القطب محذراً عبر موقعنا: سوريا لن تكبح الحملة على "الحريري" قبل أن يستنجدها ويصبح المطلب دولياً

تاريخ الإضافة السبت 18 أيلول 2010 - 8:57 ص    عدد الزيارات 626    التعليقات 0

        

ناتالي إقليموس::

وسط التصعيد السياسي المحتدم على الساحة اللبنانية، وإنضمام العماد ميشال عون إلى الحملة الهجومية التي يقودها اللواء جميل السيد، رأى المحلل الإستراتيجي حسّان القطب "أن مرحلة الإغتيالات لا تزال مستمرة، وإنما بوسائل إعلامية، وبإتباع اسلوب التخوين، التهديد التهويل، بث الشائعات، التحريض، وإستنفار الغرائز...".

القطب وفي مقابلة خاصة لموقع "14 آذار" الإلكتروني، أكّد أن حملة السيد "وإن اتخذت الطابع الشخصي في عنوانها العام، إلا أنها واضحة الأهداف والتوجه وتتكامل مع توصيفنا للمرحلة السياسية التي نعيشها". واعتبر القطب "ان السيد مكلف بهذا الدور الهجومي من قبل النظام السوري بهدف الضغط على الرئيس الحريري، للاتصال بالقيادة السورية مستنجداً للتهدئة باعتبار أن الحل في سوريا".

أما عن الموقف السوري من الحملة على الحريري، أوضح القطب "ان النظام السوري يسعى لتحسين شروط دوره الإقليمي في الساحات الملتهبة في محيطه من لبنان إلى العراق وفلسطين. وهو لن يرسل إشارات واضحة بالتهدئة قبل أن يشعر أن هذا الأمر قد أصبح مطلباً عربياً ودولياً قبل أن يكون لبنانياً. بذلك يقول للجميع في الداخل والخارج انه لاعب أساسي على الساحة اللبنانية وان بإمكانه تهيئة الساحة اللبنانية للانفجار كما بإمكانه أن يبقيها في حال استقرار".

أما عن الدور الذي يؤديه الرئيس نبيه بري في الآونة الأخيرة، قال القطب: "يسعى بري للخروج من عباءة حزب الله التي وضعه فيها طيلة السنوات الخمس الماضية، وقد لمسنا ذلك خلال أحداث برج أبي حيدر حين نأى بنفسه عن الدخول في الصراع المسلح ليضع حزب الله وحده دون سواه في خانة المتهم". وأضاف القطب: "يرى بري في معادلة (س – س) المظلة الوحيدة بل المتاحة له ليعود لاعباً أساسياً على الساحة اللبنانية بعد أن أفقده السيد حسن نصرالله هذا البريق وهذا الوهج لمدة طويلة. من هنا يبدو أن الرئيس بري ينتظر إشارة ما قبل مباشرة التحرك وقبل الإعلان عن موقف واضح وصريح يتناغم مع الهدف من هذه الحملة المبرمجة والهادفة، هذا إذا أعلن موقفاً ما وأشك بذلك".

وعن موقفه من دعوة عون للإنقلاب على الدولة، رأى القطب أنها "ليست الحملة الاولى من نوعها للجنرال، فقد سبق أن وجهها للجمهور اللبناني حين أعلن حزب الله الحرب على حكومة الرئيس السنيورة وبدأ حصاره للسراي الحكومي الذي استمر ما يقارب العامين دون أن يتجاوب معه ومعهم الشعب اللبناني. لذا كما فشلت سياسات عون وحزب الله في المرة السابقة سوف تفشل مجدداً أيضاً".

كما إعتبر القطب "ان حكومة الوحدة الوطنية أو الحكومة التوافقية أو أي مسمى أخر لهذه الحكومة، هو عملياً شراء للوقت من قبل حزب الله المرتبط كلياً بالأجندة الإيرانية. لذلك فإن الضغوطات السياسية على دور وأداء الحكومة سوف يتواصل بهدف تعطيلها وإظهارها مظهر العاجز عن تحقيق أي إنجاز إنمائي أو خدماتي. بموازاة ذلك سيمعن حزب الله في إضعاف المؤسسات الأمنية والتشكيك بها وبدورها لتبقى يده طليقة في رعاية وحماية جمهوره ومشروعه تحت مظلة سلاح "المقاومة".

