيد إعلان تعيينه نائباً لأنان، قال وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة لـ «الحياة» إنه وافق أم وأولادها من بلدة القصير قرب حمص لجأوا إلى بلدة القاع اللبنانية الحدودية. (ا ب).jpg على تولي المنصب «لما لسورية من أهمية قصوى في المنطقة وبسبب أبعاد في يجري فيها على المنطقة برمتها». وإذ رفض القدوة الدخول في تفاصيل مهمته إلا أنه أكد أن «الاجتماعات ستعقد بشكل مكثف مع أنان وفريق العمل الموسع الأسبوع الحالي». وقال إنه اجتمع مع العربي خلال اليومين الماضيين. وعلمت «الحياة» أن من بين الفريق العامل مع أنان كل من روبرت دان الذي كان عمل في دائرة الوساطة في الأمم المتحدة، وأحمد فوزي الناطق السابق باسم الأمين العام للأمم المتحدة (مصري الجنسية)، إضافة الى جان ماري غيهانو الفرنسي الجنسية ومسؤول عمليات حفظ السلام السابق في الأمم المتحدة. وأشارت مصادر الى أهمية تعيين غيهانو في ضوء طلب الجامعة العربية من الأمم المتحدة تشكيل قوة حفظ سلام عربية - دولية مشتركة في سورية.
 
الاتحاد البرلماني العربي يتجه لتجميد عضوية سوريا ونقل مقره من دمشق

أحمد السعدون يندد بالمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري «على يد نظام مستبد جائر»

جريدة الشرق الاوسط... الدمام: ميرزا الخويلدي ... يتوقع أن يوافق الاتحاد البرلماني العربي الذي يختتم أعماله اليوم في الكويت على مقترح إماراتي بتجميد نشاط سوريا على المستوى البرلماني العربي ونقل مقره من العاصمة السورية دمشق إلى أي عاصمة عربية أخرى، أو إلى عاصمة كل دولة تترأس دورة من دورات الاتحاد.
وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح افتتح أمس المؤتمر البرلماني الـ18 للاتحاد البرلماني العربي، وسط تنديد بالأعمال الوحشية التي تحدث في سوريا. وندد رئيس مجلس الأمة الكويتي أحمد عبد العزيز السعدون، الذي تولى رئاسة الاتحاد البرلماني العربي بالمجازر التي «ترتكب بحق الشعب السوري على يد نظام مستبد جائر»، وقال: «لا تزال أجهزة الأمن والجيش السوري تمارس أبشع أنواع البطش والتعذيب بحق أبنائه». كما ندد باستخدام روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) داخل مجلس الأمن ضد قرار يدين أعمال العنف في سوريا، وقال إن هذا الموقف تسبب «في منع إصدار قرار يدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية وصارمة لإنقاذ الشعب السوري». من جانبه دعا رئيس البرلمان العربي الانتقالي علي الدقباسي الدول العربية كل الى سحب السفراء من سوريا وقطع العلاقات معها.
وتختتم اليوم أعمال الاتحاد البرلماني العربي الذي يشارك فيه رؤساء البرلمانات والمجالس الوطنية ومجالس الشورى في 18 دولة عربية. وكان الوفد البرلماني العراقي قد تساءل في اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد أمس عن غياب الوفد البرلماني السوري وعدم دعوة رئيس برلمانها لحضور المؤتمر الثامن عشر للاتحاد، في حين تقدم الوفد البرلماني الإماراتي لوضع بند في جدول أعمال المؤتمر يتعلق بتجميد نشاط سوريا على المستوى البرلماني العربي ونقل مقر الاتحاد البرلماني العربي من العاصمة السورية، وحظي الاقتراح بتأييد الوفد البرلماني الكويتي.
وفي الجلسة الافتتاحية التي حضرها أمير الكويت، تحدث رئيس مجلس الأمة الكويتي أحمد عبد العزيز السعدون عن مسؤولية البرلمانات العربية في دعم الطموحات الشعبية، وفي مقدمتها محاربة الفساد الإداري والمالي والعمل على بسط الأمن واستتبابه، وإعادة عجلة الحركة الاقتصادية، وصولا إلى الحكم الرشيد وسيادة القانون.
وقال: «إن التحول إلى الديمقراطية وبناء نظام ديمقراطي سليم ليس عملا سهلا ولا يتحقق بخطوة واحدة، ذلك أن مجتمع الحزب الواحد أو الحزب المسيطر أو الديكتاتورية المستبدة إلى نظام ديمقراطي حقيقي يقوم على انتخابات حرة نزيهة وعلى حرية التعبير ونظام تحترم فيه إرادة الأفراد وكرامتهم من الطبيعي أن تصحبه تغيرات جذرية اجتماعية واقتصادية وسياسية تعيد بناء المجتمع ومكوناته».
وفي الشأن السوري قال السعدون: «نجتمع اليوم ولا تزال المذابح والمجازر والمحرمات ترتكب بحق الشعب السوري على يد نظام مستبد جائر، ولا تزال أجهزة الأمن والجيش السوري تمارس أبشع أنواع البطش والتعذيب بحق أبنائه بانتهاك سافر لتعاليم ديننا وقيمنا وأخلاقنا العربية».
وأضاف السعدون: «كم كانت خيبة أملنا من موقف مجلس الأمن الدولي عندما استخدم بعض أعضائه الدائمين حق النقض وتسببوا بذلك في منع إصدار قرار يدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية وصارمة لإنقاذ الشعب السوري، في حين تنقل لنا وسائل الإعلام يوميا وعلى مدار الساعة مشاهد التخريب والدمار والقتل، ونسمع عن طريقها أنين الشباب والكهول ونحيب الأمهات الثكالى تستصرخ ضمائرنا ونخوتنا العربية الأصيلة».
وأضاف: «وإذا كانت خياراتنا في هذا الشأن محدودة فلا أقل من إدانة وشجب ممارسات النظام السوري والعمل على اتخاذ قرارات فعالة حيال الأوضاع في سوريا الشقيقة، وأن ننسق ونتعاون كمجموعة برلمانية عربية أمام الاتحاد البرلماني الدولي والمنظمات البرلمانية الإقليمية الأخرى بما يحقق معالجة الأوضاع في سوريا وكيفية حماية شعبها وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من أبنائها».
وكان أمين عام الاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج قد تحدث في كلمته في افتتاح المؤتمر إلى أن إرهاصات الربيع العربي لا تزال تتسع وتنتشر من مغرب العالم العربي إلى مشرقه. وقال بوشكوج: «إذا كانت هذه الانتفاضات قد نجحت في بعض البلدان العربية بإحداث تغيير في هرم الأنظمة القديمة فإن الطريق لا يزال أمامها طويلا لتحقيق ما أرادته، ولا يزال عليها أن تواجه محاولات الاحتواء الداخلي من الأنظمة المنهارة ومحاولات التدخل الخارجي الذي يريد أن يفرض عليها سياسات بعيدة عن أهدافها».
واعتبر أن «أخطر ما تواجهه البلدان العربية في المرحلة الراهنة هو عجز النظام العربي الحالي عن معالجة أمراضه ومواجهة الأخطار التي تهدد أطرافه». وأضاف: «وفي مقدمة هذه الأخطار غياب التضامن العربي والإرهاب الذي يزداد استشراء، مهددا الاستقرار الداخلي في الكثير من البلدان العربية». كما تحدث عن الأوضاع في سوريا، وحذر من تداعيات الحراك الشعبي الذي بدأ في سوريا وتحول إلى مواجهات دامية، وأدى إلى وقوع الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين والعسكريين.
وفي كلمته في افتتاح المؤتمر دعا رئيس البرلمان العربي الانتقالي علي الدقباسي الدول العربية لاتخاذ قرارات تتناسب مع حجم المأساة والكارثة التي يعيشها الشعب السوري.
دعا المشاركين إلى «اتخاذ مواقف وقرارات تتناسب مع حجم المأساة والكارثة التي يعيشها الشعب السوري بما يمكنه من أن يشهد عصرا جديدا يقوم على الحرية والعدالة والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان». وقال الدقباسي: «إن البرلمان العربي بادر بالدعوة إلى ضرورة وقف المجازر التي يرتكبها النظام السوري في حق شعبه»، مطالبا الدول العربية بسحب السفراء من سوريا وقطع العلاقات كافة».
السعودية تجدد دعوتها لمجلس الأمن الدولي بممارسة دوره لوقف العنف في سوريا

