إرهاب نفسي إسرائيلي لمدنيي جنوب لبنان

تاريخ الإضافة الخميس 15 تموز 2010 - 6:23 ص    عدد الزيارات 593    التعليقات 0

        

إرهاب نفسي إسرائيلي لمدنيي جنوب لبنان
بقلم رنده حيدر 

من أهم النتائج التي أسفرت عنها حرب تموز 2006 على لبنان أنها فرضت نوعاً من الردع انعكس هدوءاً لم يسبق أن عرفته الحدود بين لبنان وإسرائيل خلال الأعوام الماضية (فقد اقتصر عدد الهجمات من لبنان على إسرائيل خلال أربعة أعوام على ست فقط)؛ ولكن من جهة أخرى عززت احساساً عميقاً لدى إسرائيل بأن عليها الاستعداد لنشوب مواجهة مع "حزب الله" في أية لحظة، كما فاقم من حاجتها الى وضع عقيدة قتالية مختلفة تستطيع بواسطتها مواجهة التحديات الجديدة التي فرضها عليها القتال ضد "حزب الله"، بحيث تكون المواجهة المقبلة مختلفة تماماً عما حدث في تموز 2006.
من أهم التحديات التي فرضها "حزب الله" على إسرائيل في الحرب الأخيرة، أنه استطاع تحدي تفوقها العسكري عبر استهداف نقاط ضعفها، واستخدام قوته الصاروخية ضد الجبهة الخلفية الإسرائيلية المدنية والعسكرية في آن معاً.
حتى الآن لم تنجح القيادة العسكرية في إسرائيل في ايجاد الرد العسكري الناجع على هذه الصواريخ، ولكنها باتت مقتنعة بأن مواجهة هذا الخطر الصاروخي ليس عسكرياً فحسب، وإنما بتضافر مجموعة جهود مخابراتية وعسكرية في آن معاً.
أما التحدي  الثاني، فهو تمركز الحزب وسط تجمعات السكان المدنيين، الأمر الذي يقيد حركة الجيش الإسرائيلي ويعرقل عملياته العسكرية، خوفاً من إيقاع خسائر كبيرة بين المدنيين الأمر الذي سيعرض هذا الجيش لاحقاً للملاحقة الدولية.
التحدي الثالث الذي تواجهه إسرائيل على جبهتها الشمالية الصعود الكبير في الدور الإيراني في جنوب لبنان. فوفقاً لكلام قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء غادي إيزنكوت، تنشط إيران في لبنان عبر ما يسميه "قوات القدس" المتمركزة في لبنان، وعبر تمويلها "لحزب الله"، وتدريب مقاتليه، وتزويدهم بالعتاد والسلاح. ويرى إيزنكوت أن النفوذ الإيراني في لبنان يضاعف من خطر حصولها على السلاح النووي، ومن خطر منظومة الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى التي يصل مداها إلى قلب إسرائيل. في إطار مواجهة إسرائيل لهذه التحديات، برزت في الآونة الأخيرة الجهود التي تبذلها القيادة العسكرية هناك لمعالجة مشكلة القتال وسط المدنيين. انعكس ذلك في الحملة التي تقوم بها وزراة الدفاع أمام الرأي العام العالمي عبر نشرها لمعلومات استخباراتية موّثقة بشأن الانتشار العسكري "لحزب الله" في بلدة الخيام وسط التجمعات السكانية وبالقرب من المدارس والمستشفيات، وفي تشديدها على الإلتزام بقواعد صارمة تقوم على تحذير السكان المدنيين واعطائهم مهلة زمنية كافية لمغادرة مساكنهم.
ولا تخفى الوظيفة المزدوجة لمثل هذا الكلام الإسرائيلي؛ الذي يشكل من جهة تحذيراً إسرائيلياً للحزب بأن المواجهة المقبلة ستعرض سكان البلدات والقرى الذين غالبيتهم من الشيعة للخطر الشديد؛ وهو من ناحية أخرى يستهدف ادعاء لفت أنظار الرأي العام العالمي مسبقاً  إلى الخطر الذي يمثله الانتشار العسكري "لحزب الله" وسط التجمعات المدنية،  على أمل أن تلتف على المساءلة والمحاسبة التي يمكن ان تتعرض لها، كما جرى في أعقاب عملية "الرصاص المسكوب" على غزة.
وهكذا يبدو أكثر فأكثر الإعداد الإسرائيلي المسبق لمعالم المواجهة العسكرية المقبلة التي سيشكل احتمال الاعتداءات الاسرائيلية الاجرامية على التجمعات السكانية المدنية في الجنوب اللبناني مسرحها الأساسي بالحجة المعروفة وهي الدفاع عن سكان شمال اسرائيل. وثمة سعي إسرائيلي واضح في الحرب النفسية لتبيان  نقاط ضعف "حزب الله" في الحرب التي تدعي انها مقبلة.
من هنا يمكن القول أن الردع القائم على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أو كما يحلو للبعض تسميته "بتوزان الرعب"، يحمل في طياته نواة الهدوء والإستقرار، بقدر ما يحمل من الزاوية الاسرائيلية بذور الإنفجار والحرب.
تزامنت هذه الحملة الدولية التي تشنها إسرائيل على "حزب الله"، وتحضيرها الرأي العام لإحتمالات نشوب مواجهات عسكرية مسرحها الجنوب اللبناني، مع حوادث التعرض لقوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب من جانب عناصر محلية، الأمر الذي يضاعف بصورة كبيرة من المخاطر، ويزعزع الهدوء الأمني الهش السائد حالياً في منطقة الحدود مع إسرائيل.  

 

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,177,629

عدد الزوار: 7,622,827

المتواجدون الآن: 0