كيف يمكن وصف المشهد السياسي الحالي؟

- ما نعيشه في الآونة الأخيرة، استكمال لمرحلة بدأت مع التمديد للرئيس لحود، ومحاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة، واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما تبع ذلك من اغتيالات وتفجيرات طالت سياسيين، صحافيين بارزين ومدنيين أبرياء. وذلك بهدف وضع الكيان اللبناني في أزمة مستمرة، يظهر خلالها عجز السياسيين والأحزاب السيادية عن إدارة مؤسسات الدولة، وعن ضعف المؤسسات الأمنية وفشلها في حماية الوطن والمواطنين. نذكر جيداً استهداف النواب والوزراء بعدما تمت محاصرة السراي الحكومي، ولجوء نواب الأكثرية الوطنية إلى الفنادق لتأمين الحماية الأمنية الممكنة لهم. ومع ذلك استطاع المجرمون استهداف البعض... والاغتيال السياسي لا زال مستمراً بوسائل إعلامية وبإتباع أسلوب التخوين والتهديد والتهويل وبث الشائعات والتحريض واستنفار الغرائز... هذا المشهد لم يتغير منذ عام 2004... وحتى اليوم.

إلى أي مدى يمكن إعتبار حملة جميل السيد شخصية وليس لها إمتدادات خارجية أو داخلية؟

- حملة جميل السيد وإن اتخذت الطابع الشخصي في عنوانها العام، إلا أنها واضحة الأهداف والتوجه وتتكامل مع توصيفنا للمرحلة السياسية... فكيف يعقل أن يصدر عن مسؤول أمني سابق كلام من هذا النوع يتضمن تهديداً واضحاً وصريحاً لمرجعيات رسمية، أمنية وسياسية وقضائية، بما فيها موقع رئيس الوزراء الشيخ سعد الحريري الذي يمثل الأكثرية النيابية والشعبية والطائفة السنية في لبنان، والذي استقبل الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ حمد في زيارتهما الأخيرة إلى لبنان... مما يعني أن هناك من هم مستاؤون من هذا الواقع السياسي الجديد الذي يفرض ثوابت جديدة على الساحة اللبنانية وأهمها أن أمن واستقرار لبنان قد أصبح مسؤولية عربية ودولية، ولم يعد ساحة سورية – إيرانية، يمارس على أرضه تظهير الردود والإجابات على المبادرات الدولية والعربية، بدءاً من الملف النووي الإيراني إلى الخلافات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية وصولاً إلى اليمن والبحرين ودولة الكويت والإمارات.
وقد أكّد جميل السيد في مؤتمره الصحفي انه مكلف بهذا الدور المسيء، حين هدد الدبلوماسيين المصريين في لبنان، والكل يعلم أن الإدارة المصرية لا علاقة لها بمشكلة شهود الزور أو القضايا القانونية التي تحدث عنها السيد. إذاً هو مكلف بهذا الدور من قبل النظام السوري بهدف الضغط على الرئيس الحريري، للاتصال بالقيادة السورية مستنجداً للتهدئة باعتبار أن الحل في سوريا وليس في سواها وتحديداً دولة مصر.