مجلس الوزراء ينوه بعقد الأمم المتحدة منتدى إنسانيا في جنيف لتحديد الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري

الرياض: «الشرق الأوسط».... جدد مجلس الوزراء السعودي تأكيد الرياض على دعوة مجلس الأمن الدولي، إلى «ممارسة دوره القانوني، وتحمّل مسؤولياته الأخلاقية، بالمبادرة إلى الدعوة لوقف العنف في سوريا، ووضع حد لإراقة دماء الشعب السوري الشقيق، والعمل على إيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى المدنيين المتضررين»، منوها - في هذا الصدد - بعقد الأمم المتحدة منتدى إنسانيا في جنيف الخميس المقبل لتحديد الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري.
جاء ذلك في الجلسة التي عقدها المجلس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في الرياض، أمس حيث ناقش خادم الحرمين الشريفين عند بدء الجلسة مع المجلس تطورات الأوضاع في عدد من الدول العربية والمنطقة والعالم.
 
البعض يعتبرها مؤشرا إلى وجود دعم خارجي
العبوات الناسفة ... خيار ثوار سوريا في مواجهة قوات الأسد
موقع إيلاف...عبد الاله مجيد من لندن
اعتبر خبراء عسكريون أن ارتفاع عدد العبوات الناسفة التي يستخدمها الثوار في سوريا مؤشر إلى وجود دعم خارجي لمناوئي بشار الأسد، ويقول محللون إن استخدام العبوات الناسفة وتصاعد حدة القتال في سوريا يشيران الى أن النزاع تخطى الانتفاضة الشعبية السلمية.
لندن: سجل عدد العبوات الناسفة التي يستخدمها الثوار في سوريا زيادة حادة هذا العام فيما يرى خبراء عسكريون أنه مؤشر إلى تنامي الدعم الخارجي الذي يتلقاه المناوئون لنظام الرئيس بشار الأسد، وما يترتب على ذلك من إمكانية اتساع النزاع.
 وقال الجنرال مايكل باربيرو رئيس قسم مكافحة العبوات الناسفة في البنتاغون لصحيفة يو أس أي توداي إنه "إذا كان بمقدور الثوار أن يستمرّوا في هذا الاتجاه، فهذا مؤشر على وجود دعم خارجي".
وتبيّن أرقام وزارة الدفاع الأميركية أن عدد العبوات الناسفة التي يُبلغ عن انفجارها شهريا في سوريا ارتفع بنسبة 134 في المئة خلال الفترة الممتدة من كانون الأول (ديسمبر) الى كانون الثاني (يناير). ولم تكشف وزارة الدفاع عن الأرقام التي تستند اليها هذه النسبة لكونها معلومات مصنفة.
ولكن الأرقام التي كشف عنها قسم مكافحة العبوات الناسفة في البنتاغون تبيّن أن استخدامها في سوريا يزداد باطّراد منذ اندلاع الانتفاضة في العام الماضي ليصل الى نحو 38 هجوما في كانون الأول (ديسمبر). وتستند هذه الأرقام غير المصنفة الى تقارير وسائل الاعلام و"مصادر مفتوحة" اخرى.
ويقول محللون إن استخدام العبوات الناسفة وتصاعد حدة القتال في سوريا يشيران الى ان النزاع تخطى الانتفاضة الشعبية السلمية. ونقلت صحيفة يو أس أي توداي عن المحلل في معهد دراسة الحرب جو هوليداي أن ما يجري الآن هو "تمرّد مسلح".
وقالت الحكومة الأميركية إن هناك دلائل على ان تنظيم القاعدة ربما كان وراء بعض أعمال العنف في سوريا فيما يتهم نظام الأسد معارضين له باستخدام التفجيرات الانتحارية التي ترتبط عادة بجماعات إرهابية.
 وأعلن الجيش السوري الحرّ الذي يضمّ في الغالب عسكرا منشقين عن جيش النظام أن تنظيم القاعدة لا يعمل في سوريا ولكنه يمكن أن يأتي مستغلا الفوضى. وقال العقيد عارف حمود من الجيش السوري الحر لصحيفة يو أس أي توداي إن النظام هو الذي يرتبط بالإرهابيين وليس الثوار. وبمقدور تنظيم القاعدة ان يُدخل عبوات ناسفة ومتفجرات الى سوريا بقلب اتجاه طرق التهريب التي كانت تُستخدم خلال حرب العراق لإرسال مقاتلين وإمدادات من سوريا الى العراق. وقال الجنرال باربيرو "ان الشبكات موجودة للقيام بذلك".
وبحسب رئيس الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، فإن التفجيرات الكبيرة التي شهدتها دمشق وحلب في شباط (فبراير) تحمل بصمة القاعدة. وتعتبر العبوات الناسفة السلاح الأمثل لمعارضين مسلحين تسليحا خفيفا في مواجهة قوات تقليدية تستخدم الدبابات والمدفعية. فالعبوات الناسفة زهيدة الكلفة وسهلة التصنيع، وقال المحلل هوليداي إنها سلاح الضعفاء.  ويستخدم الثوار حاليا العبوات الناسفة لاستهداف الحافلات التي تنقل جنود النظام، كما اشار المحلل هوليدي مضيفا "انهم يحاولون ان يضربوا أهدافا مشروعة".
ويمكن ان تُستخدم العبوات الناسفة لحماية المناطق التي يسيطر عليها الثوار ايضا. وقال الجنرال باربيرو انهم إذا تمكنوا من إقامة ملاذات آمنة سيلجأون الى استخدام العبوات الناسفة لحمايتها.  وقاومت إدارة اوباما حتى الآن الدعوات الى تسليح المعارضة السورية لتحقيق مطلبها برحيل الأسد. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني إن اوباما لا يريد "عسكرة الوضع" أكثر مما هو عليه. ولكن عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري جون ماكين قال إن على الولايات المتحدة ان تساعد المعارضين للدفاع عن انفسهم "ولا يتعين أن نفعل ذلك بصورة مباشرة بل اعتقد أن هناك طرقا لإيصال السلاح الى المقاومة".
 
