كيف ستتصرف سوريا إذا شُنّت «حرب المحكمة» على «حزب الله»؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 21 تموز 2010 - 7:36 ص    عدد الزيارات 586    التعليقات 0

        

الأسد: لو كنت متيقناً أن «السيد» سيحضر عشاء نجاد... لدعوت مشعل وشلّح
كيف ستتصرف سوريا إذا شُنّت «حرب المحكمة» على «حزب الله»؟
عماد مرمل (السفير)، الثلاثاء 20 تموز 2010
شرّعت التسريبات المتداولة حول مضمون القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الباب واسعا امام فرضيات دراماتيكية للمسار الذي سيسلكه الوضع الداخلي، بدءا من لحظة صدور هذا القرار، سواء في أيلول أو بعده.

وتتراوح هذه الفرضيات المبنية على إمكان توجيه الاتهام الى عناصر في «حزب الله» بين توقع 7 أيار جديدة تتخذ شكلا ميدانيا مختلفا، وبين ترجيح رد سياسي عنيف يتمثل أحد وجوهه باستقالة وزراء المعارضة من الحكومة الحريرية، بغية تفجيرها من الداخل وإسقاطها وصولا الى فرض معادلة سياسية جديدة...

وبرغم ان خطاب السيد حسن نصرالله بدا في ظاهره تصعيديا، إلا ان أهميته تكمن في انه دق جرس الانذار او ناقوس الخطر لاستدراك الأسوأ قبل وقوعه، وللتنبيه مسبقا الى مخاطر ما يُعد للساحة الداخلية ووجوب عدم الاستخفاف به، حتى لا يخطئ أحد في حساباته، كما حصل عشية 7 أيار، حين كان البعض يراهن على ان «حزب الله» لا يمكن ان يستعمل سلاحه في الداخل حتى لو التفت أسلاك شبكة الاتصالات حول عنق هذا السلاح وحملته.

وهناك بين صقور المعارضة من ينصح المغامرين بالالتفات الى ان «حزب الله» استخدم سلاحه في مواجهة قرار بنزع شبكة اتصالاته، فكيف يمكن ان تكون الحال في مواجهة قرار أكبر وأخطر بكثير من وزن اتهام عناصر فيه بالمشاركة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مع ما يعنيه هذا الاتهام من محاولة تنفيذ إعدام سياسي ومعنوي بحق المقاومة، والإيقاع بينها وبين جمهور واسع في لبنان والعالم العربي.

ويطرح الاشتباك الداخلي الراهن بشأن المحكمة الدولية و«فرع المعلومات» تساؤلات حول موقع سوريا من هذا الاشتباك واحتمالات تفاقمه، لاسيما وان العلاقة بين دمشق وسعد الحريري تتعزز، كما العلاقة بين رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن واللواء رستم غزالة.

ولعل من أبرز المفارقات في هذا المجال أن يتزامن اشتداد السجال بين «حزب الله» و«المستقبل» - بخصوص القرار الظني ودور فرع المعلومات في ملاحقة العملاء - مع الزيارة الخامسة والغنية للرئيس سعد الحريري الى دمشق وإشادته بتطور علاقته مع الرئيس الأسد «القائمة على الصراحة والتفاهم»... فضلا عن حرص القيادة السورية على تخصيص برنامج للحريري استمر حتى يوم أمس حيث عقد لقاء ثالث بينه وبين الرئيس السوري في أقل من 48 ساعة.

وعليه، كيف ستتعامل سوريا مع هذا المشهد المركب؟

من المؤكد أن «حزب الله» هو بالنسبة الى سوريا حليف استراتيجي ليس فقط على مستوى لبنان وإنما على مستوى المنطقة، بما يتجاوز الحدود الضيقة للساحة اللبنانية وزواريبها... يسري ذلك بطبيعة الحال على العلاقة الاستراتيجية بين دمشق وطهران، ولو انوجدت بينهما اختلافات في النظرة الى بعض العناوين الاقليمية كما هو الحال في العراق.

ومن المؤكد أيضا أن دمشق تسجل لحزب الله بان انتصار حرب تموز 2006 لم يحم المقاومة في لبنان وحسب بل أسهم في حماية النظام السوري لأنه كان سيصبح الهدف التالي لو كسبت إسرائيل وأميركا الحرب ضد المقاومة.

