تقارير ...مصر: طلاسم «ماراثون» الرئاسة في انتظار كلمة «النهاية»...مصر: حملات الرئاسة الجدارية والعنكبوتية ثمرة جهود شبابية

رسائل تركية إلى طهران وتل أبيب خلال اجتماع أصدقاء سورية وبعده...عراقيون: الطائفية اكبر الاخطار التي يواجهها العراق

تاريخ الإضافة الثلاثاء 10 نيسان 2012 - 5:38 ص    عدد الزيارات 2572    التعليقات 0    القسم عربية

        


رسائل تركية إلى طهران وتل أبيب خلال اجتماع أصدقاء سورية وبعده
الحياة..أسطنبول - يوسف الشريف
 

كان من الملفت ألاّ تسعى أنقرة الى تكذيب أو تبرير أو حتى مواربة ما تسرب – أو سُرّب – عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن تركيا لن تدعم أي جهد لحل الأزمة السورية يبقي على الرئيس بشار الأسد في مقعد الحكم. تم تسريب هذا التصريح خلال الاجتماع المغلق لاجتماع أصدقاء سورية في اسطنبول بحضور 83 دولة، والذي قرر تقديم مختلف أنواع الدعم للمعارضة السورية عدا السلاح.

عودتنا الديبلوماسية التركية على تلافي أي خطأ غير مقصود أو تأويل، لكن أنقرة تركت هذا التسريب ينتشر كالنار في الهشيم، على الرغم من أنه يشير الى تناقض فاضح في المواقف وتصعيد غير مسبوق، فعدا عن أن هذا التصريح يمكن اعتباره تدخلاً صارخاً وغير مقبول في الشأن الداخلي السوري ويتعارض مع الإجماع الدولي في مجلس الأمن والجامعة العربية والقائم على ضرورة أن يختار السوريون وحدهم من دون تدخل خارجي النظام الذي يحكمهم، فإن هذا التصريح يتعارض أيضاً مع موقف تركيا – في العلن – الداعم لخطة المبعوث الدولي والعربي إلى سورية كوفي أنان والتي تدعو الى حوار في سورية يفضي الى حل سياسي سلمي للأزمة هناك. لكن الأهم من هذا كله هو أن التصريح والتسريب يشيران إلى أن تركيا باتت خصماً للرئيس بشار الأسد ونظامه، وربما لمن يدعمه أيضاً، وهي رسالة قرأتها دمشق بشكل واضح وصحيح، ما دفع بسفيرها لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الى القول إن تركيا أعلنت الحرب على سورية، متجاوزاً بذلك الخط الذي سعت دمشق للحفاظ عليه منذ بداية الأزمة أو الثورة، وهو عدم التعرض لتركيا أو الرد على انتقادات مسؤوليها التي وصلت أحياناً إلى حد توجيه الإهانة الشخصية لرموز النظام.

الرسالة التركية ذاتها كانت أيضاً موجهة الى واشنطن وتل أبيب، بعد أن ترسخت قناعة لدى أنقرة بأن التردد الأميركي في حسم الملف السوري يقف وراءه عوامل عدة أهمها المصلحة الإسرائيلية التي يهمها بقاء الوضع السوري على هذه الحال لأطول فترة ممكنة، قبل أن تحصل على ضمانات من المعارضة ببقاء الحال مع الجار الإسرائيلي على ما كان عليه في عهد الأسد، وألا يؤدي تغيير النظام الى توتر العلاقات على الحدود وفي الجولان. والحديث المتداول حالياً عن أن واشنطن قلقة من وصول الإسلاميين الى الحكم في سورية أو وقوع حرب أهلية طائفية هناك لا يقنع أنقرة، لأن التعاون الأميركي مع الإخوان المسلمين في مصر مفضوح على رغم محاولة بعض الأطراف انكاره، كما أن المجلس الوطني يقيم في أحضان تركيا ولا يخرج عن قولها أو طوعها، وكذلك العلاقة قوية جداً بتنظيم الإخوان المسلين أقوى التنظيمات على الأرض السورية، والجيش التركي منتشر على الحدود، وفي كل ذلك ضمانات معقولة لضمان الا تقوم المعارضة بهجمات انتقامية أو حملة تطهير عرقي ضد طوائف بعينها في حال سقوط النظام.

الحديث عن الخوف من الإسلاميين في سورية قد يقلق دولة مثل روسيا التي ما زال جرحها الشيشاني رطباً، لكن واشنطن وتل أبيب يقلقهما سوء العلاقات حالياً بين أنقرة وتل أبيب واحتمال استخدام تركيا الملف السوري ضد تل أبيب في حال تسلّم المجلس الوطني و الإخوان المسلمون – وكلاهما موال لأنقرة – الحكم في دمشق. بالطبع لا يفكر أحد في أن العداء الديبلوماسي بين أنقرة وتل أبيب قد يفضي الى دفع أنقرة الى توتير الأجواء في المنطقة عسكرياً، فتركيا ملتزمة أمن اسرائيل وأردوغان يكرر مراراً أن خلافه مع الحكومة الإسرائيلية وليس الشعب الإسرائيلي. لكن، لتوضيح هذه النقطة بشكل أفضل، فلنفترض أن كل ما حدث ويحدث في سورية جرى في ظل استمرار ربيع العلاقات التركية - الإسرائيلية، وأن مشكلة سفن مرمرة لم تقع، لكان حينها من الأسهل الحصول على ضوء أخضر من تل أبيب وواشنطن بإسقاط النظام السوري لاعتمادهما على الصديق التركي في التأثير بل ربما لجم طموح – أو أحلام - المعارضة السورية وتوجيهها بعد اسقاط النظام. لكن التوتر الذي طغى على العلاقات التركية - الإسرائيلية خلال العامين الماضيين، واتهم بعض المسؤولين الأتراك إسرائيل بطريقة غير مباشرة بدعم هجمات حزب العمال الكردستاني على الجيش التركي وعرقلة مشاريع التصنيع العسكرية التركية، ناهيك عن الخلاف الكبير على تقاسم ثروة النفط والغاز التي ظهرت في شرق المتوسط بالقرب من جزيرة قبرص، كل هذا يجعل الحكومة الإسرائيلية قلقة من أن تكسب أنقرة حليفاً إسلامياً في دمشق، لأن ذلك يعني أن انتقادات أردوغان وتهديداته لأسرائيل قد تسمع بعد ذلك من درعا ودمشق وليس من أنقرة.