الطيران الفرنسي يلغي رحلاته إلى دمشق ودو فيلبان يدعو لتوجيه ضربات «محددة»

باريس بصدد إغلاق سفارتها في سوريا وسفيرها عائد منها «قريبا جدا»

جريدة الشرق الاوسط.... باريس: ميشال أبو نجم ... أعلنت شركة الطيران الفرنسية الوطنية «إير فرانس» أمس عن إلغاء رحلتها إلى العاصمة السورية ذهابا وإيابا، رغم امتناع وزراء الخارجية الأوروبيين في آخر اجتماعاتهم في بروكسل يوم الاثنين الماضي عن اتخاذ قرار بفرض حظر على رحلات الركاب الجوية من وإلى دمشق، أسوة بقرار وقف رحلات الشحن الجوي كجزء من العقوبات الاقتصادية الجديدة المفروضة على النظام السوري.. وعلل الوزراء ذلك بأن تدبيرا من هذا النوع سيمنع ترحيل الرعايا الأوروبيين من سوريا في حال زاد تدهور الأوضاع واضطرت الدول الأوروبية إلى اتخاذ قرار بهذا المعنى. وأعلن متحدث باسم الشركة التي تملك الدولة الفرنسية حصة فيها تبلغ 16% أمس أن رحلتها إلى دمشق التي تنطلق عادة قبيل بعد الظهر قد ألغيت «بسبب الوضع في سوريا»، وكذلك رحلة العودة التي تحصل ليلا. وأضاف المتحدث أن الشركة لم تقرر «بعد» مصير الرحلتين الإضافيتين لهذا الأسبوع واللتين تتمان عادة الخميس والسبت. وبحسب المتحدث، فإن شركته «تتابع تطور الوضع عن كثب» في هذا البلد.
ويأتي قرار الشركة الفرنسية بعد أن أعلنت باريس يوم الجمعة الماضي عن إغلاق سفارتها في دمشق احتجاجا على ما سماها الرئيس ساركوزي «فضيحة» استمرار أعمال القمع والقتل التي يقوم بها النظام ضد مواطنيه وفق ما أعلنه الرئيس الفرنسي.
وانتظرت باريس عودة الصحافيين إديت بوفييه وويليام دانيلز قبل إعلان قرار الإغلاق الذي تحتذي به حذو واشنطن ولندن اللتين سبقتاها في هذه الخطوة.
وأمس قالت الخارجية الفرنسية إن «عملية الإغلاق جارية» وإن السفير الفرنسي في دمشق أريك شوفاليه «سيعود قريبا جدا إلى باريس». وكان قرار الإغلاق مفاجئا، إذ أن باريس كانت تؤكد أن وجود سفيرها في العاصمة السورية «ضروري لمتابعة ما يجري» ومن أجل «التواصل» مع المجتمع المدني السوري.
غير أن المفاجأة السياسية جاءت من رئيس الوزراء السابق دومينيك دو فيلبان الذي لم يتردد في اقتراح توجيه «ضربات محددة الأهداف ضد المؤسسات المدنية والعسكرية السورية»، معتبرا أنه «في حال الامتناع عن التهديد باستخدام القوة، فإن الحكم السوري لن يغير تصرفاته».
وجاءت دعوة دو فيلبان، الذي يخوض المنافسة الرئاسية، والذي شغل مناصب رئيسية في عهد الرئيس السابق جاك شيراك (الخارجية والداخلية ورئاسة الحكومة) في حديث للقناة التلفزيونية الثالثة حيث اعتبر أنه «حان الوقت للتصرف بعزم مع الجامعة العربية» وأنه إذا تلكأ المجتمع الدولي، فالبديل يجب أن يكون خطة لضرب أهداف محددة في سوريا.
لكن دو فيلبان لم يحدد الجهة التي يمكن أن تقوم بمثل هذه العمليات ولم يعين الأساس القانوني الذي يمكن أن تقوم عليه وما إذا كانت فرنسا يجب أن تشارك فيها.
وتتخطى دعوة دو فيلبان كثيرا الموقف الفرنسي الرسمي الذي يتسم بالتشدد في التعامل مع النظام السوري ويدعو لإيجاد ممرات إنسانية أو مناطق آمنة ويحث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته إزاء التطورات السورية. لكنه بالمقابل يرفض حتى الآن التدخل العسكري وكذلك تسليح المعارضة.
وتريد باريس إجراءات «إضافية» ضد النظام السوري، لكنها تبدو «مكبلة» اليدين باعتبار أنها تربطها بقرار من مجلس الأمن الدولي وهو ما لا يبدو متوافرا حتى الآن.
بكين توفد مبعوثا إلى سوريا لتخفيف الأزمة

