تقريران دوليان: أخطار إسرائيلية على سوريا

تاريخ الإضافة الجمعة 27 آب 2010 - 7:47 ص    عدد الزيارات 583    التعليقات 0

        

من حقيبة "النهار" الديبلوماسية
تقريران دوليان: أخطار إسرائيلية على سوريا
نظام دفاعي مشترك سوري - إيراني استعداداً للحرب

"حذر مسؤولون غربيون رفيعو المستوى جهات عربية رسمية من وجود احتمالات جدية لنشوب حرب جديدة بين لبنان واسرائيل اذا لم تتبدل المعطيات الراهنة جذرياً، وامتنعوا عن تحديد موعد بدء العمليات العسكرية، لكنهم أكدوا أن الحرب المقبلة ستكون اكثر شراسة واتساعاً وخطورة من حرب صيف 2006 للأسباب الرئيسية الآتية:
أولاً - الحرب المقبلة لن تنحصر بين لبنان واسرائيل وحدهما بل ستشمل سوريا، ذلك ان الاسرائيليين وضعوا خططاً لمهاجمة قواعد ومواقع ومنشآت عسكرية سورية وخصوصاً تلك المرتبطة بعمليات تسليح "حزب الله".
ثانيا - الحرب المقبلة ستتخذ شكل مواجهة جدية مع النظام السوري الذي تتهمه اسرائيل ودول كبرى على رأسها أميركا بتعزيز القدرات القتالية والعسكرية لـ"حزب الله" بتزويده أسلحة وصواريخ متطورة و"تشجيعه" اللبنانيين على ابقاء بلدهم ساحة مواجهة مفتوحة مع الدولة العبرية ودول أخرى.
ثالثا - الحرب المقبلة ستكون أكثر شراسة ودموية من حرب 2006 من جهة لأن "حزب الله" يملك صواريخ أرض - أرض متوسطة وبعيدة المدى أكثر تطوراً من تلك التي كان يملكها سابقاً وتصيب مدناً وأهدافاً ومنشآت في قلب اسرائيل، ومن جهة ثانية لأن القيادة الاسرائيلية مصممة على الحاق خسائر فادحة وأضرار جسيمة بالحزب وبقدراته الحربية ومنشآته وقواعده الشعبية وكذلك بمؤسسات الدولة اللبنانية.
رابعاً - الحرب المقبلة ستكون جزءاً أساسياً من معركة اسرائيل والدول الكبرى مع ايران لمنعها من امتلاك السلاح النووي، وسيكون أحد أهدافها اضعاف قدرات حلفاء الجمهورية الاسلامية اللبنانيين والسوريين على ضرب اسرائيل اذا تعرضت المنشآت النووية الايرانية لهجمات عسكرية اسرائيلية أو أميركية في مرحلة لاحقة.
خامساً - تنوي الدول الكبرى المعنية بالأمر استغلال أي حرب جديدة لوضع حد لعمليات تسليح "حزب الله" انطلاقاً من الأراضي السورية. كما أن اسرائيل لن تكتفي بوقف القتال كما جرى في حرب 2006 بل انها تخطط لاحتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية والبقاء فيها الى أن تفرض رقابة دولية مشددة على الحدود اللبنانية - السورية لوقف تهريب الأسلحة عبرها الى "حزب الله" وتنظيمات فلسطينية مرتبطة بدمشق".