نحو جبهة تركية – إيرانية

هذا من جانب، ومن جانب آخر، في تصريح أردوغان هذا وتسريبه رسالة أخرى الى طرف آخر هو إيران، فبعد الطلاق البائن الذي وقع بين أنقرة ودمشق، يبدو أن شعرة معاوية بين أنقرة وطهران باتت مهددة بشكل أقوى مما سبق، إذ ان زيارة أردوغان لطهران أثناء عودته من القمة النووية في كوريا الجنوبية حملت في طياتها الكثير من التحدي والخلاف، مما بات يصعب اصلاحه أو اخفاؤه وراء تصريحات ديبلوماسية منمقة، اذ ما عاد ممكناً الفصل بين موقف تركيا من النظام السوري وعلاقة أنقرة بطهران، وقد حاولت تركيا الفصل بين الأمرين كثيراً تجنباً للتوتر مع ايران، لكن دفاع طهران عن حليفها السوري بات أهم – ربما – من الحفاظ على ما تم بناؤه من ترميم للعلاقات مع تركيا خلال حكم حزب العدالة والتنمية، فأردوغان لم يلق الترحيب المناسب في طهران، وأثار تأجيل أحمدي نجاد لقاءه أردوغان بحجة المرض الكثير من التساؤلات والتكهنات، خصوصاً أن الذي ادعى المرض كان قد استقبل في اليوم نفسه نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد. كما أن دفع أردوغان للسفر الى مدينة مشهد لمقابلة المرشد الأعلى كان تجاوزاً للأعراف الديبلوماسية وانتقاصاً من قدر الضيف التركي، ومحاولة ديبلوماسية لعرقلة هذا اللقاء بحجة وجود المرشد خارج طهران، ولم يكتف المرشد بذلك وإنما سارع بالإعلان أن طهران ستدعم الأسد ونظامه، وذلك بعد ساعتين فقط من مغادرة أردوغان، في تحد واضح وردّ قوي على زيارته و الرسالة التي جاء يحملها. وفتح المرشد بعد ذلك الباب لأركان نظامه بدءاً من علي لاريجاني رئيس البرلمان الى العسكريين، لشن حرب تصريحات قوية ومباشرة على تركيا واجتماع اصدقاء سورية الذي استضافته واصفينه باجتماع اعداء سورية، والتهديد بقصف ما قالوا انها قواعد عسكرية أميركية سرية داخل قواعد الجيش التركي في حال تدخل الجيش التركي في سورية. ولملاحظة ما حصل من تطور سلبي على العلاقة التركية - الإيرانية يمكن أن نتذكر كيف أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو سارع الى الاتصال قبل ثلاثة أشهر تقريباً بنظيره الإيراني علي أكبر صالحي لمطالبته بتصحيح تصريحات مسؤول عسكري ايراني هدد بضرب رادارات الناتو الموجودة في تركيا في حال تهديدها أمن ايران أو في حال تعرض ايران لهجوم اسرائيلي، وكان لداود أوغلو ما أراد، أما اليوم فإن هذه الآلية من «التواصل الاجتماعي» بين الوزيرين ما عادت قادرة على تجاوز هذا القدر من الخلاف، فاتجهت أنقرة الى استدعاء السفير الإيراني والاحتجاج على التصريحات الإيرانية، اذ ما عاد للودّ قدرة على اذابة الخلاف الذي يتعاظم ككرة الثلج، وهذا ما دفع ربما الرئيس عبدالله غل الى أن يطلب من جيشه في كلمة ألقاها في الأكاديمية الحربية أن يكون مستعداً لحرب قد تندلع في المنطقة يكون مركزها طهران، في إشارة إلى استعداد أنقرة الى تفعيل مؤسستها العسكرية ضمن خططها السياسية الإقليمية من أجل «اعطاء تركيا الوزن الذي تستحقه في موازين المنطقة» كما قال غل الذي تحدث محذراً وليس محفزاً، كما بدا أردوغان في منتهى الانزعاج من طرح طهران بغداد أو دمشق عنواناً مقترحاً لعقد اجتماعاتها مع الدول الخمسة زائد واحد في شأن ملفها النووي وإقصاء تركيا عنها، حيث قال أردوغان إن حديث طهران بهذه اللغة «يعني الخروج عن أصول الديبلوماسية وهو أمر لا يليق»، وكل ذلك بعد قرار أنقرة – ربما رداً على اسلوب الضيافة الإيرانية في زيارة أردوغان الأخيرة – تخفيض وارداتها من النفط الإيراني بنسبة 20 في المئة.

حقيقة الموقف التركي

لكن، لماذا تبدو أنقرة مصرة الى هذه الدرجة على اسقاط الأسد؟ الجواب يكمن في حسابات اقليمية معقدة يطول شرحها، لكن الأهم هو اقتناع أنقرة بأن نظام الرئيس الأسد غير قابل للإصلاح بدليل محاولات عقد ما سمي بالحوار الوطني التي بدت هزلية في حضورها و نتائجها، والقوانين الإصلاحية التي لم تنفذ على الأرض، وأخيراً الدستور الذي وضعه الأسد والذي تؤكد مواده رفض النظام مشاركة أي جهة معارضة الحكم، والمهم أيضاً أن أنقرة اقتنعت بأن الأسد الذي كان يحافظ على توازن في علاقاته بين أنقرة وطهران، اختار السير في الطريق الإيراني في هذه الأزمة الخطيرة معلناً أن علاقته مع تركيا كانت تكتيكاً بينما علاقته مع ايران هي الاستراتيجية الباقية.

