تقويض الحقيقة فتنة اشد!

تاريخ الإضافة الخميس 9 أيلول 2010 - 3:19 م    عدد الزيارات 615    التعليقات 0

        

تقويض الحقيقة فتنة اشد!

نايلة تويني (النهار)، الخميس 9 أيلول 2010
 
لست ممّن فوجئوا بإعلان الرئيس سعد الحريري إنهاء الاتهام السياسي لسوريا في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولا اعتقد أن هذه الخطوة تستلزم رفضاً أو تأييداً، خصوصاً تبريراً، بل أن ما يعنيني هو سؤال جوهري وأساسي، لا أملك - كما الكثيرين - جواباً عنه وهو هل ستؤدي هذه الخطوة إلى حماية المحكمة الدولية أم لا؟
يعود إلى الرئيس سعد الحريري وحده أن يصارح الناس في الوقت المناسب بالمعطيات التي جعلته يختار الأسلوب والمضمون والتوقيت في إعلان الموقف الذي اتخذه.

واعتقد أن مصارحة كهذه هي من حق الناس عليه كمسؤول وزعيم أساسي في البلاد. ولكنني أقول بصراحة أن ردود الفعل الأولية على خطوته، من حلفاء لسوريا في لبنان، لا تبعث ابداً على الاطمئنان إلى ان هذا الثمن الباهظ الذي دفعه رئيس الحكومة سيقابل بما يوازيه. فإذا كان تعبير الاتهام السياسي اقتضى إعلان نهايته كخطوة لترسيخ الصفحة الجديدة مع سوريا، فان ما صدر من ردود فعل اظهر أن حلفاء سوريا يتعاملون مع هذه الخطوة، كأنها استسلام سياسي، يراد له أن يكمل حلقاته، إلى حد تقويض المحكمة الدولية والإجهاز عليها نهائياً. وبمعنى أوضح، إذا كان الرئيس الحريري يتحمل مسؤولية إنهاء الاتهام السياسي كرئيس للحكومة مسؤول عن كل لبنان، فان الذين هلّلوا لخطوته ذهبوا الى ابعد بكثير، وبات مطلبهم الفوري التالي أن يطلق الحريري بنفسه رصاصة الرحمة على المحكمة، مع انه كان واضحاً كل الوضوح في التمييز ما بين إنهاء الاتهام السياسي والتمسك بالمحكمة الدولية.

لم يوجه الرئيس الحريري ولا أي طرف أو شخص في لبنان يوماً أي اتهام إلى "حزب الله"، في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ورغم ذلك ذهب البعض في "قوى 8 آذار" وحلفاء سوريا وإيران فوراً إلى حدّ مطالبة الحريري بضرب المحكمة. فماذا يعني ذلك؟

إن اخطر ما قد يواجه لبنان هو أن يمضي افرقاء في التعامل مع قضية شهداء الاغتيالات جميعاً في هذا المنحى الاستفزازي، وكأنه انقلاب سياسي وأمني موصوف على مسألة العدالة، التي لن يكون هناك تراجع عنها مهما بلغت الأكلاف والأثمان والتضحيات. يدّعي هؤلاء إنهم حرصاء على منع الفتنة في لبنان، فيما هم يشعلون بألسنتهم وأقلامهم ومنابرهم فتيل فتنة اشد دهاء، هي فتنة محاولة قمع فئات لبنانية واسعة سقطت لها قافلة شهداء غير مسبوقة في تاريخ لبنان عن كشف الحقيقة. فأي سلم أهلي سيبقى إذا سقطت الحقيقة؟ وأي دولة ستكون على أنقاض هذه الفتنة الأخطر من الفتنة المذهبية؟ أم تراهم يظنون ان دماء الشهداء ستترك هباء، لان بعض أبواق التبعية تهلل لمعادلة "إما الاستقرار أو المحكمة؟". فأي إستقرار موهوم هذا سيأتي على حساب دماء الشهداء؟ ومن قال أن أحداً يرضى ظلم أي طرف لبناني على أيدي المحكمة الدولية؟ ألا يكون الظلم عندها علامة السقوط؟!

لكن ذلك لا يبرر هذا الاستغلال الفوري لخطوة الحريري، ولا يفترض بالمستغلين أن يركبوا الأوهام إلى حدّ الظن بأن أهل الحق رفعوا أيديهم استسلاماً. 

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,109,460

عدد الزوار: 7,621,249

المتواجدون الآن: 1