كيف ترى إنضمام العماد ميشال عون إلى تصعيد السيد، ودعوته إلى العصيان والإنقلاب على الدولة؟

- حملة العماد عون على المؤسسات ليست جديدة، ولكنها تأتي في سياق التكامل مع أهداف حليفه المستجد، حزب الله، وهو أي العماد عون لم يوفر فرصة أو مناسبة إلا وسعى من خلالها للتهجم على كافة المرجعيات، ولم يسلم منه حتى البطريرك صفير، والحملة الأخيرة التي شنها على رئيس الجمهورية العماد سليمان لم تكن مبررة على الإطلاق.
كنا نتمنى على العماد عون أن يعود إلى موقعه الصحيح كجزء أساسي وركن متين بين القوى السيادية التي تناضل لبناء دولة المؤسسات، خصوصاً بعدما شاهدنا العديد من القيادات الأساسية في التيار الوطني تعبّر عن قلقها من الحال التي وصل إليها التيار وتعلن انكفاءها عن الاستمرار إلى جانب الجنرال. والكلام الأخير الذي صدر مؤخراً على لسان النائب سليمان فرنجية بعد لقائه البطريرك فيه إشارة واضحة إلى التباين بين الحلفاء. مما يستدعي مراجعة شاملة من العماد عون لمواقفه وتوجهاته السياسية. أما دعوة عون للمجتمع اللبناني للانتفاض على المؤسسات والعصيان المدني فقد سبق له أن وجهها حين ارتدى الثياب البرتقالية على شاشة التلفزيون موجهاً للجمهور اللبناني الدعوة عينها، حين أعلن حزب الله الحرب على حكومة الرئيس السنيورة وبدأ حصاره للسراي الحكومي الذي استمر ما يقارب العامين دون أن يتجاوب معه ومعهم الشعب اللبناني الذي يتوق للاستقرار والهدوء. وكما فشلت سياسات عون وحزب الله في المرة السابقة سوف تفشل مجدداً أيضاً.

على وقع الحملة التي يتعرض لها الرئيس سعد الحريري، هل ترى أن سوريا مطالبة برفع صوتها عالياً لمعرفة حقيقة موقفها؟

- النظام السوري الذي ضمن بقاءه واستمراره بإرادة إسرائيلية ودولية وعربية، يسعى لتحسين شروط دوره الإقليمي في الساحات الملتهبة في محيطه من لبنان إلى العراق وفلسطين. والساحة اللبنانية هي الأكثر استعداداً للتجاوب مع طموحات النظام السوري للتدخل أو لتهيئة الظروف والمناخات المناسبة للتدخل، بسبب وجود تلك القوى التي ترى في العودة القوية للنظام السوري على الساحة اللبنانية فرصة لها لإعادة إنتاج دورها وتحقيق طموحاتها في الوصول إلى السلطة. لذلك فالنظام السوري لن يرسل إشارات واضحة بالتهدئة قبل أن يشعر أن هذا الأمر قد أصبح مطلباً عربياً ودولياً قبل أن يكون لبنانياً. بذلك يقول للجميع في الداخل والخارج انه لاعب أساسي على الساحة اللبنانية وان بإمكانه تهيئة الساحة اللبنانية للانفجار كما بإمكانه أن يبقيها في حال استقرار... رغم عدم تواجده العسكري على الأراضي اللبنانية. ولكن فوضى السلاح المنتشر وتزايد الخروقات الأمنية وضعف هيبة المؤسسات الأمنية تتطلب تدخلاً ممن يستطيع التأثير على هذه القوى أو تلك وضبط إيقاعها وحدود ممارساتها.

مواقف حزب الله والعماد عون تعكس ترحيبهما بالحملة على الحريري، في حين الرئيس بري اتجه إلى تعزية نفسه أن معادلة س- س لم تتخلخل. كيف تقرأ هذا التفاوت في ردود الفعل، واستطراداً هل في موقف بري ما يدعو للإستغراب؟