أما على صعيد العلاقة بين أنقرة والمعارضة السورية، فإن على الطرفين أن يفكرا جيداً ما اذا كانت هذه العلاقة قد تجاوزت ما يمكن أن تحمله، حتى لا يتحول المجلس الى «حماس» جديدة تبحث عن تمويل ومقر، وتتحرك في ظل من يمنحها هذين العنصرين. ليس من مصلحة المجلس الوطني أن يظهر في صورة المجلس المسلوب الإرادة لمصلحة دول تدعمه أو تموله، اذ تسبق تصريحات هذه الدول – احياناً – تصريحات مسؤولي المجلس لتحديد موقفه من أي موضوع أو اقتراح، وعلى المجلس أن يؤكد – بالفعل لا بالقول – استقلالية قراره، وأن يرسم لنفسه خطاً واضحاً.

من الضروري الإشارة الى هذا الأمر بعد ما حدث ليلة انعقاد اجتماع المعارضة في اسطنبول لتوحيد موقفها وصياغة وثيقة العهد، وهو الاجتماع الذي شابته الانسحابات والاحتجاجات، لينتهي «بوساطة تركية « في اللحظة الاخيرة، ضغطت على المجلس لقبول مطالب المنسحبين بإعادة هيكلة المجلس من أجل انقاذ مؤتمر اصدقاء سورية الذي كان ينتظر خروج وثيقة العهد تلك، كي تقدم أنقرة المعارضة السورية أمام العالم موحدة ومسيطرة – أو هكذا يراد لها أن تصور – على الجيش الحر والمنشقين على الأرض.

وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يقول إن سياسة تركيا تجاه سورية يحركها الضمير الذي بات عنصراً من سياسة تركيا الخارجية في العقد الأخير، وهو أمر يمكن أن نلمسه في أكثر من مشهد وأكثر من حادثة، لكن هذه العلاقة الملتبسة بين أنقرة والمعارضة السورية تشجع خصوم تركيا على ترويج فكرة أن كوفي أنان بدأ بوضع أسس حل سياسي للقضية السورية يقوم على انشاء اتفاقية «طائف» جديدة تتقاسم فيها الطوائف السورية الحكم ( كما في العراق ولبنان)، وأن تركيا من خلال تصعيدها الحالي انما تسعى الى حجز كرسي لها في تلك المفاوضات المفترضة باسم المعارضة السورية السنية أو كضامن لها، حتى يكون لتركيا ثقل وحصة في مشروع «سورية الجديدة».

قد يبدو هذا السيناريو بعيد الاحتمال أو موغلاً في الافتراض، لكن، في حال دفعت التطورات المنطقة الى التحرك بهذا الاتجاه، فسيكون من المناسب حينها تذكير أنقرة مجدداً بتصريح أردوغان المسرب عن رفض بـلاده دعم أي حل يبقي الأسد رئيساً للبلاد.

 

 

مصر: طلاسم «ماراثون» الرئاسة في انتظار كلمة «النهاية»
الحياة...القاهرة - أمينة خيري
 

«موسى يركض بالكرة، وما زال يجري ويجري، هوباااا! يدخل أبو الفتوح لكن دخلة ضعيفة، لا يمكن أن يسدد من مكانه. البرادعي ينتظر اللحظة المناسبة، ينقض على الكرة ويطير بها... هدف أكيد أووو... يسقط على الأرض، يجري أبو الفتوح ويطمئن عليه، لكن يبدو أن الإصابة تحتم خروجه. رغم إن المدرب كان متجاهلا أبو الفتوح وغير راض عن أدائه، لكن أبو الفتوح استعاد الكرة التي تركها البرادعي. لكن ما هذا؟ الملعب يهتز! أبو إسماعيل يخترق الملعب. الله أكبر! يجري مستحوذاً على الكرة، لكن الجمهور يلتحم معه على أرض الملعب. هذا غير قانوني، ويوشك على الانفراد بالمرمى! يارب استر! اللاعبون على دكة الاحتياطي صبرهم كاد ينفد. الشاطر يتوق إلى الملعب، وإلى جواره مرسي ينتظر شطارة زميله. هوباااا! أبو إسماعيل يتقهقر، وهدف يهز شباك المرمى. لكن، من أين تم تصويبه. غير معقول! سليمان ظهر فجأة. الحكم تظهر عليه بوادر قلق! تسلل؟ الجمهور في المدرجات لا يصدق عينيه! لكن يجب أن يصدقهما. الهدف سليم مئة في المئة، رغم إنه كان خارج الملعب تماماً».

ولمن لا يفهم في الرياضة، يمكن أن يفهم مواقف مرشحي الرئاسة المصرية والفاعلين السياسيين من حصة النحو. ويقال ان أبو الفتوح مبتدأ محذوف، أما أبو إسماعيل فخبر كان، والشاطر بدل منهما مرفوع، وموسى وشفيق وسليمان أخوات كان، والجماعة أسلوب توكيد وحصر واستثناء، والمجلس ضمير مستتر تقديره هو، أما الثوار فصيغة مبالغة لا محل لها من الإعراب، والثورة فعل ماضي، أما حزب «النور» فنائب فاعل، لكن الحكومة جملة اعتراضية، وطبيعي أن تكون التأسيسية تمييزاً عددياً وهي تختلف عن البرلمان الذي يعرب معطوفاً عليه، في حين تقف «الكتلة المصرية» ممنوعة من الصرف، وأخيراً الشعب فهو بكل تأكيد منصوب عليه بالفتحة.

ورغم أن فاتحة «ماراثون» الرئاسة في مصر لم تنبئ بالوضع الراهن الذي هو أشبه بالمباراة المرتجلة التي لا تفجر سوى مفاجآت، أو بحصة النحو التي تضع الطلاب في امتحان إعراب أقرب إلى المستحيل في فك طلاسمه، إلا أن الشعور العام لدى المصريين أقرب إلى ذلك الذي يشعر به المشاهد أثناء متابعته فيلم حركة تعقدت أحداثه ووصلت أوجها، وهو ما يعني بداية النهاية وفك الألغاز وانقشاع الطلاسم.