سفير الصين بالقاهرة: نتبع سياسة «النفس الطويل» مع الجميع

القاهرة: سوسن أبو حسين ومنى مدكور لندن: «الشرق الأوسط»... بينما أعلنت الصين أمس أنها ستوفد مبعوثا إلى سوريا في مسعى جديد لوقف العنف وإنهاء الأزمة التي عزلت بكين عن دول غربية وعربية تطالب بإجراءات أقوى لكبح جماح قوات الرئيس السوري بشار الأسد.. أكد السفير الصيني في القاهرة سونغ آي قوه استعداد بلاده لإجراء مشاورات مع كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية لتنفيذ الحل السلمي. وقال: إنه سوف يشارك في الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب التي تعقد يوم 10 الشهر الجاري بمقر الجامعة العربية، موضحا أن بلاده تتبع سياسة «النفس الطويل» مع الجميع لحل الأزمة السورية.
وقالت وزارة الخارجية الصينية أمس إن لي هوا شين، سفير الصين السابق في دمشق، سيقوم اعتبارا من اليوم بزيارة لسوريا مدتها يومان لدفع خطة من 6 نقاط طرحتها بكين مؤخرا كأساس للتسوية وإنهاء العنف.
من جهته، شدد السفير الصيني في القاهرة سونغ آي قوه على اتفاق الصين مع الدول العربية على أهمية وقف إطلاق النار وتسهيل مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لإيجاد حل شامل وتسوية سياسية للموضوع السوري.
وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إمكانية تصويت الصين في مجلس الأمن على قرار وقف إطلاق النار وتبني الحل السلمي، خاصة أن الأسد يرفض الالتزام بكل الحلول السلمية، قال: نحن نعمل مع المجتمع الدولي للوصول إلى حل سلمي ورفض التدخل الخارجي، ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف «آي قوه» أنه جرى اتصال بالأمس بين الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية الصيني للتنسيق والتشاور فيما يتعلق بجهود وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات والإغاثة وإمكانية إطلاق الحوار بين المعارضة والحكومة السورية. وحول الجديد في المبادرة الصينية، قال السفير الصيني لـ«الشرق الأوسط» إنه بالنظر إلى ما تحتوي عليه البنود الستة يتأكد أنها يمكن أن تؤدي إلى حل سلمي، وبما لا يؤدي إلى التدخل في الشأن السوري.
وأشار السفير الصيني مجددا إلى ما طرحته بلاده وهو، وفقا لما ذكره، أولا: يجب على الحكومة السورية والأطراف المعنية وقف فوري وشامل وغير مشروط لكافة أعمال العنف، وخاصة التي تستهدف المدنيين الأبرياء. ثانيا: إطلاق الحوار تحت الوساطة النزيهة للمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، وثالثا: دعم بلاده للأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة وضمان النقل والتوزيع السريع للمعونات الإنسانية وذلك على أساس احترام سيادة سوريا، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري.
أما البند الرابع فينص على أنه «يجب على الأطراف المعنية في المجتمع الدولي الاحترام الكامل لاستقلال سوريا وسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها واحترام حق الشعب السوري في اختيار النظام السياسي ورفض الصين التدخل العسكري ضد سوريا أو فرض ما يسمى بتغيير النظام»، مشيرا إلى أن بلاده ترى أن فرض العقوبات أو التهديد بها لا يساعد في حل المسألة سلميا.
وقال «آي قوه» إن البند الخامس من الطرح الصيني يتعلق بـ«ترحيب بلاده ودعمها لجهود الجامعة العربية والأمم المتحدة لإيجاد الحل السياسي»، بينما ينص البند السادس على وجوب التزام أعضاء مجلس الأمن الدولي بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية.
وأضاف السفير الصيني أن بلاده تقوم بمشاورات مع جميع الأطراف بما في ذلك المعارضة السورية، وأن الصين تعرب عن قلقها الشديد لخطورة الوضع في سوريا، وأن هذا يتطلب حوارا سياسيا مغلقا يؤدي إلى آفاق جديدة للحل.
وتابع «آي قوه» قائلا: إن الصين دولة صديقة للشعب السوري وتحرص على مصالحه وتدعو الجميع للتعبير عن حقوقه بالطرق السياسية، وردا على سؤال حول تأثير استخدام الصين للفيتو ضد المشروع العربي في مجلس الأمن على علاقات بلاده بالعرب، قال السفير الصيني: لدينا تنسيق وتواصل وتشاور جيد مع كل الدول العربية وفي المقدمة مصر والسعودية والجامعة العربية وقطر والإمارات.. كما زادت المبادلات التجارية والاستثمارية بمبالغ كبيرة.
وكرر السفير الصيني أكثر من مرة العمل مع المجتمع الدولي والعربي لإيجاد حل سلمى للأزمة، وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إمكانية تصويت الصين على قرار في مجلس الأمن على نقطة واحدة هي وقف إطلاق النار الفوري وترك الحل بعد ذلك للمبعوث السياسي كوفي أنان، اكتفى السفير الصيني بالقول: نحن ندعو كل المجتمع الدولي للعمل من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار.
وأضاف «آي قوه» قائلا: نسعى إلى حل عادل ومقبول لدى الجميع «ونتبع سياسة النفس الطويل» في مشاورات مطولة مع كافة الأطراف.
عقوبات جديدة لـ «الخزانة» الأميركية تستهدف الإذاعة والتلفزيون السوريين