وقبل ذلك، كان للمواقف الصريحة التي اتخذها حزب الله، دفاعا عن سوريا وبراءتها بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في العام 2005، الأثر الكبير في صمودها وثباتها في مواجهة الضغط الذي تعرضت له في أعقاب محاولة «تلبيسها» جريمة قتل الحريري، سعيا آنذاك الى تسهيل عبور مشروع الشرق الأوسط الجديد الحدود السورية.

تدرك دمشق جيدا انه لم يكن سهلا ان يقف السيد نصرالله في الثامن من آذار في وسط بيروت ويقول بصوت عال «شكرا سوريا»، في وقت كان نصف اللبنانيين يناصبونها العداء ويتهمونها باغتيال زعيم سياسي لبناني كبير، ولم يكن سهلا ايضا ان يقف السيد نصرالله لاحقا في «يوم القدس العالمي» في خريف العام 2005، ليعلن عن تضامنه مع سوريا قيادة وشعبا، في زمن المحاكمات العلنية، الامر الذي جعل وليد جنبلاط في تلك المرحلة يطلق العنان لحملة عنيفة على الحزب استمرت حتى السابع من ايار 2008 .

وللدلالة على طبيعة العلاقة الراسخة بين سوريا وخيار المقاومة الذي يمثل حزب الله أحد تجلياته، يروي العارفون انه وفي أعقاب القمة الثلاثية الشهيرة التي جمعت الاسد والرئيس الإيراني أحمدي نجاد والسيد نصرالله في دمشق مؤخرا، استقبل الاسد، بعد نحو اسبوع، الحاج حسين خليل، موفدا من الامين العام لحزب الله، شاكرا من جهة ومحاولا أن يستوضح ما إذا كانت الصورة الثلاثية قد سببت احراجات للقيادة السورية، لاسيما وان حضور نصرالله لم يكن مؤكدا لاسباب امنية، وكان جواب الاسد بانه لو كان متيقنا من ان نصرالله سيحضر الى دمشق «لكنت قد وجهت الدعوة ايضا الى خالد مشعل (حركة حماس) ورمضان شلح(الجهاد الاسلامي) للمشاركة في هذا اللقاء». ويروي العارفون أن بعض مسؤولي البروتوكول في دمشق حاولوا أثناء العشاء الثلاثي الشهير التدقيق مع الرئيس السوري بشأن الصورة... وكان جوابه استدعوا المصورين وليلتقطوا لنا الصورة.

والى جانب ذلك كله، فان علاقة سوريا مع حزب الله تشكل إحدى ثوابت العلاقة الاستراتيجية بين دمشق وطهران، والقائمة على مجموعة روابط عميقة ومصالح حيوية تغطي حيزا واسعا من ملفات الشرق الاوسط ومساحته.

وإذا كان الرئيس الراحل حافظ الاسد هو الزعيم العربي الوحيد الذي وقف الى جانب إيران ضد الحرب التي شنها صدام حسين عليها، غداة انتصار الثورة الايرانية، سابحا عكس التيار الجارف الذي قاد معظم الانظمة العربية الى الاصطفاف خلف صدام، قبل أن يتخلوا عنه ويسهلوا الغزو الأميركي للعراق، فان العارفين يجزمون بان الرئيس بشار الاسد لن يتردد بدوره في الوقوف الى جانب حزب الله، إذا وجهت المحكمة الدولية الاتهام الى عناصر فيه، مع ما قد يرتبه هذا الموقف من كلفة عليه اقليميا ودوليا.
امام كل هذه العوامل، تغدو علاقة سوريا بحزب الله خارج معيار المفاضلة او المقارنة، وبالتالي فان السؤال لا يتعلق حصرا بما ستؤول اليه العلاقة بين الاسد والحريري التي ستصبح في مثل هذه الحال تفصيلا، بل سيدور بشكل اساسي حول الموقف الذي ستتخذه السعودية، وهل ستغطي قرارا ظنيا قد يدفع حليفها الاول في لبنان سعد الحريري ثمنه من كيسه بالدرجة الاولى، ام انها ستسعى الى إيجاد المخارج الملائمة له.. وللبلد؟

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,166,814

عدد الزوار: 7,622,693

المتواجدون الآن: 0