إلا أن طلاسم الأمس في ماراثون الرئاسة، وحتى الدقائق الأخيرة قبل إغلاق أبواب اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، ظلت قائمة. ويعلم المصريون أنهم وإن كانوا يعيشون فترة سياسية حالكة من تاريخهم الحديث، إلا أن القدر الهائل من الأدرينالين الناتج عن التشويق والإثارة يعطيهم شيئاً من البهجة، بهجة قرب فك تشابك وتعقد خيوط الماراثون الرئاسي.

وإلى أن يتم فك هذه الخيوط، ينهل المصريون من منهل بديل للبهجة، فها هو أحدهم يقترح على مرشح «الإخوان المسلمين» خيرت الشاطر ألا يتكبد عناء طبع ملصقات الدعاية الانتخابية، على أن يعمل «تاغ» (إشارة) باسمه على ملصقات المرشح السلفي «غير المحتمل» للرئاسة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذي كان انتشار ملصقاته مادة تندر.

وبينما تظل جنسية والدة أبو اسماعيل لوغاريتماً يستعصى على الفهم، يتداول المصريون على «فيسبوك» خبراً مفبركاً أن المتحدث باسم حزب «النور» السلفي نادر بكار صرح بأن جنسية أم أبو إسماعيل «لا تعبر عن رأي حزب النور»، في إشارة إلى تكرار تصريح بكار بأن أي تصريح أو عمل يصدر عن أي من أعضاء الحزب لا يعبر عن رأي الحزب. آخرون طوعوا المثل الشعبي القائل: «عرفت فلان؟ آه! عاشرته؟ لا! يبقى ماعرفتوش!»، إلى «هتنتخب فلان؟ آه! شفت باسبور أمه؟ لا! يبقى ماعرفتوش!».

لكن إحدى مستخدمات «تويتر» تساءلت: «ماذا يعني أن تشهد أول انتخابات بعد الثورة ترشح كل من نائب الرئيس المخلوع، ورئيس وزراء الرئيس المخلوع، ووزير خارجية الرئيس المخلوع، وصديق الرئيس المخلوع، ويشرف عليها وزير دفاع الرئيس المخلوع؟»

الخوف كل الخوف الآن هو من نصيب الرئيس الأميركي باراك أوباما، إذ أن مسألة الجنسية الأميركية قد ترشح أبو إسماعيل للمنافسة على الرئاسة الأميركية، لا سيما أن المقولة الجديدة تقول: «الدين لله، والوطن للجميع، والحوائط لأبو إسماعيل»! حفظ الله الوطن! وفك الله طلاسمه سواء عبر مباراة كرة أو حصة نحو أو حتى تغريدة «تويتر».

 

 

مصر: حملات الرئاسة الجدارية والعنكبوتية ثمرة جهود شبابية
الحياة...القاهرة – أمينة خيري

هي معركة لا يقوى عليها إلا الشباب، مجهودها ضخم، وحيلها مبتكرة، وتكتيكها مذهل. جزء من المعركة يحتاج إلى مجهود عضلي، وجزء يتطلب حنكة ودهاء، وجزء ثالث قائم على شقاوة الشبكة العنكبوتية والإفراط في استغلال أدواتها في شكل يحقق الغاية ويبلور الأهداف. إنها معركة الدعاية الانتخابية لمنصب الرئاسة في مصر، وهي المعركة التي يمكن اعتبارها معركة تكسير عظام افتراضية وملصقاتية وكلامية لا يقوى عليها سوى الشباب.

يجتاحون عصب القاهرة النابض ليلاً! يعتلون «كوبري» السادس من أكتوبر الأشهر في كل ليلة، إما للصق صور مرشحهم، أو لطمس صور مرشح منافس. حركتهم هذه الأيام لا تكل ولا تهدأ. تصعد «الكوبري» في يوم ما لتطالعك مئات الملصقات للمرشح عمرو موسى معلناً أنه «أد التحدي» وتنزل من الجهة الأخرى لتودعك مئات ملصقات الشيخ حازم أوب إسماعيل ملوّحاً بيده مودعاً إياك بعبارة «أدركوا اللحظة الفارقة».

في اليوم التالي، تصعد «الكوبري» من المنطقة نفسها لتجد إعلان عمرو موسى «أد التحدي» وقد تحول إلى فعل الأمر مجدداً من الشيخ بـ «إدراك» اللحظة. تتعجب لهذا التحول، لكن ما يحدث هو حراك شبابي يقوم به أنصار المرشحين في شكل غير مسبوق.

أبرز ما في هذه الحروب الشبابية هو الملصقات، وملكها من دون منازع هو أبو إسماعيل الذي يتندر البعض على ملصقاته التي اجتاحت المحروسة قائلين بوجود شقة «لقطة» للبيع تطل على جدار لم يتم لصق «بوستر» اللحظة الفارقة عليه بعد. ليس هذا فقط، بل إن الشيخ نفسه حين سئل عن هذه النكتة في جولة له، قال: «إن شاء الله سيتم لصق البوسترات على هذا الجدار المتبقي».

وإذا تبقى لديك جهد بعد القيادة النهارية وتمكنت من اعتلاء «كوبري 6 أكتوبر» ليلاً، ستجد الجيوش الشبابية تتحرك بسرعة، تلصق ملصقات مرشحها هنا، وتطمس ملصقات مرشح آخر هناك، وهكذا، جولات من الكر والفر يتوقع لها الزيادة والانتعاش في الأيام القليلة المقبلة.

وإذا كان شباب حملة أبو إسماعيل هم الأكثر نشاطاً، أو ربما الأكثر عدداً، وربما أيضاً الأكثر عدم التزام بأي قواعد جمالية لشكل القاهرة، فإن الشباب العاملين في حملات مرشحين آخرين يبذلون قدراً أقل من الجهد، ربما لتوافر كمية أقل من الملصقات لمرشحين أمثال الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والدكتور أحمد شفيق وحمدين صباحي والدكتور سليم العوا.