غراهام يطالب بحظر طيران فوق سوريا

واشنطن: محمد علي صالح لندن: «الشرق الأوسط» ... حظرت وزارة الخزانة الأميركية أمس على الأميركيين التعامل مع محطات الإذاعة والتلفزيون المملوكة للدولة في سوريا قائلة إنها تدعم قمع الحكومة السورية لشعبها.
وقالت الوزارة الأميركية في بيان إن «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تعمل كذراع للنظام السوري وهو يشن هجمات متزايدة الوحشية على شعبه وتسعى إلى التعمية عن أعمال العنف التي يقوم بها وإضفاء الشرعية عليها».
وأضافت الوزارة أنها «تقف مع الشعب السوري» ضد العنف الذي تدعمه الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية، وتابعت محذرة «أي فرد أو مؤسسة تدعم سلوكها الكريه ستستهدف وتمنع من استعمال النظام المالي الدولي».
وصدر هذا الإجراء عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، وهو يخضع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية للعقوبات المفروضة على الحكومة السورية بموجب أمر تنفيذي دخل حيز التنفيذ في أغسطس (آب) الماضي. ويحظر الأمر في جوهره على الأميركيين التعامل تجاريا مع أي كيان تمتلكه الدولة في سوريا.
من جهة أخرى، ومع تصاعد الضغوط من قادة الحزب الجمهوري على الرئيس باراك أوباما حول سوريا، واحتمال وجود «ثغرة قانونية» بسبب دور إيران في تسليح نظام الأسد، دعا السيناتور لندسي غراهام (جمهوري، ولاية ساوث كارولينا) إلى إعلان منطقة حظر طيران فوق سوريا، وأيضا منطقة حظر تحرك الدبابات والمصفحات التابعة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد عندما تستهدف المعارضة.
وقال غراهام، في مقابلة تلفزيونية، إنه سيعمل مع السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثول على استصدار قرار من مجلس الشيوخ يطالب الأمم المتحدة باعتبار الرئيس السوري بشار الأسد مجرم حرب.
وأضاف: «نحن في حاجة إلى مزيد من الضغوط الدولية.. ينبغي أن نساعد المعارضة السورية عسكريا واقتصاديا، وينبغي أن يعرف الأسد أنه خارج على القانون الدولي، وأنه يجب أن يحاسب».
وكان غراهام سئل في تلفزيون «فوكس»، حول خبر تناولته صحيفة «واشنطن بوست» على ألسنة مسؤولين استخباراتيين أميركيين كبار عن مدى مساعدات إيران العسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.. وأن تدخل إيران العسكري في سوريا يزداد يوما بعد يوم، وقال واحد من هؤلاء المسؤولين: «تتزايد المساعدات من إيران، ويزداد تركيز المساعدات على الأسلحة الفتاكة»، وأشار إلى أخبار كانت نشرت عن عميل إيراني أصيب مؤخرا أثناء العمل مع قوات الأمن السورية.
وكان مصدر في الخارجية الأميركية قال لـ«الشرق الأوسط» إن نشر هذه التصريحات على السنة مسؤولين استخباراتيين «ليست صدفة في هذا الوقت خاصة، إنها يمكن أن تكون ثغرة قانونية لتقديم مساعدات عسكرية أميركية إلى المعارضة السورية، إن لم يكن للتدخل العسكري الأميركي في سوريا لإسقاط نظام الأسد».
وأضاف المصدر أن زيادة أسهم المتطرفين الإسلاميين في إيران المناوئين للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في الانتخابات الحالية هناك، سوف تجعل المسؤولين الأميركيين يتوقعون الأسوأ من إيران.
وكان عمار عبد الحميد، ناشط سوري في واشنطن عضو مجموعة العمل السورية التابعة لمركز «فاونديشن أوف ديموكراسي ديفنس» (مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية) في واشنطن، أشار إلى تقارير خلال الأشهر القليلة الماضية من المعارضة السورية عن أن تورط إيران في سوريا يتصاعد. واستشهدت المعارضة بكبار الهاربين من الجيش السوري الذين قالوا: إن إيران أرسلت مئات من المستشارين والمسؤولين الأمنيين ورجال المخابرات إلى سوريا، جنبا إلى جنب مع الأسلحة والمال ومعدات مراقبة إلكترونية. وقال عبد الحميد: «تشارك إيران في هذه الحملة لصالح الأسد على نطاق أكبر بكثير مما كان يعتقد سابقا».
سوريا تسمح بدخول آموس إلى دمشق.. بعد «تنظيف» بابا عمرو