هذا ما قالته مصادر ديبلوماسية أوروبية في باريس وثيقة الاطلاع على الاتصالات الدولية - العربية الجارية في بشأن تطورات هذه القضية. وتجرى هذه الاتصالات في الوقت الذي صدر تقريران مهمان، الأول دولي والآخر أميركي يركزان على تزايد احتمالات نشوب حرب جديدة لبنانية - اسرائيلية ذات أبعاد اقليمية.
التقرير الأول أصدرته "مجموعة الأزمات الدولية" ويحمل عنوان "طبول الحرب: اسرائيل ومحور المقاومة"، ويستند في معلوماته الى حصيلة لقاءات مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين ودوليين وسوريين ولبنانيين واسرائيليين. ويشدد هذا التقرير في نصه الكامل على الأمور الآتية:
أولاً - ان الاجراءات العسكرية المختلفة الرادعة التي تتخذها اسرائيل من جهة وسوريا وايران و"حزب الله" و"حماس" من جهة أخرى لمنع نشوب الحرب على أساس ايجاد "ميزان رعب" أو "توازن رعب" بين الأطراف المعنيين بالأمر، قد تؤدي، في الواقع، الى نتيجة معاكسة أي الى نزاع مسلح لبناني - اسرائيلي - اقليمي واسع النطاق، سواء نتيجة أخطاء في الحسابات أو نتيجة عوامل أخرى.
ثانياً - تنوي اسرائيل خوض الحرب المقبلة "بشراسة أشد من السابق ومن دون الحصول على دعم دولي مسبق لها" وعلى أساس تطبيق "قاعدة الضاحية" بحيث "يتم تدمير كل قرية أو مبنى أو موقع تنطلق منه النيران". وفي المقابل، ان "حزب الله" مستعد لمواجهة مثل هذا الاحتمال وهو ينوي الرد عليه بالمثل "مما يعني أن المدنيين من الجانبين سيدفعون ثمناً باهظاً في حال اندلعت الحرب".
ثالثاً - ستشن اسرائيل غارات وهجمات على مواقع لــ"حزب الله" في البقاع وليس فقط في الجنوب لأن الحزب أنشأ "خط دفاع ثانياً له" في هذه المنطقة حيث عزز وجوده العسكري فيها. ونقل التقرير عن مسؤول في "حزب الله" قوله ان اسرائيل "قد تشن هجوماً برياً واسع النطاق داخل الأراضي اللبنانية يشمل مناطق في البقاع" مما يشكل "تحدياً صريحاً" للنظام السوري، استناداً الى التقرير.
رابعاً - تنوي اسرائيل أن تحمل الحكومة اللبنانية فعلاً مسؤولية "أي أعمال عدوانية" يقوم بها "حزب الله" ضدها من منطلق انه "لم يعد ثمة تمييز بين الدولة اللبنانية والحزب" ومن أجل "افهام الحكام اللبنانيين انهم سيخسرون نتيجة تبنيهم مشروع حزب الله"، كما قال مسؤول اسرائيلي لواضعي التقرير.