- يسعى الرئيس بري للخروج من عباءة حزب الله التي وضعه فيها طيلة سنوات الخمس، وقد لمسنا ذلك خلال أحداث برج أبي حيدر حين نأى بنفسه عن الدخول في الصراع المسلح ليضع حزب الله وحده دون سواه في خانة المتهم. وبري يرى في معادلة (س – س) التي بشرنا فيها بطلب سوري قبل أن تصبح حقيقةً واقعة، المظلة الوحيدة بل المتاحة له ليعود لاعباً أساسياً على الساحة اللبنانية بعد أن أفقده السيد حسن نصرالله هذا البريق وهذا الوهج لمدة طويلة. من هنا يبدو أن الرئيس بري ينتظر إشارة ما قبل مباشرة التحرك وقبل الإعلان عن موقف واضح وصريح يتناغم مع الهدف من هذه الحملة المبرمجة والهادفة..هذا إذا أعلن موقفاً ما وأشك بذلك. إضافةً إلى أن العلاقة بين بري و جميل السيد غير جيدة، وقد عبر معاون بري النائب علي حسن خليل عن رفضه لتلك التصريحات التي صدرت وشكر للحريري مقابلته الأخيرة مع جريدة الشرق الأوسط.

هل ما نشهده من تصعيد يؤكّد وجود متضررين من التقارب المؤسساتي بين لبنان وسوريا، وتحديداً بين الحريري والأسد؟

- من المؤكد أن كثيرين لا يشعرون بالرضا من أن تكون العلاقة بين الدولتين اللبنانية والسورية هي علاقة بين مؤسسات وليس أشخاص. وقد سمعنا مؤخراً عن بعض الزيارات الخاصة لقيادات ووزراء من خارج الإطار المؤسساتي، وقد التقى هؤلاء ضباطاً وأمنين. لذلك فإن التصعيد السياسي والإعلامي والأمني في لبنان يهيئ للتواصل المباشر مع السوريين من خارج المؤسسات كما حدث حين زار وفدين من جمعية المشاريع الإسلامية وحزب الله كل على حدة الضابط السوري رستم غزالي وتداولا وإياه في كيفية فض الاشتباك وإنهاء الخلاف من خارج إطار المؤسسات الرسمية اللبنانية سواء الأمنية أو السياسية والقضائية. وهذا ما لا يرغب أي لبناني في إحياء هذا الأمر من جديد.

صفة "التوافقية" لم تكن كفيلة بجعل الحكومة بمنأى عن التجاذبات والضغوطات السياسية، ما الذي يمكن أن يحميها إذا؟ هل ترى أن مشروع الإنقلاب على الحكومة ولد قبل تشكيلها؟

- إن مشروع حزب الله هو السيطرة الكاملة على الدولة اللبنانية، لذلك فإن حكومة الوحدة الوطنية أو الحكومة التوافقية أو أي مسمى أخر لهذه الحكومة، هو عملياً شراء للوقت من قبل هذا الحزب المرتبط كلياً بالأجندة الإيرانية. لذلك فإن الضغوطات السياسية على دور وأداء الحكومة سوف يتواصل بهدف تعطيلها وإظهارها مظهر العاجز عن تحقيق أي إنجاز إنمائي أو خدماتي. فهي عاجزة حتى اليوم عن تنفيذ سلسلة من العيينات الإدارية الضرورية لتفعيل عمل الإدارة وتسهيل تنفيذ الخدمات للمواطنين. بموازاة ذلك يمعن حزب الله في إضعاف المؤسسات الأمنية والتشكيك بها وبدورها لتبقى يده طليقة في رعاية وحماية جمهوره ومشروعه تحت مظلة سلاح (المقاومة) الذي هو سلاح ميليشيا ليس أكثر. وما نراه اليوم في البحرين والعراق يتطابق تماماً مع ما عشناه ولا زلنا في لبنان..لأن الراعي واحد والإدارة واحدة والمشروع واحد.

لذلك فإن هذه الحكومة سوف تستمر في حال من التجاذب وعدم القدرة على تحقيق إنجازات مهمة، وهذا الحال سوف يستمر حتى لو تم تغيير الحكومة أو بعض وزرائها، طالما أن حزب الله لم يضع يده بالكامل على مؤسسات الدولة وإداراتها وعلى الأخص المؤسسات الأمنية منها.
 
المصدر : خاص موقع 14 آذار

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,094,142

عدد الزوار: 7,620,357

المتواجدون الآن: 0