المساعدات تصل إلى بعض أحياء حمص.. والصليب الأحمر ينتظر السماح له بدخول الحي

جريدة الشرق الاوسط.... لندن: أحمد الغمراوي بيروت: كارولين عاكوم.... بعد نحو أسبوع من الرفض والمماطلة، سمحت السلطات السورية أمس لمسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس بالدخول إلى سوريا، فيما تتواصل المعوقات أمام جهود الصليب الأحمر الدولي في محاولته الوصول إلى حي بابا عمرو، إحدى أكثر المناطق تأثرا في مدينة حمص السورية.
وبينما أكد عدد من الناشطون وشهود العيان أن الوضع الإنساني متردٍ للغاية في حمص، وبالأخص بابا عمرو، وأن ثمة «مجازر» ارتكبت بحق عدد كبير من الناشطين والأسر في الحي الذي أظهر مقاومة كبيرة لقوات الجيش السوري لأكثر من 3 أسابيع.. نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «الجهات المعنية في حمص تزيل آثار الخراب والدمار التي خلفتها المجموعات الإرهابية المسلحة في حيي الإنشاءات وبابا عمرو والجهات المختصة تضبط مزيدا من مخابئ الإرهابيين في حي بابا عمرو». وهو ما فسره مراقبون ومحللون بكونه «محاولة مكشوفة لإخفاء الأدلة على المذابح المرتكبة في الحي، قبل وصول مبعوثة الأمم المتحدة والصليب الأحمر».
وأعلنت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس في بيان لها أمس أنها ستتوجه إلى سوريا الأربعاء في محاولة لتأمين وصول المساعدات الإنسانية «من دون معوقات»، وقالت آموس إن «السلطات السورية أكدت أنه يمكنني زيارة سوريا هذا الأسبوع.. سأصل إلى دمشق الأربعاء في السابع من مارس (آذار) وسأغادرها الجمعة في التاسع منه».
وأوضحت آموس «كما طلب مني الأمين العام (للأمم المتحدة بان كي مون)، فإن هدفي هو الطلب بإلحاح من كل الأطراف المعنيين السماح للفرق الإنسانية بالدخول من دون معوقات لكي يجلوا الجرحى ويسلموا اللوازم الأساسية».
لكن البيان لم يوضح ما إذا كان السماح لآموس بدخول سوريا يقتصر على زيارة دمشق فقط، أم يمكن لها التوجه إلى مناطق أخرى يشتبه في ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» بها، بحسب وصف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
ويرى ناشطون أن ما ذكرته السلطات السورية حول تنظيف حي بابا عمرو يعد اعترافا «ضمنيا» من نظام الأسد بارتكاب تلك الجرائم، مشيرين إلى ارتكاب الجيش السوري لعدد من المذابح والإعدامات الجماعية لسكان الحي بعد اقتحامه يوم الخميس الماضي، وقال أحد السكان لـ«الشرق الأوسط» إن «جنود الأسد قاموا بذبح شبان الحي بالسكاكين، ولم ينجُ إلا من تمكن من الفرار».
وروت إحدى الهاربات لمراسل «بي بي سي» على الحدود السورية اللبنانية أن جنودا ذبحوا ابنها البالغ من العمر 12 عاما أمام عينيها، فيما أكد عدد من الجنود المنشقين عن نظام الأسد تلقيهم أوامر «بقتل كل شخص يرونه يتحرك فوق الأرض.. سواء كان مدنيا أو عسكريا» دون تمييز.
فيما أكد حقوقيون أن الحكومة السورية انتهكت أبسط قواعد التحقيقات، وقال الدكتور محمود عبد العزيز، أستاذ القانون الدولي، لـ«الشرق الأوسط» إن «الأسد انتهك بذلك مسرح جريمة محل تحقيق دولي.. وبما أنه سمح بصورة رسمية بزيارة مبعوثين أمميين، وهيئات دولية مثل الصليب الأحمر، فكان يتوجب عليه انتظار وصولهم؛ قبل المساس بالحي». وتابع: «ولكن تصرف السلطات السورية يدل وحده على سوء النية، وعلى تعمد تأخر دخول الهيئات الدولية إلى المكان لعدم تسجيل الوقائع».
وفي غضون ذلك، لا تزال المفاوضات مستمرة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسلطات السورية للدخول إلى بابا عمرو، بينما تمكّنت يوم أمس فرق مؤلفة من الصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري من إرسال قافلة مؤلفة من 4 شاحنات محملة بالمواد الغذائية والطبية من دمشق إلى بعض أحياء مدينة حمص، تكفي لآلاف الأشخاص بحسب هشام حسن، المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط.
وأكّد حسن لـ«الشرق الأوسط» أنّ فريقا مؤلفا من الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري دخل صباح أمس إلى حي «التوزيع الإجباري» وإلى «حي الإنشاءات» الملاصق لحي بابا عمرو والذي نزحت إليه العائلات من بابا عمرو.
وفي حين أكّد أنّهم حصلوا على الضوء الأخضر بالدخول إلى بابا عمرو يوم الخميس الماضي من طرفي النزاع، لفت حسن إلى أنّ السلطات السورية عادت ومنعت دخولهم بسبب وجود الألغام وما قالت إنه «للمحافظة على سلامة المتطوعين»، مضيفا «المفاوضات لا تزال مستمرة مع السلطات السورية، بهدف الدخول في أقرب وقت ممكن إلى بابا عمرو، لتقديم المساعدات إلى العائلات وإجلاء المرضى والجرحى، والاطلاع على الوضع الإنساني للأهالي في هذا الحي».. موضحا أن السلطات السورية كانت قد سمحت فقط للهلال الأحمر للوصول إلى بابا عمرو، وكان الدخول الأخير له إلى هذا الحي منذ أسبوع ولم يتعدَّ حينها فترة الساعتين، تمكّن خلال من إجلاء ثلاثة جرحى وإيصال بعض المواد الطبية الطارئة، وأضاف «مع العلم أنّ دخولنا إلى المناطق لم يكن آمنا بشكل كامل، نظرا إلى عدم توقّف إطلاق النار بشكل نهائي، وقد توفّي منذ شهرين تقريبا، أحد المتطوعين وأمين عام منظمة الهلال الأحمر السوري العربي، خلال قيامهما بواجبهما، إثر تعرضهما لإطلاق نار».
كذلك، أكد حسن أنّ «عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا لا يقتصر فقط على مدينة حمص، لأنّ الوضع الإنساني للعائلات في عدد كبير من المناطق ولا سيّما حماه ودرعا وإدلب، يتطلّب دخولنا لإسعاف المرضى والجرحى وإيصال المساعدات، ونبذل جهودنا كي نتمكن من القيام بمهمتنا». كما أشار إلى أنّ المبادرة التي أطلقتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ أسبوعين والتي ارتكزت على وقف إطلاق النار لمدة ساعتين يوميا تشمل كلّ المناطق السورية وليس فقط بابا عمرو، وذلك كي يتمكّن فريق عمل المتطوعين من الدخول إلى المناطق السورية وإيصال المساعدات، لكن هذه المبادرة لم تطبّق لغاية اليوم رغم أنّ اللجنة حصلت على أشارات إيجابية من السلطات السورية منذ أربعة أيام.
أما فيما يتعلق بالوضع الإنساني للعائلات النازحة وتلك الموجودة في بابا عمرو، فقال حسن «العائلات السورية النازحة التي نتواصل معها ونقدّم لها المساعدات، تعكس صورة واضحة عن الوضع الإنساني المأساوي الذي تعاني منه، إن لناحية الاحتياجات الطبية والغذائية أو لناحية الوضع النفسي والخوف والقلق على منازلهم وأولادهم».
لافروف: لقاء بين روسيا ووزراء الخارجية العرب في القاهرة