وإذا كان الشباب هو المتطوع في حملات أولئك المرشحين أصحاب الأسماء المعروفة، فإن شباباً آخرين يأخذون على عاتقهم مهمة تحذير الناخبين من مرشحي الفلول وبقايا النظام السابق مستخدمين الأسلوب نفسه. حملة «إعرف رئيسك» هي محاولة شبابية أيضاً من حركة «كفاية» هدفها توعية الناخبين في شأن انتخابات الرئاسة، وهي إن كانت لا تدعم مرشحاً بعينه، إلا أنها تهدف إلى تعريف المواطنين بالمواصفات التي ينبغي توافرها في المرشح الذي يصوتون له. وبالإضافة إلى الكتابة على الجدران، هناك صفحة على «فايسبوك» تقوم بالتعريف بالمرشحين وبرامجهم الانتخابية وتصريحاتهم الإعلامية وذلك حتى يكون اختيار الناخب بناء على معرفة بالمرشح وأهدافه، وليس بأكياس سكر وزيت يوزعها أنصاره أو من خلال استخدام ورقة الدين أو الفقر أو الجهل أو ما شابه.

محاولات توعوية مشابهة، ولكنها هذه المرة تحمل اسم مرشح معين وبرنامجه هو خالد علي الشاب الحقوقي والمرشح المحتمل. عدد من الشباب من أعضاء حملته الانتخابية يستقلون بين الحين والآخر عربات مترو الأنفاق لفتح أحاديث مع الركاب حول مرشحهم وبرنامجه والرد على استفساراتهم.

ويبدو أن كلمة «استفسارات» باتت شعار الدعاية الانتخابية الرئاسية في مصر، وهو ما دعا كثيرين من الشباب من مستخدمي الإنترنت إلى بدء صفحات عدة على موقع «فايسبوك» سواء لدعم مرشح ما أو لضرب مرشح آخر، أو حتى لمجرد فتح باب النقاش الافتراضي حول من يجب أن يحكم مصر في الفترة المقبلة.

فما أن أعلنت جماعة «الإخوان المسلمين» وحزبها «الحرية والعدالة» ترشيح المهندس خيرت الشاطر للرئاسة حتى كانت صفحة «خيرت الشاطر رئيساً لمصر» انطلقت. لكن ما هي إلا ساعات أيضاً حتى أطلقت مجموعة أخرى من الشباب صفحة مناهضة عنوانها «أنا لن أنتخب خيرت الشاطر». ودارت الحرب العنكبوتية حامية الوطيس إلى أن زاد عدد مشتركي الصفحة المناهضة للشاطر بنحو 50 ألفاً على الصفحة الداعمة له.

ويموج «فايسبوك» و «تويتر» في شكل خاص بكم هائل من الحروب المشتعلة على مدار الساعة بين شباب مؤيد لهذا المرشح ومعارض لذاك. وبالطبع فإن جنسية والدة المرشح الشيخ أبو إسماعيل كانت من أكثر القضايا إثارة للمشاكسات والمناقشات التي اتخذ بعضها طابعاً دينياً والبعض الآخر تكفيرياً، لا سيما من جانب أنصار الشيخ المفرطين في دعمه وتأييده والذين رأى بعضهم في مهاجمة الشيخ هجوماً على الدين الإسلامي! وذهب آخرون إلى حد وضع معارضي الشيخ في موقع تشبيه بكفار قريش وهو ما أثار الضحك اكثر من الغضب.

وفي المقابل، هناك من الشباب من قرر توعية الناخبين على طريقتهم الخاصة، فأنشأوا صفحة «حملة ائتلاف شباب مصر الواعي لرفض افتكاسات مرشحي الرئاسة». ويرى مؤسسو هذه الصفحة التي أعجب بها ما يزيد على ثمانية آلاف متابع من الحملات «الفايسبوكية» ضد ترشيح عمر سليمان.jpg «بحيادية وبدون تمييز، كلهم نصابين، كلهم عايزين الكرسي، وإحنا مش عايزينهم عايزين واحد من الميدان».

مجموعة أخرى اختارت أن تكون أكثر تحديداً، وذلك من خلال ما اعتبرته «فضحاً» لفلول النظام ممن دخلوا ماراثون الرئاسة، وذلك من خلال صفحة «مايحكموش». هذه الصفحة تعيد إلى الأذهان جهود مشابهة بالأمس القريب اتخذت لنفسها عنوان «مايحكمش» وكانت ايضاً جهوداً شبابية غرضها إجهاض جهود جمال مبارك لحكم مصر خلفاً لوالده الرئيس السابق حسني مبارك. إلا أن النظام سقط قبل أن يتحقق كابوس الشباب ويتسلم جمال مبارك مقاليد الحكم. وما جهود الكثيرين من الشباب المصري اليوم في ماراثون الرئاسة إلا محاولات – وفق قناعات كل منهم – لمنع كابوس ما هنا، وتحقيق حلم ما هناك. لكن حلم أحدهم قد يكون كابوس الآخرين، والعكس صحيح!

