بالعربي الفصيح..الخطر يأتي من على الحدود..

تاريخ الإضافة الإثنين 9 آب 2010 - 12:59 م    عدد الزيارات 617    التعليقات 0

        

بقلم: سعيد مبشور

ما حدث من استفزاز إسرائيلي على حدود وسيادة لبنان كان متوقعا، فالتحفز الصهيوني للاعتداء على لبنان دائم ومستمر، تغذيه أولا الطبيعة العدوانية لهذا الكيان الغاصب، واستحالة تعايشه مع أجواء الانفراج والتهدئة، فهو لا ينتعش ولا يحيا ولا يجد مبررا للبقاء إلا إذا سمم أجواء المنطقة وأدام فيها حالة التوتر والغليان.

وفي المقام الثاني يأتي الحراك الذي تعرفه الساحة اللبنانية بفعل الظروف التي خلقها الإعلان عن قرب صدور قرار ظني من المحكمة الدولية يقضي بإدانة "عناصر" من حزب الله في قضية اغتيال رفيق الحريري، وهو ما يعني استغلال الكيان الصهيوني لظرف داخلي ساخن وخلق المزيد من الارتباك.

وتأتي ثالثا الزيارات التي قام بها بعض الزعماء العرب للبنان، فاجتماع الأسد بالملك عبد الله في بيروت مع الرئاسة اللبنانية وباقي الفرقاء، أضفى مسحة من إمكانية تجاوز أي عطل ممكن في الآلة السياسية اللبنانية، وأعطى نفسا للحوار الوطني اللبناني، وحاول من خلاله الزعماء المجتمعون النأي بلبنان عن حالة الاحتراب الداخلي وطمأنة الرأيين العاميين في لبنان والعالم العربي بكون مسلسل المصالحة اللبنانية لا زال على عهده منذ رعته السعودية باتفاق الطائف، ناهيك عن الإشارة القوية التي يوحي بها الاجتماع من حيث هو لقاء عربي –عربي بعيدا عن تدخل قوى من خارج الصف العربي من قبيل إيران.

بينما كانت زيارة أمير قطر الأبرز من حيث دلالتها الرمزية على الأقل، فالرجل لم يقصد لبنان من أجل المجاملة، أوضحت ذلك تصريحاته التي أكد فيها على تحيته لنهج المقاومة، وبدت الزيارة وكأنها مباركة لمشاريع حزب الله في الجنوب، وجوابا بشكل ما على محاولات العربية السعودية سحب البساط من تحت الوجود الإيراني المتجذر في لبنان، خصوصا وأن قطر تمثل خطا مغايرا للمثلث العربي الذي تشكله مصر والسعودية والأردن، وهو الخط الذي وجد تعبيراته في تعاطي الإدارة القطرية مع ملفات فلسطين ولبنان ومن ثم الحوار مع إيران.

الاشتباك الإسرائيلي اللبناني على الحدود، قد يحرك بركا راكدة في حقل الشوك اللبناني، ويعيد إلى الواجهة سؤال السيادة ودور الجيش في حماية الأراضي اللبنانية، كما قد يستغله البعض ممن لا مصلحة له في استقرار الوضع أو من المعنيين بالتشويش على دور المقاومة، في تحريك نقاش جديد/ قديم حول موضوع السلاح خارج ثكنات الجيش اللبناني.

أما إذا كان الحدث مجرد احتكاك طبيعي من جراء الوضع غير الطبيعي لإسرائيل في المنطقة، فإنه سرعان ما قد يجد طريقه إلى التهدئة، وما أسماه بيان قيادة اليونيفيل بضبط النفس بين الجانبين، لكن مع ذلك فإن هذا الحدث بلا شك كان درسا لقطاع عريض من اللبنانيين وفي مقدمتهم الجيش، مفاده أن الخطر على لبنان ليس من فريق على فريق أو طائفة على طائفة، وإنما الخطر كل الخطر يأتي من سرطان ممتد على طول الحدود في الجنوب اسمه "إسرائيل".
 

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,142,432

عدد الزوار: 7,622,235

المتواجدون الآن: 0