أشتون: على موسكو أن تقر بضرورة قيام نظام جديد في دمشق

لندن: «الشرق الأوسط».... أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس عن لقاء سيعقد بين روسيا ووزراء الخارجية العرب في القاهرة في 10 مارس (آذار) لبحث الأزمة السورية.. فيما أعربت الخارجية الألمانية عن أملها في مراجعة موسكو لموقفها حيال الأزمة، بعد انتهائها من فعاليات الانتخابات الرئاسية.
وقال لافروف كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة أمس: «أثمن بشكل خاص الفرصة المتاحة اليوم (أمس) للتحضير للقاء بين وزراء خارجية الجامعة العربية وروسيا سيعقد في 10 مارس في القاهرة».
ويأتي تصريح لافروف في ظل تزايد الاستياء الدولي والعربي من الموقفين الروسي والصيني الممانع لإدانة القمع الذي يمارسه السوري ضد معارضيه بصورة وحشية، كما أنه صد بعد نحو أسبوع من تصريحات عن لقاء يجمع بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، وهو ما تم نفيه من قبل مسؤولين خليجيين.
وقال لافروف: «نظرا لكون الوضع ملحا في سوريا، وحين تكون هناك حاجة لإيجاد مقاربات جماعية للوصول إلى تسوية، نرى ذلك فرصة مهمة وثمينة». من جانبها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، أمس، إنها تأمل في أن تشكل هذه اللقاءات «فرصة للرئيس الروسي الجديد لحض سوريا على التعاون مع المجتمع الدولي».
واعتبرت أشتون أن على روسيا أن «تقر بضرورة قيام نظام جديد» في سوريا، في وقت ترفض فيه موسكو أي تدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد، وقالت: «على المجتمع الدولي أن يتحرك في سوريا لإيصال مساعدات إنسانية إلى حمص.. على روسيا أن تساعدنا في بلوغ هذا الهدف وأن تقر بضرورة قيام نظام جديد في سوريا».
من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أمس عن أمله في تحرك جديد لروسيا بشأن الوضع في سوريا عقب فوز رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة.. وناشد فيسترفيله القيادة الروسية الجديدة إعادة النظر في الموقف الرافض لإصدار قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا.. وأكد فيسترفيله أن ما يهم الغرب هو «التضامن مع الشعب السوري»، وليس «تحجيم المصالح الروسية في المنطقة». وفي سياق ذي صلة، اعتبرت الصحف السورية الصادرة أمس أن انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا سيعيد «التوازن» إلى العلاقات الدولية «المختلة»، عبر إطلاق نظام عالمي متعدد الأقطاب يحد من «الهيمنة الأميركية».
كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الرئيس السوري بشار الأسد «بعث برقية تهنئة إلى الرئيس فلاديمير بوتين رئيس وزراء جمهورية روسيا الاتحادية بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية أعرب فيها باسم الشعب العربي السوري وباسمه عن أخلص التهاني القلبية» للرئيس المنتخب «بفوزه المميز». وتمنى الأسد لبوتين «النجاح والتوفيق في مسؤولياته الرفيعة وللشعب الروسي الصديق المزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادة الرئيس بوتين».
أنباء عن تسليم الجيش العراقي جنديين سوريين فرا من الأسد

محافظ نينوى: مخالف للأعراف الدولية ولم يتم إخبارنا

جريدة الشرق الاوسط... بغداد: حمزة مصطفى... انتقد مسؤولون عراقيون أمس أنباء تناولت قيام الجيش العراقي بتسليم اثنين من الجنود السوريين للسلطات السورية بعدما فرا إلى العراق قبل أسبوع في مدينة الموصل التي تقع على بعد 400 كيلومتر شمالي بغداد.
وأكد محافظ نينوى أثيل النجيفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «أمر بفتح تحقيق بالملابسات الخاصة بقيام قوات عراقية بتسليم جنديين سوريين كانا قد فرا من الجيش السوري إلى الجانب العراقي». وأضاف النجيفي أن «الجنديين هما الرقيب أول سعد رياض والمجند صبحي عبد الجليل بوظا»، مشيرا إلى أنهما «عبرا إلى الجانب العراقي خلال شهر أغسطس (آب) الماضي وبقيا بالجانب العراقي كل تلك الفترة، حيث قام لواء أمن الحدود بتسليمهم إلى الجانب السوري وقام باستلامهما من هناك المقدم علي حامد شمسين».
وأشار المحافظ أن «السبب الذي جعله يفتح تحقيقا في الحادث هو أن عملية تسليمهم مخالفة للأعراف الدولية فضلا عن أنه لم يتم إخبارنا كشرطة محلية بالأمر وقد وردتنا معلومات عن تعرضهما لأنواع مختلفة من العقوبات».
الأردن يستعد لأكبر مناورات عسكرية تحت اسم «الأسد المتأهب»

