المرابطون بين صراع الخال المؤسس، وابن الأخت الوريث: مليشيا سنّية سقطت من ذاكرة سنّة لبنان
السبت 17 تموز 2010 - 7:10 ص 
780 
0
المرابطون بين صراع الخال المؤسس، وابن الأخت الوريث: مليشيا سنّية سقطت من ذاكرة سنّة لبنان
بيروت – فاروق عيتاني
تناولت بعض وسائل الإعلام اللبنانية مؤخراً خبر ظهور صراع إلى العلن بين إبراهيم قليلات (أبو شاكر)، أحد رموز الحرب الأهلية في لبنان، ومؤسس ما كان يسمى بحركة الناصريين المستقلين – المرابطون والمقيم منذ أوائل الثمانينات في فرنسا، وبين ابن شقيقته العميد المتقاعد في الجيش اللبناني مصطفى حمدان (الأخ ثائر). وقد ترأس حمدان الحركة قبل فترة بعدما جمع بعضاً من شتاتها، بتمويل إيراني قدمه حزب الله مع تغطية سورية سعى له فيها رئيس الجمهورية اللبنانية السابق إميل لحود الذي شغل حمدان منصب المسؤول عن حراسته لمدة عشرين سنة. وكان حمدان قد أفرج عنه بعد بقائه موقوفاً أربع سنوات على خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 2009.
وخلال الفترة الحالية من تولى حمدان رئاسة الحركة، تخصص في الإشادة الإعلامية بحزب الله وإيران وسورية وفي توزيع ملصقات تحمل صورة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وقد كتب على أسفلها عبارة عن نوع "السفاح المجرم سمير جعجع" في محاولة سورية يائسة وفاشلة للنيل من القوات اللبنانية.
حمدان يتهجم على مصر
وفي المعلومات الواردة من أشخاص في قيادة الحركة على صلة وثيقة مع حمدان، ولكنهم عاودوا الاتصال سراً بالمؤسس إبراهيم قليلات ذكروا أن حمدان تلقى تعليمات سورية جديدة تقضي بنقل تهجمه الإعلامي من سمير جعجع إلى مصر.
وأضاف هؤلاء أن حمدان وجد في ذلك فرصة ليضرب "عصفورين بحجر" فقرن تهجمه على مصر وتصويرها بالتدخل بالشؤون اللبنانية الداخلية، بالزعم أن خاله المؤسس إبراهيم قليلات قد زار مصر مؤخراً مع بعض ممن ما زالوا على صلة علنية معه، وتلقوا أموالاً للعودة إلى لبنان لإزاحته عن رئاسة الحركة وإشعال صراع مذهبي ضد حزب الله.
حمدان يهدد أحمد بن بلا ومعن بشور
ويضيف هؤلاء أن حمدان صار يردد علينا داخل الحركة، بأنه سيضرب خاله أبو شاكر إذا رجع إلى لبنان، ولن يتوانى عن ضرب من سيرافقه في عودته، حتى لو كانا الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بلا ومعن بشور وهو أحد الشخصيات السياسية اللبنانية الذي يحتفظ بالود الكثير لإبراهيم قليلات.
ويضيف هؤلاء أن حمدان نفسه كان وراء تسريب الخير الذي نشره الصحافي ثائر غندور في جريدة "الأخبار" اللبنانية الوثيقة الصلة بحزب الله قبل أيام.
حمدان والرئيس الحص
وينقل عن شهود أنه منذ شهرين، وخلال زيارة قام بها حمدان مع وفد من الحركة إلى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص. تناول حمدان خاله إبراهيم قليلات بالكثير من التهجم الصريح مما حمل الرئيس الحص على التضايق من تصرفه والرد عليه طالباً منه التأدب بالقول: "طيب أنت خاله وهوي ابن أختك"! وكان رد فعل حمدان أنه امتنع من حينها عن زيارة الحص أو ذكره بكلمة طيبة وسط مريديه.
قليلات عند البيارته
ولا يزال إبراهيم قليلات يحظى بتقدير بين البيارته، نظراً لصموده وتصديه للاجتياح الإسرائيلي لبيروت خلال صيف 1982، ولمعارضته النفوذ السوري بلبنان، وتصدي المرابطون للميليشيات الشيعية والدرزية التي اجتاحت بيروت، واستباحت أهلها خلال الثمانينات.
وفي الواقع، ثمة إشكالية كبرى تحول دون نجاح إبراهيم قليلات، أو غيره، في إعادة إحياء حركة الناصريين المستقلين – المرابطون. فالكوادر العسكرية الصلبة التي دافعت عن بيروت أو ما كان يعرف باسم أمراء الوحدات العسكرية للمرابطون، ترهلوا وتجاوزت أعمارهم الخمسين سنة وما فوق. كما أن هذه الكوادر عانت الأمرين من تلاعب قليلات بها لصالح أجهزة استخبارية وأنظمة عربية استبدادية.
إشكالية المرابطون
اليوم معظم هذه الكوادر ومعهم البيارته استعادوا النظرة السنّية العامة للكيان اللبناني كوطن نهائي مميز عن محيطه العربي، وكان لإعجابهم بشخصية رفيق الحريري رجل الدولة و الادمي، أكبر الأثر في تطور وعيهم الكامن لمفهوم لبنان أولاً.
نقد المنظومة الفكرية
ليس أمام إبراهيم قليلات إن رغب في العودة، إلا إجراء مراجعة شاملة لكامل المنظومة والرؤية الفكرية التي حملها جيل الخمسينات والستينات من سنّة لبنان. هذه المنظومة التي ساهمت في الكثير من الضرر عليهم. ولربما على إبراهليم قليلات أن يبادر فور عودته إلى تغيير اسم الحركة من حركة الناصريين المستقلين – المرابطون إلى اسم جديد هو: حركة اللبنانيين المستقلين – المرابطون، ولا يعني هذا بأية حال انتقاصاً من زعامة عبدالناصر التي شهدتها المنطقة العربية في الخمسينات والستينات.
إلا أن ذلك يعني أن سّنة لبنان صاروا في مكان آخر، صاروا في لبنان أولاً. لبنان الحر السيد المستقل، لبنان الوطن لا الساحة، لبنان القوي بدولة المواطنة، لا دولة الطوائف والمذاهب والجهوية والميليشيات والأجهزة والبلوتوقراطية (اصطلاح يشير إلى حكم الثروة) صاروا يقولون بدولة ومواطنين. منفتحون على العالم ومشاركون فيه مع وعيهم بذاتهم وهويتهم...