 

 

 

بعد تسع سنوات على التغيير والسماء ملبدة بغيوم الخلافات

عراقيون: الطائفية اكبر الاخطار التي يواجهها العراق
موقع إيلاف...عبدالجبار العتابي من بغداد
 يرى مسؤولون ومحللون وإعلاميون عراقيون أن الطائفية هي أكبر الأخطار التي يواجهها العراق بعد مرور تسع سنوات على إسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين، وهو ما يجعل البلاد حتى الآن بعيدة عن الاستقرار.
 ما زال العراقيون مختلفين بعد تسع سنوات من دخول القوات الاجنبية الى بلادهم، وما زالت المشاكل تؤثر في حياتهم العامة فيما يشكو الناس من انعدام الكثير من متطلبات الحياة مما يشعرهم بالمعاناة والاحباط، لكنهم ينظرون في كل مرة الى الافاق متطلعين الى عام جديد يحمل لهم بين ثنايا ايامه الامل والرجاء.
ويؤكد العراقيون على اختلاف طوائفهم ان (العراق الجديد) ما زالت تهدده العديد من المشاكل الخطيرة التي تجعل البلاد بعيدة عن الاستقرار، ويشيرون الى ان اخطر هذه المشاكل هي الطائفية التي وان خمدت فتنة بعد ان اندلعت قبل اعوام الا انها ما زالت تقض مضاجعهم بسبب السياسيين الذين لا يتورعون عن اعتماد الطائفية دروعا لهم. واشار عراقيون التقتهم (ايلاف) انهم في كل عام يأملون ان تدفع رياح حب الوطن غمام الاحباطات والمشاكل التي تلبد سماء العراق لكي يعود الصحو وتشرق شمس الفرح ليكون العراق بلدا معافى بحضارته وناسه.
 وهذه الامنيات العراقية تتفجر لمناسبة مرور تسعة اعوام على التغيير الكبير الذي حصل في العراق بدخول القوات الاجنبية واسقاط نظامه السابق، وتعد هذه السنة الاولى التي يعيشها العراقيون دون ان تكون على ارض بلادهم قوات اجنبية. وفي الحديث حول الاوضاع في العراق تجد هنالك اختلافات في وجهات النظر كل يحسبها من منظوره الخاص حيث تجد الكثيرين ممن يثنون على النظام الجديد ويتمسكون به على الرغم من كل ما يحدث وهم يضعون الاسباب ويشرحون بالتفاصيل، فيما هنالك من يرى ان التسع سنوات كانت موجعة وقد تراكمت فيها الاحباطات والمنغصات والالام والدموع.
وقال ياسين مجيد النائب عن كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي في حديث خاص لـ (ايلاف) : لا احد يقول ولا احد يدعي او يستطيع ان يدعي ان المشاكل يمكن ان تحل، فقد عانينا وتحملنا مشاكل كثيرة وتركة ثقيلة من النظام السابق وفي مرحلة الاحتلال وما بعد الاحتلال، ولكن حين نقارن ما بين عام 2003 وعام 2012 نجد ان هناك الفارق كبيرا، هناك تحول وهناك نجاحات ولكن هناك مشاكل كثيرة وعملية التقدم والنمو والتطور تحتاج الى وقت، وتحتاج الى صبر وتحتاج الى تكاتف وهذه مسؤولية جميع القوى السياسية الوطنية العراقية المخلصة".
وأضاف:" وانا اتصور، وانا لست من الذين يتشاءمون حقيقة بل متفائل، ان العراقيين قادرون على تحقيق نجاحات كبيرة، نجحوا في استحقاقات كبيرة في القضاء على الفتنة الطائفية، ونجحوا في اخراج القوات الاجنبية، ونجحوا في تحقيق اكبر انجاز سياسي كبير وهو انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد، لدينا مشاكل.. نعم، ولكن حققنا نجاحات ايضا.
واضاف : اخطر مشكلة واجهناها هي الفتنة الطائفية التي كان يمكن ان تجر البلاد الى : اما حافة الحرب الاهلية او التقسيم، وتجاوزنا هذه المشكلة، وبعدها نجحنا في اخراج القوات الاجنبية وبدأ العراق يتعافى، لدينا مشاكل نعم ولكن لدينا القدرة على الحل ايضا نعم.
وتابع : انا انظر الى الحكومة الحالية على انها حكومة شراكة وهي مسؤولية الجميع لانجاحها، مسؤولية جميع المشاركين فيها، الحكومة ليست شجرة الجميع يرمي عليها الحجر، هذه الشجرة هي شجرة العراق وعلينا ان نستظل تحتها ونشارك فيها، ومن المسؤولية الاخلاقية والتاريخية ان نصحح الاخطاء وان نتجاوز المشاكل، لا ان نصنع مشاكل جديدة.
اما شاكر كتاب الامين العام لجبهه العمل الوطني الديمقراطي، فقال لـ (ايلاف) : بعد تسع سنوات العراق مغمور بالشر ومغمور بالخراب ومغمور بالفساد المالي والاداري وبانعدام اي افق بصراحة، فالافاق الان اصبحت معدومة، وهذا ما ارى عليه العراق بعد تسع سنوات، فالايتام بالملايين والارامل بالملايين والعطلون عن العمل بالملايين والمعتقلون بالالاف ولكن بالتأكيد عشرات الالاف، فأي شيء اراه في البلد غير هذا.
واضاف : الاسباب وراء هذا بدأت مع الاحتلال، منذ لحظة الاحتلال وقبلها كان الحصار الاقتصادي والحروب وغير ذلك، ولكن الاحتلال كان الضربة القاصمة لبلدنا وشعبنا، اي انه بداية الخراب كله.