 

الحرب على سوريا

وأفاد التقرير الدولي أن الحرب الاسرائيلية المقبلة ستشمل سوريا وذلك استناداً الى العناصر والمعطيات الأساسية الآتية:
أولاً - ان سوريا تزود "حزب الله" الأسلحة والصواريخ المتطورة وتشكل أراضيها قاعدة لوجستية أساسية له.
ثانياً - ان النظام السوري ينتهك قرار مجلس الأمن الرقم 1701 الذي يحظر نقل الأسلحة الى أي تنظيم مسلح في لبنان يعمل خارج سلطة الدولة.
ثالثاً - ان الحدود اللبنانية - السورية ليست خاضعة لرقابة مشددة وفعالة مما يسهل نقل الأسلحة الى "حزب الله". وقد أكد مسؤولون أميركيون واسرائيليون لواضعي التقرير أن "حزب الله" تلقى عبر هذه الحدود كميات ضخمة من الأسلحة المتطورة منذ انتهاء حرب 2006 الى اليوم.
رابعاً - توصلت القيادة الاسرائيلية الى اقتناع مفاده أن "حزب الله" سيظل يتلقى الأسلحة السورية والايرانية الصنع لتعزيز قدراته الهجومية "ما لم يدفع نظام الأسد ثمن دعمه للحزب" كما جاء في التقرير.
خامساً توصل مسؤولون اسرائيليون الى اقتناع بأن ضرب لبنان وحده ليس كافياً لوضع حد لـ"خطر" "حزب الله" على اسرائيل كما أثبتت التجارب السابقة، ولذلك يجب الذهاب أبعد من ذلك وتوجيه ضربات عسكرية الى سوريا لأنها تشكل مصدر الدعم العسكري الأساسي للحزب. ونقل التقرير عن مسؤول اسرائيلي قوله "اننا نستطيع أن نلحق بنظام الأسد أذى أكبر من الأذى الذي نلحقه حزب الله، لذلك يجب استهداف سوريا في "الحرب المقبلة". ولم يستبعد التقرير أن تشمل الهجمات الاسرائيلية المقبلة منشآت عسكرية ومراكز تدريب سورية ومواقع تحتوي على أسلحة لـ"حزب الله" وأهدافاً أخرى.
ونقل التقرير عن ديبلوماسي اسرائيلي ان "في اسرائيل مسؤولين يريدون فعلاً الدخول في مواجهة عسكرية واسعة مع سوريا من أجل اضعاف نظام الأسد والقضاء على التحالف السوري - الايراني. واذا ما ردّ النظام السوري على أي هجمات اسرائيلية قد يتعرض لها فانه سيرتكب حينذاك الخطأ الأكبر اذ ان مثل هذا الرد سيعطي المسؤولين الاسرائيليين الذريعة لخوض مواجهة واسعة مع سوريا". ونقل التقرير أيضاً عن مسؤول عسكري اسرائيلي سابق قوله: "في حال نشوب حرب جديدة يجب أن يكون الهدف الاستراتيجي لاسرائيل العمل على اسقاط نظام الأسد. ويجب أن توجه اسرائيل منذ الآن تحذيراً واضحاً الى المعنيين بالأمر تؤكد فيه انها ستعمل على اسقاط النظام السوري اذا ما تعرضت لهجوم بالصواريخ من الشمال أي من لبنان. ومثل هذا التحذير يجب أن يدفع النظام السوري الى وقف ارسال الأسلحة الى "حزب الله".
وكشف التقرير أن الاسرائيليين كادوا أن يهاجموا مطلع 2010 قافلة من الشاحنات تنقل صواريخ من سوريا الى "حزب الله" ثم امتنعوا عن تنفيذ هذا الهجوم ربما لاتاحة المجال أمام الجهود الديبلوماسية لمعالجة هذه القضية.
وأكد مسؤولون أميركيون، وفقاً للتقرير، وجود "اقتناع متزايد" لدى قيادات اسرائيلية بأن مصلحة اسرائيل لم تعد تقضي باستمرار وجود وبقاء نظام بشار الأسد وذلك نظراً الى علاقاته الوثيقة مع ايران و"حزب الله  و"حماس".
وتحدث التقرير عن تطور خطر في العلاقة السورية - الايرانية اذ نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم ان السوريين يعززون تعاونهم العسكري مع حلفائهم الى حد أنهم يقومون بدمج أنظمتهم العسكرية والدفاعية مع أنظمة ايران و"حزب الله" وعلى مستويات لا سابق لها، استعداداً لمواجهة شاملة مقبلة ومحتملة مع اسرائيل. وهذا التطور المهم والخطر لم تشهده العلاقات السورية - الايرانية في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. وأضاف المسؤولون الأميركيون "ان هذا التطور في علاقات سوريا مع حلفائها قد يؤدي الى اقحامها في نزاع مسلح جديد مع اسرائيل". واستناداً الى التقرير لم يستبعد مسؤول عسكري اسرائيلي احتمال مشاركة سوريا في الحرب المقبلة مع اسرائيل الى جانب "حزب الله"، كما لم يستبعد "أن يسمح النظام السوري في ظروف معينة باطلاق قذائف من أراضيه على أهداف اسرائيلية. والدولة العبرية مستعدة لمواجهة هذا الاحتمال".

