كلام يُمهِّد لعودة المواجهات··؟!

تاريخ الإضافة الإثنين 13 أيلول 2010 - 6:45 ص    عدد الزيارات 602    التعليقات 0

        

كلام يُمهِّد لعودة المواجهات··؟!
صلاح سلام:

لا حديث اللواء جميل السيد في مؤتمره الصحفي، ولا كلام الأطراف السياسية الأخرى في 8 آذار حول شهود الزور والمحكمة، يشجع المواقف التي يتخذها رئيس الحكومة لتغليب خيار الوفاق والاستقرار على خيارات الصراعات والانقسامات والمواجهات الأخرى·

ذلك ان اعتماد لغة التهدئة والحكمة والعقل من قبل الرئيس سعد الحريري، يقابلها الفريق الآخر بمزيد من التصعيد والتعقيد والتوتير، والدعوات التي يطلقها رئيس الحكومة لطي صفحة الخلافات، والتطلع إلى كل ما يعزز الجبهة الداخلية، ما زالت تقابل بالتصريحات والخطابات التي تنكأ الجراح، وتثير المزيد من الحساسيات التي تلعب على أوتار العصبيات والتناقضات·

وكأنه لا يكفي الاكتفاء بشعار الحقيقة والعدالة، وتأكيد عدم الرغبة بالثأر أو الانتقام·

وكأنه لا يصح تقديم متطلبات الأمن والحفاظ على الاستقرار، على كل ما عداها من مواقف وتطورات كادت تودي بالأمس القريب إلى هاوية الحرب الأهلية·

وكأنه لا تصح مراجعة بعض المواقف، وممارسة النقد الذاتي بشجاعة، إلا اذا تمت إدانة كل المواقف مرة واحدة، وإلا اذا يتم جلد الذات بالسنة المزايدين مع طلوع الفجر وعند قدوم المساء

! * * *

لن تتخطى المسألة ملف شهود الزور إلى المطالبة بإسقاط المحكمة من أساسها··، وإلغاء نتائج لجنة التحقيق الدولية··،

وان يتجاوز الكلام حدود الخلاف السياسي والديمقراطي ويصل إلى مستوى المجاهرة بالعمل لإسقاط الدولة بالشارع··،

وان تطوي المطالبة بالحقوق مبادئ العدالة واصول المحاكمات المحلية والدولية، وتهدد بتحصيل الحق باليد·· ولو بالقتل ·· ولو بعد حين··،

فكل هذه المؤشرات تعتبر عناوين متفجرة لمرحلة سوداء يريد أصحابها زج البلاد والعباد فيها من جديد دون الأخذ بعين الاعتبار مخاطر اللعب بنيران الخلافات الداخلية التي أصبحت أسيرة خنادق مذهبية كريهة، لا يستفيد من تحريكها واطلاق العنان للفتنة العمياء، إلا العدو الإسرائيلي وكل من يحاول تنفيذ مخططات التفتيت والشرذمة للكيانات السياسية الحالية، التي شكلت خريطة الشرق الأوسط بموجب اتفاقية سايكس بيكو التي قضت بتقسيم تركة الامبراطورية العثمانية في المشرق العربي بين النفوذين الفرنسي والبريطاني·

* * *

وأكثر ما يخشاه أهل العقل والحكمة هذه الأيام، أن يكون الشعور بـ<فائض القوة> المهيمن على مواقف بعض الأطراف السياسية في فريق 8 آذار السابق، فضلاً عن عوامل محلية واقليمية أخرى، وراء مثل هذه الاندفاعة المحمومة، التي لا تقف فقط عند حدود الضغط على رئيس الحكومة لفتح ملف شهود الزور وضرب مصداقية المحكمة قبل أن تبدأ عملها، بل قد يكون وراء الأكمة ما وراءها، عندما تظهر الأهداف الحقيقية لمثل هذه الإندفاعة الهادفة الى تحقيق انقلاب سياسي متعدد المرامي والأهداف، قد يبدأ بإسقاط الحكومة الحالية ومنع عودة الحريري الى السراي الكبير على رأس الحكومة العتيدة، وصولاً الى إلغاء التزامات لبنان مع المحكمة الدولية على الصعيدين القضائي والمالي·

وثمّة ما يشير الى أن الهدف الأكبر لأصحاب هذا <الانقلاب السياسي>، إذا تحقق، هو العمل على جراحات متعددة لاتفاق الطائف، بهدف إدخال تعديلات جذرية عليه، تُطيح التوازنات الدقيقة التي أنهت خمسة عشر عاماً من الحروب العبثية، الأمر الذي يهدد بإعادة البلاد الى أجواء الحروب الانتحارية التي لن تقف هذه المرة قبل تحقيق الحلم الصهيوني بضرب الصيغة اللبنانية، وإثبات فشل تعايش الديانات المختلفة في نظام واحد، مما يعزز المطالبة الصهيونية المزمنة باعتبار <اسرائيل دولة يهودية>، من جهة، فضلاً عن أن إعادة لبنان الى مرحلة الحروب العبثية يعني التخلص من خطر المقاومة الاسلامية الحالية، التي سترتد الى الداخل وتنشغل بحروب الطوائف والمذاهب، التي ستقود الوطن الصغير الى مهاوي التقسيم، على نحو ما هو مخطط له لكل من السودان والعراق واليمن·

فهل ثمّة بين اللبنانيين، مهما بلغ شعوره بالقوّة الفائضة، من يخاطر بمصير جمهوره أولاً، وبمستقبل الوطن ثانياً وثالثاً ورابعاً··

ويركب متن مثل هذه المغامرة الهوجاء تحت تأثير إيحاءات داخلية وإقليمية تجعل من الشعب اللبناني وقوداً لمخططاتها في المنطقة؟

* * *

رب سائل، تحت وطأة التصعيد المحموم والمفاجىء:

هل انتهى مفعول القمة الثلاثية التي شارك فيها الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الاسد، والتي اسست للتهدئة التي سادت طوال االشهرين الماضيين؟

ولماذا المسارعة لإنهاء <هدنة رمضان>·· حتى قبل انتهاء عطلة عيد الفطر، وقبل عودة الحركة السياسية الى نشاطها الطبيعي؟ وأين تقف دمشق كونها راعية استقرار لبنان، بموجب نتائج القمة الثلاثية، من حملات التصعيد التي من شأنها ليس الاطاحة بأجواء التهدئة وحسب، بل قد تمهد ايضاً لاعادة فتح ابواب جهنم من جديد في هذا البلد المعذب؟

لعله من السابق لأوانه الخوض في تفاصيل هذه التساؤلات واحتمالاتها المختلفة·

ولكن لا بد من القول بأن بعض الاطراف المحسوبة على <الخط السوري> في لبنان، كما يصفه النائب سليمان فرنجية، يحاول ان يُخرج الدور السوري من دائرة رعاية الاستقرار، واعادة تعزيز العلاقات وتصحيحها ووضعها على اسس واضحة وثابتة تراعي مصالح الشعبين الشقيقين بهدف اعادة سوريا الى موقع الحليف لفريق من اللبنانيين ضد فريق آخر منهم، ضاربين بعرض الحائط بالمصالح السورية العليا التي تقضي ان تكون دمشق على علاقة طيبة مع كل اللبنانيين، وان لم تكن على مسافة واحدة من الجميع!

صلاح سلام

 

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,093,619

عدد الزوار: 7,620,289

المتواجدون الآن: 0