وتابع : المطلوب بعد تسع سنوات على كل هذا هو ازاحة هذه الوجوه والكيانات الكالحة الجاثمة على صدر شعبنا بأسم ما تسمى بالعملية السياسية وتحويلها الى عملية وطنية ديمقراطية تحارب اولا الصراع الطائفي والطائفية بكل معانيها باعتبارها جزء من منابع الارهاب وثانيا العمل على بناء دولة مؤسسات، اما اخطر ما يواجهه العراق فهي الطائفية.
فيما قال عضو مجلس النواب عن كتلة الرافدين يونادم كنا لـ (ايلاف) : بعد تسع سنوات على التغيير الكبير، انا ارى ان العراق يوما بعد اخر يبنى رغم العقبات، رغم الاستهداف والاستكلاب على العملية السياسية، ومع ذلك العراق يتقدم ونحن متفائلون ان شاء الله ولا يكون هناك الا الخير وسيستقر العراق ويرجع معافى ومتماسكا مجتمعا ووطنا وان شاء الله يكون له دوره ونفوذه في المنطقة والشعب العراقي سيهنأ بالتغيير ويكون له فرص عمل وفرص عيش كريم وحريات ايضا.
واضاف : اخطر ما واجه العملية السياسية وما زال يواجهها هو خطر العداء والعوامل الخارجية التي استكلبت على العراق وامتدت الى الداخل العراق وتناغمت معها بعض الجماعات تحت شعار الطائفية، ولكن الحمد لله تجاوزنا هذه المرحلة والقمة العربية كانت بمثابة طي صفحة سوداء لهذا العداء الذي كان للشعب العراقي، والحمد لله سنبدأ بداية جديدة وموفقة.
من جهته قال الكاتب باسل الخطيب : سأختصر لك ما يمكن ان يقال عن العراق بعد تسع سنوات من التغيير، اقول : ان الحال لا يسر والبلاد تسير بقوة نحو الهاوية لافتقارها إلى رجال دولة بحق وقيادات تؤثر المصلحة العامة على مصالحها الضيقة والفئوية.. من هنا فإن شبح التقسيم بات أقرب من أي وقت مضى، وفقاً للمخطط الأميركي والإسرائيلي في إطار الشرق الأوسط الكبير ونظرية الفوضى الخلاقة، برغم الموقف الأميركي الرسمي الذي يحاول ذر الرماد في العيون.
اما الكاتب والاعلامي علي رستم فقال : تسع سنوات بحساب الزمن، تعني نحو عقد مر على تجربة سياسية احدثها تغير دولي لنظام حكم، لكن التغيير لم يعط اصلاحات حقيقية وواقعية، لا للنظام السياسي الجديد ولا الواقع الاجتمماعي.. بل العكس فقد انكشف ما يصطلح عليه سياسة الاستحواذ والمحاصصة وهي المشاركة الطائفية في سياسة الدولة وبالتالي همشت الدولة من جديد وبلعتها الحكومة كما سابق عهدها.. خدش شكل خطرا على التجربة العراقية بعد 2003 وهو لايوجد شكل للدولة حتى الدستور يشكل ازمة خلافات، فليس من المعقول ان تؤجل قوانين مثل قانون الاحزاب والتلاعب بقانون الانتخابات حسب مقاس الكتل السياسية المتنفذ، اما التحديات فهي بسبب التوافق الذي يلغي اي برنامج سياسي او حكومي، فالسياسي العراقي لايريد ان يفكر في الغد، فمامعنى ان ميزانية الدولة تذهب 70 بالمئة منها لتشغيل الحكومة ولايوجد ريع غير النفط .
 واضاف : اعتقد ان هناك محاولات لصناعة تيار ديمقراطي كرد فعل على احزاب الاسلام السياسي والتي همشت الدولة المدنية وهي نتاج تجارب منذ تاسيس الدولة العراقية لكن اعتقد الانتخابات القادمة ستخسر القوى والتي مارست دورا دون تحقيق تحول في جعل الدولة ومؤوسساتها متفاعله في الواقع ستحرق نصف مقاعدها في الدورة الانتخابية الثالثة.
 وتابع : انا ارى الازمات مقبلة دائما لحين الانتخابات ولايوجد خيار للتفاهم ومنح الثقه للاخر، لان عناوين الساسة العراقيين اتضحت بعد مؤتمر قمة بغداد، هناك خطاب قومي خليجي توجهه ضد بقاء المالكي او بديله القادم على راس الحكومة والقرار، وفي المقابل الطرف الاقليمي التركي والذي هو متضامن مع التوجه الخليجي وبالضد من حضوة ايران المقبوله عند الطرف الشيعي مايسبب خيار التقاطعات في الخطاب السياسي بين الحكومة وشركائها ممكن اصطلح عبارة الموت البطئ للتجربة في ظل التحالفات الطائفية والقومية التي شكلت المشهد.
وختم رستم بالقول: لا تزال التجربة في معركتها القديمة للتاريخ واستنسخت اوراق، وهي بالتأكيد لاتخدم تاكيد الهوية العراقية او ابراز الواقع بتحوله اقتصاديا، لننظر الى قطر، فهي دولة بسيطة لكن دخل الفرد 85 الف دولار، والعراق دخل الفرد لايتجاوز 5 آلاف الى سبعة، فكيف يرى السياسيون والمشرعون في البرلمان تحولا او تغييرا في الواقع، انا اعتقد ان غياب سياسة اقتصادية جيدة سيفتح الهوة باستمرار ومن جديد بين الجماهير والاطراف السياسية ولاتوجد جهة سياسية تقدم برنامجها في فترة تنجز ماتقدم عليه، لان هناك في الاساس غياب للبرنامج الحكومي الاقتصادي والسياسي عند جميع الكتل.
 