تشارك 17 دولة «عربية وصديقة» بها في مايو المقبل

واشنطن: هبة القدسي عمان - لندن: «الشرق الأوسط».... أعلن الأردن، أمس، عن الاستعداد لأكبر مناورات عسكرية في تاريخ البلاد تحت عنوان «الأسد المتأهب»، وستشارك بها 17 دولة حليفة في مايو (أيار) المقبل. وبحث رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة، الفريق الركن مشعل محمد الزبن، مع قائد قوات المشاة البحرية في القيادة المركزية الأميركية، الفريق توماس ولدهاوزر، الترتيبات المتعلقة بتنفيذ التمرين العسكري المشترك خلال لقاء لهما أول من أمس في عمان.
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) التي أوردت النبأ، استقبل الزبن في مكتبه بالقيادة العامة ولدهاوزر والوفد المرافق له. وأضافت الوكالة أنه «جرى خلال اللقاء بحث جميع الترتيبات والتحضيرات المتعلقة بتنفيذ التمرين المشترك (الأسد المتأهب) الذي سيجري في الأردن مطلع شهر مايو المقبل، وتشارك فيه 17 دولة عربية وصديقة». وأوضحت أن «هذا التمرين يأتي ضمن الخطط التدريبية للقوات المسلحة الأردنية التي تشمل التمارين المشتركة مع جيوش الدول الشقيقة»، مشيرة إلى أن «هذا النوع من التدريبات يركز على رفع كفاءة الضباط وضباط الصف وجميع وحدات المناورة والإسناد من خلال التركيز على التدريب النوعي للتعامل مع كل التهديدات وعمليات مكافحة الإرهاب وإدارة الأزمات». وتابعت الوكالة أن «هذا التمرين الذي يعد الأكبر حجما في تاريخ الجيش العربي وينفذ في مختلف مناطق التدريب في المملكة، يتيح الفرصة لمختلف صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية أن تشارك مع مثيلاتها من جيوش الدول المتقدمة المشاركة فيه». وأشارت إلى أن «هذا التمرين يتم تنفيذه للمرة الثانية بالتنسيق بين القوات المسلحة الأردنية والجيش الأميركي الصديق».
واشار عدد من المحلليين السياسيين بواشنطن الي احتمالات وجود علاقة قوية بين التدريبات العسكرية التي اعلنت عنها الادرن تحت اسم «الاسد المتاهب». وقالت مارينا اوتوواي الباحثة بمعهد «كارنيجي» ان اللقاء بين المسؤولين الاردنيين والاميركيين بشان التحضيرات للتدريب العسكري «الاسد المتاهب» في مايو (آيار) المقبل يمكن ان يكون له ابعادا تتعلق بالوضع في سوريا. فيما استبعد يوسي الفرا الباحث بمنظمة اميركيين من اجل السلام الان ان يكون للتدريبات العسكرية الاردنية مع 17 دولة اي شان يتعلق بالوضع في سوريا باستثناء تامين الحدود السورية الاردنية، ولكن قال إن الاعلان عن تلك التدريبات يستهدف فقط استعراض القوة في مواجهة الدول المجاورة. وحذر محللون من ان تغييرا محتملا في السلطة في دمشق قد يؤدي الي حدوث فوضي داخلية وربما تسلم الاسلاميين للحكم مما سيؤثر على المملكة الاردنية وهو امر في غاية الاهمية في تحديد الموقف الاردني تجاه سوريا.
 
هل السوريون ضحية إيران مرة أخرى؟

طارق الحميد... جريدة الشرق الاوسط... كانت سوريا، ولا تزال، ضحية إيران، حيث حول الأسد الأب والابن، دمشق إلى ورقة من أوراق اللعبة الإيرانية بالمنطقة. واليوم، وحتى بعد قرابة عام من الثورة السورية، قد يصبح السوريون ضحية مرة أخرى لإيران، وقد يقول قائل: كيف ذلك؟
فرغم حجم الجرائم التي يرتكبها النظام الأسدي بحق السوريين، حيث تكتمل كل عناصر الجريمة ضد الإنسانية في سوريا، فإن المجتمع الدولي يقف عاجزا عن فعل شيء، وحتى التصريحات الدولية الحادة، وحديث أوباما الأخير عن أن أيام الأسد معدودة، ليس لها ذاك التأثير العملي على أرض الواقع. بل إن المجتمع الدولي عاجز حتى عن فعل شيء أمام رفض طاغية دمشق دخول الصليب الأحمر لبابا عمرو، حيث بات واضحا أن النظام الأسدي يماطل لكسب مزيد من الوقت وذلك لمسح آثار الجرائم التي ارتكبها هناك.
حسنا.. ما علاقة إيران بذلك؟ العلاقة تتضح عندما تسأل في واشنطن: لماذا تتأخر إدارة أوباما في اتخاذ خطوات عملية تحمي السوريين، مثل بناء تحالف دولي حقيقي ضد الطاغية الأسد؟ تأتي الإجابة بأن الجميع في واشنطن مشغول بأمر واحد وهو: هل ستقوم إسرائيل بضرب إيران؟ ففي واشنطن هناك من يعتقد أن الأزمة السورية يجب أن تحل على الطريقة اليمنية، وأن على موسكو القيام بهذا الدور، مثل ما فعلت السعودية في اليمن، وعليه فإن الجميع بانتظار انتخاب بوتين لأنهم يرون أن هناك مؤشرات على تغيير قد يحدث في الموقف الروسي، وبالتالي فهم يعولون على جهد أميركي - سعودي - تركي، مع آخرين لتقوم موسكو بإخراج الأسد من الحكم، لأن في واشنطن من يعتقد أن التدخل الخارجي، حاليا، قد يزيد من عدد القتلى بسوريا! وعليه فإن تركيز واشنطن الآن منصب على إيران، وليس سوريا، خصوصا مع زيارة نتنياهو لأميركا.
ومن هنا يبدو أن هناك تفكيرا في أن سوريا لن تكون ذات أهمية في حال تم ضرب إيران أولا، أي التركيز على الصورة الكبرى. وكم هو مهم أن نلاحظ هنا أنه مع زيارة نتنياهو نشرت صحيفة «واشنطن بوست» أن طهران تزود الأسد بالأسلحة الثقيلة. وعليه ففي حال تم توجيه ضربة عسكرية مركزة على إيران فإن النظام الأسدي سيصبح عاريا سياسيا، وبالتالي سيكون سقوطه مضمونا، وبأقل التكاليف. وما يرجح هذا الأمر هو أن إيران تحولت إلى نقطة التركيز في واشنطن، وقبلها بالطبع إسرائيل التي تضغط على أميركا بهذا الاتجاه، وليس ما يفعله طاغية دمشق بالسوريين، خصوصا إذا تذكرنا أن إيران تمثل للأسد، ما يمثله الطاغية لحزب الله، وبالتالي فإن ضرب الرأس، أي طهران، سيعني موت الأطراف، ومنها الأسد.
عليه، فإن هذا يعني أن معاناة السوريين ستطول أمام جرائم الأسد التي لا تتوقف، وها هو يفعلها بالرستن اليوم، وبالتالي فلا بد من موقف عربي - تركي حقيقي تقوده السعودية، ودول الخليج، يتجاوز التصريحات، والتنديد، لوضع حد لمعاناة السوريين الذين قد يصبحون ضحية لإيران مرة أخرى، نظرا للعبة الحسابات، وترتيب الأولويات، الدولية، خاصة لأميركا، بسبب الضغط الإسرائيلي.
 

المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,866,363

عدد الزوار: 7,648,256

المتواجدون الآن: 0