دروز فلسطين في لبنان: من يشجّع التطبيع؟

تاريخ الإضافة الإثنين 19 تموز 2010 - 1:18 م    عدد الزيارات 586    التعليقات 0

        

دروز فلسطين في لبنان: من يشجّع التطبيع؟

 

ابراهيم الأمين
جاد المالح... هل نعتذر منه؟
ربما أكثر من ذلك، ربما وجب علينا التوجه الى كل من يرغب في إنهاء خدمته في جيش الاحتلال، أو في مصلحة السجون حيث مر عشرات الألوف من المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب، أو تولى دور المخبر الذي يدل على هذا أو ذاك من إخوانه، ربما وجب علينا التوجه الى هؤلاء ودعوتهم الى زيارة بيروت، عاصمة المقاومة العربية، في مناسبة احتفالات النصر على إسرائيل قبل أربعة أعوام.
ربما علينا أن نعيد النظر في أي جدل يتعلق بالتطبيع مع الاحتلال، أو حتى في أصل الموقف من مفردة التطبيع، وأن نقبل بشكل أو بآخر، بأن فكرة التواصل مع أبناء الأرض المحتلة، يجب أن تكون مضبوطة بالمعايير الإسرائيلية، تلك المعايير التي تقبل بهذا دون ذاك، وهي نفسها معايير الدول التي تسمح لهذا دون ذاك بالعبور الى بلد تصنفه إسرائيل بلداً معادياً. ترى، هل من إجابة عن السؤال بشأن سبب موافقة الأردن السماح لمواطنين من فلسطينيي عام 1948 بالعبور الى سوريا ومنها الى لبنان، علماً بأن الأردن كان قد التزم عدم السماح لهؤلاء بالانتقال الى لبنان وسوريا بناءً على تفاهم مع إسرائيل، ومفاده أنه لا يحق لهؤلاء القيام بزيارة الى دول معادية مثل سوريا ولبنان، لكن فجأة يصبح الممنوع مسموحاً؟
وأكثر وأكثر، ربما علينا أن نقول لمن تمنع عن الاندماج في مؤسسات الاستعمار الصهيوني لفلسطين، ومن قاوم فكرة الخدمة في جيش الاحتلال وشرطته وأجهزته على اختلافها، أو رفض حمل جنسيتها أو هويتها، ربما علينا أن نقول له بعد أن نرجمه بحجر: أخطأت، فنحن لا نكرم إلا الذين أخطأوا وقرر أحد ما، من التوابين الجدد، منحهم البراءة عن سيل من الأخطاء، علماً بأنه ليس بالضرورة، وهذا أكيد، أن يكون جميع أعضاء الوفد الآتي من فلسطين الى لبنان من الذين تعاونوا وتطبّعوا مع دولة الاحتلال.
وأكثر، هل سيخرج لنا من يقول بمعايير مختلفة، وإذا حصل ذلك فهل من مبرر لخطأ ارتكب سابقاً؟
الخطأ هو خطأ، وإذا كان لبنان يخوض معركة مفتوحة مع عدو لا يتوقف عن الاعتداء على كل شيء، فإنه بحسب القوانين المعمول بها، وبحسب القواعد الأخلاقية التي تحكم علاقة بدولة عدوة، ليس مسموحاً أن يدخل أي شخص يحمل جواز السفر الإسرائيلي الى لبنان. وما حصل سابقاً كان خطأً.