وسط توقعات بضآلة فرصه في النجاح سياسيون:عمر سليمان مرشح رئاسي بدعم أميركي وإسرائيلي
موقع إيلاف...أحمد حسن من القاهرة
رفضت القوى الثورية، والإسلامية، والليبرالية إعلان اللواء عمر سليمان الترشيح في الانتخابات الرئاسية واعتبرت أنّ ذلك عودة إلى نظام الرئيس السابق حسني مبارك، ودعت في حالة نجاحه إلى ثورة جديدة في مصر، كما أعلنت تلك القوى السعي إلى سقوط سليمان.
تدور تساؤلات عديدة في الشارع المصري عقب دخول اللواء عمر سليمان - رئيس جهاز المخابرات السابق- سباق الانتخابات الرئاسية حول مدى قدرة سليمان على تحقيق النجاح في الوصول إلى كرسي الرئاسة وسط رفض القوى الليبرالية، والثورية، والإسلامية لترشيحه؛ لكونه يعيد نظام مبارك، ما اعتبر بأنه فشل ثورة 25 يناير في التغيير، والتخلص من النظام السابق.
إيلاف استصرحت خبراء سياسيين وطرحت عليهم تساؤلات عدة فرضها ترشح سليمان ومنها: هل من مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل وصول سليمان إلى الحكم؟ وهل كان ترشيح الشاطر سببًا في رد المجلس العسكري بورقة عمر سليمان من أجل تغيير خريطة المنافسة؟ هذا وقد اختلفت التفسيرات حول أسباب ترشيح عمر سليمان.
اعتبر معتز السعيد، عضو مجلس الشعب ورئيس حزب الحرية، أن ترشيح عمر سليمان عودة إلى الخلف ونظام مبارك، حيث أن الوضع السياسي قد تغيّر بعد الثورة عما كان موجودًا قبلها ، فعمر سليمان عليه التعامل مع برلمان، وحكومة إسلامية ، ويعرف جيدًا أن عدم تلبية مطالب الشعب واتباع النظام السابق يعني النزول إلى ميدان التحرير، ودعا المصريين إلى تقييم مرشحي الرئاسة والحكم عليهم من دون الحديث عن كون المرشح يعيد نظام مبارك من عدمه، ولنترك الناخب يحدد رئيس مصر القادم من دون الوصاية عليه.
وقال السعيد لـ "إيلاف" إن عمر سليمان في مأزق، لكونه دخل السباق متأخرًا، وبالتالي فهو بحاجة ماسة إلى الحوار مع الناخبين بعد أكثر من عام من الصمت عقب تركه منصب نائب الرئيس، مشيرًا إلى أن فرصة نجاح عمر سليمان بكرسي الرئاسة كبيرة، حيث أن الشعب المصري يتشوق في عودة الأمان، والاستقرار، والقادر على تحقيق هذا الأمر شخصية عمر سليمان الذي يعتبر رجل الفترة القادمة.
وأضاف أن عمر سليمان الوحيد من بين المرشحين للرئاسة الذي لديه خبرة، وحنكة سياسية في التعامل مع الملفات الخارجية لمصر بحكم عمله في جهاز المخابرات العامة، وتوليه ملفات خطيرة، وخاصة القضية الفلسطينية ؛ ولذلك فمن مصلحة الولايات المتحدة، وإسرائيل تواجد عمر سليمان على رأس الحكم في مصر، حيث يعني ذلك حفاظه على الاستقرار بالمنطقة.
وقال عماد جاد، عضو مجلس الشعب والخبير السياسي لـ "إيلاف"، إن ترشيح عمر سليمان سوف يقلب خريطة صراع الانتخابات الرئاسية، حيث أنه يتمتع بأرضية كبيرة في المجتمع، وهناك مؤيدوه من الكارهين للإسلاميين، إلى جانب تأييد أعضاء الحزب الوطني المنحل، ورجال الأعمال، وبالتالي فاللواء عمر سليمان له فرصة كبيرة للفوز بالرئاسة، ولكن يبقى تمسك الشعب بضرورة نجاح الثورة، وأن عودة عمر سليمان إلى السلطة يعني عدم وجود تغيير، وأن مبارك ما زال موجودًا.
وأشار إلى أن سعي الولايات المتحدة الأميركية، وإسرائيل، ودول عربية إلى الحفاظ على نظام مبارك، ووجود عمر سليمان يحقق لهم هذا التوجه، مما يشير إلى سعي هذه الدول إلى دعم عمر سليمان بشكل مباشر أو غير مباشر من أجل نجاحه، حيث أن هناك تخوفات من وصول رئيس إسلامي إلى السلطة قد يعمل ضد مصلحة هذه الدول.
في حين يرى أبو العز الحريري، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية لـ "إيلاف"، أن عمر سليمان سوف يخرج بفضيحة كبيرة بتحقيق نتائج مخيبة في الانتخابات الرئاسية وسقوطه، حيث يوجد رفض تام لترشيحه؛ لكونه رمزًا لنظام مبارك، وسجناء طرة.
ولفت إلى أن الشعب لن يسمح للمجلس العسكري، ولا للأميركيين وإسرائيل في تحديد الرئيس القادم لمصر، وسوف يسقط صفقة العسكري؛ لترشيح عمر سليمان.
وطالب القوى الليبرالية، وشباب الثورة بالعودة إلى الميدان لو نجح سليمان في الانتخابات القادمة، حيث أن الثورة لم تقم بعد، كما أن القوى الليبرالية تطالب أيضًا بالاتفاق حول مرشح ليبرالي يحمي مصر من الإسلاميين والفلول، متوقعًا تفتيت أصوات الإسلاميين بعد ترشيح السلفيين، والجماعة الإسلامية مرشحين لهم، في حين أن هناك تفتيتاً آخر لمرشحي الفلول، وبالتالي من الصعب التنبؤ بمصير تلك الانتخابات ومن سيدخل الإعادة.
وقال محمد الأشقر، مؤسس حركة كفاية لـ "إيلاف"، إن ترشيح عمر سليمان جاء ردًا على ترشيح خيرت الشاطر، فمصير مصر أصبح لعبة في يد العسكري والإخوان من دون الانتباه لوجود شعب له إرادة، ورأي قام بثورة على فساد، وظلم دام لمدة ثلاثين عامًا، مؤكدًا أن الشعب سوف يثبت رفضه لوصاية المجلس العسكري، والإخوان، وسيعلن من خلال صناديق الانتخابات رفضه لعمر سليمان، وخيرت الشاطر أو محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة، وتأييده لرئيس خرج من رحم الثورة.
مؤكدًا على أن تاريخ عمر سليمان الأسود في دوره بالقضية الفلسطينية، وكونه سببًا في الخلاف بين الفصائل الفلسطينية باعترافهم، سوف يجعل إسرائيل، وأميركا تبارك ترشيح عمر سليمان، والعمل على وصوله إلى حكم البلاد، ولكن الشعب واعٍ لذلك، ولن يعطِ الفرصة لعودة نظام مبارك كي يحكمنا من جديد.

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,867,191

عدد الزوار: 7,648,265

المتواجدون الآن: 0