 

الحرب والقرار الظني

التقرير الثاني أصدره "مركز العمل الوقائي" في "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي ويحمل عنوان "حرب لبنان الثالثة" وأعده دانيال كيرتزر السفير الأميركي السابق والخبير في شؤون الشرق الأوسط وقد نشرت "النهار" نصه في عددها الصادر الاثنين الماضي. وقالت ديبلوماسية غربية مطلعة ان هذا التقرير مهم للأسباب الآتية:
أولاً - انه ليس مجرد تقرير أكاديمي نظري بل يعكس الأجواء الأميركية الرسمية تجاه تطورات الأوضاع في لبنان وسوريا واسرائيل لأن كيرتزر مقرب من ادارة الرئيس أوباما وتربطه علاقات وثيقة بالمسؤولين عن ملف الشرق الأوسط.
ثانياً - هذا التقرير يعكس فعلاً وجود قلق جدي لدى الادارة الأميركية من نشوب حرب لبنانية - اسرائيلية - اقليمية بقرار يتخذه أطراف اقليميون وتعجز واشنطن عن منعه. وهو ما أشار اليه كيرتزر اذ قال ان الحرب قد تنشب بمبادرة من "حزب الله" نتيجة ضغوط ايرانية عليه أو نتيجة خطأ في الحسابات أو لأسباب أخرى. لكنه أضاف أن الحرب قد تنشب نتيجة قرار اسرائيلي ومن أجل تدمير قدرات "حزب الله" العسكرية واضعافها الى أدنى حد ممكن، اذ ان الدولة العبرية ترى، وفقاً للتقرير، أن امتلاك الحزب صواريخ أرض - أرض متوسطة وبعيدة المدى ومتطورة وصواريخ أرض - جو يشكل "تهديداً استراتيجياً للاسرائيليين". وقد تمهد هذه الحرب لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية. كما ان اسرائيل قد تقوم بغزو بري لبعض المناطق اللبنانية لمحاولة تحقيق أهدافها.
ثالثاً - يعكس التقرير الانزعاج الأميركي الرسمي من الدعم العسكري الذي يقدمه النظام السوري لـ"حزب الله" ويضع سوريا في دائرة الخطر الشديد اذ يقول ان الحرب المقبلة قد تشمل مهاجمة أهداف ومنشآت عسكرية في الأراضي السورية وخصوصاً منشآت تابعة لـ"حزب الله" أو مستودعات تخزين أسلحة للحزب.
رابعاً - يطرح التقرير احتمالاً تدرسه ادارة أوباما جدياً، وفقاً للمصادر الغربية المطلعة، وهو "تدويل" قضية امدادات الأسلحة السورية والايرانية لـ"حزب الله" وطرحها في مجلس الأمن. اذ ان كيرتزر يدعو في تقريره ادارة أوباما الى ممارسة ضغوط ديبلوماسية واسعة على نظام الرئيس الأسد بالتعاون مع دول أخرى لوقف امداد "حزب الله" بأسلحة "تزعزع الاستقرار". واذا فشلت هذه الجهود فان التقرير يقترح "أن تكشف الولايات المتحدة على الملأ المعلومات الاستخبارية المناسبة وتجري مشاورات في نيويورك في شأن قرار يصدر عن مجلس الأمن وينص على القيام بعمل وقائي ضد سوريا. ومن المستبعد اعتماد قرار كهذا، لكن الجهود الديبلوماسية المحيطة بمحادثات نيويورك ستوجه رسالة قوية الى دمشق". ويستبعد تقرير "مجموعة الأزمات الدولية  أن يفجر "حزب الله" حرباً مع اسرائيل اذا أصدر المدعي العام الدولي دانيال بلمار قراراً ظنياً يتهم فيه بعض عناصر الحزب بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. ويقول التقرير ان "حزب الله" لن يشعل الحرب مع اسرائيل بسبب المحكمة الخاصة بلبنان "لأن الحزب لن يكون بعد حرب جديدة ومدمرة في موقع أقوى لمواجهة الضغوط الداخلية والدولية التي ستمارس عليه" سواء في ما يتعلق بالمحكمة وبجريمة اغتيال الحريري" أو في ما يتعلق بمصير سلاحه وبدوره في المعادلة السياسية والأمنية اللبنانية.
 

بقلم عبد الكريم أبو النصر     

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,118,003

عدد الزوار: 7,621,632

المتواجدون الآن: 0