يتصرّف جنبلاط كأنه مكلّف بقيادة أكبر اختراق للجبهة الإسرائيلية؟

لقد أخطأ من سمح لعزمي بشارة بالدخول الى لبنان يوم كان عضواً في الكنيست، ولو أنه جاء مخالفاً أوامر حكومة إسرائيل، وأخطأ من سمح لأحمد الطيبي بالدخول بطائرة خاصة بحجة أنه هنا للتعزية بالرئيس رفيق الحريري، وأخطأ من سمح لآخرين بالدخول الى لبنان للقيام بزيارة شخصية أو للقيام بنشاط فني أو للمشاركة في ندوة أو خلافه، لأن مبدأ السماح لهؤلاء يعني أن إسرائيل ستكون محقة في فرض قوانينها علينا نحن، بمعنى أنها ستعطي الإذن لمن تريد لكي يكون في زيارتنا، وبالتالي هي التي ستختار هوية الضيف والزائر.
واليوم، أخطات سوريا عندما سمحت لهذا الوفد بالمجيء الى لبنان ولو على سبيل عبور أراضيها فقط، وهي التي تعرف أن إسرائيل منعت مواطنين من زيارة أقارب لهم في سوريا نفسها، ومن الخطأ أن توافق سوريا على تسهيل مرور تجمع يراد التعامل معه على أساس طائفي، علماً بأن أبناء الطائفة نفسها، من قرى الجولان المحتل، لا يزالون يرفضون الهوية الإسرائيلية، ولا يتركون مناسبة إلا يرفعون فيها علم سوريا وصورة رئيسها. وهم يعرفون أن لذلك عقوبة تنال من قوتهم وطاقاتهم.
ثم من هو صاحب المصلحة في مواجهة التيار الوطني والعربي في فلسطين لأجل إعادة الاعتبار الى الهويات الفئوية والطائفية والمذهبية لأبناء فلسطين، ومن هو صاحب المصلحة لأجل نقل المرض اللبناني الأكثر بشاعة الى فلسطين التي تواجه معركة محو كل أثر من صورتها العربية، وهل سوريا التي تواجه اليوم حملة على النقاب، لأنها ترفض تأثيرات سلبية على هوية الدولة العربية والعلمانية، تجد أنها مضطرة لسبب أو لآخر الى الموافقة على برنامج أعده وليد جنبلاط الذي لم يمض على استدارته سوف نصف ساعة، وهو لا يزال يسير خطوة الى الأمام وخطوتين الى الخلف، هل من شيء قام به هذا الرجل، ولا نعرفه حتى تقدم له دمشق هذا المعروف، أم أن في سوريا من يريدنا نحن في لبنان، أو فلسطين، أو في أي مكان، أن نقتنع بأن دمشق تهتم لأمر التوابين أكثر من غيرهم؟ هل علينا أن لا نستبعد احتفالاً تسهّل دمشق إقامته لأهل الدعوة من جماعة الشيخ محمد علي الجوزو؟
ثم، ما هو موقف المقاومة في لبنان؟
هل يمكن الرد بالصمت، أو هل يمكن المواءمة بين حرب مفتوحة وقاسية ضد كل أشكال التعامل مع الاحتلال، تواصلاً أو تخابراً أو تطبيعاً، وبين عدم الاعتراض، وعدم مقاومة زيارة كهذه، وهل يحتاج مقاومو فلسطين إلى شهادة من أحد، وخصوصاً من الذين لم يتركوا شيئاً إلا حقروه في صورة مقاومة لبنان وفلسطين؟ أم أن المقاومة في لبنان كلفت الرفيق وليد بك إدارة برنامج اختراق العدو من خلال بناء قوة مذهبية تقود حرب الاستقلال؟
ثم هل هي وظيفة لبنان وقواه الحية أن يوفر الغطاء لانقسام حتى داخل الطائفة الدرزية بين الفلسطينيين، فتُخصَّص فئة بعنوان الوطنية، وينزع عن آخرين، لأنهم ظلوا متمسكين بهويتهم العربية، وضد فئة ثالثة لأنها احتفظت بهويتها السورية؟ ومن يقبل بهذا الدور؟
بين القادمين، كرام وجب احترامهم، لكن العدالة تقتضي القول بأن المعركة في وجه الاحتلال لا تحتمل المحاباة ولا ازدواجية المعايير.

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,166,473

عدد الزوار: 7,622,689

المتواجدون الآن: 0